-->

الفصل السابع: وصول الكارثة

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

نجحت المراسم. هُزِم الحارس.

انفتح البابان من حجر النبيذ المتلألئ كاشفين عن شيء من خلالهما. بدا غير مستقر كسراب، وأعطى إحساسًا مرعبًا وكأنه سيمتص كل شيء كثقب أسود.

ذلك هو النفق الغريب.

تنهدت المرأة التي كانت في السابق تاجرة عبيد وهي تنظر إليه.

احتوى صوتها على لمحة من الاستسلام، أو ربما تصالحًا مع شيء ما.

「يا للعجب. بت الآن أشعر بالسخف لأنني كنت أركز كثيرًا على المال. فلماذا لا أستخدم الطقوس السحرية لأحصل على كل ما أحتاجه لحياة مثالية؟」

مسح العمدة الشايب وموظفة استقبال النقابة العرق عن جباههما، ونظرا إلى ما حولهما.

بتمعن.

「من كان يظن أن مهمة مشتركة بين البشر والإلف ستنجح فعلاً؟」

「ولكن لا يعجبني أننا لا نستطيع إبقاء البوابة مفتوحة」

كانت لافندر الفارسة وبرين الخادم يركزان على نتيجة المعركة الأخيرة.

لابد أنهما شعرا بقدر معين من الرضا إذۡ كان لهما الاستمرار بمفردهما دون الاعتماد على العبيد.

「مولاتي، لقد أصبحتِ أخيرًا قائدة تفوز بمعارك تطلبها مهما انقلبت عليها الاحتمالات」

「هِهِ هِهْ. كيف يخسرون وأنا، لافندر، كنت أساعدهم؟!」

أما الأمير ذو وجه اللص، فكان منشغلاً باقتصاد العالم.

عله لأنه رجل يستطيع التركيز على القضايا الواقعية أكثر من كبريائه أو مظهره كان أمرًا مفيدًا الآن بعد أن توقف هذا العالم عن الاستعباد.

「المهمة الأهم الآن هي مساعدة الاقتصاد على التعافي من انهيار البرقيت. مدى قدرة المرء على التعافي بدون العبيد قد يحدد القائد التالي للعالم」

أما الملك الذي تخدمه الساحرتان، فكان يراقب البوابة بفضول.

بينما نظرت إليها الساحرتان بإحباط.

「يبدو أن البوابة ذو اتجاه واحد فقط」

「لا أنصح بلمسها ما لم تحمل هدفا واضحا」

「هذا صحيح، أختي. مهمتنا هي صنع السعادة هنا في سلساكفير」

وأيا كانت هذه من قارة الهيمنة، فقد رفعت رأسها بفخر لا معنى له.

يبدو أنها كانت قوية جدًا في القتال العادي.

「هِهۡ. لا أتوقع أقلّ من التي هزمتني، أنا ملكة الانفجارات」

واكتفى ملك القوة العظمى بإيماءة واحدة.

وتحدث كأنما يرأى الشكل الذي سيتخذه العصر القادم.

「عالمٌ بلا طبقية، همم؟ قد يعتمد شكلُ عالمِ الحريةِ والمساواةِ هذا على كيفيةِ عيشنا」

「بتشييت」

نادت ميكوتو على الإلفية القريبة ومدت يدها إلى جانب رأسها.

أزالت إحدى دبابيس شعرها ووضعتها في يد بتشييت.

「ربما من الأفضل ألا أترك ذكرى، لكن إن كنتِ ترغبين」

「شكرًا لكِ، آنسة ميساكا」

ربما لأن مراسم الكنوز الثلاثة قد اكتملت، أو ربما لأن الوقت قد حان لتوديع ميكوتو وشوكهو بهذه السرعة، أمسكت بتشييت بدبوس الشعر بين يديها، وضغطته على صدرها المسطح وهي تتحدث بصوت فياضٍ بالمشاعر.

「حان الوقت أخيرًا......」

「「أجل」」 قالت الفتاتان بإيماءة وابتسامات مرهقة.

فدوى "تحطم!!!" مكتوم.

