الفصل الأول: (بلا عنوان) — اكسر _ الحق _ والأمل.
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
صباحٌ جديد أشرق كذلك لهامازورا شياغي وتاكيتسوبو ريكو. وصل بنفس القدر والقسوة. لأولئك الذين لا يستطيعون رؤية ما يحمله المستقبل، أشْعَرَ هذا الصباح الأزرق البارد وكأنه سيُمزق قلوبهم.
البرودة الصباحية الظاهرة بخبثٍ اخترقت صندوقًا فولاذيًا.
الهواء المكبوت ملأ المركبة ذات الدفع الرباعي المسروقة.
وكان هناك فجوة غير طبيعية في المقعد الخلفي.
«تبتغي...»
«...إنقاذ دِيون فورتشن؟»
تبادل آلهتي السحر نِفثيس ونيانغ-نيانغ نظرة وهما آخر من تبقى في المقعد الخلفي.
«أتعي حتى الوضع هنا؟» سألت ذات الشعر الفضي الطويل، والبشرة البُنّية، والتي كان جسدها المثير ملفوفاً بضمادات. «دِيون فورتشن اختفت. تلك التغييرات لا رجعة فيها. أنا متأكدة أن شخصًا في سِنّك ينتابه فضولٌ كبير تجاه كيفية صنع الأطفال، ولكن هذه الطريقة لا تسمح لك بإحياء الموتى، أتعلم؟»
«من الممكن تحويل الأحياء إلى الأموات. ويشمل ذلك أنواعًا خاصة من الأموات. على سبيل المثال، نِفثيس هي تراكم من العبيد الكُثُر الذين دُفِنوا مع الفراعنة في أهرَماتهم وأنا شيجي-شيان ارتقيت إلى مستوى حكيم من خلال الموت. نتخلص من ذواتنا القديمة لتحقيق أهدافنا. ولكن حتى نحن لا يمكننا إحياء الموتى. إلا إذا كَوَّنّا العالم بأكمله جديدًا. أترى، إنها تشبه إلى حد كبير إعادة الماس المضغوط إلى كربونٍ أصلي.»
«للتوضيح فقط، لا يمكنك فقط حرق الماس لرماد. وإلا ستخلق كربوناً جديدًا فقط، وليس إعادته إلى الكربون الأصلي. هذا هو صعوبة استرجاع شيءٍ فُقِد.»
حَمَلَ هامازورا مجموعة كاملة من البطاقات الثمانية والسبعين التي كانت تُشَكّلُ فتاةً. كان لديه كل بطاقة. كان ذلك يشبه إلى حد كبير جهازًا إلكترونيًا أنشأه مرّيخي. كيف عمل، ما قد تعطل، وكيف يُصَلّح؟ كان على الفتى أن يبدأ تحقيقاته على هذا المستوى.
وعلاوة على ذلك، كانت آلهتي السحر الفهيمتين تخبرانه بالاستسلام.
فقط لأن كِلا الطريقتين تستخدم البيض، فإن معرفة كيفية صنع الأومليت لن تُعَلِّمَك صُنع الأومورايس. كل محاولة منه ستكون جهدًا ذاهبًا أدراج الرياح، لذلك وَجَب عليه الاستسلام.
«...»
الإجابة كانت واضحة للفتى والفتاة الجاهِلَيْن.
في بعض الأحيان، يحصل الناس على القوة للمضي قدمًا لأنهم جهلة.
لم يتحدث هامازورا شياغي وتاكيتسوبو ريكو بكلمة واحدة وهما يفتحان بابي المركبة.
إذا لم تساعدهما آلهتي السحر، فلا فائدة من البقاء معهما. على هذه الآلهة عديمة الفائدة البقاء في المركبة المتوقفة إلى الأبد إن شائوا.
نيانغ-نيانغ، فتاة الفستان الصيني القصير، تنهدت بإحباط في المقعد الخلفي.
«ربما عليك أخذ هاتفك. أنيري-تشان ستكون حليفةً قوية بالتأكيد.»
وقد يغفل هامازورا شياغي عن أوضح الأمور أحياناً.
تأكد من سحب الهاتف من حامل النظام الملاحة حيث كانت أنيري تُفَلِّش الكاميرا مرارًا مُحْتَجّةً على نسيانها، ولكنّ كان عنده أمرٌ آخر ليُركز عليه الآن.
للتأكد من أنه لم ينسى، أخذ عصا العلكة من لوحة القيادة.
كانت علكة عادية تمامًا يمكن شراؤها في معظم الأماكن، لكنه وَعَد بتعليم فتاةٍ مُعَيّنة كيف تنفخ فقاعة بها قبل أن تختفي بسبب خطأ ليس لها ذنب فيه.
أدى هذا إلى إحباط نِفثيس الملفوفة بالضمادات.
«أنت حقًا ذاهب.»
«نعم.»
«لا تملك فرصةً تقريبًا لتُحقّق ما تبتغيه. في الواقع، فإن فرص بقائك حيّاً لضئيلة. وسأعطيك وحيًا إلهيًا مبارك: اخرج من موقفك متفرجًا، وستخسر 100%. هذا وحده يمكنني أن أضمنه لك.»
«بقايا سيف كرتانا الثاني لا يزال متضررًا بعد اصطدامه مع الأصلي. نظام الغرائب في المملكة المتحدة متزعزعٌ حاليًا. ومع ذلك، يُدعم نظام هذه المملكة السحرية حاليًا بواسطة ذراع الملكة الثاني، لذا فإنه ليس أمرًا تافهًا.»
«لست شخصًا قويًا يمكنه إنجاز أي شيء دون تردد. ولا أتوقع أن تسير الأمور بالضبط كما أريد.»
«جيدٌ إذن.» قهقهت نِفثيس. «فقط تأكد من أنك لا تركز كثيرًا على الفوز والخسارة. إذا لم تفقد رؤيا هدفك الحقيقي، قد تجد فرصة واحدة من بين القلائل في متناول يدك.»
هذه كانت نهايتها.
خرج هامازورا وتاكيتسوبو من أبواب المركبة ذات الدفع الرباعي المتوقفة ودخلا إلى العالم الخارجي.
كان الصباح.
سواء كان ذلك جيدًا أم سيئًا، بدأ يوم آخر في ذلك العالم الأزرق البارد.
* * *
«ماذا نفعل يا هامازورا؟» سألت عشيقته ببدلة رياضية وكنزة وردية.
بدت وكأنها استعادت قوتها ما إن غادرت المركبة واستنشقت الهواء النقي. على الأقل، لم تكن ضعيفة كما كانت عندما تعرضت لتداخلٍ غريب من [آني] و [ويستكوت].
في هذه الأثناء، كان على هامازورا أن يعترف بشيء أولا وقبل كل شيء. لا يمكنهما خطوا خطوة الأولى بدون هذا.
«لا أعرف...»
نعم، كان يعلم أنه لا يعرف.
قد يبدو هذا واضحًا، ولكن يمكن أن يكون صعبًا مدهشاً. خاصة للمراهقين الحساسين الذين يتعاملون مع العُملة الغير المرئية التي يسمونها "الفخر".
ولكن ما إن استوعبها، لم يأخذ وقتًا طويلاً لتحديد العقبات التي يحتاج إلى تجاوزها والبدء في التفكير في كيفية تجاوزها.
لا تتردد.
الجميع يبدأ مُبتدئاً، لذا لا تدع الشعور بالدونية يستهلكك.
لم يكن ممكناً لهما معرفة ذلك، ولكن هذه العملية كانت نفسها الاختبار الأوّلي المُعطى للمبتدئين في العصبة الذهبية.
«ولكن هناك أناس في المملكة المتحدة يعرفون. لنتصل بهم. أنا واثقة أنهم يختبئون في ظلال التاريخ ونادرًا ما يظهرون، ولكنني أراهن أنهم سيظهرون إذا أقدمنا على شيءٍ لا يمكن تجاهله. ولكنّي أشك في أنهم سيكونون ودودين.»
«فقط يا ليتنا نستطيع سؤال تلك الآلهة السحرية.»
على الرغم من قوله ذلك، لم تلتفت تاكيتسوبو.
كان صحيحًا أن نِفثيس ونيانغ-نيانغ يمكن اعتبارهما كنوزاً من المعرفة، لكنهما ليستا من النوع الذي يُمكن جبرهما بالقوة. بعد فترة قضاها في تلقي الأوامر من أسابر أقوياء في المدينة الأكاديمية، عَرَف هامازورا جيدًا مدى رعب فرد ذو قوة غير اعتيادية. لا يستطيع تخيل ماهية الآلهة السحرية الحقيقية، ولكنها جعلت ديون فورتشن ترتجف. وقد طردت فورتشن بسهولة آني و ويستكوت اللذين فرضا ضغطًا عظيمًا على تاكيتسوبو ريكو ذي المستوى 4 دون لمسها حتى. تلك الآلهة السحرية في جعبتها شيءٌ بالتأكيد. وإذا كان محاولة إجبار تلكين بالقوة سيُؤدي فقط إلى إخضاع هامازورا وتاكيتسوبو، فمن سينقذ فورتشن؟
إذا لم يقدر على سؤالهما، فعليه نسيانهما تمامًا.
كان هناك أكثر من مسار واحد هنا، لذلك لم تكن آلهة السحر عائقًا يجب تخطيه مهما صار.
سيذهب مع خيار أكثر إمكانية.
على الرغم من محاولة المملكة المتحدة التظاهر بالعكس، فإن جزءًا عميقًا من الأمة قد فشلت في الاستجابة لهذا الوضع الفُجائي وكانت تعمل بصعوبة الآن. لقد شهد الكثير من ذلك هذه الليلة. لذا، على عكس الآلهة السحرية الذين كانوا دائمًا يُقدمون ابتسامات ساحِرة، كانت هناك فتحة في المملكة المتحدة. لم يكن لديه فكرة عما يمكن أن يحققه على المستوى الوطني، ولكنه كان سعيدًا لرؤية إمكانية هنا، حتى لو كان الأمر شبيهًا بخياطة إبرة.
وبذلك في اعتباره...
«أهذه مزرعة؟» قال. «لا، أظنها ميدان تصويب خارجي.»
«ما هي قوانين السلاح في المملكة المتحدة؟»
«نتحدث عن بلد لا زال يصيد الثعالب في الجبال في عصر الروبوتات المنزلية القابلة للتحكم بالذكاء الاصطناعي. يجب أن تكون قوانينهم أكثر تساهلاً من قوانين اليابان.»
«سمعتُ أنهم لا يقومون بذلك الصيد بعد الآن. تغيّرت القوانين.»
«مهلًا، إذًا ما هي قوانين السلاح؟»
كان هناك سياج خشبي بسيط، ومرج، وكوخ صغير.
كان الفجر قد حل بالفعل، ولكن هذا لم يكن متجرًا يعمل على مدار الساعة أو مطعمًا غيودون. سيستيقظ البريطانيون الآن وسيستعدون لتناول الإفطار. شكك في وجود أي شخص هنا لساعات إضافية.
