الفصل السادس: مَنۡ يَعۡتَرِض؟
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
الهيمنة على العالم اكتملت!!
「تنهد*، هذا مثالي تمامًا. لمَ لا نبقى في هذا العالم إلى الأبد؟」 قالت ميكوتو.
「هل نسيتِ أننا نمرّ بتجربة خروج من الجسد ونكاد نموت؟ لقد مرّ شهر منذ انفجار خزان البروبان، لذا من يدري ما الذي يحدث لأجسادنا على الأرض،」 قالت شوكهو.
نعم، ما عساهما تستلقيان في الفراش داخل القلعة الضخمة لهذه القوة العظمى.
تخلّت ميكوتو عن إغراء العودة للنوم ونهضت من السرير الفاخر الفخم. لو سمحت للخدم والخادمات في القلعة بتدليلها أكثر فلن تقوم من السرير أبدًا، لذا كان عليها أن تعيد تشغيل نفسها.
وهذا يعني...
「لقد هزمنا أمراء الشياطين الثلاثة وجمعنا الكنوز الثلاثة، لذا علينا الآن البحث في الطقوس الكبرى اللازمة لإعادتنا إلى الديار」
أمراء الشياطين. الطقوس.
خرجت الكلمات من فمها بسهولة، لكن سماعها وهي تقولها بدا غريبًا. كان عليها أن تذكّر نفسها بأن هذا هو نوع العالم الذي تعيش فيه الآن. تمكنت من تقبّل الواقع أمامها بأن تقنع نفسها أن هذا العالم يمتلك نوعًا من التقنية يُدعى "السحر"، وربما كان قائمًا على علم مألوف لو بحثت فيه بعمق كافٍ. حَسّت أن الأمور ستنتهي بشكل سيئ إن لم تحافظ على هذا الحاجز النفسي.
كانت أقوى قوة عظمى في هذا العالم موجودة في قارة تير نا نؤج.
كما أن مكتبة القلعة كانت الأكبر في العالم. وإذا كان عليهما إجراء أبحاث، فهذا هو أفضل مكان لذلك.
بما أن بتشييت كانت لتتسلق رفوف الكتب (بتنورتها القصيرة) إن تُركت دون رقابة، أمسكت ميكوتو بقفا الإلفية لتبقيها على الأرض.
「طقوس الكنوز الثلاثة. هل من كتاب هنا عن طقوس الكنوز الثلاثة؟」
لقد شكرتا وقدّرتا كل المعرفة المجمعة في المكتبة، لكن وجود كمٍّ هائل من المعرفة قد تكون مشكلة بحد ذاتها. فبدون شيء مثل محرك بحث يساعدهما في إيجاد ما تريدان بسرعة، قد يستغرق الأمر يومًا كاملاً للعثور على صفحةٍ ذات صلة.
وهناك، وجدتا بعض الوجوه المألوفة: تاجرة العبيد الشابة التي كانت بتشييت تخدمها في الأصل، إضافةً إلى موظفة استقبال النقابة والعمدة الذين كانوا يخططون لقتل الإلف في تلك القرية.
نظرت إليهم ميكوتو بنظرة 「ماذا تفعلون؟」، وتلقت إجابة من الشابة المبهرجة التي كانت تستخدم سحر الرياح.
「مع تزايد زخم حركة مناهضة العبودية، بدأ الإلف يستمتعون برفاهية الحياة. وهذا يعني زيادة الطلب على البضائع. قد تكون هذه فرصة تجارية رائعة」
「صحيح، ولن يمنعك أحد من كسب المال طالما أنك تفعلين ذلك بطريقة تخلق دورة اقتصادية مفيدة. آمل أن يكون هذا درسًا جيدًا لكِ☆」
「بالمناسبة أيتها الإلهة الغاسلة للأدمغة، من الأفضل ألا تكوني كذبتِ بشأن استعادة موهبتي في الأعمال التجارية إذا ساعدتكِ في البحث بين هذه الكتب!」
تصرف ميكوتو بعد أن أخرجت لسانها وهي تدير ظهرها أوحت بأن ذلك لن يحدث على الغالب.
في النهاية، كلها ترجع إلى رغبة الناس في الوقوف إلى جانب المنتصرين. هزيمة ميكوتو وشوكهو للقوة العظمى في تير نا نؤج أحدثت تغييرات كبيرة.
كانت شوكهو قادرة على إجراء نوع من البحث بقراءة بقايا الأفكار في الكتب ورفوف المكتبة، لكن ذلك كان ليستغرق بعض الوقت.
أما بتشييت فكانت الأفضل في هذا النوع من العمل البطيء.
أمكن لميكوتو فهم الفكرة العامة للنص كما لو كانت تفكّ شيفرة مورس أو برايل، لكن الإلفية أحسنت قراءة لغة هذا العالم بطلاقة، مما جعلها أسرع بكثير.
لم تكن بتشييت تقرأ كل كتاب ضخم من الجلدة إلى الجلدة، بل تأخذ فكرة عامة عما يريده الكاتب من عناوينه وفهرسه وصفحاته الأولى والأخيرة. كان الأمر أشبه بملء الفراغات لاستنتاج الموضوع والمحتوى، لكنه كان مثيرًا للإعجاب حقًا. أرادت ميكوتو تعلّم هذه المهارة من أجل تقارير الكتب التي كانت تُجبر على كتابتها خلال عطلة الصيف.
「أوه، عله هذا」
أضاء وجه الإلفية.
وجدته بسرعة كبيرة لدرجة أن ذلك أزعج شوكهو قليلاً، رغم أنها كانت تستطيع الغش بقراءة بقايا الأفكار بالرموت الذي أخرجته من شنطتها.
「يُقام طقس الكنوز الثلاثة في كاتدرائية النفق الغريب. كل كنزٍ من الكنوز مهمٌ للغاية، لذا لا أظن أننا سنجد مكانًا آخر يُقام فيه طقس سحري يجمعهم」
「النفق الغريب؟」
「؟」
بالنظر إلى هذا الاسم، فقد يشير إلى ممر سري بين العوالم. فإن كان، فهذا مثال آخر على الأسماء المباشرة والكسولة جدًا في هذا العالم.
لكن لا فائدة من التذمر بشأن أسماء هذا العالم في هذه المرحلة.
「أين تقع هذه الكاتدرائية؟」 سألت شوكهو.