لم تتردد ميكوتو ذات درع البكيني وشوكهو الراقصة في تسديد اللكمات لبعضهما البعض.

نفذتا هجمة متقاطعة على الفور.

تشوّهت ابتساماتهما المنعشة تحت وطأة الضربات.

لم يكن هناك أي تردد، مما أظهر أنهما خططتا لخيانة بعضهما البعض منذ البداية.

「قلنا إننا سنتعاون حتى نجد طريق العودة」

「هذا صحيح. أبقيتكِ معي حتى الآن لأنني خفت من أن ضرورة قدرة الإلهتين على تلاوة المراسم، لكن الآن بعد أن انتهت سأعود إلى عالمي المسالم دونكِ!!」

ضربت ميكوتو وشوكهو برأسيهما بقوة.

ثم بدأتا تفرك جبينهما ببعض.

أما الآخرون، فقد وقفوا يشاهدون ذلك، مذهولين.

شزرت الفتاتان بعضهما من مسافة قريبة جدًا جدًا جدًا، ثم تفوّهتا بكلماتهما تزامناً.

  • الجزء 2

「حمارة؟ من ذا الغبي الذي يثق فيك؟ كسولة غدّارة كيّادة وكتلة من الدهون مثلك لا يليق بك إلا أن تكوني من أراذل المخلوقات في أقصى بقاع العوالم يطحنك الزمان ولا يبالي بكِ أحد. أمّا أنۡ أعُود إلى الأرض معكِ فهذا حُلم إبليس في الجنة. يعني، قوتك هي بغسل أدمغة الناس وهي أكره ما يكون ويا ضيق نفسي كل مرة أراك تستخدمينها. وأيُّ طفولة هذه أفسدتك لهذه النفۡس الملتوية حتى أُعۡطِيتِ قدرةً كقلبك المتآمر؟ هذا ليس وأن [واقعك الشخصي] قد تشوّه — بل هو فسادٌ متأصل في طبعك. وعندما يسألونك الناس عما إذا كنتِ في الإعدادية فليس لأنهم يرون فيك كبرا على عمرك، لا لا لا، بل لأن كلامك وهوسك الغريب طفوليان كثيرا حتى ظن الناس أنك في الإبتدائية ولذا يسألون. ما دريتِ؟ ما لاحظتِ؟ لا أحسب. مثلكِ غليظة تأخذ السبة مدحة وتحول الإهانة مجاملة. وترى أؤكد لك، ما كنت أُجامل. وعن قانونك ذاك أنكِ لا تأكلين الصناعيات والمواد غير الطبيعية، فهو أغبى ما سمعت. ولو اشتريتي الأكل من مزرعة تحسبين أنكِ بهذا تهربين من كيماويات المتاجر؟ لا تنسي أن السكاكين وألواح الطبخ والأواني كلها تُغسل بالمنظفات الكيميائية وأنّ مياه الطهي جاءت من الصنبور المليء بالكلور، فأي طهارة تتكلمين عنها؟ يا زين جهل الجاهل عن كل ما ينغص عليه. ثم وما لكِ وهوسك بالزينة والجمال، ليس وأنه اختبار مدرسي تحصلين منه على الدرجة الكاملة والكل يتفق على معاييرها. لو دخلتِ عقول الناس لعرفتِ إنكِ إنما تابعة لميول غيرك محبة لجذب الأنظار إليك بعيون شهوة ورغبة، وما أنتِ بهذا إلا منحرفة مثلهم. يقولون عن توكيواداي مدرسة للفتيات المهذبات، فأين أنتِ عن هذا؟ ممكن توقفي تنافسك الوهمي هذا عن من يكون الأكثر خلاعة؟ أو على الأقل كفّي عنكِ الهوس بذلك؟ وربما طلبي هذا أكثر من اللازم بما أنه يبدو هدفك في الحياة، ولكن جوارك بل حتى التواجد قربك مرهق. تعبتُ وسئمتُ منكِ. وربي إنكِ أسوأ حتى من كُروكو. ما سألتِ مرة عن شعور أن تصاحبك منحرفة يوما بعد يوم؟ هل أدفع لك 300 ين حتى تختفين؟ هاكِ خذيها من على الأرض، ازحفي، التقطيه، واغربي عن وجهي. وما وجدت فيك إلا مقتا وما شعرت تجاهك إلا نفورا، أنتِ تقرفينني حتى النخاع، فهل تفهمين الآن؟ ولكم يدهشني أنكِ مع كل هذا لا ينافسك أحدٌ في نسيان كل حقيقة تخالف هواكِ، فهل يكون هذا هو سر [واقعك الشخصي] الذي خلق المنتل آوت؟ لا، انسي. لا أريد أن أسمع منك. لا جدوى من نقاش واحدةٍ تجعل من كل كلمةٍ مديحًا. هذا نقاش عبثي لا أضيع وقتي فيه فصُنِّ لسانك قبل أن تقعي في متاعب أكثر. ألا تفهمين أن صمتك خير وذهابك راحة؟!!」