لم يكن هادئاً بما يكفي ليُحاول فتح القفل الداخلي. قيل أن تكنولوجيا مدينة الأكاديمية قد تقدمت نحو 30 عامًا عن العالم الخارجي، لذا كل ما كان عليه هو قطع الأسلاك لنظام الأمان المنزلي الإلكتروني ثم تحطيم القفل بصخرة كبيرة.
(حسنًا، يجب أن نحصل هنا على سلاح. لكن...)
ألقى هامازورا نظرة على الأشياء المائلة في الجدار.
(بندقية شتقن؟ لا، لا يمكنني معرفة استخدامها فقط بالنظر إليها، لذا عليّ الابتعاد قدر الإمكان. عندهم رشّاشات هنا؟)
أزعجه التحليل المار عبر رأسه واستعارَ بندقية صيد بتصميم الزنجار وبعض الذخيرة. ولكن لماذا كانت هناك بنادق ملقية في ميدان التصويب؟ هل كانت تخزينًا للرياضيين المنتظمين، أم كانت للمبتدئين مثل الزلاجات وألواح التزلج؟ ...كان الجزء الأكثر رعبًا هو كل الزجاجات من الويسكي الموجودة على مقاعد العمل. لم يعرف ما تقوله القوانين المحلية، ولكن أمكنه التخمين كيف ستُسخدم هذه البنادق هنا في الواقع.
«هامازورا.»
عشيقته تاكيتسوبو في البدلة الوردية والكنزة الفضفاضة رمت له شيئًا. أمسكها واكتشف أنه كان شريط مطاطي سميك. كان مثاليًا. استخدمها لتثبيت مجموعة بطاقات التاروت الثمانية والسبعين.
ثم حَمَلَ البندقية بين كتفه ورقبته. كان لها مخزون خشبي مصقول بالعنبر، لذا اعتقد أنها سلاح هواة، وليس سلاحًا عمليًا.
ولكن، البندقية لم تكن الجزء الأهم.
وَجَدَ جزازة عشب تعمل بالغاز.
لا يمكن لروبوتات التنظيف في المدينة الأكاديمية التعامل مع أصعب البقع. في هذه الحالات، سيُستخدم جهاز خاص بالتنظيف باليد لتنظيف أرضيات المباني جيّدًا. كان لهذا الجهاز قوامًا مشابهًا لتلك.
إذا كان يحاول تقليد خطوط نازكا، سيمكنه رسم خطوطًا مستقيمة عن طريق إنشاء إرشادات باستخدام مسامير وحبل بلاستيكي.
نظر عاليًا نحو السماء الزرقاء.
كانت سماء صافية، مع بضع غيمات هنا وهناك. ستكون الرؤية جيدة للأقمار الاصطناعية.
«حسنًا، لنرسم دوائر كبيرة في المحاصيل. كبيرة بما يكفي لتكون مرئية من الفضاء للأقمار الاصطناعية.»
«ما النمط الذي سيستجيبـ’ـون‘ إليه أكثر؟»
ردًا على سؤال تاكيتسوبو، كَشَف هامازورا شيئاً كساحرٍ يكشف حيلته في المسرح. كانت الساحرة دِيون فورتشن. أو بشكل أكثر دقة، البطاقات التي شكّلت جسدها. لم يَفهم إطلاقاً أي من التفاصيل حول البطاقات الاثنين والعشرين للأركانا الكبرى، والستة والخمسين للأركانا الصغرى، والعوالم الأربع، أو العشرون مسارًا التي تربط السفيرات العشر. كان فتى من المدرسة الثانوية مثل هامازورا شياغي يعتبر التاروت ببساطة "بطاقات اللعب المُعقدة التي يستخدمها العرّافون". لم تكن أكثر من رموز مرتبطة بالعرافة، تمامًا كما تُربط أشباح البيوت المهجورة بالمصابيح الورقية، وعيد الهالوين باليقطين، وعيد الكرسماس بالتنانير القصيرة، والكازينوهات بالفتيات الأرانب. لم تكن لديه فكرة عن مغزى أيّ من البطاقات.
ومع ذلك.
«أنا واثق أن أيّ من هذه البطاقات مهمة لمن يعرفون هذه الأمور.»
جعلها تبدو بسيطة.
الفتاتان لِفينيا بيردواي وليسّار، اللتان تعرفان أيضًا عن هذا الشيء المسمى سِحر (لا يهم ما كان في الوقت الحالي. كان عليه فقط أن يعرف أن هناك شيئاً!)، قد ارتعبتا عندما رأيتا فورتشن. لذا يجب أن يكون هذا شيئًا لا يصدق في عالمهم. على الأقل، لم يكن شيئًا تجده عادة في منزل عادي، مثل روبوتات التنظيف ومكبرات الصوت الذكية.
لذلك ورغم جهله لماذا، اختار واحدة من شأنه أن تبرز.
اختارها عشوائيًا. اعتمد على الحظ.
ذكّرته أركانا الصغرى ببطاقات اللعب، لذا انتقل إلى أركانا الكُبرى حيث جذبت الرسوم التوضيحية الكبيرة انتباه الهواة. كان متأكدًا تمامًا من أن البطاقات تبدأ من [الأحمق] عند 0 إلى [العالم] عند 22. كان النص في الأسفل ليس بالإنجليزية، لذا بعِلمه الوحيد الذي كان متاحًا التقط ما بدت بغموض أنها من فرقة روك شهيرة ترتدي زيّ "غوثيك لوليتا". إذا كان صريحًا، فهو لم يعرف شيئًا عن البطاقات أكثر من أن بدايتها [الأحمق] ونهايتها [العالم]. رسم خطًا عشوائيًا وتحقق من الرقم والنص.
أركانا الكبرى #10.
عجلة الحظ. (Wheel of Fortune)
لم يكن ممكناً لهامازورا أن يعلم، ولكن النص كان باللاتينية. ولذلك، لم تكن لديه وسيلة لمعرفة الاسم الإنجليزي المُتضمن في تلك الكلمة المألوفة: الحظ (فورتشن).
بدا ميدان التصويب الخارجي وكأنه مرج كبير إذا لم تكن تعرف ماهيته. بدأ في طرق المسامير في الأرض وتثبيت حبال بلاستيكية كإرشادات لما كان يرغب في رسمه.
ومع ذلك، كانت عملية الرسم غامضة إلى حد ما ومعقدة جدًا لهذه الطريقة.
لم يملك فكرةً عمّا تقوله، ولكنه قرر أنه سيكون أسهل فقط القيام بالجزء النصي. ربما أمكن لأنيري ترجمتها، ولكنه لم يَحتج إلى معرفة معناها إذا أراد فقط نسخها.
سحب الحبل لتشغيل محرك جزازة العشب. الصوت الخفيف ذكّره أكثر بمنشار كهربائي من سيارة أو دراجة نارية.
لم يكن لديه أي معرفة بالسحر من قبل.
على الأقل ليس كمجال معرفة وتقنيات شاسع.
وكان يشك في أن ذلك من قبيل الصدفة. مهما كانت دوافعهم، يجب أن تكون هناك مجموعة تريد الاحتفاظ بذلك مخفيًا.
في هذا العصر، يمكن لأي شخص لديه الوصول إلى محرك بحث للتحقق من صور الأقمار الصناعية. كان هناك العديد من الأساطير الحضرية حول الأشخاص الذين يتحققون بشكل عفوي من وجود شيء خطير في مصنع مهجور أو ميناء ليلاً. من كان يريد الاحتفاظ بهذا سرًا، لن يسمح برسمه في مرج.
حان الوقت الآن للتواصل.
نقل جزازة العشب وهو يشعر بوزن بندقية الصيد بحزام الحمل على كتفه.
حَلَقَ العشب بهذه الحلاقة الخطيرة.
نَحَتَ سلسلة من الحروف بحجم يمكن أن تظهر من الفضاء.
«حَسَنٌ يا تاكيتسوبو. علينا الإختباء قبل ظهور أي شخص. حتى لو كانوا يختبئون في ظلال التاريخ، إلا أن هؤلاء لا يزالون بشرًا نتحدث عنهم. إذا لعبنا ببطاقاتنا جيدًا—»
نظر إلى الوراء وفَقَد رؤية الواقع.
هذا تجاوز عجز الاستجابة. كانت تاكيتسوبو ريكو هناك، ولكنها لم تعد بعد الآن. كانت هناك تلالٌ صغيرة، ولكن عمومًا كان هذا مرجًا مفتوحًا واسعًا. كان ميدانًا للتصويب، لذا لن تكون فيه أي نوع من التغطية يمكن لشخص ما الاختباء وراءها.
«تاكيتسو–»
وحينها، ضربت ضربة خفيفة للغاية جانب رأسه.
جاءت من امرأة آسيوية ذات تسريحةٍ سابّةٍ [0] سوداء طويلة.
خارت أرجل الفتى، اِنهار، وتوقف عن الحركة تمامًا. لم يرتعش حتى على مستوى اللاوعي.
تنهدت كانزاكي كاوري، وأرخت يَدَ الكاراتيه القاطعة، وغطّت بها أذنها.
«لقد تخلصت من عنصرٍ غير اعتيادي. الاتصال بكورونزون غير معروف. قد يكون نوعًا من الثقافة المضادة التي ظهرت ردًا على الضغط الكبير للسحر. يجب علينا متابعة طريقنا إلى قلعة إدنبرة، لذا أطلب من فريقٍ آخر استرجاعهم.» ثم عبست، وأكملت. «نعم، نعم. لا يمكننا تركهما هنا، ولكنّي لا أملك الوقت للبقاء هنا أيضًا. في هذه الحالة، سنقيدهما ونأخذهما معنا إلى قلعة إدنبرة. لسنا بجليسي أطفال، لذا سأُسلّمُهُما لكم ما إن نصل.»
كُسِرَ هدوء الصباح الباكر بصوت عميق لدَوّارات تضرب الهواء. كانت مِرْوَحية نقل قوية تحمل دوارًا في الأمام وفي الخلف. لن يُصدق أحدٌ أن القديسة رأت بأن سرعة المروحية البالغة 300 كم/ساعة كانت بطيئة جدًا لدرجة أنها جَزَعت [1] وأرادت الجري لها بدلاً من انتظار وصولها.
رفعت كانزاكي كاوري يدها مُلَوِّحةً.
وعند قدميها، انقلب هامازورا شياغي على بطنه وفتح عينيه.
«...»
هل قالت نِفثيس شيئاً عن ضمان خسارته السريعة؟
كان يدرك تمامًا عجزه صفري المستوى. لم يهتم بما يحدث طالما لم يخسر عشيقته تاكيتسوبو ريكو أو البطاقات التي يمكن استخدامها لاستعادة دِيون فورتشن.
لم يحتج للتباهي. هو لا يقاتل لنفسه، لذا يجب أن يكون تركيزه في مَحَلٍّ آخر.
وكانَ في كوخ ميدان التصويب أسلِحَةُ صيدٍ وذخائر. ربما لتُناسِبَ أذواق الزبائن النبلاء، اِستخدمت معظم الذخائر مسحوقًا أسودَ قديم الطراز، ولكن المُفَجِّرات، التي تفاعلت لحظة سحب الزناد، قد استخدمت مادة تفاعلية تحتوي على الأمونيا.