「في القمة تمامًا. الأرض العائمة الوحيدة في الطبقة 11 هي كاتدرائية النفق الغريب. لم أذهب إلى هناك من قبل طبعا، لكنني أتوقع أن كل أحد في سلساكفِير قد سمع بها」
- الجزء 2
ختّموا العالم.
من أول طبقة إلى العاشرة، أمكن لميكوتو وشوكهو استخدام جميع المعدات من جميع المنشآت في جميع الممالك وجميع الأراضي العائمة.
والآن، بعد أن حصلوا على الكنوز الثلاثة وأصبح بإمكانهم البحث في كل ما يقدمه هذا العالم، لا مانع يمنعهم من الاستعداد لإقامة طقوس الكنوز الثلاثة في كاتدرائية النفق الغريب.
كان من المفيد للغاية أنهم حرروا الإلف والسقوبات والسيريات وغيرهم من الأجناس.
وهذا يعني أنهم جمعوا المعرفة والموارد المنتشرة خارج الأراضي الخاضعة لسيطرة البشر.
نعم، بالمعرفة والتقنيات المناسبة، كان من الممكن أن الأجناس غير البشرية قد تسرق أو تشتري الكتب والكنوز أيضًا.
(سعيدة جدًا أنهم لا يتشاجرون مع بعضهم)
رفعت ميكوتو مستوى بتشييت والبقية إلى الحد الأقصى 9999، مما جعل من المستحيل على البشر القبض على الإلف أو الكائنات الأخرى ومعاملتهم بسوء. وبينما كان الاهتمام منصبًا على مجموعة المستوى 9999 طويلة العمر، تمكنت الأجيال الشابة من فتيات الوحوش من رفع مستوياتهن دون أن يستغلهن أحد، مما سمح للأجناس غير البشرية بالحفاظ على تفوقها إلى الأبد.
وما إن تغادر ميكوتو وشوكهو، سيكون مصير العصر القادم بيد أهل سلساكفير. لكن على أن بتشييت والبقية لم يكن لديهم رفضٌ واضح لنظام العبودية بحد ذاته، لم يبدو على الإلف أنهم سينتقمون من البشر. فقد كانوا عرقًا مسالمًا طالما يتركون وشأنهم.
لقد قبل الإلف الهاربيات والتينغو والعديد من الأجناس الأخرى دون مشكلة، لذا بدا من المحتمل أنهم قد يتعايشون مع البشر أيضًا.
وكان جيشهم الموحد نفسه دليلًا على أن الاختلافات العرقية ليست سببًا للإبادة المتبادلة.
「بالمناسبة، شوكهو، هل هو صحيح؟」
「ما صحيح؟」
「أن الإلف يتحدثون بآذانهم الطويلة كما يتحدثون بأفواههم」
وحتى الآن، كانت الشيخة بيكريان والصغيرة بتشييت تتكلمان من مسافة قصيرة منهما. فهل تعملان على تفاصيل طقوس الكنوز الثلاثة؟
أشارت شوكهو إليهما.
「صحيح. لكنه ليس شيئًا معقدًا للغاية. إنه أشبه بنظام مورس. عدد المرات التي تتحرك فيها آذانهم لأعلى ولأسفل يشير إلى حرف، والتفاف الأذن يشير إلى نهاية الحرف」
「إيه، إيه」
「إذن الآن بتشييت تبتسم وتقول: "من تظن تلك الفتاة الكهربائية العنيفة نفسها لتتكلم معنا بهذه الفوقية وهي بهذا التسطح؟’」
「هاااااااااا!!!؟」
「أترين، بيكريان التفت ناحيتنا. "اقتربِ منها أكثر، وسوف تمتصّ منكِ حجم صدركِ. وحتى تأمني، إياكِ والنظر حتى في عينيها."」
「لستُ بلعنة! كيف أسرق منكن حجم الصدور! حتى ولو أردت!!」
「بفف. لا يستحون هؤلاء الإلف ينممون على الناس. لكنني أتفهّم نظرتهم عنكِ وأنتِ... يعني، أنتِ أنتِ. أوه، شوفي الآن. تلك الحركات تقول: "مسكينة البنت. جدا صغيرة في ذاك." هَهَهَهَه! ميساكا-سان، قدرة قياساتكِ كارثية لدرجة أن حتى فتاة صغيرة مثل بتشييت تشفق عليكِ!」
「......」
「"لا عليك. على عكسها، أنتِ ستكبرين مع الوقت." "يا ليت. ولا أتمنى أن أصير مثلها." "امرأة بالغة بهذا التسطح نادرة للغاية، لذا تجاهليها فحسب، فهي حالة شاذة." "كما تقولين." يا ويلي من قسوة هاتين الإلف!! ...ما بكِ، ميساكا-سان؟ ل-لماذا تنظرين إليّ بغضب؟ ما ذنبي، أنا؟」
「حقًا تحسبين أنني أصدق هذا الهراء؟ سأذهب وأسأل، فإذا اكتشفت أنكِ كنتِ تكذبين، سأمسك بهات الصدر وأمزقهما عنكِ!」
بدأت شوكهو ميساكي تلوّح بذراعيها بشكل هستيري محاولة الإشارة إلى الإلفتين لتدعما قصتها (بينما تجرها ميكوتو من ياقة قميصها)، لكن الإلفتين إنما ميّلا رأسيهما بِحَيرة. فشلت محاولتها في التواصل فشلًا ذريعًا.
- الجزء 3
قد حصلوا على الكنوز الثلاثة، وعرفوا الكاتدرائية المحددة اللازمة لإقامة الطقوس.
لم يتبقَ سوى الاستعدادات.
في الليلة التي تسبق الطقوس، كان عليهم تطهير أنفسهم.
وهذا يعني أن اليوم كان الوقت المناسب لذلك.
وهكذا، استحموا في نبع دافئ خالٍ من أي مجسات أو وحوش هلامية تحاول مهاجمتهم.
في الواقع، كان حمامًا حجريًا واسعًا. تصميمه دائري وفاخر، حيث كانت المياه تتدفق من تمثال امرأة تحمل جرة. كان حمامًا مثاليًا، باستثناء الحاجة إلى الإصرار بشدة على منع خادمات القلعة من الدخول لغسلهن.
「أتساءل ما الذي سيحدث لهذا العالم لو علمناهم عن الحمامات الـ24 ساعة؟」 قالت شوكهو.
