-->

الفصل الرابع: التفاعل مع عالمٍ آخر. — "شركة الخفايا R&C"

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

كان السحر خارقًا للطبيعة وعليه أن يظل مخفيًا عن العالم ويُحكم بعناية.

لكن بعد عدة معارك كبيرة، بات من الصعب ذلك.

ثم ضَرَبَت كارثة جديدة.


‹ ‹هل ترغب أن تعرف مدى توافقك مع من تحب؟ املأ هذا النموذج عبر الإنترنت باسمك وميلادك ومشاكلك، وسيحسب لك فريقٌ محترف في التنجيم طالِعَكَ بدقة.› ›


ظهر ذلك على الإنترنت.

لم يعرف أحد في أيِّ بلد كان مقر الشركة.

لعلّ الجنسية مسألة غامضة في أمور شركات التكنولوجيا الكبرى، ولكن في هذه الحالة، لم يستطع أحد أن يشرح من أين جاءت هذه الشركة الضخمة التي تملك رأس مال هائل.


‹ ‹أتجد صعوبة في العثور على منزل جديد؟ فلماذا لا تُقيّم الأرض أو المبنى بنفسك؟ أرسل لنا خطط الغرفة النموذجية وسيأتيك مُقيّم محترف ويحسب لك جودة حياتك هناك بناءً على الاتجاهات الأساسية وخطوط الطاقة (لاي).› ›


من المحتمل أنها بدأت كموقع للتنجيم.

لقد جمعت هذه الشركة معلومات شخصية لا حصر لها تحت ذريعة مساعدة الناس في مشاكلهم. وفي حالة توافق الحب، كانوا يحصلون على معلومات خاصة عن طرف ثالث دون موافقته، لذا كانت هذه طريقة فعّالة للغاية. وكان المجتمع المعروف باسم الجانب السحري عاجزًا عن إيقاف هذه الشركة العملاقة وهي تتوسع كالأميبا.

ففي النهاية، ما كان لديهم خبرة في التعامل مع شخص أو جماعة أعلنوا بصوت عالٍ عن وجود السحر وفي ذات الوقت أبقوه خفيًا تمامًا.

وبينما كان الجانب العلمي يُسيطر على الإنترنت، لم يقدروا على اكتشاف التهديد بشكل صحيح. فموقع ينتج الأسلحة أو السموم كان سيُعد تهديدًا، لكنهم لم يروا أي مشكلة في موقع يبيع منتجات الغرائب.

ولهذا تركوهم على حالهم.

كانت شركة ‹خفيانية R&C› تنمو سريعًا وتتجاهل الحواجز بين كل شيء بينما تضع نصب أعينها السيطرة على العالم بأسره.


‹ ‹النحس ليس سببًا للقلق. مع المعلومات الصحيحة، يمكنك صد سوء الحظ. الأعشاب العادية هي كل ما تحتاجه لتنقية تلك الطاقة السلبية! اضغط على الرابط التالي وخذ جرعة ساحرة تتطلب فقط نباتات لك أن تشتريها من أي محل زهور وصانع قهوة بسيط.› ›


على سبيل المثال، في مدينة الأكاديمية.

داخلها وخارجها، علمٌ وسِحْر. اِسْتَخْدَمَ الهجوم الإنترنت لتجاهل تلك الانقسامات تمامًا.

كم عدد الذين استخدموا هواتفهم في هذا اليوم؟

بينما كانوا يبتسمون في طريقهم للقاء أحدٍ ما، ماذا شاهدوا فعليًا على تلك الشاشات الصغيرة؟


‹ ‹نصيحة: أَجِب على عشرة أسئلة بسيطة بنعم أو لا، وكالسحر، سيحدد هذا النموذج بالذكاء الاصطناعي ما يزعجك بدقة ويجد الجرعة الساحرة المثالية التي تحتاجها الآن. ساعدنا في تعليم الـ AI بإجاباتك!› ›


كانت تلك البيئة الفريدة متجذرة في الخوارق وكان هناك تفاوتات واضحة في القوى بين الناس. وكان الأطفال الأسابر ذوو القوى الخارقة يمثلون 80% من السكان، والبالغين 20% فقط. وبالتأكيد لن يتقبل كل هؤلاء البالغين هذا الواقع.

فقط لو كان لديهم قوةٌ أيضًا.

فماذا لو اتصلوا بخفيانية R&C... أَيْ بالسِّحْر؟


‹ ‹السحر ليس بالصعب. بطابعة ثلاثية الأبعاد من الجيل الثالث تطبع الألوان، بذلك وحده ستنشئ عنصرًا روحيًا خاصًا بك —مثل سلاح رمزي لأحد العناصر الأربعة— بضغطة زر واحدة. ولك أن تعثر على قائمة المنتجات وبيانات التصميم للطابعات المحددة هنا!› ›


عدد كبير من الناس كانوا سيجدون هذه المعلومات.

ولا توجد إحصائيات حول عدد الذين سيتصرفون بناءً عليها.


‹ ‹تقنيات التنفس والتأمل الأساسية يمكن تعلمها بسهولة عبر جلسات تدريبية بسيطة تستغرق عشر دقائق فقط في اليوم. وقد قَسَّمنا مقاطع الفيديو التعليمية حسب مستوى المهارة ولكَ أن تعثر عليها جميعًا في موقعنا مجانًا! فقط مشاهدة للآن، ولكن لا تنسى أن تفكر في شراء أي معدات قد تحتاجها.› ›


لكن مؤيدي مدينة الأكاديمية كانوا مختلفين عن الناس العاديين، لذا لم يكن من الصعب تخيل أن محاولتهم استخدام شكل آخر وغير معروف من الخوارق قد تؤدي إلى أعطال مدمرة وآثار جانبية. لعلّ بعضهم قد انهار في بركة من الدماء في غرفهم.

وماذا عن البالغين؟

لا يزالون أناسًا عاديين، فماذا سيحدث إذا استخدموا الخوارق لأول مرة؟


‹ ‹وإذا لم ترضى عن أي شيء في حياتك، فلماذا لا تتولى الأمر بيدك؟› ›


الفوضى الحقيقية بدأت.

لم يعد الانقسام بين السحر والعلم هو الفاصل الواضح بين داخل وخارج مدينة الأكاديمية.

لقد أصبح الآن بين البالغين والأطفال.

ولقد اتخذت انقسامات العداء نمطًا رخاميًا داخل مدينةٍ واحدة.

وكان كل ذلك من عمل شخصية مجهولة لا بد أنها تضحك في مكانٍ ما.


‹ ‹إن غَشّك العالم، فغُشّهم بالمثل. ولشركتنا ‹خفايا R&C› أن تزودك بالسحر الحقيقي لتدعم جهودك وتُحقّق حياةً أفضل!!› ›

  • الجزء 2

تصاعد اللهب والتهم الأكسجين.

«فُويْرِل. أنشئ منفذًا خياليًا بين Au و Cu، أَيْ الدرب الرابع عشر.»

«يا ملعون!»

كاميجو محىٰ كرة النار التي رُميت نحوه بيده اليمنى، لكن ذلك ما كان السلاح الوحيد للمدير نيوكا نوريتو.

«تشه!!»