مع بعض التعديلات السريعة، يمكن تحويلها إلى شيءٍ يُحييك أثناء فقدان وعيك.
لقد كان مجرمًا في الأزقة الخلفية، لذا كان يعرف حِيَلًا كُثُر كهذه.
كان يعلم أنه سيواجه شخصًا أقوى منه بكثير، ولكنه حَسَبَ أنهم لن يقتلوه على الفور. بل كانوا سيسألونه على الأقل عمّا كان يفعل أولاً.
لذلك إذا علم بقدوم الضربة، سيمكنه التحضير لوسيلة استيقاظ سريعة من ذلك.
«والآن، إذًا.»
نجح في التواصل مع شخص يألف بالسحر.
أغلق عينيه وبدأ يفكر بصمت بينما أمسكوا بذراعه ورفعوه.
وكانت هذه نقطة انطلاقه.
- الجزء 2
«هاااه، هاااه.»
ملأ الصوت الخشن لتسرب الهواء المقبرة القديمة في قلعة إدنبرة الاسكتلندية. لم تدرك ميساكا ميكوتو، التي ارتدت معطفاً مطري فوق ثوب سباحتها ذو القطعة الواحدة، أن هذا كان صوت تنفسها في البداية.
كان صباحًا أزرق بكيرة في ديسمبر. كان وقتًا للتنقية حيث حتى الهواء بدا مُشرقًا. ولكن الفتاتان كانتا محاصرتين تحت ضغطٍ مُغاير عن البرد القارص والمُرعش.
كان جسديهما بَــلِلَةً وزلقة.
وملأت رائحة صدئة صدورهما.
كان الدم.
لكنه لم ينتمي إليها.
«أه، آآهه، آآاااااااااااااااهههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه!»
حاولت بيأسٍ الإمساك بشيء وسحبه في ذراعيها.
كان ثقيلًا لوزنها، ثقيلًا جدًا حتى لذراعيها النحيلة. أدركت الآن أنها كانت تتلقى بلا وعي مساعدة الـ A.A.A.
ولكن تلك المساعدة بدت واهية جدًا.
بغض النظر عن كم قاتلت وقتلت بتلك المدافع والصواريخ والمناشير الكهربائية الكثيرة والعديدة، لم تقدر أبدًا على إنقاذ الحياة التي كانت تتسرب بعيدًا.
باتَ صَعبًا التعرف على هذا الجسم.
ما كان؟
«كاميجو-سان. كاميجو-سان!؟»
لماذا كانت شوكوهو ميساكي تكرر هذا الاسم مباشرة جوارها؟
لماذا بدت ملكة توكيواداي المُتغطرسة هلعةً هذا القدر؟؟؟
كانت هذه "الكتلة" الحمراء والسوداء قد بقت بالكاد قطعةً واحدة. لم تتمكن ببساطة من مجاراة الشخص الذي ركض بقدميه لحماية الجميع قُبَيْل لحظاتٍ فقط. حتى الآن، كان هناك شيءٌ ناعم يخرج من الجروح العميقة وكانت كتلة اللحم ترتعش بشكلٍ غير مطمئن بينما ترتبط معًا بالكاد بشيء مُترهل. تمكنت بالكاد من التعرف على الكائن في ذراعيها على أنه جسد، لكن أيُّ جانبٍ كان الجزء العلوي؟ لا يمكنها حتى تحديد الوجه. وحتى لو عرفت، لم تملك الشجاعة للنظر إليه مباشرة. إذا رأت ذلك الجزء مُمَزّقاً مثل لعبة الـ [فوكواراي]، فإن شيئًا حاسمًا قد يكسرها.
«أيها الأحمق،» تمتم أحدٌ ما.
كان هناك شيء يشبه دمية بحجم اليد تركض عبر الأرض، ولكن ميكوتو الدامعة كانت في حالة لا تقدر فيها حتى على السؤال عن تلك الظاهرة الغير علمية الواضحة.
«إذا امتلكت الوقت لرميّي جانبًا، كان عليك محاولة شيءٍ آخر! أتمزح معي يا إنسان؟ إذا كان هذا سيقتلك، سأُقيد روحك بروحي كمِلْكيّتي!!»
كانت ضوضاء عقلها لا تُطاق.
بدت أصوات الجميع بعيدةً جدًا.
لم تعد حتى تفكر في الانتصار على المدى الطويل. لم تكن متأكدة تمامًا من أين كانت أو ما هو موقفها.
وبينما كانت محاصرة بين كل تلك الآلات، سحبت تلك الكتلة اللزجة معها وذهبت وراء حائطٍ حجري نجا من الانهيار. حاولت الاختباء. تبعتها شوكوهو ميساكي والدمية الصغيرة (؟)، ولكن...
«كي كي.»
سَمِعَت صوتًا.
كان ضحكًا غير إنساني بدا وكأنه صرير معدنٍ خشن يُحْتَكُّ ببعض.
كان هذا هو الجاني الذي أحدث الدماء الطازجة التي لَوّنت زُرْقة الصباح الباكر.
«إي هي هي. كي كي هي هي! لا شَرَّ ولا خَيْرَ هنا. ولا يلزمني التعويض بشيءٍ آخر لمُوازنة الميزان. نعم، نعم!! هذا ما يعنيه وجود روحٍ حُرّةٍ طليقة!! أخيراً. أخيراً، أخيراً، أخيراً. لم أعد مُلزمًا بهذه الإزدواجية الغبية! صرتُ حُرّاً بتفكيك كُلِّ ما أشتهيه!!!!!»
«...!!»
ما فائدة الاختباء؟
ما فائدة منع أي هجوم آخر؟
ما كانت تحمله ليس كاميجو توما بعد الآن. تمامًا كما الشجر المحترق رمادًا، لا يمكنها تسمية ما تحمله في ذراعيها بعد الآن بكاميجو توما. قد تأخرت في تجميع شجاعتها لتقفز نحوه. قد تأخرت كثيرًا. عَلِمت ذلك، ولكنها لا تستطيع أن تترك "هذا الشيء" وحده وتهرب بمفردها.
في هذه اللحظة، سَمِعت صوتًا لحفر التراب.
«هذا...يكفي.»
جاءت الكلمات من فتاة ترتدي سترتة زرقاء وقبعة ورداء ساحرة، والتي كان شعرها الفضي الطويل يتطاير في الرياح. يجب عليها ألا تقدر على الوقوف بسبب كل الدم المتساقط أرضًا عبر اليد الصغيرة التي تمسك الجرح في جانبها. نجحت بالكاد في إسناد يدها إلى حائط الحجر القديم وتحدثت بعين واحدة موصدة تمنع تدفق الدم خارجًا.
«طالما ظلّ حيّاً، يمكننا الإعادة. لا تزال هناك فرصة...كاميجو توما، لا يُسمح لكَ بالموت هنا. لقد فشلت خطتي بالفعل، لذلك بدءًا من الآن، استخدم تلك القوة لأغراضك الخاصة!!»
«ما الذي تهذين به؟ إن القوة في يُمنى هذا الإنسان ستُنفي أي سحرٍ علاجي...»
بدأت الفتاة ذات حجم كفّ اليد في الاحتجاج، لكنها شهقت بعد ذلك.
«لا تقل لي!!»
أخذت الفتاة الفضية بإصبعيها الوسطى والإبهام معًا ورفعتهما أمام شفتيها.
ثم بدأ منشارٌ وحشي بالتحرك داخل أسلحة الـ A.A.A.، التي ارتدتها شيطانة الأجنحة المعدنية ميكوتو.
حاولت ميكوتو بجدية استعادة السيطرة، لكن هذا الشريك رفض الاستماع حتى بعد أن اعتمدت عليه بحياتها. كان الأمر كما لو أن سلاحًا مستعارًا بدأ يعود إلى سيطرة مالِكِهِ الأصلي.
«مهلًا، مهلًا...ماذا ستفعلين بهذه!»
«كل ثانية تُحْسَب! لا وقت للشرح، لذا ابتعدي عن الطريق!»
نَسَت #3 المدينة الأكاديمية شيئًا أساسيًا مثل تحكمها بالكهرباء والمغناطيس.
لم تقدر على إرسال أوامر إلى الـ A.A.A. ولكن إن حاولت، لربما نجحت في إيقاف تلك الشفرة الدوّارة السميكة بطريقة أو بأخرى.
لم تتردد الفتاة الفضية في إسقاط يُمناها لأسفل.
ارتبطت تلك الحركة بشيء.
وثم انفجر صوت باهت.
ضرب هجوم آخر تلك الكتلة اللحمية الممزقة والهشة.
كان ذلك منشاراً هجوميًا يهدف إلى إسقاط البوابة الرئيسية للقلعة.
قُطِعَ جزء من الجسم، الذي كان مرتبطًا بالكاد بترهلات بيضاء وزهرية، الآن كاملًا.
بصوتٍ بالكاد بدا سخيف، سقطت الذراع اليمنى المقطوعة على جبين شوكوهو ميساكي ثم حملته بذراعيها وضغطته على صدرها الكبير. لم تأتِها ردة الفعل الطبيعية مثل تغطية الوجه عند رؤية كرةٍ قادمة. لم تكن أفكارها واعية وعيونها كانت واسعة. كانت أقوى مُتحكمة نفسية وهي خبيرة في التحكم في العقول، ولكن حتى هي لا تستطيع قبول هذا المشهد المُرعب.
«...!!»
شرَرَ شيءٌ في ذهن ميكوتو. امتلأت رؤياها بشَوَشٍ [2] ضبابي. بصوتٍ بَلِلٍ خفيف، تناثر سائلٌ أحمر داكن عبر الأرض.
ولكن.
لم ينتهِ الأمر بعد.
«عند العمل لإنقاذ حياته، أفترض أن الإماجين بريكر سيكون أكبر عقبة.» تأوهت الفتاة ذات حجم اليد مُختلفةً عن ميكوتو. «لكن ذلك كان كثيرًا جدًا!! لا ترمي آراء الجميع فقط لأنكِ وحدكِ تعلمين كل شيء عن هيكل كاميجو توما الداخلي يا أليستر! بالتأكيد تعرفين أن هذه الغطرسة هي سبب كُلّ هزائمك وفشلك!»
تَوَهّج ضوءٌ أحمر داكن من مفاصل الـ A.A.A. التي ارتدتها ميكوتو.
أطلقت دالّة [3] لم تعرفها حتى الـ #3.
«ما عندي اهتمام في السحر العالي حالياً. سأترك الفن وأخترق البوابة الأقرب بأبهت أسلوب إن اضطررت. حَمَلَ جسدي جُرحًا مقدسًا –علامة المُستحق– على يديّ وقدميّ وجانبي. إنه جسدٌ بشري، ولكنّ لحمه ودمه يمكنهما العودة إلى نقطة بداية قُربان المناولة الأولى المقدس.»
ركعت الفتاة الفضية.
شبّكت يديها أمام صدرها كما لو كانت تعصر العصير الطازج من الفاكهة.
استخرجت السائل القرمزي من جروحها.
