-->

الفصل الأول: كوب بودينغ يُنهي العالم

(إعدادات القراءة)

م.م: صنعنا نسخة معربة للمهتم، تلقونها في نسخ التحميل... شوق وميسونة


==========


انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

طقطقةٌ واضحة صدت في الأرجاء.

حدثت في وقت الاستراحة القصير بين امتحانات المنتصف الدراسي في توكيوداي.

ووعاء البودينغ كان فارغًا.

ويا حسرتها، كان هذا هو الأخير.

وانفجرت ميساكا ميكوتو وشوكهو ميساكي على جانبي ذلك العنصر الخطير.

أعلم أنكِ أكلتِه، لذا أحسن لك تذهبي وتشتري لي واحدًا جديداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!!!

في الحي السابع من مدينة الأكاديمية.

وتحديدًا،  في [الحديقة المدرسية]، منطقة خاصة تضم عدة مدارس مرموقة للبنات.

كان من المفترض أن تكون إعدادية توكيوداي مركزًا لهذه البيئة المليئة بالرقي والآداب الرفيعة، ولهذا السبب بدت الصرخات قبيحة لا محل لها في فناء المدرسة الأخضر والراقي. إنّ سترات البيج البلا أكمام والبلوزات البيضاء قصيرة الأكمام والتنانير الرمادية الداكنة بلا شك جزءًا من زي توكيواداي الرسمي، ولم تكن ميكوتو وشوكهو ترتديانها لعبا وتقليد، بل كانتا طالبتين حقيقيتين، ومع ذلك تتصرفان هذا التصرف.

وزميلتهما الأصغر ذات شعر القرنين شيراي كوركو (وعلى فمها بقعة من الحلوى الكراميلية) ابتسمت بمرارة وهي تتدخل.

「ا-اهدءا أنتما. أعلم أن ذاك كان نوعًا نادرًا وفاخرًا من البودينغ تطَلّب الوقوف في طابور طويل لكسبه، لكن أغلب المدارس لا تسمح لطالباتها بأكل الحلويات داخل الحرم حتى وإن كانت ساعة الغداء. لذا بدل أن تندما على هذه الفرصة الضائعة، لِمَ لا تكونا شاكرتين لنعمة أكل حلوى كهذه كل يو—」

وبضغطة زر على الريموت، غسلت شوكهو دماغ شيراي فتجمدت في مكانها ثم أطلقتها ميكوتو بطلقتها الريلغن لتطير في السماء بسرعة تفوق سرعة الصوت ثلاث مرات.

صدقًا، لَوۡلا أنها منحرفة، لقتلها ذلك.

ثم لفّت ميكوتو وشوكهو رأسيهما نحو هوكازي جونكو ملفلفة الشعر والتي حاولت التدخل مثل الفتاة التي أصبحت الآن مجرد نقطة لامعة في السماء في وضح النهار. كانت حركتهما المتزامنة توحي لِمَن تتفاهمان جيدًا جيدًا جدًا.

「「عندكِ قول؟」」

「ل- لا، ما كنت لأفكر حتى」

وكالعادة، تراجعت الفتاة الملفلفة بحكمة، ومع ابتسامة. رغم أنه لو سمحتا لها بالكلام لربما تذكرتا ما الذي كان على فم شيراي قبل أن تُقذف بعيدًا.

وما كان البودينغ إلا القشة.

فكل إحباطاتهما الماضية أخذت دورًا في هذا النزاع.

شعر قصير × شعر طويل.

ظرافة × جمال.

شورت × بانتس.

قطط × كلاب.

عطلة الصيف × عطلة الشتاء.

الصواريخ النارية × الشرارات اليدوية.

القادرة على أداء قفزة خلفية × التي ينتهي أمرها تركل قدميها.

كاري اللحم البقري × كاري المأكولات البحرية.

بلايستيشن هاي-الترا × رسمة عادية.

وأخيرًا، وليس آخرًا: عدم تصلب الكتفين × تصلبٌ مستمرٌ أبدي.

بمعنى آخر، مسطحة × منهدة.  

للأسف، لن يتوحد البشر أبدًا. مهما تفاهموا وحاولوا، هناك أناس وُلدوا غير قادرين على الانسجام مع بعضهم البعض.

وهكذا صارت هذه الشرارة الأخيرة.

بدأت المواجهة المباشرة بين ميساكا ميكوتو وشَوكُهو ميساكي.



رنّ رنينٌ معدني خافت.

جاء من عملة أركيد قذفتها ميساكا ميكوتو بإبهامها. سلاح ثالثة المدينة الأكاديمية الفتاك ما كان ليظهر أي رحمة من البداية.

بمهارة متقنة، أخذت العملة بظفرها، ثم...

「أي حمقاءةٍ أنتِ تحفظين بأكبر أسلحتك أمام الزعيم الأخيييييييييييييررررررر!!!」

مزق المعدن الهواء بسرعة تفوق الصوت ثلاث مرات. كانت سرعتها وقوتها التدميرية هائلتين لدرجة أن الاحتكاك رسم مسارًا برتقاليًا ثم اختفت العُملة من بعد 50 مترًا.

تلك هي هجمة ميساكا ميكوتو المطلقة، #3 المدينة الأكاديمية.

أي ضربة مباشرة منها تُحتّم الموت... (إلا إذا كان المستهدف منحرفًا متدرّبًا جيدًا.)

لكن...

「هيهي ☆」

ظلت البسمة لم تفارق شوكهو لمّا ضربت العملة منتصف جسدها، قرب سُرّتها، مما جعل جسدها يلتف كالإعصار...

فتلاشى ظلها كما لو كان ضبابًا غير طبيعي يتبدد.

وكانت شوكهو واقفة على بعد 5 أمتار من نقطة الاصطدام.

فهل أخطأت ميكوتو؟

خُدِعَت؟

ضغطت ملكة توكيواداي بشفتها طرف ريموتها وقالت.

تلك عبارتي-يوكو

「نن؟ غسيل دماغك الخبيث ما كان ليعمل عليّ. فكيف صنعتِ هذا الوهم ويفترض أن حاجزي الكهرومغناطيسي اللاإرادي يصد قوتك؟」

「شكرًا على قدرة التفسير المفصل ☆ ولكن ما رأيك ما حدث هنا؟」

إن لم تضيع ميكوتو شيئا، فإن ما رأته ليس بمنطقي.

أخذتها ثانيتين بل أقل لتصل إلى الإجابة الصحيحة.

「آه، فهمت. ذاك وهم لم ينبع من عقلي. أنتِ لم تخرقي القواعد. بل ببساطة سَيۡطرتِ على كل الفتيات من حولك وأجبرتِ إحداهن على استخدام قدرة عارضة للصور!! (صاعقة محطِمة!!)」

「ف-فعَلَتۡ؟!」 صرخت هوكازي جونكو، وقد ارتسمت على وجهها صدمة متناقضة صارخة.

ودوّرت شوكهو ريموتها بمرح.

「صحيح ☆ ميساكا-سآان، ما عساي إلا أن ألاحظ أنكِ تواصلين شرح كل شيء بالتفصيل حتى وإن لم يطلب منكِ أحد ذلك البتة. لا يكون تحبين حركات مانجات الشونين؟ ويا هوكازي-سان، في أي جانب أنتِ بالضبط؟」

لا تستهينوا بنجمة توكيواداي. كانت فتاةً يمكنها تجاهل نظرات البائع الحادة وتقرأ المجلات لساعات داخل المتجر دون أن تشتري.

ملصقٌ يمنع ذلك؟ تلك الطاغية ببساطة ستزيله.

توكيواداي لم تكن تضم حتى 200 طالبة، لكن كل واحدة منهن كانت على الأقل في المستوى الثالث.

وبضغطة زر واحدة على الريموت، تغسل شوكهو أدمغة أي أحدٍ (باستثناء ميكوتو)، مما يعني أن عدد وتنوع القدرات في يدها وما تقدر كان حرفيا أعلىٰ مما تُبديه.

بدأت بثلاثين أو أربعين فتاةٍ أعينهن مهجورة.

وقفن حول ميكوتو تُحِطنها من كل الجهات.

وإن لم ينجح العدد، فببساطة تستدعي شوكهو المزيد والمزيد.

「أنتِ ولُعَبُكِ الصغيرة... لا أظننا نتفاهم أبدًا」

「الآن تدركين؟ آخ، وهذا ليس بالقول اللطيف إطلاقا. هذه "اللُعَب" تتضمن مستويات 4 مثل كونغو-سان」

ولكن في كل مرة تتكلم فيها شوكهو، كانت تحرص على هزّ صدرها العارم مفتخرةً.

「البطلة يُفترض أنها تأخذ وقتها في رفع مستواها، لا أن تكون شريرة بذيئة!」

「وماذا عنكِ؟」

بوينغ، بوينغ، بوينغ، بوينغ – وما توقف.

هل هي – بوينغ – حقًا طالبة – بوينغ – في الإعدادية؟

「لو أردتِ أن تكوني البطلة الغاضبة، فلماذا تتصرفين مثل ملك الشياطين الذي يرسل كل قواته فورًا ويحرق قرية البطل بداية القصة؟」

「.....」

「صدقا، ما وثقتِ أبدا في الآخرين قط، ودائمًا تحاولين حل كل شيء لوحدك، لذا لربما أنتِ أنسبُ ملكةً للشياطين من بطلة تشكل فريقًا وصُحبة」

بوينغ، بوينغ، بوينغ، بوينغ، بوينغ، هز، بوينع، بوينع، بوينع، بوينع، هز بوينع، بوينع، بوينع، بوينع، هز بوينع!

「آغغ، كتلة الدهون ذي ما تتوقف!!؟」

「ل-لا تمسكينها وأنتِ تبكين!؟」

حتى أقوى إسبرة نفسية ما استطاعت أن تتنبأ بالحالة الذهنية للفتاة المسطحة والتي كانت الآن تبكي دموع الدم. بعد لحظة، دفعتها الـ #5 بيدها بعيدًا وتراجعت، وقد احمرّ وجهها خجلا.

لهذا السبب لم تستطع ملكة توكيوداي التفاهم معها أبدًا!!

شرارات كهربائية انطلقت من غرة ميكوتو بينما تُجمّع حبيبات الحديد المغناطيس في يدها اليمنى متخذةً شكل سيف أسود يهتز بسرعات عالية.

للمنتل-آوت سيطرة على الجماعات، وللريلغن مجموعة متنوعة من الأساليب القتالية الفردية.