نقرت ميكوتو لسانها ورفعت يدها، ولكن ليس باتجاه نيوكا نفسه.

تلاعبت بأحد الطائرات المقاتلة المتوقفة في مكان آخر على السطح، واستخدمت زعانفها الرئيسية ومحركها النفاث لتُدوّرها بالقوة دون الحاجة إلى مركبة سحب متخصصة. ثم ألقت أفقيًا المدفع الآلي ذو عيار 20 ملم المثبت على المقاتلة كأنها تُكَنّس الأرض.

لكن الرجل ذو البدلة الأنيقة لم يرمش حتى.

«إردِل. أنشئ منفذًا خياليًا بين Sn و Fe، أيْ الدرب التاسع.»

تسطحت الأرض كسطح حاملة الطائرات، لكنها انتفخت فجأة فظهر درعٌ صخريٌّ سميك.

الآن هو استخدم النار والماء والرياح والأرض.

«عندك خياراتٌ كثيرة كأنك في لعبة فيديو!!»

«من قال إنني مقيد بهذه الأربعة فقط؟ شِميتارينا. أنشئ منفذًا خياليًا بين Au و Hg، أيْ الدرب السادس عشر.»

ظهرت أسراب من الفراشات المتوهجة من العدم. على عكس المرات السابقة، لم يتمكنوا حتى من تخمين نوع الهجوم الذي تمثله. هل كانت أجنحتها حادة مثل شفرات الحلاقة، أم أنها تنثر حراشف سامة، أم أن الأنماط على أجنحتها تضلل عينك فتُفقدك الوعي؟

اتخذ السرب شكل سَيْلٍ جارف متجهًا نحو الطائرة المقاتلة (VTOL) التي استولت عليها ميكوتو واخترقتها. بدأ هيكل الطائرة يصدأ ويتآكل، ففقدت شكلها وانفجرت. وبعد هذا الالتفاف، اتجهت الفراشات نحو مجموعة كاميجو مرة أخرى.

ما الذي فعلته الفراشات حقًا؟

لا داعي أن تعرف. أطلقت ميكوتو عدة رماح كهربائية من غُرر شعرها، لكنها أدركت أن تلك الرماح انزلقت عبر السرب دون أي تأثير، فسحبت عملة معدنية من جيب تنورتها.

مهما كانت تلك الأشياء، فقد كانت تؤثر على المعدن بما يكفي لتأكل وتدمر مقاتلة.

نقرت ميكوتو العملة بإبهامها ثم أطلقت قذيفة مدفعها الكهرومغناطيسي يسافر بثلاثة أضعاف سرعة الصوت، شق الهواء وتحطم كل ما في طريقها. تَفَجّر سيل الفراشات المتوهجة وتدمر.

لكن...

«كيف؟» ابتلع كاميجو لعابه ورفع صوته بلا إرادة وهو يرتجف خوفًا. «كيف حصلت على هذا؟!»

«حسبتُ أن طالب الثانوية سيعلم بآخر الهَبّات والترندات. مثل هذه الأشياء يمكننا الوصول إليها من أي مكان الآن. على أنني سأعترف أنني كنتُ الذي دفعها قليلاً حيث جعلت خوادمي التهكيرية تنشر منشورات متوازية كافية حتى تتصدر قوائم الترند اليابانية.»

ذُهل كاميجو.

المصطلحات التي استخدمها هذا الرجل كانت شيئًا حتى هاوٍ مثله يفهمه.

«أيُّ أحدٍ يمكن أن يفعل مثل هذا الآن.»

«محال.»

ما عساه يصدق.

هذا لم يكن شيئًا تجده في مكتبة قديمة أو في أعماق أطلالٍ ما.

«تاريخنا وصل إلى مفترق.»

«أرجوك قل لي أنك تمزح!! هذا لا يمكن أن يكون حقيقةً!!»

كان هذا أسوأ من أن تضيّع دفتر حسابك المصرفي في الشارع. أوكان يقول إنّ مثل هذا الشيء قد تم طرحه لعامة الناس حيث يمكن لأي شخص رؤيته؟!

«بدأ هذا عندما اكتشفت خوارزمية استثمارية تلقائية إشارات لشيء مثير يتخمّر، ولكن إذا ادّعيتُ مِلْكيّته، سيكون من السهل كثيرًا تتبعي. لذا نشرته كنوع من التمويه. تمامًا كما أنه "أأمن" استخدام سكين عادي مُنتج بالجملة من مسدسٍ مخيف جاء من الخارج. العمومية هي الأفضل في إبعاد الشبهات والمطاردات.»

كانت إندِكس مركزة على جانب مختلف من هذه القضية.

إذا كان نيوكا نوريكو يستخدم السحر حقًا، فإنها ستعرف أين تنظر أفضل بكثير من كاميجو توما أو ميساكا ميكوتو.

«سِفر الخروج؟» قالت إندِكس لَيْبرورُم بروهِبِتورم، مكتبة الكتب المحرمة التي حفظت ما لا يقل عن مئة وثلاثة آلاف وكتابٍ مُحَرّم، وفتحت فمها لتكشف كل شيء. «لا، هذا ليس حتى تلاوة مُقدسة. إنما أنتَ تضيف "el" في نهاية كلماتٍ ألمانية عشوائية لتخلق ملاكًا في كل مرة تحتاج فيها إلى واحد؟!»

«من فضلك، سَمِّها نظرية التصادم الأدنى.»

«لكن!!»

«لا أهتم صراحةً إن كانت مجرد وسيلة لتركيز العقل بشكل صحيح، أو إن كانت هناك خفايا وغرائب تحدث بالفعل. كل ما يهمني هو أن لدي تقنيةً تعمل ولي أن استخدمها فأهرب من هذا الموقف.»

لم يكن هناك أي تردد في الرجل.

حتى في مدينة الأكاديمية، كان الأسابر دائمًا على وعي بإمكانية فقدانهم السيطرة على قِواهم. كان هذا دليلاً على أن الرجل نَظَرَ إلى قوته مختلفًا. امتلك جسارة طفلٍ لم يلمس إبريق شاي ساخن قبلاً.

ألم يفكر أبدًا أن أكثر من مجرد حرق يده قد يصيبه إذا استمر في هذا؟

«أوافقكم أنها طريقةٌ تبدو سخيفة، ولكن التاريخ أثبت فعاليتها. في زمن زادت فيه عبادة الملائكة إلى حدِّ نسيان ابن الرب، جاءَ الناس فظاظةً فصنعوا ملائكةً لم يُوردوا في الكتاب المقدس أبدا. وكل ذلك انتهى من... أوكان من البابا زكريا؟»

سمع الجميع شيئًا يشبه آلة ساعة.

«ما ذلك؟» تأوّهت ميساكا ميكوتو وكأنها عاشت كابوسًا.

الأجهزة التي خرجت من أكمامه تشبه كثيرًا مسدسات الاغتيال. كانت المسدسات ذات ماسورتين بحجم بطاقة، لذا كان من السهل إخفاؤها في راحة يده. كانت هذه الأدوات السحرية تُعرف باسم العناصر الروحية. بدلاً من ماسورات فولاذية، كانت تحتوي على حاويات زجاجية كأنها أنابيب التفريغ، وكل واحدة منها تحتوي على فتاةٍ أصغر حجمًا من إصبعه. مع مسدسين وماسورتين لكل مسدس، هناك أربع فتيات في المجموع.