「أنتِ في الأساس انتهاك للقوانين كأنك وبل حرفيا سلاح ناري يمشي على قدمين فأحسن لك ألّا ترجعي إلى اليابان. هل لديكِ أدنى فكرة عن مقدار قدرة المشاكل التي تسببينها للناس؟ ظنك أنكِ تفلتين من كل شيء طالما امتلكتِ سببا وقضية لهو تفكير خطير، أصلا هكذا بدأ وهكذا فكّر الإرهابيون. لذا فإن المدينة الأكاديمية كانت حرفيا تسلم السلاح لإرهابية! واحدة من أسوأ الأخطاء التي ارتكبوها أبدا. ثم بأيّ سخافة هذه أوقعتكِ وعلّقتكِ بتميمةٍ صبيانية؟ غيكوتا؟ قدرة هوسك هذا هي أُمُّ التناقض زودا أنه معك صواعق تقتل الناس وعملة تطير فوق الصوت ثلاث مرات. على الأقل اثتبي على شيء واحد، أم ماذا، تحبين إرباك الناس أنتِ؟ ثم عجيب أمرك هذا ترتدين شروت تحت التنورة، ألهذه الدرجة مستحيل أن تصححي سلوكك الأبعد عن سلوك الفتيات؟ يا ليتك تنضجين. أوه السموحة، كان أجدر بي أن أعلم أن الرجاء فيك معدوم، كذا خَلْقتُكِ وكذا تبقين مثلما أنتِ هبلة خبلة أسطح المسطحين. وأرجوك لا تبكين فأنا لا أتخيل مشهدا أبشع من هذا. ثم إني لا أصدق، قولي لي كيف أنكِ تأكلين كل شيء عتيق دون أن تبحثي فيه عن مواده الكيميائية؟ هذا وأنتِ قد خضعت لمنهج به حقن أدوية ومعه إيحاءات تنويمية وصدمات كهرابائية. ما سرك في البقاء جاهلة؟ أود حقاً لو أعرف. ليس وأنني أريد العيش تلك العيشة لأنني أبدا أبدا لا أريد. وأي نفۡسٍ هذه قادتك إلى تطوير قوة عنيفة مثل الريلغن؟ ما تدرين أن البشر الطبيعيين ليسوا وحوشا تأكل البطاريات وتتقود بزيوت الآلات؟ أنتِ معضلة بيولوجية وأتمنى من العلماء أنهم يثبون منكِ أنكِ لستِ بشرا ولا حيوان. عندها أتيقن أن لغزا عظيما في العالم سيُحَل وسينام الجميع في هناء. ألستِ على دراية حتى بكمية المشاكل التي يسببها وجودكِ وحده؟ هل حسبتِ أن ركل آلات البيع والتشاجر مع طلاب الثانوية وتفجير المدينة بكهرباء ذات مليار فولت أمرًا طبيعيا؟ تحسبين؟ هَه! عجيب، إذن فليس أبعد على ضميرك الخفيف هذا أن تصنعي طائفة تدور حولك، فهل بعدها تطهرين خطايا الجميع بأن تحمليها على ظهرك المستهتر؟ قرف. وأراهن أن القوة الدافعة في جوهرك هي العزلة. لا تثقين بأحد ولا تُأمّنين لأحد ولذا تُبعدين نفسك عنهم. أسلوبك ذاك في حلّك للمشاكل بنفسك هي أوضح دليل على ذلك، فهل يكون قلبك من حديد يثق بإخوته الآلات أكثر من البشر؟ هذا قد يفسر كيف حصلتِ على مثل هذا [الواقع الشخصي]. فأنا أرفض الناس بعد أن أعرفهم جيدا، ولكنك لم تحاولي حتى أن تفهميهم. إن كنتِ تكرهين الناس وعيشتهم فانقلعي لجزيرة نائية اصنعي منها بلد وعيشي فيه، بل ضعي عليها حدودا حتى، ليس وأن أحدا سيغزوك، كلهم يكرهون قربك. وليت الأمر يقف عند هذا، بل كأنك محتارة لا تدرين هل تكونين مقاتلة يخشاها الناس أو آنسةً في كرب تطلب الحماية؟ وبين هذا وذاك، لا تجلبين إلا المشكال والإزعاج لكل أحد يجاورك!!!」