لكن ميكوتو توصلت فورًا إلى الحل الأمثل: الانسحاب الفوري.

(تشه. أيا كان من تُسيطر عليه هنا فهو مكسبٌ لها. وكل بطاقة من بطاقاتها مضمونةٌ ندرتها أو أعلىٰ، لذا مواجهتها هنا في توكيواداي لغباء!!)

「اسحقوها!!!」

أعطت شوكهو أمرها في نفس اللحظة التي استخدمت فيها ميكوتو قواها المغناطيسية لتقفز إلى أقرب جدار مبنى مجاور؛ مثبتة قدميها عليه.

موجات صدمة ولهب نافث وتحريك ذهني وكتل جليدية ومعادن صدئة خطيرة وجاذبية.

تنوعت الهجمات فمزّقت جدران المدرسة بسهولة لكنها لم تحلق ميكوتو الهاربة. قفزت من مبنى وآخر محاولةً الخروج من أراضي المدرسة بأسرع ما يمكن.

  • الجزء 2

「همم」

「ملكتي؟」

ما عادت الحكاية حكاية بودينغ. شوكهو ميساكي تعلم أنها لن ترضى إلا بحسم الأمور مع تلك الفتاة نهائيًا.

دون أن تجيب علىٰ سؤال هوكازي جونكو (والتي تحدق بعيون خاوية من تأثير غسل الدماغ، نتيجةً لعدم تسامح الملكة الباكية الحزينة مع أي خيانة عاطفية)، دوّرت شوكهو الريموت.

لم تقتدر على التحكم مباشرة في ميساكا ميكوتو بقدرتها المنتل-آوت.

حاولت توجيه الريموت نحو الأرض فَلَمۡ تتلقَ استجابة. أمكنها عادةً أن تقرأ بقايا الأفكار من آثار الأقدام، لكن شيئًا منعها من ذلك هذه المرة.

(أتراها تحرق تيارا كهربائيا ضعيفا في الأرض فتدمر بذلك بقايا الأفكار؟ مثلها مثل تلك الأدوات التي تمحو المعلومات الشخصية من الرسائل عبر ختمها بمجموعة عشوائية من الحروف والأرقام☆)

بعد سلسلة من التخمينات، وجهت شوكهو الريموت نحو هوكازي.

『أعلم أنكِ أكلتِه، لذا أحسن لك تذهبي وتشتري لي واحدًا جديداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!!!』

أُعيد تشغيل الحوار السابق في عقل شوكهو دون مشاكل.

الازعاج الغريب الصادر من جسد ميكوتو أو صوتها لم يؤثر بذلك.

「إذن لا أستطيع التحكم أو قراءة أي شيء من عقل ميساكا-سان نفسها، ولكن يمكنني استخراج أي شيء شاهده أو سمعه طرفٌ ثالث」

「؟」

أمالت هوكازي رأسها محتارةً لا تدري ما تقول.

قد تراه بسيطًا، لكن معرفة حدود قدرتها كان أمرًا بالغ الأهمية. شوكهو أرادت أن تفهم بوضوح ما تستطيعه وما لا تستطيع قبل أن توقع نفسها في موقف حرج. فلذلك الأولوية على ملاحقة ميكوتو.

ولها أن تبدأ مطاردتها في أي وقت. حقًا، أستطيع.

(من غيرها؟)

ما القطع الأخرى التي تستخدمها غير هوكازي؟ ففي زمرتها الكثير من الفتيات، لكن إعطاءهن أوامر عادية لن يجدي إذا كانت أخلاقهن أو خوفهن الفطري من ميكوتو يعوق.

غسل الدماغ بالكامل سيكون أكثر ضمانًا.

وضعت شوكهو طرف الرموت على ذقنها النحيف.

「كوباياشي-سآان」

<أنا قريبة>

رنّ صوت مباشر في عقلها.

تلك كوباياشي ساتوري، متخاطرة وواحدة من مستشاري زمرة الشوكُهو.

ولكن...

「.....لماذا تختبئين؟」

<رأيتك متحرقة لهذه المعركة؛ كأنكِ سوف تغسلين دماغ كلَّ من ترينها "تحسبًا". لأنني أعرف ملكتنا لا تؤمن بخَيرِ طبيعة الإنسان.>

تشه، نقرت الشقراء لسانها مستنكرة.

أبصرتها كوباياشي تمامًا وتفطنت.

<سألاحق ميساكا-ساما وحدي وأبلغكِ ما إن أجدها. ولما وأربطها تخاطريا، يمكنني تتبع موقعها. في العمليات العسكرية، المعلومات سلاحٌ أشد من النار. وكل أسلحة العالم سقيمةٌ إن لم تُصِب هدفها.>

「افعلي☆」

<وإن لزم، فسأظل صامتة على الرابط لأتجسس على أفكار ميساكا-ساما. أرىٰ أن القدرة على التنبؤ بأفعالها سيفيدنا جدا.>

「لا أنصحك بذلك. فهي تعيش في عالم ثنائي تحادث فيه مع الآلات كما تحادث الناس. التنصت بعمق إلى أفكارها قد يملأ عقلكِ بضوضاء وبياناتٍ لا تُقرأ؛ فتخرب عقلكِ في الأخير」

أوكان صمت كوباياشي دلالةً أن ذلك أخافها؟

القواعد الأساسية كانت كالتالي:

المنتل آوت لا تعمل ضد ميساكا ميكوتو، لكن يمكن جمع معلومات الشهود من أطراف ثالثة.

هوكازي جونكو ستشارك في المحادثة، لكن عقلها انغسل حتى تجيب بنعم على كل شيء.

شوكهو ستغسل دماغ جميع حلفائها. أصحابها وأحبائها أم لا فذلك موضوع مختلف.

「حسن يا هوكازي-سان، لنبدأ هذه المطاردة☆」

「سمعا يا ملكتي」

  • الجزء 3

هي تعلم كيف تحرك قطعها.

حان الوقت أخيرًا لكي تلعب #5 على رقعة الشطرنج أيضًا.

「إلى متى تهربين مني، ميساكا-سا-!!」

بدأت شوكهو تطادر ميكوتو، ولكن في خطوتها الثانية فقط تعثرت وسقطت على وجهها.

فهي (وإن لم تعترف أبدًا) لم تكن رياضية البتة.

صرخت ملكة توكيواداي في الأرض منبطحةً على وجهها.

「هوكازي-سان، ساعدي!!」

رفعت الفتاة ملفلفة الشعر ملكتها المحبوبة على كتفها وبدأت تجري بسرعة تفوق سيارة كهربائية.

「هيه، مم، هلّا تركضين بقدرة أنيقة؟!! [1] تبدين كقاطع طريق يخطفني إلى وكره!!」

كان على الملكة المُحمّرة والخجولة أن تمسك بتنورتها المتطايرة. قد غسلت دماغ هوكازي وأمرتها، لكنها مع ذلك تشتكي كطفلةٍ مدللة كانت.

إنّ حديقة المدرسة موطنٌ لكثير من مدارس الفتيات الفاخرة المخملية.

وكانت هوكازي أسرع من كل الناس على الأقدام؛ حيث أنها تعزز عضلاتها بالإشارات الكهربائية، لكن ميكوتو وصلت إلى سرعة لا تُصدق بقفزاتها الهائلة؛ مستعينة بالمغناطيسية لتسحب نفسها نحو أعمدة الإنارة والسيارات المتوقفة على جانب الطريق.

لكن قدرتها ليست بالمثالية.

لم تقدر ميكوتو على لصق المغناطيس بالجدران إلا لوجود الإطارات الفولاذية وحديد التسليح بداخلها. وينطبق المبدأ نفسه على أعمدة الإنارة والسيارات، بمعنى أنها لن تقدر على استخدام الأخشاب أو أكوام الطوب. قد تراها تتحرك بسهولة، لكنها بذلك تخاطر بحياتها. فأيُّ خطأ في التقدير مآلها الهلاك ساقطةً من ارتفاع قاتل.



وفي هذه الأثناء.

اتخذت ميكوتو منعطفا بعد هربها.

كانت داخل غرفة صغيرة(؟) بحجم كشك هاتف.

『اسحقوها!!』

والتي سُحِقت الآن تحت الأقدام.

قدمٌ مائية شفافة بطول 3 أمتار سقطت من الأعلى فدعست الكشك. كان الماء أسهل عليهن حيث أن حساب كثافته النسبية المساوية لـ 1 تكفي لأن تعرف كم كمية من الماء تحتاج حتى تُحدِثَ قوةً قاتلة.

「تبا، هل سيطرت شوكهو على وَنّاي-سان من فريق السباحة؟!」

قفزت ميكوتو خارج الكشك في آخر لحظة، ثم نقرت بلسانها واستأنفت الهروب.



#5 تعلم أن وَنّاي كينوهُو ستكون خصما مزعجا. ولهذا استهدفتها.

وبجوار شوكهو، وقفت بنت ملابس السباحة سوداء الشعر أواتسوكي مايا (مغسولة الدماغ) فشرحت الموقف بسلاسة.

「ذاك الكشك متصل بكابل اتصال خارجي. يبدو أنه خط طوارئ مباشر إلى الأنتي-سۡكِل」

「مم」

هناك أشياء لا تلحظها حتى وإن عشت في الحديقة المدرسية. أو لعلَّ أن الملكة لم تهتم ذَرةً ما يفعله عمال النظافة والحراس.

فمثلا، في العالم خارج المدينة، قد تنشأ مراكز شرطة داخل محطات القطار والمتنزهات الترفيهية والملاعب وغيرها من المرافق العامة، حتى ولو كانت ملكية خاصة. لذا ليس مستغربا أن يكون للأنتي-سكِل بنية تحتية مماثلة داخل الحديقة المدرسية.

وبالطبع، من المتوقع أن يكون كامل الطاقم من المُعلمات حصرًا.

(ولكني أراهن أن الأمر تطلب الكثير من قدرة الاتصالات لتجهيز ذلك.)

「إذن، أوكانت تحاول استدعاء الأنتي-سكل طلبا للمساعدة؟ هه هه. آهـ هَهَهَهَهَهَهَهَه!! آخ يا ميساكا-سان، أوحسبتِ حقًا أن مثل هذه التفاهة تكفيك للهروب من براثن المِنتل-آوت؟!」

<قولكِ "براثن" بتلك النبرة تبديك فعلاً وكأنكِ شريرة.>

「كوباياشي-سااان☆」

كانت قوة هوكازي تكفي للإمساك دراجة نارية فتُهشّمها إلى حجم كرة قدم، لكنها لم تستطع استخدام هذه القوة المدمرة إلا بتلامس جسدي مع الهدف.