«لونجينوس كان جندياً أعمى. هو القديس الذي طعن جانب ابن الإله ليُحقق موته. قطرة الدم المقدسة تساقطت على الرمح ودخلت في جسد لونجينوس حيث شفت عيني الجندي الغبي وكشفت له عن عالم مرئي. يمكن لهذه القطرة إحداث المعجزات، لذا أعيدي فتح مجال الاحتمال لهذا الحبيس!!»
عادةً، قد تفشل أي معجزةٍ في الظهور طالما بقيَ الإماجين بريكر في يُمنى كاميجو توما.
لكن هذه لم تعد الحالة.
لهذا السبب قطعت الفتاة الفضية يد الشاب بهذا المنشار العملاق.
سقطت قطرة واحدة من يد الفتاة الفضية في وسط صدر كاميجو توما.
كان هذا كل شيء.
لكن الأثر كان مدهشًا.
لم تكن هذه قصة ليلة مؤرقة. حدثت هذه المعجزة في شمس الصباح الصافي.
شيء خفي مرّ عبر جميع أوعية الصبي الدموية ليصل إلى كل جزء من جسده. اُستُخدِمَت دفعة انفجار الأوعية الدموية وتدفق الدم المضطرب لتُحدد تلقائيًا ما يحتاج إلى الشفاء وأحاط ضوء لطيف كل الأجزاء الممزقة والمطحونة والمدمرة بشكلٍ يائس. عاد العظم واللحم والعضلات والجلد لتُكَوّن الصبي جديدًا، كما لو لُمِّع بقماش حريري غير مرئي. كان ذلك مثل إعادة نفخ دمية بلاستيكية قد انهارت.
«كامي...جو...-سان؟»
نطقت شوكوهو ميساكي اسمه وهي نصف مذهولة.
تذبذبت أعْيُن ميساكا ميكوتو بترددٍ حقيقي.
وهناك وجدت عَينيّ الشاب مُغلقتَيْن كما لو كان ينام مُرتاحًا. رأت وجهه الطبيعي والعادي والذي لا يمكن استبداله تمامًا لطالب سنة ثانوي أكبر سنًا.
ولكن لم يكن هناك وقت للاسترخاء.
كان هناك صوت مثل تفجُّرِ بالون.
جاءت من حيث كان ينبغي أن تكون يد كاميجو توما اليمنى. كان كلّ ما أسفل مِرفقه مفقودًا. لا، كل ما كان هناك يرفض الشفاء. كان هناك شيءٌ يُعيق عملية العلاج.
توسعت عيون ميكوتو.
«إيه؟»
هذا كان أفضل بكثير من الكتلة اللحمية التي بدت أكثر كلوحةٍ فنية مزعجة من أي شيء آخر. ولكن الجرح الواحد في المعصم يمكن أن يكون قاتلاً. لا يمكنهم تركه هكذا. ما لم يتوقف تدفق الدم، سيفقد الفتى الذي شُفِيَ تواً حياته قبل أن يفتح عينيه.
«إيه، إيه؟ لحظة، ماذا نفعل؟ ألا يمكنكِ إصلاح يده اليمنى؟!»
«أظن...»
لم يكن هناك رد.
هل وصلت كلماتها إلى تلك الفتاة الفضية حتى؟
«أظن أن قوة ابن الإله هي حقًا فقط من دهر أوزيريس. لا تكفي لِقَلْب الندوب التي تركها كورونزون، الذي يتخطى وجوده دهر حَوْرس...»
ترنحت الفتاة الفضية إلى الجانب. تحطم جَوْهَرُها. لقد تعرضت لإصابات خطيرة ثم تلقت طعنةً في الجانب. لم يكن واضحًا ما أتمّته، ولكن ماذا سيحدث إذا استخدمت المزيد من دمها هكذا؟
بهذه الوتيرة، ستنهار جانباً وتتوقف عن الحركة تمامًا.
«لحظة...»
«ميساكا-سان، افعلي شيئًا للنزيف!! احرقي أو اسحقي الجرح إذا كان ذلك ضروريًا!!»
كانت صرخة شوكوهو ميساكي كالصفعة على الوجه.
عندما تحركت ميكوتو، لم يكن ذلك لأنها عادت إلى التفكير بعقلانية مجددًا. كانت هَلِعة وعقلها طار بالفراغ، لذا أطاعت ببساطة دون التفكير في العواقب.
تبع ذلك صوت صعقٍ مُقلِق.
أنتجت مليار فولت.
كان قوس كهربائي بتلك القوة كافيًا لحرق قضبان التسليح.
كان صوت الأزيز مشابهًا تمامًا لسقوط الماء على مقلاة ساخنة، ولكن الرائحة لم تشبه اطلاقاً طهي لحم الخنزير بالزنجبيل في مقلاة. الرائحة الملتوية أرغبتها في الاستفراغ. لم تقدر على تهدئة نَفَسِها لفترة. كان الجزء الأكثر رعبًا ليس ما فعلته. بل أن الفتى الذي شُفِيَ تواً لم يُحرك ساكنًا حتى وقد أحرَقَت نهاية ذراعه المفصولة دون مُخَدّر.
ومع ذلك، هذا الفعل أنقذه.
لم تعد ذراعه اليمنى تنزف.
ضغطت أذنها على وسط صدره وسمعت نبضه، وإن كان ضعيفًا.
«ماذا الآن يا ميساكا-سان؟ لا يمكننا تركه هكذا.»
كان تدريجيًا، لكن عندما قالت شوكوهو ذلك، هدأت ميساكا ميكوتو أخيرًا لتنتبه إلى محيطها.
لقد حاولت الاختباء وراء جدار حجري نجا في المقبرة المهجورة، ولكن هذا لا يُعتبر حتى اختباءً. لقد تركوا أثرًا واضحًا من الدم على الأرض الوعرة. لا شيء أسهل من ذلك لتتبع أثرهم.
«إي هي هي هي هي هي هي هي. هي كي كي كي كي كي كي كي كي كي كي. آه ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها!»
صارت الضحكة روتينية تمامًا في هذه المرحلة.
كان هذا الشيطان العظيم كورونزون.
هل كان فعلاً يستمتع، أم كان لديه سبب آخر للضحك؟ في الواقع، هل أتى هذا الصوت حتى من الحبال الصوتية في ذلك الحلق والفم الضاحك على وجهها؟ مهما كان هذا، فإنه بالتأكيد يقترب.
كان هناك هَلَعٌ تَلَبّس وجه شوكوهو ميساكي.
«ميساكا-سان؟ أيمكننا الطيران بآلتك هذه؟»
«أنتِ تعلمين كما أعلم جيدًا أن نظام تحكم المحرك الصاروخي متعطل. ولهذا بدأنا في استخدامها دراجةً نارية.» وشيءٌ آخر. واصلت ميكوتو حديثها بعد أن ابتلعت. «هل تعتقدين حقًا أننا نقدر على الهروب من هذا سواء حلّقنا في الهواء أو هربنا في الأرض؟»
«...»
كان وجوده بحدٍّ ذاته لعنة غامضة لا مكان له في العِلم.
هذا لم ينتهِ بعد. هذا الكائن ارتدي ثوبًا بيجيًا وأرجح شعره الأشقر الطويل ببطء. بالكاد سيعتقدونها إنساناً مع اقترابها ببطء. سَحَبَت ميكوتو عُملة أركيد وسحبت شوكوهو ريموتاً [4] من شنطتها، ولكن هل سيعمل ذلك حقًا؟ كانت الفتاتان ترتعشان على مستوى غريزي، وليس على مستوى عقلاني.
حتى هذا الصبي قد هُزِم.
قد قبض يُمناه بقوة، ومع ذلك، حُطِّم بقسوةٍ لقطع.
(ماذا نفعل؟)
لم تعد ميكوتو تنظر إلى هذا من منظور علمي حيث برزت ألقاب مثل #3 أو #5. أيمكنهما حقًا القتال؟ أيمكنهما المقاومة؟ لم تكن واثقة حتى من ذلك. الأساس نفسه الذي آمنت فيه لفترة طويلة كان يتحطم أسفلها.
عندما يُلقي هذا الوحش ببساطة وأنانية نظره وراء الحائط الحجري، سيبدأ اصطدام مُدَمّر. كُلّ طرفٍ يعلم هذا. وكان ذلك الوحش يستمتع بها. بدا وكأنه اِعتبر هذه المعركة المُدمرة نوعًا من الترفيه.
كانت ميكوتو تندب نفسها وتورطها في هذا.
العالم كان مخطئاً لإنشائِهِ شيئًا كهذا في المقام الأول.
ربما كان الخوف الذي كان يعتصر قلبها هو نفسه عندما كانت تُعَذّب على يد ذلك الوحش الأبيض الذي ذبح المستنسخات العسكرية ذات الإنتاج الضخم الواحدة تلو الأخرى. لا، ربما كان أعظم حتى.
ولكن فات الأوان لإدراك الحقيقة الآن. كانت تلك الكارثة البشرية تقترب بالتأكيد.
و.
و.
وحينها.
- الجزء 3
هزّت الصدمة كامل الكوكب، بدءًا من المملكة المتحدة.
- الجزء 4
حدثت في قلعة إدنبرة، في مركز الغرائب [5] الاسكتلندي.
فهل كان هذا مناسبًا؟ أم كان فظاً وتجاوزًا للحدود؟
على أي حال، هبط هناك ظلٌّ أبيض بشري.
كان هذا #1 المدينة الأكاديمية.
وإلى جانبه طافت فتاةٌ شيطان تبدو خليطًا بين عذراء جميلة وقنديل سام وأجنحة ناعمة.

بدا هذَيْن الوحشَيْن غير مناسبين تمامًا في هذا الصباح الشتوي الصافي.
أدّت ركلة واحدة إلى السيطرة على الحالة بأكملها.
«.....يَو.»
تحدث.
تحدث إلى المرأة ذات الرداء البيجي التي اخترقت أكثر من حائط حجر بعد تلقيها هجومه النيزكي.
واستجابةً لذلك، ظهر وجهها الحقيقي المُرهِب مستخدمًا شعرها الأشقر الطويل كشاشة.
«في يُمنايَ [نُويت البعث] وفي يُسرايَ [حَدِت الانتقام]. باجتماعهما، تُشكلان دائرة الرع-حوراختي، والتي...»
« يَو. »
قُذِفَ هجوم الشيطان العظيم كورونزون واصطدم مباشرةً بالمستوى 5 الذي يقدر على التحكم في أيّ وكل المُتجهات.
«يَو!»
تبعثرت كتلة من القوة الخفية في كل اتجاه.
لا.
تمزقت من إرادة بشرية.
أعطت المرأة ذات الشعر الأشقر الطويل والمديد نقرة عالية وواضحة بلسانها.
«أثير أفاتار – واحد: LIL، تسعة: ZIP، عشرون: KHR!!»
[6]"يَو!! يَو!! يَوووووو!"
الكمية الضخمة من الشعر الأشقر انقسمت إلى ثلاث مجموعات واندمجت بشكل معقد لتُشكّل ثلاثة ملائكة مُجنحة.
لم يعلم أكسِلَريتر نوع القوة الموجودة في ذلك.