「قد يعجبهم، لكنني لا أريد أن أرى حربًا جديدة تبدأ بسبب احتكار الحمامات. كأنه سخيف، لكنني لن أستبعد حدوثه في هذا العالم」
غرقوا في حالة استرخاء تامة في الحمام لفترة من الوقت.
لم يكن الماء عاديًا بل معطّرًا بمادة مستخرجة من زيت بتلات الأزهار أو شيء من هذا القبيل. يبدو أن هذا العالم الخيالي كان يقدّم أكثر من مجرد السير بلا نهاية في الحقول الموحلة.
「هيه، شوكهو؟」
「ماذا؟」
「لماذا صدركِ كبير جدًا؟」
「إن كان هذا كل ما يشغل بالكِ بعد كل هذه المغامرات، فأنتِ في أسوأ حالٍ مما كنت أظن」
「همف. أعلم أننا كنا نأكل نفس الطعام هنا في سلساكفير، لذا ليس منطقيا أنه لم يؤثر على حجمي كما فعل معكِ」
「إذا كنتِ تحسبين أن النظام الغذائي هو العامل الوحيد، فيا لكِ من مسكينةٌ جاهلة ميساكا-سان」
「هاه؟ تقولين إن التمارين الرياضية تؤثر أيضًا؟ ألأنني كنتُ في جبهة القتال طوال الوقت بينما تستريحين بلا حراك؟! أهكذا كبرت هذه الأشياء!؟」
「هَييي، لا تمسكي صدري!!!」
بالكاد هدّأت ميكوتو وشوكهو نفسيهما قبل أن تندفع الخادمات إلى الداخل بعد سماع الضجة.
「هاه؟」
لم يكن هناك عشاء ينتظرهما بعد الحمام.
هل كان الصيام جزءًا من التطهير؟
ثم أُرسلا إلى نفس غرفة النوم.
「مقدر أنام.....」
「......」
بعد أن أطفآ الأنوار، صعدت ميكوتو وشوكهو إلى سريرين منفصلين.
كان المفترض أن تناما مغلقتين داخل هذه الغرفة الخاصة.
يُفترض أن يساعدهما ذلك في التطهير، لكنهما قضتا كل وقتهما في سلساكفير في معارك قاتلة بحق، فلم يملكا وقتاً لحياة منظمة. والآن، بعد أن توفر لهما نومٌ في السرير كالبشر العاديين، بدا أن النوم يرفض المجيء. لقد أثر الخمول في الدولة العظمى على إيقاع حياتهما اليومية بطريقة مختلفة.
ليس لديهما شيء تفعلانه.
لكن ميكوتو لم تشعر برغبة في تمضية الوقت بلعب الورق مع شوكهو. غير أنها كانت لتجد الأمر غريبًا نوعًا ما إن كان في هذا العالم أوراق لعب. فهل كانت تلك شيئًا يخترعه أي مجتمع يصل إلى مستوى معين من التطور؟ مثلما أصبحت الطائرات الشبحية بذات التصميم تقريبا لحاجةٍ ملحة؟
「نحن مختلفتان تمامًا، ها؟」
「طوّلتِ حتى تكتشفي هذا」
「بصراحة، لا」
بينما تتحدثان مستلقيتين في الفراش، طرق طارق على الباب.
「؟」
بما أن مفترض أن تبقيا في هذه الغرفة من أجل التطهير، فقد افترضتا أنه لن يكون هناك تواصل مع الخارج.
فهل كان هذا مسموحًا؟
لكن، في النهاية، ما كانتا لتنامان بين تقلبهما في الظلام بلا هدف. طالما لم يكن قاتلًا مأجورًا، سترحب ميكوتو بأي مصدر جديد للتحفيز.
فتحت الباب لتجد شخصية صغيرة واقفة في الممر.
「بتشييت؟」
「إي-هيهي」
تبسمت الإلفية الصغيرة.
ما إن دخلت، ألقت نظرة فضولية حول الغرفة المظلمة.
「أوه، لا تشعلا الأنوار. سوف يوبخوني لو رأوا ضوءًا من النافذة」
「أوه؟ إذن أتيتِ وأنتِ تعلمين أنهم سيغضبون؟」 سألت ميكوتو، بابتسامة مكر خفيفة.
اتسعت عينا بتشييت بدهشة طفيفة.
ثم ابتسمت مجددًا.
بدا الأمر وكأنها ابتسامة طبيعية هذه المرة، على الأقل في نظر ميكوتو.
「نعم. إي-هيهي. هذه أول مرة أختار فيها أن أكسر القوانين!」
「إذن، ماذا لو أكلنا تصبيرات معًا؟ طوال الليل!!」
هذا التصرف بالتأكيد كان بعيدًا جدًا عن فكرة التطهير، لكن لم يعترض أحد، ولا حتى شوكهو.
عندها خطر ببال ميكوتو شيء.
هذه الإلفية الصغيرة أنقذتهما مرات عديدة خلال هذه المغامرة.
كان من السهل القول إن ميكوتو وشوكهو لا تنسجمان معًا. لكن الحقيقة هي أنه لو كانتا تسافران في سلساكفير وحدهما، لما صمدتا لثلاثة أيام. الفضل كله لوجود بتشييت التي احتاجت إلى حمايتهما وخلقت أجواءً من التعاون تُمَكّن الـ#3 و الـ#5 من العمل معًا ولو مؤقتا لمواجهة مشكلةٍ مشتركة.
العودة إلى الأرض.
من خلال إكمال طقوس الكنوز الثلاثة.
「ن-نأكل البسكويت في آخر الليل!؟」
「آه منكِ. لا تتفاجئي. لأنه معي بعض الشوكولاتة أيضًا☆」
「مـــاذا؟! كيف يمكن لشيء بهذه الخطورة أن يكون مسموحًا؟!」
قفزت بتشييت بحماسة.
يبدو أن هذا كان أبعد من كل توقعاتها.
كان هذا أفخم قصر في العالم، لذا كان مليئًا بالمأكولات الفاخرة مثل هذه. افتح أي درج عشوائي فتعثر على زجاجات الميرانغ أو الحلوى. من الصعب تصديق أنهن كنّ يتناولن سابقًا شرائح مجسات الكراكن بجانب البحيرة.
في النهاية، طرحت ميكوتو الموضوع.
「لدينا الكنوز الثلاثة الآن. ووسيلة للعودة إلى الأرض」
「نعم」
「من الصعب تصديق أن هذا سيحدث غدًا」 قالت شوكهو. 「جزء مني لا يزال يشعر وكأننا سنواصل التجول في سلساكفير إلى الأبد」
「نعم، كل شيء ينتهي غدًا」 قالت بتشييت قبل أن تصمت.