「لكن هوكازي-سان ليست بطاقتي الوحيدة في مجموعتي. انتبهي، ميساكا-سآاان، فوراءكِ إسبراتٌ عاليات المستوى يلاحقنكِ الآن!!」

「آعع، ما هذا، فيلم كوارث شغبي؟!」

  • الجزء 4

ميساكا ميكوتو انتفضت وصاحت.

وكانت #5 قريبة كفاية لتسمع.

(يا ربي، أكره قدرتها تلك وكيف تستخدمها!!)

قفزت ميكوتو على سطح شاحنة واخترقت أنظمتها فجعلتها تتقدم لتسُدَّ مدخل أحد الأزقة. قفزت إلى الأرض قبل أن تصل الإسبرات الكُثُر وتمسكن الشاحنة وتقلبنها، واستغلّت ميكوتو هذه الثواني الإضافية للهرب. زرعت قدميها مغناطيسيًا على الحائط وفرّت إلى سطح أحد المباني. كررت هذه المناورات البسيطة لتفلت بالكاد من بحر الأسابر.

لكن صوتًا هازئاً وصلها من وراء.

「تحسبين أنكِ تهربين مني بالجري وحده؟ كل الناس يتعبون في النهاية. فليس لديكِ محرك حركة أبدي!」

「تحسبين الكل يتعب في بضع ثوانٍ مثلكِ يا بطيطة!」

「كيف تتجرأين وتدوسين على قدرة كرامتي كأنك تنزلين تطبيق مجاني!!」

بينما كانت ميكوتو تتقدم، قفزت قفزة تدفعها المغناطيس.

اجتازت بوابة الحديقة المدرسية.

「تشه! هربتُ للخارج. رغبتُ حقًا لو أنهي هذا داخل الحديقة إن أمكن」

أمرت شوكهو هوكازي أن تغير موضعها من حَملة الظهر لتحملها حَملَ الأميرة بين يديها بينما تعبران البوابة.

وحينها سمعت الملكة هدير محركات المروحية. وبينما تهرب ميكوتو في أسفل، اندفعت عدة قطع معدنية حادة من الأعلى.

تلك كانت مجموعة كاملة من مروحيات [الأجنحة الستة] الهجومية غير المأهولة.

(لم تستخدم خط الطوارئ لتنادي الأنتي-سكل؟! اللعنة، ميساكا-سان، اخترقتِ أكثر ما يزعجنا؟!)

رفعت شوكهو ريموتها تفاعليا صوب التهديد القادم، لكنها أدركت أن فعلها هذا عبثيٌّ ضد الآلات.

هي أقوى إسبرة عقلية.

لكنها لا تفيد إطلاقا ضد الآلات والحيوانات غير الإنسان.

「أه لا!!」

رغم أنها تُحمل حَمل الأميرة، تلوّت شوكهو بعنف تحاول الهرب خلف غطاء يحميها، مما جعل هوكازي تتعثر. ثم قفزت فتاة الشعر الملفلف نحو آلة بيع وهي تحمل الملكة تحت ذراعها. وما إن فتحت المروحية أذرعها الستة حتى مزقت رشاشاتها جدار مبنى متعدد الطوابق فحوّلت آلة البيع إلى خردة معدنية. نجت شوكهو وهوكازي بأعجوبة، لكن ذلك الدرع ما كان ليحميهما مرةً بعد. وإذا أطلقت تلك الأذرع قذائفها، فلن يتبقى سوى حفرة مشتعلة. لم يكن أمامهما سوى ثوانٍ قليلة قبل أن تعيد المروحية التصويب نحوهما. استغلت شوكهو ذلك الوقت لتوّجه الريموت نحو المدنيين العاديين في المنطقة. فاستجاب عدد من الأسابر ورفعوا كفوفهم نحو السماء.

كان عليها فقط أن تسقطها قبل أن ترمي النار عليها.

「؟」

ثم عبست.

『سأموت بسعادة وأنا أقاتل بأمرٍ من فتاةٍ ظريفة. هَهَهَه☆』

『هيه، كيف دخلت عالم الخيال في هذه الحالة الطارئة—غااه؟!』

يبدو أن شوكهو غسلت دماغ أوغامي بيرس وفوكيوسي سيري وحوالي 10 أسابر آخرين، ولكنهم لم يهاجموا بالنار أو الجليد.

رأت منهم أيادٍ مرفوعة ووجوها عاسبة تركز ولكنهم لم ينتجوا حتى نسمة هواء خفيفة.

نقرت ملكة توكيواداي لسانها عندما أدركت السبب.

ثم أمرت هوكازي أن تختبئ خلف شاحنة قريبة وقالت.

「صفر وصفر وصفريٌّ آخر؟ أكُل الناس هنا أسابر عديمي الفائدة أو بالغون عُزّل؟! آااخخخ، أين ذهب حظي؟! كل هؤلاء مجرد بطاقات عادية أو أدنى!!」

「اعتدتِ على تجاهل مثل هذه الأمور. لكن لعله ليس ذنبكِ فأنتِ ملكة أكبر زمرة ودائما ما يحيطك الأسابر الأقوياء. ببساطة، أنتِ الغريبة هنا」

لم تعد في توكيواداي أو في الحديقة المدرسية حيث نجد فتيات مخمليات إسبرات عاليات أينما نظرنا.

رغم أن 80% من سكان المدينة البالغ عددهم 2.3 مليون نفرٍ كانوا أسابر، إلا أن 60% منهم كانوا أصفار المستوىٰ.

احتمالات الحصول على بطاقةٍ أسطورية قد تغيرت جذريًا.

(في هذه الحالة، أريد قائمة بالأسابر مع صورهم. فهل يكون أسرع عليّ أن أغسل بعض أفراد الأنتي-سكل أو الجدجمنت الذين لهم وصول إلى البنك بشكل قانوني؟)

「وأكاد أجزم بما تفكرين فيه، لـٰكِنَّني لا أحتاج لمثل تلك القائمة. وفي الواقع، ما هي إلا خطرٌ عليّ، فلماذا قد أتركها لكِ؟!」

شرارات تطايرت من غُرة ميكوتو.

لم تكن مرئية من هنا، لكنها فعلت شيئًا عبر الشبكة اللاسلكية. أيا كان الموقع الفعلي للبنك، علّه الآن لم يعد قابلاً للاستخدام.

  • الجزء 5

هدرت الدوّارات، وانقضت مروحيات [الأجنحة الستة] الهجومية اللامأهولة علىٰ شوكُهو مرةً بعد.

كانت شوكُهو ملكةً تُخضع أي إنسان ليخدمها، لكن تحت ذراع ميكوتو طاعة الشبكة الحَضَرية ومعها جميع الآلات المتصلة.

「أحسبتِ أن جسدًا من لحمٍ ودم ينتصر في حرب بين البشر والـ AI يا بنت الكهوف البدائية؟!」

「وأنتِ ألا تدركين مدى سخافة كلامك هذا في مدينة تعجّ بالأسابر، ميساكا-سآان؟!」

تكررت أصوات احتكاك نعال الأحذية بالإسفلت.

رغم صعوبة عثورها على بطاقات جيدة، إلا أن هذه كانت مدينة الأكاديمية، مدينة أصحاب القوىٰ. فإذا سيطرت على العشرات فلا بد أن تجد من بينهم إسبرًا عاليا أو اثنين. لم تحتج إلا إلى محركٍ ذهني أو مُسَيّرٍ هوائي أو مبعث نار أو مخضع جاذبية أو أي نوع آخر قد يُغير عنها مسار القذائف والصواريخ ويسقط المروحيات الهجومية المتخذة مسارات حادة في السماء.

فوجدت الشقراء ضالتها: ألجمت خوفها من الفشل وقامرت حتى تحصل على بطاقة أسطورية. ستُنجِحُها مهما حدث!!

「إلى أين تهربين؟ هذه مدينة، ولديّ إمدادٌ من "الأسلحة" لا ينتهي☆. أدخلتِ رأسكِ في عشّ الدبابير وحاربتها، فهل حسبتِ حقًا أنكِ تلقين فرصة للنجاة هنا؟!」

ابتسمت شوكهو واثقة.

لكن فجأة، شايب كأن مظهره مظهر أستاذ جامعة (يمشي ومعه كلب آلي فضي) أمسك بشعرها الأشقر لمّا مَرّ جوارها.

「ما—؟!」

لوّحت بالرموت بعنف لتسيطر على الشايب العدواني وتُوقف حركته. ولكن بعد تفحصٍ سريع أدركت أنه كان وحشًا من الجانب المظلم وأن كلبه كان مُتحكَمٌ به من قبل انطوائيٍّ كئيب المنظر. ولم يتوقف الأمر عند هذا إذۡ بدأ رجالٌ ونساء، فتيان وفتيات، يندفعون نحوها من كل الجهات حتى وإن اضطروا لتجاوز الحواجز أو القفز من الجسور المخصصة للمشاة. لن تقدر على تصويب الرموت عليهم جميعًا لذا اضطرت إلى إعطاء أمر صوتي إلى "البيادق" المحيطة بها.

「أوقفوا المندفعين نحوي!! ما الذي يحدث هنا؟!」

أعطاها روبوت أمني أسطواني الشكل الإجابة:

『تطابق 89.8% مع شوكهو ميساكي، مطلوبة في جميع المناطق. الرجاء التوقف هنا وانتظار وصول الأنتي-سۡكِل. المغادرة دون إذن ستُعتبر تدخلاً في عمل الأنتي-سكل』

「....لحظة، وضعوا مكافأة على رأسي؟!」

「ظننتِ أنكِ الوحيدة من تسيطر على الناس؟」

ابتسمت ميكوتو وطيَّرت شرارات من أطراف أصابعها.

وكان للشيطان المزيد ليقوله.

「قيمتكِ 6 ملايين ين☆ يا ويلنا من طمع البشر. ومن تلاعبي بخريطة الأمان في محطة الأنتي-سكيل باستخدام الروبوتات الأمنية هنا وهناك؛ أنشأتُ عددا غير محدود من مهام المطاردة وكما أريد. وأَقدِرُ أن أوفر الأدلة اللازمة من كاميرات المراقبة بأن أُفبرك مقاطع فيديو بالـ AI. أو لعلك تفضلين أن أزيف لكِ فيديو ترقصين فيه عارية فاضحة؟!」

「ميساكا-سآاان، أنتِ حرفيًا الأسوأ أحيانًا」

غاضبة وبصمت، أخذت شوكهو ميساكي بهاتفها بدل الرموت.

