المقدمة: فتى مُعين أصبح عدو البشرية. افتتاحية_00
(إعدادات القراءة)
لا حاجة لأية أفكارٍ صعبة.
كانت تلك الفتاة تتجه نحو الموت بمفردها.
ربما جلبت كل شيء على نفسها، لكن صبيّاً مُعَيّناً لن يسمح بخاتمةٍ كهذه.
وهكذا قاوم.
لديه العديد من الحلفاء الموثوقين في المكان الذي لطالما تاق للعودة إليه، لكنه شد قبضته مرة أخرى من أجل أن يعود بفخرٍ إلى ذاك المكان بحقٍّ، ولو عنى ذلك أن يَصُدّ ظهره عنهم جميعًا حاليًا.
الآن، قاتل.
اقبض قبضتك اليمنى واحمي حياة وابتسامةٍ فتاة واحدة.
لكي نكون واضحين تمامًا، لم ينوي كاميجو توما شَطْبَ كل جرائم أوثينوس دون قيدٍ أو شرط.
هو ببساطة لم يستطع أن يسمح لهذا الجنون باسم ‹العدالة› أن يقتلها دون إصدار حكمٍ مناسب.
إذا صدر عليها حكمٌ شرعي وحُبِست في زنزانة مظلمة لعقودٍ من الزمن قادمة، فليس ذلك من مخاوفه.
ولكن حتى لو حدث ذلك، لن يتخلى عنها أبدًا.
كان ليزورها مرات لا تحصى. بغض النظر عن مقدار الوقت الذي استغرقته وحتى إذا اضطرا أن ينتظرا حتى يكبرا ويشيخا، ففي الآخر سيتأكد من أنها تُلقى بابتسامة عندما يُطلق سراحها أخيرًا من سجنها. وبمجرد أن تُكَفّر عن جميع جرائمها، سيمشيان معًا تحت ضوء الشمس.
كان هذا هو الشكل الحقيقي لهذه المعركة.
لم يظن أن سبب العالم كان مقنعًا كفاية ليسرق هذا الاحتمال منها.
مهما تطلب الأمر، فإن كاميجو توما "سينقذ" الإله السحري أوثينوس.
«لذا...»
تلك الفتاة ذات الشعر الأشقر الطويل المموج، ذات البشرة البيضاء، وعينٌ واحدة مغطاة برقعة، نظرت إلى وجه كاميجو الحازم وطرحت سؤالاً.
«أفهم ما تنويه. إنما هذا دليلٌ إضافي على أن غباءك لا يُصَلّح.»
كانا في المتاهة المعقدة المكونة من بقايا السفن العائمة التي لا حصر لها والتي شكلت سارغاسو، لكن ما عساهما يبقيا هنا إلى الأبد. ولكن ليس لأنه سيُعثَرُ عليهما في النهاية. كانت الاحتمالات أكبر بكثير أن تُنسَفَ كامل المنطقة قريبًا بالصواريخ.
«إذن ما عندك بالضبط؟ المحيط يحوطنا من كل الجهات، فكيف تُهَرّبنا بأمان وسرية؟»
«............................................................................................................هذا سؤال جيد حقًا.»
«لحظة... أتقول أنكَ لم تفكر في هذا أبدًا.»
خرج عرق كريه من جسد كاميجو وصب كل طاقته في تجنب نظره. الفتاة المعروفة بالإله وقفت بشدة وصمت وثبات.
«قَدَّمت عرضًا كبيرًا لإنقاذي ثم تفعل هذا؟! فماذا كنت تأمل فيه بعد هربنا؟ لن يفيدك الإماجين بريكر ضد صواريخ كروز التي لا تعتمد على الخوارق والغرائب وأنا الآن على طريق الموت بفضل ‹تعويذة الجنية› تلك. فـ! كيف!! بحق!! نويت إنقاذي!؟ هاا؟!»
«لحظة لحظة! أوثي-تشان، لا تتسلقي فوقي!! أعندكِ أدنى فكرة لأي مدى لبسك هذا يكشف!؟»
«لا تُسميني بهذا!! ولو كنتِ الوحيد الذي يفهمني، فإني أراك صرتَ ودودًا للغاية أيها الإنسان!! كما أن وقعها أقرب لـ "أوجي-تشان" وهو أمر كريه!!»