كما أنها توقفت عن أكل التصبيرات.
「......」
قد قالت بتشييت إن هذه كانت أول مرة تكسر فيها القواعد.
فما الذي دفعها إلى هذا التغيير؟
ما الرغبة الدفينة التي حرّكتها؟
ما الذي جعلها تتسلل إلى غرفتهما بينما كان من المفترض أن تعزل نفسها من التطهير؟
「هيه، بتشييت」
كانت ميكوتو تعلم أن هذا قد يكون قاسيًا.
لكن كان عليها أن تسأل.
「لقد ساعدتنا منذ البداية. وربما فعلتِ ذلك فقط لتساعدي باقي الإلف المستعبَدين، لكن لم يكن عليكِ البقاء معنا بعد ذلك. استعادة الكنوز الثلاثة وتحديد موقع كاتدرائية النفق الغريب لا يساعدان سوى نحن الاثنتين في هدفنا للعودة إلى الأرض. لذا نحن ممتنتان جدًا أنكِ واصلتِ مساعدتنا」
لم تمد شوكهو يدها بعد إلى الرموت.
رغم أنه أمكنها العثور على الإجابة فورًا باستخدام قدرتها #5 المستوي 5.
لذلك طرحت ميكوتو السؤال بنفسها.
「بتشييت، هل تندمين؟」
تبعه الصمت.
لا، لم يكن صمتًا تامًا... بل كان به تنشّقٌ خافت.
أخفضت بتشييت رأسها في الظلام.
「أنا... أنا...」
خرجت الكلمات مرتجفة من شفتيها.
「لا أريد الوداع」
كانت هذه رغبة الإلفية الصغيرة الأنانية.
كان هذا حقيقتها الشخصية، التي كانت على استعداد لكسر القواعد فقط لكي تعبر عنها.
「كنتُ أقول لنفسي أنه يمكنني التوقف عن المساعدة. أنني حينها سأبقى معكما إلى الأبد! لن أكسر أي شيء ولن أكذب. كل ما كان عليّ فعله هو الصمت – ألا أعطيكما التلميح التالي – عندها سنظل معًا دون أن يتأذى أحد!!」
كانت عندها الفرص لتحتفظ بهما لنفسها.
لكنها لم تفعل.
قد نشأت على العبودية، وقد تعلمت أن تفعل دائمًا ما يُطلب.
「لكنني كنتُ أعرف أن ذلك ليس ما تريدانه!! لذلك بذلت كل الجهد لإعطيكما ما تريدان. ساعدت في خلق النهاية التي أردتماها أكثر من أي شيء. ظننتُ أن ذلك كان الأفضل... ظننتُ أن ذلك سيجعلكما تبتسمان!! لذا!!!」
لكنها استمرت تفعل ما قيل لها حتى الآن.
شيء ما قد انكسر.
لم تعد الأمة المطيعة بلا تفكير، بل انبثق في قلبها شعورٌ جديد، ضئيل، لكنه حقيقي.
شعورٌ ينبع من أعماقها، من جوهرها.
「لا أريد الوداع......」
انهمرت الدموع، وعضت على شفتيها، فأخذت تنشج وتشهق مرارًا وتكرارًا.
كان مشهدا قبيحا.
لكن لا يعني بالضرورة أنه كان شيئًا سيئًا.
「آهغ، شهق! لا أريد هذا. أريد أن أبقى معكما إلى الأبد... وآااه! لا أريد أن أقول وداعًا!!!」
ميكوتو و شوكهو ابتسمتا وهما تشاهدان الإلفية الباكية.
لقد حصل هذا العالم أخيرًا على الشجاعة ليبوح عما في نفسه.
لم يكن بإمكانهما البقاء إلى الأبد و سيضطر عالم سلساكفير أن يتعلم العيش من دونهما في النهاية، ولكن الآن عرفا أن هذا العالم سيكون بخير دونهما. وتعرفان أن بتشييت والآخرين يمكنهم العيش بقوة واستقلال. لن يقبلوا الموت بسلام حين تحين ساعتهم. بل سيسلكون طريقًا مختلفًا عن الذي اختارته تلك المستنسخات.
وهذه الفتاة حملت قلبًا يدفعها أن تأخذ بقوسها الطويل لتحمي أحدًا آخر غير نفسها وتبكي عند الوداع، لذا من المؤكد أنها ستناهض نظام العبودية الذي يفرض مثل هذا العبء الثقيل على الآخرين.
「لا عليكِ」 ميكوتو احتضنت تلك الأكتاف الصغيرة ومسحت على ظهرها. 「ستعيشين حياة طويلة. أطول من حياتنا حتى. لذا انزعي الطوق عن عنقك والسلاسل عن كاحليك وامشي حرة في سلساكفير. افعلي ذلك وأنا متأكدة أنكِ ستجدين أصدقاءً رائعين ينسونك هذا الوداع الصغير」
- الجزء 4
في اليوم التالي، توجهت ذات درع البكيني ميساكا ميكوتو والراقصة شوكهو ميساكي إلى كاتدرائية النفق الغريب.
ورافقهم بعض الإلف.
وكذلك سقوبة وموسبلة ودرياد وسكيلا وعابث وحوريات وإكيدنا وأراخنِي وحتى بعض البشر بين الحين والآخر.
لكن هذا ليس كله.
رافقهم كذلك بعض الأعداء الذين قاتلوهم، مثل الأمير الذي فقد معداته المطلقة، والساحرتين، والملك الذي كان يعتمد بشدة على تانك الأختات الفاتنات، وملك القوة العظنى.
「احمل حقيبتي يا لافندر! ويا برين، كن خادمًا كفؤ وعلّم هذه الفارسة حسن التصرف!」
「أوه، أهكذا تعامل امرأة وإن كانت فارسة؟」
「هِه؟ مم، بالطبع لا يا ملكي!!」
كان الأمير صارمًا مع الفارسة التابعة، لكنه خضع فورًا أمام ملكه. بدا وكأنه لا يزال يحتاج إلى الكثير من التعلم.
وامرأةٌ شقراء الشعر طويل بفستان أحمر ضيق كانت تخفي ابتسامتها وراء مروحة.