وبعد صوت مشوّه لشيء يشق الهواء، استدارت إحدى مروحيات الأجنحة الستة لتستهدف ميكوتو بدلا منها.

「هيييه؟!」

「هذا ما يحدث عندما أغسل أدمغة القادة الجوهريين ومراقبي الحركة الجوية مسبقًا☆ هِهيهيه. هل كنتِ تظنين أنكِ الوحيدة التي يمكنها التحكم بالآلات؟」

「أتقولين إن هذا ليس له علاقة بمعركتنا؟! كنتِ تسيطرين على الأبرياء احتياطًا؟!」

مع هدير نيران المدافع الرشاشة، اندفعت ميكوتو إلى الزقاق بين مبنيين متهربةً من الأمطار التدميرية.

الآلة والإنسان.

لقد استولت #3 و #5 الآن على نقاط قوة بعضهما. إذْ تفقد واحدةٌ سيطرتها على تخصص الأخرى؛ تصيبها هجمات من كل الجهات.

وحدها في الزقاق، أطلقت ميكوتو – مدمنة القتال – ابتسامة تملؤها التحدي.

「فهمت. الآن اشتعلت هذه المعركة أكثر، شوكُهو」

「مرحبًا، ويهارو-سآاان. سعيدة جدًا برؤيتكِ هنا. عطيني شوييية من قدرتك على الاختراق☆」

「الآن تستهدف صديقاتي مجددًا؟! وبوجه مبتسم أيضًا!!!」

......يا ليتها لم تكن فاتنةً مغرية تنجذب دائمًا لما يملكه الآخرون.

أطلقت ميكوتو الريلغن لتسقط مروحية الأجنحة الستة التي كانت تستهدفها، ثم تحركت أعمق داخل الزقاق. ولا تدري ميكوتو كيف ستكون معركة اختراق مباشرة ضد ويهارو. لم تشكّ في تفوقها من حيث القوة الصرفة، لكن إذا استخدمت ويهارو معارفها وثغراتها التي لم تكن ميكوتو على علم بها لاختراق الآلات من دون أن تلاحظ، فقد ينتهي الأمر بجهاز كان في صفها يخونها فجأة.

مما يعني.....

「إما أن أتخلى عن الآلات، أو – رغم كرهي للفكرة – أجبر ويهارو-سان على النوم مؤقتًا」

ولم يكن هذا ينطبق فقط على ويهارو.

غسل دماغ عشرة آلاف أصفار المستوى لن يحقق الكثير لشوكُهو. بل احتاجت إلى الأفراد ذوي القوى أو المهارات اللااعتيادية. أسرها لإسبر واحد من المستوى 4 أو 5 له قيمة استراتيجية حقيقية. حيث أن السبعة من المستوى 5 جميعًا كانوا قوة قتالية هائلة بمفردهم. وعند غسل أدمغتهم، لن يأخذوا العواقب في الاعتبار، مما يعني أن الضمانات التي وضعها الكبار قد لا تعمل.

فهذا ما كان على ميكوتو التأكد من عدم حدوثه. في أسوأ الحالات، قد تغسل شوكهز دماغ الخمسة الآخرين فترميهم جميعًا على ميكوتو.

لكن ذلك لن يحدث إلا إذا جلست ميكوتو مكتوفة الأيدي وسمحت لشوكهو بفعل ذلك.

「أين بقية المستوى 5؟ إذا وصلتُ إليهم أولًا وشرحت لهم الموقف، فقد ينضمون إلى جانبي. وإذا رفضوا، فربما أقتلهم ببساطة لغبائهم」

「تحولتِ إلى محاربة دموية كبيرة حينما تُدفعين إلى الزاوية. ألئن قدرة تفكيرك الباطني خرجت؟」

جاء الصوت من فوقها.

أطلقت ميكوتو ريلغن عبر جدار خرساني قريب وثم تدحرجت إلى الداخل تمامًا مع هبوط هوكازي كضربة صاعقة.

تلك الفتاة تقيدت بالقتال القريب، لكن حتى ميكوتو ستكون في مشكلة إذا اقتربت منها وأمسكتها.

تضاحكت شوكهو وهي تحمل حمل الأميرة.

「قفزاتكِ المغناطيسية لن توصلكِ بعيدًا داخل هذا المبنى الضيق. وهذا يعني أننا سنقبض عليكِ قبل أن تهربي☆ ولا أرى حاجة لأن أشرح ما سيحدث لكِ ما إن تمسكك فتاتي هوكازي. لعلمك تراها ترفع أكثر من طن على مقعد الضغط」

「......」

「والآن يا هوكازي-سان، أمسكي ميساكا-سان ومزقيها ثم ارمي قط- آخ ء ء ء ء ء؟! مه مهلا هوكازي-سان؟! كفى كفى، لماذا تلوينَ عمودي الفقري؟! لا أذكر أنني ثبتُ فيك قدرة خيانة متقدمة!!!」

لقد أمرتُ هوكازي بأن "تمسك" ميكوتو بينما كانت محمولة بين ذراعيها، لكنها فشلت في توقع كيف ستنتهي هذه النتيجة. كأنها تصرخ على رافعة تستعد لهدم مبنى وهي نفسها متشبثة بكرة الهدم. وذلك خطؤها بالكامل، لأنها برمجت هوكازي على ألا تشكك في أوامرها أبدًا.

(وربي أنها غبية، لكن ألم تجتز امتحان القبول في توكِـوَداي؟ لا يكون أنها غسلت دماغ الممتحنة والمصححة وإنها سلمت ورقة إجابة فارغة......)

ركضت ميكوتو مسرعة وخرجت من المبنى متعدد الطوابق.

  • الجزء 6

مع سيطرة الملكة الشريرة على هوكازي، كانت الأولوية القصوى لميكوتو هو التواري عن الأنظار أكثر من مجرد الابتعاد. أرادت تجنب مطاردة طويلة في منطقة مفتوحة.

تلك كانت نية #3، ولكن...

「؟」

توقفت بعد برهة.

ونظرت وراءها محتارة.

「هي... لا تتبعني؟」

لو كانت شوكهو الضعيفة جسديًا وحدها، لما كان غريبًا أن تضيع أثر ميكوتو وتتوه، لكنّها قد سيطرت على عدد من الأسابر كثير عالي المستوى. ومن المحتمل أن يكون من بين "بيادقها" من يتنبأ بالمستقبل أو مصورٌ للأفكار. هوكازي والبقية لن يسمحوا لميكوتو بالفرار بهذه السهولة.

وبدا الموقف مريحا جدًا ليكون صحيحًا.

مما يعني فقط...

(تركز على هدف آخر؟)

لكن من غيرها؟ أإسبرٌ آخر من المستوى 5 قريب حتى ركزت شوكهو على غسله دماغيًا والسيطرة عليه؟ أم أنها عثرت على أحد معارف ميكوتو الشخصيين وأرادت خطفه رهينة؟

بعد لحظة من التفكير، لاحظت ميكوتو همسات وتمتمات كثيرة.

ليس الجميع في الحشود تحت سيطرة شوكهو. فقد تلاعبت ميكوتو بخريطة أمن الأنتي-سكل لتُسجل شوكُهو مجرمةً مطلوبة بمكافأة للقبض عليها، لذا فهناك مجموعة تقف إلى جانب ميكوتو(؟).

لكن تلك المجموعة مشوشة.

من بعيد، سترى كأن هواتفهم هي مصدر ارتباكهم.

أخرجت ميكوتو هاتفها ورأت شيئًا لا يصدق في وسط طوكيو: لا إشارة.

「تشه. بدأت تستهدف مراكز الطاقة والاتصالات؟!」

  • الجزء 7

بوق، بوق، بووووووق!!

صدحت أبواق السيارات بلا توقف. وكان الطريق الكبير مزدحما حتى آخره. أمكن للناس ترك سياراتهم ومواصلة الطريق سيرًا إن أرادوا، ولكن السيارات المهجورة إنما زادت من الازدحام تفاقما.

『هااا؟ ما بال الطريق ازدحم هكذا؟! أتمنى ألا أموت حتى أُدَرِّس ليوم آخر』

『هيه، هامازورا، متأكد أنت أن البوابة ستفتح؟ وأننا لم نحاصر داخل المدينة الأكاديمية؟』

『ول! الأجنحة الستة! خرجت هذه المروحيات الهجومية حيث البوابة، ربما يهاجمون أي إنسان يتسلق الجدران. هانزو، كُروا، اخرجوا الآن. الفَرّة الفَرّة!!』

عندما أطلقت ميكوتو ريلغن من الأرض تُسقط المروحية، هرع الجميع في الازدحام المروري خارجين من سياراتهم فارين.

『يا ويلنا! كايجو! إنه كايجو!!』

أهكذا تتكلمون مع التي أنقذتكم؟

يبدو أنهم كانوا يدركون جيدًا أن المستوى 5 ينبغي أن يخيفهم أكثر من أي قطعة خردة حربية.

「لكن لماذا تتحرك كل هذه السيارات في ذا الصوب؟」

نظرت ميكوتو إلى هاتفها.

(الترددات المدنية معطلة في جميع أنحاء مدينة الأكاديمية، لذا لن تعمل تطبيقات هواتفهم للخرائط والبوصلة. اللعنة عليكِ يا شوكهو، حقًا إنك تعرفين كيف تُزعجين)

ويبدو أن الناس العاديين يستصعبون ملاحظة هفواتهم.

بدأ المدنيون يدركون أنهم عالقون في مواجهة مباشرة بين الريلغن من يمكنها تدمير حصنٍ ضخم بمفردها، والمنتل-آوت من يمكنها غسل أدمغة عدد لا يحصى من الناس وأخذهم بيادق لها. لكن إدراكهم ذلك لا يعني أنهم يقدرون على إيقاف أي شيء.

وأخيرًا، انطفأت إشارات المرور أيضًا.

لم تعد السيارات والدراجات النارية صالحة للاستخدام.

لم ترد شوكهو من ميكوتو أن تستخدم شبكة كاميرات المراقبة والأسلحة غير المأهولة فقطعت عنها كل الاحتمالات. وجاءت هذه تبعة لتلك.

لكنها لم تكن مثالية.

