-->

المقدمة: (بلا عنوان) — العدو-اللدود _ رفيق _ الهاوية.

(إعدادات القراءة)

● إنجلترا – المتحف البريطاني – غرفة الإصلاحات الخاصة

«يُفترض أن لُولا ستيوارت هي ابنة أليستر كراولي الثانية.»

«ماذا عنها؟»

«لكن كُلُّ ما يكمن هنا هي كلمات من كورونزون نفسه. يُعَوِّقُ ذلك الشيطان روابط الناس، فهل تتوقعين منه قول الحقيقة هكذا؟ أبدًا.»

«ظهرت لُولا ستيوارت لأول مرة في الوثائق بصفتها مُطران الكنيسة الأنجليكانية في عام 1909. ومنذاك، ظهرت في نقاط تحول تاريخية هامة دون أن تظهر عليها علامات الشيخوخة.»

«ماذا في ذلك؟ هذا هو نفس العام الذي ظنّ فيه أليستر أنه استدعى كورونزون»

«هل ستكون ابنته الثانية، لُولا، حقًا قد كَبُرت تمامًا بحلول ذلك الوقت؟ فَقَد وُلِدَت ابنته الأولى ليليث في عام 1904.»

«...»

«إذاً، من هذه؟»

 

 

● اسكتلندا – قلعة إدنبرة – مقبرة

«لا بأس يا أليستر.»

«وهذا يكفي يا كورونزون. كُفّ عن التمثيل. لُولا ستيوارت لم تكن هنا أبدًا. ابنة أليستر الثانية كانت في مكان آخر تمامًا وعاشت حياة طبيعية تمامًا دون أن تعرف أي شيء عن هذا. في الداخل والخارج، لطالما كُنتَ شيطاناً مخلوق!! لُولا الحقيقية لن تفعل ذلك أبدًا!!!!!»

«هييه هيي هيي هيي هيي هيي هيي هيي هيي هيي!! قَتلْتُه، قَتلْتُه! قَـ - ـتلْـ - ـتُه!! الآن يمكنني قَطْعُ رابطي بماذرز. يمكنني أن أودّع أخيرًا ذلك العقد الملعون!! هَهَها! انتظرتُ طويلاً لأحرق هذا النعش. هَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَه!!»

«أردتَ إنقاذ ابنتك؟ لن يحدث! لُولا ستيوارت؟ من ذي؟ هل ظننتَ فعلًا أن لديك فرصة لإصلاح كل شيء؟ هيي ها ها! تريد أن تعرف لماذا كان عليها كُرهُك؟ لأنك ستُخطئ في اعتبار شخص غريب تمامًا أنه ابنتك!!»

«...»

«ولا حتى [نجمة الصباح] و[ربُّ الذباب] لهما جسمٌ فيزيائي. وفكرة أن [الإنكيوبي] و[السوكوبي] لهما ذلك هي نظرية فقط نشأت من النقاش الديني. ...إنما الشيطان العظيم كورونزون وحده من حَصَلَ على جسمٍ فيزيائي بقوته الخاصة!! لا تملك فرصةً ضد ذلك يا أليستر، أليس كذلك؟ لقد كافحت باستمرار محاوِلًا إعطاء جسم لملاكك الحارس المقدس، ولكن حتى خطتك الكبرى هذه قد انهارت اللحظة التي سمعت فيها اسم لُولا!»

«ولكن ماذا أفعل الآن؟ أنا حُرٌّ أخيرًا. بعد سنوات من الإنكار، لا أريد أن أضيع قضمتي الأولى على خبز صلب وجامد. ها ها! أعلم. نعم، هذا مثالي. أظنني سأذهب وأمزّق ليليث!! آه ها ها ها ها ها!!»

«ميساكا، هل يمكنك الاعتناء بجرحها؟ سأفعل شيئاً بخصوص كورونزون، لذا استخدمي قوتك أو أي شيء آخر لِقَلب هذه النهاية!!»

«سأحاول، ولكن لن أعطيك وعدًا. شوكوهو، تعالي وساعدي أيضًا!!»

«كاميجو-سان، ماذا ستفعل؟»

«أنا؟»

«سأحطم ذلك الوهم السخيف إلى قطع!!!!!!»