「هُوهُوهُو. آمل أنكم ممتنون أنني أقدم لكم سحري الناري المطلق لأساعدكم في قضيتكم الأنانية هذه」
「...من ذي مجددًا؟」
「أنا ملكة الانفجارات التي تقود هيمنة ميولنير!! إياك وأنكِ نسيتِ هجومي السحري اللهب وقنابلي القاذفة – المصنوعة بملء زجاجة بالوقود الصلب والقطن!!」
إذن فكانت من أولئك الذين هزموهم دون محاولة حتى. وبصراحة قد تركت في ميكوتو انطباعًا أقل من تاجرة العبيد في أول القصة.
ليس وأن هناك فرقا بينهما.
لن تختفي الصراعات والاحتكاكات بين عشية وضحاها، لكن ميكوتو وشوكهو تدركان أن هذه الأمور ستتناقص تدريجيًا حتى تختفي تمامًا.
كانت المرأة (التي كانت؟) مستعبِدة منحنيةً تتمتم مع نفسها.
「ه-هل سأستعيد موهبتي في التجارة حقًا؟ أم أنني سأكون أكثر سعادة إذا تركت التجارة وعشت حياة بطيئة في عمق الغابة؟」
وكانَ هيكل ضخم من الحجر الأملس يقف على الأرض العائمة الوحيدة في الطبقة 11. كان لونها يشبه لون النبيذ الفوار، مثل جوّال فاخر.
「امهلا...」 قالت ميكوتو وهي تخطو أول خطوة داخل المكان.
نبيذ فوار.
حجر قاسي.
كان له إحساس نظيف وبارد.
وكان المكان مهجورًا تمامًا.
لكن ميكوتو وشوكهو تبادلتا نظرات عبوس.
أصاب حدسهما عندما شعرتا بخطب في المكان.
توجهتا إلى آخر المكان وفتحتا الباب الكبير هناك ليكتشفا مساحة أكبر من ملعب رياضي.
「أعرف هذا المكان」
「وأنا أيضًا」
وجدا سلالم حلزونية مستطيلة على الجدران، تشبه فنون الخداع البصري، والماء الصافي يتدفق من خلالها.
ألم يكن هذا هو مَلاذُ شيءٍ ما؟ بدا وكأنه المكان الذي التقيا فيه مع إلهة التناسخ سليناجرنتينا بعد أن أجبرتا على تجربة خروج عن الجسد بسبب حادث.
لدرجة وكأن المكانين مرتبطين.
「أيكون هذا هو مخرج العالم؟」
تبع بتشييت بقلق ميكوتو وشوكهو إلى الغرفة الكبيرة.
هناك حيث هيكل مقلوب على شكل U في وسط المساحة التي كانت بحجم ملعب رياضي. كان بابين مزدوجين من الحجر بنفس لون النبيذ الفوار المنتشر في كل بقعة. ولكن عندما فتحا البابان الثقيلان، لم يكن شيء. فقط بقية الغرفة على الجانب الآخر.
「إذا أدينا طقوس الكنوز الثلاثة، فهل حقا يصير هذا مخرجا؟」 تكهن الإلفية، تبدو في تفكير عميق.
- الجزء 5
بدأت طقوس الكنوز الثلاثة أخيرًا.
استخدمت الطقوس القاعة الكبرى التي كانت بحجم ملعب رياضي بالكامل. وكانت السقوبة والإلف السمر وآخرون منشغلين بوضع الأعشاب والجواهر في الأماكن المناسبة. كان من الواضح أن كل السحر في هذا العالم يعتمد على التلاوة، لكن دوائر السحر والبخور والبطاقات الملونة وغيرها أكثر جمعت عشرات الآلاف من الكلمات في هذا المكان الواحد.
قدمت الساحرتان اللتان دعمتا الملك التعليمات.
「عليكِ بقلب تلك البطاقة رأسًا على عقب! حسب ترتيبها الآن، فإن الرموز لن تُرتبط معا. ونحن نريد جمعهم!!」
「هيهي. ضعِ المبخرة على دائرة السحر بزاوية 150 درجة في اتجاه عقارب الساعة لتحديد فترةٍ. ذلك وحده يمكن أن يغير معنى التلاوة كثيرا」
كانت جهود الجميع تتجه نحو نتيجة واحدة.
كل شيء تجمع مُشيّداً.
وبدا عمدة القرية وكأنه لا يصدق ما يفعله.
أو ربما أشعرته بشعور عميق.
「تخيل أنه أتى اليوم الذي أعمل فيه جنبًا إلى جنب مع الإلف」
لقد كانوا يكسرون الحاجز بين العوالم ويتجاوزون قواعد إلهة التناسخ ليخلقوا مسارًا للعودة من سلساكفير إلى الأرض.
كله من أجل ذلك.
ضمّت بتشييت والشيخة بيكريان أصواتهما معًا تتلوان.
「الكنز الأحمر آيةٌ على سماء سلساكفير، ونوره رمزٌ للغَسَقِ المتمدد بلا انقضاء، وهو فُرجة تستدعي مردة الشياطين」
「الكنز الأزرق آيةٌ على بحر سلساكفير، ونوره رمزٌ للتغيرات والتيارات التي تنهمر من علياء السماء فتملأ الفضاء تحت الأراضين」
「الكنـز الأخضر آيةٌ على أرض سلساكفير، ونوره رمزٌ لموضعٍ يتصدع وينشق، ولكنه قد جُعل رزقًا لمن دبَّ من الأحياء」
「فأين تُرى تُلقى الأرضُ الخفيّة؟ ستصطبغ دنيانا بالألوان الثلاثة، فتُحَدِّدُ تُخومَ ما لا تُخْمَ لهم، وحينها ينكشف لنا السبيل الذي لا شكل له عند المآل!!」
لا تغير واضح حدث.
فقط تغيير في كثافة الهواء أو صلابته.
وشيءٌ يتغير بمعدل متسارع.
ومن المحتمل أن يستمر حتى يصل إلى مرحلةٍ يراه فيها للجميع.
「القارات الخمس وكل أهلها يتمنون لكم التوفيق」
「الممالك الأربع تبارككم」
「أمراء الشياطين الثلاثة قد قدموا الكنوز المرشدة」
「الإلهتان قد منحنتانا الحب والدعم اللازمين للسعي」
「قفل البوابة الواحدة لم يعد بحاجة للعمل」
「يا كاثدرائية النفق الغريب، رنِّي معنا وافتحي البوابة بين العوالم!!!」
وفي هذه الأثناء، كانت شوكهو وميكوتو تتهامسان لبعض.