「هذا يفلح للآن」

تم تصميم روبوتات الأمن والتنظيف الأسطوانية لتعمل عاديا حتى وإن تعطلت الاتصالات. مثلما تعمل كاميرات الأمن مستقلة عند تعطل كابلات الطاقة أو لوحة التوزيع من فعل لصوص، فإن الروبوتات كانت تنشئ شبكتها اللاسلكية المستقلة الخاصة. ولنا أن نقول أنّ كل أسطوانة صغيرة كانت تعمل كقاعدة بث (أنتينا) لشبكة واي فاي محلية.

وأمكنها أن تستغل ذلك لترسل البيانات.

(هذا الخط المستقل مخصص لحالات الطوارئ للأنتي-سكل والجدجمنت. وهذا مخصص لعربات الإطفاء والإسعاف، أظن. أوه، وهذا الخط مشفرٌ مثيرٌ للشبهة. هذا يبرزه أكثر ولا غير، لكني أراهن أنه الخط العسكري للأسلحة غير المأهولة. والآن باتت ملكي!!)

كل ما كانت تحتاجه هو السيطرة على الأجنحة الستة وبقية الأسلحة غير المأهولة.

وبعد ذلك، أعبست ميكوتو حاجبيها من ضجة تحدث على مقربة منها.

(مم؟ ما يحدث عند المجمع؟ هل يشتري الناس الطعام وزجاجات الماء؟)

إن كان، فهم يضيعون وقتهم، لكنه كان أفضل من تدخلهم في شيء يهمها. لو أنهم تعاونوا لإيقاف مصدر المشكلة – أي #3 و#5 – لاضطرت ميكوتو إلى توليهم مباشرة.

لكن بعض الطلاب تسللوا إلى الزقاق خلف المجمع يفعلون شيئا.

『صلصة الصويا! اشرب الصويا يا ولد! أو كل كومة الملح هذه!!』

『آعع، لماذا صرتُ من المستوى 3؟ الآن ستلاحقني تلك الملكة ملألئة العيون. لكن هل حقًا أتجنب التجنيد الإجباري بتدمير صحتي؟』

『اص. المصنفة 5 تقرأ الأفكار، أم نسيت؟ قد تفشل الحيلة لو قرأت كل هذه الأفكار غير الضرورية. آه، انسى انسى. ما إن تنهي زجاجة اللترين هذه، سأرمي على رأسك رصاصة من هذا المسدس المهدئ وأمسح ذاكرتك القصيرة!! لذا عجل واملئ بطنك!!』

(إيهٍ، انقلبت مأساة.....)

هل كان هذا هو سبب الازدحام الغريب في المجمع؟

على الأقل، ميكوتو كانت تتفق معهما في أن اللجوء إلى حيلة خطيرة كان أفضل من أن تصبح إحدى بيادق شوكهو.

ولقد خمنت جل خطة شوكهو منذ اللحظة التي فشلت فيها الأخيرة في ملاحقتها.

تعمل مدينة الأكاديمية عمومًا على طاقة الرياح. تنتشر العَنَفات ثلاثية الشفرات في جميع أنحاء المدينة، لذا فإن تعطل عدد قليل منها أو تعرضها لأضرار طفيفة لن يكفي أن يُسبب انقطاعا كبيرا للكهرباء. ومع ذلك فإن لم تُـتدار شبكة كابلات الطاقة بشكل صحيح، فإن الطاقة الزائدة المتولدة من العنفات قد تتجمع في خط واحد ويزيد التيار في ذلك الخط فتُحرَق الكابلات المدفونة. لهذا السبب توجد محطات تحكم متخصصة لموازنة الأحمال وتوزيع الطاقة بالتساوي.

طاقة عادية أم طوارئ؟ توليد عام أم خاص؟ طاقة صناعية أم عامة؟

قد تُعتَبر محطات التحويل القليلة المنتشرة في المدينة مَراكِزاً للطاقة.

إذا دمرت أو سيطرت على إحدى هذه المحطات، تتسبب في انقطاع كهربائي واسع النطاق. وهذا بالضبط ما تنويه شوكهو لو أُتيحت لها الفرصة، ليس لسبب سوى لتمنح نفسها الأفضلية بحرمان ميكوتو الكهربائية من ميزتها في الأسلحة اللامأهولة والشبكة.

إذا فقدت ميكوتو إمكانية الاستعانة بالآلات، فيتعين عليها القتال وحيدة. في المقابل، شوكهو قادرة على غسل أدمغة أي إنسان تريده من سكان المدينة البالغ عددهم 2.3 مليون، مما يعني أنها قد تسحق ميكوتو بالقوة العددية وحدها دون أن تضطر حتى للظهور.

ميكوتو تفهم كل ذلك، لكن...

「تمزحين. أولم تكلف تلك الحمقاء نفسها عناء التحقق؟ انقطاع التيار الكهربائي الكبير سيؤدي إلى إطلاق كل البكتيريا الخطرة والمخلوقات الكيميرية المجمدة في المختبرات」

بدا أن شوكهو مستعدة لفعل أي شيء لهزيمة ميكوتو.

أكثر ما كان مرعبًا في تلك الفتاة الشريرة الكعّوبة هو أن غضبها الحقيقي كان يحدث بهدوء وراء محياها.

「والآن.....」

إذا كانت شوكهو ستهاجم البنية التحتية لمدينة الأكاديمية لتمنع ميكوتو من استخدام كاميرات المراقبة والأسلحة اللامأهولة، فما أفضل هدف لها؟

كرهت ميكوتو أنها عرفت الإجابة فورا.

(على الأرجح مولد العنفات الغازية الطارئة للتوزيع المتوازي في المنطقة العامة 7.)

توصلت ميكوتو إلى الإجابة حالا.

تحت الأرض محطات تخزين طاقة طارئة واسعة النطاق، لكن المدينة لم تعتمد عليها بالكامل لتكلفتها الباهظة. لذا، كان للمدينة الأكاديمية مولدات طاقة طارئة لضمان استمرار عمل المختبرات والمستشفيات. ولكن إذا لم تتم معالجة تعديلات التوزيع المتوازي مسبقًا، فخطر حدوث خطأ أثناء الانتقال قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي. وميكوتو على دراية جيدة بكل هذا لأنها كانت إحدى الخيارات التي فكرت فيها لتدمير منشآت المستنسخات العسكريات عندما كانت تحاول إيقاف تلك التجربة. فقد بُنيت وفقًا للمعايير التي طلبها الكبار ذوو الشأن، لكن لم يحسب أحدٌ بجدية أن شبكة طاقة الرياح بأكملها يمكن أن تنهار، لذا كانت مجرد مبانٍ سوداء عادية.

「لكن من أين تعلمت شوكهو عن تلك المولدات القوية؟ همم، ربما درست جميع البنية التحتية للطاقة لإخفاء وجود المختبر الضخم الذي يحتوي على إكستِريور」

بعيدًا عن ذلك، إذا تسببت في انقطاع طاقة كبير باستغلال خلل في التنافس بين الطاقة العادية والاحتياطية، فسيؤثر ذلك بالفعل على مختبرات المدينة.

وحينها، ستنطلق الفيروسات القاتلة والمخلوقات الكيميرية المجمدة من الداخل. مرحبًا بكم في ريزدنت تعرفون-ماذا. يا ليت علماء هذه المدينة يكفون عن صنع أشياء لمجرد التسلية يمكنها تدمير المدينة بأكملها عند أي خلل.

لم ترد ميكوتو التهور، فذلك سيجعل من تحركاتها سهلة التوقع، لكنها لن تتجاهل هذه المشكلة أيضًا.

سارت نحو منشأة خرسانية سميكة أكبر من المدرسة العادية.

وبالطبع، أوقفها أحد البالغين عند البوابة الأمامية لمنشأة الطاقة.

「أنتِ! هذا المبنى محظور!! لا أعرف ما إذا كانت الجولات داخل المصانع هبّةً جديدة أم ماذا، لكنني سأتصل بالأنتي سكل إذا دخلتِ دون إذن—」

طوووخ!!!

رمية ريلغن واحدة—رميةً تحذيرية—أوقفته تمامًا.

وصفقت ميكوتو بيديها مرتين.

「طيب طيب، اخرجوا اخرجوا كلكم! ترى آلاف الزومبي عديمي العقل على وشك الهجوم، لذا أخلوا المكان فورًا!! تفانيكم في وظائفكم أمر حسن وجدير بالإعجاب، لكن ألا تحبون الحياة وجوار أهاليكم مكان الموت؟ إذا أصبتُ ولو بعض ما في أنفسكم، فهيا ارجعوا إلى بيوتكم حالا. أمامكم خمس دقائق!!」

「.....」

「ما برأيكم أكثر فتكًا: أن تسحقكم حشود بالآلاف، أم تصيبكم رمية ريلغن تطير ثلاثة أضعاف سرعة الصوت؟」

「إ-إيكك!!」

هرب الكبار مذعورين.

وكان من الرائع أنهم يمتلكون بيوتا وأهالي يرجعون إليهم.

(مم، ربما كان علي أن أغطي وجهي بشال. لا، أنا لبسي توكِـوَداي وأرمي الريلغن—كل الناس سيعرفون.)

سمعت أصوات أقدام صاخبة وأخرى مشوشة، لكن بدا أن العمال اختاروا الإخلاء.

في النهاية، لم يبقَ سوى صوت صفارات الإنذار الطارئة التي كانت تصدح عبثًا عبر المبنى.

「والآن」

قفزت ميكوتو قفزة عززها المغناطيس بارتفاع 15 متر وأمسكت بسلم العمل على جانب المدخنة الطويلة لعادم مولد العنفات الغازية.

من ذلك الارتفاع، رأتهم.

واستشعرت الموجة البيولوجية التي تملأ الشارع الرئيسي على الجانب الآخر.

أولئك الآلاف من الناس قد غسلت أدمغتهم شوكهو.

على ما يبدو، قد قطعت شوكهو الوصول إلى الإنترنت، لذا لم تستطع ميكوتو نشر مروحيات الأجنحة الستة أو أي سلاح غير مأهول آخر.

لم تعرف ميكوتو ما إذا كانت قادرة على هزيمة كل هؤلاء القادمين إذا قاتلت بمفردها. وإذا تمكن حتى واحد منهم من الوصول إلى داخل المبنى، فإن مولد العنفات الغازية سينتهي أمره.

「تشه!!」

ليس سيفها الحديدي الرملي ولا رمحها البرقي بمفيدان هنا. الهجمات الفردية التي تستهدف نقاطًا محددة لن تقضي على هذا الحشد الجارف. وإن تهاجمهم واحدًا واحدا، سيستمر مزيدهم في التدفق بالتتابع فتُبتلع هي في بحرهم.