  • الجزء 3


حتى وبينما تتصارعان ميكوتو وشوكهو، تذكرتا العقد الذي أبرمتاه مع إلهة التناسخ سليناجرنتينا: أرضى بأيِّ عالمٍ ليست فيه.

لم تقل إلهة التناسخ إنها ستأخذهما إلى عالمٍ تسويان فيه خِلافهما.

بل واحدة منهما ستعود.

عندها يمكن أن تنطبق هذه القاعدة على الأرض.

سحبت ميكوتو ذات درع البيكيني عملة أركيد وأسقطتها. ثم ما حملت شوكهو الراقصة الرموت حتى ألقته جانبًا.

بعد طقوس الكنوز الثلاثة والمعركة مع مديرة السكن الجهنمية، كانت فتاتا المستوى الخامس منهكتين لدرجة أنهما لم تستطيعا حتى استخدام قواهما بشكل صحيح.

فماذا؟

في هذه المرحلة، أصبح الأمر قتالا بالأيدي واحد ضد واحد.

رأتا في عيون بعضهما نظرة "لِنُنهِ الأمر هنا".

والواحدة منهما تثق أن الأخرى تشعر بنفس الشعور.

「أنا... أنا لن أثق بالبشر مرة أخرى!! وااااااااااااااااهههههه!!!」

شعرت الإلفية بالخيانة وانفجرت بالبكاء. لا بد أنها توقعت نهاية جميلة تتجلى في صداقة جديدة بعد أن تعاون الجميع – الأعداء والحلفاء – لهزيمة الزعيم الأخير.

يا للبراءة.

لكن لم يكن هناك أحدٌ من سلساكفير يستطيع فعليًا التدخل وإيقاف هاتين.

「غآآآآآه!!!」

「غوووووهه!؟」

صرخت الفتاتان من أعماق الأعماق وانطلقتا نحو بعضهما من مسافة صفرية. ألقت ميكوتو لكمة بالكاد تفادتها شوكهو بعدما تعثرت على لا شيء.

لم يحاول أحد إيقافهما.

فشراستهما أرعبت الجميع.

「تحسبين أنكِ قادرة عليّ في معركة جسدية وبدون خطة؟ أنتِ تعلمين أن هذا ليس أسلوبكِ」

「قد أفضّل الألعاب الذهنية، لكن لدي كبريائي」

لا منطق وراء ذلك. ولا تهم تفضيلاتهما الشخصية. كان هذا الصدام محتومًا منذ لحظة الولادة.

بل تيقنتا أنهما مرتبطتين بهذه الطريقة.

「「غآآآه!!!」」

أولًا، شدّت شوكهو قوتها في كتفيها وانطلقت بدفعةٍ بكامل جسدها.

وبعد أن حوّطت بذراعيها ظهر شوكهو، هَوَت ميكوتو بجبهتها بقوة على ظهر شوكهو.

「تشّه」

「أنتِ...!!」

بعد أن ابتعدتا قليلًا تزحفان، تحركت أيديهما في نفس اللحظة.

ما زالت شوكهو تعتمد على اللطمات، لكن ميكوتو ألقت لكمة حقيقية.

