-->

مُقَدِّمَةٌ: عالمٌ آخر عادي على مد البصر.

(إعدادات القراءة)

「اغغغ...」

ثَقُلَ رأسها.

حتى بعد أن تأوهت واستيقظت، لم تنهض الفتاة شقراء الشعر المنفش فوراً، وقد كانت تُدعى فُريندا سَيْفِلُن. كانت نعسة. أرادت النوم. وبعد فترة، أدركت أخيرًا أن في هذا النعاس القوي غرابةً تَجُرّها مجددًا إلى أعماق اللاوعي.

لم تستطع تذكّر متى نامت البارحة.

وكان هذا النعاس قطعا غير طبيعي.

لكن فُريندا لم تكن فتاةً تستخدم الحبوب المنوّمة التجارية المتوفرة في الصيدليات. كانت فعّالة إي نعم، لكنها "فعّالة أكثر من اللازم" على حدّ قولها. فمن الصعب أن تستعيد نشاطك المعتاد بعد الاستيقاظ، لذا وبعد أن وازنت الفتاة بين الإيجابيات والسلبيات، طغت الأخيرة على الأولى.

فكيف تُفسّر وضعها الحالي أجل؟

ولماذا هي نعسةٌ هذا النعس غير الطبيعي واللطيف أكثر من اللازم والذي يذكّرها بتأثير الدواء؟

「.....」

جَلَسَت الفتاة تحدّق في الفراغ..... لحظة، جَلَسَت؟ عندها فقط أدركت فريندا أن مَقعدًا كان يحملها. مَقعدٌ بلاستيكيٌّ رخيص عند رصيف محطة قطار.

كنا في سبتمبر — بداية الخريف.

وكثيرٌ من الناس تراهم يتجمّعون في المحطة صباحًا. انزلق قطار سريع بجانب الرصيف وأفرغ مجموعة من الموظفين، إلى أن صعد بدلاً منهم عددٌ من الطلاب. كانت فريندا جالسة على المقعد، لا تقف في الصف، وتشعر وكأنما الزمن تجاوزها وتركها.

محطة قطار؟

فأين تكون؟

صدر إعلان من المكبّر بصوت رجل:

محطة شينجوكو. لقد وصلنا إلى محطة شينجوكو. قطار الميئو السريع المتجه إلى محطة طوكيو سيغادر بعد قليل. إذا كنت لا تزال على الرصيف، فرجاء انتظار القطار التالي」

「ها؟」

أُغلقت أبواب القطار من الجانبين وانطلق. لم تكن المحطة تحتوي على أبواب حاجزة على الرصيف، وكان الناس المارّون يحملون هواتف محمولة غريبة لا تعرض سوى حوالي عشرة ألوان ولا يمكن طيّها. وبعضهم كان يسرع الخطى وهو يطوي الصحف الورقية والمجلات.

「هاه؟؟」

وفي لوحة إعلانات المحطة تنبيهٌ يُحذّر من مكالمات الاحتيال ذات الرنّة الواحدة، وتحذير من الأرقام المميزة الخبيثة التي قد تهديك فاتورة باهظة. كأنه عالم آخر. بالنسبة لفريندا، رأت نفسها محاطة بتكنولوجيا قديمة لا تراها إلا في كتب التاريخ.

「هاااه؟؟؟」

ما هذا؟

لم تعرف هذا المكان.

...شينجوكو؟؟؟

تذكّرت فريندا سيفلن قانونًا مُعَيّنًا.

قانونا لا يُخرق.

وليس قانون شينجوكو. لا، بل قانونًا يتبع مدينةً عملاقة تقع بالقرب من شينجوكو.

لحماية البيانات السرية من التسرب، لا يُسمح لأي شخص بتجاوز جدار المدينة الأكاديمية ومغادرتها دون إذن.

والأسوأ، كيف سيُعامل أحدٌ من الظلام وهو يحمل كل تلك الأسرار العميقة؟

「هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهـ!!؟」

لم تكن تعرف كيف حدث هذا.

لكن فريندا سيفلن كانت وبلا ريب خارج المدينة الأكاديمية.

وبما أنها لم تفعل ذلك بنفسها، فلا بد أن طرفًا ثالثًا هو من فعل هذا بها.

لقد بدأت اللعبة.

لا يمكنها تخيّل السبب، لكن من هذه اللحظة، سيتم اعتبارها هاربة، وبالتالي عدوة يجب أن يطاردها كل الجانب المظلم.

وهي تعرف تمامًا أي فرقة من فرق الجانب المظلم مختصة في التعامل مع مثل هذه المشكلات. بل إنها تعرف ذلك أكثر من أي أحد آخر.

لأنها كانت...

(فـ-ففي النهاية، أيعني هذا أنَّ الآيتم.... أنَّ موغينو والبقية سيأتين لقتلي!؟)

تعليقات (0)