الفصل الأول: تمامًا كمدينة الملاهي. — ملبس_الحمران، حقيبة_الضخام، وزلاجة_السماء.
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
تمنى بشدة لو أن ما حدث حلم.
لكن عقله المُرهَق وعضلاته المتألمة أخبراه أن أحداث الليلة الماضية كانت واقعية تمامًا.
«......يا لحظي»، تمتم كاميجو توما في مهجعه الطلابي.
كان هاتفه مستندًا على الطاولة الزجاجية بحاملة، وسلك الشحن موصولًا به. كان مرتبطًا خفيًا بتلفاز الغرفة عبر اتصال لاسلكي قصير المدى، فعُرِضت شاشة الهاتف على شاشة LCD الكبيرة.
كان في وسط محادثة فيديو.
كان حد البيانات الشهري لهاتفه يتآكل بسرعة كي يعرض تسوكيومي كوموي، وهي معلمةٌ بطول 135 سم وشعر وردي يملئُها الغموض. وحسب اليوم، كانت تلبس لباس ماما نويل أم تنورة قصيرة [1]. يبدو أنها تحب التنكر في المناسبات الخاصة ودائمًا اختياراتها تأتي في أول صفحات محرك البحث.
‹ ‹تمااام، وقت إحدى دروسي التعويضية، بما أن عزيزي كاميجو-تشان هذا قد غاب عن حصصٍ كثييييرة.› ›
كان صوتها حلوًا كالحلوى، لكن فيه تلميح من السمّيّة. ابتسامتها المثالية أرعبته. كان يوم 24 جزءًا من إجازة الشتاء، لذا كان من المفترض أن يكون يومًا ثمينًا للطلاب والمعلمين على حد سواء. ولكن منها انبعثت هالة؛ غضبها واستياؤها من تدمر عطلتهما طفى من جسدها كعطر ظلامي.
«إذا كان صعبًا أن نلتقي في المدرسة لهذا الدرس، فلماذا نزعج أنفسنا بدروس تعويضية أساسًا؟»
‹ ‹لأنه بدون هذا الدرس، ستعيد السنة الأولى مرةً ثانية. وإن كان هذا ما تريده، فلا بأس. إذن، ماذا تختار؟ إذا عدت السنة، لربما تعيش حياة بطل رئيسي متمكن قد رأى كل شيء من قبل.› ›
«درس تعويضي أرجوك!! أعلم جيدًا أن حياة "البطل المتمكن" بعد إعادة السنة لن تكون بذاك الجمال! وكل أصحابي سيكونون بعيدين!!»
وهكذا، اضطر إلى قضاء عطلته يدرس. حقًا، كانت المدينة الأكاديمية بالفعل مدينةً مدرسية. فعلوا الأمور مختلفةً تمامًا عن منطقة التسوق العادية حيث يدخل زوجان غرفة الكاريوكي فيتناقشان بحماس ما يختاران من نظارات أنف مزيفة أو أذني قطة كجزء من المنتج الفكاهي الذي يأتي مع استئجار الغرفة.
.......أراد أن يعيش تلك الحياة. فهل كان مسموحًا له أن يتمنى شيئًا كهذا؟
‹ ‹قدرات الإسبر في مدينة الأكاديمية تستند إلى الفيزياء الكمية. الفيزياء الكمية مفيدة في وصف سلوك الجسيمات دون الذرية مثل البروتونات والإلكترونات وكذلك القوى الأساسية الأربعة: القوة القوية، القوة الضعيفة، الجاذبية، والكهرومغناطيسية، ولكن من شبه المؤكد أنك لن تدرك التغيرات الناتجة عن ‹الرصد› الذي تقوم به في حياتك اليومية. لن تقدر على جعل تفاحة تختفي بمجرد رغبتك. كل ما يمكنك هو أن تُفَكّر في هذه التغيرات كأرقام تخيلية — فهي ضرورية لتفسير كيفية عمل العالم، لكنك لا تشعر بها فعليًا. عادةً على الأقل.› ›
رغم أنها اشتكت من اضطرارها لإعطاء هذا الدرس التعويضي، إلا أنها أثبتت، ما إن بدأت، أنها مُعَلّمة حقيقية.
كانت كلماتها سلسلة، لكنها غيّرت ‹نبرتها› عند المصطلحات المهمة حتى تعلق في ذهن كاميجو.
سَهَّل هذا تدوين الملاحظات ووضع العلامات في نصه بالقلم المضيء. وبهذا جاءه شعورٌ غريب بالإنجاز، وكأنه يعمل على فك هيكل زنزانة في لعبة RPG تتطلب رسم الخريطة يدويًا.
بالطبع، لم يكن هذا الأمر فريدًا لهذا الدرس الخاص بعشية الكرسماس. يبدو أن المعلمة كوموي كانت تُدَرّس دائمًا بهذه الطريقة في الفصل، وربما تلمح لمحة عن الحالة المزرية لسجل حضور كاميجو توما في كونه لم يلاحظ ذلك إلا الآن.
‹ ‹أسابر الأكاديمية يُغَيّرون هذا قسرًا كي يُخرجوا ظواهر لا تفسر بفيزياء نيوتن، وبمعنى آخر، الظواهر الخارقة للطبيعة. العقاقير والكهرباء والتنويم وطرق أخرى تُستخدم لتشويه كيفية إدراك الناس للعالم، وهذا يُجبرهم على أن ‹يرصدوا› رصدًا خارج المألوف. ومن خلال نقل هذا من العالم ‹المجهري› إلى العالم ‹العياني›، تظهر قوى الإسبر إلى الواقع. كش.› ›
«مم؟ كوموي-سينسي؟؟؟»
تشوش الفيديو للحظة.
شعورٌ سيئ انتاب كاميجو فنادى عليها، لكن المعلمة بلباس ماما نويل لم تبدو مهتمة. أو ربما لم يصل صوته إليها؟
‹ ‹الفلتر الذي يُستخد-ككش-م لتشويه إدراك الإسبر يُعرف ‹بالواقع الشخصي›، لكن تلك الفلاتر فريدة ولن ترى اثنين لهما نفس الواقع تمامًا -كش- وهذا واحد من الجوانب الصعبة في تطوير الأسابر. -كش!!- ولكن لا تقلق! لا يوجد جهدٌ يُسرَف!! ربما تُصنف الآن كـمستوى 0 يا كاميجو-تشان—كش!!؟—لكن إذا عملت على نقاط قوتك، فبالتأكيد سوف—كشششش!!› ›
«مهلا، مهلا، مهلا! ما الذي يحدث!؟ آااهخخ!!!»
صرخ كاميجو توما.
تجمدت الصورة على شاشة التلفاز لبضع ثوانٍ، ثم تحولت إلى مجموعة من النصوص البيضاء الأبجدية الرقمية على خلفية سوداء. تبع ذلك نص إنجليزي غير مفهوم وعَدٌّ تنازلي. وبدا أن عليه أن يختار خيارًا وكان لديه عشر ثوانٍ لذلك.
لكن هذا جديد.
كانت الحواسيب أمر، لكنه لم يعلم أن أنظمة تشغيل الهواتف فيها كراشات [2]. كان يعرف أن الأجهزة هشة، خاصةً شاشة LCD التي تنكسر بسهولة، لكنه ظنَّ أن البرمجيات كانت قوية كفاية وأنها ستعيد التشغيل بسرعة إذا واجهت مشكلة. بدا الأمر كأن ترى مديرة سكنٍ موثوقة طريحة الفراش من بعد مرض. وكان في الواقع أمرًا لطيفًا بعض الشيء.
أيضًا، لم تكن شاشة كراش الهاتف الزرقاء المعروفة. وللتوضيح، كانت سوداء. لماذا كانت تحاول أن تكون أنيقة في حالة طوارئ كهذه؟ أكانت تتنكر في مكان ما ظنت أحدًا سيراه؟ كان الأمر أشبه بأن تساعد مديرة سكن بغسل عرقها فترى دون قصدٍ ملابس داخلية صادمة. كان الوضع محرجًا.
(يا مديرة!! حسبتُكِ لطيفةً رقيقة!!)
«....»
مرت عشر ثوانٍ بينما كان كاميجو يفكر تلك الأفكار السخيفة ليتجنب مواجهة الواقع أمامه. التلفاز وهاتفه كلاهما أظلما ورفضا القيام بأي شيء.
شعر وكأنه عقابٌ ما.
هل أنظمة تشغيل الهواتف المتطورة لا تحب المترددين؟ هل تلك المديرة اللطيفة والرقيقة (التي لم تستطع إخفاء جاذبيتها الخفية تحت الظاهر) قد سئمت منه أخيرًا؟ إن كان الأمر كذلك، فإن حياته بالفعل خَلَت من الأمل.
«أمم......»
لم يدري ما يفعل.
لذا نادى على الفتاة التي كانت تلعب مع قط الكاليكو في زاوية الغرفة.
«إندِكس، ما رأيك لو نخرج؟»
- الجزء 2
هناك فتاة تُعرف باسم إندكس.
بدقة أكثر، كان اسمها الكامل إندِكس لَيْبرورُم بروهِبِتورُم.[3]
من أول نظرة، تراها فتاةً صغيرة ذات بنية طفولية، بشعرٍ فضي طويل، بملابس راهبة بيضاء، لكنها في الواقع كانت واحدةً غريبةً تعمل وظيفة مكتبةٍ للكتب المحرمة بحفظها لأكثر من مئة وثلاثة آلاف وواحد جريموار. كانت تنتمي إلى نِسِسَريوس، الأبرشية الصفرية التابعة لكنيسة الأنجليكان. قد تتساءل ما هذا، لكن يبدو أن مثل هذه الأمور موجودة في العالم الواسع خارج حدود الأكاديمية.
بمعنى آخر، السحر.
تلك القوة الخارقة الأخرى كانت تقف نقيض قوى الإسبر التي قدمتها المدينة الأكاديمية للعالم بالعِلم.
