المقدمة: أمام الكواليس
(إعدادات القراءة)
في مدينة الأكاديمية، مبنى بلا نوافذ.
لا أبواب ولا نوافذ، لا ممرات أو سلالم — كان مبنى شَذَّ عن المباني. فبدون استخدام الانتقال الآني — وهي قدرةٌ من المستوى الرابع — لن يكون بالإمكان حتى الدخول إليه. وفي وسط إحدى غرفه السرية، نرى حاوية أسطوانية ضخمة موضوعة بعناية.
هذه الأسطوانة المصنوعة من الزجاج المقوى كانت بعرض أربعة أمتار وبارتفاع عشرة. وكانت جدران الغرفة الأربعة مغطاة بالكامل بأنواع شتى من الآلات والأجهزة. عشرات الآلاف من الأسلاك والأنابيب كانت تمتد منها، تزحف وتتداخل على الأرض، وأخيراً تتصل بالأسطوانة الزجاجية في المنتصف.
هذه الغرفة البلا نوافذ لطالما تغرق في ظلام دامس — دونَ الأضواء المنبعثة من مصابيح الأجهزة وشاشاتها. تِلكم الأضواء تشكل دائرة واسعة حول الأنبوب، تتلألأ وتومض كسماء ليلةٍ ترصعت بالنجوم.
إنسانٌ وسط كل هذا بزيّ العمليات الجراحية الأخضر يطفو مقلوبًا داخل السائل الأحمر الذي يملأ الأسطوانة.
كان هذا الإنسان رئيس مجلس إدارة مدينة الأكاديمية، أليستر.
كأنّ ذلك الكائنَ جمعَ الأضدادَ في صورةٍ واحدة؛ ترى فيه رجلا وامرأة، شيخًا وفتيّ، صالحًا من القديسين وفاسقًا من أردئ الخلق. ولقد رمى وظائفه البيولوجية لصالح الآلات وبذلك اكتسب عمراً يبلغ متوقعه حوالي 1700 سنة. وكان جسده بالكامل، بما في ذلك الدماغ، في حالة قريبة من الغيبوبة، بينما كانت معظم عملياته الفكرية تتم بمساعدة الآلات.
(...والآن، لنبدأ.)
وما خطرت هذه الكلمات في ذهن أليستر حتى ظهر فجأة أمام الأسطوانة اثنان. أحدهما بنتٌ صغيرة — متنقلة آنية. وبيدها تمسك يد شاب طويل القامة قادته إلى هنا.
انحنت الفتاة بصمت انحناءة خفيفة، ثم اختفت مجددًا في الهواء.
وبقي الشاب في الظلام وحيد.
كان شابًا يخبئ عينيه خلف نظارات شمسية زرقاء. وكان شعره الأشقر القصير مصففًا إلى الأعلى. وكان يرتدي قميص هاواي وشورتًا، مَظهرًا لا يليق إطلاقًا بالمكان الذي يقف فيه.
ذلك هو تسوتشيميكادو موتوهارو، أحد بيادق مدينة الأكاديمية. كان هو من يسرب المعلومات لهم عن كنيسة التطهير الإنجليزية.
「الأمن أخور من أي وقت مضى. أتعبث أنتَ أم ماذا؟」 سأل العامِل تسوشيميكادو موتوهارو بنبرة ضِيق. كان جاسوسًا، لكنه لم يكن خادمًا خانع.
لهجته الحادة تكفي أن تجعل من يعرفه يتراجع من الدهشة. ابتسم أليستر بخفة أمام الاستياء الواضح.
ورد قائلاً: 「لا ضير. فنحن نتعقب المتسلل. وفي يدنا الكثير من الخيارات. فبتغيير المسار قليلًا، أُقلّصُ الخطة رقم 2082 إلى 2377—」
「دعني أوضح لك شيئًا」 قاطعه تسوشيميكادو، ضاربًا الأسطوانة الزجاجية تقريرًا كان بيده. وفي التقرير صورة صريحة تُظهر وجه المتسلل.