«ما حاولت أن أسخر من إله أو أي شيء. وإذا جلبنا "حديث الأشياء عند نطقها"، فلنتحدث لماذا أسقطتُ "نوس" من اسمكِ. أظن أن معظم الناس في هذا سيفكرون في كلمة "أنو—...»
«سأضربك! حقًا سأضربك!!»
حتى مع ذهاب رمحها ومع معاناتها بسبب التحول إلى الجنية، لا تزال إلهًا. ولأمكنها أن تبرح هذا الصبي ضربًا، وهو الذي أوقف الحرب العالمية الثالثة بقبضة واحدة!!!
بينما كانت تلهث لتلتقط النفس (فوق معدة كاميجو توما)، أدركت أوثينوس أخيرًا أن هذا ليس وقته.
«لنلخص أهم النقاط.»
«أ-أووف...»
«المشكلة الأولى بالطبع هي حقيقة أن العالم بأسره يستهدفني. مهما كانت نهايتها، لابد أن هناك خطًّا فاصلاً واضح.»
كان كاميجو أحمرًا كالطماطم، لذا هزت طوقه ومنعت عقله عن السفر إلى فالهالا.
«والمشكلة الثانية هي ‹تعويذة الجنية› التي ضربني بها أوليروس. هي تدمر جسدي حاليًا من الداخل، لذا علينا أن نوقف تقدمها بطريقة ما.»
«هل من طريقة لفعلها؟»
«هناك قول ان الإله لا يلعب النرد، لكن أرى أن أترك هذا للحظ. فأنا لا أرى المستقبل.» تلفظت بها صراحةً. «لكن هناك أمل في هذه المشكلة الثانية. أنشئت ‹تعويذة الجنية› لتُستخدم على إلهٍ سحري، لذا فهي لن تعمل على الإنسان.»
«مهلاً لحظة.»
عبس كاميجو قليلاً وهو يفكر في المعلومات التي قَدَّمتها تواً.
«لذا إذا عدتِ إنسانة...»
«سوف يتوقف الدمار الداخلي. لكنه يعني أن أضحي بالكثير من القوة.» وضعت يدها على رقعة العين. «لقد صعدت إلى مرتبة إله السحر باقتلاع عيني وتقديمها إلى نبعٍ. لقد كان عملاً مراسميًا للتدمير، سَمِّها تضحيةً منهجية. لا تزال العين في قاع ذاك النبع البارد، وكلُّ ما جعلني مميزة سوف يتلاشى إذا استرجعته ووضعته في محجر عيني. لم أستخدم هذه الطريقة حتى عندما تخليت عن قوتي من قبل. وبعد أن تذكرت، كان ذلك علامة على أسفي المستمر.»
«أجل!!» صاح كاميجو.
أطلقت أوثينوس صوتًا متفاجئًا.
كان هذا ببساطة لأنه عانقها دون تفكير.
«وهذا سيُنقذك!! ليس مجرد حلم!! لن يتعين علينا إنشاء هدف من فراغ أو أي شيء. فعندنا هدفٌ مُعَدٌّ منذ البداية! إذن...!!»
«بصراحة! كفّ عن الودية، أيها الإنسان!!»
دفعته بعيدًا بيديها الصغيرتين، لكن ابتسامته لم تصغر.
ففي النهاية، تلقى لتوه أفضل الأخبار الممكنة في هذا الموقف اليائس.
جاءت الكراهية والطمع تجاه أوثينوس أساسًا من قوتها اللاإنسانية. ولقد قالت سابقًا أنه ربما يأتيها البعض فيرفعونها مرة أخرى كعلامةٍ للثورة إذا أُدخِلَت زنزانةً ما، لكن هذا من شأنه أن يقضي على هذا الخطر.
بمجرد أن فُرِّق أخيرًا عن أوثينوس، واصل الحديث.
«ما دريت. لو كنت أعرف عن هذا الضعف، لربما تمكنا من حل هذا بشكل سلمي ولتخطينا عشرات الآلاف أو مئات الملايين من الوفيات.»
«تلك الوفيات ليست مسؤوليتي. وأيضًا، كان هذا هو الأمان الوحيد في حال فقدتُ السيطرة. لم أتمكن من الكشف عنها حتى للآخرين في غريملين.»
وهي كشفته الآن لكاميجو توما.