«كرسماس♪ وقت الكرسماس♪»
صفاء سماء الشتاء تعني أن الطقس كان باردًا بما يكفي لبقاء جزء كبير من ثلج اليوم السابق على الأرض، لكن الفتاة كانت مبتسمة وتغني لنفسها بينما كان قط الكاليكو مستريحًا فوق طرحتها البيضاء. قد أتت من إنجلترا، لكنها غَنَّت باليابانية. لم يدري كاميجو من أيِّ مكانٍ سمعتها. نظرًا لقدرتها الإستذكارية المثالية، استطاعت حفظ الأغنية بدقة بمجرد سماعها مرة واحدة حينما عُرِضت في تلفاز المتاجر الإلكترونية.
بالمناسبة، كان الذي يُتقن جميع أشكال السحر يُعرف باسم الإله السحر.
ويبدو أن هناك خطر من أن يصبح من قرأ جميع الكتب السحرية في عقل إندِكس واحدًا من هؤلاء.
«هيدرو~♪ هيليو~♪ ليثيو~♪ بريليو~♪» [4]
«لحظة يا إندِكس. ماذا بشأن أغنية وقت الكرسماس؟»
(تبا، أعدت تشغيل هاتفي بنجاح ما إن ضغطت على ذلك الزر الغريب لبعض الوقت، لكن لا أقدر على الاتصال بكوموي-سينسي. ما الذي سَبَّبها؟ أي جزء تعطل من أجهزتنا؟)
«اسمعي يا إندِكس. سنزور كوموي-سينسي أولاً. عليّ أن ألتقي بتلك المعلمة اللعينة شخصيًا لأعرف ما حدث لدروسي التعويضية. فهذا موضوع حساس قد أعيد السنة بسببه.»
«توما، لنشتري ديك رومي!! عجيبٌ أنهم يبيعونه على الطرقات!!»
«تسمعيني أصلاً؟ وذلك ليس كالكعك. يعني، ألا يخيفك مدى رخص ثمنه؟ أتلك الديوك الرومية التي يبيعونها في المتاجر المخفضة حقيقية حتى؟ يمكنهم تصميم شكل اللحوم في المصانع، ولا؟ متاجر البقالة تبيع حتى تلك الدجاجات الغريبة في السلطات بعد ما أزالوا عنها كل العظام فشكلت شكل سبائك الذهب. ولربما تلك الديوك الرومية في تلك المتاجر مصنوعة من نوع آخر من اللحوم تمامًا، مثلما يكون ‹النيغيتورو› في مطاعم السوشي الدوارة في الواقع ‹سمك القمر›.»
إذا كان كاميجو توما نفسه من يخاف رخص الشيء، فهذا يعني أنه سيئٌ أكيد. فبعد كل شيء، كان هو ملك التوفير! وقتما تتدهور أحواله المالية، سيبدأ يفكر أفكارًا خطيرة مثل: "إذا وضعت قشور البيض في الخلاط، فهل تؤكل؟ هِه، على الأقل لا أحسبها تَقتُل!!" كانت حروب تخفيضات الكرسماس مبنية على الحب، الرغبة، وانعدام الثقة. مثل المنتجات التي تُشترى في بطولات كرة القدم العالمية، الأشياء التي تُبَيّن المدينة متألقة كثيرًا ستجعلك تتساءل "ما هذا ولماذا اشتريته؟" في اليوم التالي فقط.
سمع بعض الفتيات الصغيرات من الابتدائية يثرثرن أمام متجر.
‹ ‹نياه!؟ عندهم عدة اصطياد السانتا!! م-متى اخترعت مدينة الأكاديمية هذا؟› ›
‹ ‹ل-لا تشتريها، فريميا-تشان. إنها بالتأكيد مجرد شبكة لاصطياد الحشرات ما استطاعوا بيعها في الصيف أو حتى الخريف.› ›
‹ ‹عمي، من فضلك واحدة من هذه! سأدفع بهاتفي -كا-جنغ!!› ›
‹ ‹آخخ! كيف ستجذبين السانتا بهلام الصمغ يا غبية!؟› ›
كان مخيفا مدى تنوع المنتجات المزاحية الموجودة (معظمها أضافت كلمة "مزاح" فقط لتجنب اللوم في حال لم تعمل كما يجب). رأى البعض ذلك كجزء من تقاليد الموسم، ورآها آخرون كعملية نصب قاسية تستهدف الأطفال. كان الأمر مشابهًا لألعاب التصويب بالبنادق في مهرجانات المعابد.
ولكن ما كان هذا وقت الانغماس في مثل هذه الأمور.
ليس حتى يعرف ما سيحدث لدروسه التعويضية بعد أن اخترب هاتفه!!
(تلك المعلمة الصغيرة ربما هي مثل الجَرّاح الذي خرج من غرفة العمليات وذهب في عطلة ومعدتي لا تزال مفتوحة!!)
تنهد كاميجو توما تنهدًا وطحن أسنانه.
(اللعنة. هاتفي عاد يشتغل طبيعيًا لكنني لا أستطيع الاتصال بها، لذا لا بد أن المشكلة من طرفها. ولو كان خطأٌ من طرفها كاد أن يفسد بيانات هاتفي، فأريد أن أسمع اعتذارًا منها. ولا بد لي أن أتجنب إعادة السنة الدراسية ولو كان علي أن أبتزها!!)
أجرى بحثًا سريعًا على هاتفه الذي لا يزال يعمل، ولم يجد أي علامة أن أشخاصًا آخرين يواجهون نفس المشكلة.
الشاشة على المنطاد العائم في السماء الزرقاء لم تُشِر إلى أي انقطاع في الاتصالات.
كان مخيفًا أن يفكر أن هذا يحدث له وحده. لو أنه أُصيب بشيءٍ لم يسمع به أحد من قبل، ألن يتجاوز ذلك الحماية الأمنية لهاتفه؟
(أتمنى أن يكون جهازها عطلانًا تمامًا!!)
لم يرغب في قضاء عشية الكرسماس في رحلة لإعادة تثبيت النظام لحل مشكلة هاتفه. وزيادة، لم يدري كيف يفعل بذلك بهاتف غير الحاسوب. زر إعادة التعيين للمصنع في زاوية إعدادات الهاتف ربما لن تفيد. لكن ما الحل الآخر؟ ماذا يفترض أن يفعل؟ تعطّل مفاجئ لجهازه المحمول الذي يستخدمه دائمًا لم يجلب سوى القلق.
(أرجوكِ تحسني قريبًا، يا مديرة السكن الجميلة والطيبة!!)
(ب-بأي حال، خطوة بخطوة. سأبدأ بأول حل وهو أن أُسَيِّر عليها.)
كان متأكدًا أن كوموي-سينسي تعيش في شقة في ‹الحي 7› من مدينة الأكاديمية.
كان عبارة عن مبنى من طابقين بدرج وممرات خارجه. وزيادة، كانت الغسالة ذات الجزئين في الخارج أيضًا. تسوكيومي كوموي، تلك المعلمة التي بلغ طولها 135 سنتيمترًا من عالم الخيال، كانت تعيش في ذلك العالم المقدس الذي سُمِح به فقط لفناني المانجا من عصر شوا والطلاب الذين ما دخلوا الجامعة.
توجه كاميجو نحو الباب الذي بدا رقيقًا لدرجة أن قبضته قد تخترقه إذا طرق عليه، وضغط جرس الباب. لكنه لم يسمع أي رنين. إما أن البطارية نفدت أو أن الأسلاك انقطعت. لم يكن أمامه خيار سوى طرق الباب بقبضته.
«عذرًا، سيدتي! ما رأيك لو تشترين جريدة؟ اشتريها الآن وستحصلين على علبتَي مسحوق تنظيف مجانًا!!»
لكن كلماته العشوائية لم تلقَ برد.
.....
اعتراه شعورٌ سيئ حيال هذا.
كان في الباب فتحة للصحف، لذا تناسى مفهوم الخصوصية تمامًا وانحنى ليفتح الفتحة الواسعة بأطراف أصابعه. لم تكن هذه لحظة منحرف محظوظة الآن، فكوموي-سينسي لم تكن في الداخل، ولم تكن تغير ملابسها. بل وجد فقط مكانًا كئيبًا حيث بدا وكأن الزمن قد توقف.
(لا تقل.....)
انفتح باب الجار.
المرأة التي خرجت كانت ترتدي بدلة رياضية حمراء، ومعطفًا سميكًا بدا وكأنه مصنوع من بطانية، ونظارات حلزونية. بما أنها كانت تعيش في هذه الشقة وترتدي هذا اللبس، وقرر كاميجو أنها إن لم تكن فنانة مانجا فلن يسامحها.
«أمم، غادرت جارتي قبل ثلاثة أيام. وطلبت مني أن أجمع بريدها»
..............................................................................................................
بدا وكأنه تجمد في مكانه لخمس ثوانٍ كاملة.
ثم صرخ الفتى شائك الشعر بأعلى صوته.
تسوكيومي كوموي حملت مصيره بين يديها، لكنها اختفت. تلك المعلمة لبست لبس ماما نويل خاص وجهاز الاتصال لتُقَدّم درسًا تعويضيًا له عن بعد من مكان ما قد ذهبت إليه. وهذا يفسر سبب ترددها في عقد الدرس التعويضي في المدرسة. إضافةً، قالت جارتها إنها ذهبت إلى "مكان ما". مما يعني أن الجارة لم تعرف مقصدها، ولن يحصل على أي تلميحات إضافية هنا. لم يعرف حتى ما إذا كانت لا تزال داخل المدينة الأكاديمية، لذا سيكون البحث عنها مهمة صعبة للغاية بالنسبة له.
المرأة ذات البدلة الرياضية والمعطف ونظارات حلزونية لم تكن من النوع الذي يهتم بمعاناة الآخرين.