وتلك الفتيات الخرافيات ذوات هالات دائرية كأنها ملائكية فوق رؤوسهن.

هذه المسدسات تسَلّحت بالخوارق.

هل استوحى الإلهام من مَيْدونة هوشيمي، أم كان هو من علّمها كيفية التحكم في قوتها بتلك الطريقة؟

«لِخْتِل. أنشئ منفذًا خياليًا بين Pb و Au، أَيْ الدَّرْبُ السابع.»

أدَّى هَمْسُهُ إلى تغيير واضح في إحدى الحاويات الزجاجية. تغيّر شعر الفتاة وملابسها وهالتها فوق رأسها في الفضاء المغلق استجابة لصوت الرجل.

أصبحت ضوءًا أبيض متوهجًا.

«استعد يا توما!!»

«إن حسبتَ نفسك سريعًا توقف الضوء، فهيّا جَرَّب.»

ابتسم الرجل، ثم تفتت الفتاة داخل أنبوب التفريغ.

تحوّلت إلى كمية هائلة من الضوء الذي انطلق من الفوهة الشفافة.

وفي اللحظة التي لامس فيها الهواء خارج الأنبوب الزجاجي، انطلق هجوم هائل إلى الأمام مباشرة.

  • الجزء 3

نيوكا نوريتو كان أحد مدراء مجلس إدارة المدينة الأكاديمية.

ومع ذلك، بمجرد أن أدرك بُعْدَ الفوز عنه إذا بقي في جانب العلوم، لجأ إلى الغرائب الموجودة في العالم الخارجي.

كان هذا مثالا مرعبًا على الغش.

وكذلك عليه، لا حق له أن يشكي إذا غش كاميجو بطريقته.


«أوثينوس!!»

«حسبتُك لن تناديني أبدًا يا أيها الإنسان.»


خرجت فتاة شقراء لا يتجاوز طولها خمسة عشر سنتيمترًا من داخل معطف كاميجو. كانت ذو قبعة ساحرة سوداء ورقعة عين مميزة. كانت ذو عباءة سميكة تغطي معظم جسدها لكن الملابس من تحتها أظهرت كأنها زي سباحة.

كانت إلهًا نورديًا، ولكن بحجم مصغر.

جلست على كتف الصبي الأيمن ثم ركلت هذا الكتف بساقها النحيلة.

هذا التحفيز الطفيف غيّر موقع يده الممدودة.

ونتيجة لذلك، قبضت راحته على سلاح شعاع ضخم بحجم سفينة حربية يمكنه إسقاط حتى الصواريخ الباليستية بدقة. بغض النظر عما كانت، فإن السِّحْرَ سِحْرٌ، ولذلك فإن الإماجين بريكر يمكنها أن تبطله فورًا عند التلامس.

«خخ.»

حَرَّك نيوكا أصابعه فظهرت كتلةٌ منحنية بداخل أنبوب التفريغ التي فقدت سيدها. اتخذت الكتلة شكل فتاة تتلوّن بأيِّ لون.

«ينقصك الإلهام كثير،» قالت الفتاة الصغيرة بازدراء وهي تُربّع ذراعيها. «فيك قدرة على استخدام الخوارق كما تشاء، فها أنتَ كل ما تفعله هو أن تعيد إنشاء سلاح سفينة حربية يمكن صنعه بسهولة بالآلات؟ سِحْرُكَ يَبكي. ولكن ما الذي كنتُ أتوقعه من شخص بلا مأساة تُلزمه أن ينقش مُسَمًّىٰ سحريًا في قلبه؟»

«إكْسُبْلوشِنِل. أنشئ منفذا خياليا بين Fe و Au، أيْ الدَّرْبُ الاثنا عشر.»

«وكيف يختلف هذا عن فُويْرِل؟»

بدا الاحباط يعتري أوثينوس حقًا.

لكن نيوكا لم يرمي هذا نحو مجموعة كاميجو. تحولت الفتاة إلى كتلةٍ من الحُمران، وتفككت في الهواء، فأُطلِقَت إلى الأرض بعيدًا عنهم قبل أن تُحدث انفجارًا هائلاً.

لم تجفن أوثينوس.

«هذا تعديل بسيط على تلاوة تقديسية. يُستخدم معدنٌ مألوف وملموس لتصوّر سُفَيْرةٍ غير مرئية، ومثل نقار الخشب، يوضع "عش" إضافي في المسارات بين سُفَيْرات شجرة الحياة لتغيير قوانين العالم. شجرة السِّفِروث محمية من قبل الملائكة، فهل خلق ملاك خيالي هو محاولة لخلق سُفيْرة خيالية؟ فهمت. هذا بالضبط نوع التعويذة التي أتخيل بشريًا ضئيل العقل يبتكرها. سِحْرٌ مملٌ فجٌّ يحصر خيالك اللامحدود داخل إطاراتٍ واقعية للمعادن أو العناصر.»

بينما كانت رؤية كاميجو توما محجوبة من النيران والدخان، تغيرت الجاذبية فجأة.

«أوثينوس، ما هذا الإكسبـ— أياً كان هذا؟!»

«إكسبلوشِنِل. لها نفس نطق كلمة "انفجار" في الإنجليزية، أيها الطالب الفاشل.»

«هيه، ترى لا يزال ممكناً ألّا أرسب!!»

افترض الفتى أنه كان نوعًا من السحر المتعلق بالجاذبية، لكن على ما يبدو لم يكن الأمر كذلك.

ما بدا أن سطح حاملة المروحيات قد نجا من الانفجار، والآن كان يميل ويتفكك.

سمع صوتين مألوفين لفتاتين خلف الدخان.

ولكنه لم يتمكن من الوصول إليهما.

«توما!»

«اصبر يا الأحمق! أتريد السقوط!؟»

أو بالأحرى، قد شغل نفسه بالكامل.

ما استطاع الثبات مع ميلان السطح سريعًا، وبدأ ينزلق كما لو كان على منحدر. ولم يكن هناك شيء يمكنه الإمساك به بيديه.

«تبا!!»

«ذلك الشرير المعتوه كان أحذر مما حسبت،» قالت أوثينوس عفويًا من على كتفه. «القضاء على أي عناصر مجهولة في نظرهِ أولوية، لذا قرر فصلنا عن مكتبة السحر وذات المستوى الخامس.»

انزلق توما عن حافة المبنى الشاهق، لكنه لحسن الحظ لم يُقذف في الهواء الفارغ. الطابق السفلي كان بارزًا كبيرًا، فسقط في الحديقة هناك. كانت الحديقة أكبر من ملعب تنس، لكن انفجار نيوكا شوّه منظرها بحيث لا تُعرف. كان المكان يبدو وكأنه قد ينهار أيضًا.

وكان هناك شخص آخر هناك.

نيوكا نوريتو قد انزلق أيضًا من السطح.

«ما ذلك؟»

يبدو أن السؤال جاء بصدق.

