الفصل الثاني: مَدِينَةٌ أَكاديميَّة مُتغيّرة، ليلة الأمس. — الرابع_والعشرين،مواجهة.
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
تغيرت قواعد لعبة الموت.
المسكين اللعين الذي يخسر وينزل تحت الصفر سيُعاقب بشكلٍ ما.
«مهلا! لا أقدر!! هذا لبس الغزال، صح؟ لن أقدر على رمي السهم وأنا أرتدي هذا الشيء! طالعي! اليدين كأنها قفازات الفرن!!»
«إذن تُفضّل الزلاجة يا توما؟»
«ذلك ليس بزيٍّ حتى!! ما هو إلا صندوق مستطيل!!»
كان اللاعب "سيُفلس" فقط قُبيل أن ينهي الجولة. حتى لو أخطأ، فإنه سيعود ليكون على بعد 16 أو 32 نقطة فقط من الفوز، لذا ربما ينهيها في الجولة التالية. وبالتالي، لم يكن مفاجئًا أن تظهر قواعد جديدة محلية لتُعرقل كُلَّ من اقترب من الفوز.
لحسن الحظ، في هذا المكان الكثير من مستلزمات الحفلات.
مما وفر لهم الكثير من الأدوات لإزعاج من كان متقدمًا.
«هِه هِه هِه» خرجت ضحكة شريرة من بنت الإعدادية. قد دخلت ميساكا ميكوتو طول ملكة الشياطين قليلاً. «واصلا عرقلة بعضٍ بأغراض الكرسماس ذي يا الحمقى. إي، واصلا الكفاح بينما أرمي ثلاثة أعشار متتالية فأنهي اللعبة!! إنها تضرب نفس الهدف كل مرة، فلا شيء أسهل من هذ—»
«ول! كأن قرون الغزال الضخمة ضربت شيء؟»
«أهييي؟!»
عندما سارَ تحفيزٌ غريب على طول ظهرها، قفزت ميكوتو مستقيمةً.
لكن شيء كان غريب.
احمر وجهها واضحًا، وتحرك فمها بلا انتظام، والتفتت نحوه.
«أ-أ-أنت. ح-ح-حمّالتي... ح-ح-ح-حمالة ص-صدري.»
«ها؟ ما؟ أقسم إني ما قصدت!»
انحرف سهمها عن المسار وأصاب مركز ‹القلب› بالضبط. بأخذ خمسين نقطة من نقاطها الثلاثين الباقية..... خسرت.
غير مدركة لما حدث وراءها، فتحت إندِكس الصندوق البلاستيكي تبحث عن زي آخر.
«طيب يا أم الشعر القصير، البسي هذا. لبس ماما نويل!»
«آه، من جد؟ طيب طيب، ما هو بالشَّيْن. [1] المعطف الأحمر والسروال لن يؤثرا على حركتي كثير.»
«النسخة الأسترالية!!»
«هذا بس بيكيني أحمر وتنورة قصيرة!! والأسوأ أني ما عدتُ أدري إن كنتِ تتعمدين القسوة أم لا!!»
دَمَّعت ميكوتو حينما رُمِيَ عليها الزي، لكن العقوبة عقوبة، لا تفاوض فيها. وكان الأمر عليها أسهل قليلاً بعد أن صار كاميجو توما غزالة. وبما أنها أجبرته على ذلك، ما أمكنها الرجوع الآن. «تبا،» تمتمت وهي تختفي في الخلف. قد عَلَّمها كاميجو أين تذهب — غرفة تبديل يدوية الصنع تبدو وكأنها صُنعت بقضبان ستائر اشتُرِيَت من متجر لتحسين المنازل.
«دوري دوري. وقتُ أن يتألق كاميجو-سان!!»
«أوووه، يا ترى ماذا أجعل توما يفعل إذا ‹فَلَّس› مرة أخرى؟»
ثم لاحظ شيئًا ما.
«لماذا هذا السهم لزج؟» ضغط السهم في يده. «إندِكس، هل استخدمته بعد أكلتِ تصبيرة؟» (تصبيرة=وجبة خفيفة)
«ها؟ ما أظن.»
بكلماتها البسيطة، ولكن بذاكرتها الفائقة، فإن «ما أظن» تعني حقًا أنها لم تفعل. مالت الراهبة البيضاء برأسها ولمست السهم بنفسها.
«لا أراه لزجًا.»
«مستحيل. أكيدٌ أنه يلتصق بأصابعي. ولا غيره من السهام الأخرى تفعل.»
تذمر وهو يفتح ويغلق يده اليمنى. ومع ذلك، كانت كلتا يديه مغطاتين بقفازات شبيهة بقفازات الفرن في لبس الغزالة.
«يا إندِكس. أترين شيئاً على يد هذا الزي؟»
«لا شيء أرى.»
«فهل من التصاق المواد مع بعضها يا ترى؟ غريب.»
تنظيفه بمنديل جاف أو ورقي لم تُفِد في حل المشكلة. تذكر أنه رأى مناديل مبللة في الحمام، وما خطر له أي حل آخر، لذا أعلن وقت استراحة فذهب إلى الجزء الخلفي من بار السهام.
بعد أن استدار حول الزاوية، رأى المساحة الصغيرة المحاطة بستارة.
كانت تلك غرفة تبديل الملابس.
فجأة خطر له شيء.
(أه، صح. ميساكا لم ترجع بعد. ما الذي أخرّها؟)
ما كان ليقترب من تلك الستارة المغلقة بإحكام والمُتحركة قليلاً بفعل من كان داخلها. فبعد كل شيء، كان خائفًا. كثيرًا. مع حظه العفن، كانت غرفة تبديل الملابس المؤقتة تلك تهديدًا حقيقيًا. ماذا سيحدث إذا سقطت قضبان الستائر من السقف وكشفت عن الذي يغير ملابسه في الداخل؟ ما أمكنه أن يرجع بخفة في زي الغزالة هذا، وكانت يده اليمنى مغطاة بذلك القفاز الشبيه بقفازات الفرن. إضافةً إلى ذلك، كانت هذه #3 المدينة الأكاديمية، الريلغن. لا فرصة أن ينجو من هجوم "كياه، منحرف!" الذي حَمَلَ نفس قوة مدفعية حربية.
(نعم، أفضلُ لي أن أبتعد عن هذا المكان)
مع ذلك، مَرَّ بأمان بجانب غرفة تبديل الملابس وفتح باب الحمام المختلط.
ومن بعد ذلك اختفت ذكرياته.
كل ما تذكره هو الحُمران.
في اللحظة التالية، وجد كاميجو توما نفسه مرميًا في الممر.
«؟ ؟؟؟»
حقًا لم يحمل أدنى فكرة عما حدث.
كانت هناك فجوات واضحة في شريط ذكرياته.
وجد نفسه ببساطة مستلقيًا على ظهره بينما كانت ميساكا ميكوتو تجلس فوقه، ووجهها مُتوردٌ مُحمرٌ مشرق. بدلاً من زي المدرسة المعتاد، كانت ترتدي الأحمر لسبب ما. نعم، لقد تحولت إلى ماما نويل بنسختها الاستوائية. لكن...
«ما كان ذلك؟ حسبتُ أنني فتحت الباب وكان هناك أحدٌ يغيّر ملابـ—»
«كفى، لا!! لا تتذكر!! انساه كله!!»
ضربته بقبضتيها المشدودتين، لكن ذلك لم يكفي أن يمحو الذكريات من رأسه.
ثم فتح عينيه أقصاهما.
«الآن أتذكر! لماذا غيرتِ ثيابك هناك!؟»
«لأنك، لأنكَ من قال لي أن أذهب وأغير "في الخلف".....»
«هناك غرفة تبديل واضحة أي أحد يراها!!»
«كان علي أن استخدم تلك؟! لكنها بدت وكأنها خاصة بالموظفين فقط!»
أما كانت تلك الستارة المغلقة ترفرف من حركة من كان بداخلها؟ ولكن إذا لم تكن هي بالداخل، إذن كيف؟ أصبح كاميجو أكثر ارتباكاً من مدى ظلم العالم، لكنه سمع بعد ذلك صوتاً قادمًا من السقف. كان المُكيف. ذلك الهواء الدافئ اللعين كان من ينفخ على الستارة.
«ترى، ميساكا-سان... آهخ. عندما أفكر في ذلك الآن... آهخ آخ.»
«لاااا، قلت لك انساه كله!!!!!!!»
صرخت ماما نويل عاليا وهي تركب الغزالة.
لكن ما كانت هنا أي زلاجة.
- الجزء 2
«هفف......»
تنهدت ميساكا ميكوتو.
رجعت إلى زيها المدرسي المعتاد.
ولكن كان صعبًا تجاهل الحرارة المتجمعة داخل ملابسها.
قَرَّرت أن عليها التفكير في شيء آخر وإلا تجاوزت حاجز الـ 42 درجة فتكون نهايتها.
(آغغ، وكأني أرى ذلك القط يستمر في تجنبي. أهو من الموجات الكهرومغناطيسية الضعيفة التي أبعثها لا واعي؟ هذا دائمًا محبط.)
لعبوا عدة جولات سهام أخرى منذ ذلك الحين.
ليس فقط أنها كسبت معرفة أكثر، بل عَقليَّتُها اعتادت على التصويب والرمي. فقد كان ‹واقعها الشخصي› مُوَجَّهًا في هذا الصوب. وعند النظر إلى النتيجة الإجمالية، قد تفوقت على الكل. وكان عدد الأزياء الذكورية المحدود قد سبب مشكلة للقواعد الخاصة التي وضعوها. وضعوا عقوبةً لكل من يخسر، ولكن بعد أن خسر ذلك الفتى ذو الشعر الشائك عدة مرات متتالية، نفدت أزيائهم العقابية له.
(آخ، يا ربي. ولي أن أخمن ما الذي يشغله لدرجة ما عاد يستطيع اللعب صحيحًا، لذا لا أقدر حتى على الكلام!!)
تذكرت ما حدث وبدأت حرارتها ترتفع، فبدأت تُهَوّي خدها بيدها.