لقد لاحظتا شيئًا.
「 (هذا شيء كنا من المفترض أن نحصل عليه فقط بعد إقناع الجميع في هذا العالم بالتفاهم والعمل معًا، لا؟)」
「 (نوعًا ما محرج أننا أجبرناهم على الاجتماع ومساعدتنا، لا؟)」
لكن سيكون غريبًا أن يتوقفا هنا ويغيرا بعض الأمور، لذا قررتا التماشي في ما بُدء.
دون أن تلاحظا، تابعت الإلفيتان تلاوتهما الجادة للغاية.
بمجرد أن انتهت من جزءها، قالت بتشييت تعليقًا مقلقًا وهي تمسك بالجريموار السميك.
「مع اتصال البوابة، سيظهر الحارس. فاحذرا!」
「لا عليك. لم نلقى خطرا حقيقيا منذ جئنا إلى هذا العالم」
「هِه هِهِه. متأكدة أن هذا سيكون خيبة أمل أخرى」
وأعلنت الفتاتان تعليقات وقحة.
وصلت الطقوس إلى ذروتها. من المحتمل أن الجزء الذي شاركن فيه الحوريات والسكيلات قد تجاوز نطاق السمع البشري.
وفي تلك اللحظة، سمعوا صوت تصدع.
لكن ليس من شيء محدد. إن قلنا، فكأن الفضاء نفسه كان ينكسر.
قفزت ميكوتو، وهي لم تكن تعرف الكثير عن الطقوس السحرية.
「هل من خطب!؟」
「لا! آنسة ميساكا، آنسة شوكهو، ابقيا حيث أنتما!!」
لم يطمئنهما ذلك كثيرا.
أوضحت بتشييت وبيدها الجريموار.
「توقعنا هذا التهديد!! الحارس قادم!!」
اهتز الهواء.
حتى أن ميكوتو تراجعت خطوة.
بدا وكأن البوابة نفسها ترفض محاولتهم الاقتراب والعبور منها.
شيءٌ قادم.
「عن أي حارس نتحدث!؟」
「مم، وفقًا للجريموار، إذا سافرت ضد التيار، سيظهر الحارس متهيئاً على شكل أقوى شخص في العالم المراد الذهاب إليه. لن يحمل ذكريات أو شخصية ذلك الشخص، ولكن لكل من سيحاول العودة سيُخلَق أمامه أعظم عدو لإيقافه!!」
لم تكن ميكوتو متأكدة تمامًا مما يعنيه ذلك، لكنها لن لتتراجع مهما كان ما سيخرج من البوابة.
سحبت عملة أركيد من إحدى جيوب درع البيكيني (المحدودة للغاية).
ودوّرت الفتاة #5 الرموت.
تلوّت أعماق البوابة فانفجر الهواء.
- الجزء 6
لقد وصل التهديد.
- الجزء 7
في تلك اللحظة، غطى الخوف وجه ميكوتو وسقطت ملكة توكيواداي على مؤخرتها. رفعت شوكهو شفتيها بتعبير نصف مبتسم غير مؤكدة، لكن ما عسى ميكوتو أن تصرخ عليها. كان هذا أكثر مما تقدران. ألقابهما نجمة وملكة توكيواداي لن تسوى شيئًا هنا. في الواقع، كانت تلك الألقاب جزءًا كبيرًا من المشكلة مع هذا العدو.
العدو النهائي كانت امرأة.
العدو النهائي كان لها شعر أسود.
العدو النهائي كانت ترتدي بدلة ضيقة.
العدو النهائي كانت ترتدي نظارات.
وكانت مديرة السكن.
لن يرجعوا إلى الأرض إلا إذا هزموها!!!
「ه-هل هذه هي الحارسة الأسطورية – الرياح العاتية القاتلة، أي حارسة العالم الغريب!؟」
「「لا لا، تلك هي مديرة سكن مدرستنا」」
ومع ذلك، كانت أقوى الوحوش إن تعلق الأمر بحراسة المخرج ومنع الخروج غير المصرح به.
ولقد هربا منها مرةً.
عندما صادفتاها في مدينة الأكاديمية الوهمية، قررتا أن القتال معها يعني الهلاك.
لكن الآن عليهما التسوية.
مديرة السكن كانت وبالفعل الأنسب لتكون الحارسة الأخيرة التي تقف في طريق ميساكا ميكوتو وشوكهو ميساكي!!
- الجزء 8
تلاقت الأعين.
وهي آتية.
الخوف من مديرة السكن قضى على كل المخاوف الأخرى في عقل ميكوتو.
وما كانت بقايا شجاعتها كافية.
(تلك الكسولة ستكون أسهل بكثير منها عليّ، فلماذا تهاجمني أولا؟! لو هاجتمها لاستخدمت تلك الفجوة لأطلق عليها عملة أركيد من الجنب!!)
ربما غطست ميكوتو في أفكارها كثيرا. كان عليها أن تأخذ في اعتبارها احتمال موتها فورًا.
「آااااااااااااااهــــــه!!」
مدفوعةً بالرعب، أطلقت ميكوتو ريلغنا على الفور. ضد إنسان عادي، ربما كانت لتفتح عينيها بدهشة بسبب دفاعها المفرط، لكنها لم تتلق أي شكاوى هنا.
فأساسا، لم تكن كافية.
مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يؤذي مديرة السكن من الجحيم.
شعرت ميكوتو بهذا الشكل الغريب من الثقة في داخلها.
وكانت تلك الثقة مبررة.
انفجرت سحابة الغبار ذات لون النبيذ الفوار لتكشف عن مديرة السكن التي كانت تنطلق نحو ميكوتو بسرعة.
ولقد انخفضت دقة رادار الانعكاس الكهرومغناطيسي لميكوتو عندما ظهرت سحابة كثيفة من الجسيمات تطفو في الهواء.
ظنت ميكوتو بجدية أنها ستموت.
「رااااااااااااااااااااااااااااااااااهههه!!」
فصرخ أحدٌ.
وجهت الراقصة شوكهو الرموت ذاك الصوب.
على ميكوتو، وليس مديرة السكن.
صعق!!
「آخ!!」
انحرف رأس ميكوتو إلى الجانب وكأنها دُفعت بحاجز غير مرئي.
لم تنجح المنتل آوت على ميكوتو.
