الفصل الأخير: ثلجٌ وقرمز غَطّاهُ كُلّه. — نهاية_أبيض.(وميري_كرسماس!!)
(إعدادات القراءة)
لقد انتهى.
لكن ما عساه ينسون حقيقةً أساسية.
«أعع.....»
«مهلا، أنت بخير!؟»
«توما، ملابسك لم تتلوث بالدماء وحسب، بل تشبعت بالأحمر.»
لا لوم على الفتى شائك الشعر لشعوره بالدوار. لا شيء سيغير حقيقة أنه قد انطعن في جنبه من مَيْدونة هوشيمي. ميساكا إيموتو خيّطته بالكاد سليم، لكن الجرح لا يزال موجودًا. إضافةً إلى ذلك، قد خاض معارك متتالية ضد ميدونة ونيوكا وتعرض لجروح من الزجاج وشظايا المعدن في كامل جسده. كان كاميجو توما بالتأكيد ذاهبًا إلى المستشفى في عشية الكرسماس هذه. وما عساه إلا أن يأمل ألا يمكث هناك طويل.
وقد هبط الليل بطوله.
«نيوكا، ها؟»
«أشك في قدرتك على فعل أي شيء آخر له هنا،» قالت أوثينوس بجفاف من على كتفه. لكنها كانت تعرف كيف تدعم فتى مُتفهِّمها. «لكن عليك أيضًا أن تلعب دورًا في إنشاء مدينة أكاديمية يَقبَلُها. لن يتغير شيءٌ إذا طلب من في القمة التغيير. يجب على بقية الناس أن يستجيبوا لتلك الدعوة وإلا وجد ذلك الشخص نفسه معزولاً هناك.»
يبدو أن الأنتي-سْكِل قد تخلت عن صعود الدرج الطويل جدًا. وقد جائوا متأخرين على متن طائرة كبيرة ذات دَوّار مائل، لذا تركت مجموعة كاميجو نيوكا نوريتو، وطبيبته، وطيار مروحيته في رعاية الأنتي-سكل وهم ماضون في طريقهم إلى الأرض. كان المبنى مكونًا من سبعين طابقًا ولم تكن به أي من المصاعد تعمل، لذا شعر الفتى وكأنه تقطعت به السبل في وسط المدينة لَوْ لا مغناطيسية ميساكا ميكوتو.
«ما كان هنا كثير من الناس من قبل.»
«لأنها عشية الكرسماس؟»
كان كاميجو توما غارقًا في الدماء، وقد ركض ووجّه باللكمات، وما زال لا يعرف ما إذا كان يُمنع من التحرك أم لا، لذا عندما رموه إلى ليلة المدينة المتجمدة، تراجعت آماله في قضاء ليلة رومانسية إلى مستويات كارثية، لكنه رأى شيئًا ما.
رأىٰ معجزة صغيرة.
«الـ... الشايب الطباخ؟»
«ما بالك؟» سألت ميكوتو.
«أعطيني لحظة!! طباخ الرامن الشايب جاء؟!»
نسي تمامًا الألم في جنبه بينما شق طريقه بين الحشد لملاحقة ظهر أحدٍ ثم دار من أمامه.
لقد كان بالفعل ذلك الطباخ الشايب.
عندما تسأله عما إذا كان الرامن من الدجاج أو المأكولات البحرية، دائمًا ما يُجيبك "مدري يا خالي. كيماويات يمكن؟" أمام الزبائن. لكنه كان يبيع وجبة صغيرة من الرامن بحجم وعاء الأرز للطلاب العائدين من المدرسة. ظن كاميجو أن متجر الشايب قد ضاع في الهجوم الغريب لمحلات الدونات، لكن ها هو هنا. لم تَمُت روح المدينة الأكاديمية بعد!!
ارتدى الشايب عصابة رأس حتى في عشية الكرسماس وأشار بإصبعه كبائع سيارات مستعملة.
كان كاميجو غارقًا في الدماء كما هو، لكن الشايب تفاعل كما المعتاد دائمًا.