ولأنه مدير في مجلس إدارة وأيضًا ساحر، كان غشاشًا كبيرًا، لكنه الآن واجه شيئًا لا يفهمه.

لهذا السبب ركز هجماته عليه ليُبعده عن الآخرين.

بينما كان يُعِدُّ مسدسي الاغتيال مُستعدًا، ألقى نظرة على الفتيات الصغيرات المحملات في البراميل الزجاجية.

«ما سمعتُ عن شيء مثل هذا قبلاً. لا أظن أنها إحدى الخيوط التي أمتلكها في القوارير هنا.»

«هذا ما يحدث إن حاول الأحمق استخدام السحر دون عِلم.» تنهدت أوثينوس بملل تام. «كيف لكَ أن تخطو أولى خطوتك في عالم السحر دون أن تعرف عن آلهة السحر التي هي الهدف النهائي هناك؟ نعم، نعم. لن أدخل في التفاصيل هنا، لذا إذا أردت معرفة المزيد عن هذا الإله، فانظر في السجلات الهائلة للتاريخ.»

«أوثينوس، أود لو ألكم هذا الملعون حالاً وأحتاج عونكِ في ذلك.»

«طبعًا تريد. وإذا لم تستطع التعامل مع مثل هذا التافه، فكيف لك أن تكون متفهمًا لهذا إله يا أيها الإنسان.»

بصقت أوثينوس تلك الكلمات، لكن فيها لمحة من المتعة في عينيها تحت قبعتها الساحرة.

تحليلاتها لم تكن مشابهة تمامًا لتحليلات إندِكس.

كانت تحليلاتها أكثر هجومية ولها طريقة خبيثة في تدمير كرامة خصومها.

«ليس في سِحره شيءٌ أصيل. إنما هو مجرد تكرار لما صنعته العصبة السحرية الأكبر في العالم التي عُرِفت بتأليفها وتقسيمها أسماء الملائكة الاثنين والسبعين حتى يتحكموا بالطاقة الملائكية عديمة اللون والشكل التي عُرِفت للناس باسم الطلسمان. ما يستخدمه هذا هنا جاء من آيةٍ في سِفر الخروج من العهد القديم. كان السحرة ما قبل الفجر يُخرجون النص الذي يريدونه من سِفر الخروج فيخلقون ملائكةً مؤقتة بإضافة "el" أو "yah" في آخر الكلام. لهذا السبب تسمع أسماء لم تألفها في قوائم الملائكة الاثني عشر للأبراج أو رؤساء الملائكة. التعويذة التي يستخدمها هذا الأحمق ليست سوى تعديل لذلك. أسماء الملائكة هي ببساطة طريقة لاستخدام حسابات عالية المستوى لاستخراج معنى معين من النص الكامل، لكن إضافة تعديل طفيف إلى نهاية الكلمة لن تمنحك القوة الكاملة لذلك الشيء.»

«طالما يمنحني القوة التي أرغبها، فلا يهمني الباقي. والشكل لا يهم.»

«أكلامك هذا مرجعٌ من الهرمسية في القرن التاسع عشر أيها الجاهل؟ الهرمسية كانت محاولة لشرح كل أساطير العالم وأديانه بنظرية واحدة مجتمعة تعتمد على الأفكار الغربية، لكنها كانت محاولة بائسة تفرض تفكيرهم على أي كلمات أو أرقام لم يفهموها. حقيقة أن هناك إلهًا يقف أمامك الآن وهو كيان مستقل يجب أن تكون كافية لتثبت لك أن الهرمسية وحدها لا تستطيع شرح كل شيء في العالم. أم أنك تنوي الاستمرار في استخدام خريطة العالم التي هي غير دقيقة تمامًا إن تعلق الأمر بأي شيء خارج نطاق مفهوم أوروبا التي اخترعها الرومان؟ تذكر ولا تنسى أن السحر يتطور دائمًا.»

«شنييدِهـ-

«بطيء.»

وسط محادثتهما، اهتز الهواء بصوت عالي النبرة فتحطم شيء ما.

يُفترض أن المدير قد استخدم مسدسه الأيسر في هجوم مفاجئ، لكن دون أن تفتح أوثينوس ساقيها المتربعتين، ضربت كتف كاميجو بكعبها الصغير. تلك الحركة غيرت وضع يده اليمنى بما يكفي ليكسر النصل الفولاذي المنطلق نحوه قبل أن يدرك ما حدث.

بمجرد أن ظهر رأس الفتاة ذات اللون الرصاصي من الأنبوب الزجاجي، تحطمت وتحولت إلى شفرات حادة لا تعد ولا تحصى انتشرت في الخارج مثل طلقات بندقية. لم يدرك كاميجو ما حدث إلا بعد الحدث.

«نقطة ضعفك هي عدد مخزونك المحدود من أربع فتيات وشرط أن تعلن عن أسمائهن عندما تنتقل من واحدة إلى أخرى. الهجوم الذي عرفناه يمكننا التعامل معه بسهولة، وحركة فمك كافية لتنبيهنا إلى هجوم جديد قادم. لذا مهما استخدمت تعويذتك، لن تكون أبدًا هجومًا مفاجئا.»

«...»

«عندما يرى الأحمق نفسه محاصرًا، يلجأ إلى الرب بدل أن يحاول حل الأمر بنفسه. وأنا أراك من هذا النوع، لكن هذه نهايتها. القوة المشتراة بثمن بخس لن توفر إلا حلاً رخيصًا. أيُّ حياةٍ عشتها قبل ذلك؟ كان أجدر عليك أن تتعلم دروسًا أعمق هناك.»

قالت أوثينوس كل شيء وساقيها الرشيقتين مُتربّعتين على كتف كاميجو.

وجعلت كلماتها المتعالية تتوغل في جوهر الرجل.

«لماذا لجأتَ إلى السحر، أيها المدير السابق في فريق الإنقاذ؟»

الآن كان الفتى يشعر وكأنه تُرِك خلف كل شيء.

«فريق...الإنقاذ؟»

«نعم يا إنسان. عرفتُ هذا من كيف يُطلق هذه الأسلحة، طريقته مميزة. تراها كمثل أسلحة الاغتيال، لكن الطريقة التي يصوب بها دائمًا قليلاً إلى الأعلى هي عادة اكتسبها من إطلاق أسلحة الإنقاذ التي تطلق الحبال. هو معتاد على التصويب قرب شخص وليس مباشرةً عليه حيث أن عليه إرسال بالون غازي إلى الماء قرب الشخص الغارق المذعور حتى يتمكن من الإمساك بالبالون قبل أن تخور طاقته. وبالتصويب للأعلى، حتى لو ضيّعها فإن حبل البالون سيكون قريب، لذا يمكن للغارق إما الإمساك به عند سقوطه أو الإمساك بالبالون نفسه عندما يتم سحب الحبل مرة أخرى.»

«اخرسي!»

تلاشى القناع المهذب الذي كان يرتديه نيوكا نوريتو.

كان أحدًا يصيب نفسه ويدّعي مظلوميته ليُبعد الأنتي-سْكِل وأمثالهم.

علىٰ أنه تلقى مساعدة من طبيب في تلك الطائرة الإسعافية، لا يعني ذلك أنه لا يملك معرفة طبية بنفسه.