 

 

● إنجلترا – الطريق السريع – داخل شاحنة

«أمم، هَه؟»

«ماذا؟»

«ح-حسناً، لماذا...أنقذتني؟؟؟»

«السيطرة على الآخرين وإخضاعهم لهو أبسط أشكال القسوة. هذا ما كان في جذر العداوة التي دامت لقرنٍ من الزمن بين كورونزون وماذرز وأليستر. لذا كنتُ في حالة تأهب. بعد أن رأيتها كثيرًا، يمكنني استيعاب كيفية عملها وكيف أُحاربها.»

«...»

«أنتِ تنتمين إلي.»

«أنا...»

«أنا لا أفهم كل هذا الكلام حول الشيطان العظيم كورونزون أو أياً كان، لكنني لن أسمح لها بالتدخل الآن. الأمر يرجع ليّ في تحديد ما نفعك وكيف ستكون نهايتك. كله يرجع لي. لذا اسمعي، لن أسمح لأحد بإهدارك في قسوةٍ عقيمة. سأستغل كل جزيء من حياتك لشيءٍ مُفيد. لا أهتم بنوع الحياة والموت ’الشيطاني‘ ترغبين به. سواء انتهيتِ بالابتسام في الجانب المشمس من العالم، أو انتهيتِ بالعيش في سلام لمئة عامٍ قادمة، أو إذا انتهيتِ محاطة بالكثير من الأصدقاء، كل هذا يرجع لي! لذا لا تشككي في قراراتي!! أنتِ كائن اصطناعي؟ لا يهمني. وُلدتِ، ولذا عليكِ الاستمتاع بحياتك. هل فهمتِ ذلك يا لُغْزَ قُلَيْفة 545؟!»

«نغغم!! بتذكر ذلك!!»

«لنبدأ بالهجوم المضاد.»

«إذا تحركت كورونزون، فإن الأمور يجب ألا تكون قد سارت على النحو الذي أملته أليستر. ذَهَبوا إلى اسكتلندا، صحيح؟ تلك هي المرحلة التالية. لذلك ستذهبين وتنقذين البلد الذي أفسدتيه.»

«أخبريني كل شيء. لأن ذلك الغبي لم يستطع إنهاء الأمر بعد كل هذا.»

 

 

● اسكتلندا – جانب الطريق السريع – داخل سيارة مسروقة

«هامازورا.»

«هل رأيتِ وجهها؟»

«بدت وكأنها تَقْبلُه باعتباره شيئاً لا مفر منه. ديون فورتشن!! أتمزحين معي!؟ ألم يجب عليها الصياح والبكاء في تلك الحالة؟!»

«سأفعلها.»

«سأستعيد ديون فورتشن. مهما تطلبني الأمر!!»

 

 

و...

و...

وثم...

وصل الصباح مُتساويًا للكل.

ومَلَت السماء زُرقة.

مُتساوية وباردة للغاية حتى أن البعض شعر باليأس أو بالثقل.

 

لم يستطع تحملها أكثر.

ملأهُ الغضب.

إذا سمح بتراكم الغضب داخله أكثر، فسيُمزق عضلاته قبل أن يضرب بقبضته الخصم.

هكذا فكّر كاميجو توما بصدق.

«...نزون...»

كان في قلعة إدنبرة الاسكتلندية.

في المقبرة القديمة هناك، قبض الفتى ذو الشعر الشائك قبضته اليمنى بقوة حتى اعتقد بِتكسُّرِ عِظامه.

حفرت أظافره حرفيًا كفّ يده بما يكفي لتنزل دماء حمراء داكنة.

لم يكن هناك سبب للانتظار لثانية إضافية.

«كي هي هي.»

اِختير هذا الرداء البيجي غالبًا بسبب لونه المهدئ.

كانت بشرتها بيضاء وعينيها زرقاء.

وشعرها الأشقر الشرير والطويل للغاية كان يرقص خلفها كما لو كان في عاصفة.

«إي هي هي. ني هي هي هي. آه ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها!!!!!!»

طررر. سُمِع صوت طرقٍ بصوت عالٍ في الهواء. كان جناحيها الرقيقين يتألقان بنورٍ إلهي ولكنهما اتخذا الشكل الشرير لأجنحة الخفافيش.