لقد كان رجلاً حقيقيًا لم يَحِدَّ أبدًا عن المسار الذي اختاره لنفسه.
«مهما كان الشكل الذي اتخذه، أحتاج متجرًا لأدير عملي، لكنني لا أتحمل أن أدفع عربة في هذا البرد. ولقد فكرت أن أنتقل إلى شاحنة طعام المرة القادمة. آمل أن أبدأ مرة أخرى قبل العام الجديد.»
«أوه، أووووووه.»
«هذا المكان يقدم واحدة مستعملة بسعر حوالي عشرين ألف ين.»
«أووووههههه!! إنه أنتَ حقًا. ومن غيرك سيملك معايير فوضوية بهذا القدر!! حقًا إنني افتقدت هذا الغياب التام للذوق حيث قَدَّمت الطعام للزبائن في شاحنة طعام رخيصة جدًا لدرجة أنني تخيلت أن كل أصحابها السابقين انتهى أمرهم أمواتًا في ظروف غامضة! يا حبيبي هذه هي الوجبة الغنية بعد المدرسة الّي لا تقدر تلك الدونات الكريهة أن تتحداها أبدًا!!»
كان كاميجو غارقًا في الدماء ومتحمسًا مثل مصارع محترف بعد معركة خارج الحلبة، لذلك فشل في ملاحظة الفتيات اللاتي تركهن وراءه وهن يحدقن فيه وأفواههن تشكل مثلثات صغيرة.
بعد أن قال الشايب إنه يخطط لاستخدام خدمة توصيل قائمة على التطبيقات لأن توظيف صبي توصيل كان مكلفًا للغاية، لَوَّح له كاميجو مُوَدّعًا إياه في شغله. لقد وجد أخيرًا أخبارًا سارة. الآن، لم يكن عليه سوى أن يكبس على شاشة هاتفه فيأكل ذلك الرامن المليء بالكيماويات والذي بدا أكثر اصطناعية من البلاستيك. لم يصدق نوع الجنون الذي ينتظره مع بزوغ الفجر. الرامن الذي قدمه ذلك الرجل كان خطيرًا كفاية وأنتَ تشاهده يطبخه بعناية، فمن يدري ما سيكون عليه في الوعاء وأنتَ تطلب المعاملة بأكملها عن بُعد؟ حقا كأنها نسخة خفيفة من لعبة الروليت الروسية!
كانت آماله وتوقعاته تشتعل بعنف.
ابتسم كاميجو ابتسامةً مشرقة وهو يشاهد ذلك الشايب المغادر الذي لم تتأثر حياته بألوان الكرسماس الزاهية في هذه المدينة المليئة بالعُشاق السعداء.
يا له من مشهد رائع لنهاية العام.
«لنأمل أن يكون العام القادم طَيّباً،» قال دون أن يفكر حقًا.
«هل أذكرك أننا الآن في عشية الكرسماس؟» قالت ميكوتو. «ماذا، أوقعت في فجوةٍ زمنية أو مثل هذا؟»
على أي حال، ما بدا على الناس هنا اهتمام بالضجة الأخيرة. رأوا مجموعات من الأصدقاء والأشقاء والعُشاق يسيرون ويبتسمون معًا مكونين حشدًا غريبًا في هذه المدينة ذات الأضواء الملونة.
لكن.
لم يَحُلّوا بعد المشكلة الأساسية.
«تعاملنا مع نيوكا، لكن لا يزال هناك تلك المجموعة الخارجية التي كان يعمل معها،» قالت أوثينوس من على كتفه. «خفيانية R&C، شركة تكنولوجيا عملاقة تسللت إلى العديد من الصناعات باستخدام التنجيم وتمائم الحظ. العالم يتجه في حدبٍ غريب آخر.»
يمكن أن تنتقل البيانات إلى أي جزء من العالم عبر الإنترنت.