تفادت ميكوتو لطمتها تلك فأصابت قبضتها منتصف وجه الملكة الجميل مباشرة، بينما لم تجد صفعة شوكهو سوى الهواء.

「غه!؟」

تأوهت الملكة لكنها منعت نفسها بطريقة ما من التراجع. لم تعد تهتم بعدم لياقتها. كانت تلهث وتنغث، لكن الأدرينالين دفع عقلها مؤقتًا لينسى الإرهاق والألم.

لكن قبل أن تشن هجوما مضاد، ميكوتو قد تحركت.

أمسكت بشعر شوكهو الأشقر الطويل المتطاير في الهواء.

بينما كانت ميكوتو بشعرٍ القصير وترتدي درع بكيني الصلب، كانت شوكهو بشعرٍ طويل ترتدي زي راقصة مليء بالأطراف المتدلية، وشنطة معلقة بشكل مائل على صدرها، مما وفر لميكوتو العديد من الأماكن للإمساك بها.

「لا تجرئي وتشتكي أن هذا ظلم الآن!!」

رمت لكمة ثانية من قريب.

وتناثرت رائحة المعدن في الهواء.

لكنها ميكوتو من تأوهت هذه المرة.

لقد دافعت شوكهو عن وجهها بذراع ملفوفة بقطعة قماش رقيقة. قبضتها اصطدمت بذلك، لكن الشعور كان غريبًا.

فقد كانت شوكهو قد أخفت الرموت البلاستيكي الصلب تحت القماش.

والضربة قد أضرت بقبضة ميكوتو.

「ماذا ماذا قلتِ عن الظلم!؟」

كان لشوكهو مساحة للحركة حتى وشعرها ممسوك. لوحت بقطعة القماش التي تحتوي على عدة رِموتات؛ مستهدفة جانب رأس ميكوتو. لقد كانت هذه صنعة يدوية لنجمة الصباح.

「ما هذا، سلاح يدوي صنعه أحد المساجين!؟」

بغضب رمت ميكوتو الرمال في وجه شوكهو. أساسا، كان ذلك الغبار الناعم المتكون من تحطم أرضية الحجر أثناء المعركة مع مديرة السكن.

أصاب العمى شوكهو فترنحت.

ولم تفوت ميكوتو الفرصة.

داست بقوة على قدم شوكهو لتمنع عنها الحركة، ثم دفعت كلتا كفيها إلى الأمام. لم تستطع شوكهو المُعميّة أن تتوقع ذلك، فسقطت بقوة. ولمنع ميكوتو من الركوب فوقها، دارت على جنبها.

「تظنين أنكِ تفلتين هكذا؟!」

「غاه!؟」

شعرت شوكهو بضغط هائل.

أخذت ميكوتو بفخذيها لتخنق ذراعها اليمنى ورقبتها.

مع الضغط الصحيح على الشريان السباتي، سوف تُغشى خلال أقل من 30 ثانية.

「عندما تصلين إلى الجحيم، أخبريهم أن فخذي طالبة إعدادية من أرسلاك!!」

「غههه... عض*!!」

ألم لا يمكن تصوره أجبر ميكوتو على فك الخناق فقفزت إلى الخلف.

من بين كل الأشياء، شوكهو عضّت ساق ميكوتو بشدة.

「أليس لكِ حدود!؟」

قول ساخر من التي أمسكت بشعرها وعَمَتها قبل قليل.

نهضتا.

وتبادلتا الشزرات. [1]

وهذا يكفي، لا حاجة لإشارة.

في نفس اللحظة، صرختا عاليا واندفعتا نحو بعضهما مجددًا.

  • الجزء 4

فإذۡ بنفجر زئير هائل، وتتناثر الدماء على أرضية النبيذ المتألقة.

وقد انشقّت شِفَاهُ ميساكا ميكوتو وسالَ الدمُ أنفَ شوكهو ميساكي.

أما الإلفية فقد راقبت المشهد بعيون مذهولة، لكن ليس لنفس السبب السابق. لم تُبهر وحسب بشراستهما وترتجف خوفًا. بل شعور مختلف بدأ يُدفئ قلبها.