«آخخ، لا أنسى. تداولاتي لا أنساها. مع موجة الكرسماس الكبيرة والعجيبة في ذروتها، لا أستطيع أن أغمض عيني عن الشاشة ولو للحظة. سأرتاح ما إن أبيع كل أسهمي وأرى اليوم الأخير للتداول في العام ينتهي بابتسامة على وجهي! مع السلامة!!»
«كيف تجرؤين على ارتداء ملابس كهذه وأنتِ غنية!!»
تجاهلته وأغلقت الباب. لا بد أن إيجار هذا المكان كان منخفضًا للغاية، فهل استأجرته كمكان للعمل منفصل عن منزلها الفعلي؟
لكن الآن ليس الوقت للانشغال بأسلوب حياة هذه المرأة المجهولة.
الشتاء قد حل على كاميجو توما.
وهذا الشتاء كان جافًا وقاسيًا كشتاء نووي.
«توما، جوعانة.»
«نعم، أكيد.»
استدار بحركاتٍ بطيئةٍ بطيئة.
وفي وجهه ابتسامةٌ مليئة بالظلال.
ربما كان الضحك هو الملاذ الأخير للشخص الوحيد الذي تخلى عنه العالم.
ظهر ملكٌ شيطاني عظيم في العالم الحديث.
«موهاهاهاهاها!! لا أهتم! ولماذا أهتم بعد الآن!! نعم، لنقضي يوم 24 وناسة! هَهَهَه، آهَهَهَه! نعم، فما ذنبي لو كان في نظام البالغين مشكلة!!!!!! هَهَه! غواهَهَهَهَهَهَهَهَهَه!!»
لا، يا شائك الشعر.
ما تفعله الآن يسمى بكاء.
- الجزء 3
امتلك فرصة.
الخلل الذي سَبَّب تعطل الشاشة الأنيق قد حدث وتم، لذا أينما حُفِظت البيانات ومهما حدث بالضبط، لا بد أن هناك سجلًا لهذا الخلل داخل هاتفه. لقد بذل قصارى جهده لأن يأخذ درسه التعويضي، لكن البنية التحتية المُجهزة له قد اختربت. وكان ظهور الملابس الداخلية السوداء الخفية لمديرة السكن هو الدليل الذي يحتاجه لذلك. إذن، لا خلاف هنا! الأمور تمام!! لن يعيد السنة!! إذا حاول اليوم 24 أن يضع أي تحدياتٍ إضافية، فسوف يستدعي روح المرأة البالغة المدفونة في أعماق قلبه ليشن هجومًا لفظيًا دفاعًا عن نفسه. كاميجو توما قد سافر عبر العديد من البلدان والمناطق بلغته اليابانية فقط، لذا قد أثبت بالفعل مدى قوته عندما يستسلم.
ولهذا امتلئ صوته ثقةً بقوله.
لكن كان هناك شيء غريب. كان سعيدًا للغاية من الداخل، ومع ذلك بدا سطح الإسفلت وكأنه مصنوع من القطن الحلو وهو يتحرك ويتغير.
«إلى أين نذهب؟»
«إلى مكان كله أضواء!!»
كانت معجزة أن إندِكس لم تبدأ في ذكر أسماء الأطعمة. عشية الكرسماس كان وقتًا شيطانيًا بحق. مليئًا بأشياء لا تتوقعها والتي تُصَفُ حتى بالمعجزات الصغيرة. كان على يقين أن الكرسماس يُفترض أن يكون عيد ميلاد شخصٍ مهم ما، فهل كان من المقبول حقًا أن يكون وقتًا شيطانيًا كهذا؟
لكن على أي حال.
‹الحي 6› قد تحولت إلى مدينة ملاهٍ ضخمة، لكن زيارة أي من تلك الوجهات المزدحمة بدون حجز ستكون تجربة جهنمية. لا داعي أن تختبئ تحت صخرة في يومٍ كهذا، لكن سيكون أأمن أن تقصد مكاناً ما به تذاكر ولا طوابير.
«إذن بدل أن نقصد مكانًا خاص، مشينا عند الأماكن المعتادة في ‹الحي 7›. لن تجدي شيئًا يظهر روح الكرسماس أكثر من ذلك.»
«لماذا؟»
«لأن الأضواء والزينة ستكون أوضح عندما تعرفين كيف تبدو عادةً.»
كان على طلاب الثانوية الحفاظ على مظهرهم والتمسك بكِبرهم، لذا عندما يقدمون سببًا يبدو معقولًا لشيء ما، فإنهم غالبًا ما يخفون دوافعهم الحقيقية...... في هذه الحالة، كان الفتى كاميجو خائفًا جدًا من الاقتراب من حي التسوق العصري في ‹المنطقة 15›. تلك الأماكن لصعبة في الأيام العادية، فما بالك في الكرسماس أو الهالوين أو عيد الحب؟ لوجدت تعزيزًا غريبًا في الفعاليات (إيفنت) وزحمة ما وراءها زحمة. أمكنه أن يتَخَيّل نفسه يتمزق إربًا كالمغفل المعتوه الذي دخل بالغلط معركة زعيم الفعالية في لعبة على الإنترنت!! ولكن لا داعي أن تخجل، أقنع كاميجو نفسه بهالكلام. لأن الحق معه في هذا. الناس الذين يمشون بجرأة في تلك المناطق في عشية الكرسماس كانوا متأنقين بمعداتٍ تعادل "ادفع للفوز" في الحياة الواقعية (حقائب ذو علامات تجارية، معاطف من الفرو، ومثل ذلك)، لذا أبدًا ما كانت عنده فرصة! منافستهم كانت خسارة!! يا ليت فقط لو تحولت منتجاتهم الجلدية والفرو إلى بلاستيك رخيص كمثله!!
«توما، لماذا أرى ظلًا ظلاميًا في ابتسامتك؟»
«بلا سبب. ما فيني شيء غريب يا إندِكس.»
كانت عشية الكرسماس، ولم يرغب كاميجو أن يشعر أن ما كان عليه أبدًا مغادرة بيته الذي صنعه لنفسه بمضغ شجرة ساقطة فاسدة، لذا ركز على الأشياء التي يمكنه فعلاً تحقيقها. قضاء الكرسماس قرب البيت كان طيبًا. التجول مع صديق بالخارج كان ممتعًا وزيادة.
وأمكنهم أن يستمتعوا برؤية اختلاف منظر المدينة مع زينتها.
كان هذا دليلاً على وجهتهم التالية. البيوت العادية المزينة بأنواع مختلفة من الأضواء لهذا اليوم فقط كانت مضحكة تمامًا كشاحنات الديكوتورا (← آسفٌ لمن يسوقها)، لكن المناطق الأزحم بالسكان كانت الأزْيَنَ بالتأكيد. توجهوا الآن إلى منطقة محطة القطار تحت.
لم تتثبت أسلاك الزينة على شفرات عنفات الرياح. كان الجو باردًا إلى حد ما، لكن العنفات كانت تعمل جيدًا ولم تتجمد. أسطحها تتلألأ بقطرات الماء، مما يعني أنها ربما مجهزة بعناصر تسخين لتذيب الثلوج. حتى أن أحدًا ما قد وضع قفل سلسلة دراجة على عمودها الداعم بدلاً من إكليل الكرسماس.
مرت شاحنة بجانبهم فنظروا ليجدوا أنها شاحنة إعلانات كبيرة تحمل شاشة LCD تبث الإعلانات عادة.
هذه المرة عرضت الأخبار.
‹ ‹من يرغب في تجربة الدونات الزخرف بالكريمة؟ هنا في نيويورك، هذه الحلوى هي الرائجة بدلاً من الكعكات. ومع انتشار ‹العائلة النووية›، فإن الكعكة بأكملها توفر سعرات تفوق المعدل المثالي للفرد، فمثل هذه الممارسة بدأت من الأطباء الذين يعتنون بسكان بيفرلي هِلز الأثرياء. حتى رئيس الولايات المتحدة ‹روبرتو كَتزِ› شارك في مواقع التواصل في.....› ›
«انقلعوا!! لا تفرضوا حياتكم الفاخرة علينا من وراء المحيط الهادئ! لو كنتم قلقين حقًا من السعرات الحرارية، فانقلعوا وكلوا عينات طعام الشمع ذيك!! أما تعرفون ما يحدث إذا قطعتم كل السعرات الحرارية من أكلكم؟ تموتون جوعًا!!»
«توما، أنت تخيفني... "يا أيها الجمع الشرير باسم ليجيون، لأرمينك إلى تلك الحيوانات ولأُهَرِّبنك من الهاوية!"»
شبكت إندكس يديها معًا وبدأت تهمهم نوعًا من التعويذة لطرد الشر، لكن للأسف ما كان كاميجو بممسوس. يا للغرائب كم لَعِبَت [5]. دعونا نتجاهل حقيقة أن التصرف بهذا الشكل وهو في كامل وعيه لأكثر إثارة للقلق من أي تفسيرٍ غرائبي.
ولكن عندما وصلوا بالقرب من المحطة، وجدوا أن هناك صفوفًا غريبة تَكَوّنت.
هي في كل مكان.
وكانت هناك دلائل على هذه الظاهرة قبل بداية العطلة الشتوية، لكن الأمر الآن مختلف تماما.
في لحظة ما، منصات بيع الدونات المشابهة تكاثرت كوحش الأميبا. وكامل الدونات كانت مغموسة في مادة حلوة ولزجة تشبه البودنغ لتليينها مثل البافاروا، ثم تُزَيّن بالكريمة ومسحوق الشكلاطة الملون وفوقها شرابٌ ملون وفقًا لطلبات الزبون. ولكن للمرء أن يأكل ذلك؟ إذا حسبت الأمر يتعلق بالطعم، فيا لك من بريءٍ بريء. بالطبع طلبوا زينةً تظهرها أحسن وأجود على منصات التواصل الاجتماعي!!