في الواقع، تلك المعرفة كانت لتزيد من الشكوك لو أنه فعلها بنفسه، لذلك احتاج أن يقوم غيره بهذا العمل حتى لا تظهر أي من غرائبه أو تقنياته الخاصة.

«لو أنك نجحت ونقشت مُسَمًّىٰ سحريًا صحيحًا في قلبك، لعلك صرت ساحرًا جيدًا كفاية، لكنك خيّبت. امتلاك هدفٍ نبيل لا يوديك دائمًا إلى نتيجةٍ نبيلة. اختيار الأساليب الخاطئة قد تقتل نَفْسًا بدل أن تنقذها.»

حل الصمت.

هناك مناطق لا يُسمح لأحد بالاقتراب منها.

أخيرًا، تكلم بصوت هادئ حقًا.

«....أنقذتهم.»

من منظور منطقي، الكلام هنا لم يكن له معنى. كان الأمر غريبًا لكاميجو. لكن حقيقة أن أوثينوس أخرجت هذه الكلمات من الرجل بهجومٍ واحد أخبرت بأنهما يعيشان في عالمٍ مختلف عن الجانب السحري. هذا الرجل اكتشف السحر دون عِلمٍ صحيح، لذا ربما كَشْفُ أوثينوس عن عيوبه ساعد على إخراج ما كان يعطل التروس بداخله.

لذلك لم يقاوم.

كاميجو رأى عددًا لا بأس به من السحرة بنفسه. قد واجهوا قسوة العالم، وصرّوا أسنانهم في وجه عجزهم وخيبتهم، ثم لجأوا إلى أعمق التقنيات السرية. عادةً، لا يلجأ الناس إلى الغرائب والخفايا إلا إذا واجهوا شيئًا تطلب منهم الاختيار بين التوسل إلى الرب أو الخوف منه. لذا، قد لا تكون حياة الساحر سعيدة، لكنهم جميعًا وجدوا فخرًا في تلك الحياة.

مهما أخذ منهم ومهما عصفت بهم الحياة، لطالما ودائمًا حملوا ذلك الفخر معهم.

نيوكا نوريتو لجأ إلى تلك القوة لأسباب أرخص بكثير، لذا، ربما كان البحث في قلبه هنا هو الخطوة الحقيقية الأولى التي قد اتخذها في ذلك الطريق.

«لقد أنقذت العديد من الناس. من النيران، ومن مصانع الدخان الكيميائي، ومن عين العاصفة الحزينة التي خلقوها بأنفسهم بقواهم الخارقة المضطربة. ...فماذا تعتقدون حدث لهؤلاء الناس من بعد ذلك؟»

ما كان لكاميجو أي وسيلة أن يُجيب.

وما غير الحياة السعيدة عاشوها من بعد ذلك؟

لابد أن نيوكا  نوريتو ظنّ بذلك في مرحلة ما.

لكن حدث شيء آخر.


«أصبحوا أهدافًا للفضول.»


هذا لم يكن إطلاقاً ما توقعه كاميجو.

ابتسم المدير ابتسامةً لزجةً بعينيه، وما زالت مسدساته الغريبة موجهة.

«لو أنهم هربوا أسرع ولو أنهم كانوا أكثر حذرًا، لما اضطروا إلى إزعاج رجال الإطفاء ولما أهدروا أموال الضرائب. غرباء تمامًا انتقدوهم مرارًا وتكرارًا. ...لكن ما لهم أن يمنعوا ذلك؟ بعض الكوارث لا يمكن التنبؤ بها، وأي شخص كان موجودًا هناك فآخره أن يبحث عن خبير يُساعده!! شرحت ذلك لأنني أحد هؤلاء الخبراء!! لكنهم ما تحملوا. سحقهم حِسُّ مسؤولية ما كان يجب أن يحملوه أبدًا. الناس الذين خاطرنا بحياتنا لإنقاذهم تلاشى وجودهم وفي آخر الحكاية "اختفوا"! وأنت تعلم أنني لا أعني ذلك حرفيًا.... أو على الأقل آمل. في مدينة العلوم هذه، كلنا محاصرٌ داخل جدران تغطيها عدسات لا تعد ولا تحصى، فكيف يمكن لشخص أن يختفي؟!»

أيُّ الجانبين أقبح، المرئي أم الخفي؟

أم ربما كان ما بينهما؟

أم أن التمييز بينهما ما كان بموجود أساسًا؟

كاميجو توما قد سمع أحيانًا عن الجانب المظلم، رغم أنه كان محظوظًا أنه لم ينغمس فيه مباشرًا في كثير من الأحيان.

لكن حجة نيوكا هنا غيرت نظرته للأمور.

الظلام لم يكن فقط شيئًا يُهاب منه؛ كان أيضًا ضروريًا لاحتواء الناس بلطف وتوفير الأمان والسكينة لهم. في هذا المجتمع الرقمي حيث تجد الكاميرات في كل مكان، لا يستطيع المرء أن يختفي فعليًا، مما صنع من ذلك الظلام ضرورةً في هذه المدينة الملتوية.

«الظلام ضروري في هذه المدينة التي ما بها مكانٌ تختبئ فيه!! ينبغي أن توجد مساحة مظلمة بعيدة عن أعين المتطفلين حيث يُرَيّح أناسها أجسادهم وأرواحهم الجريحة قبل أن يرجعوا إلى النور مرة أخرى. لا أبرر فيه كل شيء، ولا لي مصلحة في السماح للجانب المظلم أن يسيطر على المدينة الأكاديمية. لكن!! كان هناك أفراد ما عثروا على راحة البال إلا في ذلك الجمود!!»

هذه مدينةٌ صَمَّمها أليستر، لذا لم يكن منطقيًا أن ينمو إقليم ما فوضويًا إلى هذا الحجم الهائل لو كان حقًا ضارًا غير ضروري أو عبثيًا أو بلا قيمة.

كان هو الهدوء اللطيف الذي يحيط بكل المصابين مهما كانت مكانتهم الاجتماعية. كان هو الحجاب الذي يحمي الضعفاء من الأضواء الصناعية القاسية التي ضيّئت بوقاحة كل زاوية. كانَ اَلْجانِبَ اَلْمُظْلِم. فهل كانت المشكلة الحقيقية الوحيدة أن البعض بدأ يستخدمه مكانًا للاختباء لإجراء أبحاث شريرة؟

مهووس النظافة الملتوي هذا استهدف الأبرياء مثل لاست أوردر، ودفع بميدونة هوشيمي نحو الهاوية حينما ما عاد لديها خيار آخر، ولم يفعل أي شيء لتلويث يديه.

لكن بعد التفكير، بدا منطقيًا.

لكل أحدٍ على الأقل شيءٌ واحد يرفض التنازل عنه.

وهذا الرجل لم يملك أبدا طريقة يُحارب فيها نفسه.

مهما دَرّب جسده وتعب، لم يُمنح أبدًا فرصة لتعلم تقنيات لم يعتبرها ضرورية من قبل. عندما سمع صوتًا ينادي طلبًا النجدة داخل النيران والدخان، أو عندما رأى يدًا صغيرة تغرق تحت الماء، لطالما اندفع نحو اللهيب أو غاص في المحيط دون تفكير. لقد درب نفسه جسديًا وذهنيًا إلى أقصاه ليُحقق هذا الهدف الواحد.