مما يعني...

(هذا ربما ينتهك بعض المعاهدات التي تحظر الأسلحة الكيميائية، لكن لا يهم!!)

بدأت الكهرباء تتطاير من غرة ميكوتو، لكن ليس لأنها تهاجم هدفًا مباشرا.

انتشرت في الهواء رائحة غريبة.

البشر يحتاجون الأكسجين للبقاء، وجزيئات الأكسجين تتكون من ذرتين مترابطتين. لكن إذا كسر تيار كهربائي قوي هذا الرابط، يمكن أن ترتبط ثلاث ذرات أكسجين معًا لتشكل أوزون.

وطبعا، لا يتنفس البشر الأوزون.

وهو أمرٌ غريب فكُلّها ذرات أكسجين.

「سأنتصر إذا أغشيتُهم بنقص الأكسجين!!!」

دافعت ميكوتو عن المولد بأن تنشئ جدار إغماء لا يُرى.

انهار الأولاد والبنات في الصفوف الأمامية فورا.

لكنها لم تنتهِ بعد.

بصوت غريب فهوووش!!، اندلعت النيران والرياح في دوامة. دفع انفجار قوي الغاز بعيدًا فمزّق الهواء الغني بالأوزون والمحتاج للأكسجين.

كانت ميكوتو إسبرةً، وكذلك هم.

أكثر ما كان مزعجًا في جيش شوكهو هو أنهم قادرون على استخدام قواهم حتى وهم مغسولي الدماغ.

وما إن تأكدوا من سلامتهم، تدفقت المجموعة المكونة من آلاف الناس فوق السياج.

「وه، ؤوه!!」

عزمت ميكوتو قرارها قبل أن تُبتلع وسطهم.

غرفة التحكم المركزية للمنشأة الكبيرة كانت محمية بجدران خرسانية سميكة وباب معدني. قررت أن تحبس نفسها هناك فإذْ بالمبنى بأكمله يهتز اهتزازا عموديا شديد.

حتى بعددهم المهول، هل يمكن للأجساد البشرية حقًا أن تسبب كل هذا الدمار؟

(لا، لا، لا!! يمكنهم تحطيم الباب المعدني بسماكة 5 سم حتى لو ثَــبّــتُّــه مغناطيسيًا!!)

سمعت ضربات مكتومة على الجانب الآخر من الباب.

انتشر الناس في جميع أنحاء المنشأة.

وهذا واحدٌ منهم.

لكن لا بد أنه وجد الأمر غريبًا عندما دوّر المقبض ولم ينفتح الباب. فاستمر يهز المقبض بإصرار لبضع لحظات قبل أن يصرخ عاليا ويركل الباب بقوة من الجانب الآخر.

هذا لن يكفي لاختراق الباب، لكن...

(سأكون في ورطة لو نادَ الآخرين!!)

الوقت يجري.

فماذا تفعل ميكوتو هنا بينما تعمل شوكهو على إسقاط شبكة الطاقة في مدينة الأكاديمية؟

ليس كافيًا.

عليها أن تعترف بأنها لا تستطيع الوصول إلى شوكُهو في وضعها الحالي.

لن تقدر على إيقاف تلك الفتاة.

بهذه الوتيرة، سيتسبب انقطاع الكهرباء واسع النطاق في إطلاق جميع الفيروسات القاتلة والمخلوقات الكيميرية المجمدة داخل المختبرات. وذلك سيحوّل المدينة إلى ساحة قتال للنجاة.

(لم أُرد استخدام هذا إلا كملاذ أخير مطلق، لكن يبدو أنني وصلت إلى سد.)

「مرحبًا؟」

<؟> <؟> <؟>

لم تستخدم هاتفًا، لكنها سمعت عدة شهقات مفاجئة داخل عقلها.

كانت أدمغتهم متماثلة على المستوى الجيني، لكن ميكوتو والمستنسخات العسكرية المعروفة باسم الأخوات لم تكنَّ متصلات عادةً عبر شبكة موجية دماغية. لكن إذا ضبطت ميكوتو موجاتها الدماغية بدقة، فقد تفرِضُ عليهن اتصالا. ....لكنها لم تكن تحب فعل هذا لأنهُ طَمسٌ للخط الفاصل بينهما—أي بين ذكرياتهن وشخصياتهن الفردانيين.

لكن هذه حالةٌ استثنائية.

في هذا الوضع، كل شيء متاح طالما كان ممكنًا منطقيا.

اقترحت الأخت الكبرى ميكوتو فكرةً.

「أستنجدكن، مدينة الأكاديمية في ورطة خطيرة. شبكة ميساكا تعتمد على ربط العقول بشكل متوازٍ، صح؟ أنا أستخدم نفس الموجات الدماغية، لذا إذا استعرتُ منكن قوة المعالجة، فهذا قد يوسّع من إمكانياتي」

<لماذا على ميساكا أن تتورط في هذا؟ تسألكِ ميساكا وهي تحافظ على نظرة هادئة تتنهدُ من أختها الكبيرة سريعة الغضـ->

「ماذا، لا تريدين أن تري كتلة الشحوم ذيك تبكي؟」

<...> <...> <...>

نشأت الأخوات بناءً على المعلومات الجينية لميساكا ميكوتو، ولذا (باستثناء ميساكا وورست) كنّ جميعًا مسطحات.

ولا حاجة لهن أن يعرفن بالضبط ما قياسات شوكهو ميساكي.

أول رقم في مقاساتها—ذاك الذي يُختصر بـ"B"—يمكن وصفه بدقة بتأثير صوتي واحد: بوينغ.

استجابت شبكة الميساكا بأكملها في آنٍ.

< < <نعم. لنضربها بكل ما لدينا، ترد ميساكا.> > >

  • الجزء 8

أضاء البرق سماء مدينة الأكاديمية.

اختفى الشكل البشري لميساكا ميكوتو وعادت مجددًا لتصبح إلهة البرق التي كادت أن تصل إلى المستوى السادس.

  • الجزء 9

شوكهو كانت قادرة على التنبؤ بما سيحدث وهي تشاهد من بعيد.

رأت وميضا من الضوء ينفجر، وحشدًا كان يهاجم المنشأة يُكنَّسُ بعيدًا بلتويحةٍ.

「غه؟! م ميساكا-سان لم تتردد حتى في استخدام تلك الورقة التدميرية، رغم كل المشاكل التي سببتها خلال مهرجان الدَيهَسي....」[2]

تجربة كيهارا غينسي قد أثبتت أن الريلغن ميكوتو يمكن دفعها إلى المرحلة التالية عبر تعزيز قوة معالجتها بعون شبكة الميساكا. لكن مع مرور الوقت، تفقد شكلها البشري، وتعجز عن إيقافه بنفسها، مما جعله خيارًا محفوفًا بالمخاطر.

لكن هذا لم يمنعها.

هذا الشكل، ولو لفترة وجيزة، أعطى لمحةً حقيقية عن المرحلة التي تتجاوز المستوى الخامس. تلك هي النقطة الفاصلة بين الاثنين. بهذا المعنى، فإن اللقب المستقر المستوى الخامس الرقم 5 لن يكفي أن يمنح شوكهو شعور الراحة في مواجهة هذا.

(لكن أليس لهذا الشيء سمة خطيرة أنه تجميعٌ لرغبةٍ جماعية بتدمير مدينة الأكاديمية؟!)

「أوووووووه!! ارحل يا عالم! نَحۡنُ نرفض وجود كيانٍ يملك صدرا أكبر من كرات البيسبووووووووووووووووووووووللللللل!!!」

「إذن قدرة كراهية المُنعمين هذه هنا تدعم ميساكا-سان بلا حدود؟ أيعني هذا أن مدينة الأكاديمية مليئة بالمسكينات الأدنى من المتوسط؟ هذا مخيب نوعا ما」

لكن لا وقت للنظر.

إذا تمكن ذلك الوحش من القبض على شوكهو، فقد يستخدم كمية هائلة من الكهرباء ليمسح صدرها ذَرةً ذَرة.

حسنٌ.

حان وقت مواجهة الواقع.

「هوكازي-سآاان، هل تقدر قوتك العنيفة دحر ذلك؟」

「آمِريني وأُنفّذ يا ملكتي」

هوكازي لم تتردد للحظة.

لكن شوكهو تنهدت بلطف. التحكم العقلي الكامل له عيوبه. تلك الاستجابة كانت قائمة على تصميمٍ مطلق، لا على تقييم عقلاني للإمكانات الفعلية.

في النهاية، ذلك الشيء كان كتلة من الطاقة الكهربائية القوية لدرجة أنها كانت تشوّه المنظر حولها قليلا.

بدت قوية بما يكفي ليتمكن أحد مخترعي الحارة غريبي الأطوار من صنع آلة زمنية منها.

إذا اندفعت هوكازي دون خطة، فسوف تُبخَر على الفور.

حتى من هذه المسافة، استشعرت شوكهو شِدّتها ووخزت بشرتها.

كانت العملية التي خلقت هذا الوحش عبثية، ولكن إذا وصلت إلى حدود استقرارها وانفجرت من الداخل، فقد تمحو مدينة الأكاديمية بالكامل من على الخريطة.

قد دفعت #3 ميزتها في القوة الجسدية إلى أقصاها.


(فماذا أفعل حيال ذلك؟)

راجعت شوكُهو أيَّ سلاح سري تملك.

إكستِريور كان جزءًا من قشرة دماغها قُطعت وزُرعت حتى نَمَت بلا توقف. باستخدام مِنتل آوت على نفسها، يمكنها فتح الرابط، وتستعير قوته الهائلة، وتُعزز قدراتها المعالجية بشكل كبير.

ببساطة، كانت لعبةً تتيح لـ#5 المستوى 5 أن تزيد من مواصفاتها.

ورغم ذلك، حتى عند الكفاءة القصوى، ما كانت بقادرة على ترك إنسانيتها كما فعلت ميكوتو في هيئة إلهة البرق. كل ما أمكنها هو غسل أدمغة آلاف الناس المحيطة عدة كيلومترات في الوقت ذاته.

وميساكا كانت محصنة ضد المنتل آوت، لذا حتى مع إكستِريور، ما كان لشوكهو أن تهزم إلهة البرق تلك في مواجهة مباشرة.

إذن وبعد هذا القول، ما الذي تقدر أن تحققه شوكُهو واقعيًا؟

「أوه، خطرت لي فكرة حلوة☆」

لم تعد بحاجة إلى مركز الطاقة الاحتياطي. نسته وذهبت إلى مكان آخر برفقة هوكازي الخاضعة دماغيا.