وأيضًا، حدث خلل أثناء انتقال هذه الظاهرة عبر المحيط الهادئ حيث أُضيفت جوانب لم تكن موجودة في الأصل. هذا البلد كان سريعًا في تبني الجديد ولكنه لم يهتم كثيرًا بالتفاصيل.
(أهذا آمن حقًا؟ سمعتُ أن الزينة تعتمد على تاريخ ميلادك وفصيل دمك ولونك المفضل، لذا ألا يمكن للناس أن يستنتجوا معلوماتك الشخصية إذا نشرت صورًا لذلك عبر الإنترنت؟)
وأيضًا، كيف يرى الناس ارتباطًا بين الحظ والألوان؟
إذا كان مثل هذا يُحدث تغييرًا كبيرًا في الاحتمالات والبيانات الإحصائية، فإنه شك بصراحة أن تطوير الأسابر القائم على العلم الكمومي في مدينة الأكاديمية لضروري من الأساس.
وأيضًا، هل لكَ حقًا أن تسمي شيئًا "دونات" وأنت غير قادر على حمله معك؟
وُضعت الدونات على طبق صغير من الورق، وكُدست فوقه كميات كبيرة من الكريمة. بدت أشبه بكعكات زفاف بحجم راحة اليد، واجتمع العشاق حولها وهم يلتقطون صورًا بهواتفهم لتلك الدونات المليئة بمزيج سام من الأزرق السماوي والوردي. وفي بعضها حتى شموعًا نارية صغيرة.
وبما أن الصور كانت الغاية الأساسية، فقد كان العُشّاق يتغزلون ويدفعون بالطعام في أفواه بعض، وكأن تناولها صارت عقوبةً بدلاً من مكافأة. قد انتظروا طويلًا لشرائها، ومع ذلك عاملوا الأكلة كشيء عقابي. مثل هذا كان ليُبدي ‹ماري أنطوانيت› عقلانية. في مرحلة ما، نسي الناس تمامًا أن الطعام لا يجب إهداره. وتساءل كاميجو توما لماذا لم يُضرب مثل هؤلاء بالصاعقة. قد تبدو هذه الأفكار متطرفة، لكن روح امرأة في منتصف العمر قد سكنته الآن. بدلاً من أن تكون مديرة السكن اللطيفة، كانت هذه مالكة المطعم التي ترفض إعطاء الخصم مهما كانت معاناة الطالب.
«آخخ.»
لاحظ كاميجو فجأة شيئًا غريبًا في المشهد حوله.
لكن الأمر لم يتعلق بالفتيات بملابس ماما نويل الحمراء واللائي لم يعدن يبدين مميزات، فقد وقفن أمام كل متجر تقريبًا من متاجر الحلويات والمخابز التي تبيع الكعك إلى محلات الكاريوكي وحتى مطاعم السوشي ذات الأحزمة الناقلة (!؟).
«توما؟»
«آااه!! لا، أرجوك، لا تقولي!»
مطعم الرامن الصغير المختبئ تحت السكة الحديدية.... اختفى.
لم يكن جيدًا كفاية لأن يُذكر في المجلات أو مواقع الطعام الفاخرة. وعندما تسأل طباخها الشايب عما إذا كان الرامن من الدجاج أو المأكولات البحرية، سيجيب عليك "مدري يا خالي. كيماويات يمكن؟" أمام العملاء مباشرة. لكنهم باعوا ماعون الرامن بحجم ماعون الأرز، مما جعله أصغر حتى من الحجم الصغير العادي. وكان ذلك إغراءً لا يقاوم لكاميجو ومن مثله من يرغب في أكل وجبة رامن سريعة في طريق العودة من المدرسة قبل أن يفكر في ما عليه بخصوص العشاء. ورغم ذلك... ورغم ذلك...
كان هذا غريبًا.
لا منطق فيه. ما كان ليكون سيئًا بهذا القدر لو أن شيئًا مساويًا جاء ليحلَّ محله، ولكن الأسوأ جاء، استولى عليه محل دونات آخر ما عنده تاريخ أو شخصية! وغالبًا سيُنسى في اليوم التالي للكرسماس ويختفي بحلول العام الجديد!! كاميجو توما الآن يحني رأسه ويرتجف.
(ما أهتم بألوانكم الخايسة. يا-يا شايبنا الطباخ؟ أين ذهبت وتركتني؟)
.......لم يستطع أن يتكيف.
ذلك ليس بممكنٍ له. بل اتضح أن جميع حلفاء الكرسماس كانوا أعداءه اليوم. بدأ يشعر أنه ما كان عليه أن يغادر عش الطيور المعدني الذي بناه من عَلّاقات الملابس. سيكون هذا الشتاء قاسيًا. وكان مؤلمًا له أنه قرر الخروج في الرابع والعشرين من ديسمبر.
توقف في مكانه مكتئبًا، لذا ربما لن يُلقَ عليه لوم لعدم انتباهه لما حوله.
فجأة اصطدمت به فتاة من الجانب في منطقة انتظار عبور المشاة.
«كيــاه!»
«أوه، آسفـ—»
اعتذر توما تفاعليًا ولكنه كَفَّ كلامًا. نعم، لم ينتبه، لكنه كذلك لم يتحرك خطوة (لأنه تجمد في مكانه تحت السماء الباردة من صدمة فقدان مطعم الرامن)، لذا كان واضحًا أن الفتاة هي من اصطدمت به. أيضًا، شعر بشيء لزجٍ على صدره الذي تَحَمَّل ثقل قلبه. نظر للأسفل ليرى طبقًا صغيرًا من الورق ملتصقًا بسترته وكأنه من مقالب رمي فطيرة كريمة الكوميدية. كانت هذه من تلك الأشياء المليئة بالكريمة والعسل—تلك الدونات المريعة التي لا تُوصَف والتي تُصَوّر أكثر من أن تؤكل!
«.....أوه.......»
في بعض الأحيان، قد تتكدس المصائب إلى درجة تجعل قلبه لا يحتمل المزيد.
الكثير من الحزن حدثت له اليوم.
بينما كان مغطى بألوان حظ أحدٍ آخر، انفجر كاميجو توما أخيرًا.
«توقفي عندكِ يا صغيرة! سأخبركِ أن هذا الثوب الفاخر مصنوع من البوليستر البسيط حتى يكون مقاومًا للمطر ويمكن غسله في غسالة عادية! هل سبق وأن تسوقتِ عند تخفيضات نهاية العام في يونيكلو؟ لا أظن ذلك! فكيف ستدفعين ثمن هذا الزي الفاخر الذي بلغ سعره 1980 ين؟»
بينما كان يتفاخر بملابسه الرخيصة لسبب ما، اشتعلت السترة بالنار من الشمعة النارية التي كانت مغروسة في الدونات. كان هذا عقابه الإلهي على ردة فعله الغريزية تجاه الفتاة بدل أن يتحقق من مدى الضرر. جَرَّد سترته سريعًا وبدأ يلوح بها في الهواء ليُطفئ النار.
واتضح أن الفتاة المرتجفة كانت نفسها التي رآها بالأمس.
ميساكا ميكوتو.
«ظننتُ أنني لمحت رائحة الموت تملأ أجواء الكرسماس! ماذا تفعلين هنا، ميساكا؟»
لكنها لم تكن تستمع.
اندفعت بلا كلمة نحو صدر كاميجو توما، بلا سترته، وأمسكت بقميصه بيديها الصغيرتين.
عقله تجمد تمامًا، والراهبة البيضاء بجواره كانت في ذهول تام.
ثم وصلت العاصفة.
«جِدوا الهاربة!!»
«لا تعتمدوا على الكاميرات الأمنية والروبوتات! فهي متحكمة إلكترون من المستوى 5!!»
«أكيدٌ أنها هنا قريبة. فيني ان أتتبع أثر أونيه-ساما. هويه، هِه هِه هِه. فأنا قادرة على أن أشتم الرائحة الخافتة من شعراتها!!»
حشدٌ من الناس مَرَّ بجانبهم بسرعة هائلة. ما الذي كان يحدث؟ كانوا مزيجًا من طالبات ومعلمات، لكن منذ متى أصبحت مدرسة تُكِوَداي الإعدادية حشدًا غاضبًا؟
أين كانت روبوتات أمن المدينة الأكاديمية؟ ولماذا كانت تتجاهل جيش الوحوش هذا؟
أم هل يُعقل أن تلك الأجهزة الأسطوانية قد تَزَوَّدت بقواعد خاصة تجعلها تتساهل مع الفتيات الظريفات؟
كان كاميجو توما يلوح بسترته التي خلعها ليطفئ النار، وقد تحركت ميساكا ميكوتو وراء السترة، مما جعلها كعباءة مصارع الثيران حيث أخفت ظلال الفتاة الصغيرة عن أنظار الحشد.
«ميساكا-سان.»
«نعم؟»
«اشرحي.»
قد يبدو هذا مطلبًا معقولًا، لكنه قصده بطريقة مختلفة قليلاً. لم يسألها لتشرح له. لا، بل أشار برأسه نحو الفتاة بجانبه بينما كانت ميكوتو لا تزال متشبثة به.
«اشرحي هذا لإندِكس!! وبسرعة لأنني أكاد أسمع صوتها تزمجر!! لا أريد قضاء عشية الكرسماس في المستشفى مع آثار عضات على جمجمتي!!»
لكن الأوان قد فات.
قد أطبق فكّاها على رأسه، ومع ذلك كانت ركبتيه هي التي انهارت.
- الجزء 4
كانت فتاةً في الإعدادية، لا تُقهر ولا تُمَس.
وضعت ميساكا ميكوتو يديها على وركيها وزفرت تنهدًا مستاء.
«واثقة أنك ولدت تحت نجمة منحوسة أو شيء مثل هذا. ولكن بدلاً من نحسٍ مع النساء، أرى أن جاءك حظٌّ عفنٌ مع الصغيرات.»