لكن لهذا السبب لم يتعلم أبدًا كيف يصد خبث الناس.

ولقد فقد الكثير لذلك.

بكى، وتحسر، وغضب.

وعندما أراد التغيير، توجه في اتجاه مختلف فصار شخصًا يستغل شرور المدينة لتحقيق أهدافه.

ذهب إلى هذا الحد ليحمي ملاذ ذلك الظل الداكن.

وحتى عندما ظل الخوف مجاورًا له، سعى إلى قوة أكثر.

«لهذا سأحميه،» أعلن أحد المدراء الذين يقفون على قمة المدينة. «سأحمي تلك الغرفة المظلمة الممتلئة بظلامٍ لطيف حيث لا يصل إليها ضوء الشمس الساطع. سأحمي ذلك المهد الصامت حيث لن توقظ بانفجارٍ صارخٍ لم تتوقعه. سأحمي شبكة الأمان تلك التي تأخذ وتنقذ أولئك المنزلقين بين الشقوق!! عليها فقط أن تكون جزءًا صغيرًا من هذه المدينة، وعندما يصل الناس إلى مرحلةٍ يريدون فيها الاختفاء من هذا العالم، فلا بد أن يُعطووا مكانًا يأخذون فيه وقتهم ويعيدون اكتشاف أنفسهم. وأنا مستعد أن أنتهك أي حُرمةٍ لأحمي هذا الجانب المظلم. وعلى استعداد حتى أن أصير شيطانًا لا ينتمي إلى هذه المدينة العلمية!!»

هذا المنظور كان موجودًا أيضًا.

كان هناك أشخاص نظروا إلى الجانب المظلم هكذا.

عندما سمع كاميجو توما كل ذلك، شك في أن يفهم ولو جزءًا بسيطًا من المعاناة التي مر بها هذا الرجل. لم يستطع حتى أن يتخيل شعور أن تأتي راكضا لتنقذ الناس فتراهم يغرقون في الرمال المتحركة مرارًا وتكرارًا.

لكن.

حتى مع ذلك.

كاميجو توما لم يشح نظره وقال.


«لا تضحك علي.»


رفضه.

هذا الرجل حَمَلَ أسبابه لفعل كل هذا، ولذلك ستكون وقاحةً أن الشخص الذي جاء لإيقافه يستمر بالتشكيك.

جاء دور كاميجو توما أن يقف في وجه نيوكا نوريتو بكلماته وأفعاله.

«قد قلتَ بنفسك أنك مستعد لأن تصبح شيطانًا.»

«...»

«لذا وبينما تتحدث عن القضاء على المآسي، جعلت نفسك منذ البداية استثناء! كنت تعلم منذ البداية أنك ستضحي بلاست أوردر لتحمي الجانب المظلم، وكنتَ تعلم أن هناك دائمًا أناسًا ستستمر معاناتهم مثل ميدونة!! لن تغيّر شيئًا. قد تظن أنك تتحكم في الجانب المظلم، لكن لا يمكن أن يكون سهلاً ذاك الحد!! قد بِتَّ تحت رحمته!! وحقيقة أنك تخلق مآسٍ جديدة بنفسك هي دليل كافٍ للجميع!!!!!»

كاميجو لم يعلم إذا كان الجانب المظلم يعمل حقًا بالطريقة التي يَدّعيها هذا الرجل.

قد يكون الـ #1 الشاحب يعرف أكثر منه.

لكن كاميجو توما هو من كان هنا الآن.

لذا كان عليه أن يقف في وجه هذا هنا. رغم كل تذمره حول نحسه، كان لا يزال واحدًا من المحظوظين. لأنه لم يتلطخ بالجانب المظلم، أمكنه أن يتخذ نظرة من الخارج عليه الآن!!

«قد يختفي الجانب المظلم اليوم.»

كان عليه أن ينظر الرجل في عينيه.

كان عليه أن يتحداه بشزره.

كان عليه أن يثق في الشكوك التي شعر بها. حجم المسألة لا يغير النتيجة. ماذا رأى حتى الآن؟ لم يستطع أبدًا قبول أن استنتاج المدير نيوكا نوريتو كان صحيحًا.

«لذا لا ينبغي لأمثالك أن يتشبثوا بالظلام. عليك أن تعيد تشكيل مدينة الأكاديمية بحيث تحمي الجميع دون الحاجة إلى جانبٍ مظلم!! انظر، حتى أنك لا تتحدث عن حلٍّ جذري. واضحٌ أن هذا ليس حتى شأن بقاء الجانب المظلم! بل يتعلق بخلق عالم يمكن فيه للناس الذين أنقذتهم من النار والدخان أن يعيشوا حياةً سعيدة خلت منها المعاناة!! لعلّ ذلك حلمٌ مجنون لطفل مثلي، لكنك قد تقدر على تحقيقه الآن بعد أن أصبحت جزءًا من مجلس الإدارة!! أم تراني مخطئ!؟»

كان الفتى بلا مال أو قوة سياسية.

قد يكون من الغريب أنه حتى يقف مباشرة في وجه وحش كهذا.

لكن...

«لا تهرب من ذلك يا نيوكا.»

كان وجهًا لوجه.

واحد لواحد.

صبيٌّ ضئيل عاش ببساطة في المدينة يتحدى أحد المدراء الذين يحكمونها.

لأنه يعلم أن عليه فعلها هنا.

«ما كان عليك أن تلجأ للعنف أبدا. وبالتأكيد ما كان عليك أن تغش معتمدًا على السحر. ما كان يحوجك هو بذل الجهد الصادق الذي لا يتاح لطفل مثلي والذي لا يملك سوى العنف في جعبته. قد لا يكون دراميًا، لكنك كنتَ لتُحرِز تقدمًا، خطوةً بخطوة! حينها تتمكن من تغيير الأمور. توازن قوى الكبار الخفي؟ لأمكنك أن تجعله مرئيًا لو تريد!! سواء رفعت من سقط أو أمسكت من كادوا يسقطون أكثر، على الأقل ما كانت لتكون مثل شبكة الأمان هذه التي فقط تزهق الأرواح!!»

فهمت، كما تمتم نيوكا بينما يصوب مسدسه الأيمن، ولكن ليس نحو كاميجو. «فُويْرِل!! أنشئ منفذًا خياليًا بين Au وCu، أيْ اَلْدَّرْبُ الرابع عشر!!!!!!»

سمع شيئًا يتحطم.

فتاة حمراء بهالة مضيئة تفككت إلى كتلة من الضوء الذي أحرق الهواء في خط مستقيم.

لكن ذلك الصوت لم يكن للفتيات اللواتي يعرفهن كاميجو والنيران تلتهمهن. كان صوت كاميجو وهو يتحرك بينهم ويُدمر الانفجار المميت بقبضته اليمنى.