جائتها فكرة أولية للغاية عن خطةٍ قد تُنفذها باستخدام إكستِريور.

「ماذا تفعلين، ملكتي؟」

「حسنٌ، ماذا لو جربنا خطةً متتالية هندسية؟」

「؟」

هوكازي (المغسولة) ميّلت رأسها بينما تباشر شوكهو العمل.

قدرتها عبر إكستِريور سمحت لها بالتحكم ببضعة آلاف فقط. مقارنةً بسكان مدينة الأكاديمية البالغ عددهم 2.3 مليون، لا يسوى شيئا.

لكن، ماذا لو انتقت بعناية من تسيطر عليهم؟

「طاقتي الاستيعابية بضعة آلاف، لكن ماذا لو غسلتُ فقط أدمغة الأسابر الذهنيين المشابهين لي؟

「أوه، وضحت الآن」

「هؤلاء الآلاف القلائل يغسلون بدورهم أدمغة الآخرين ويزيدون من سِعتي. لنقل إن كل واحد منهم يسيطر على 10-100 فرد. وإذا أخضعتُ بضعة آلاف من الأسابر الذهنيين، فهذا يعني أنني سأتحكم مباشرةً في عشرات الآلاف. صح ولا لا، كوباياشي-سآاان؟」

<صح. وبهذا العدد الهائل تحت أمرك، سيبدأ معه تأثير السيكلوجية الجماهيرية. قد تأثرين بشكل غير مباشر حتى على غير الخاضعين لسيطرتك كما يتبع الناس الجماعة عُميًا>

「إذن لنبدأ الحفلة☆」

「غيااااااااههه، شوكُهو ميساكــيييييي!!」

ميتسواري آيو، الإسبرة ذو المستوى الأدنى ذهنيا (والتي احتقرت شوكهو بشدة)، صرخت غاضبة.

لكن شوكهو كانت تتفوق عليها بمراحل، خاصةً مع تعزيز قوتها بفضل المنشأة الضخمة التي تستخدمها. لكن أقصى ما تستطيع تلك الشخصية الثانوية فعله هو العبث بألعاب [الجانب المظلم] الخطيرة، ولذا لم تملك أي وسيلة لتقاوم سيطرة شوكهو الساحقة. فأخذت شوكهو قطعة الشوجي الجديدة لصالحها بسهولة.

ولم تحتج إلى غسل دماغ كل الـ 2.3 مليون.

طالما أخذت نصفهم – حوالي المليون – تحت تأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر، فبإمكانها على الأرجح الحصول على ما تريد.

كانت تريد سرًا عميقًا مخفيًا في مدينة الأكاديمية، وهو ما سيكون كافيًا لمقاومة إلهة البرق ميكوتو.

أَيْ...

تجمع مجال انتشار AIM. كازاكيري-سان، مَلاكُ العِلم الذهبية والمتألقة، ستكون لي☆」

انفجر ضوءٌ مرعب في مدينة الأكاديمية للمرة الثانية.

『لا... لا يجب أن تطرديني من منطقة الأعداد التخيّلية... كياااااااه؟!』

وخلال العملية، ظنت شوكُهو أنها سمعت صوت فتاةٍ خجول (وأعقل بكثير من ميكوتو أو شوكُهو في هذه اللحظة)، لكنها اختارت تجاهله.

تحكمت في الطاقة الهائلة جبراً ثم خزنتها داخلها. اهتز الهواء وتغيرت صورة شوكُهو بشكل كبير. وبانت إلى حد كبير إلهة جمال متوهجة بالذهب. ونمت من ظهرها أجنحة ملاك متألقة. لا، أم تراها كانت بتلات زهور ضخمة وحادة؟

「هوَه ها☆」

ضحكت الملكة.

لم تكن رياح، لكن شعرها الأشقر الطويل انتشر إلى الجانبين وهي تكوّن ابتسامة وحشية على شفاهها.

مع صلصلة معدنيةٍ ثابتة، ظهرت هالةٌ ذهبية فوق رأسها. كان أصلا إكليلاً من الزهور.

「هوَه هاهاهاهاهاها!! شعرٌ ذهبي طويل وصدر عظيم وزي مدرسةٍ مرموقة! لطالما عرفتُ أنني أتمتع بجاذبية لهذه القدرة الغامضة!!」

الشقراء الكعوبة برَّزت صدرها الذي كبر أكثر من الطاقة المتدفقة داخلها.

توهجت بشكل خفيف وفي ظهرها أجنحة زهور مشرقة، لكن حفرة سوداء بحجم قبضةٍ كانت تطفو في مركز هالتها المُزهّرة، وهو ما بدا مناسبًا لها.

أمالت إلهة البرق فوق البشر رأسها وتحدثت.

「بفف، من جد طلع قلبك أسود」

「هيه؟! لا ترجعي قدرتك على الكلام فقط لتسخري مني!!」

لن تُشتت ذهنها.

نَحنحت [3] الإلهة المتوهجة بالذهب حلقها كالبشر أقرب.

「أحم. طيب يا ميساكا-سآان. ما عدتِ الإلهة العلمية الوحيدة. لحقتُكِ ولن أتردد في تجاوزك!! إلهة جمال أنا؟ أم إلهة حصاد؟ هيهيي. أم ربما إلهة النصر؟ قد تكونين إلهة برق عنيفة تضرب بأكثر الأضواء إزعاجًا، لكن أي نوع من الآلهة سيطيع شعب هذه المدينة الأكاديمية؟!」

<إلهة الحرب؟ الدمار؟ أم ربما الموت؟>

「كوباياشي-سان؟ اختباءك لن يحميكِ بعد الآن」

اهتزت الزهور الضخمة التي نبتت من شعرها وملابسها فبعثرت رائحة حلوة. تطايرت حبوب اللقاح المتوهجة في الرياح، وكانت أشبه كثيرا بغبار الذهب الناعم. وهذا ولا أكثر. لم تفعل أكثر من ذلك، فإذۡ بكل إنسانٍ ضمن دائرة 5 كم مغسول دماغه.

الزهور تبقىٰ ساكنةً تستخدم الحشرات وأصغر الحيوانات التي تُجذب برائحتها وألوانها لتنقل حبوب اللقاح والبذور من أجل التكاثر. وأحيانًا تجذب حتى مفترسي الآفات للهجوم عليها بشكل غير مباشر.

في هذه المرحلة، لم تحتج شوكُهو أن توجه الريموت وتركز بوعي على هدفها.

كانت كإعصار عقلي عظيم يتحكم في كل من كان قريب دون بذل أي جهد.

「هذه هي مملكة الملكة – أرضي المقدسة. والآن يا ميساكا-سان، حان الوقت لأسحقك تحت قدمي وأنهي ما بيننا مرةً وإلى الأبد!!」

خطت الفتاة النحيلة والمنحنية خطوةً فاهتز العالم من حولها.

ظهر وحشٌ عملاق ثانٍ في مدينة الأكاديمية حيث كانت جدران المدينة تمنع أحدًا من الهروب.

  • الجزء 10

「يا بنت أكياس الشحوم والدهون!!!」

「إنما أنتِ غيورة هِـزَيْـلـة ضِعَيْفة لدرجة أن لمسك ليكون خيبة أمل لأي أحد!!!」

اشتبك كايجو بكايجو.

كانت الطاقة الكهربائية هائلة لدرجة أن ناطحات السحاب التي تزن عشرات الآلاف من الأطنان انتُزِعت من قواعدها ورُفعت في الهواء. الرياح العملاقة المتوهجة المولدة من حقول انتشار AIM لمليون إسبرٍ قد مزقت الهواء مهاجمة. تدمرت الأرض الأسفلتية بسهولة وتشوّه جسر معدني من الحرارة الشديدة قبل أن يُدمر كذلك. لَوَّحت ميكوتو برج البث بالمغناطيس، لكن بتلات الزهور المتوهجة الضخمة القادمة من ظهر شوكُهو قطعتها بسهولة قطعتين.

لن يستطيع أحد إيقافهما بعد الآن.

ولعل أن [الأجنحة الستة] وأحدث البدلات المدعمة صاروا مجرد ذباب يطير حول نجمة وملكة توكيواداي.

『أ-آهٍ آه. خلق طريق إلى منطقة الأعداد التخيلية وكازاكيري هيوكا دون استخدام لاست أوردر أو برنامجٍ فيروس أو حتى لمس شبكة الميساكا هو لأمرٌ غير مسبوق بالكامل. عَلّها تكون من طبيعة الباحث أن يندم على عدم تحضير معداته المراقبة أكثر من خشيته على السلامة』

『نياه... ما ترى أفعل في هذا؟ حاليا، سآخذ أختي الخادمة وأختبئ تحت الأرض!!』

حتى يوشكَوا كِكيو وتسوشِمِكادو مُتوهارو وآخرين مَن لهم قدمٌ في الجانب المظلم كانوا خائفين مرتعبين من ذلك لدرجة أنهم لم يفكروا حتى في المقاومة.

قد تنتهي مدينة الأكاديمية هذا اليوم.

كان المنظر كافيًا ليعطي إشارات لنهاية العالم.

فتلكم [الهيئة الإلهية] أو [الأطوار الخاصة] أو مهما كانت ما تكون قد تؤدي إلى انهيار أجسامهما المادية خلال دقائق قليلة، لكن لا ميكوتو ولا شوكُهو أظهرتا أي علامة على حدوث ذلك.

إنما كانتا تركزان على ضرب الماثلة أمامها.

ولا غيره.

أليست بنت توكيواداي أنيقة جليلة محترمة عبقرية من المستوى 5؟ وكأنهما نسيتا تلك الحقائق.

علّه كان من الخطأ استخدام القوة والهرمية الرسمية لتحديد ترتيب الأولويات في مدرسة المخمليات الآنسات.

  • الجزء 11

كتلةٌ ضخمة من الطاقة الكهربائية تقترب ببطء بسرعة 5 كم/ساعة. وتجميعةٌ كثيفة من البرق تنسج بين المباني حانيةً ومُغيّرةً شكل ناطحات السحاب المحيطة بها.

واتخذت شكلاً بشريًا.

إلهة برق ثنائية الأرجل تسير على الأرض.

واجهت يوميكَوا آيهوا من أنتي-سۡكِل ذلك بابتسامةٍ مرحة.