شكّل بأصابعه مخلبًا ولَوّح بها بجنون حوله ليُمزق الملائكة الزائفة لشرائح. لو نظر إلى السحر على أنه نوع آخر من قوى الإسبر، لما أمكنه أبدًا إنجاز ذلك. لو اتخذ هذا الانحراف الخاطئ في فهمه، لفشل في فهم جوهرها الحقيقي، ولفشل في فهم مُتجهاتها، ولأُصيبَ.
لكنه لم يعد ينظر إليها بتلك الطريقة.
كان هذا الظلّ الأبيض وحشًا كافيًا بالفعل، ولكنه امتلك الآن شيطانًا شفافًا –مُنتجاً صارخاً للغرائب– إلى جانبه.
«هل ثَبّتَّ اتجاهية تدفق القوة جزئياً في حسابات قوّتك؟ تشه. هذا الرقم 11 الذي يوجد في القُلَيْفوث ولكنه ليس عددًا خياليًا. أهذا هو دليل شجرة العالم المقلوبة التي بنيتُها؟ بالتفكير في أن منتج عِلمٍ وضيع مثلك قد وَصَل لمستوى [البروباش]؟ يا للعجب!!»
«نعم، نعم. أنا جديدٌ على هذا، لذا كوني لطيفة. وكنت أعتقد أنه يُطلق على المبتدئين اسم [نيوباش]، [7] لكن لا يهم. والآن، لا تنسي هذا: أنا لست مثلكم يا من رضيتم بمستواكم وتوقفتم. سأستمر في امتصاص أكبر قدر للنمو قدرما استطعت!»
«...!!»
بمعنى آخر، كلما أُعطي من القوة، كان نُموّه أقوى. تمامًا كَمَن يَشِنُّ هجومًا سبرانيًا كبيرًا على العدو وثم يكتشف أنهم حلّلوه وتعلموه ونسخوه.
توقف الشيطان العظيم كورونزون للحظة.
كان ينتظر ذلك.
قَبَضَ أكسِلَريتر أصابعه التي كانت مِخلبًا وسَحَبَها للوراء.
يمكنه تلويح ذراعه طويلًا فَقَدْ أنشأ فتحةً كافية لذلك.
تمامًا كصبيٍّ مُعَيّن، سَكَبَ كُلَّ قوته في قبضته وأطلقها!!
كانت كالانفجار.
انتشرت موجة صدمة خفية حول مركز الضربة وهزّت جدران قلعة إدنبرة العتيقة.
ومع ذلك، نقر الوحش #1 لسانه قليلاً.
«أعدتِ توجيه المُتجه.»
« كي هي هي.»
وبالفعل، انزلق كورونزون إلى الوراء.
لكنه تجنب ضربة مباشرة في الوجه. شكّل شعرها الطويل والمديد عِدّة طبقاتٍ أمامها. انثنت كُلُّ طبقةٍ وكلُّ شعرةٍ فردية ونفت المُتّجه الذي كان يُفترض أن يمر من خلالهم. ركض شعورٌ غريب عبر قبضة أكسِلَريتر وعبر عظامه مرّت، وكأنه ضرب نابضاً قويًا.
وثم.
« إي هي. ني هي هي. كي هي هي هي هي هي هي هي.»
شيءٌ مثل البالون انتفخ وانفجر في مركز صدر #1.
لم يكن هذا دمًا أو لحمًا أو عظمًا.
كان شيئًا أكثر خفاءً، أصعب فهمًا، ومع ذلك ذا أهمية كبيرة.
« تش!!»
«أنا شيطان، ولكن ليس من شجرة الشر القُلَيْفوث. أنا الشيطان العظيم الذي يسكن في هاوية السِّفِروث. السُّفَيْرات العشرة للسِّفِروث والطرق الاثنان والعشرون هي أيضًا جدول تحويل لإنتاج الخوارق بربط الكَوْن الكبير للعالم مع الكَوْن الصغير للجسم. أتشعر به؟ تتكون الذراع من [حِسِد] و[جيفورا] [8] وتُسَيْطر أصابعها الخمسة على العناصر الخمسة. الوسطى يتحكم في النار وحُمْرَة الدم، الذي يرمز إلى نشاط القلب. لقد ارتكبت خطأً عندما قَبِلْتَ القوة العائدة لتقيس مقدار الضرر الذي قَدّمْتَه، يا من بقيتَ في مجال الإنسان.»
ببساطة، انتقل الضرر من قبضتِهِ، وعبر ذراعِهِ، وصولاً لقلبِهِ.
لَمْسُها تَهورًا سيضُرُّه.
عندما تُفكر بها، فهذا ما بُنِيَ عليه انعكاس أكسِلَريتر.
لم يكن ليستخدم تلك الطريقة لو علم بهذا.
وهو من بين كل الناس سيعلم أن الوقت قد فات للشكوى بعد وقوع الحدث.
ترنح أكسِلَريتر، لكن الشيطان العظيم كرونزون تراجع خطوة. كان كل هذا خارج خطته. التعامل مع #1 لم يكن من أهدافه.
كان هذا شيئًا آخر.
كان سينتقل إلى إجراءاتٍ الأخرى.
«...به...إلى أين...تذ...هبين؟»
«ستشعر بتحسن أكبر إذا بصقت الدم، أتعلم؟ وأيضًا، أيها الوحش، أتدري من عاش مرةً في هذا المكان؟ جَيمس الرابع. كان رجلًا مهمًا ستجده في كتب التاريخ، ولكن في العالم السحري كان يُشاع أنه ملك خالد.»
«...»
«هِيه هِيه. احترامًا لـ [كونت الجلينستري]، ربما أُسمّيه [طقس المُو أثايا]. على أي حال، أنا مهتمٌ فقط بتقدم تحقيق هدفي.»
هكذا انتهت.
عاصفة ذهبية عصفت.
كان شَعْرًا.
كانت غيمة دخان. ليس لها معنىً حاسم. ولكن بحلول الوقت الذي نقر فيه أكسِلَريتر لسانه ونظر لأعلى، كان كورونزون قد ذهب بالفعل.
حتى لم يبدو وكأنه يتظاهر بمغادرة المكان ويغتاله من بعيد.
قَلَبَ بسرعة مفتاح عنقه ثم اتّكأ على حائط حجري قريب.
يبدو أن شيئًا ما انفجر داخله، ولكن لا يبدو أن هناك عضوًا قد تمزق أو أنه سيموت فورًا.
زفر ببطء وثم لاحظ شيئًا.
كان من غير المعتاد أن يكون #1 بطيئًا في فهم وضعه.
«...تش.»
لم يكن هناك شيءٌ إطلاقاً وراء أثر الدم الواضح على تلك الأرضية البعيدة التي بدت وكأنها مُسِحَت بممسحة مبللة بسائل أحمر داكن. اختفت الجماعة التي جَرّت ذلك المستوى 0 وراء الغطاء في وقتٍ ما. كان من السخف مطاردتهم عُميًا، لذا بحث #1 عن شيء يمكنه فعله بمفرده.
ما زال مُتّكِأً على الحائط الحجري، سأل الشيطانة الشفافة سؤالًا.
فعل ذلك عفويًا كمن يستخدم مُحرك بحث أو يتحدث إلى ذكاء اصطناعي.
«[مُو أثايا].»
«كان ذلك جزءًا واحدًا من 'الأدلة' التي استخدمها ماذرز ليدّعي أنه من نسل نبيل اسكتلندي. ادّعى أن اسم ماذرز مشتق من مصطلح غيلي قديم معناه 'وليد بعد الوفاة'، لذا أصر على أنها تُثبت أصله وأنه [كونت الجلينستري]، نسل الهايلاندرين.»
لم يقدر أكسِلَريتر الاستنباط من ذلك تمامًا، لكن ربما كان ذو معنى لأولئك الذين يعرفون شيئًا عن الغرائب. ولكن لا تتوقع منه أن يفهم بعدما مرّت مئة عام.
لا جدوى من التورط بهذا.
وليد بعد الوفاة.
أَوْحى ذلك بالملك السابق، جَيمس الرابع، الذي يُشاع أنه تجاوز حدود الموت، ولكن ذلك كان فقط من وجهة نظر أكسِلَريتر.
كان هناك شيء آخر جذب انتباهه.
«اسكتلندي؟»
«سبق وأن تُجوهِلَ على أنه هَذْيٌ منه، لكن قد يكون هناك سبب لحُبّ الزعيم الذهبي لاسكتلندا وليس إنجلترا أو ويلز. على سبيل المثال، شيء قريب من جوهر القِوى الثلاث والمناطق الأربع للمملكة المتحدة.»
«وهناك شيءٌ ما في هذه القلعة القديمة، صح؟ تلك المرأة الوحش كانت تهدف إلى "أيًا كان ذلك" هناك، صح؟»
«أوه...»
«ماذا؟»
«أوه، أمم، فقط احتجت للحظة لأتساءل لماذا لم أعترف بالاحتمال حتى الآن. فهمت. إذن فهي كنوز قلعة إدنبرة. في هذه الحالة، قد نكون في ورطة.»
«مرة أخرى، ماذا؟»
كان الجميع قادرًا على أن يروا أن الأمور لا تبدو جيدة. لا جدوى من الجدل حول ما إذا كنت ستقبلها أم لا. كلما اقتربت الأمور إلى السيناريو الأسوأ، زادت أهمية تحديد السبب سريعًا والعمل على إصلاح الأمور.
الفتاة الشيطان التي ارتدت صحفًا إنجليزية مهترئة طعنت سبّابتَيْها معًا أمام صدرها الذي كان كبيرًا بشكل غير طبيعي مقارنة بتوازن جسدها الصغير. اعترفت بالحقيقة بتردد.
«أظنّها ستستخدم سَيْفَ الوِلاية وتاجَ التّتويج وصَوْلجان الحُكم وحَجَر السْكُون كمجموعةٍ واحدة.»
«؟»
«ببساطة، إنها النسخة الاسكتلندية من العناصر الملكية. كان هناك قلق من أنها قد تتداخل مع سيف كُرتانا إنجلترا، لذا عندما هاجم إدوارد الأول اسكتلندا، أخذ حَجَرَ السْكُون وخَتَمَ وظائفه. أوه، صحيح. تم إرجاع حَجَرَ السْكُون إلى اسكتلندا في السنوات الأخيرة، أليس كذلك؟ في هذه الحالة...»
«أعطيني إجابة واضحة.»
«إيهيه ☆ نظرًا لأن نظام تحكم كُرتانا غير مستقر حاليًا، قد تكون قادرًا على اختراق المملكة المتحدة بأكملها باستخدام تلك العناصر الأربع. ...ليس بابًا خلفيًا بقدر ما هو نظام آخر يعمل بالتوازي ويمكنك استخدامه للدخول إلى الحاسوب المركزي.»
- الجزء 5
بدا صوت الدوّارات العميقة يُمزق هدوء الصباح الباكر.
دارت مروحية نقل كبيرة ببطء حول قلعة إدنبرة بحثًا عن مكان تهبط فيه، ثم نزلت ببطء. ولكن كانزاكي كاوري فتحت باب الشحن قبل أن تصل إلى الأرض.