كان هذا بالتأكيد بسبب الجوهر الذي بدأ ينمو بداخلها. بغض النظر عن عدد الخلافات أو حالات سوء الفهم الموجودة، لم يكن هذا أمرًا يُداس عليه.
شَعَرت كما لو أنها وَجَدت شيئًا ما عليها أن تفعله.
«لذا فإن هدفنا الآن هو استعادة تلك العين. أين هذا النبع؟»
«دنمارك. يقع نبع مِيمِر في عمق تلك الأرض التي أشارت إلى أودين باسم أوثينوس. عيني مغمورة في نبع الحكمة ذاك وإلى اليوم.»
هذا لم يحل المشكلة الأولى. لم يمنحهم أي وسيلة لقمع كراهية العالم وخوفه. لكن تحييد قوتها سيساعد بالتأكيد في حملهم على نزع السلاح.
«فقط لأكون واضحة، ليس عليك الذهاب معي.»
«أما تأخر الوقت على هذا؟ وكوني صريحة، أوثي-تشان. في داخلك أنتِ هدئ البال، ها؟»
«لا تغتر بنفسك. أونسيتَ أنك فكرت في قتل نفسك بعد أن غمرك حقد وحسن نية العالم إليك؟ نفس المأساة ستصل الآن. وهذه المرة، لا عليك أن تُجربها. والأهم، لا يوجد زر إعادة العالم هذه المرة. افشل مرة، وستفقد كل شيء.»
«ربما، لكنني لا أواجه الأمر وحيدًا هذه المرة. يبدو العالم مختلفًا الآن.»
نقرت على لسانها ونظرت بعيدًا.
وهي لا تزال جالسة فوقه، طرحت سؤالاً.
«إذن لنكمل حديثنا السابق. كيف تخطط للهرب من سارغاسو؟ نحن في وسط المحيط وكل أناس الجانب السحري والعلمي محاطون بنا بكل طريقة ممكنة. أيُّ أفكار؟»
«ساعديني، أوثينوس-تشان.»
«إذن كل ما عندك هو الكلام وأقصى خياراتك هو الدعاء للإله، ها؟»
بسبب انزعاجها، لم تدرك أوثينوس على الأرجح أنه من النادر جدًا أن يطلب كاميجو من أحدٍ آخر المساعدة من هذا القبيل.
لم يكن "فهمهم" تذكرة ذهابٍ فقط.
«اسمع. هذه حقًا آخر مرة نفعل هذا. سأستخدم كل أوقية من القوة باقية فيَّ كإله سحري، لذا لا تعتمد علي مرة أخرى. الدمار الداخلي سوف يحطمني إلى أشلاء.»
أثناء حديثها، سحبت أوثينوس شيئًا من داخل قبعتها الساحرة.
كانت عظمة مستقيمة تبدو مثالية للكلب ليحملها في فمه. بدت وكأنها نوع من ساق حيوان ما وحُفِرَ على جانبها كتابةٌ غريبة بشَفرة.
«هذا يسمى بقارب العظام. تمامًا مثل النشابية، استُخدِمَ هذا العنصر السحري بواسطة أوثينوس وليس أودين. يمكنني تغيير حجمه بحرية ويمكنه عبور جميع محيطات العالم في لحظة.»
«في لحظة؟ مهلاً مهلاً. إذا كان النقل فوريًا لك، فلا يمكنني المشاركة. يدي اليمنى ستُنفيها.»
«إذن غيّر وجهة نظرك،» تمتمت وهي تفرك أصابعها على جانب الكتابة المحفورة. «إنه لا يُحركنا نحن، بل يحرك كل شيء ما عدانا. هو سيُدَوّر الكوكب كله.»
بعد لحظة، تَشَوَّه المشهد.
بحثت إندِكس وميساكا ميكوتو وليفِنيا بيردواي وليسّار في محيطهن بعد أن تُرِكن في سارغاسو.
وتوصلن إلى نتيجةٍ معينة. ولا غيره آخر يمكن أن يتوصلن إليه.
«اختفيا.»
بدت بيردواي منزعجة وعادت ميكوتو.
«لحظة. ما الذي يجري!؟ هذا الأحمق تغيّر 180 درجة تغيرًا كاملاً في لحظة وصوله إلى هنا! حسبتُ أننا جميعًا متفقون على هزيمة هؤلاء في غريملين!»