«ألا يبعث فيك القشعريرة؟» ضحك نيوكا نوريتو. «ليس في جسدك، بل في روحك!! هذا ليس بعلمٍ ولا غير علم. هذا هو معنى أن ترى الذين تهتم لأمرهم يُستهدفون. هذا هو الشعور الذي يأتي عندما تشهد لحظة سلب حياة! لا منطق هنا. لا أفعل ذلك لأنه الصواب. بل هذا كل ما أملكه. لا أستطيع حتى أن أتخيل كيفية إنقاذ الناس بأي طريقة أخرى!!»

«يا إنسان» نادت أوثينوس من على كتفه، بصوت بدا متعجرفًا وبشيء من الشفقة. «لن يفيد الكلام بعد الآن. لا بد أنه يعرف أكثر من غيره أن الأمور قد انهارت بالنسبة له، لكنه يرفض قبولها. قد تخسر بسهولة، إلا إذا جاءك عونٌ من هذا الإله.»

«أوثينوس.»

«سأهديك معرفة حاذقة، لكن عليك أن تقاتل بنفسك. فهل أنت مستعد؟ عرفتك متهورًا لا تتصف بالليونة، لذا أتخيل أنك بدأت تشعر برغبة في إنقاذ هذا الرجل، أليس كذلك؟»

مع صوت مكتوم، قبض ذلك الصبي الضئيل قبضته اليمنى لأجل أن يخرج منتصرًا في مواجهة الإرادات هذه.

«إذا...» زأر كاميجو توما، متجاهلاً مدى نزيف جسده. «إذا كانت هناك فرصة!!»

«عليك أن تفعلها بنفسك. أظهر له القوة التي استخدمتها مرةً لإنقاذ هذا الإله.»

  • الجزء 4

رفع نيوكا نوريتو مسدسَيْ الاغتيال.

كان فتًى واحد يتجه صوبه.

كان لدى الرجل أربعة براميل زجاجية. الفتيات الصغيرات بداخلهن –اللواتي يمكن تلوينهن بأي لون بسهولة– كُنَّ عدد الأوراق التي لديه في يده. فما الذي سيضعه في تلك البراميل؟ كيف يهزم هذا الفتى فيهرب؟

نار؟ ماء؟ رياح؟ أرض؟ أو غيرها من القوى؟

عليه أن يفكر.

وابتسم المدير الشاب بهدوء.

ترك.

أسقط تلك المنتجات السحرية الغريبة وقبض يديه الفارغتين بإحكام مقبضًا.

لأول مرة، بدا أن الفتى والشخصية الصغيرة على كتفه مذهولين.

بمجرد أن اصطدمت مسدسات الاغتيال الملتوية بالأرض الصلبة، تحرك الرجل.

مزق الهواء مندفعاً إلى الأمام.

«ورطة يا الإنسان!!»

«أعلم!!»

كان هذا عضواً سابقاً في فرقة الإنقاذ النخبوية. بافتراض أنه حافظ على قوته البدنية الهائلة، فإن فتى ثانوية عادي مثل كاميجو توما لن يسعه شيء ببدنه. وكانت قوته الإماجين بريكر مجرد قبضة دامية في غياب الخوارق.

نعم.

هذا كان أفضل خيار ممكن.

لقد واجه هذا الفتى قوة المصنف 1 أقوى الأسابر في المدينة الأكاديمية وواجه سحرًا مطلقًا لإله سحري حقيقي، لكن أكثر ما كان يخشاه هو فنون قتالية عادية يمكن لأي أحد أن يتعلمها.

«أوه.»

لكن لا رجعة الآن.

كان نيوكا نوريتو ينوي الفوز حتى لو تطلب ذلك التخلي عن كبريائه. كان يتحدى الفتى باستخدام جسده كعضو في فرقة الإنقاذ وليس ساحراً أو مديرًا في مجلس الإدارة.

لقد دفعه كاميجو توما إلى هذه النقطة.

هذا هو نيوكا نوريتو الذي تمنى رؤيته أكثر من أي شيء.

فكيف عساه يتراجع الآن؟

كيف عساه يترك مسافة معقولة ويتصرف بحذر ويواجه الرجل بذكاء؟

«أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!!!!!!»

زأر وتقدم ومضى إلى الأمام.

تقاطعت قبضتان بكامل القوة في الهواء.

تبع ذلك صوت مكتوم.

كاميجو توما سمع الصوت يتردد في جمجمته أكثر من أذنيه.

في منافسة خالصة للقوة البدنية، لم يكن له أي فرصة ضد الرجل.

قبضة نيوكا قد ارتطمت بخده، لكن قبضة كاميجو لم تشعر بأي شيء. تخطت وجه خصمه القوي.

لقد فشل في توجيه الضربة المعاكسة.

لكن.

«أحسبتَ...»

رغم أن دماغ كاميجو توما كان مشوشًا، إلا أن قبضته لا تزال تتحرك.

فقال.

«.....أنها مجرد لكمة؟»

«ء!؟»

كانت ركبته ترتعش سلفًا ولم يكن لديه القوة الكافية لتوجيه هجوم عنيف.

لذا ببساطة فتح قبضته المشدودة.

تحديدًا، كشف عمّا كان مخفيًا في راحة يده بجوار وجه الرجل. كان دَمُه. نقر أصابعه ليُطلق قطرات الدم التي غمرت كامل جسده.

لكن.

حتى هذا قد يستخدم لإعماء العدو إذا أحسنت استغلاله.

«آسف على الحركة الرخيصة.»

«تشه!!»

أخذ الرجل بأصابعه يمسح الدم من عينيه وهز رأسه، ولكن الفرصة فرصة.

الدم يتجلط، خاصة عند تعرضه للأكسجين أو الكائنات الحية الأخرى.

«من اللحظة التي سمعتُ فيها أنك كنت في فرقة إنقاذ، عرفت أنني لن أغلبك في مواجهة بالأيدي. لذا كان عليّ أن آتي بطريقة للفوز، ولو كانت قذرة وغير شريفة. تمامًا كما فعلتَ أنت!!»

بعد أن تهشّم رأسه، ما كان لكاميجو القوة الكافية للبدء من جديد من الصفر.

 

لكنه مع ذلك جَمّع ما تبقى له من قوة.

«لكن إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها حماية الذين أهتم لأمرهم...»

ما استطاع نيوكا نوريتو أن يرى، لذا اعتماده على أذنيه أولوية.

وإن كان كاميجو يخشى فنون القتال الخالصة، فعليه أن يحرص أن خصمه لا يستطيع استخدامها. لكن نيوكا لم يكن يستطيع الزحف بحثًا عن الأدوات الروحية الملقاة على الأرض بينما هو أعمى. إذا أراد الفوز، فعليه هو أيضًا الاستمرار في استخدام قبضتيه.

«....وإذا كنتَ قد حبست نفسك في قيودٍ غير موجودة صنعتها....»

لكن هذا كان بالضبط ما أراده كاميجو.

مهما كان مقدار الفهم المتبادل بينهما الآن، لا يزالان خصمين. ما كان لكاميجو أن يترك الرجل يماطل حتى ينهار من فقدان الدم، لذا فتح فمه ليضمن أن ذلك لن يحدث. استخدم الضوضاء وصوته ليوجه نيوكا نحوه. لأنه كان ضعيفًا جدًا حتى يندفع بنفسه نحو الرجل.