كانوا يأخذون استراحة قصيرة بين الجولات، لذا تسللت إلى الخلف هربًا من المكان الرئيسي حيث كان الفتى والفتاة الأخرى..... كان باب الحمام هناك، كما متجرٌ صغير يبيع بعض المنتجات المخصصة. كانت بالطبع سهامًا. ما كانت لتؤثر على النتيجة كثيرًا (وإذا كانت هناك أجزاء خاصة تؤثر، فإن المنظمة المسؤولة عن المباريات الرسمية ستحظرها)، ولكن الذين يهتمون باللعبة يُفضلون أن تكون لديهم خيارات مخصصة. أما لميكوتو، فلا تمانع السهام المستأجرة، لذا بدت لها تلك الأجزاء وكأنها قطع منزلية الصنع لجذب سمكة لامعة براقة.
كان عيدها الكرسماس يمضي بهدوء.
أو هكذا بدا.
«....»
ولكن في الوقت نفسه شعرت بوخزٍ خفيف على طول عمودها الفقري. كان هذا الشعور ناتجًا عن أعين بشرية، وليس آلة. وربما لهذا السبب طَوَّلت في التفكير قبل كل رمية خلال جولتهم الأخيرة قبل هذه الاستراحة.
عندما نظرت نحو المخرج الآن، لم ترَ شيئًا.
لكن عندما نظرت بعيدًا، شعرت مجددًا بوجود أحدٍ هناك.
لم تظن هذا مجرد وهم من خيالها.
عندما اخترقت كاميرات الأمان في الشوارع وعدسات الروبوتات الأمنية لتراقب الأوضاع في الخارج، لم ترى شيئًا، مما يشير إلى أن ذلك الشخص قد اختار الزاوية المثالية للاختباء.
كانت تعرف مكانه، لكنه سرعان ما يختبئ فور أن تتجه نحوه. من الواضح أنه يراقبها.
كانت تستمتع بحريتها بعيدًا عن حدث مدرستها في توكِوَداي، لكنها شكّت في أن أيًا من زملائها أو معلميها قد يتصرف بهذه الطريقة.
(هذا يبدو أكثر خطورة....)
كانت المدينة الأكاديمية تخفي أكثر مما تعرض.
تهديدٌ حقيقي كان يحدث هنا.
سواء كان من جانحي الأزقة الخلفية أو الأثرياء الناظرين بازدراء إلى المدينة من أبراجهم الإدارية، حَسَّت الفتاة بظلال مظلمة وأشرار في هذا المكان. ولم يكونوا جميعًا منفصلين في فئات واضحة؛ كان هناك تشابك معقد من الشرور. الكبار كانوا يأمرون الطلاب الفاشلين بارتكاب الجرائم، أو أن العديد من الباحثين سيخدمون عبقريًا خطيرًا واحدًا.
بهذا المنطق، كونها المصنفة الرقم 3 في المدينة الأكاديمية جعل منها هدفًا سهلاً أن تقع في مثل هذه المشاكل.
لم تكن فتاةً مدللة ساذجة تخاف من الظلام المجهول. فلقد شاهدت بنفسها مشروعًا كبيرًا استخدم خريطة حمضها النووي.
(عليّ أن أرى بنفسي.)
لهذا السبب اقترحت أن يأخذوا استراحة قصيرة.
قد كرهت عن نفسها مدى سهولة تبديلها بين طور الانفتاح مع الناس إلى حفظ أسرار عنهم، لكن إذا كان هذا الاهتمام غير الطبيعي سببه كونها من المستوى 5، فلا معنى من إشراك الآخرين في ذلك.
«وفي عشية الكرسماس بالذات....»
تمتمت مع نفسها، وفتحت القفل الإلكتروني على باب "للموظفين فقط" المجاور لباب الحمام، ودخلت. كان الباب يُغلق تلقائيًا، لذا تركته يُغلق بنفسه ثم فتحت فتحة التهوية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ على الجدار بالقرب من السقف. باتت على ارتفاع حوالي ثلاثة أمتار، لكنها اقتدرت التحرك بحرية على الحائط بالمغناطيسية لتتشبث. ثم تسلقت برشاقة إلى الخارج.
الديكور الكلاسيكي اختفى، والآن أصبحت ترى الخارج الذي بدا وكأنه عدة حاويات تخزين معدنية متصلة ببعضها البعض. ربما كان هذا تطبيقًا للبناء البلاستيكي باستخدام أجزاء كبيرة مصنوعة بطابعة ثلاثية الأبعاد. استطاعت التشبث بها بالمغناطيسية بسبب القضبان المعدنية الموجودة داخل الجدران التي تزيد متانتها.
ورغم أنها لم تفعل الكثير، كانت حرية الحركة أفضل وسيلة للتخلص من عين شخص يتتبعك. تمامًا كما يكون الهرب أسهل بمروحية أو غواصة.
ومع ذلك...
(كاميرات الأمان في الطابق الرئيسي... لا تُظهر شيئًا.)
استخدمت قوتها لإرسال لقطات كاميرات الأمان الخاصة ببار السهام إلى هاتفها، لكن ذلك لم يساعد. في الواقع، كانت اللقطات نفسها مجمدة. كان صعبًا أن تلاحظ ذلك بلمحة، لكن تم تعديلها بحيث لا تُظهر ما إذا كان هناك أحدٌ قد مرّ مباشرة تحت الكاميرات.
عليها أن تتحقق بنفسها.
لا تزال تشعر "بنظراتٍ" تخترقها وهي تدخل مخرج الطوارئ الخلفي لتعود إلى بار السهام. قامت بالالتفاف للعودة إلى باب "للموظفين فقط".
(القفل الإلكتروني وفتحة التهوية لابد أن يمنعا أي شخص لا يمتلك نفس قوتي. لا أعرف لماذا يستهدفني ذلك ‹أيا كان›، لكن الآن سأباغته من الخلف.)
بالطبع، كان هناك خطر أن يشعر الشخص بأنه محاصر فيُهاجم. كان من الصعب إسقاط #3، لكن ظلام المدينة الأكاديمية كان مليئًا بالأخطار. لا شيء مطلق في هذا المجال، لذا شعرت بثقلٍ في معدتها وهي تقترب من الباب.
«مَهْ...؟»
كان باب "للموظفين فقط" مفتوحًا قليلاً.
لم يُكسر القفل. بل انفتح إلكترونيًا.
«....تمامًا كما فعلت أنا؟!»
قفزت بعيدًا عن الباب الموارب وكأنها رأت فكّي تمساح هناك.
لم يكن هذا ممكنًا.
هي #3 السبعة من المستوى 5 في المدينة الأكاديمية. لا ينبغي لأحد أن يكون قادرًا على استخدام نفس قوتها تمامًا.
عدم فهم الموقف قد يكون قاتلاً في معركةٍ إسبرية.
كأنك تنظر إلى لوحة شطرنج فترى قطعة غريبة لا تنتمي للعبة. مهما كان تقدم قطعك في اللعبة، قد تكون هذه القطعة الجديدة قادرة على إسقاط الملك بحركة واحدة بناءً على كيفية تحركها.
(....ورطة.)
كان الوضع أسوأ مما تخيلت.
قبل أن تفكر حتى في التفاصيل مثل المسافة، الاتجاه، العدد، العوائق، أو طريقة الهجوم، كانت تلك الشخصية الغامضة قد سرقت الفكرة العامة عن "المبادرة" وذلك أمسك قلبها. كم خطوة تأخرت في هذه اللحظة الواحدة؟ لو أن المطارد أعَدَّ لوحة الشوغي بـ نيّة تجريدها من حريتها، فلربما كان الآن في الموقع المثالي لقطع حنجرتها في أي لحظة.
‹العدو› قد فتح قفل الباب الإلكتروني "للموظفين فقط" ودخل. لكن ماذا عن العائق الآخر—فتحة التهوية؟ بدلًا من فتح الباب والتحقق مما في الداخل، ألن يكون من الأفضل تفجير الباب واقتحام المكان؟
فكرت في استخدام طلقتها الريلغن.
امتلكت القوة النارية لتستحق هذا المُسَمَّى.
(ورطة!!)
لا إراديًا، وضعت يدها على جيب تنورتها وتأكدت من وجود العُملة هناك بإبهامها.
ثم...
«أوه.»
سمعت صوتًا من خلال الباب المتصدع.
كان صوتًا.
ولدهشتها، لم يكن هذا الصوت غريبًا عنها.
«نعم، أفهم أنكِ تُهتِ، لكن هذا المكان للعمال فقط. تعالي نخرجك من هنا ونوصلك إلى أحد العاملين هنا.»
تائهة؟
تلك الكلمة ونبرة الصوت هَدَّأت مزاجها، لكنها أيضًا تَعَرَّفت على الصوت. يرجع الصوت لذلك الفتى شائك الشعر الذي كانت تلعب معه السهام قبل قليل.
(ما الذي يحدث هنا؟)
هل كان هذا إسبرًا يُشبهه؟ أم أنه كان يستخدم سلاحًا من الجيل الجديد يُغيّر مظهره؟ أم ربما عَدَّل الصوت نفسه.
لكنها كذلك لا يمكنها إطلاق العُملة ذات سرعة تفوق الصوت بثلاث مرات عبر الباب دون سابق إنذار. خافت جدًا أن ترمي الهجوم دون التحقق أولاً.
«.....»
بينما تحاول أن تبقى بأكبر قدر من الهدوء، وضعت يدها على باب "للموظفين فقط". ثم بدأت تسحبه ببطء إلى الداخل. الفجوة بين الباب والإطار توسعت.
ذلك الفتى شائك الشعر كان على أربع أطراف كالكلب، بينما وقفت فوقه مُهَيْمِنة صغيرة في العاشرة تقريبًا بقدميها الحافيتين.
«مرة أخرى، لن تصلي إلى تلك الفتحة! هي مرتفعة جدًا! إذا أردت الخروج إلى الخلف، فاذهبي لباب المطبخ أو مخرج الطوارئ!!»
«لكن ميساكا استنتجت أن الأصلية خرجت من هنا، تقول ميساكا وميساكا تكشف مدى قدرتها الرائعة كمُحققة! ميساكا لن تصل أبدًا إلى الحقيقة إلا بالمرور عبر فتحة التهوية!!»
الفتى الخنزير الذي يتلقى بَرَكَة قدميها العاريتين لم يحتج شرحًا زيادة في هذه المرحلة.