«ميساكا-سان، لا ينبغي لكِ حقًا أن تقولي ذلك في مدينة الأكاديمية، مقر اِلْجَانِبِ العلمي. ...وربما كنتِ لتلفتي انتباهي لو قلت حظًا جيدًا مع الشابات وأنَّ ذلك سيسمح لي بتكوين صداقات مع جميع مديرات السكن الشابات، لكن هذا أرفضه.»
«اَلْجَانِب العلمي؟ اسمع.... آه!! على طاري، ماذا حدث لتلك الصغيرة من البارحة!؟»
«لا تسألي حتى! أيُّ أحمق سيُعيد إحياء تلك القصة المرعبة الآن!؟ لا أريد أن أراها ثانيةً!!»
ثم توقفت ميكوتو عن الحركة.
نظرت بالتناوب بين كاميجو وإندِكس.
«فهل أطردها عنك؟ تعرف، بما أنها فتاة صغيرة؟»
«للتوضيح، تراكِ أيضًا من فئة "الصغيرة".»
«أحاول أساعدك فتصفني بالصغيرة!؟»
على أي حال، يبدو أن تُكِوَداي الإعدادية الراقية كانت صارمة للغاية بشأن الكرسماس.
وتحديدًا، كان لديهم حدث موسمي كئيب حيث تُرسل الطالبات إلى البرد القارس بتنانير قصيرة (رغم أن قصر تنورتها بدا كأنه ذنبها من تعديلاتها) وكان عليهن التجول في المدينة لجمع القمامة لأربع وعشرين ساعة، ليلًا ونهار.
لهم وجود.
حقا لهم وجود.
ربما لن تجدهم تحت الصخور أو داخل جذع شجرة متعفنة أو في تجعيدات أسلاك الشمّاعات، لكن ذلك لم يهم. كانوا يعيشون في عالم مختلف عن كاميجو، لكنه ليس الوحيد من يعاني كرسماس بائس!!
إحدى أولئك الفتيات قد ضاقت ذرعًا بكل شيء ورأت فرصةً فهربت لكن معلميها والجَجْمِنت (فرقة الأمن) لاحظوا الأمر فصارت تقضي عشية الكرسماس في هربٍ يُطاردونها. كم كانت المطاردة شديدة؟ شديدة لدرجة أن القبض عليها قد يعني أن تُلَفَّ في سلاسل وتُرمى في فرن ملتهب.
أمسك كاميجو بكتفيها وضمها تقريبًا وعيناه تلمعان ببريق.
ولمَ لا وقد اكتشف أحدًا آخر يقاتل إلى جانبه ضد هذا الحدث الموسمي الفظيع.
رأى إشارات الدخان تطالب بثورةٍ.
«قد نصبح أعداءً للعالم أجمع، لكن دعينا نقدم لأنفسنا كرسماس سعيد ولو كان علينا محاربة القدر نفسه!! نحن معًا في هذا!!»
«إيه؟ ها؟ م-مهلاً، أتفرض عليّ خططك أم ماذا؟؟؟»
احمرّت وتورّدت خجلًا وبدأت تتصرف بغرابة.
بالقرب منها، وضعت إندِكس يديها على وركيها ونفخت خدودها (لأن عض رأسه الشائك لم يكفي أن تهدئ غضبها على ما يبدو).
«أغغ، لا يعجبني هذا، لكن إذا وددتِ الانضمام إلينا، أفلا تطلبين ذلك مباشرة على الأقل؟»
«إندِكس-سان، الآن وقت اللطف. تذكري فتاة الكبريت الصغيرة؟ لو كان هناك شخصٌ واحد فقط مدّ لها يد المساعدة، لتَجَنَّبت تلك النهاية المأساوية!»
«مهلاً، كفى، ما كنتُ أبحث عن شفقة! رغم أنني ممتنة أنك أنقذتني من قبضة ذلك الجيش!!»
لم يكن لكاميجو توما أي نية في طرد ميكوتو الآن. بل كان متأثرًا. لا يمكن لوم وقته البائس على حياته الفقيرة رديئة الطبقة. فمثل هذا كان يحدث أيضًا في الطبقات المخملية. يمكن لتلك الفتيات الثريات أن يُعاملن الحياة الحقيقية كلعبةٍ يدفعون المال ليفوزوا فيها، فكيف أساءت هذه الفتاة التعامل مع حياتها ليؤول بها الأمر بكرسماسٍ بائس كهذا؟ عاجزةٌ غير كفء مثلها أكيدٌ تحتاج مساعدته!!
ولذلك، قَدَّمت ميكوتو طلبًا.
«أريد أن أفعل أشياء كرسماسية. لأنني سأُقتل إذا لم أندمج هنا.»
........................................................................................................................
«مم؟ ها؟ أقلتُ شيئًا غريب؟»
«لا، لا عليك. كل شيء تمام.»
بدا أن ميساكا قلقة بعد أن رأت الابتسامة المتجمدة على وجه كاميجو، لكن هذا كان كل ما استطاع الرد به.
أشياء كرسماسية؟ مثل الأنشطة المتعلقة بالكرسماس؟
لم يدري ما يكون ذلك. استطاع أن يفكر في الكثير من الأشياء المتعلقة بالكرسماس مثل الكعك والديك الرومي والملابس الحمراء واللحى البيضاء. كما فكر في الكثير من الأماكن التي تُزار في الكرسماس مثل الطرق الرئيسية المزينة بالأضواء التي تغطي الأشجار أو شجرة الكرسماس العملاقة في ساحة محطة القطار.
لكن الأنشطة الكرسماسية؟
ليس هذا مثل "خدعة أم حلوى" الخاصة بالهالوين. ماذا يمكن أن يفعل المرء فقط في وقت الكرسماس ولا غيره؟
«.....»
بالطبع، الفتى المتحير استطاع أن يفكر في شيء واحد. لكَ دائمًا أن تتعلم من ذلك الرجل الملتحي الذي يقتحم بيوت الناس وكأنه أمرٌ عادي فيضع صناديق ملفوفة في جواربهم. لكَ دائمًا أن تتبادل الهدايا مثل ذلك.
لكن تبادل الهدايا وقول "كرسماس سعيد" يحدث مرةً فقط، وعادةً ما يكون في يوم الكرسماس. لن يستطيع استخدام هذه البطاقة كتغطية في كل مرة تقتحم فيها فتاة عنيفة حياته.
إذن، ما الخيارات الأخرى؟
ماذا يفعل الناس عادة في عشية الكرسماس؟
تَوَتّر، نظر إلى إندِكس وميكوتو ليراهما تميلان رأسيهما بفضول. في الواقع، حتى القط على رأس الفتاة فضية الشعر فَعَلَ نفس الشيء. لم يكن لديهما أي خطة وكانتا تعتمدان عليه لحل المشكلة. وإذا قال إنه ليس لديه شيء، ستصفانه بعديم الفائدة. وبتناغمٍ من كلا الجانبين.
لاختلف الأمر لو كانت امرأة شابة تهمس برفق "يا لك من فاشل" في أذنه مع تنهدٍ مستاء ساخر.
لكن هذا مختلف.
تلكما الفتاتان الصغيرة ستقولانها بوجهٍ جاد تمامًا.
المعنى والدفء مختلفان تمامًا!!
(ها؟ إذا تحالفت الفتاتان هنا، هل سأُترك وحدي في بحر من الإهانات اللفظية؟ إذا آل بي الأمر قاضيًا عشية الكرسماس هكذا، فلن أتمكن حتى من أن أعود إلى حفرتي ثانية!)
غرق في العرق رغم برودة ديسمبر ولم يعد يرى نَفَسَه حتى كحشرةٍ تحت صخرة. حتى استعاراته بدأت تنحرف في اتجاه خطير.
أجبر ابتسامة على نفسه وسحب هاتفه.
«هَه...هَهَهَهَه. ما عليكم. اتركوا كل شيء على كاميجو توما، البالغ المعروف بقدراته.»
«إلى أين تذهب؟» سألت ميساكا.
«فقط أتحقق من مدى ازدحام بعض الأماكن. انتظري شوي، طيب؟»
اختبأ في الظلال وكتب "أنشطة الكرسماس" في محرك البحث على الشاشة الصغيرة لهاتفه، لكن كل ما رآه كان تعليقات على وسائل التواصل أرغبته أن يتقيء، لذا تخلى عن هذا الطريق بسرعة. إضافةً، كانت الأصوات عبر الإنترنت مليئة بالأكاذيب التي تبالغ في الجانب الرومانسي للأمور بمعدل ثلاث مرات أكثر مما هو حقيقي. أو على الأقل كان يأمل بشدة أن تكون كلها أكاذيب. العالم الذي وُصف هناك كان مختلفًا تمامًا عن واقعه لدرجة أنه أراد إرسال لعنة ليتأكد من أنهم جميعًا وحيدون حقًا.
احتاج مساعدةً من أحدٍ يعرفه في الحياة الواقعية.
بعد أن وجد رقم صديقٍ في دفتر عناوينه واتصل به، انتظر لحظة حتى رد عليه.
«م-مم، أوغامي بيرس؟ أود نصيحة، من زميل لزميل.»
‹ ‹آسف، كامي-يان، لكني مشغول الآن!!› ›
«ها؟ لا تقل لي أن جدولك للكرسماس مزدحم. لا! أرجوك لا تتركني وحيد في هذا العالم البائس!!»