«سأنزل الآن. أمّا أنتِ انتظري حتى تهبط يا أورسولا.»
«آه!»
تأخرت الراهبة اللطيفة في إيقافها.
لم يهم ما إذا كانوا على ارتفاع يزيد عن عشرة أمتار. استخدمت كانزاكي قدرتها الجسمانية بكونِها واحدة من بين أقل من عشرين قديسًا في العالم لتهبط بسلام في الحقل أدناها.
كان محيطها فوضى.
كانت هناك عربة مقلوبة، والفرسان الحراس منهارون على الأرض، والخيول المرعوبة كانت تجري بجنون بعدما انقطعت مقاليدهم.
ركضت كانزاكي إلى فارسة كانت تستند إلى جدار حجري.
«أنا من الأنجليكان. ما حدث هنا؟ أين العائلة الملكية؟!»
«...»
هزّت الفارسة شعرها الأشقر القصير قليلاً وأشارت بإصبع يرتجف في اتجاه مختلف. كان ذلك أقصى ما يمكنها تحقيقه. لم تتمكن من إخراج كلمة واحدة وسقط إصبعها سريعًا.
سمعت كانزاكي صهيل فرسٍ.
فرس حرب عضلي تقدم كما لو كان يحمي الفارسة. كان يحمل مقبض دلو مملوءًا بالماء في فمه. لم يكن واضحًا من أين أتى به.
(هل هذا فرس الأميرة الثانية كاريسا؟)
«أليكس، اعتني بها.»
عندما وضعت كانزاكي منديلًا مبللًا في الماء البارد في جبين الفارسة، صهل أليكس سعيدًا.
كانت الفارسة قد استخدمت آخر نَفَسِها لتشير إلى شيء قبل أن تفقد وعيها. بدا وكأنه مجرد هيكل متهاوي، ولكن كان هناك سُلَّمٌ يؤدي إلى تحت الأرض مخفيٌّ بذكاء. القيمة الحقيقية لقلعة إدنبرة في عالم الغرائب كان الهيكل الضخم تحت الأرض الذي يمتلئ بالمداخل والأنفاق والسلالم العديدة التي تمتد من [كنيسة القديسة مارغريت].
وما كان أعظم كنز مخفي في هذه القلعة في قلب اسكتلندا؟
(ثلاثة كنوز ملكية اسكتلندية وحَجَر.)
ثلاثة وأربعة.
كان هذا أساسًا بديل لنظام التحكم الذي يرمز إلى القوى الثلاث والمناطق الأربع.
لم يكن ليكشف هذا النظام الآخر عن قوته أبدًا لو كان نظام التحكم في كُرتانا مستقرًّا.
(هل كانت العائلة الملكية تتصرف مُنفردة لضمان عدم سقوط تلك الكنوز في يدي أحدٍ آخر؟ إذا كان كذلك، فهذا صواب ولكنه حماقة! إذا أصاب الملكة أو الأميرات أيُّ ضرر، فستُحرق المملكة المتحدة بأكملها!!)
يمكن سماع شيء يقطع الهواء.
كان هذا الشيطان العظيم كورونزون. هو كيانٌ خارق داخل حاوية من لحم. الصوت كان ناتجًا عن تأرجح شعرها الأشقر الطويل والمديد ليلتقط مصباح شعلة من الحائط.
«كي كي.»
لم تعد قادرة على التحكم بالمملكة السحرية لبريطانيا العظمى سرًا بأدائها دور المطران، ولكن لم يكن هناك سبب حقيقي لتفعل ذلك سرًا بعد الآن.
سَيْفُ الوِلاية وتاجَ التَّتويج وصَوْلجان الحُكمِ وحَجَرَ السْكُون.
مهما كانت الطريقة التي استخدمتها، كان عليها فقط أن تتولى مهمة معاقبة أولئك الذين استخدموا القوة الشريرة للسحر. ستقضي شاملًا على أيّ من يُعارضها بالسحر. نعم، كانت شيطانة عظيمة تسكن في شجرة الحياة وليس في شجرة الشر. حتى أنها ستستغل العمليات الصالحة التي أعدّها الرب ليستخدمه البشر.
«كي هي هي. إي هي هي هي هي هي هي.»
تلك المعروضة في القلعة للسياح عبارة عن نُسَخ.
خُبِّأت العناصر الروحية ذات القوة الحقيقية عميقاً في المتاهة الكبيرة الممتدة من كنيسة القديسة مارغريت. سيُخاطر الشخص العادي بحياته إذا حاول الدخول أو الخروج، لكن الشيطان العظيم كورونزون لم يهتم بذلك. الفخاخ التي وضعها البشر لم تزعجه وكان الأنجليكان من أداروا الدفاعات هنا. المطران التي قادت هذه الكنيسة ستدري بالطبع بكيفية عملها.
لم تعتبرها حتى سرقة.
كانت ألعابها.
عندما تترك وظيفتك، ما الخطأ في أن تخرج ممتلكاتك من خزانتك وتأخذها معك؟
«الآن، إذنْ.»
تنهدت كورونزون الشقراء في قاعةٍ كبيرة جدًا لتبدو أنها تحت الأرض.
بُنِيَت حتى هذا الحجم فقط لتحتوي على كل ما يلزم لتخزين تلك العناصر الأربع.
«هم، هم، هم، هم.»
كان تاجَ التَّتويج يشبه شيئًا خرج من قصة خرافية. كان القماش الأحمر المنتفخ موضوعًا في إطار ذهبي. لعبت به بإصبعها قبل أن تضعه على رأسها، ثم وصلت بيدها النحيفة إلى الصَوْلَجان الذهبي. كان يبرز بلمعان الذهب الخالص، لكنه كان في الواقع عصا فضية مطلية بورق الذهب. دَوّرتها كهراوة الشرطة بينما اتجهت نحو حَجَرَ السْكُون. كان يسمى حجرًا، ولكنه كان في الواقع بحجم درج الخزانة. لا يستطيع الشخص العادي رفعه، لكنها استخدمت شعرها الأشقر الطويل لذلك. مثلما مصباح الشعلة، لُفَّ شعرها الأشقر الطويل حوله ورفعته بسهولة.
«هم، هم، هم، هم. هناك الكثير أرغب في تجربته. نعم، نعم. كلها تؤدي إلى انهيارٍ أشتهيه. ...مم؟»
تجهمت.
لتؤدي طقس مُو آثايا، كان عليها استخدام العناصر الاسكتلندية كفتيلٍ أوّلي. وهذا يعني أنها تحتاج إلى كامل المجموعة.
وهنا، افتقدت شيئاً.
كان هنا ثلاث كنوز وحَجَر.
إذن، أين ذهب سَيْفُ الوِلاية؟
«هاااه، هاااه!!»
أشْعَرَ المكان وكأنه أحد دياميس ألعاب الفيديو ذات التصميم الكسول. كان الفتى الآسيوي المسمى هامازورا شياغي يلهث بصعوبة داخل هذا الديماس الصخري الموحش تحت الأرض.
كان يحمل سيفًا ذو حدين في غلاف خشبي.
بعد أن استعاد وعيه سرًا، هرب مع تاكيتسوبو فور هبوط المروحية. لم يعرفا الكثير عن السحر، لذلك احتاجا إلى مساعدة من يعرف إذا أرادا إنقاذ ديون فورتشن. ومع ذلك، كانا من الغرباء، لذا لن يسمع أيٌّ من الخبراء استغاثتهما وقت الخطر. فما الذي احتاجا إليه ليضمنا السماع؟ كان هذا السؤال هو الذي شَغَل بالهما.
وحتى لو لم يعرفا بالضبط كيف يعمل كل هذا، كانا قادرين على التسبب في المتاعب لأولئك الخبراء لجلبهم إلى طاولة التفاوض.
كان السطح مشهد كارثي لأناس منهارين هنا وهناك، ولكن هذا عَمِل لصالحهما. نجحا في الهروب بسهولة شديدة إذ أن الراهبات هرعن من باب المروحية لمساعدة رفاقهن المصابين.
يغفل الناس عن الكثير أثناء الذعر.
نعم، حتى الغرابة التي يُفترض أن يروها عادةً. ولَوْ لا ذلك، للاحظ أحدٌ بالتأكيد الفتى والفتاة وهما يتسللان هربًا.
من هناك، كان عليهما فقط الاستماع إلى ما يقوله الناس ومعرفة ما كان الجميع مركزاً حوله هنا. لم يكن هامازورا ملمًا بمصطلحات السحر وكانت إنجليزيته تعبانة، لذلك اعتمد على عشيقته وأنيري.
نتيجة لذلك، ارتقى هامازورا شياغي إلى النجومية وصار مركز المسرح دون أن يملك فكرة عن قيمة ما حَمَلَهُ في يديه.
سحب السلاح من غلافه الخشبي ووجد شفرة ذهبية لامعة تبدو وكأنها سيف بطل من لعبة فيديو.
«لحظة، هذا جيّد؟! سرقتُ ألمع شيء رأيته!!»
لم يتحدث إلى تاكيتسوبو أو أنيري.
كان هناك شخص آخر هناك ترتدي فستانًا فاخرًا وجالسة بظهرها على الحائط الصخري. صادف هذه المرأة المصابة أثناء تجواله هنا تحت الأرض. لابد أنها دخلت من مدخل مختلف وكانت مشبعة بالدم عندما رأاها للمرة الأولى. كان ذلك دليلاً على أن شيئًا سيئًا كان يتجول في تلك الظلمة.
كانت الملكة الحاكمة إليزارد.
في ظروف طبيعية، لن يمكنه التحدث إليها بهذه الوقاحة.
لم تقدر حتى على الوقوف، لكنها ابتسمت قليلاً وأجابت باليابانية لأجله.
«نعم، أحسنت. لن يعمل النظام الاسكتلندي إذا كانت هناك قطعة ناقصة. خذ ذلك معك إلى السطح. لا أعرف ما الذي تفكر فيه لُولا ستيوارت...لا، بل ذلك الشيطان، ولكن احتفظ بهذا بعيدًا عن قبضتها. وإذا كنت استطعت إعادتها إلينا لاحقاً، فسأمنحك لقب نبيل.»
«لا يمكن لأجنبي أن يحصل على مثل هذه الجائزة، أليس كذلك؟ آسف، ولكنني لن أستقر في بلدٍ لا يعجبني طعامه.»
ضحكت إليزارد بهدوء وهي تتّكِؤ على الحائط.
ارتاح هامازورا.
ثم سحبت زجاجة من مكان ما، وفتحتها، ورشت محتوياتها على جروحها التي تبدو موجعة.
«هذا كل ما عندي، وياللأسف. كنت أحفظ هذا السكوتش لمناسبة...»
«على مُلصقه اسم المصنع، أليس كذلك؟ يمكنك مكافأتهم بالسماح لهم بتسميته "شراب مُنقذ الملكة" أو شيء من هذا القبيل والإعلان عنه كالمشروب الأسطوري الذي شفى جروح الملكة. عندكم مشروب الدرانمبوي في المملكة المتحدة، صح؟ يمكن لأساطير الملوك تعزيز المبيعات لهذا النوع من الأمور.»