«هممم... يبدو أنه من غير المحتمل أنهم عبثوا عليه بغسيل دماغ أو اقتراح، لكنها إلهٌ سحري. بصراحة، ما لنا أيُّ فكرة عما تستطيعه وتعجز عنه بالضبط.»
«................................................................................................»
كانت الفتاة الوحيدة التي بقيت صامتة هي الراهبة البيضاء.
احتفظت إندِكس بمئة وثلاثة آلاف جريموار (كتاب سحري). كانت كنزًا حيًا من الحكمة التي من المفترض أن تصل إلى مستوى الإله السحري إذا استخدمتها جميعها بشكل صحيح.
من مكانتها، أمكنها أن تتنبأ بما هو ‹الإله السحري› وما يمكن أن يفعله ‹الإله السحري›.
حكت بيردواي رأسها مستاءة.
«مهما كانت الحالة، علينا أن نعرف المكان الذي اختفى إليه ونمنعه بعيدًا عن ذاك الإله السحري. لعله مميزٌ نوعًا ما، لكنه سيموت فورًا إذا هاجم جيش التحالف بأكمله، ويمكن بسهولة أن يعلق في وسطها فيُقتل اذا دَمَّر الإله السحري جيشهم.»
«هيي هيي هيي. هل أنتِ مستاءة لأن أخيكِ الكبير الثمين قد سُلب منك؟»
«ها؟»
بينما كانت الفتاتان القصيرتان (رغم وجود اختلافٍ واضح في الصدر) تنطحان رأسًا برأس، رنّ هاتف ميكوتو.
«؟»
تلقت رسالة بريدية.
فتحته عفويًا.
(ها؟ لكنني حسبتُ أن الذعر في طوكيو قد قطع كل الاتصالات؟)
ثم ذُهِلَت بما قرأت.
«ما هذا؟»
كانت مجموعة مُعَيَّنةٌ أخرى منزعجةً انزعاجًا أكبر من أي مجموعة أخرى من اختفاء أوثينوس وكاميجو توما.
كانوا داخل مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
تكونت المجموعة من قادة أقوى دول العالم وأكبر الكنائس.
«هذه مشكلة،» قالها رئيس الولايات المتحدة روبرتو كاتز متأوّهًا.
أسفلهم كان كل جزء من المعلومات المُجَمَّعة من قبل الجنود في مكان الحدث وطائرات الدرون (بدون طيار) والأقمار الصناعية العسكرية. بطريقة ما، كانت لديهم معلومات أدق وأفصل من مجموعة ميكوتو الذين كانوا في الواقع في سارغاسو.
رفع الصبي –بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية– يده بأدبٍ قبل الكلام.
«هذا لا يتناسب مع تصرفات كاميجو توما السابقة. ألدى أحدكم فكرة؟»
«لقد كان على اتصال بغريملين عدة مرات من قبل.» أمسك روبرتو رأسه بين يديه. «هاواي ومدينة الأمتعة، وهذا أمر غير مؤكد، ولكن يبدو أن شيئًا ما قد حدث في مدينة الأكاديمية. من المفترض أن تتمتع إله السحر أوثينوس بقوةٍ مطلقة، فلماذا تركته حَيّاً في مدينة الأمتعة؟ ...ربما كان هناك سبب معقد لذلك.»
«حقيقة ذلك ليست هي القضية،» قاطعت امرأة مريضة المظهر.
سيطرت على السياسة الفرنسية من أعماق الأرض وكانت تُعرف باسم ‹الأنثى المميتة›.
ثم تحدثت الملكة الحاكمة إليزارد بانزعاج.
«ما إن تبدأ تلك الشكوك، سيصعب القول أنه بريء فقط لأننا نعرفه، همم؟ الطريقة الوحيدة لوقف هذا الجنون العالمي هي بمهاجمة المصدر وتدميره.»
«أليست هذه النظرية نفسها في مطاردة الساحرات قديمًا؟»
«بالنسبة لنا، لم ينتهِ ذاك الزمان أبدًا. ادّعي المثالية كما تريدين، ولكن إذا لم نفعلها، فسوف يغلي المجتمع البشري قريبًا بالخوف من أوثينوس.»
من الثورة الإنجليزية إلى الحرب العالمية الثالثة، رأت الملكة قوة كاميجو توما عن كثب. بغض النظر عن كيف يفعل، كان وجوده "عدوًا" لمعلومةٌ مؤلمة. كانت العائلة المالكة والفرسان والأنجليكان مكونون من سحرة ينتمون إلى منظمة تركز على الأفراد. إذا أُجبِروا على مواجهة ذلك الفتى، لكان من المستحيل التكهن بكيف ستكون ردة فعلهم.
