-->

فصل سري عهد التكوين 3

(إعدادات القراءة)

دُعِم هامازورا شياغي علىٰ كتفها.

أخيرًا تمكن من الخروج إلىٰ العالم المفتوح بمساعدة فتاة البدلة الرياضية، تاكيتسوبو ريكو. وكان الولد بالملابس الرياضية والبنت التي أعارته معطفها حُرّين في فعل ما يبتغيان، لكنهما رافقا مع هامازورا وتاكيتسوبو لسبب ما.

لقد اختار ألا يسيرا عبر نفق التوار المعروف بأعظم محرمة في المدينة الأكاديمية.

صعدوا السلم الطويل والمديد إلىٰ المدينة.

「هامازورا」

وكانت الأنتي-سكل في انتظاره.

لحسن الحظ، كانت يوميكاوا آيهو.

ابتعد عن عشيقته القلقة ورفع يديه في الهواء.

「....أدركتُ أنها لن تنجح」

「...」

「كنتُ أعرف أنه لا يمكنني الهروب من الجانب المظلم وأنا مستمرٌ في السير في ظلامه. حتىٰ ولو غادرت المدينة الأكاديمية ووجدت عالماً آمناً مع منزل دافئ وراحة بال، فلن أستطيع الهروب من ظل الجانب المظلم. لذلك جئت هنا لأتحرر」

نظر في عيني يوميكاوا.

「سأعوض عن جرائمي」

كانت عبارة بسيطة.

لقد فقد هدفه المؤقت في الهروب إلىٰ الأمان منذ أن رمىٰ عملة نيقولا. ولقد ابتعد عن المسار الذي ظن أنه يهرب فيه ما دام أنه يحمل تلك العملة.

وها هو الآن يختار هدفًا جديدًا لنفسه.

「لكن الآن حان دوري لأعرض الاتهامات بشأن الأشياء التي أجبرتموني على فعلها غصبًا عني. قد خالفتُ القانون لا أنكر، لكنني كنتُ الضحية أيضًا. لن أستسلم. سأستخدم حقوقي لأفعل ما أستطيع في هذه المدينة. ولأنني لن أجد الحرية بخلاف ذلك」

「هذا هو الصواب」 بدا علىٰ يوميكاوا أنها مرتاحة. 「بصراحة، تعبتُ من هذا. اليوم كان حافلا بلا ريب وأشك أنني رأيت الصورة الكاملة من وجهة نظري وحدها. سأكون ممتنة إذا قدمت لي يد العون في هذا. أريد أن أُنقّي هذه المدينة」

「لتاكيتسوبو الأولوية. هل تقدرين على ترتيب إجراء غسيل الكلىٰ لها؟ وإذا أمكن، هلا تساعدين الأطفال الذين يتجهون خارج المدينة بالقطار؟」

شعر هامازورا شياغي وكأنّه وجد بداية جديدة هنا.

طاخ!!

حتىٰ وصل إلىٰ أذنه صوت طلقةٍ جاف.

واعترىٰ وجهه ابتسامة غريبة تقريبًا.

مالَ جسده. ولم يستطع حمل وزنه بعد الآن فسقط علىٰ الأرض المبللة بالثلج.

جاء الصوت من الأمام مباشرة ومن مسافة قريبة جدًا.

ظل المسدس الذي كانت رائحته تشبه الألعاب النارية في حافظة ضابط الأنتي-سكل. كان الزناد في وضع الأمان. لم يلمسه أحد، ومع ذلك خرجت الرصاصة. بدت يوميكاوا آيهو نفسها مصدومة.

فهم هامازورا. وتعرّف علىٰ مسبب وفاته.

وهو مناسبٌ له.

الظلام ظلام. لا تفترض أنك تنجو فقط لأنك صنفت نفسك نافعا وغيرك ضار.

(إيه، هذه هي عقوبتي لأنني لظني بنفسي أنني صالحٌ بعد أن اعتمدت علىٰ العنف)

 

ليست يوميكاوا من فعلت. فهم ذلك علىٰ الفور. كان قد افترض ببساطة أن الأمر انتهىٰ وهو لم يكن. وغالبا أن هناك قوةً غير مرئية تلعب دورها. وإنَّ أقوىٰ قناعة ليوميكاوا آيهو هي أنها ترفض تصويب المسدس نحو طفل، لذا كانت المفارقة قاسية للغاية أن يخطئ سلاحها هكذا.

وشعر بالذنب أنه يفعل ذلك بها.

وأراد أن يقول، لكن لسانه يرفض.

وكانت تاكيتسوبو ريكو تصرخ بشيء من قريب، لكن صوتها بدا بعيدًا بعيد. لم يشعر بها وهي تهزه، لذا أمكنه أن يخمن أنه كان في حالةٍ سيئة بما يكفي لدرجة أنها ترددت في تحريكه.

جيد، ابتسم.

شعر أن هذا فوزٌ أنَّ المسدس لم يكن مصوبا علىٰ عشيقته ولا علىٰ الطفلان في الملابس الرياضية.

و...

(آسف)

تحولت أفكاره إلىٰ شيء آخر بينما تباطأ زمنه. ابتسم وتقبّل. ولم يكن قد وفىٰ بوعده الأول في هذه الفوضىٰ بأكملها. شعر أن هذا النوع من الإهمال كان من طبعه تمامًا.


(لم أوصل التميمة لأختك بعد، ها؟)

تعليقات (0)