رقدت إنسانة مدعوسة تحت قدمي الشيطان.

كانت هذه الإنسانة قد صارعت وكافحت أثناء زحفها بالدم والوحل لأكثر من قرن. كانت قد عضت أسنانها واستنزفت كل قطرة من حياتها مُعتقِدَةً بأنه يمكنها أخيرًا إنقاذ ابنتها هنا. وها هي على وشك استنشاق آخر نَفَسِها مُعتقِدَةً أن ابنتها الحبيبة من طعنتها.

كان الواقع مختلفًا.

لم تكن لُولا ستيوارت ابنة أليستر كراولي. لم تختطف هذا الجسد لتستخدِمَهُ درعًا بشريًا. إنما كان هذا هيكلًا لحميًا خلقه كورونزون من البداية. كان هذا الوعاء المؤقت المرئي أمامهم لا يزيد عن لعبة قبيحة من خلق الشيطان العظيم.

أكان خطأ أليستر لعدم كشف ذلك؟

أكانت أباً غافلًا لم تلاحظ أن هذه المطران ارتفعت في المراتب بعد ميلاد ابنتها الثانية القريب؟

بالطبع لا.

لم يكن اسم لُولا نادرًا، لذلك لم يكن من المستغرب أن لا يربط أليستر بينهما قبل الهجوم على المبنى عديم النوافذ.

لقد خُدِعَت من كشفها هويتها المُفترضة.

ولم يكن لها الوقت لفحص الادعاء بعناية. كان عليها التصرف بسرعة لختم تقنيات المدينة الأكاديمية بحيث لن يستغلها الشيطان العظيم الذي سرق كامل سلطة رئاسة مجلس الإدارة. بدون البنك أو الشبكة لتعتمد عليه، اضطرت أليستر إلى الاعتماد فقط على ذاكرتها. كانت هناك نظرية تقول أن مطران الكنيسة الإنجليزية كانت ابنتها الثانية وأشارت معلومات أخرى إلى أنهما ليسا متصلين على الإطلاق كما اعتقدت في البداية، ولكن كيف عساها تُصدر حكمًا صحيحًا في تلك الظروف؟

وهكذا صارت النهاية؟

ألن تتعلم الحقيقة أبدًا وستُلقى بنهايةٍ مَلْئَ باليأس؟

هل ستظل مخدوعة بكلمات الشيطان الحلوة والعقيمة؟

هل يمكن حقًا أن تسمح بذلك؟

أليستر كراولي الإنسان ليس شخصًا جيدًا بأي حال كان، ولكن ذلك لا يعني أن يُسمح بدهس روحها هكذا.

لذا...

«كورووووووونزوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون!!!!!!!!»

انفجر أخيرًا.

لم يقاوم كاميجو توما ذلك السَّيل من القوة. في الواقع، نظر إليها كهَبّةِ ريحٍ قوية بينما ركض مباشرة نحو الشيطان الذهبي. منذ الحركة الأولى، استخدم قبضته اليمنى: الإماجين بريكر. مهما بلغ جبروت هذا الكائن... لا، بل كلما ابتعد خصمه عن الظواهر الفيزيائية العادية، زاد تأثير قوة هذا الفتى أكثر وضوحًا.

كانت هناك سابِقة.

كان هناك خلقٌ-مصنوع تدعى كازاكيري هيوكا، كما كان هناك غابرييل رئيس الملائكة الذي وُجِدَ منذ الأزل، وكذلك الملاك الحارس المقدس أيواس الذي كان يتربص في أعماق المدينة الأكاديمية.

الملائكة والشياطين.

كانت تلك الكائنات خارجة عن المألوف لدرجة أن هذه الكلمات بالكاد حملت وزناً. ومع ذلك. كلما ابتعدت عن المخاطر الطبيعية العادية مثل الأنابيب المعدنية والسكاكين والبنادق، ازدادت حِدة الضرر الذي يمكن أن يُلحقه الإماجين بريكر بالشيطان العظيم كورونزون.

كانت كالرياح الذهبية.