أما الفتاة الصغيرة، فكانت ذات شعر بني يصل إلى كتفيها، بتعبير منتصرة، بمعطفٍ سميك فوق فستانها الرقيق. وذلك أبدى الجزء العلوي من جسدها منتفخًا، ولكن ساقاها كانتا مكشوفتين تمامًا، مما منحها مظهرًا غير متوازن وجعل فخذيها البرّاقَيْن يبدوان أكثر جرأة.
ربما كان على ميكوتو أن تفكر في إمكانية أن يستخدم أحدهم نفس الطرق التي تستخدمها.
كان من المنطقي أن تكون هذه الفتاة قادرة على استخدام نفس قواها لأنها امتلكت نفس خريطة ميكوتو الجينية. رغم أن قوة إنتاجها للطاقة ما كانت لتضاهي قوة ميكوتو.
سِنّها الظاهري كان مختلفًا تمامًا، لكن بعض التفاصيل مثل شعرها البني ووجهها الحيوي كان مطابقًا لميكوتو.
«......ماذا تفعلين هنا؟»
«هِئ؟! أ-أيعقل أن الجاني قد عاد إلى مسرح الجريمة!؟ تقول ميساكا وميساكا تلتفت بعصبية.»
«انزلي من فوق هذا الفتى البربري أولاً!!»
ما كان هذا بأسلوب مناسبٍ للحديث مع فتاةٍ صغيرة، لكنه يجب أن يُقال في هكذا موقف.
ولكن، طلب ميكوتو المذعور خَوَّف الفتاة الحافية فزلقت. سقط وركها مباشرة على الفتى الراكع، حيث هبطت مؤخرتها الصغيرة عليه كأنه كرسيها.
«غياه! اهخخء!؟»
«أوه، أحسنت المسك، تقول ميساكا وميساكا تعطيك درجة مثالية بينما تواصل الجلوس عليك.»
الفتى (الخنزير) شائك الشعر ارتعش ولم يقدر على الرد.
لم تستطع ميكوتو تخيل مدى الألم الذي قد يُسببه ذلك، ولم ترغب في تجربته. مثل هذه التجارب لم تكن ضرورية لتعيش الحياة.
أيضًا، ألم يتعرض هذا الفتى لمشكلة مع فتاة صغيرة أخرى الليلة الماضية؟ لم تؤمن حقًا بقراءة الطالع، ولكن هل كان مزاحها حول نحسه مع الفتيات الصغيرات صحيحًا.....؟
على أي حال...
(أوكانت هي من شعرت بها تُراقبني؟)
«لا أعرف ما حكايتك، ولكن ألا بأس حقًا أن تكوني لوحدك؟ ماذا يفعل ولي أمرك؟»
وضعت يدها على وركها وتنهدت بهدوء، لكن....
«معكِ الحق، يا أصلية. لهذا السبب خرجت ميساكا تبحث عن ذلك الغبي الهارب، تدلي ميساكا بتقريرها الصادق.»
صوتٌ تحدث من خلفها مباشرة.
تبعه صوت حازم وهادئ.
قفزت كتفا ميكوتو بسرعة واستدارت لتجد فتاةً في الرابعة عشرة تقريبًا كانت تبدو تمامًا مثلها. كانت الفتاة تنظر إليها بعينين خَلَت منهما العواطف.
كانت ترتدي نظارات خاصة على جبينها، وكان الصوت المعدني من قبل ناتجًا عن إعادة تحميل مسدسها بإبهامها ببطء.
لكن ما فاجأ ميكوتو أكثر من تلك اللعبة الخطيرة التي لم يكن من المفترض أن توجد في عاصمة اليابان هو شيء آخر.
«مهلا، حقًا؟ كيف تسللتِ خلفي؟»
«من الصحيح أن لديكِ رادارًا مضادًا للأشخاص يقضي على النقاط العمياء عن طريق إرسال موجات مَيكرويفية خافتة في جميع الاتجاهات فترصدين الموجات المنعكسة، لكن في ذلك نقطة ضعف، تشرح ميساكا بابتسامةٍ مليئة بالغرور. الموجات الكهرومغناطيسية هي بالفعل موجات، لذا طالما نعرف التردد المستخدم، يمكننا إلغاءها بإرسال موجة عكسية. بسمة.»
رغم أنها قالت "بسمة"، ما صنع وجهها أي تعبير.
كانت إحدى الأخوات، من ‹مشروع› النسخ العسكرية المستنسخة من ثالثة المستوى 5 الذي كان يهدف إلى إعادة إنتاج الريلغن بشكل اصطناعي ولكنه فشل في مطابقة قوة الأصل.
أيضًا، كانت الأخوات العشرين ألفًا مرتبطات بشبكةٍ ضعيفة من موجات الدماغ، وأنشئت لاست أوردر، وهي وحدة خاصة، لتتحكم في الشبكة ولتمنع الأخوات من التمرد. من المحتمل أن لاست أوردر صُنِعت أصغر سنًا من البقية عن قصد حتى يتمكن الباحثون من إجبار هذا الدور عليها بسهولة أكبر. كانت غايتها كإجراءٍ أمني لا معنى له لو أنها نفسها تمردت.
المدينة الأكاديمية قد ركزت الجوانب السلبية للعلم والتكنولوجيا بشكل مجنون.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن كل هذا ما كان ليحدث لَوْ لا فِعلتُها الحمقاء الأولى.
كان من السهل عليها التعرف على لاست أوردر بأنها الرقم 20,001، لكنها استصعبت أن تُمَيّز الأخوات الأخريات، لذلك سألت سؤالًا بسيطًا للفتاة ذات النظارات السميكة على جبينها.
«ما هو رقمك التسلسلي؟»
لسبب ما، الفتاة المطابقة فتحت صدر سترتها وأظهرت قلادة على شكل قلب كانت ترتديها.
«هذه الميساكا هي رقمك 10,032، تقول ميساكا وهي تظهر ميلًا احتكاريًا خفيفًا.»
«لماذا لا تنظرين إليّ وأنتِ تقولينها؟ لماذا تحدقين في ذلك الفتى الذي تحول إلى كرسي تلك الصغيرة؟»
«هل على ميساكا أن تكرر الجزء المتعلق بالابتسامة المغرورة؟ تسأل ميساكا. لأنها ستفعل. قدرما لزم الأمر من مرات.»
شكلت الأخوات عقلاً جماعيًا من خلال الرابط الشبكي، لكن ميكوتو سمعت أيضًا أن المستنسخات تزداد فرديتهن الشخصية كلما تعلموا أكثر بأنفسهن. فهل كانت هذه حالة نسخةٍ تطورت في صوبٍ غريبٍ جديد؟ نظرت إليها ميكوتو بنظرة مليئة بالشفقة، وكأنها ترى فتاة تدّعي أنها عبقرية وقد انشغلت بحفظ الأرقام العشرية للعدد "باي" أو أسماء محطات القطارات إلى درجة أنها فشلت في تعلم أي شيء آخر.
«م-ميساكا إيموتو؟»
«نعم؟»
«أرجوكِ افعلي شيئًا بشأن هذه الفتاة القوية جدًا الجالسة عليّ. إذا استمر الأمر أكثر..... آهخء.... لن يتحمل ظهري.»
«مفهوم. هذه الميساكا—رقمك الـ 10,032—ستنقذك من هذه الأزمة بينما تقف الأصلية بلا جدوى في الزاوية. بسمة، بسمة.»
«أواثقة أنكِ لم تتأثري بفيروس غريب؟» سألت ميكوتو. «في الواقع، أن تتصرفي هكذا دون فيروس قد يكون أسوأ.»
يقال إن إصلاح الذكاء الاصطناعي الذي تم تعليمه عن غير قصد أشياء خاطئة أصعب من إصلاح واحد تغيرت برمجته أو معاييره بشكل خبيث بفيروس. ميكوتو حدقت في الفراغ وهي تأمل أن تتعود على هذا كعادة غريبة وليس ضعفًا.
«ميساكا تكره أن يتم استغلالها لصالح ذلك الجانب من الأمور، تقول ميساكا مُعبّرة عن موقفها هنا. وبينما تحترم ميساكا إرادة لاست أوردر الحرة وتدعها تفعل ما تشاء، فإن ميساكا هذه تقف إلى جانب الصفري ذو الشعر الشائك، وليس مع المستوى 5 ذاك ذو الشعر الأبيض.»
اختفت التوترات التي حكمت المكان وكأنها كانت أوهام.
أثناء تدوين ملاحظة عقلية للتحقق من كيفية إلغاء رادارها المضاد للأشخاص، شعرت ميكوتو بارتياحٍ أنها لم تُواجه فورًا جانب المظلم من الأكاديمية، ذلك الجانب الذي وجد سخريةً في أن ينشئ عشرين ألف نسخة بشرية.
تنهدت بارتياح.
كانت حذرة أكثر من اللازم هنا، لنفس السبب الذي يجعل ضحايا السرقة لا يرتاحون حتى يتأكدوا مرارًا وتكرارًا من أن النوافذ والأبواب مقفلة قبل أن يخرجوا. لم تعجبها فكرة حمل ندوب تلك الحادثة القديمة بهذه الطريقة، لكنها تعلم أن الحذر المفرط لن يضر. الوحدة التي أطلق عليها الفتى اسم ميساكا إيموتو كانت رقم 10,032، وما عادت أي نسخة من قبلها موجودة بعد الآن. ميكوتو لم ترغب أبدًا في أن تجد نفسها في موقف كهذا مرة أخرى. أبداً.
وضعت ميساكا إيموتو ذراعيها أسفل ذراعي لاست أوردر الصغيرة ورفعتها، مما أعطى الفتى أخيرًا حريته. وضع يديه على الحائط ووقف ببطء قبل أن يربت على أسفل ظهره كأنه شايب.
«ك-كادت وركاي أن تُكسرا بعد هجوم فتاة قوية للغاية عليّ في عشية الكرسماس.»
«من فضلك أعد صياغة ما قلته.»