فبرغم ما سال من دمٍ وما ارتسم على الوجوه من آلام، لم يزدد هاتان الفتاتان إلا جمالًا جمالا.

كأنما جَلّى النزاعُ عن جوهرٍ أنقى وأجمل.

「لهث... لهث...」

「هفف!!」

وكانتا – وهما تُعرفان بالإلهتين – لن تعترفا بهذا أبدًا، ولكنّ العزمَ قد جمع رغبتيهما إلا أن تحسما الأمر وتُنهيانه.

وقد أيقن الجميعُ أن الضربة القادمة ستكونُ هي الفَصل!

「「آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه!!!」」

تقاطعت الأذرع.

وهبّت الريح مكتومة. ليس كحدِّ سيفٍ يقطع، بل كمطرقةٍ جبارة تهوي بثقلها.

كان الصوتُ هو أول ما انطلق، وكأن الفعل لم يلحق به إلا متأخرًا.

فقد قذفت شوكهو ميساكي يمينها بقبضةٍ ملأتها بكل قوتها.

فيما رفعت ميساكا ميكوتو ساقها اليمنى عاليا وركلت.

ركلةً صقلتها على مدار تاريخها وأيامها وهي تركل آلات البيع.

ثم عمّ السكون.

وتذبذبت إحداهما ومالت.

「.......」

「ليست الأنسبَ في معارك القتال، إذۡ عليّ أن أتوقف لحظةً عند تنفيذها، لكن في ضربةٍ واحدة، فإن الساقَ تفوقُ الذراع مدىً وقوةً」

  • الجزء 5

الوحيدة التي بقيت واقفة كانت ميساكا ميكوتو.

وسوف تعود وحدها.

  • الجزء 6

「أغغ」

أدركت ميساكا ميكوتو أن هذا كان صوت تأوّهها.

لقد خاضت رحلة طويلة ومعارك لا تحصى عبر سلساكفير، ولكن الغريب في الأمر أنها شعرت وكأنها لم تتكلم منذ زمن طويل. أجبرت أوتارها الصوتية المتصلبة على التحرك، محاولةً استخراج أي صوت.

لكن عندما تفقدت هاتفها، وجدت أن ثلاثة أيام فقط قد مرت.

حتى أن الامتحانات النصفية لم تكن انتهت بعد.

يبدو أن نظريتهم حول أجهزة دعم الحياة وتدفق الوقت بمعدلات مختلفة كانت صحيحة.

تروّت وهي تسحب الغطاء للخلف، ولم تجد أي أثر لدِرع البكيني. كانت ترتدي بيجاما عادية.

عاد العادي إلى حياتها.

「......」

وكان ستار يفصلها عن السرير المجاور، لكنها شعرت بوجود أحدا هناك.

اختارت ألا تتحقق من ذلك السرير، وبدلا من ذلك، ارتدت زيها المدرسي وغادرت المستشفى.

كانت الشمس مشرقة في سماء صافية بلا غيوم.

رؤية مدينة الأكاديمية العادية من حولها جعلت الدموع تترقرق في عينيها.

عادت.

عادت حقًا.

「لكن ماذا أفعل الآن؟」

أرادت رؤية شيراي كُروكو.

بل حتى ويهارو أو ساتِن.

أو ربما عليها أن تكون أكثر جرأة. في هذه اللحظة، شعرت أنها تستطيع مقابلة ذلك الفتى ذو الشعر الشائك دون أن تدخل معه في شجار. كانت ممتنة جدًا لكل شيء في الأرض، لدرجة أنها لم ترد إدخال العنف في الأمر.

「لا」

لم تكن بحاجة لوضع خطة.

قررت أن تمشي عبر المدينة وتكون ممتنة لأي أحد تصادفه.

وتحدثت دون تفكير:

「حقًا، لا نعيش لحظة ملل في هذه المديـ—」

توقفت قبل أن تُكمل الجملة.

تجمدت ابتسامتها.

لقد رأت شيئًا.

شيئًا ما كان يجب عليها أن تراه أبدا.