قد اتصلوا بقادة الكنائس ‹الأرثذكسية الروسية› و‹الرومانية الكاثوليكية›. من المحتمل أن قادة تلك الكنائس الثلاث الكبرى قد أطلقوا القيود المفروضة على التعاويذ المختومة خاصة. كان لإليزارد أفكارها وهي تراقبهم يُعِدّون تعاويذاً تقدر على تدمر أُمَّةٍ بالمعنى الحرفي.
(قد يكون من الأفضل ترك هذا للجماعات "الرسمية" مثل SAS و MI6. ولعلّ المتطرفين اللانظاميين ذوو القوة الخارقة يمنحونه مخرجًا في الواقع.)
تنهد روبرتو الصعداء مرة أخرى.
ربما جاء من موقعه زعيمًا للأمة أو ربما جاء من موقعه حاميًا لشيء أكبر.
ثم تحدث مرة أخرى.
«في هذه الحالة، ما عسانا إلا نستمر كالمعتاد. نجد "مجموعة أوثينوس" الذين شقوا طريقهم عبر العالم فندمرهم جميعًا. هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع ضياع المجتمع أكثر.»
تم إرسال البريد إليهم جميعًا دفعةً واحدة.
«ما هذا الهراء؟ ما الذي يفعله ذا اللعين هناك؟»
نقر #1 المدينة الأكاديمية على لسانه مستاءً.
«لا أصدق هذا. أما تزال هذه المدينة تفعل مثل هذه الأشياء؟»
كان #2 المدينة الأكاديمية مرتبكًا.
«ما هذا؟»
شعرت #3 المدينة الأكاديمية بارتجاف يدها التي تمسك هاتفها.
«الدنمارك؟ يا للإزعاج. إذا لم يدفعوا مصاريف السفر، فحتى لو قتلتهم، فبالكاد تسوى.»
أجرت #4 المدينة الأكاديمية الحسابات في رأسها كالمعتاد.
«أوه؟ لا أعلم ماذا حدث، لكن يبدو أن أمامي عملاً أكثر☆»
ابتسمت #5 المدينة الأكاديمية ابتسامةً لا تعرف الخوف ولم تلمح أيّ تلميح بمشاعرها الحقيقية.
«...»
لعب #6 المدينة الأكاديمية بهاتفه.
«أيُّ رسالةٍ ذي؟ ما فيها جرأةٌ أبدًا. هل جاءت من مثقفين سذجٍ بُلهاء؟»
طقطق #7 المدينة الأكاديمية رقبته.
فُتِحَت هذه الشاشات معًا في مواقع مختلفة وعَرَضَت نصًا قصيرًا:
طلب قتل إله السحر أوثينوس وكاميجو توما الذي يسافر معها.
أثناء وقوفه على ظهر طراد، وَضَعَ ستيل ماغنوس هاتفه الخلوي على أذنه.
هدأت العاصفة.
اختفى كِلا التشكيل من القاذفات الروسية التي تحلق فوق يورمانغاندر من غريملين.
«كانزاكي، ماذا تقصدين باختفاء كاميجو توما مع الإله السحري؟»
«إني أتحقق من المعلومات أيضًا، لكن لا يبدو أنها مزحة. أعضاء غريملين الذين كانوا يغلقون نقاط النقل المهمة حول العالم تلاشوا واحدًا واحدًا. لابد أن هذه كانت مفاجأة لهم أيضًا.»
«أرى.»
أشعل السيجارة في فمه ونظر إلى السماء ثانيةً.
لم يكن لدى خصمه سبب للفرار. إذا أراد الاستمرار، كان ستيل هو من سيتعرض للخطر.
«وماذا نفعل بعد ذلك؟» سأل.
«نحن نعمل مع منظمة الحفاظ على السلام المعادية للسحر. لن نفعل شيئاً حتى تأتينا أوامر رسمية، لكن أظنهم سيستدعوننا قريبًا. وإذا حدث هذا...»
«سيُطلب منا أن نحارب كاميجو توما حتى الموت.»