«يا أصلية يا سخيفة. عندما يقول فتى بريء شيئًا مثل هذا دون قصد، فإنه في الواقع لغزٌ ذهني حيث نستبدل السياق في عقولنا من باب المتعة، تقول ميساكا وهي تَعِظُ هذه المبتدئة حول كيفية الترفيه عن النفس. عليكِ ألا تقاطعي لعبة السيدات والسادة الأنيقين هذه. فقط اصمتي وابتسمي.»
لا يزال عليهم معرفة السبب وراء مغادرة لاست أوردر للمستشفى أو شقتها أو أي مكان كانت فيه لتتجول في الشوارع، لكن الوقت قد حان لإنهاء هذا اللقاء الصغير. كان سيبدو غريبًا بقاؤهم في هذا المكتب المخصص للموظفين لفترة طويلة، وكانوا سيبرزون أكثر بوجود ثلاث فتيات متشابهات تمامًا (حتى لو كانت لاست أوردر مختلفة في العمر). ربما أمكنهم الادعاء بأنهم توأم مع أخت أصغر، ولكن الاستنساخ كان محظورًا بموجب المعاهدات الدولية. وبما أن الباحثين قد يتخذون قرارًا باردًا بقتل المستنسخات وإخفاء الأدلة إذا انتشرت أخبار وجودهم، فإن هذه كانت مجازفة خطيرة للغاية لا تستحق المخاطرة بها إلا إذا كانت ضرورية تمامًا.
(إذن، أظن أننا لن نتمكن من الاستمتاع بلعب السهام معًا).
كرهت ميكوتو أن تستبعد المستنسخات هكذا، ولكن محاولة فرض الموقف قد يحمل خطرًا أكبر ويُدمر أي فرصة لكرسماس هادئ وخالٍ من الأحداث. لم تكن هذه هي النتيجة التي رغبت فيها لأجل المستنسخات.
في يومٍ ما، حتى الأخوات سيتمكنّ من التجول بحرية في العلن.
كسب الوقت لتحقيق ذلك كان الخيار الأفضل هنا.
«لنخرج من هنا. من يعلم متى سيأتي موظف إلى هذا المكتب وقت الاستراحة.»
على الأقل، ما كان هناك أي ملاحق أو مهاجم مشبوه.
بعد أن أكّدت، تنهدت ميكوتو تنهدًا استعدادًا لإنهاء هذا الأمر.
لكن عندها حدث ما لم يكن في الحسبان.
شيء ما ارتطم بالبناء من الخارج فتقسمت بنية المكتب الحديث والمستقر كاملاً.
- الجزء 3
«آخ يا طيشي....»
وضع أحدٌ ما في مكانٍ ما يده على عينيه عفويًا ليتجنب ضوء الشمس.
الظل همس.
لسانٌ جذاب مَرَّر طرفه على بعض الكريمة التي كانت على شفتيه، ربما من كعكة دونات سامة المظهر مصبوغة بلونه المحظوظ.
«لم أصب الهدف تمامًا هذه المرة. يجب أن أحذر أكثر.»
- الجزء 4
المشهد بأكمله مال.
كان هناك صدعٌ واضح.
كانت غرفة المكتب طويلة وضيقة، ولكنها انقسمت فجأة بين الأمام والخلف. اختفت إندِكس وميكوتو على الفور عن الأنظار. وواجه كاميجو جرفًا عملاقًا أمامه. هل طارت الفتاتين إلى الأعلى؟
(ء، كلا!)
أدرك أنه كان العكس عندما لاحظ الظل الكبير المتربص أعلاه. ما طارت الفتاتان؛ بل كان هو من يغرق للأسفل. الجدران والسقف وحتى الأرضية تَقَطَّعت، وكاميجو ومعه لاست أوردر سقطا تحت الأرض.
«أوه، لا!!»
الغرفة بأكملها مالت بزاوية قطرية.
كل شيء بدا مختلفًا الآن، والأرض نفسها تمايلت كقارب صغير وسط عاصفة. كان هذا مبنى خرسانيًا معززًا بُنِيَ على أرضٍ مستوية، ولكن الآن صار منحدرًا حادًا. وما كان للاست أوردر ما تتمسك به، فتدحرج وسقطت بعيد.
كانت قطع من الأرض تزن أكثر من مئة طن تتحطم ببعض.
والحواف المسننة الضخمة للقطع ما زالت تتحرك. لو لمستها ذراع أو ساق، فلربما تُقطع مباشرة.
لكن خوف كاميجو لم يتحقق.
الفم يفتح.
لكن هذا لم يكن جدارًا من التراب، كان فضاءًا مفتوحا تحت الأرض. نظرًا لضيق المساحة في مدينة الأكاديمية، كانت مناطقها التحت أرضية مليئة بالتطوير. لابد أن العدو اقتحم نفقًا تحت الأرض يربط محطات المترو.... كانوا يغرقون بشكلٍ غير طبيعي في العمق، ومع ذلك أمكنهم أن يروا حافة الطريق الأرضي المقطوعة هنا.
بالكاد بدا متعمدًا.
بعد ابتلاع لاست أوردر، تمايلت الأرضية مثل أرجوحة. وما إن تتساوى فروق الارتفاعات، ستغلق فجوة النفق تحت الأرض.
(ما هو بحادثٍ ولا بكارثة)
كان ذلك واضحًا كفاية. رفض أن يصدق أن هذا كان حدثًا طبيعيًا. ما كان بمتأكدٍ كيف حدث، لكن الحقد البشري كان بَيِّناً فيه.
كانوا تحت هجوم من نوع من القوى الخارقة، لذا ما له سببٌ أياً كان أن يترك الأمر يستمر.
حان الوقت لأن يعزم نفسه.
(لن أتركها وحدها الآن!!)
«يا أحمق! أمجنون!؟»
«انتبهي على إندكس من أجلي. أرجوك!!»
صاحت ميكوتو من فوقه، لكنها لم تستطع إيقافه وهو في مستوى أدنى. في الواقع، ترك قبضته على المسكة وانزلق على الأرضية المائلة ليندفع إلى النفق تحت الأرض.
بالكاد تَمَكّن.
بعد لحظة من دخوله، انغلقت فكي الأرض الضخمة. لو كان أبطأ بثلاث ثوانٍ فقط، لكانت القوة الهائلة لأكثر من مئة طن قد مزقت جسده العلوي من جسده السفلي كما يعض المرء النقانق.
«هل أنت بخير، لاست أوردر؟» سأل وهو على الأرض.
«نعم، ميساكا سالمة، تقول ميساكا وميساكا تنظر حولها بفضول.»
كان هذا في العادة نفقًا تحت الأرض عاديًا تمامًا، ولكن الآن رأوا فيه تشققات في كل مكان، والأتربة المظلمة تتسرب من الشقوق في الخرسانة. لابد أن نظام الطاقة قد تعطَّل لأن الأضواء الفلورية كانت جميعها مطفأة، وبعض الشرر الكهربائي يتساقط متقطعًا من الجدران والسقف كالألعاب النارية.
«مم.»
نفضت لاست أوردر ملابسها بيديها الصغيرتين. ربما كانت تهتم بالبقاء نظيفة.
كان النفق مظلمًا كصالة السينما، وقد تكون قطع الأسلاك الممزقة وشظايا الخرسانة موجودة في أي مكان. إذا لم يدروا بمكان الشقوق، لربما يدفنوا أحياء تحت التراب. كان الظلام خطرًا، وما كان عندهم غير ضوء الـLED من هاتف الفتى.
رفعت الفتاة الصغيرة يديها وقفزت في مكانها.
«ميساكا يمكنها صنع الضوء أيضًا، تقول ميساكا وميساكا ترفع رأسها مفتخرة.»
«ماذا؟ هل لكِ أن ترسلين الكهرباء إلى الأضواء الشغالة؟»
«لميساكا أن تُرسل شرارات من شعرها!!»
رفض عرضها بأدب. في الظلام، سيكون مصدر الضوء هو أول شيء يستهدفه العدو. وأن تجعل مصدر الضوء رأسك أو شعرك كان الخيار الأكثر خطورة.
لابد أنها قلقة حيث تمسكت بملابسه بيدها الصغيرة وسألته سؤال.
«ماذا نفعل الآن؟ تسأل ميساكا وميساكا تبحث عن النصيحة.»
«سؤال جيد.»
إذا كانا أحرارًا في التحرك، فأين يذهبا؟ ما الذي يمكنهما فعله لضمان السلامة؟
(فكر.)
هذا النفق شبه المنهار كان بوضوح خطيرًا، لكن السطح قد لا يكون أأمن بالضرورة. قد يرمي العدو النار عليهم فور ظهورهم في منطقة مفتوحة.
لذا سيكون من الأفضل وضع خطة بدلاً من التجول عشوائيًا.
المسألة الأولى كانت...
(إذا كان هذا هجومًا متعمدًا، من كان الهدف؟)
لعلّ كاميجو نفسه هو الهدف، لكنه استبعد هذا الاحتمال. لا يمكنه إلقاء اللوم على سوء الحظ في كل شيء. بما أنهم في المدينة الأكاديمية -مقر الجانب العلمي-، فإن ميكوتو -المصنفة الثالثة- ستكون على رأس القائمة. الأخوات ولاست أوردر (برج التحكم الخاص بهن) قد يكونون أيضًا مهمين.
لا.
(الأكثر تميزًا من بينهن ستكون هذه هنا.)
«؟»
أمالت لاست أوردر رأسها كأنها تسأله عن سبب نظره إليها.
بدأ يظن أن الأرض التي فتحت فكيها فابتلعتهما لم تكن صدفة.
في الوقت نفسه، كان هناك شخص آخر مهم في بار السهام تلك، لكن لأسباب مختلفة تمامًا.....
إندِكس.
كان الجانب السحري موجودًا أيضًا. هي مكتبة للكتب السحرية حَفَظَت ما لا يقل عن مئة وثلاثة آلاف وكتاب غريموار، وعلى ما يبدو أن جميع السحرة المجرمين في العالم يسعون وراء معرفتها. في هذه الحالة، من الممكن أن يكون أحدٌ ما قد استغل لاست أوردر ليُبعد كاميجو توما عن إندِكس.