‹ ‹غلبني اليأس لأشعر ببعض الدفء البشري حتى أني وضعت لوحة الفأرة أم صدر في المَيكرويف، لكنها صارت أحرّ بكثير مما ظننت! وما عدت أشعر بأصابعي!! ما قدرت أرد على مكالمتك لَوْ لا أن هاتفي كان على الطاولة ويشتغل بالصوت!!› ›
«هذه عشية الكرسماس!! لا تأتي إلا مرة في السنة! فماذا كنت تفعل في العاشرة صباحًا!؟ قد أفهم لو أنك نقرت عليها بطرف إصبعك بدافع الفضول، ولكن هل أمسكتها بكلتا يديك مباشرة؟ لماذا لم توجه هذه الدوافع في اتجاه انتاجي، يعني مثل بناء الصواريخ أو شيء من هذا القبيل!!؟؟»
‹ ‹لكن الواقع الافتراضي يشعر بالوحدة كثيرًا بالفيديو فقط. أردت أن أشعر بلمسات واقعية حتى أندمج أكثر معهم! لكنني لا أريدها أن تكون باردة!! دفعت مالاً كثير مقابل كل هذا المعدات ليس لأن ألمس جثةً افتراضية!!› ›
«دعني أكرر: هذه عشية الكرسماس!! ماذا كنت تفعل في العاشرة صباح!!!؟؟؟»
‹ ‹اسمعني يا كاميان. أتعرف كيف أحيانًا تظن أنك سخنت طعامك لكن تراه باردًا من الداخل؟ أنا خفت من حدوث ذلك هنا، لذا قررت أن أسخنه أكثر قليلاً، ولكن اتضح أن السيليكون يسخن سريعًا! هالشيء خطير!!› ›
هل لم يعلم هذا الصديق التافه أنهم يبيعون أواني السيليكون للاستخدام في المَيكرويف؟ كان هذا عقابه لأنه أخذ الطريق السهل ولم يطبخ لنفسه أبدًا. أيضًا، لا فائدة من سماع أحدٍ يشكو لأنه فشل في قراءة التحذيرات على الصندوق. فتجاهل كاميجو تذمر هذا الأحمق وأغلق الهاتف.
لكن التخلي عن صديقه لم يُحسن من وضعه.
س. ما الذي يمكن فعله فقط في الكرسماس؟ لا يزال عالقًا مع هذا اللغز القاتل الذي يبدو أنه جاء من سفنكس [أبو الهول] (الأصلي، وليس قطهم). إذا فشل في ذلك، سيتشكل تحالف الفتيات وسينتهي به المطاف ملتفًا على الأرض يبكي. في عشية الكرسماس.
«توما.»
«يا أنتَ.»
طرحت الفتاتان سؤالًا بريئًا.
تلكما المراهقتان لم تعلما مدى ضغط توقعاتهما عليه.
« «طيب؟ ماذا سنفعل؟» »
- الجزء 5
لا عليك.
لا داعي أن تفكر في الأمر كثيرًا.
ضع قبعة حمراء والعب لعبة غربية للحفلات وستُحقق كرسماس ياباني كافٍ.
«أجهدتَ نفسك ثانيتين تُفكر، صح؟»
«اصمتي. لا أهتم بما تقولين.»
أعطت ميساكا ميكوتو نقدًا لاذعًا، وردَّ كاميجو عليها بعصبية. ومع ذلك، لم يمكنه أن يسمح لفتاةٍ في الإعدادية أن تعرف مدى ارتياحه لعدم رفض فكرته فعليًا.
سواء كان ذلك جزءًا من الزخرفة أو مجرد تصميم المبنى، بدا مظهره الخارجي وكأنه مجموعة من الحاويات الكبيرة المتصلة ببعضها البعض. ومع ذلك، كان الداخل ذو جماليةٍ كلاسيكية، بأرضيات خشبية وجدران خشبية ومراوح سقف تدور فوقهم.
إندِكس نظرت حول المكان المضاء بشكل خافت حتى في ساعات الصباح المتأخرة.
«ما هذا؟ رمي السهام؟»
«هذا هو أكثر شيء ناضج يمكن أن يأتي به طالب في الثانوية في وقت قصير، لذا لا تضحكي»
تأكد من قول تلك العبارة بسرعة وبصوتٍ منخفض. قرر تجنب الكاريوكي لأنه خيارٌ مكرر للغاية. أحيانًا كان يرى لعبة السهام في منشآت ترفيهية شاملة مثل صالات البولينغ أو مراكز ضرب الكرة، لكن تلك الأماكن كانت مشرقة جدًا. أراد شيئًا يُبديه أكثر نضجًا!
لذلك.
لم يكن هناك شيء مثل مركز مخصص للسهام، لذا كان هذا المكان على الأرجح بارًا معظم الوقت. حَسَّ فتى الثانوية بعدم ارتياح شديد بداخله لدرجة أن مجرد رؤية الديكور الداخلي أضرَّ بقلبه. لكن بالنظر إلى الوقت من اليوم، كانوا يقدمون فقط قائمة غداء مبكرة. العدد الزائد من الوجبات الخفيفة على القائمة الجانبية على الأرجح أعطى لمحة عن الشكل الحقيقي للمكان. لا يزال يخفي مخالبه.
الآن وكان كاميجو توما يحاول الظهور بمظهر الناضج، كان يعلم جيدًا أنه لا يعرف شيئًا عن لعبة السهام. فبعد كل شيء، طلاب الثانوية لا يقصدون البارات! عنده فكرة عامة فقط أن اللعبة تتعلق بإلقاء سهام صغيرة على لوحة مستهدفة تشبه البيتزا. عندما استأجر طاولة لهم، بدا أن الموظف افترض أن الجميع يعرفون كيف يلعبون ولم يقدم أي شرح. ولو أنه جاء وحيدًا، لضاع تمامًا.
انتهى به الأمر بالاعتماد على ميكوتو لتشرح له.
«النسخة الأشهر تسمى 01، والهدف من اللعبة هو تقليل نقاطك، وليس زيادتها.»
«......ماذا......؟»
«لا تنصدم بعد. هنا تبدأ بثلاثِ مئةٍ ونُقطة (301)، ترمي ثلاث سهام في كل جولة، وترى من يستطيع تصفير نقاطه أولاً.»
شرحها زَوَّد من رَبكتِه. كان متأكدًا من أن الدور يكون برمي السهام بالتناوب، لكنه لم يكن متأكدًا هل يرميها مرةً مرة أم يرمي الثلاثة في جولة واحدة.
«ما دريت حتى أنها لعبة تنافسية.»
«هل علي أن أبدأ من هنا؟ أظنها قد تكون محيرة نظرًا لوجود لوحة واحدة فقط، ولكن نعم، هي لعبة تنافسية. لن تذهب إلى ملعب تنس بمفردك ما لم تكن محترفًا تتأقلم مع الملعب المحدد، صح؟ نفس الشيء هنا.»
لو أنه جاء إلى هنا بمفرده، لضاع تمامًا. لعامله الموظف على أنه خبير في اللعبة، بينما كان في الحقيقة جاهلًا تمامًا. وذلك الوهم سينهار مع أول رمية، ثم النظرات الفاترة التي ستأتيه ستقوده إلى أن يلتف فيه نفسه خجلاً.
«إذن الأفضل أن تصيب المركز، ها؟»
«مرة ثانية، لا. ستلعب عشر جولات، ولكَ أن ترمي ثلاث سهام فقط في كل جولة، وتفوز بأن تصل نقاطك من 301 إلى صفر بالضبط. لذا إذا حاولت جمع أكبر قدر من النقاط، ستجمع كثيرًا جدًا فتنتهي بنقاطٍ سالبة. يُسَمُّون ذلك "تفريط"، فمن بعد ذلك تُعاد نقاطك إلى بداية تلك الجولة وتُجبر على المحاولة من جديد الجولة التالية. وهذا يعني أنك ضيعت جولةً كاملة. لذا فإن الجزء المهم من اللوحة يتغير اعتمادًا على عدد نقاطك الحالي. لو بقيت معك نقطةٌ واحدة فقط في الرمية الثالثة من جولتك، فسوف تريد أن تصيب مكانًا يعطيك نقطة واحدة فقط، صح؟»
«لكن هيّا. لا بد أن نهدف المركز.»
«نعم، نعم! كل الحمقى يحبون الظفر ‹بالقلب› في المركز لأنه خمسين نقطة، ولكن ألا ترى تلك الحلقة الكبيرة حول المركز؟»
«التي تبدو مثل شريحة بيتزا؟»
«نعم، تلك. إذا أصبت الخط في المنتصف، فلكَ ثلاثُ مَرّات النقاط العادية. لذا إذا حصلت على ‹النقاط الثلاثية› حينما تكون ‹النقاط العادية› من سبعة عشر إلى عشرين، حينها تكسب نقاطًا أكثر من ‹القلب›. ربما يكون مفيدًا في بداية اللعبة وأنت تريد تقلل نقاطك كثيرًا.»
أمسكت ميكوتو سهمًا عشوائيًا أثناء شرحها. كان طوله حوالي خمسة عشر إلى ستة عشر سنتيمترًا. كان مصنوعًا من المعدن، ولكنه لم يكن ثقيلًا جدًا. كان يشبه إلى حد ما قلمًا متينًا مع ريش بلاستيكي متصل به.
«أُفَضِّلُ العُملات، ومثل هذه الأشياء تُناسب كُروكو أكثر.»
«؟»
وَجَّهت السهم بلا مبالاة نحو اللوحة الفارغة قبل أن يشغلوا النظام الإلكتروني لتسجيل النقاط.
بدا كعمل غير مبالٍ، لكنها بدت مرتاحة جدًا، مما يشير إلى أنها قد فعلت ذلك كثيرًا.
«ترمي من المرفق، وليس من الكتف. من هذه الناحية، ربما تشبهها برمي طائرة ورقية.»
-استُن-... سمعوا صوتًا باهتًا.
وقف ذيل القط على رأس إندِكس، ربما خوفًا من الصوت.
لقد رمت من مسافة تقل عن ثلاثة أمتار، ولكن بدلاً من مسار مستقيم، أخذ السهم مسارًا منحنيًا سلسًا على شكل قوس. كان الأمر مختلفًا تمامًا عن كونايات النينجا التي تظهر في دراما السَمُراي. كانت هذه مجرد لعبة، ولكن هل تعمل حقًا كمقذوفات؟
لقد أصابت سهام ميكوتو المركز تمامًا.