قد يبدو هذا الحشد سعيدًا، لكن لا يمكن لأحد أن يؤكد ذلك. هناك الكثير من الفتيان والفتيات يعبثون بهواتفهم. وبينما بدوا وكأنهم يبتسمون معًا بفرح، ماذا عُرض على تلك الشاشات؟ قد يكون فضولاً بسيطًا، أو قد يكون مدفوعًا بتعقيد جاد، ولكن بعد الوصول إلى موقع شركة غامضة ومعرفة وجود شكل آخر من القوى الخارقة، من منهم سيحاول استخدامه؟ قد زُرعت البذور، والتهديد الكامن لن يتوقف نموه. ومن غير المرجح أن تُحل هذه المشكلة بالمدينة الأكاديمية والجانب العلمي وحده. ولا حتى بالسحرة خارج المدينة من الجانب السحري.
وهو واضحٌ أن هذا العدو يستهدف الفجوة ما بين الجانبين.
فشل التعاون هو فقدانٌ للوقت، وتأثير شركة ‹خفيانية R&C› سيستمر في النمو طوال تلك الفترة. حتى يصلوا في النهاية إلى نقطة لن تقدر على التخلص منهم ولو أردت، مثل المكيفات أو الهواتف النقالة.
انظر إلى سكان العالم وستجد الأسابر أقلية.
كانوا أقلية يحسدها الجميع.
لكن.
ماذا لو أتيح للناس الآن استخدام السحر؟
ماذا لو انتشر لدرجة ما عاد يُخفى وأصبح الجميع يتقبله كشيء طبيعي؟
الإسبر لا يستخدم السحر.
أولئك من لا يمكنهم استخدامه سيبدأون في التراجع تدريجيًا ليصبحوا أقلية ضعيفة.
لكن.
هل كان استخدام سببًا للمقاومة حقًا هو الصواب؟
ماذا لو جاء عصر جديد فاعتُبِرَت تلك المقاومة اليائسة عملاً شريرًا؟
«...»
(إذا كان هذا حقًا هدفهم، فيا لها من طريقة جهنمية للتغيير.)
كان عدوهم لغزًا كاملاً.
لم يكن عليهم حتى عبور جدران مدينة الأكاديمية للتسلل.
يمكنهم إنشاء عدد لا حصر له من الأعداء الأقوياء فقط بنشر المعلومات.
«الثلج يسقط.» نظرت إندكس إلى السماء بينما تحمل القط بين ذراعيها. «يسقط حقًا! ذلك يبشر بعيد ميلاد أبيض، توما!!»
كاميجو ابتسم قليلاً.
كان هناك تهديد غير مرئي في الأفق، لكنهم تعاملوا مع كل ما كان في متناول أيديهم. ألا ينسون كل ذلك ويحتفلوا بانتصارهم ليوم واحد على الأقل؟ إذا ما كَفَّ قلقهم، ستتحطم معنوياتهم قبل أن يظهر العدو التالي حتى. أفلا يستمتعوا بعيد الميلاد؟
لكن ما إن بدأ يفكر هكذا...
«هم، هم، هم همهم ♪»
سمع صوت فتاة صغيرة تغني بهدوء.
وتعرف على الصوت.
التفت دون أن يفكر، وظهر على وجهه تعبير شديد الانزعاج. كانت هذه هي الفتاة الصغيرة الغامضة التي عثر عليها خلف متجر البقالة الليلة الماضية وانتهى به الأمر يحملها ويهرب من بعض الجانحين. حتى في تلك وهذه الليلة الباردة، لم تكن ترتدي أي ملابس حقيقية. أمسكت بيدها قطعة قماش حمراء رقيقة بالكاد تغطي صدرها الناعم، لكنه لم يعرف إذا كانت قطعة ملابس أم بطانية.
لكن المشكلة كانت في أن إندكس، ميساكا ميكوتو، وأوثينوس كنَّ هنا.
وكأن إنذارا رنَّ في رأسه "تحذير: انحش!"