تبدو في أواخر العشرينات من عمرها. شعرها الأشقر وبشرتها البنية المميزة أوضحا أن موطنها ليس من هذه البلاد. ولكن شعرها كان أشعثًا فوضويًا كشعر مستعار رخيص لم يُعتنى به. ومن الخلف، شبّهت هيئتها بصورة الأسد. ترتدي فستانًا أسود قاتمًا مزينًا بالدانتيل الأبيض من الأعلى إلى أسفله على طراز الغوثيك لوليتا الكلاسيكي. ومع ذلك، كان القماش مهترئًا باهت اللون ومعه الدانتيل. وبدا واضحا أنها ترتدي هذه الملابس الفاخرة بشكل يومي.
「شيري كرمويل. ليست ساحرةً تائهة — بل إنها من النِسِسَريوس التابعة للأنجليكان」 كان تعبير تسوشيميكادو مغتاظا، وكأنه أُجبر على الإقلاع عن التدخين. وأكمل قائلاً. 「الكنيسة التطهيرية الإنجليزية مثلها مثل أي منظمة بشرية أخرى. ليست كيانًا موحدًا. بل في الحقيقة، من حيث التكوين، هي أكثر ديانة رسمية تعقيدًا في العالم. وأنت تدرك هذا جيدًا، لا ريب!」
「جيرانٌ أحباء يتشاجرون فيما بينهم. ألا تُراها بيئة عمل آسرة؟」
「صدقت」 تنهد تسوشيميكادو وأردف. 「لكن هذا يعني أن بها العديد من الأيديولوجيات كما بها من فصائل، وليسوا جميعا متحمسين للتعاون مع مدينة الأكاديمية. وإنّ بعضهم حتى يحلم باستعمار العالم كله تحت راية التاج البريطاني. عَلّك في اتفاقية مع أميرتنا، لكننا لا ندري إلى أي مدى تصمد」
هناك من بين الفصائل العديدة من يشكك في الاتفاق بين قادة الكنيسة التطهيرية الإنجليزية ومدينة الأكاديمية. ولا تنسوا، كانت فهرس الكتب المحظورة الإندكس، وهي مستودع للمعرفة السرية، موجودة الآن في المدينة. ولم يكن لديهم أدنى شك في أنها تشكل خطرًا حقيقيًا على تسرب أسرار الكنيسة. وبالطبع، من المحتمل أن هؤلاء لم يكونوا على دراية بأن فرسان الكنيسة، وهم تنظيم منفصل عن النسسريوس، كانوا غائبين تمامًا عن أداء واجبهم المفترض في حماية الإندكس.
لكن الأمر كان أسوأ من ذلك. حتى داخل صفوف الفرسان، هناك فئة ورثت، رغم مرور الزمن، عقلية الغزو من زمن الحروب الصليبية. وكانوا يعتبرون مدينة الأكاديمية خطرًا بالغًا لدرجة أنه لو لم يكن تسوشيميكادو بارعًا في التلاعب بالمعلومات كما هو الآن، لربما كانوا قد تحركوا لإخضاعها.
「بوسعي زرع بعض الأفكار في عقول معينة عندما أتسلل إلى الكنيسة، لكن لذلك حدود. لا أستطيع التدخل في الخلافات بين مجموعاتهم وفصائلهم. وحتى لو استطعت، فإن المعلومات التي نتحكم بها ستتعرض للتحريف في مرحلة ما」
ثم توقف برهة ثم أكمل.
「وغير هذا، كنتُ مشغولا تماما بالتعامل مع مشكلة أَوْريولُس! إنَّ السحرة هم من يحاكمون السحرة — وإنكَ لتفهم هذه القاعدة أحسن مني بكثير. لمدينة الأكاديمية علومها، وللكنيسة أسرارها. كلانا يكسب أفضلية بحفظ تقنياته حصريّة. حاول أن تجعل أحدًا من مدينة العلوم يدمر ساحرًا — فتجدنا ندافع عن تقنيتنا حتى الموت. فإنّ مجرد احتمال تسرب هذا الاحتكار قد يسبب مشاكل سياسية هائلة」
هناك شابٌ يدعى كاميجو توما قد خاض معارك ضد عدد من السحرة خلال الشهر السابق أو نحو ذلك. ومع ذلك، قد عقدت المدينة اتفاقًا مع الكنيسة مسبقًا فيما يتعلق بستيل وكانزاكي، بينما كان أوريولس وياميساكا ساحِرَين أفراد لا يتبعان كنيسة، مما جعل الخلافات في تلك الحالات شبه معدومة.