「أوهذا كله؟ كل الناس يصرخون كايجو كايجو، لكن ما هذا إلا إعلانٌ آخر عن باتشينكو」

「لا يا سينباي!! أرجوكِ واجهي الواقع!!!」

حدقت يوميكَوا في الفراغ بينما كانت رفيقتها تِسّو [4] تتشبث وتهزها بدموع.

ليس لديهم وقت ليكذبوا هذا العرض اللامع. التهديد يقترب ببطء وثباتٍ أكيد.

مرّت رجّة خفيفة عبر الإسفلت.

طاااخ!! واهتزت ناطحات السحاب البعيدة من جانبٍ لجانب عنيفا لدرجة وكأنها تكاد تتعدَّى حدود تدابيرها لمواجهة الزلازل. تحت تلك المباني، كان شيء لم يرد أحدٌ رؤيته يقترب ببطء.

ميساكا ميكوتو قد أصبحت إلهة برق.

وأخرى. إلهة مزينة بالزهور ظهرت وبدأت تصطدم مع الأولى.

والكارثة تقترب ببطء وثباتٍ يقين.

وغالب الظن أنهم لم يكونوا ينظرون حتى إلى المذعورين على الطريق. دمرت وحشا الكايجو كل شيء في طريقهما وتصادما وتشابكا معًا بطريقة زهورية كثيرة.

عادت يوميكَوا آيهو إلى الواقع.

فأعطت أول أمر لها لمرؤوسيها.

「آمروا جميع الجدجمنت أن يتراجعوا!! سواء كانوا أسابر أو لا، هم طلاب ويجب أن نحميهم!」

「ل-لكن.....」

「اصمتي وناوليني تلك القاذفة الصاروخية، تِسّو. أُفضّل أن أقاتل وحيدة على أن أعيش بوضع هؤلاء الأطفال في الخطر」

「أحاول أن أخبرك أننا لم نُمنح الإذن للهجوم، سينباي!!」

ومعهما ركوكا هوفو، ضابط أنتي-سكل قصير ذو نظارات وتمشيطة شعر فوق صلعته، يقف مندهشا مصدوما بينما كان هاتان تتجادلان.

كان الضباط المدربون في الأنتي-سكل والمجهزون بالأسلحة المتطورة يفهمون شيئًا واحدًا أفضل بكثير من العوام العاديين الذين يهدرون جهودهم في تخزين الطعام أو صنع الأسلحة البديلة بقطع الأنابيب المعدنية.

لا مجال لهزيمة هـٰتانِك.

「ما نفعل؟ يا ويلنا ماذا نفعل؟」

「هيه، ابني حاجزاً. تِسّو، تركك السلاح لن ينجدك!!」

صدت أصواتٌ توبخ الضباط الأصغر في الأنتي-سكل الذين لم يستطيعوا تحمل ضغط الهزات وتجمعوا معًا كما لو كانوا تحت قصف، ولكن سلسلة القيادة كانت في حالة من الفوضى شديد. كان وجود كيانين ضخمَين مُهَيمنين يمنع شملهم وتَجَمُّعهم.

「المهم، ماذا قصدتِ أننا لا نملك إذنًا للهجوم؟! فنحن لا نقدر على أن نراقب بالكاميرات الأمنية والروبوتات معطلة وحتى أنه غير مسموح لنا أن نوقف الأمان على معداتنا دون إذن من الرؤساء!!」

「على طاريهم. لا أحد من أولئك الرؤساء يرد」

「لهذا أكره هؤلاء المدراء ونوابهم الذين لا يفهمون ولا يقومون بأيِّ عملٍ ميداني. فكيف نقاتل؟! هذا وكأن إعصارين عملاقين يتجهان صوبنا!!」

「آهخ لا تسأليني」

.....التفسير الفعلي لعدم وجود إذنٍ هو أن ميكوتو قد اخترقت الشبكة وأفسدت التوقيعات الإلكترونية ومفاتيح التشفير بحيث أي محاولة كانت ترجع بخطأ، وقد غسلت شوكُهو أدمغة الجميع بتلك السلطة مسبقًا بحيث لا يفعلون أي شيء.

تجمعت عدة سحب رمادية من الغبار في أسفل منطقة ناطحات السحاب.

تبدو صغيرة من هنا، لكن كل سحابة كانت لابد أنها أكبر من 20 متراً. كمثل هجوم من مدفع سريع الإطلاق يطلق قذائف متفجرة أو قاذف قنابل آلي. كل انفجار يكفي لأن يدمر متجر صغير. وسلسلة من تلك الانفجارات كَفَت أن تُسَوّي المنطقة بأكملها.

من المحتمل أن وحدة أخرى من الأنتي-سكل قد فتحت النار على الإلهتان دون انتظار الإذن فتعرضت لرد فعل مضاد. وإنّ الجدار الخرساني أو المركبات أو أي شيء آخر استخدمونه للغطاء قد تدمر على الأرجح.

كان الهجوم المضاد المنسق من الأرض والجو يتطلب القدرة على إرسال الأوامر للجميع واستراتيجية تستخدم أفضل ما في أفرادهم. الانتظار للحصول على إذن للهجوم ما هي إلا نقطة البداية.

ولكن إذا لم يفعلوا شيئًا فستصل تلك الأشياء إليهم.

بدت الكايجوتان وكأنهما فقدتا تمامًا قدرة التفكير العقلانية. فإذا قررتا أن أي شيء مسلحٍ عدائي، فإن حياة ضباط الأنتي-سكل ستنطفئ كلهب شمعة.

بينهم، رصد ركوكا هوفو بريقًا فضيًا صلب.

وأربعة من زملائه حملوا حقيبة ثقيلة المنظر مصنوعة من الديرالومين.

「ما ذاك؟! سلاح مضاد للسفن من الجيل التالي؟!」

انقض الرجل الكهل القصير والأصلع نصفيا على الحقيبة المتينة المغلقة وسحب منها مجموعة من الرسائل المغلقة بإحكام.

كانت الحقيبة تحتوي على جميع وصايا الضباط.

「سئمت!! ارفعوا الراية البيضاء!! أريد العودة إلى البيت!!!」

  • الجزء 12

وآن الآن.

المدمرة المهلكة ميساكا ميكوتو قد تركت إنسانيتها وحولت نفسها إلى إلهة برق مع لمحة من الفضاء الخارجي يظهر من خلال جسدها، لكن أفكارها كانت في الواقع هادئة راكدة.

قد مرّت بتجربة مشابهة من قبل، ولكن عقليتها مالت إلى الداخل أثناء طورها إلهة البرق.

فخطر سؤال في جوفها.

أولاً وقبل كل شيء، كان غريبًا أنها تملك مثل هذه السيطرة الحرة على طور إلهة البرق. ما كانت بهذه البساطة آخر مرة.

وفوق ذلك...

(في أي زمن هذه الأحداث؟)

أكثر شيء غير منطقي كان هو الإكستِريور الخاص بشوكُهو ميساكي. فبعد أن كاد يُكتشف في حادثة مهرجان الدَيهَسي، قررت الـ #5 أن إخفاءه وإدارته سيكون مُرهِقا مُتعِبا عليها، فدمرته وتركته.

فهل هذه الأحداث صارت قبل تلك؟

لكن حتى هذا لا يُفسِر. فهناك أشياء واضحٌ أنها حدثت بعد حادثة الدَيهَسي. على سبيل المثال، صحيحٌ أن كازاكيري هيوكا كانت موجودة في تلك الفترة الزمنية، لكن كازاكيري المهتاجة أو الملاك الذهبي كازاكيري قد جاءا في وقتٍ لاحق من القصة – وهذه الأخيرة كانت في الحرب العالمية الثالثة. على الأقل، ما كانت بنت توكيواداي ترتدي لباسها الصيفي عندما حدثت تلك الأحداث.

هذا يؤدينا إلى استنتاجٍ بسيط: هذه المدينة الأكاديمية محال أن تكون حقيقية.

(فهل الأقرب أن نقول واقع افتراضي؟ تقنية مدينة الأكاديمية يفترض أنها متقدمة 20 أو 30 سنة عن العالم الخارجي، لذا لن أستغرب من وجود هكذا تكنولوجيا هنا. هذا سيشرح لماذا لا تتردد شوكُهو في تدمير كل شيء في هيجتها. وإلا حتى هي ما كانت لتفعل ما فعلت)

كما أن ميكوتو لم تكن لتختار العديد من الخيارات القابلة لقتل أحد. قد طيّرت شيراي كُروكو بعيدًا بطلقتها الريلغن بعد أن غسلت شوكُهو دماغها.

وإذا كان هذا العالم قد أُعيد إنشاؤه بتكنولوجيا إلكترونية، فبإمكان ميكوتو اختراقه بسهولة.

كانت تستطيع إرسال إشارة كهربائية تُسبب خطأً.

مهما فُصِّلَ هذا الواقع الافتراضي، فهو في النهاية مجرد مجموعة من الأصفار والآحاد. وهذا يعني أنها يمكنها كتابة شيفرة خاصة بها. إذا أصدرت ضوضاء كهربائية تعيد تشكيل مجموعة أصفار وآحاد تكون شيفرة فيروس حاسوبي، فإن الحاسوب الفائق الذي بنى هذا العالم الافتراضي سيقوم بتشغيل برنامج دفاع فرعي ذاتي لمنع الضوضاء من الظهور. سواء كانت هيئته رسمة أو موسيقى، فأيُّ مجموعة بيانات تشير إلى أرقام شيفرة فيروس يمكن أن تدمر البرنامج من الداخل، ولذا كان هذا إجراءًا دفاعيًا واضحًا.

إذن، الشروط بسيطة.

إذا أنتجت ميكوتو الضوضاء ولم يحدث شيء، فهذا يعني أنه واقعٌ افتراضي.

وإذا نجح الأمر، فهذا يعني أنه الواقع الفعلي.

「حسنٌ، بصراحة قد تعبت من اللعب مع شوكُهو على أي حال. حان الوقت لأسجل الخروج من هذا العالم الافتراضي!!」

أرسلت الـ #3 المرفوعة إلى مرتبة الآلهة شرارات متفرقعة من غرتها.

وتفرقعوا بالفعل.

ما يعني أن إشارة الخطأ الكهربائية....... قد حدثت كالمعتاد؟

.......................................................................................................................................

「مم، بس هذا يعني...؟」

  • الجزء 13

احتارت ميكوتو.

لقد دمرت الكثير، بس هذا كان يعني أن كل ذلك قد حدث في المدينة الأكاديمية الحقيقية؟!

تعليقات (0)