إذن هل كانت قضية علمية أم سحرية؟ أيًا كان الجانب الذي ينتمي إليه العدو المجهول، سيُغير ذلك بشكل كبير ما سيحدث. إذا أخطأ في ذلك، فقد يُوَجّه درعه في الاتجاه الخاطئ وينتهي أمره متلقيًا ضربات من العدو في ظهره أو جانبه.
على افتراض أن المبنى بأكمله لم ينهار من الهجوم الأولي، فإن ‹إندِكس› ستكون مع ‹ميكوتو› و‹ميساكا إيموتو›. هاتان لن تُهزما بسهولة.
كان أمامه خياران رئيسيان هنا.
—الأول أن يصل إلى السطح بأسرع وقت ممكن فيجتمع مع إندكس وميكوتو وميساكا إيموتو. سواء كانت إندكس أو لاست أوردر الهدف، فسيعرف مكان هجوم العدو لو كانا معًا. وسواء كان التهديد من الجانب العلمي أو السحري، فلهم أن يتحدوا ضد العدو ويقضوا على التهديد ما إن يظهر.
—الثاني هو أن يفصل إندكس عن لاست أوردر. ويرى من سيتبع المهاجم فيعلم ما إذا كان ينتمي إلى الجانب العلمي أم السحري. وإذا تمكن من الاتصال بمجموعة ميكوتو، فيمكنهم الاستفادة من الانقسام. بينما يحسب المهاجم أنه يحاصر هدفه، يمكن لكاميجو أو ميكوتو أن يتسللا من الخلف فيُباغتانه.
«...»
بعد بعض التفكير، اتخذ كاميجو توما قراره.
«لاست أوردر، دعينا نبتعد عن هنا الآن.»
«كما تقول.»
عندما بدأ يتحرك، تبعته الفتاة الصغيرة وهي لا تزال متمسكة بملابسه. ويبدو أنها لم تكن تنوي تركه.
اختار الخيار الأخير.
لم يكن بوسعه أن يقرر الانفصال إلا لأنه يثق في مهارة ميكوتو وميساكا إيموتو. كان مترددًا في الهروب أو القتال دون معرفة من هو العدو. منذ لحظة الهجوم، تأخرت مجموعته بخطوة في أمر المعلومات. لا يمكنهم أبدًا الهروب من هذه الدورة العنيفة من الهجمات إلا إذا سدوا هذه الفجوة.
هل سيجد السلام حقًا إذا هرب إلى غرفته في السكن؟
إذا ذهب إلى الأنتي-سكيل وطلب الحماية، هل حقًا لا يوجد احتمال لتدمر محطة الأنتي سكيل؟
على الأقل، أراد أن يعرف من هو هذا العدو.
قد يبدو الخيار الأول بإعادة التجمع أكثر أمانًا حيث يمكنهم جمع قوتهم وتغطية الشخص المُستهدف، ولكن في هذا الأمر فخ. إذا اختار العدو المجهول الاختباء والانتظار، فلن يسع كاميجو والآخرين شيء. مهما كان هذا الهجوم، فقد كان قويًا كفاية لشق المبنى ورفعه عن الأرض. لا مكان يختبئون فيه بأمان من ذلك، لذا أراد تجنب الانغلاق في مكان ما حيث كان العدو الغامض حرًّا في التجول في الخارج. كان ذلك أشبه بالانجراف في المحيط على متن قارب نجاة بوجود سمكة قرش عملاقة تدور حولك.
كان عليه أن يخرج صاحب تلك الأنياب من الماء.
والبحث عن بر الأمان سيأتي لاحقا.
«طيب، مشينا.»
«لماذا لا نجري؟ تسأل ميساكا وميساكا تأمل لو نسرع.»
«هاتفي هو مصدر الضوء الوحيد لدينا، لكن الأرض مغطاة بقطع خرسانية أسمك من كتاب الهاتف وهناك شظايا أضواء فلورية. إذا تعثرنا وسقطنا، سنؤذي أنفسنا بشدة.»
إذا كان هذا النفق متصلاً بمحطات المترو، أين كان أقرب درج للعودة إلى السطح؟ حاول كاميجو التذكر. لم يعرف مدى انتشار الضرر الناتج عن هذا الهجوم، لذا لم يكن بوسعه إلا أن يأمل أن تكون الدرج ناجيًا.
بعد أقل من عشرة أمتار من التقدم بعد تشكيل فريقهم الجديد هنا في الأسفل، تعرض كاميجو ولاست أوردر لزلزال قوي آخر.
«واه!؟»
«إذن العدو يستهدفها، وليس إندكس!!»
هل كان الصوت المتقطع الذي سمعه من الخرسانة أم المعدن؟ كان الصوت غريبًا لدرجة أنه لم يكن يستطيع حتى أن يتخيل نوع الدمار الذي يسمعه.
لكن الهدير المنخفض لم يتوقف أبدًا.
في الواقع، كان يزداد صداه.
هززز.
هززززززززءء.
هززوووووووووووووووووووووو!!
كان الصوت العميق مرتفعًا كفاية لأن يهز الأرض كلها.
«......اللعنة. اركضي يا لاست أوردر.»
«آه؟ لكن لتوك قلت—»
«لقد كسر العدو عن قصد أنبوب مياه رئيسي!! أسرعي! كمية هائلة من المياه قادمة!!»
صوته العالي دفعها للأمام فتعثرت. لف ذراعه حول خصرها النحيف وحملها وهو يركض مُنطلقًا. كان لديه فقط ضوء هاتفه الـLED ليرشده، لكن حتى هذا لم يُفِد كثيرًا مع ذراعيه بجانبه. وكانت لاست أوردر ترفس بساقيها النحيفتين بينما يحملها.
«النفق كله يهتز! تصرخ ميساكا وميساكا تشرح ما لاحظته!»
«أدري. آمل ألا ينهار. نعم، ضعي يديك على رأسك لتحمي نفسك قدر الإمكان!!»
كان الصوت يزداد علوًا.
لا، كان يقترب أكثر.
شعر بالهدير العميق أكثر في أمعائه مما سمعه بأذنيه الآن.
كم ثانية تبقت حتى تلحق بهم فتبتلعهم بالكامل؟ لم يستطع الرؤية في الظلام، لذلك كاد الذعر أن يُعَثّر قدميه. ولا أمل لهما الآن إذا تعثر. سيُبتلع والفتاة عاجزين، ولن تبقى فرصة للنجاة من بعد ذلك. كان الخوف من التسبب في موتهما يعصر قلبه شديدا.
لهذا السبب كاد أن يفوته الأمر بالكامل.
عندما أضاء ضوء الـLED الساطع رمز السلالم، ضرب المكابح فجأة ثم قفز نحوها. ولا يزال يمسك بخصر لاست أوردر بذراعيه، ركض نحو العتبة متخطيًا الدرج خطوتين في كل مرة.
ثم كادت قدماه أن تُسحب من تحته.
السيول قد ارتفعت إلى مستواهم في لحظة وكادت أن تجرفهما. توقفت عند ارتفاع أقل من مستوى الركبة، لكن كان ذلك كافيًا أن يُفقد توازنه.
كانت هناك عشر درجات إلى مهبط الدرج، لذا لا بد أن النفق نفسه قد انغمر كاملاً. ولم يكن هناك ما يضمن إلى متى ستظل هذه السلالم قائمة أيضًا.
«خخ!!»
ارتطم بجدار الخرسانة المتصدع ليمنع نفسه من السقوط. ثم ركض بسرعة نحو بقية السلالم. سمع صوت تدمير مكتوم من بعيد وازداد مستوى الماء بسرعة. لابد أن أنبوب مياه رئيسي آخر قد انكسر. ركض صعوداً للهروب من مستوى الماء الذي ارتفع ليبتلع خصره.
ولكن في النهاية انزلقت قدماه.
«غَه!؟»
لَوَى بجسده على الأقل ليحمي لاست أوردر من الزاوية الباردة والحادة للسلالم. عض على أسنانه ليتحمل الألم واستخدم ذراعيه لدفع جسدها الصغير فوق آخر بضع درجات إلى السطح. لكنها بدل أن تقف، بقيت على أطرافها الأربعة ومدت يدها الصغيرة نحوه.
«تمسك! اصعد بسرعة! نـهه!!»
محاولاتها غالبا لم تسوى الكثير.
لو أنه انزلق لأسفل، لجَرَّها معه في المياه الباردة في منتصف الشتاء.
(ل-لا.)
لكن.
لهذا السبب تأكد من الثبات حتى النهاية.
(ليس بعد!!)
وهو يركز أن لا يسحبها نحو الهلاك معه، أجبر نفسه على صعود آخر الدرجات إلى السطح.
تدحرج ولاست أوردر على الرصيف المبلط المتكسر.
توقفت السيول تمامًا عند مستوى السطح. تراجع مستوى المياه كوحش شرس ينزلق عائداً إلى الأدغال بعد فشله في صيد فريسته. لابد أن صدعًا آخر أو حفرة كبيرة قد تشكلت.
والأمور ما كانت بأفضل في الخارج.
كل تلك المباني القوية صارت مائلة الآن، وظهرت تشققات تشكل علامات X مريبة على جدران الخرسانة المسلحة. أكانت تلك إشارات خطر لاحتمال الانهيار؟ سقط روبوت تنظيف اسطواني الشكل على جانبه ولم يتمكن من النهوض مرة أخرى، تاركاً عجلاته تدور بعبثٍ. بعض العنفات ذات الشفرات الثلاثية قد انهارت بالكامل وسحقت حواجز الطرق والسيارات المتوقفة على الرصيف. كان من الممكن أن تكون كارثة لو أن أيًا منها أصاب أحدًا.
وكان كل هذا أسوأ لأنه كان الكرسماس. كابلات الأضواء الملونة التي تخصصت لتزيين المدينة انقطعت، وأصبحت معلقة تتناثر منها الشرر. لم يكن الأمر سيئاً مثل الأسلاك الكهربائية القديمة، لكن كان لا يزال هناك خطر من أن يصاب الناس بصعقة كهربائية أو أن يبدأ حريق، خاصةً مع وجود كل تلك المياه.
كان الطريق يتلألأ في ضوء الشمس مثل سطح المحيط.