وهذه المرة، سيُوَجّه الضربة القاضية حقًا.


«إذن، لأدمرنَّ هذا الوهم!!!!!!»

كانت هذه اللكمة أقصى ما يستطيع.

بعد أن شعر بالارتداد في معصمه ورأى الرجل يسقط على الأرض، سقط كاميجو توما على ركبتيه ثم انهار بجانب الرجل.

  • الجزء 5

الهزات القوية وإطلاق النار توقفا في لحظة ما.

كان الوحش أبيض الشعر أحمر العينين المسمى أكسلريتر جالسًا على الأرض بظهره مستندًا على الباب السميك لغرفة الاستجواب السرية. كانت إحدى ساقيه ممدودة والأخرى مثنية، وقد وضع ذراعيه حول ركبته بينما ينظر إلى السقف. في هذا الوضع، تأكد #1 الأكاديمية من أن شيئًا ما قد انتهى.

ذلك الوحش لم يخطو خارج هذا الباب أبدًا.

رغم أنه أمكنه محو هذه المعركة البائسة في أقل من ثانية إذا استخدم قوته الأقوى في المدينة الأكاديمية.

‹ ‹إي هِي هِي. أمتأكد أن هذه فكرة جيدة؟››

«اخرسي.»

وما كان من شيء أزعج من إغواء الشيطان. وفجأة بينما كان يهمس في الهواء الفارغ، شعر بشيء.

لم يكن صوت صرير، ولكنه كان إحساسًا واضحًا وصل إلى ظهره المضغوط على الباب.

‹ ‹انتهى، تقول ميساكا وميساكا تُعلمك.› ›

«...»

‹ ‹هل تسمع ميساكا؟ هذا الباب سميك، لذا ربما لا تسمعني.› ›

«أوه، اصمتي. أوعليَّ أن أرد على كل صغيرة تقولينها؟»

بعد تنهدٍ هادئ، أجاب أخيرًا.

"الجو" لم يكن شيئًا ملموسًا. حتى أجهزة مدينة الأكاديمية التي يمكنها قياس حقول انتشار AIM الخفية التي يطلقها الأسابر لم تستطع اكتشافها.

لكن.

هذا الحوار غيّر شيئًا بالتأكيد.

‹ ‹لا مجال أن نوقفك، صحيح؟ تقول ميساكا وتسألك ميساكا رغم علمها بالإجابة.› ›

«لستِ راضية؟»

‹ ‹إذا كان هذا ما قررته، فإن ميساكا ستوافق.› ›

ربما لم تكن تلك العبارة الطيّعة أمرًا لطيفًا عندما تفكر في الطريق الذي سلكته النسخ للوصول إلى هذه النقطة، لكن أكسلريتر اكتشف اختلافًا بسيطًا في هذا.

القوانين والأخلاق.

تعريفات الحظ والشقاء لدى العوام.

لم يكن لهذا أي علاقة بتلك القيم الراسخة. لم تكن تطيع كلمات أكسلريتر كأمر، بل تُقيّمها بنفسها وتقرر ما إذا كانت تتفق معه أم لا. كان هذا الأمر دقيقًا وصعبًا التعبير عنه بالكلمات، ولكنهما كانا مختلفين تمامًا. لاست أوردر كانت تسمع ما يقوله أكسلريتر وتختار إما الموافقة أو الرفض.

الوحش الأبيض قرر أنه لن يسمح بتغيير هذا.

الشيطانة العائمة أمامه ابتسمت دون أن تقول كلمة.

«ذلك هو الأفضل.» تحدث بهدوء بينما وضع القطعة الحاسمة أمام الملك. «هذه الحادثة أظهرت لي أن إرادتي يمكن أن تصل إلى كل جزء من هذه المدينة ليعملوا نيابة عني. فيني أن أرى وأتحرك في المدينة كلها بينما أبقى وراء القضبان.»

نعم.

كانت مدينة الأكاديمية وكرًا لأبشع الخلق. كان هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يُنقذوا حتى عندما حُلّت حوادثهم بنجاح، وهناك الكثير من الحمقى الذين سيظلون حمقى حتى يوم مماتهم.

لكن هناك أيضًا من سيقدمون له ما يريد.

لم ينتمي الجميع إلى فئة خاصة مثله. المعلمون العاديون سيرتدون دروعًا مضادة للرصاص ويندفعون إلى مسرح الجريمة وهم من الأنتي-سْكِل، والمسعفون سينقلون المصابين إلى المستشفيات، والأطباء سيؤدون الواجب. ولم يكن الأمر محدودًا بهؤلاء المحترفين. الطلاب والموظفون العاديون سيعملون على قمع الفوضى ويبحثون عمّا إذا كان هناك شيء يسعهم فعله دون الاعتماد على موهبة خاصة.

لم يكن على الجميع مواجهة الأشرار بقبضاتهم.

يمكن للناس أن يظهروا قوتهم فقط بتمهيد الطريق للأبطال الذين سيحمون حياة الناس العادية ويتحركون كلما رأوا مشكلة. كان هناك أحداث درامية تجري في كل مكان، والذين يجمعون هذه القوة العظيمة لم يكونوا على علم بما يحققونه. الذين يستطيعون القيام بالأمور العادية كانوا أقوياء بطريقتهم.

ولقد شعر بذلك هنا.

ربما لم تكن المثالية كافية وربما كانت الحقيقة قاسية، لكنه شعر بأن هذه المدينة تستحق الثقة.

«لذا، هذا للأفضل. حان الوقت لأن أتخلى عن لقب "الوحش الأبيض". ليس إلا اسمًا فُرِض علي، وقد حان الوقت أن أخلع هذا الزي الممل الذي أجبروني عليه. كيف أدّعي أنني الأقوى حقًا إن لم أتمكن حتى من فعل ذلك؟»

‹ ‹...› ›

«لا عليكِ أن تبقي معي. اخترتُ هذا الطريق لنفسي، فاختاري أنتِ طريقًا آخر لنفسك. وما إن تشعري بهذا الحمل يثقلك، فتخلصي مني وانسيني.»

‹ ‹ميساكا ستزورك. يمكنها أن تختار لنفسها وهي تختار أن تزورك كل يوم! تقول ميساكا وميساكا لا توقف رجفتها!!› ›

«حمقاء»، تلفظ أكسلريتر.

لكن الشخص الوحيد الذي رأى وجهه في تلك اللحظة كانت الشيطانة الخارقة.

كانت هناك مرآة خاصة على جدار غرفة الاستجواب، لكنه لم ينوي النظر إليها إطلاقاً.

لا أحد يمكنه أن يفهم.

هناك طرق عديدة لتشكيل الروابط بقدر عدد البشر. فما الخطأ في أن يكون لكل شخص طريقته الفريدة؟

لم يستطع إيقاف دموع الفتاة دون أن يدعها تتكئ عليه، لكنه لم يستطع أن يقيدها بكلماته أيضًا.

لذا، كان لهذا الإنسان شيئًا واحدًا يقوله.

وكان قولاً قاسيًا لا يفهمه سواهما.


«لن أنتظرك.»

  • ما بين السطور X

هممم.

نعم، أظن هذا يكفي ليوم واحد.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)