«بالكاد ضَيَّعت المركز، لذا هذه خمس وعشرين نقطة. رغم أن النسخة الأكثر شعبية في اليابان تعتبر تلك المنطقة الخارجية ‹قلبًا› كاملًا.»
(إذن لماذا تذكرينها حتى؟)
تساءل كاميجو، لكنه شعر أن قول ذلك بصوت عالٍ سيحرف الموضوع أكثر. كان عليه أن يفهم الأساسيات جيدًا وإلا ليكون في ورطة.
«أيضًا، معظم ألعاب السهام تسجل النقاط إلكترونيًا. وهذه اللعبة كذلك. ربما يفيد، لكن لا تنسَ أننا جميعًا نستخدم نفس اللوحة.»
«؟»
«الجهاز لا يُعِدّ كل شيء تلقائيًا للشخص التالي مثلما في البولينج. عليك أن تزيل سهامك من اللوحة قبل أن تضغط على المفتاح لإنهاء دورك. إذا ضغطت على المفتاح وسهامك لا تزال في اللوحة، سيستخدم الجهاز سهامك لحساب نقاط الشخص التالي، مما يخرب اللعبة تمامًا. فهمت؟»
نظر كاميجو إلى إندِكس التي كانت تستمع معه. كان قلقًا من أن يكون هو الوحيد الذي لا يزال مرتبكاً حائراً.
مع القط على رأسها، أمسكت إندِكس بثلاثة سهام ورمتها واحدةً واحدة.
خمس، عشر، خمس عشرة نقطة.
لم تكن صدفة. لقد سجلت عمداً زيادات بمضاعفات الخمس.
لم يكن الهدف من لعبة السهام فقط إصابة المركز. وفقًا لميكوتو، التي كانت تبدو بشكل غريب أكثر نضجًا اليوم، عليك الوصول إلى صفر بالضبط في النهاية، أو "تُفلس". إذن أليس من المهم أن تعرف كيف تبطئ السرعة أكثر من الاندفاع؟
«هممم.»
«تمهلي، إندِكس-سان. من أين جاءت هذه المهارات الخارقة!؟»
«ظننتُ أن عليّ فقط أن أعرف المسافة بيني وبين اللوحة وقطرها، لكن هناك هامش خطأ. ربما لم أحصل على عينات بصرية كافية. يا ليت كان هناك زبائن لأرى ما يفعلون.»
كانت تُتمتم لنفسها دون أن تنظر حتى في صوبه.
كانت اللعبة قد بدأت.
«أوه، لا. هل تستخدم ذاكرتها المثالية لحفظ حركات الناس؟ آخخ، فهمت. هذا لن يعمل في الكاراتيه أو الملاكمة، لكن الحجم الجسدي لا يهم في لعبة السهام لأنها تعتمد فقط على المرفق. إذا فَهِمَت الأمر عقليًا، فيمكنها فعل ذلك... لنبدأ اللعبة الآن يا ميساكا! إذا ماطلنا، ستتطور إندِكس بسرعة لا نستطيع مجاراتها!!»
«أتبدآن اللعب دون طلب أي شيء؟ كم أنتما صارمان! لستما بلاعبين محترفين. عذرًا، هل لنا أن نطلب بعض الطعام هنا؟ أوه، تقدمون الدونات أيضًا؟ إذن هات لي بواحدة مع لوني الحظ—»
«لا تُحضري أيًا من تلك الهَبَّة إلى طاولتنا!!»
«؟»
صراخ كاميجو تسبب فقط في مَيل ميكوتو لرأسها محتارة. ربما ظنت أنه يعاني من حساسية. في الحقيقة، كانت عنده حساسية من هذه الأشياء، ولكنه لن يدع أحدًا يمعرف أنها حساسيةٌ عاطفية، وليست جسدية. إذا ضربته هذه الفتاة الإعدادية الماهرة بجملة باردة "أنت غبي حقًا" الآن، فسيُصعق ثم يتحطم إلى مليون قطعة.
«إذن نطلب طبق حفلة من الوجبات الخفيفة. هل علينا أن نذهب إلى تلك المنضدة حتى نحصل على المشروبات؟»
كانت المشروبات الباردة رخيصة جدًا لأنك تصنعها بنفسك، فما الهدف من طلب موظفٍ لخدمتك؟ لكن ما هذا بوقت طرح الأسئلة.
من ناحية أخرى، قد يكون هذا النوع من الإلهاء هو السر لغلب إندِكس التي كانت تستمر في التعلم كحاسوب فائق يستعد لغزو العالم بمجتمعه للذكاء الاصطناعي.
بعبارة أخرى...
«سأستدرجها بالطعام والمشروبات وأتحرك لتوجيه الضربة القاضية بينما هي مشتتة!!»
«حقًا إنكَ لقاسي في عشية الكرسماس.»
- الجزء 6
وهكذا، بدأت عشيتهم الكرسماس الممتعة.
أصواتهم تتردد في بار الرمي الذي أُنشِئَ من عدة حاويات تخزين متصلة ببعضها.
‹ ‹ياي! بالقلب أصبت يا حبيبي!! ما رأيكم؟› › قالت ميكوتو. ‹ ‹لحظة، لماذا لم تنخفض نقاطي؟› ›
‹ ‹أه، السموحة. نسيت أضغط على الزر إنهاء دوري»، قال كاميجو. «هَهَهَهَه. آسف آسف.› ›
‹ ‹يا حمار! هل الغش هو الشيء الوحيد الي تعلمته من درسي؟! كف عن هز آلة النقاط واتركها.....!!› ›
‹ ‹طيب يا أم شعر قصير، هذا يعني أن رميتك للقلب لا تُحسب..... هاك، ضغطت الزر لأجلك، فهيّا حاولي مرة أخرى. لا تقلقي، ها أنا أعطيك فرصة للإعادة!› ›
‹ ‹ولماذا أزلتِ سهمي يا الأخت الغبية؟ لو أنكِ فقط ضغطتِ الزر ونقرت السهم بأصبعك، لحصلتُ على نقاطي المستحقة! أنا أصبتُ الهدف. ألن يقف أحد بجانبي هنا!؟› ›
الفتى والفتاتان استمتعوا أثناء رمي السهام نحو اللوحة. الأمور أصبحت أكثر حماسة عندما وضعوا قاعدة محلية تجبرهم على إصابة الهدف للحصول على إعادة تعبئة مشروبهم. الدجاج المقلي والدونات على الطبق أمامهم كان مغريًا، لكن الأكل دون مشروب سيعطشهم لدرجة لن يستطيعوا التركيز. وما إن يبدأ المرء يفكر في أنه عليه أن يصيب الهدف في المرة التالية، يصبح من المستحيل أن يُصيب. ربما كان كاميجو ليصيب بحظ المبتدئ في ظروف أخرى، لكن ليس عندما كان هناك هدفٌ يركز عليه.
‹ ‹قد حفظت الحركة وكفى، والآن صرتُ لا أقهر...... طالعي يا أم شعر قصير كيف سأنزل نقاطي إلى 32.› ›
‹ ‹أوه، طالعي أنتِ. عندهم طبق حلويات مليء بالكعك الصغير› ›
‹ ‹يُعجبني كيف يحضرون الأشياء فور طلبها هنا في اليابان... طيب اسمعي يا ميساكا، دعينا نختار كل ما شكله لذيذ قبل أن تُنهي إندكس دورها. عيني لصقت على ذيك الكعكة القصيرة وكعكة الجبن النادرة بعد› ›
‹ ‹أووه، وعندهم بعد المون بلان وبودنغ الكراميل.› ›
‹ ‹مستحيل أن أترك تمثال السكر البابا نويل يُفلت مني› ›
‹ ‹حقًا، إني مهتمة أكثر بلوحة الشوكولاته المكتوب عليها رسالة. أوه، ولا تقلقي علينا يا صغيرة، خذي وقتك قدرما ترين. ولكن ربما عندما تعودين قد لا تجدين سوى الجيلاتين مع الفواكه المعلبة والبقايا› ›
‹ ‹لا تتكلمي بسوء عن الأطعمة المعلبة يا آنسة مخملية. إذا لم تريدي ذلك، فسآخذه. لحظة، يا القط. أرى أن لديهم حتى كعكة مصممة خصيصًا لك.› ›
‹ ‹لحظة وأنا يا توما؟! عطني وقت لأركز!› ›
مر الوقت وأصبحوا جزءًا من الضوضاء، ككلِّ أحدٍ آخر.
‹ ‹أوه، نكاد ننهي لعبتنا الخامسة› › قال الفتى. ‹ ‹إذن، من يفوز هذه الجولة يحق له القول› ›
«هاااء!؟ لحظة، ولماذا لا يُحتسب من فاز أكثر؟› › قالت قصيرة الشعر. ‹ ‹فقد كنتُ المتقدمة وبفارق كبير في عدد الانتصارات، صح؟ صححح!؟› ›
‹ ‹ميييري كرسماس!!› › قالت الإنجليزية.
‹‹ ‹‹مهلاً، لا تقوليها وأنتِ لم تفوزي!›› ››
ربما لهذا السبب لم يلاحظوا.
حيث أن المكان يقدم غداءً عاديًا الآن، إلا أنه كان غالب الوقت بارًا، ولذلك كانت النوافذ مصممة بحيث لا يستطيع أحد رؤيتهم من الخارج. ولهذا السبب كانت الإضاءة خافتة في منتصف النهار.
ومع ذلك.
وعلى الرغم من ذلك.
كانت أعْيُنُ مراقبٍ تتابع كل حركةٍ تقوم بها مجموعة كاميجو.
- ما بين السطور 2
كانت تلك غرفة عديمة النوافذ.