فمرَّت رياحٌ بجانبها تزأر.
وكادت أذنها أن تُقتلع.
لولا حركة رأسها، لكانت لكمة مديرة السكن قد اصطدمت مباشرة في وسط وجهها.
「تشه!!」
البقاء في متناول أذرع وأرجل مديرة السكن يعني أنها ستتعرض للضرب حتى الموت.
بالمغناطيس سحبت ميكوتو نفسها إلى جانب أحد الأعمدة الزخرفية القريبة. ليس هناك حديد تسليح في هذا العالم الخيالي، لذا كانت خياراتها محصورة في التماثيل المصنوعة من المعدن.
في مواجهة خبيرة في القتال القريب المميت، كان من الأفضل أن تضع فارقًا في الارتفاع بينهما.
وكان ذلك أيضًا مفتاح القتال الجماعي، لكن...
「امم!؟」
مزّقتها.
لم يكن الأمر بهذه البساطة كأنها تمسك بلاطة أرضية وتلقيها أو تمسك بعمود آخر فتتسلح به.
سحقت مديرة السكن عمود النبيذ الفوار بكوع منخفض. نفس العمود الذي كانت ميكوتو متعلقة به. وكان أعرض من جسدها!!
وهذا خلق فجوة.
أمسكت مديرة السكن بالعمود السميك بيديها وألقته مباشرة بينما قطعت ميكوتو الاتصال المغناطيسي فهبطت مباشرة إلى الأسفل.
مع دوي يشبه ضربة نيزك، اهتزت الكاتدرائية الضخمة بحجم الاستاد.
بعد جمع القوة الطردية، ألقت مديرة السكن بالعمود السميك حتى اخترق الجدار.
لو أنَّ ميكوتو تأخرت ولو لثانية واحدة، لكانت كالجدار.
「أبحقكم هي لا تستخدم قوى الإسبر أو سحر هذا العالم!؟」
- الجزء 9
وكأنها نكتة سمجة.
كانت هي #5 المدينة الأكاديمية ذات المستوى 5، مِنتل آوت. كانت قادرة على غسل دماغ أي إنسان بأن تدخل يدها في شنطتها وتوجيه الرموت وتضغط على زره، لكن ذلك الافتراض انهار فجأة.
لم تقدر.
لم يكن الرموت سريعاً كفاية.
كل ما كان عليها هو أن توجه الطرف نحو المرأة وتضغط الزر، لكن حتى عيونها لم تتمكن من مواكبة مديرة السكن التي كانت تختفي بسرعة يساراً أو يمين.
「راااه!!」 صاحت الراقصة شوكهو.
كان عبثيا.
لكن حتى لو كان عبثيا لا فائدة منه، قد تتوقف مديرة السكن للحظة إذا فوجئت. إذا كان من شيء لم تفهمه جمّدها ولو حتى لنصف ثانية، فإن رموت شوكهو سيصطادها.
وكانت تلك المدة كافية لأن تضغط بإبهامها زر الرموت. فتُحَل المشكلة.
(هذه المرة ستنجح!!)
طب!!
بمجرد أن داسَت مديرة السكن بقدميها على الأرض، انشطر حجر الخمر اللامع الصلب. اندفعت سحابة كثيفة من الغبار في الهواء فغطت الشاشة الدخان رؤيتها.
رأت بريق نظارات.
مدفوعة بالخوف، وجهت #5 الرموت نحو ذلك، لكن بلا جدوى.
لم تنجح.
كانت تعلم أنها قد ضغطت على الزر مرات لا تحصى. ولا بد أنه وُجِّهَ نحو مديرة السكن ولو مرة على الأقل. لكن ذلك لم يجدي نفعاً. فهل لم تهم حتى وإن أصابت؟ هل مديرة الجحيم تلك محصنة ضد القوى العقلية!؟
(ل-ل–ل-لا أستطيع رؤيتها بين كثافة الدخان. مهلا، هل ستعمل قواي أصلا إذا استهدفت ظلا غامضا؟!)
「إييييييك!؟」
امتلأت عيونها بالدموع، وحاولت الابتعاد، لكنها داسَت على الأطراف المزخرفة في زي الراقصة فسقطت. وانتهى بها الحال تزحف خجلاً على مؤخرتها. لكنها لا تزال تحاول إبعاد عدوها عن الاقتراب.
مع صفعة! خفيفة، أشارت اليد التي تحمل الرموت في الاتجاه الخطأ.
تحرك جسدها ضد إرادتها.
أو هكذا ظنت في البداية.
في الحقيقة، كانت قبضة مديرة السكن هي من لامست معصم شوكهو، مما حول تصويبها إلى الجانب.
حركةُ صدٍّ بسيطة.
لم تكن مديرة السكن بحاجة إلى قوى الأسابر في مدينة الأكاديمية أو سحر هذا العالم. لقد تمكّنت من تحييد قدرة منتل آوت للـ#5 بكل هذه سهولة!؟
كان صوت شيء يمزق الهواء ثقيلًا مرعبا.
بدت يمين ساق مديرة السكن وكأنها اختفت لما اصطدمت ركلتها ببطن شوكهو، فأُطلِقَت عدة أمتار إلى الوراء.
وقد أمسكَت بشنطتها في يدها الأخرى لتمتص الضربة في اللحظة الأخيرة، لكن كم أفادها ذلك؟
لم تتردد مديرة السكن الجحيمية في تنفيذ هذه الضربة القوية رغم أنها أبعدت خصمها عنها.
كأنها تقول أنها ستمنح الفتاة مسافةً حتى تُصعّب اللعبة.
- الجزء 10
كانت النظارات المتوهجة بشحوب تتجه نحو ميكوتو.
شعرت بشلل واضحٍ من الخوف.
「.....」
لا حاجة لقوى الإسبر.
ولا حتى أقوى سحر من عالم آخر.
في النهاية، كان الشيء الأرعب منهم جميعا هو إنسان عادي ثابت على الأرض!؟
「كح. لا تقفي يا ميساكا-سآآآااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان!!!」
「!؟」
قفزت ميكوتو على الفور إلى الجانب، متجنبةً ضربة مديرة السكن.
تستطيع.
بينما أنّ شوكهو تلقت ضربة مباشرة، كانت ميكوتو لا تزال قادرة على التحرك بمرونة. لم يكن لديها وقت لتطلق هجومها، لكنها لا تزال قادرة على مواكبة سرعة مديرة السكن بالكاد!!