كانت عينا الفتاة الصغيرة قد تثبتت عليه تمامًا، ونظرتها مَلْئَ بالبهجة السلبية لشخص قد وجد أخيرًا مصدرًا للتسلية!!
تحدثت.
بالتأكيد تتحدث بينما تنظر إليه مباشرة.
«وجدتك☆»
«تكفين لا! ما وصلت بعد لنقطة الحفظ!! إذا هزمتِني هنا، فربما لن أتعافى!!»
رفع دفاعاته قبل أن يفعل أحدٌ شيئًا، لكنها لم تهتم. تسللت بسهولة مذهلة عبر الحشد واقتربت من الفتى المرتجف.
«ميري كرسماس،» همست بشفتيها الطفوليتين.
كانت تمسك بهاتف في يدها.
كان نفس الهاتف الذي حملته عندما التقيا أول مرة.
وبوضوح كانت تستخدمه بطريقة ما بأطراف أصابعها الصغيرة.
«تحديث سريع للصفحة الرئيسية. آسفة على الحديث عن العمل هكذا.»
«أنتِ...»
«خفيانية R&C. قد وَصَلَت إلى مرحلة ما يسمونه ترند، لكن لا يزال عليّ أن أتابعها شخصيًا حتى تسير الأمور حقًا على المسار الصحيح.»
اتسعت عين أوثينوس مصدومة.
بطبيعة الحال، لم يكن رد فعلها بسبب حالة الفتاة الصغيرة الغريبة.
«مهلا، هل أنتِ...؟»
«أوثينوس؟»
«ابتعد عنها يا إنسان!! أراها تشبهني بشكل ما!! باستثناء أنها انحرفت عن مسار الإله السحري لتصير—!!»
لكن لا شيء من هذا يهم.
وضعت الفتاة الصغيرة سَبَّابتها على شفتيها.
الجميع يعرف تلك الإشارة للصمت، لكن كم من أحدٍ في العصر الحديث يعرف أن لها جذورًا في طقوس مصرية قديمة؟
ابتسمت وتحدثت واصبعها لا يزال على شفتيها.
«أزعَجَك عُمر مظهري؟ ما اتخذتُ هذا الشكل البائس رغبةً مني، أؤكد لك. فِعلُ هذا لمُرهِقٌ جدًا، لكن بما أن هذا يومٌ خاص، لعلّي أبذل لك الجهد.»
كانت تلعب بشيء في يدها الصغيرة.
كان لون ذلك الشيء أسودًا مريبًا جدًا لتُسميه قِطعة حلوى كبيرة. وأن تسميه حبة دواء ربما كان الأقرب.
تغيّر شكلها.
تحولت الفتاة إلى امرأةً بهيّةً تعرض منحنياتها بجرأة، كانت امرأة تفتن بشعرها الطويل الأشقر الفراولي المُسَرّح كما الرُبيانات المقلية المسطحة، وكانت ساحِرةً زَيّنت نفسها برموز الورد.
وباختصار، كانت...
«آنا اسْبرنجل!! سمعتُ عنكِ، لكن ما حسبتُكِ موجودةً حقًا!»
حتى الإله أوثينوس صرخت غير مصدقة ما تراه.
كانت هذه الساحرة الأسطورية عضوًا رفيع المستوى في عصبة السحر القديمة المعروفة باسم الروز، وهي التي منحت الإذن لتأسيس عصبة الذهب، والتي قيل إنها الأكبر في العالم. لم تهتم حتى بمنصب إله السحر، الذي يُقال إنه الهدف النهائي لكل السحرة. والآن، وضعت ذراعيها حول عنق الفتى الواقف أمامها.
«حسنًا، هلّا نعيد؟»
الجميع كان يشاهد وهي تعلن بوضوح الحرب بحَبّة دواء سوداء في فمها.
«ميري كرسماس، أيها العدو فاقد الذاكرة. بدوتَ رائعًا اليوم.»
ثم التقت شفتاها بشفتيه.
وهجوم بنكهة الحبة اخترق أعماق دماغ كاميجو توما.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)