لكن الوضع الحالي تطلّب حذرًا أشد. فالساحرة المتسللة إلى مدينة الأكاديمية كانت تمتلك العديد من التقنيات والأسرار الأصلية المستمدة من الكنيسة التطهيرية الإنجليزية. ولم يكن هناك أي اتفاق هذه المرة. ليس بالإمكان التأكد مما إذا كانت شيعة معينة قد دفعت شيري إلى هذا، أو ما إذا كانت تتصرف من تلقاء نفسها. وحتى لو ثبت أن المسؤولية تقع عليها وحدها، لم يكن من الحكمة الإطاحة بها تهورا.
في الأكاديمية الملكية للفنون، كانت شيري تُعد الأبرع بين أقرانها في فك شيفرات الرموز الفنية. الرموز الفنية تشير إلى الصور التي تُشفَّر فيها مضامين المخطوطات السحرية. تخيل، على سبيل المثال، لوحة قارب يطفو على سطح البحر كما يُرى من الأعلى، والشمس تغرب عند الأفق غامرةً المشهد كله بضوء ذهبي مغربي.
سيفسرها العاديون أنه مجرد منظر طبيعي. لكن، مياه البحر تمثل الملح، وضوء الشمس الذهب — وإذا جمعت هذين المعنيين معًا، لك أن تستنتج أن اللوحة تصف طريقة سحرية لاكتساب قدرات سباحة كالأسماك باستخدام الذهب والملح.
وزيادة، كان لون الطلاء وسماكته وتوقيت المغرب وزاوية النظر من فوق القارب... كل جزء من اللوحة، حتى أدق تفاصيله، يحمل نوعًا من المعاني المشفرة. وغالبًا، كانت تمر مئات السنين قبل أن يدرك أحد أن تفسير عمل فني رمزي كان خاطئًا. أن تصبح متخصصًا حقيقيًا في هذا المجال لأمر بالغ الصعوبة.
إذا كانت مهمة إندكس هي جمع المعرفة وتخزينها، فإن شيري كانت خبيرة في استخدام تقنيات التشفير لإغلاق هذه المعرفة أو فتحها. وإذا وقعت في يد جماعة أخرى، فإن الفنون المعقدة والغامضة لفك الشيفرات، التي حمتها الكنيسة التطهيرية الإنجليزية لقرون، ستُفضح للعالم بأسره.
إذا قُضِيَ عليها دون توخي الحذر اللازم، فإن العلاقات بين الكنيسة ومدينة الأكاديمية ستبدأ في التصدع. وإذا كانت الفئة التي أرسلتها تحمل نوايا عدائية تجاه المدينة، فإن تلك الشروخ ستزداد اتساعًا.
لكن تسوشيميكادو لم يجرؤ على الجهر بالمزيد.
بل لم يستطع. تجمدت الكلمات في حلقه، ثم قررت أن تنطق له بنفسها في صدره.
أسوأ سيناريو ممكن كان اندلاع حرب العوالم — حربٌ بين العلم والكنيسة.
واصل وهو يشزر في أليستر. 「ما لم نقترف حماقة، فلن نزيد النار ناراً، لكن قد يغرق أحدهم في الماء الذي صببناه لإخمادها. المؤامرات السرية دائمًا ما تخلف أضرارًا جانبية. فما الذي تفكر فيه؟ لأمكنك ببساطة تعزيز الأمن ومنع خروقات أسوأ بكثير من هذه」 ثم بصق. 「أيا يكن، لأصدّها بنفسي. إن كان ساحرٌ من يفعل، فربما تخفف حدة الصدمة ولو قليل. وبعدها، سأترك عملي الجاسوس. فذلك يكفي أن يجعل ولائي محل شك وريبة. تبًا... ربما أُحسن في التسلل إلى النقاط العمياء النفسية، لكن حتى جاسوس مثلي لن يستطيع شيئًا إذا روقب عن كثب في كل حين—」
「لا داعي أن تفعل شيئًا」 قاطعه أليستر بهدوء، فتجمد تسوشيميكادو للحظة.