«أظنها ستكون فظاظةً مني أن أسألك لماذا تعرف عن مثل هذه التوافه بعمرك هذا.»
وصل صوت باهت إلى أذنيهم.
جاء من الظلام.
«هناك شخص قادم يا هامازورا،» قالت تاكيتسوبو.
«نعم، علينا الذهاب، ولكن ماذا عن هذه العجوز؟»
لم تكن كل مسارات المتاهة متشابهة، كان بعضها واسعًا كبيرًا والبعض ضيق، لذلك حملا إليزارد إلى نفق أصغر ووضعوها خلف عمود.
«سنجذب انتباههم، لذا لا تتحركي حتى تذهب كل الأصوات. واضح؟»
«تمهل يا صبي، أنا من يجب—»
«لا أستطيع استخدام امرأة عجوز محتضرة كطعم! ستأتيني كوابيس لبقية حياتي!!»
الوضع لن ينتظر.
التقط هامازورا السيف المُغَمّد وأحدث ضوضاء كثيرة أثناء جريه في نفق كبير منفصل عن النفق الصغير الذي كانت إليزارد مختبئة فيه. نمى الوجود في الظلام. ولَوّنت العاطفة الأجواء. كانت حُمْرة الدم لنيةٍ القتل وكانت موجهة بوضوح نحو هامازورا وتاكيتسوبو.
كان قد اعتادها بفضل موغينو شيزوري.
يمكن أن تكون الخبرات المُصدمة [9] إيجابية أحيانًا. لم يكن ليستمر لَوْلا ماضيه هذا.
كان العالم مُرَكّزاً على جانحٍ تافهٍ صغير.
لم يرتكب خطأ.
الطريق الذي سار عليه كان خطرًا أبديًا، ولكنه لا يزال صاملًا نحو إنقاذ ديون فورتشنن. [10]
«ها ها.»
كان هامازورا شياغي يركض لحياته، لكنه بدأ يضحك.
كانت تاكيتسوبو مندهشة في البداية، ولكن بعد ذلك بدأت تضحك أيضًا.
«هي هي.»
كان ذلك أكثر سُمّية قليلاً لعلاقة عشيق/عشيقة.
هذا الشعور بالإتحاد بدا أكثر شبهًا بالتواطؤ من أي شيء آخر.
«هَهَهَهَهاا!! آه هَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَههَهَههَههَهَهَهَهاااا!!»
تمدَّدَ الهيكل السفلي لكنيسة القديسة مارغريت كمستعمرة نمل، ولكن بدا أن هناك أكثر من مخرج واحد.
جَرَيا على درجات نحو السطح ودخلا ضوء الشمس الشتوي. ولكن...
«قفا هناك أيها الغريبان. ما لم ترغبا في أن تُمحيا على الفور.»
كانت نبرة الكراهية الجلفاء الباردة كافية لنشر القشعريرة من عموده الفقري إلى كل شبر من جسده.
خُطِفَ عالم هامازورا وتاكيتسوبو الجميل من صباح ضوء الشمس
وقد أتعب هذا الشخص نفسه للتحدث باليابانية. ... متى كانت آخر مرة تحدث فيها؟ لو كان هذا الشخص مُستمعًا منذ ذلك الحين، فقد يكون الفتى الجانح وعشيقته ليسا الوحيدين في خطر.
كان إخفاء الملكة إليزارد عقيمًا. ربما بفعلهما هذا قدّماها لتصير رهينة.
(لا، لحظة.)
نفى هامازورا فورًا غطرسته.
كان عليه أن ينظر إلى الأمور بشكل صحيح. يمكن لهذا الشخص أن يسحقهم دون سابق إنذار. وبما أن هذا لم يحدث، إما أن يكون هو أو تاكيتسوبو لديهما قيمة ما أو أن ذلك الشخص لا يريد تدمير الشيء الذي يحمله الفتى. هذا كل شيء.
لم تكن هذه حالة حيث يشكل الخطأ الواحد خطرًا.
سينتهي الأمر إذا فعل الوحش أيَّ شيء متهور.
كان خائفاً.
كان حقًا خائف، ولكن هذا أثبت شيئًا.
كان للسيف بيديه قيمة كافية لإيقاف هذا الكيان الغير اعتيادي.
يمكنه استخدامه درعًا.
«...»
استدار ببطء مع السيف المغمد بيديه.
أولاً، رأى شعرًا أشقر طويلًا ومديد. كان يتحرك من نفسه، لذا بدا مثل ثعابين سامة أو مجسّات. وما وراء ذلك، ظهرت صورتها الحقيقية من جوف ظلامهم. كان مندهشًا لرؤية جمالها. كان يتوقع شيئًا أكثر قبحًا مع خياشيم أو حراشف.
وفي تلك اللحظة، فتح الوحش فمه ببطء.
«أعطني سَيْف الوِلاية. إذا لم تكن مرتبطًا بالمملكة المتحدة أو بالسحر، فسأحفظ لكَ حياتك.»
«انتظرتُ هذا...»
مع ذلك.
كان مستعدًا للجوء إلى أنيري إذا لزم الأمر. تحدث مرة أخرى كمن يقبل التحدي.
«لأوضح الأمور، لا يهمني ما يحدث لهذا السيف. ما إن أُحقق هدفي، أنا موافق على تسليمه لكِ.»
«؟»
«أريد إنقاذ ديون فورتشن. هل عندكِ ما أحتاجه لذلك؟ إذا أجبتِ بنعم، سأعطيك السيف. ما رأيكِ؟»
لم يكن كورونزون المصدوم. بل تاكيتسوبو ريكو.
كانت قد وافقت على خطة إنقاذ تلك الفتاة بأي وسيلة، ولكن هل نسي ما طلبت منهم الملكة الحاكمة؟ ربما أدركت الآن مدى جدية تصريحِهِ السابق حينما قال «مهما تطلبني الأمر».
كانا متواطئان. كانت علاقتهما سامّةً قليلًا.
ولكن هل سيُبالغ إلى هذا الحد حقاً؟
«هاما...زورا؟»
ومع ذلك، لم يرُدّ الفتى الواقف بجانبها.
إذا لم يبقِ عينيه مباشرة على كورونزون، وإذا نظر إلى عين تاكيتسوبو للحظةٍ فقط، سينكسر. سيتذكر ما هو الصواب ويتراجع. كان يعلم ذلك.
بالطبع، إذا رفض تسليمه، فسيقتلهم هذا الوحش. سيُقتل، هو وعشيقته تاكيتسوبو، وإليزارد المختبئة في أعماق النفق تحت الأرض. لذلك، الرفض مباشر لم يكن خيارًا ممكناً.
كان عليه التصرف بالطريقة الصحيحة.
فقط القيام بما هو صحيح سيكون أنانيًا. محاولة ذلك دون القوة لدعمها لن تفعل سوى إغضاب هذا الوحش.
كان يعلم بعجزه.
كان قد نجا من امرأة الساموراي الآسيوية عن طريق الذكاء. لم يكن نِدّاً لـ "أيّاً كان هذا" من ناحية القوة. لذا تجربة مواجهة مباشرة ستؤدي إلى موته الفوري. هكذا كانت الأمور هنا.
لذا لم يكن القتال ما كان عليه فعله.
أمسك بجيبه وعَصَر ما وجده هناك. بالطبع، لم يملك سلاحًا سريًّا. وكان يشك في أن حتى سلاحًا سريًّا لا يمكن أن يؤذي هذا الوحش أمامه.
كانت عصا العلكة عادية تمامًا.
ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن يمنحك شيء تافه مثل ذلك قوة.
كان هناك أشخاص لا يمكن إنقاذهم ببساطة بفعل الصواب.
وليأكل أبطال العدالة أولئك الخرا.
أراد أن يبتسم مع عشيقته بضميرٍ نظيف. لا يمكنه التخلي عن ديون فورتشن إذ أراد ذلك. ابتغى مشاركة أسعد أوقاته إن أمكن معها، لذلك لا يمكن أن يدع المساومة والعار يؤثران عليه. مهما صار.
في هذه الأثناء، ظهرت ابتسامة شيطانية على شفاه المرأة التي كان شعرها الأشقر يتحرك كما لو كان لديه إرادة بذاته.
«ديون فورتشن؟ أوه، فهمت. إذًا هذا يتعلق بذلك الجهاز الدفاعي الذي أعددته!»
«خ.»
«في هذه الحالة، إجابتي على سؤالك نعم. بعد كل شيء، فأنا من صنعت تلك الكتب السحرية المتخصصة للدفاع. ...إذن. ما عندك؟ ما الذي سأكسبه بمساعدتك بدلاً من قتلك وأخذ السيف؟»
كان لديه إجابة مستعدة لذلك.
لم يكن لهامازورا شياغي خيار سوى مرافقة شخص يفهم بالسحر.
لذا…
«سأساعدك. لن يضرك أن يكون عندكِ بيدق يمكن التخلص منه، أليس كذلك؟»
«كي هي.»
يبدو أن هذا أدهشها.
انفجر الوحش ضاحكًا وأمسكت بجانبها غير مُحتملة.
«إي هي هي هي هي هي!! آه ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها!! كلانا نعلم أنك لا تعنيها، فكيف تقدر على قولها بوجهٍ جاد كهذا؟! نعم، نعم. فهمت الآن. تُخطِّطُ لصعود القطار ثم تقفز منه خارجًا في نقطة ما قبل وقوعه إلى الهاوية! أأنا محقة أيها الجاهل الإنسيُّ السفيه!؟»
«...»
«لكنني أحببتها. كان ماذرز وكراولي نفسك. لا فرق حقيقي بينهما وبينك. مقصدي هو أن كل البشر هم أدنى الأدنى على كل حال. في هذا الصدد، جُزتَ [11] الاختبار. لكَ نفس النظرة كما كان للذهب. أنتَ تخطط لجعل الشيطان العظيم ملكًا لك وتدوس على مبدأ المعاملة المتكافئة بشكل فج وتحصل على كلَّ ما تقدر على استخراجه مني. نعم، في عينيكَ نظرة [بروباش].»
التقى هامازورا بكائنين يُعرفا باسم الآلهة السحرية: نِفثيس و نيانغ-نيانغ. كانتا أقوى منه ومن تاكيتسوبو، ولكن حتى هما استسلمتا لإنقاذ فورتشن.
لو كان مستعدًا للاستسلام هنا، لم يكن لينفصل عنهما.
بعد كل شيء، قد أبقوه سالمًا. لو ركز فقط على حماية المُقَدَّمة من قبل الآلهة السحرية، لأمكنه البقاء حيّاً بالتخلي عن بعض الأشياء مع ابتسامةٍ قبيحةٍ مُجبرة.
ومن يمكنه العثور على شخص ما كان قويًا تمامًا أو أكثر قوةً من ذاك الثنائي الغامض؟ لم يعرف الكثير من المرشحين. كان قد تُرِكَ مُتفرجًا حتى الآن، ولكن قد يكون ذلك السبب في أنه كان قادرًا على رؤية مركز النزاع دون أن تضلله عوامل خارجية.
الشيطان العظيم كورونزون.