بدا الشعر خبيثاً وكثيفاً للغاية كثيراً لينشأ من جسم إنسان، ولكن الفتى انزلق من بين الفجوات بيُمناه ووصل أخيرًا أمام كورونزون.

ليس لديه سببٌ للتراجع.

استهدف فكّها الرفيع.

وسدد كاميجو توما قبضته!!

تبع ذلك صوتٌ باهت مُرهب.

وبعد ذلك، اختفت الأصوات.

وبيده لا تزال مُمدّدة، اختفى إحساسه بالوقت لفترة.

أخيرًا.

أنجزها أخيرًا.

 

«إزيس و أوزيريس و حَوْرس. وُجِدتُ أنا خارج كُلِّ الدهور، فهل ظننتَ فعلًا أن هذا يكفي لكسري؟»

 

«هذه ورطة يا إنسان.»

همست أوثينوس من كتفه.

كانت إله سحر كامل، إنسانة ارتقت إلى ذروة إتقان السحر. وفي مقابل فقدانها لكل تلك القوة، أُعطِيَت شكلًا مستقراً وهي جنية بحجم كف اليد.

ربما كان هذا سبب فهمها.

كان هذا تحذيرًا من إلهٍ بشّرَ المحاربين بموتهم، لذلك حَمَلَ صوتها خطرًا عظيمًا.

«إنها الآن في نفس وضعي السابق!! هي ليست ظاهرة سحرية مستمرة! بل كائنٌ خارق حقّق بالفعل النتيجة النهائية لجسدٍ مادي! تمامًا مثلما لا يمكنك إرجاع الورق المحترق بلمس الرماد، فإن الإماجين بريكر لا يمكنه هزمُها!!»

«أنا شيطان، ولكنّي لستُ من عالم شجرة الشر [قُلَيْفوث] حيث تجتمع قوى الشر. أنا الشيطان العظيم المخفي بالسِفيروث المقدسة. أعيش في نفس الهاوية كما [دَعات].»

أنتج الوهم المتواصل ضجيجًا فظيعًا أثناء تحركه ببطء أمام عينيه.

مدت يُسراها للأمام مستقيمًا وسحبت يُمناها للخلف راخيًا.

وكأنه يكتسحه، كاميجو توما هو من أُجبِرَ على التراجع خطوةً.

 

«كُلُّ رقمٍ ذاته. في يُمنايَ [نُويت البعث]. ابصر وتمعن بتجاوز توَسّع الاحتمالات لحدود المحدود. وفي يُسرايَ [حَدِت الانتقام]. أصغَرُ نقطةٍ تُجَمِّع وتُرَكِّز كُلَّ القِوى لِتَخْلُقَ معنىً واحد. وبهذا، هجومٌ سيُرمى من تسارع لانهائية دائرة رع-حوراختي وسيظهر على سطح هذا العالم.»

 

الآن، هل أدرك كاميجو توما أن هذه الوضعية كانت لإمساك سيفٍ ذو حدّين؟

وقبل ذلك حتى، ما كان مصير الذين لمسوا بلا تفكير مُحرمةً لا تُمَس؟

لُولا ستيوارت، الشيطان العظيم كورونزون، حركت شفتيها بطريقة خلّابة وميكانيكية.

لا.

ظهر وجهٌ مختلف بوضوح من بين شعرها الأشقر الطويل جدًا.

 

«سِڅر: سيفٌ_مُشتعل. تَجَلَّى بهبوط السُّفَيْرة واغْمِرهُ في جَبْرِك.» [1]

 

حدثت فجأة.

«لا!»

يجب أن لا يكون لكاميجو توما الكثير من الخيارات.

لكن الإله الصغيرة تمكنت من إيصال صرختها اليائسة إلى الفتى الذي كان يتحرك بسرعة.

«تمهل يا إنسان!! لن تكبح نقطة العالم المرجعية [2] هجومها!!»

نعم.

كانت إله السحر أوثينوس قد دمرت في وقت مضى جسد كاميجو توما بقوة هائلة من نشّابيّتها. [3]

وتاليًا، شهد الجميع تلك اللحظة.

بصوتٍ باهت، ومع يده اليمنى، دُمِّرَ كاميجو توما تمامًا.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)