ربما بسبب الأضرار التي لحقت بالمباني، فقد تحطمت نوافذ الطوابق العليا وألقت بشظايا الزجاج نحو الأرض. ولقد تفاجئ بسرور أنه لم يرى بقع دم في كل مكان. فعندما يشعر الناس بهزاتٍ أرضية، عادةً ما يختبئون في مبانٍ قوية أو تحت السيارات. وعلى عكس قضايا الجريمة والحروب، فقد شاهد على برنامج معلوماتي أن اليابان تعتبر واحدة من أفضل الدول في العالم من حيث المعرفة بكيفية الاستجابة للكوارث.
فتحت لاست أوردر فمها الصغير ونظرت نحو السماء الزرقاء الهادئة.
المنطاد الطافي بلطف في السماء بدا منفصلاً تمامًا عن كل هذه الفوضى. الشاشة الموجودة في بطنها لم تعرض أي نوع من الأخبار العاجلة.
«أ-أيعقل أن هناك إسبرًا يتحكم في الزلازل؟ تتساءل ميساكا وميساكا تميّل رأسها.»
«لا أحسب.»
كانت تلك الهجمة قوية جدًا، لكنه شعر أن المهاجم كان يحاول تضليلهم بتقييد أسلوب هجومه.
إذا كانت قوته مجرد هزّ الأشياء، لانهار ذلك البار. بدلاً من رفع الأرض، بدا وكأن الأرض قد شُطِرت عند موقع المبنى. وهذا هو السبب في أن الأرض اهتزت لكن المبنى لم ينهار. بما أن الأرض قد انشقت، لم ينكسر المبنى أو يلتوي.
وكان هذا هو الجواب الأكثر إثارة للقلق.
إذا كان العدو مُحَرّكًا ذهنيًا شائعًا، فلديه خيارات أكثر بكثير. قد يتمكن حتى من استهداف كاميجو أو لاست أوردر مباشرة فيشطر جسديهما، تمامًا كما قد يفعل طفل صغير يلعب بوحشية مع حشرة أمسك بها.
في هذه الحالة، فإن التعرض للهجوم يعني الموت.
ولكن في المقابل...
(لم يفعل ذلك).
لو كان للعدو حقًا قدرة قوية سخيفة بهذا الشكل، لما احتاج أن يتخادع، هذا الفعل كان دليلاً على خوفه. كان يخشى أن يُكتشف فيتعرض لهجوم مضاد. العدو كان يقول بنفسه إنه مهما كانت قوته، فإن كشفت ورقته الرابحة، هذا وحده قد يقلب الموازين ويؤدي إلى خسارته لموقعه الغالب.
لن يدع ذلك الشر يبتلعه.
كان عليه أن يقرأ ما بين السطور فيُحول ذلك إلى أمل.
في الحوادث الواقعية، لا توجد جرعات سحرية وذخيرة احتياطية ملقاة على الأرض لتُمكّن الجميع من الانتصار. العدو كان ليقضي على أي شيء يمكن أن يساعد ويغلق كل طرقهم قبل أن يشن هجومه. لذلك لا تتوقع أي مساعدة من العدو. كان عليه أن يحول ما لديه إلى ميزة. كما يحول الطين اللزج إلى مطهر، كان عليه أن يجد ما يمكنه من المعلومات من الكلمات والأفعال الشريرة التي أُرسلت إليه.
«ماذا نفعل الآن؟ تقول ميساكا وميساكا تطلب النصيحة.»
«ننظر،» أجابها ببرود. «أين يمكن للمرء أن يرى كل شيء من بار السهام إلى هنا؟ إذا كان يستخدم قدرة واحدة طوال الوقت، فلا بد أنه كان يراقبننا.»
«لكننا كنا تحت الأرض من قبل.»
«لأنه دعانا إلى هناك.»
أيضًا، كان صعبًا أن نقول أن العدو ضَيَّع لاست أوردر بعد أن وضع هذا الفخ بنفسه.
«الهجوم تحت الأرض كان أقل استهدافًا من الهجوم الأول الذي شطر مكتب البار. لقد كسر أنبوب مياه صناعي بعيد ليغمر النفق كله، صح؟ كان يعرف مكاننا بشكل عام، لكن ليس بالتحديد. وكان ذلك كافيًا له.»
بالطبع، لم يحمل كاميجو أي دليل على ذلك. إنما كانت تخمينات بناءً على ما مروا به وما كان سيفعله لو كان هو العدو.
ولكنه كان سيفقد وجهته إن لم يقم بوضع إطار عمل كهذا. إذا ترك مشاعره تسيطر عليه وبدأ يركض دون خطة، كان يعرف تمامًا ما المصير الذي ينتظره. كانت حياتهم على المحك، لذلك كان يريد الاحتفاظ بما يكفي من الحرية لفتح الخريطة واختيار وجهة.
«إذن قد تكون هذه فرصتنا. كلما ابتعدنا أكثر، قَلَّت دقة معرفة العدو بموقعنا. إذا لم يعرف ما إذا كُنّا في هذا النفق المغمور بالماء أو في الخارج هنا، سيكون عرضةً للهجوم. إذا استطعنا تحديد مكان اختبائه حيث يراقب المدينة، فقد نتسلل إليه ونرد عليه.»
استخدم العدو هجمات واسعة النطاق للغاية، لكن ألن يعني ذلك أنه لن يتمكن من استخدام كامل قوته إذا وصل كاميجو إلى نفس سطح المبنى الذي هو فيه؟ إذا استخدم قوته لتدمير المبنى الذي يقف عليه، فسوف يقع في الدمار أيضًا.
يمكن للإسبر أن يملك قدرةً واحدة فقط.
وسيكون صعبًا أن تحمي نفسك بهذه القوة المركزة على التدمير. ذلك مثل الإمساك ببيضة نيئة بذراع آلة هدم المباني الثقيلة.
‹ ‹إيه، ماذا؟ ما الذي يحدث هنااا؟؟؟› ›
فتاة بلبس ماما نويل (ربما عاملة مؤقتة) قد سقطت على الرصيف جالسة وكأنها نسيت أمر تنورتها القصيرة. هل صبغت شعرها الأشقر الطويل فقط من أجل هذه الوظيفة؟ من الواضح أنها من النوع التي تواصل حمل لافتة يدوية الصنع وتقدم خصمًا عشرين بالمئة إذا اشتريت كعكة وديكًا روميًا معًا.
‹ ‹روعة، ولكن يمكن أتكنسل [2] لو رفعت الصورة.› ›
‹ ‹لا تستخف. علينا أن نقدّم سجلات دقيقة لما حدث!› ›
العُشّاق الذين كانوا قد لجأوا إلى مقهى بالطابق الأرضي بنوافذه المكسورة كانوا أخيرًا يخرجون ويتطلعون حولهم بمزيج من الترقب والانزعاج. وكان عامل المقهى يحك رأسه وهو ينظر إلى الأرض المليئة بالزجاج. ويبدو أن الدونات ذات ألوان الحظ كانت تباع جيدًا لأنهم ما كانوا قلقين جدًا بشأن فكرة أن يشتروا نوافذ جديدة.
ولا داعي للقول، كانت هذه عشية الكرسماس. كان وقتًا مزدحمًا حتى خلال عطلة الشتاء. لا يجب أن يسمح لذلك الإسبر الغامض بأن يسرح ويمرح أكثر من ذلك.
«طيب يا لاست أوردر. حان الوقت لنبدأ هجومًا مضاد.»
«كيف نجد العدو؟ تسأل ميساكا وميساكا تترقب خطتك.»
كان الأمر واضحًا ما إن تحاول، لكن لا يمكنك أن ترى ما على سطح مبنى عالٍ وأنت تنظر إليه من الأرض. الجري على طول الطرق ومراقبة المباني لن تُخبرهم بشيء، ولكن إذا صعدوا إلى أعلى مبنى في المنطقة فنظروا إلى الأسفل، فسيحتاج الإسبر فقط أن يسقط ذلك المبنى. سيقعون في الانهيار ويفقدون حياتهم.
لكن كاميجو كانت لديه فكرة.
«لا يوجد.»
«همم؟»
«لا يوجد مكان يمنح رؤيةً واضحة لكل شيء من بار السهام إلى هنا. لأجل أن تتجنب طائرات الدرون الاصطدام ببعض، ستعرض تطبيقات الخرائط الحديثة الأشياء بشكل ثلاثي الأبعاد بدلاً من خريطة مسطحة. نظرة واحدة هنا تكفي لأن تخبرني أن المباني الأخرى ستحجب بصر العدو وتجعل من المستحيل استهدافنا.»
«لكن يواصل استهدافنا، تقول ميساكا وميساكا تقدم اعتراضها.»
«صحيح. إذن في الأمر خدعة.» خفض هاتفه إلى مستوى عين الصغيرة لاست أوردر. «إذا نظرتِ فقط إلى ارتفاعات المباني، قد يبدو بصرهم محجوبًا، لكن هذا ليس صحيحًا بالفعل.»
«؟»
«عنفات الرياح.» أشار بإبهامه نحو تلك الآلة الشهيرة ثلاثية الشفرات في المدينة الأكاديمية. «إنها في كل مكان، أليس كذلك؟ عندما تدور بسرعة كبيرة، ستعمل كمرآة دائرية كبيرة. ومع الثلج المذاب الذي يغطيها، يمكنها أن تعكس الضوء بسهولة. لذا، قد يكون خط النظر المباشر محجوبًا، لكن تلك المرايا المؤقتة تمنح العدو رؤيةً حول المباني. وهذا ما يعرضنا للخطر.»
بالطبع، ستعترض العديد من المباني استغلال ذلك.
كاميجو توصل إلى إجابته.
«مبنى مكتب راجويد للعقارات يقع على بعد ثلاث مئة متر غربًا من هنا. يمنحك رؤية مباشرة على بار السهام، ومرايا عنفات الرياح تسمح برؤية حول مجمع السينما في الطريق. ذلك هو المكان الوحيد الذي يمكنهم الانتظار فيه لمهاجمتنا!»
جاءتهم خطة.
دفع كاميجو بظهر لاست أوردر الصغير في دفعةٍ نحو الخاتمة.
ولكن بعد ذلك دغدغت قلبه شكوكٌ صغيرة.
(......لا، لحظة واحدة.)