「لا... هِه هِه هِه. إيه هِهِهِه. تمزحين؟」

حتى صوتها بدا لها مزيفًا. فجأة، بدا هذا العالم أقل واقعية بكثير.

لقد رأت أحدًا يقترب منها من وراء الأفق.

تتمايل كالسراب.

والآن، تجمعت دموعها لسبب مختلف تمامًا عن ما قبل.

「ميساااااااااااااكا-ساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااننن!! ما انتهينا بعععععععععععععععععععددددددددددددددددد!!!」

تلك الفتاة خرجت عن حدود الإنسانية.

بل تبدو كشيطان.

قالوا إن المرأة الجميلة قد تكون مرعبة صدقاً وقت الغضب، لكن هذا فوق كل شيء.

كان شعرها الأشقر الطويل يطفو قليلاً.

「م-ماذا- لكن؟ إن طقوس الكنوز الثلاثة قد انتهت. ويفترض أن تظلي عالقة في سلساكفير إلى الأبد!!」

「تدفق الوقت يختلف بين العالمين. فبعد أن رحلتِ، استخدمتُ الكنوز الثلاثة لأعيد الطقوس☆ صدقا، سعيدة أنني لم أُرمى إلى المستقبل بعد مئة عام!!!」

وظهر شخصية أخرى بجانب الشيطانة الجميلة.

كانت فتاةً قصيرة ذات أذنين طويلتين.

「هه! ها هي تلك التي غادرت لوحدها. كان عليك أن تأخذي الآنسة شوكهو معك」

「!!!؟؟؟」

كانت هنا.

تلك الإلفية هنا على الأرض!؟

أذلك مسموح؟

أليس هذا تشوهًا غير طبيعي أكثر خطورة من وجود شوكهو!؟

「يبدو أن هذه دمية بالحجم الطبيعي. يمكنني التنقل بين العوالم بنفس الطريقة التي جئتما بها إلى سلساكفير بتجربة الخروج من الجسد، لذا فأنا أستخدم جسدًا مؤقتًا للتحرك في هذا العالم」

「إذن بالنسبة لعالمنا، فأنتِ مثل دمية البورسلان متحركة؟」

يبدو أن هذا جعلها تتجاهل السؤال حول أيُّ تأثير قد يسببه وجود الإلف الذي يُفترض أنه غير موجود على الأرض.

وكان لغزا ما الذي يفعله إلفٌ دمية واقعي في المدينة الأكاديمية.

「لماذا ساعدتها في الطقوس، بتشييت؟! كانت ستظل عالقة في كاتدرائية النفق الغريب لولا ذلك!!」

「لكن، مم، لقد ناقشنا ذلك جميعًا معًا وقررنا أنه سيكون هناك تأثير سلبي على توازن القوى إذا بقيت هي... مع الآنسة شوكهو في سلساكفير، كنا نخشى أن ينتهي الأمر بها لتصبح الملكة الوحيدة التي تستعبد جميع أشكال الحياة」

(إذن رأوا أن تلك "الإلهة" كانت عبئًا أكبر ببقاءها؟ بففف! لكن هذا منطقي، فالعالم الذي تحرر من أغلال العبودية لن يرغب في بقاء ملكةٍ تحكم العقول. ....هه، ههههه. لعل دموع شوكوهُو الدامية ليست فقط بسبب مغادرتي دونها....)

أحاطهم صمتٌ محرج.

تحدثت ميكوتو بتردد إلى الفتاة الوحيدة.

「مم، آآ...」

「غرررر」

「إذن... هذا يسير نحو ما أظنه؟」

「...للجـــــــــــــــــــــــــولــــــــــــــــــــــــــــــــ...」

「لا، تمهلي، كان ذلك خطأ. لن أترك لك القرار بعد الآن. إذا تتبعنا الخط الزمني، لم يمضِ أكثر من ثلاثة أيام منذ كدنا نموت في انفجار خزان البروبان، لذا يجب أن نفكر في امتحاناتنا النصفية! لا داع أن نعرض حياتنا للخطر مرة أخرى هنا، من الحكمة أن نهدأ كلانا ونتريث—」

「حان وقت الجولة الثانياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااـة!!!」

تعليقات (0)