لم يفهم ما الذي يرميه أليستر.
「قلت لك، لا داعي أن تفعل شيئا」
「...أأنت جاد؟」 رد تسوشيميكادو بنبرة تشي بأنه يشك في صحة عقل أليستر. 「الاحتمال ليس صفرًا، هذا مؤكد. العمليات السرية أشبه بالسير على حبل مشدود بين ناطحتي سحاب. خطأ واحد فقط، وطاخ! نرى أننا دخلنا حربا」
عندما تتسرب مخططات أسلحة دمار شامل إلى دول أخرى، فهذا يعد مبررًا كافيًا لإشعال الحرب. وإلقاء القبض على ساحر داخل مدينة الأكاديمية يحمل نفس الوزن.
طالما لم يحدث شيء جلل، فلن يؤدي الأمر إلى حرب شاملة. لكن إن حدث خطبٌ ما... فسوف تندلع حرب لا بين دول فحسب، بل تتجاوز الحدود لتكون حربًا عالمية بحق. لم يكن هناك فارق قوى كبير بين علوم مدينة الأكاديمية وممارسات الكنيسة الغرائبية. وإذا نشب صراع بالفعل، فتلك حربٌ طويلة.
「أليستر، ما الذي تفكر فيه؟ أترى فكرة رمي كاميجو توما بالسحرة مغرية لهذه الدرجة لك؟ صحيحٌ أن يده اليمنى هي ورقتك الرابحة المضادة للسحر، لكنها وحدها لن تسقط الكنيسة بأكملها!」
「أستطيع أن أخفض الخطة 2082 إلى 2377. هذا هو سببي الوحيد. فلماذا تسأل؟」
شهق تسوشيميكادو عند سماع ذلك.
خطة. قد قال أليستر، لكن الإيحاء الأقرب كان أنها إجراء.
فكلما استخدم أليستر هذه الكلمة، كان يشير إلى شيء واحد فقط.
「طريقة للسيطرة على منطقة الأعداد الخيالية... جمعية العناصر الخمسة」تمتم تسوتشيميكادو بحنق. كانت منطقة الأعداد الخيالية يُقال فيها أنها المختبر الذي نشأت منه المدينة الأكاديمية، لكن لم يكن أحد يعرف أين هي الآن أو إن كان لها وجود أصلًا. كانت تعامل معاملة الوهم. أسطورة حضرية. وقالت عنها الشائعات أن بها تكنولوجيا خيالية لا تستطيع الهندسة الحديثة إعادة إنتاجها. حتى أن البعض يرى أنها تسيطر سرًا على شؤون المدينة كلها.
الكنيسة والسحرة في "الخارج" كانوا يظنون أن هذا المبنى نفسه هو المنطقة الأعدادية الخيالية، لكنهم مخطئون. هذا المكان لم يكن كذلك أبدًا. والحقيقة لن تُقال لهم أبدًا.
ومحال أن يخبروهم. لم يكن ممكنًا أن بكشف أن شيئًا يؤثر بهذه الضخامة على المدينة، هو في الحقيقة، شيء لا يمكن لأي أحد السيطرة عليه أو حتى معرفة سببه.
ولأنه حاكم مدينة الأكاديمية، كان على أليستر أن يستخدم أي وسيلة ضرورية لفهم كيفية السيطرة على جمعية العناصر الخمسة. في الواقع، من المحتمل جدًا أنه كان يعرف بالفعل الطريقة للسيطرة عليها. لكن لم تكن لديه الموارد اللازمة لتنفيذ ذلك — لم يكن لديه المفتاح.