لم يسمع عن اسمها إلا من قبل، ولكنها كانت الآن تُلوّح سبّابتها أمامه.
«يمكنك الاحتفاظ بسيف الولاية حاليًا. إذا أخذته منك، ستكون خائفًا جدًا من أن أتركك وحيدًا وقد لا تطيع مصالحي. سأستخدمك إلى أقصاك بيدقاً. وإن عنى ذلك التخلص منك.»
«هامازورا؟» قالت تاكيتسوبو. «تمهل لحظة. أواثق من هذا؟!»
«وأيضاً.» قهقهت كورونزون. «عليك أن تظهر لي استعدادك للتصرف بيدقاً مناسبًا. إذا ابتغيتَ حقًا أخذي لنفسك، فاظهر لي لأيٍّ حدٍّ ستصل.»
نفخ هامازورا الهواء.
وبلحظة لاحقة، استخدم طرف السيف المغمد ليضرب فتاة البدلة الرياضية في ضفيرتها الشمسية.
«كاه، آه...؟»
تَلَوّن وجهها حَيْرةً أكثر من الألم أو المعاناة.
نظر هامازورا بصمت إلى عشيقته المنهارة.
«هيه هيه.»
فقط ضحكة الشيطان كانت مسموعة.
لقد رأت بالطبع خلال كل هذا.
«آه هَهَهَهَهَه!! لا رحمة لعشيقتك الغالية حتى تحقق هدفك؟! ممتاز. بِتُّ أحبك أكثر فأكثر. إذا وصفتُها، فسأقول أن عملية تفكيرك الباردة تشابه ماذرز.»
ولا تزال مبتسمة، تحرك وجه كورونزون مباشرةً قُبَيْل أنف هامازورا.
«ولكن عميقاً، لا تزال طفل كراولي. بضربك لعشيقتك وإغمائها هنا، فأنت تُبعِدُها عن درب الهلاك الذي سنسلكه وتتركها وحيدةً هنا. أهكذا تراها؟»
«كك.»
«ممتاز. بصفتي حاكمة، يُبهجني أن أعلم ما تبتغي حمايته. هذه نقطة ضعفك.»
تغيرت نبرة الشيطان العظيم كورونزون قليلاً.
تقلصت المسافة النفسية بينهما مع اقترابها منه مُغرية.
ربما كان صوتها الآن نفسه عندما كانت مطراناً تُوَجّه المملكة المتحدة.
تعلّم كورونزون اليابانية من البشر، لكنه ضبّطها ليتناسب مع أهدافه.
«عندما يكون لأحدٍ هدف يرغب حقًا في تحقيقه مهما كلّفه، يصبح التنبؤ به أكثر صعوبة عندما تتذبذب تلك القناعة. أنا شيطان. أنا من يُوَسْوِسُ في أذنك. وأسهل من يُتلاعب بهم ليسوا الشرّ الخالص؛ بل أولئك المترددون في الفجوة بين الخير والشر. لقد استخدمتُ تقريبًا كل ما كان لدي من تجهيزات في كنيسة الإنجليكان لإنشاء قتلة الكراولي، لذا قد تكون هذه فعلاً مفيدة لي. سأترك الفتاة هنا.»
«شكرًا...»
«أنت مدين لي. لا تنسى ذلك يا بيدق.»
بعد أن خطت للوراء، وضعت كورونزون يديها خلف ظهرها، وانحنت قليلاً، وطرحت سؤالًا عفويًا بحق.
«الآن، أنا محتارة. لماذا أنتَ على استعداد للذهاب إلى هذا الحد لمساعدة ديون فورتشن؟ إن تلك لم تكن سوى إحدى البطاقات في مجموعتي قتلة كراولي. وهي التي تركتها ضماناً بعد قراري بسحق المبنى الخالي من النوافذ بنفسي بفضل الفوضى التي سبّبها كاميساتو كاكيرو وتجسس كاراسوما فران لصالحي. ولا أعتقد أنكَ بنيت علاقة وطيدة في الوقت القليل الذي قضيته معها.»
كان ذلك صحيحًا.
كم كلمة تبادلها هامازورا شياغي حقًا مع ديون فورتشن؟ هل كانت هناك رابطة تستحق الحماية إلى درجة خيانة عشيقته تاكيتسوبو ريكو وضربها بعنف وإسقاطها بوحشية؟
فكّر في ذلك، وبعد ذلك رمى الشاب العادي تمامًا إجابة.
«موضوع المساعدة هذا... هو مثل الجاذبية.»
«مم؟»
««إنها تجتمع في أماكن ولا تجتمع في أخرى. وكثيراً لا تجتمع على إطلاق. وماذا تعنين بـ 'إلى هذا الحد'؟ ما مقدار الحد؟ في نظرك عن العالم، هل يُفترض أن تذهب المساعدة أولاً لذائع الصّيت، والبليغ، والذين يجذبون الانتباه بغض النظر عمّا يفعلون، ومن تأتيهم الكثير من الإعجابات في أي شيء ينشرونه؟ ...تبًا لهم جميعًا. هؤلاء لا يحتاجون المساعدة في المقام الأول.»
وما يهم إذا لم تَطْلُب المساعدة؟
لما عساهُ يهتم إذا لم يتشاركا رابطة قوية؟
هكذا رأت ديون فورتشن الأمر بعد أن تخلت عن كل شيء لأنه لم يكن عندها سند. هذا ليس سببًا لألا تمد يدك للمساعدة.
هناك أشخاص لن يُنقَذوا ما لم تمد ساعدك وتعصر أيديهم بقوة.
كان هامازورا تائهًا في الأزقة الخلفية وظنّها مدى العالم. كان يعتقد حقًا بسعادته إذا وصل لقمة ذلك الصندوق الصغير. ولهذا السبب كان قادرًا على رؤيتها. لم يملك أي من "الجاذبية" المعروفة باسم المساعدة. ولكنه استطاع ترك تلك السكة فقط بفضل تأثير موغينو وتاكيتسوبو القوي.
لن يُمكن للناس البحث عن سعادة لم يتخيلوها حتى. سيجوعون حتى الموت في غرفهم المنعزلة دون أن يلاحظوا أبواب الخروج المختبئة.
ما الخطأ في إبانَةِ كل الخيارات المتاحة لهم؟
ما الخطأ في فتح الباب المخفي وإظهار مخرجٍ يمكنهم عبوره؟
«جيدٌ إذن.»
ضحكت كورونزون.
ضحكت كما لو كانت تسخر من العالم بأسره بينما تحتوي أيضًا على ضوء طفلٍ بريء.
ربما كانت مهارة الشيطان الحقيقية هي خداع الناس بحيث يظنون باستمرارية فرصهم.
«ماذرز وكراولي حاولا مرة إنقاذ شيء، وهكذا انتهيا بعد التواصل معي. أنت أيضًا محاصر في قفصي. طالما أتحكم فيك، لا يهم أيُّ شيء آخر. لذلك، ما رأيك أن نبدأ؟ أنا الشيطان العظيم كورونزون. أنا من يثير الفتن بين الناس ويعيق روابط العالم. لذا سيكون ممتعًا أن أمتلك بيدقاً استخدمه ضد الناس أثناء تحضيري لطقس [مُو آثايا]».
قبل أن يغادرا، نظر هامازورا شياغي للوراء مرةً أخيرة.
قد تكون هذه فرصته الأخيرة ليرجع ويفعل الصواب.
...بالطبع، القيام بذلك الآن لن يمحو ما قد فعله. لا يمكنه محو الضرر الذي تعرضت له عشيقته الغائبة أرضاً، ولن يحقق أي شيء بإظهار الضعف أمام شريك تفاوض خطير مثل كورونزون.
صدى صوت باهت في الهواء.
لَكَمَ هامازورا شياغي وجهه بأقصى قوة.
وشَرَع في رحلته إلى الجحيم مع شَيْطان مرشدٍ له وإنقاذ روح ميتة هدفٍ له.
- الجزء 6
بعد لقاء الأميرة الأولى ريميا، بدأت كانزاكي كاوري وبقية أعضاء الكنيسة الانجليكانية في التعافي من حالة الفوضى وبدأوا فحص المنطقة حول قلعة إدنبرة، ولكن لم يتبقى شيء في تلك النقطة.
لم يجدوا سوى فتاة في بدلة رياضية منهارة أرضاً.
ولم تظهر أي علامة على الشيطان العظيم كورونزون أو الكنوز الاسكتلندية.
الأوضاع كانت فوضوية.
ثلاثة مسارات مختلفة تتقاطع أخيرًا حول مراسمِ [مُو آثايا]، وليد بعد الوفاة.
- ما بين السطور 1
تعتبر العصبة الذهبية أعظم عصبةٍ سحريةٍ في العالم، ولكن كان هناك شخص واحد طارد المنظمة بأكملها كالشبح.
اسمها كان السيّدة آنا سبرنجل.
كانت ساحرة تتمتع بصلاحيات خاصة تسمح لها بالتواصل بحرية مع الرؤساء السرّيــين، وهم كيانات فائقة من فئة مختلفة تمامًا عن آلهة السحر.
ظهر اسمها لأول مرة في رسائل سبرنجل حيث اتصل ويليام وين ويستكوت، أحد مؤسسي العصبة الثلاث، سراً بعصبة سحرية روزينكروسية تاريخية ألمانية وحصل على إذن تأسيس عصبةٍ جديدة في المملكة المتحدة. في هذه اللحظة، كانت اسمًا لا أكثر في رسالة ولم يرَ أحدٌ شكلها. في الواقع، حَلَّل الباحث في السحر [عِلِك هاو] خط اليد ليُثبت زيف رسائل سبرنجل.
وجاءت نظرية أخرى تقول أن آنا سبرنجل قد تكون شخصية خيالية مستوحاة من ساحرة أنثى تدعى آنا كينغسفورد وكانت صديقة ومعلمة لماذرز.
وفي المرة التالية التي ظهرت فيها كانت متعلقة بماذرز، حيث قابلها شخصياً وزعمت أنها آنا سبرنجل. ومع ذلك، يبدو أنها كانت نصّابة تُدعى "السيّدة حُوروس" وليست آنا سبرنجل نفسها.
أيضاً، عندما كان [روبرت وليام فِلكين] يسافر في جميع أنحاء أوروبا بحثًا عن الرؤساء السرّيـيـن، قابل بروفيسورًا اِدّعى أن ابنته المُتبناه كانت ابنة أخت آنا سبرنجل. وبالطبع، لم يكن هذا يعني أن هذه الابنة المُتبناه كانت كما اُدّعِيَ.
وهكذا، لم تكن آنا سبرنجل سوى اسم. قليل من الناس رأوها ولم تكن معظم هذه القصص مُسندة. ومع ذلك، كان لها تأثير قوي باستمرار على العصبة الذهبية، وهذا يعني أن لها تأثيرًا قويًا على جانب السحر كله الذي انبثق في العالم.
وبطريقة ما، كان تأثيرها أكبر حتى من تأثير سامويل لِدل ماكغريجور ماذرز.
وبطريقة ما، كان تأثيرها أكبر حتى من تأثير أليستر كراولي.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)