ألم يلاحظ خطبًا ما؟ المقهى ذو النوافذ المكسورة، الموظف غير المكترث، والعُشّاق الذين تم إجلاؤهم، كلهم كانوا طبيعيين وبزياة. قد سقطت شظايا الزجاج من ناطحات السحاب، لكنهم نجوا طالما كانوا في الداخل قبل تحطم النوافذ. كان كاميجو ولاست أوردر في أمان لأنهما كانا في الأسفل تحت الأرض منذ البداية.
ولكن ماذا عن الشخص الآخر؟
ألم يكن هناك شخص بالخارج طوال الوقت ومع ذلك لم تصبه أي شظية زجاج لسبب ما؟
«نعم، ربما ما كان عليّ أن أتوقع أكثر من استنتاجات هاوٍ»
وقبل أن يشعر بأي شيء، سمع صوتًا مكتومًا.
«غَهء....؟»
تلقى ضربة قاسية في جانبه الأيمن. ما الذي انغرز فيه؟ لم يكن مثقابًا ولا قضيبًا ثلجيًا. كان أرفع من قلم، لكنه في الواقع كان سكين. قد يكون مصممًا ليطعن ما بين فجوات سترة مدرعة ليصيب الأعضاء الحيوية.
ولكن أكثر من ذلك، كان الشخص الذي حمل السكين.
الشخص الذي تسلل بما يكفي لتشعر بحرارة أنفاسه لم يكن نينجا قديمًا أو معتالاً يستخدم التمويه الإلكتروني ليندمج مع الخلفية. كان هذا الشخص ظاهرًا منذ البداية. كان هنا، لكن كاميجو تغافل عنه.
كانت العاملة بدوام جزئي.
ماما نويل أم تنورة قصيرة التي حملت لافتة لمتجر الكعك.
«يا الـ...!؟»
«لا ضغينة بيننا، تمام؟ ما لي شيءٌ ضدك؛ إنما هذه وظيفتي. وإذا فشلت، فلن أنجو من غضب الكبار.»
شعرها الأشقر الطويل تأرجح وهي تهمس بلا مشاعر حتى في هذه الحالة.
خلال الهالوين أو الكرسماس، كانت الأزياء اللافتة للنظر أفضل وسيلة لإخفاء الهوية. وأكثر من لفت الانتباه كان أقل الناس شبهةً. قد يهاجمك مباشرةً ومع ذلك لن يتذكر أحدٌ إلا فتاة في ملابس حمراء وتنورة قصيرة من فعلتها.
(لم تكن تراقب من بعيد.)
شيء عكس ضوء الشمس في سماء ديسمبر.
كان منطادًا.
ذلك الذي يُرى في جميع أنحاء مدينة الأكاديمية وكان يحتوي على شاشة كبيرة في بطنه. والزجاج السميك الذي يحمي الشاشة كان يعكس الضوء. لكنه ما كان ليلاحظ تلك المرآة الكبيرة عبر تطبيق الخريطة.
كانت هناك نقطة أخرى يمكن لشخص ما من خلالها مشاهدة المنطقة بأكملها باستخدام الضوء المنعكس والمنكسر.
(كانت هنا طوال الوقت تنتظرنا لنخرج!؟)
«لاست أوردر!!»
جمع كاميجو ما تبقى من قوته ليدفع الفتاة الصغيرة بأقصى ما يستطيع.
ولكن...
«لا فائدة.»
شقٌّ انقسم في الطريق، ولكنه لم يكن في خط مستقيم؛ تسلل بخط متعرج وفصل بوضوح بين القاتلة ماما نويل ولاست أوردر وبين كاميجو.
ارتفعت الأرض كأنها تختطف الفتاة الصغيرة وتحملها إلى السماء.
لكن كاميجو لم يكن لديه الوقت ليشاهد. سقط التراب كأنه انفجار من الرصاصات المتناثرة، مما طَيَّره ليدور في الهواء.
كان لا يزال يحمل السكين في جانبه.
إذا اصطدم بالأرض الآن، فلن ينجو. الصدمة ستجعل السكين يمزق أحشاءه.
عندها ستكون النهاية.
ستنتهي المطاردة ولن يعرف أحد من أخذ لاست أوردر.
«اللعنة!؟»
لم يكن هناك ما يمكنه.
ما إن تركت قدماه الأرض، فَقَدَ كل حق في التحكم في حركته.
كان الشيء المغروز في جسده يثقب روحه قبل أن يصطدم بالأرض حتى.
بمجرد أن يصطدم، ستقطع الصدمة كل شيء.
لم يكن هناك ما يمكن أن تفعله ذراعاه أو ساقاه الآن ليساعده.
كان يعلم أن الموت الملطخ بالدماء ينتظره في غضون ثلاث ثوانٍ.
لكن كل حواسه بدت وكأنها تختفي.
في اللحظة الأخيرة، بدت أعصابه وكأنها تختل، وشعر كاميجو توما بإحساس ناعم كالريش.
- ما بين السطور 3
وصلت الهزة الخفيفة إلى تلك الغرفة عديمة النوافذ أيضًا.
«إذن بدأت.»
«...»
«لا بد أنكِ كنتِ تعلمين ما يعنيه هذا منذ البداية، يوميكاوا. المثاليات تعجز أمام الواقع، لذا إذا حاولتِ فرض مُثُلكِ على الواقع، فلابد أن تلقي بردّة فعل عنيفة.»
عندما علمت يوميكاوا آيهو لأول مرة من كان رئيس مجلس الإدارة الجديد، افترضت ساعتها أنها قد سمعت خطأ.
لكن عندما سمعت ما قاله، كانت مستعدة لاتباعه.
قال إنه يريد تخليص المدينة الأكاديمية من ‹جانبها المظلم›.
قال إنه يريد القضاء على كل تلك التجارب الشريرة واليائسة.
هذا ما كان الجميع في هذه المدينة يريدونه ولكن لم يتمكن أحد من تحقيقه.
أيضًا، الأمور تغيّرت عندما تولى أكسلريتر منصب رئيس مجلس الإدارة. لقد أنشأ ‹عملية الأصفاد›. كان وحشًا حقيقيًا لا يمكن لأحد لمسه سواءً بالعنف المباشر أو التأثير غير المباشر، ومع ذلك قال ذلك #1 الحق دون أي خوف على الإطلاق.
لا أحد يريد خلق المآسي.
ربما حتى أولئك الرجال والنساء بالمعاطف البيضاء فكّروا بذلك أثناء تكريس أنفسهم لأبحاثهم.
مع استثناء المتوحشين الحقيقيين أمثال آل كيهارا أو الكبار المهووسين بإثراء أنفسهم وتعزيز ملكهم، ما كان للناس أن يهربوا من نَفْسِهم [3]. مهما عَزَّزوا منطقهم وبَرَّروا أفعالهم، لا بد أنهم لا يزالون يعانون من كوابيس عن الطلاب الذين ضحّوا بهم. كل ليلة.
لذا فقط كان على أحدٍ أن يخلق فرصة.
كان يجب فقط على قائد قوي أن يقف إلى جانبهم.
«الجميع يعرف ما هي نقطة ضعفي.»
«لاست أوردر.»
«أكثر المرتاحين في الظلام الفاسد من المتوقع أن يهجاموا ذلك أولاً. إذا عجزوا عن تحقيق أي تقدمٍ عبر القنوات الرسمية أو غير الرسمية، فلهم خيار واحد فقط: أخذ أحدٍ أهتم به رهينةً فيستخدمونه للتفاوض.»
لكن إذا استسلم أكسلريتر لغضبه واندفع إلى الخارج، فإنه سيعيد تكرار الدائرة. الوحش الأبيض لم يستدعِ ضابطة الأنتي-سكيل يوميكاوا آيهو لمناقشة ذلك.
نعم.
«أرسليني إلى النيابة ووَجِّهي إلي التُّهم.»
«ء»
«لماذا برأيك سلمتُ نفسي؟ هذه وظيفتك، يوميكاوا. أنتِ الوحيدة التي أعرفها من يمكنها التعامل مع الباقي.»
لم تكن هذه قاعدةً سرية لرئيس مجلس الإدارة الجديد.
ولم يكن مختبرًا غامضًا.
كانت هذه الغرفة تابعة ليوميكاوا آيهو، وكان أكسلريتر ضيفًا غير مدعو.
كانت هذه محطة للأنتي-سكيل. وتحديدًا، كانت غرفة استجواب سرية غير معروضة على أي مخططات رسمية، حيث يقوم عدد محدود من الضباط بإجراء فحص نهائي قبل البدء في التحقيق الفعلي في قضايا الفساد والرشوة واسعة النطاق أو القضايا الأخرى التي تتطلب السرية القصوى قبل أن تتحرك سلطات القانون.
كانت تعلم أن هذه حالة طارئة.
ومع ذلك، فوجئت عندما رأت شخصًا لا تعرفه يتحكم في مكان عملها المعتاد.
هي من سألت عن الجهة التي يعمل الحارس لصالحها.
كانت قد افترضت أن بقية مجلس الإدارة قد استولوا على المكان وأرسلوا أحد جنودهم حارسًا. لم تتخيل أبدًا أن الرجل يعمل لصالح رئيس مجلس الإدارة الجديد نفسه. حتى لو كان لديه قوة الـ#1، بدا ذلك متهورًا للغاية.
المسرح لم يجهز بعد.
لم يكن هناك أي اتفاق، لذلك كان من المؤكد أن تحدث ردّة فعل عندما يبدأ الارتباك.
«سأقضي على ‹الجانب المظلم› من مدينة الأكاديمية ولن أترك أي استثناءات. لقد طلبت منكِ إعداد لائحة اتهام، أليس كذلك؟ قد قتلتُ أكثر من عشرة آلاف إنسانٍ حي، حتى لو كانوا مجرد نسخ. وبعد ذلك، بقيتُ غير مسؤول في الجانب المظلم ورميت بالنار في جميع أنحاء هذه المدينة السلمية بينما كنت أزعم أنني أساعد. شخص مثلي لا يمكن أن يسمح له بالسير في الشوارع مرة أخرى. مكاني وراء القضبان مهما قال الناس.»