「خ」
「غه」
لا مكان آمن في هذا الفضاء الواسع.
لكن للحظة قصيرة، شعرت بالدفء على ظهرها.
ميساكا ميكوتو وشوكهو ميساكي.
لم تتفقا على استراتيجية، لكنهما مع ذلك تتكئان على ظهور بعض، وتتركان الأخرى تراقب ظهرها، وتصرخان ببغض على بعض.
「لا تموتي بعد!」
「بل أخاف أن تموتي أنتِ قبلي!」
مديرة السكن ذات النظارات تقترب ببطء.
لكن أحدًا وقف في طريقها.
كانت الإلفية الصغيرة بتشييت.
「لن أسمح لكِ....」
والدموع في عيونها.
لقد ألقت بقوسها الطويل ببساطة وفتحت ذراعيها على مصراعيها.
「لا أريد أن تتركني الآنسة ميساكا وأريد أن أبقى مع الآنسة شوكهو إلى الأبد. لكن يجب أن أبتسم وأقول وداعًا.... قررتُ أنني سأفعل كل ما في وسعي لتحقيق ذلك!! قد تكونين أنتِ حارسة البوابة وقد تكونين شيئا آخر، لكن لا تعترضي بعد أن بذلت كل جهدي استعدادا لهذه اللحظة!!!」
ولم تكن وحدها.
كل كائنات الهاربي والسِرين والسقوبة والإلف السمر والسكيلا والسُلف والموسبلة والتينغو والعنقص والإلف قد كُسرت روابطهم النفسية بذلك الصوت الواحد، فانطلقوا جميعا إلى المعركة.
「حان الوقت لأريك ما يسع أن تفعله الحامية الفضية سيجِنيت」
「أكيد. ولأرينكِ أحدث تقنيات الضاربة الفضية أنطُوَنايز!!」
「هُوهُو. جهزك نفسك لِكأس النار الشهيرة من ملكة الانفجارات قارة ميولنير!!」
هؤلاء الناس لن يربحوا شيئًا من فتح البوابة إلى الأرض.
لكنهم مع ذلك انطلقوا إلى ساحة المعركة، غالبا يرمون حيواتهم بهذا الفعل، لتحقيق رغبة الفتاتين.
「سيدة لافندر، هذه معركة لا فوز فيها」
「أ-أعلم، برين! لا، لا، لا. ومع ذلك فهي معركة أريد الفوز فيها!!」
لم تكن مسألة ديون أو امتنان.
ولا سبب يذكر.
كانت هذه مجموعة تصل إلى هذه النقطة فقط لإنقاذ صديق.
حتى مديرة السكن من الجحيم بدا أنها تراجعت قليلاً.
وعلى طارئ الأمر، ألم تتردد برهة في الهجوم عندما كانت محاصرة من قبل حشد من المحتجين في تلك المدينة الأكاديمية الزائفة؟
وهكذا لحقها الزمن.
بأي حال، الأمر كله يعتمد على هذه اللحظة. لقد تلقت شوكهو ضربة قوية لذلك لا يمكن أن تستمر هذه المعركة طويلا.
إذا لم ينهوها هنا، فربما لا تكون لديهم فرصة للفوز وإن حاولوا لمئة سنة أخرى.
عليهم أن يتجنبوا استنزافهم التدريجي إلى يُقتلون في الأخير.
عليهم أن يخلقوا مسارًا مختلفًا هنا!!
وتدفق الماء النقي أسفل السلالم الحلزونية المستطيلة.
لكن الغبار الناتج عن تحطم حجر الخمر اللامع قد غيّر بعض جوانب ذلك الماء. على سبيل المثال، حموضته وتوصيليته.
نعم.
إذا استُخدم الريلغن الذي يُطلق عملة أركيد ثلاث مرات سرعة الصوت لتوجيه ذلك الماء، فسيكون له قوة تدميرية أكبر من تلك التي تستخدمها النفاثات المائية لقطع صفائح المعدن في المصانع.
「شوكوهوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!!」
نادَت ميكوتو في درع البكيني وتلقت ردًا.
ضغطت شوكهو ظهرها بقوة على ظهر ميكوتو.
على ظهر المصنفة الثالثة بينما يتفرقع البرق من جسدها المكهرب.
「غااااااه!!؟」
الصدمة على قلبها جعل المصنفة الخامسة تشهق أنفاسها.
لكن ذلك دفعها عمدًا إلى تغيير تحكمها في المنتل آوت.
فقوتها تلك قد قدمت لها مجموعة واسعة من التطبيقات لدرجة أنها احتاجت لاستخدام أجهزة تحكم مختلفة لتقسيم الاستخدامات المختلفة. وإنَّ صدمةً قويةً بالكاد أغشتها ربما قد دفعت بقوةِ صاحبة المستوى الخامس #5 إلى هيجان يعسر عليها ضبطه.
انبثق الماء كالأفعى منفجرا.
هذا لم يكن قوة ميكوتو المجردة.
كان منتل آوت شوكهو ميساكي يتحكم في الرطوبة الدقيقة في أدمغة الناس وعلى أسطح الأشياء لقراءة أو تعديل المعلومات العقلية.
الآن الرقم 3 والرقم 5 متصلتين معًا.
وحققتا هجومًا واحدًا.
أنتجتا مئات الآلاف من الأجواء المضغوطة.
وكانت حافة القطْع بيضاء.
مهما كانت قوتها، ما تزال مديرة السكن بشراً. لم تكن محمية بقوة خاصة أو سلاح من الجيل التالي. لذا كان عليهم فقط صد سبل الهرب عنها.
وهذا يعني إطلاق هجوم قوي يغطي مساحة واسعة لدرجة أنها لن تتفاداه ولو توقعته.
ولا حتى مديرة الجحيم تلك قادرة على تجنب شيء مثل ذلك!!
حل الصمت.
لبضع ثوانٍ، بدا كما لو أن العالم قد وصل إلى نهايته.
وفي النهاية، فتحت ميكوتو فمها.
「أطلق عليها اسم سيف السائل المضغوط عالي الطاقة بعيد المدى. ما رأيك؟」
「أحسنتما، يا طالبتا توكيواداي」
「هل ستبدو هي الحقيقية هادئة إلى هذه الدرجة إذا هزمناها؟」
بينما لا تزال يدها ممدودة، تمنت ميكوتو في نفسها لو تسمع منها هذا على الأرض.
حقًا تمنت.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)