كانت أشبه بإجراء، تمامًا كما جرت تجربة الانتقال إلى المستوى السادس مع أكسلريتر. كان يجب خلق المفتاح بنفس الطريقة — عبر سلسلة محددة من الحوادث والمشاكل المتعاقبة.
وفي مركز هذا الإجراء كان هناك صبيٌّ واحد.
كاميجو توما.
قد خطط أليستر لإقحام كاميجو في هذه العملية منذ البداية، لكن تسوتشيميكادو شكّ في أنهم لم يتوقعوا المعارك السحرية مع إندكس والخيميائي. في كل مرة يحدث فيها شيء غير متوقع، كان أليستر يعيد ترتيب الخطط. لم يكتفي بتصحيح الأخطاء، بل استغلها لصالحه، وهكذا تقلص الإجراء الهائل شيئًا فشيئًا.
حتى شيري كرمويل كانت محسوبة ضمن الخطة.
كان إجراء أليستر سينتهي في نهاية المطاف، حتى وإن لم يتدخلوا هنا.
「كله... لأجل ذلك؟」
「بالنظر إلى القوة العسكرية والنفوذ اللذين تملكهما هذه المدينة، لن يمكن التقليل من أهميتها. فهي أشبه بجواد جامح يمزق العالم في ركضته، فأولى لنا أن نمسك لجامه قبل أن ينفلت」
ابتسم أليستر برقة، لكن تسوشيميكادو لم يستطع أن يلتقط منها مشاعر محددة. بدت سعيدة، ساخرة، حزينة، وراضية في آنٍ واحد. جميع المشاعر التي استطاع التفكير بها كانت متداخلة فيها.
تشه، هذا جنون. كما فكر الشاب. لو استطاع، لتجاهل أوامر أليستر وتعامل مع شيري بنفسه. لكن ذلك لم يكن ممكنًا.
فهو أساسا لا يستطيع الخروج من هذا المبنى. لا مخارج. لا أبواب، لا نوافذ، لا ممرات، ولا سلالم. حتى التهوية غير موجودة — الهواء الضروري نفسه يُنتج من منشآت داخلية. وفوق كل ذلك، كان المبنى قويًا بما يكفي لتحمل موجة انفجار قنبلة نووية.
بناءً على الوضع، كان الأمر أسوأ حتى من الاحتجاز داخل خزنة مصرفية أو ملجأ نووي. كان يبعث على اليأس، أشبه بالشعور بأنك عالق بدون بدلة فضاء داخل مكوك ينطلق خارج الغلاف الجوي.
「ولا أستطيع التواصل مع أي أحد بالخارج أيضًا. اسمع يا أليستر، استخدم شبكتك تلك ونادِ بالمُتنقلة. وإلا أنزعُ عنك كل أنبوب وسلك في أسطوانتك اللعينة ذِهِ」
「لا أمانع. فرغ غضبك إن شئت، فلا تتردد. وافعل ما تمليه إرادتك」
تجهم تسوشيميكادو. كان يشك منذ البداية أن جميع الأنابيب والأسلاك والأجهزة في هذه الغرفة كانت على الأغلب خِدعًا. لو كانت غرفة واحدة تكفي لدعم الحياة لأليستر، لما احتاجوا إلى بناء ضخم كهذا. بل ربما كان الأنبوب الزجاجي نفسه خدعة كبيرة — ربما مجرد جهاز عرض هولوغرامي عملاق.
أدار ظهره لأليستر العائم، ثم سأل ليتأكد.
「أنتَ واثق أنك قادر على تجنب اندلاع الحرب قبل أن تحدث، ها؟」
「بل أنا من يطرح عليك هذا السؤال — فأنت من يجوب خلف الكواليس. عليك أن تكون الواثق هنا. فماذا؟ حسب أدائك، قد ننجح في إنهاء هذه المناورات السرية بدون أي أضرار جانبية」
خرا، كما فكر بغيظ.
هكذا كانت الأمور دائمًا — دائمًا ما يعمل هذه المهام القذرة.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)