«رئيس المجلس لديه السُلطة الكاملة على مدينة الأكاديمية. المدراء الاثنا عشر الآخرين هم مجرد واجهة. ومهما احببنا أن نعتقد، القوانين لا تنص على أن يكون رئيس المجلس صالحًا. لم أسمع أبدًا عن شخص بهذه القوة يسلم نفسه.»
«فماذا؟ هذا يعني ببساطة أن النظام كان دائمًا معطوبًا. ...لا تضحكيني. لو اختلفت القوانين عما أراده الجميع، فإنكِ بالتأكيد وجدتِ مشكلة في قوانين تحتاج إلى إصلاح.»
من كان على خطأ؟ الجواب واضح: أكسلريتر.
أحد الكيهارا هو من طَوَّر قوته، ورئيس مجلس الإدارة السابق أليستر هو من وَجَّه ذلك الوحش في طريق القتل لتحقيق مصالحه، لكن أكسلريتر كان هو من فعل الفعل.
لكن الـ#1 تَوَرّط في الظلام أكثر مما ينبغي.
كم عدد الذين سيُقيدون بالأصفاد بناءً على شهادة هذا الفتى الواحد؟
بالطبع، سيخرج الكثيرون لمحاولة منع ذلك.
ليس لأنهم أصدقاؤه؛ بل لأنهم مضطرون أن يحموا مستقبلهم.
«لن تخرج من السجن أبدًا.»
«أدرك ذلك.»
«حتى لو حوكمت كقاصر! حتى لو خففت حكمك بتعاونك في تحقيقاتنا!! هذا لن يكفي. الحاسوب قد أجرى بعض الحسابات الأولية. على هذا المعدل، ستكون عقوبتك أحد عشر ألف سنة!!»
«قصيرة جدًا. حوالي سنة واحدة لكل جريمة قتل؟ أهذه نكتة؟»
لماذا.... تمتمت يوميكاوا بصوت منخفض.
لم ينظر الـ#1 بعيدًا.
«ألم أخبرك؟ لن أترك أي استثناءات. أنا الـ#1 ورئيس مجلس الإدارة، لذا عليّ أن أكون قدوة.»
يفترض أن تكون يوميكاوا آيهو حامية للقانون.
لكن عندما تُقيد يدَي إسبر فقد السيطرة، كان ذلك ليُعاد تأهيله ويُمنح فرصة ثانية. ولهذا السبب كانت ترفض توجيه السلاح إلى طفل. مهما كانت خطورة الإسبر، كان عليها أن تخلق وضعًا يمكنها فيه أن تستمع إليه.
ومع ذلك، أكسلريتر لن يملك أي مستقبل.
قد يكون هذا الشيء الصحيح، ولكن من الذي سيُنقذه؟
«ماذا عن النسخ؟» سألت. «ما إن ينتهي التحقيق في كل هذا، سيظهرن على العلن. هناك حوالي عشرة آلاف إنسانة تنتهك المعاهدات الدولية. قد لا يتقبلهم المجتمع.»
هل للنسخ حقوق إنسانية أم لا؟
المدينة الأكاديمية قد أجابت سابقًا بالنفي وكررت تجارب قاسية باستخدامهم. وكان أكسلريتر هو من وسّخ يديه بناءً على إصرار الباحثين. كانوا بلا شك الضحايا، ولكن قد لا يرى الناس في الخارج ذلك بنفس الطريقة.
إذا كانت إجابتهم أيضًا بالنفي ورأوا النسخ تهديدًا، لربما "يتخلصون منهن".
ومع ذلك...
«لهذا السبب عليّ أن أضمن سلامتهن.»
«ماذا تعني....؟»
«أتظنين أنهن بمأمن الآن؟ إذا كُشِف عنهن، فتلك نهايتهن. كيف لهذا أن يكون أمان؟ عليّ أن أصحح هذا التوازن غير الطبيعي وأؤكد من أن يكون لديهن قاعدة صلبة يقفن عليها. كانوا ضحايا في كل هذا، فلماذا عليهن الاستمرار في خفض رؤوسهن في خوف مختبئين؟ على عكسي، هن يستحقن حياةً حرة في العلن.»
كان لأكسلريتر أملٌ واحد لتحقيق ذلك.
أشار الوحش الأبيض بإبهامه إلى صدره.
«سأكون الشرير.»
كانت هذه هي النتيجة الطبيعية.
في الواقع، كان غير الطبيعي هو عدم حدوث ذلك حتى الآن.
«سأجمع كل اهتمام وسائل الإعلام والمجتمع العلمي وسأقبل كل الانتقادات بنفسي. أنا العبقري السخيف، لدي كل القوة السياسية الآن، ولدي المال أيضًا. مثل هذا الأحمق بالضبط ما سيحب الناس رؤيته ينهار. كل الأخبار ستُركز عليّ، وما عندهم سوى مساحة محدودة للمعلومات في مقالاتهم. سيتجهون نحو الأثر ويركزون على الرجل الذي يقتل النسخ بدلاً من النسخ أنفسهم. ومن يهتم بالذين ينشرون الشائعات؟ لن يلبث الزمن حتى يمل وسائل الإعلام من مهاجمتي. وحينها سيكون الأمر مثل مشروب غازي فارغ. التركيز على النسخ بعد ذلك لن يحرك الجماهير أو يحفزهم. غالبًا ما ينضم الناس إلى هذه الحركات من مللٍ في الحياة. العالم مليء بالتحفيز والإثارة ولكن أولئك الحمقى يبذلون الجهد بحثًا عن كل إجازةٍ ممكنة. أمثل هؤلاء ترينهم مهمين؟ ما إن يَملّوا من موضوع، فإن اهتمامهم سيموت إلى الأبد.»
لهذا، لن يسمح لنفسه.
لن يسمح لنفسه أن يستخدم سلطته الرئاسية ليعفو عن نفسه بعد أن يُحكم بالذنب، ولن يترك نفسه يعيش خلف القضبان ثم يخرج كبطل رئيس المجلس كلما حدثت مشكلة تحتاج إلى حل.
لا استثناءات.
كان الأكثر استحقاقًا للعقاب يجب أن يُعاقب بشكل مناسب، وكان يجب أن يُظهر ذلك لكل من مدينة الأكاديمية وبقية العالم.
العدالة الحقيقية موجودة.
العصر الذي كانت فيه الشرور تضحك والأخيار يتركون دامعين كانت أيام ولت.
وإلا، فلن يتغير شيء.
إذا حاول استخدام أي حيل هنا، فإن ذلك سيخلق تشوهًا، والذين يعرفون السر سينشئون في النهاية ظلامًا جديدًا.
لطالما بصق على أفعال الكبار الأنانية. كان قد لكم الجدار الكريه القذر وصرخ غاضبًا، متسائلاً كيف عساهم يفعلون بأشياء كتلك.
والآن، بات ذلك الطفل يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة.
لذا، حان الوقت ليُظهر لهم.
سيرى العالم أنه ليس مجرد كلام.
سيسير في طريق مختلف عن رئيس مجلس الإدارة أليستر.
«.....كل شيء يبدأ من هنا،» همس أكسلريتر. قد لا يُبَيَّن ذلك دون انتباه، لكن الـ#1 ورئيس مجلس الإدارة الجديد كان يضغط أسنانه من الغضب. «هذه أيضا مسألة تتعلق بكم أثق في المدينة الأكاديمية. إذا قلقت، ولم أستطع التحمل، واخترقت هذا الجدار لأنقذ تلك الشقية، عندها سينتهي كل شيء. سيخلق ذلك استثناءً وسيُمكن هذا أولئك الحثالة من الظلام تحقيق ما يريدون. لذا يجب أن أثق أن نظام مدينة الأكاديمية الضخم سينقذ تلك الشقية دون أن يجبرني على خلق استثناء.»
ربما ذلك مجرد خيال.
أكسلريتر نفسه كان يسترق النظر إلى الظلام عدة مرات. كان يعلم أن هناك أناسًا يائسين حقًا في الخارج وأنه من السخيف التفكير في أن العدالة ستفوز في النهاية. الجميع يعرف ذلك، لكن كسر القواعد يمنحك ميزة. كلما كنتَ أقذر إنسانًا، زادت التقنيات التي تحوط نفسك بها وزادت قسوتك على الهجوم على الطيبين الذين يحكمهم القانون. على الأقل، دائمًا ما كانت الأمور هكذا في المدينة الأكاديمية. كانت هناك أوقات تأخر فيها الأخيار في الوصول، وحتى في الأوقات الذين وصلوا فيها لم يفوزوا دائمًا. إذا أراد اليقين المطلق، فلا يمكنه الاعتماد على شخص آخر؛ عليه أن ينقذ لاست أوردر بنفسه.
كان بالفعل وحشًا، لذا كان هناك جزء عنيف بداخله الآن يتقلب جنونًا. أخبره أن القواعد لا تهم وأن عليه الهرب من هنا على الفور. الأشرار دائمًا ما يخونونك في النهاية. أي خطاب مؤثر عن الإصلاح لم يكن يستحق الاستماع إليه. كان عليه أن يُقيّدهم، يسحقهم، يمزقهم، ويحتضن الأمان لنفسه فقط. حتى أشر الأشرار لن يخونك إذا كان جثةً. وما الخيار الآخر لديه إذا أراد أن يحمي تلك الحياة الصغيرة؟ أيُّ قصةٍ أجمل من أن تُلَوّث يديك لتتيح لشخص تهتم به أن يعيش حياته في العلن؟
لكن.
مع ذلك.
«سأثق في ذلك،» قال رئيس مجلس الإدارة الجديد والـ#1 في مدينة الأكاديمية. ذلك التجسيد للذبح الذي تحول إلى ديكتاتور مخيف نطق بهذه الكلمات وكأنه يقبع الصهارة المتصاعدة داخل نفسه. «سأثق في هذه المدينة. سأثق أنها تستحق أن أضحي ببقية عمري لأحميها. إذا لم أثق بالمدينة التي أحكمها، فلا أستحق حكمها من البداية.»
أكانت يوميكاوا من قالت أنه تغير؟
قد قال هذا الوحش إنها أحد الذين غَيّروه.
ولهذا السبب،
استعاد هذا الوحش شكله الإنساني واستمر في القتال حتى الآن.
ولو كان عليه أن يصر بأسنانه وحيدًا وبمفرده.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)