عدم القدرة على رؤية الخارج لا يكفي لإبداء المكان معزولًا عن تدفق الزمن الطبيعي. أي أحدٍ رأى داخل تلك الغرفة لم يكن ليتوقع أن التاريخ كان في الرابع والعشرين من ديسمبر. في الواقع، لن يعرفوا حتى ما إذا كان الفصل صيفًا أم شتاء، أو إذا كان الوقت نهارًا أم ليلًا.
ومع ذلك، اختار وحشٌ أن يضع نفسه هناك.
كان المصنف 1 الحقيقي الذي يفوق حتى بقية المستوى 5 الآخرين داخل المدينة الأكاديمية.
ومع ذلك، فقد استحوذ أيضًا على سلطة رئيس مجلس الإدارة.
«يا للمفارقة، ها؟»
قال الوحش الأبيض ساخرًا.
لكن سخريته لم توجه صوب يوميكاوا، بل لنفسه.
بالنظر للوراء، لطالما كانت هذه طينته من الناس. دائمًا ما يراه الجميع أنه الأقوى، وكان يسود القمة كهدف للخوف، لكن قلبه كان دائمًا محكومًا بالاغتراب وكره الذات. ربما كان ذلك هو السبب في أن تلك الفتاة الصغيرة تمسكت به كذلك. قد تبدو تلك العلاقة غريبة، لكنها كانت الأكثر طبيعية في العالم لهما.
تلك الفتاة لم تكن هنا.
ما كان تدفق الهواء بموجود. فقط شعورٌ خانق بالسجن.
بمعنى آخر...
«أملك العالم أجمع في قبضتي، ومع ذلك اخترت أن أدفن نفسي هنا. ربما للبشر مَيلٌ للهروب من الحرية كلما زادت لديهم.»
يوميكاوا آيهو، التي "سُمح" لها بالجلوس على المقعد المقابل له، كانت تتحدث مع ذلك الوحش لبعض الوقت الآن. لم يكن الوقت طويلاً، لكن لم يكن الآن هو الوقت المناسب أن تزعج نفسها بذلك. في الواقع، كان مخيفًا أن يُسمح لها حتى بهذا القدر. تعابيرها لم تكن مشرقة بأي حال. كلمات رئيس مجلس الإدارة كان لها تأثير مباشر على مصير 2,3 مليون نفرٍ في مدينة الأكاديمية، وستؤثر على حياة أكثر من سبعة مليارات نسمةٍ يعتمدون على العلم والتكنولوجيا.
لا توجد إجابات صحيحة مطلقة في عالم التكنولوجيا.
على سبيل المثال، كان من الجيد تمامًا أن تكره البلاستيكات الدقيقة التي لن تتحلل أبدًا، لكن إنتاج عدد كبير من القش الورقي والأكواب سيؤدي إلى القضاء على غابات الأمازون في وقت قصير جدًا. القيام بما يُعتبر "صحيحًا" لن يؤدي بالضرورة إلى المستقبل الذي ترغب فيه. سيتشوه العالم. تصريح واحد غير محسوب من رئيس المجلس الجديد قد يُغير مجرى التاريخ. قد يعيد توجيه العالم بأسره من اليمين إلى اليسار. وقد يقود ذلك إلى بحر مليء بالبلاستيك أو قارات تحولت إلى صحارى. وكما أن القيام بما هو صحيح لن يؤدي بالضرورة إلى المستقبل الذي تريده، فإن تجنب الأخطاء الظاهرة أمامك لن يضمن مستقبلًا خاليًا من الأخطاء.
يوميكاوا آيهو كانت تتحدث مع أحدٍ يسيطر على العالم.
سواء أحبّت ذلك أم لا، كانت مشاركة في لعبة الآلهة.
لا مزيد من الجرائم، لا مزيد من الأمراض، لا مزيد من الحوادث، لا مزيد من الكوارث الطبيعية، لا مزيد من الحروب، ولا مزيد من المآسي.
يمكن لأي شخص أن يتوصل إلى مثل هذه العبارات، ولكن إذا قلتها بالفعل هنا، فمن سيكون الهدف التالي للوحش؟ وكيف سيؤثر ذلك على بقية العالم في الخارج؟ كان عليها أن تأخذ تلك الأمور بعين الاعتبار. الآن بعد أن جلست هنا، لم يعد بإمكانها ادعاء الجهل.
لم يكن هذا مسألة اختيار بطاقة من مجموعة محددة سلفًا.
إذا كانت تريد توجيه رئيس المجلس الجديد، فسيتعين عليها أن تجعله يأتي بخيار جديد تمامًا، ليس موجودًا على الطاولة بعد.
ومن هذه الناحية...
(خياره بالتأكيد مثير.)
«أمتأكد حقًا من هذا؟»
«من ماذا؟»
«أظن حقًا أن هناك خيارات أخرى. لعل هذا يكون الخيار الصحيح، لكنك بذلك تقبل بمأساةٍ هنا.»
«لا تُضحكيني.»
«على الأقل أقول لك، لم أسعد بسماع هذا!»
«فماذا ستفعلين؟»
ابتسم الوحش قليلاً.
انفصلت شفتاه بصمت وامتدت لتأخذ شكل هلال.
«توقفينني؟ ككرمٍ خاص، أنا مستعد أن أتجاهل كل سلطتي كراشد. ولكن ما عساكِ تفعلين بعد أن هبطتِ إلى عالمنا نحن الأطفال؟»
«.....»
«تفهمين الآن؟ وواثقٌ أنكِ فهمتِ من البداية. أنتِ لا تخافين من لقب رئيس مجلس الإدارة، ولكنكِ لا تخافين أيضًا من لقب #1 المدينة الأكاديمية. .....وأنتِ تعلمين أن هذا هو الخيار الصحيح. تعلمين أنه لا جدال فيه، لذا لا يمكنكِ أن تمسكي بياقة قميصي وتعظيني أو ما شابه. وهذا طيب. مثل هذا الكِبر الصغير لفضيلة. لن توقعي نفسكِ في نوبة غضب أمام طفل، ها؟ أنتِ أفضل بكثير من أمثال الكيهارا وغيرهم.»
«لكن!!»
«لنطمح عاليًا»
كانت هذه كلمات قاسية ولكن صادرة عن طفلٍ خلقه الكبار.
كان الأمر يشبه تقريبًا فقدان السيطرة على قمر صناعي أُطلِقَ فسقط على رؤوسهم. وبما أن ذلك القمر الصناعي قد صُنِعَ بأفضل التكنولوجيا البشرية، فقد كان محملًا بمفاعل خطير مصمم للاستخدام في الفضاء الخارجي ويستخدم الصوديوم للتبريد والديوتيريوم.
شعرت يوميكاوا أن "العاقبة" قد تكون الوصف الأنسب لهذا.
لكن عاقبة من؟
«فكري في كل التفاصيل المزعجة وكأنك رئيسة المجلس اللعينة. قد عبثتم بعقلي كثيرًا لمصالحكم، فالآن بعد أن ألقيتم كل هذه السلطة في حجري، آمل أن تكونوا مستعدين. لأن دوري قد حان. وما لكم الحق في الشكوى إذا استخدمت هذا العقل الذكي الذي أعطيتموني إياه لأستغل هذه السلطة الجديدة إلى أقصاها.»
«.....»
«أعطيتكِ وقتًا كثير، لذا أنا متأكد أنكِ أعددتِ كل شيء. وأعلم أنكِ ما كنتِ لتظهري هنا لَوْ لا ذلك. لست هنا لأضايقك بشأن تقدمك، لذا أسرعي وقولي لي أن كل شيء جاهز. لهذا استدعيتك أصلاً. وأعلم أنكِ الأفضل لهذه المهمة.»
طحنت يوميكاوا آيهو أسنانها بلطف.
«هذا سيُغير كل شيء.»
«سيُغير.»
«ليس فقط للأطفال في هذه المدينة. هذا الخيار الذي تتخذه بمفردك سيؤثر على مصير هذا الكوكب بأكمله الذي يسكنه سبعة مليارات شخص!!»
«لن يستحق الأمر خلاف ذلك.»
كان يعلم تمامًا ما كان يفعله.
كانت يوميكاوا آيهو جزءًا من الأنتي-سكيل، لذا كانت مهمتها حماية أطفال المدينة الأكاديمية. لو أمكنها سحب هذا الوحش الأبيض إلى الأرض فتُقَيّده لتوقف هذا الانهيار الثلجي، لفعلت ذلك دون تردد. كان هذا #1، كان أقوى بكثير من #3 ريلغن التي يمكنها توليد تيارات كهربائية تزيد على مليار فولت أو #5 منتل آوت التي يمكنها التحكم في عقول الناس. كانت تعرف تمامًا مدى رعب قوته، لكنها مع ذلك كانت لتقبض عليه بيديها العاريتين. لكنها فهمت أن القيام بذلك لن يوقف ما بدأه.
ذلك لن يحمي أحدًا.
لم يكن الأمر يحتاج إلى عبقري لفهمه، لكن إنقاذ الناس لم يكن أمرًا بسيطًا.
«الزناد جاهز ليُسحب، ها؟»
«....»
«أقول أنني أريدكِ أن تتولي هذه المهمة. وإن لم تفعلي، سآتي بغيرك. فهل تُشاركين في ختام العالم، أم تجزعي؟ اختاري. أيُّهما؟»
في النهاية، كانت يوميكاوا آيهو مجرد معلمة، وهذا كان رئيس المجلس الجديد الذي يملك سُلطةً على الجميع.
مهما كانا في الماضي لبعض، كان هذا الآن حقيقةً لا مفر منها.
شعرت بالخزي.
وقالت أخيرًا وهي عاجزة عن فعل أي شيء آخر.
«....تَغيرت.»
«وكنتِ ممن غيروني.»
قد بدأت من تحت الوجه.
وكانت خُطَّة هذه الحقبة الجديدة معروفة باسم ‹عملية الأصفاد›.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)