الجانب السحري، الجانب العلمي، المنظمات الرسمية، أولئك الذين عملوا خلف الكواليس، وحتى غريملين الذين تصرفوا في سرية تامة سوف يلاحقون هذين الإثنين.
لقد صنعا حقًا عدوًا للعالم بأسره.
ستة مليارات نَفَرٍ ضد اثنين.
«بماذا يفكر؟ ولكن إذا خانها، فأنا لا أعارض فكرة قتله.»
في مكان غير معروف، تلاشت إرادة شبكة الميساكا.
«آههَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَه!!/عودة»
لو امتلكت جسدًا ماديًا، لكانت تضحك.
لكانت تمسك جانبيها والدموع في عينيها الآن.
«عندما بدأت أختفي، لم أتوقع هذا بالتأكيد/عودة.»
لم تتحدث مع أحدٍ يسمعها.
«لكن/رجوع، لن يكون كاميجو تشان إذا لم يتجاوز توقعاتي/عودة.»
كانت أقرب من أي شخص آخر.
وكانت أبعد من أي شخص آخر.
تحدثت ببطء كأنها تشاهد ظهر نجم موسيقى الروك خَرَجَ من ركودٍ طويل وعاد إلى المسرح مرة أخرى.
«أهلا بعودتك، كاميجو تشان/عودة.»
في هذه الأثناء، وصل كاميجو توما وأوثينوس بالقرب من القطب الشمالي. ارتجف الصبي في المشهد الثلجي الأبيض.
«بببببببببب-به-ب-به-به!!»
«إذا أردت الكلام، فاستخدم لغة بشرية. وكف عن إنشاء لغة لا يقدر حتى الإله على فهمها. تراكَ تُدمر قوانين العالم.»
«س-س-سا-سالب خمسة عشر!؟ ما هذا الرقم الذي يعرضه هاتفي!؟ هذا ليس دقيقًا، ز-زصح؟ هيه. إيه هي هي. انكسر مقياس الحرارة، صح؟»
«نعم، الجو بارد بدرجة تكفي لكسر المقياس.»
بدت أوثينوس هادئة تمامًا على أن ملابسها لا تغطي مساحة أكثر من البيكيني.
«لكن هذا غريب. عادةً، لا ينبغي أن يكون المناخ هنا كافيًا لظهور الثلج حتى وقت الشتاء. نعم، سمعتُ أن طقسًا غريبًا بات في كل مكان مؤخرًا. لعل مثل هذا النوع من الأشياء ممكن.»
«بففوه!! أ-أأأأ- أفضل أن أكون في روسيا على هـ-هـ-هناا!!»
«أشك. فهناك تصل إلى خمسين درجة تحت الصفر في بعض أجزاء روسيا.»
(أهي حقًا تحتضر؟)
لم يعد بإمكان كاميجو المقاومة، لذلك تحدث وهو يلف ذراعيه حول كتفيه.
«ما سبب تلألأ أنفاسي؟ هل دخلنا في شوجو مانغا أم ماذا؟!»
«هذا غبار الماس. تريد صورة؟»
«ل-لا-لا لا أتحمل. عليّ أن أشتري معطفاً في مكان ما. ل-لا تقلقي. أنا متأكد أنهم يثقون في الين الياباني هنا!!»
«افعل ما تريد، ولكن لا تبرز. وهل تعرف حتى لسانهم في الدنمارك؟»
«لي أن أدبر نفسي في ما وراء البحار بلغة الجسد! بييف أور فييش (لحم أو سمك)! معالم المدينة!!»
ربما كان كاميجو يهلوس بسبب البرد لأنه بدأ يصرخ هراءً ويركض عبر المشهد الأبيض. فرصد رجلاً يزيل الثلج من سطح منزل رعوي من الطوب وبدأ كأنه يتواصل معه بإيماءات روبوت مكسور.
عاد بعد بضع دقائق.
تشير كتفيه المتدلية إلى أن الحظ لم يحالفه.
«ماذا قال؟»
«قال إن اللعب في شبابكم طيّب، لكن هذا الشتاء بارد جدًا لذا علينا أن نكتفي بالـ### في السيارة بدل أن نطلق العنان في الهواء الطلق.»
«س-سأدمر هذا العالم!!!!»
أُجبر كاميجو توما على كبح جماح الإله السحري المحتضر.
اكتسب دفئًا غير متوقع من بشرتها.
تعليقات (1)
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)