الفصل السابع: "طالب عادي من المدرسة الثانوية". أبيض_أم_أسود
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
لم يستطع كاميجو توما التحرك.
لم يستطع حتى الوقوف من على المقعد الأبيض.
لم يبقى لديه شيء ليُرشده.
حتى لو أمكنه تحريك رجليه ليمشي، وحتى لو كانت لديه القوة ليشد قبضته اليمنى، فماذا يمكنه؟ بعد رؤية هذه الإجابة الصحيحة المثالية وبعد أن رأى مثل هذه السعادة، هل ما زالت لديه شجاعة ليتدخل ويتغلب على مصيبة أحدٍ آخر؟ كان صحيحًا أنه ربما قد حلّ شيئًا. لكن ربما كانت هناك طريقة أخرى. ماذا لو أمكنه أن يرجع بالزمن ويوقف تلك المآسي لو لم ينخدع ساعَتها وكان يعرف الإجابة منذ البداية؟
أمكن لأي شخص أن يتفوه بهكذا هراء، لكن أوثينوس فعلتها.
ربما كان الأمر أشبه برؤية يد الخصم قبل اللعب، وربما أنها تجاوزت ما يسع الإنسان، ولكنه واضح من منهما كانت إجابته "صحيحة".
«...»
حل العصر.
الذين تَجَمَّع في الحديقة قد غادروا تدريجيًا وسرعان ما تُرك كاميجو وحيدًا. ومع ذلك، فإن كل ما رآه هناك احترق في باطن جفنه.
أيُّ سببٍ مقنع لتدمير ذلك؟
هل يجد دافعًا لمحاربة أوثينوس؟
أراد العودة إلى عالمه الأصلي.
أراد أن يعيد كل شيء إلى طبيعته.
أراد أن يعود إلى الحياة اليومية العادية التي حَسِبَ أنها تستمر طِوال.
أراد أن يستعيد حياة الصبي كاميجو توما.
لكن...
كان الوحيد من أراد.
ظنّ أن القيام بذلك في مصلحة الجميع، لكن ذلك كان عبثياً.
إذا كان عليه أن يزن العالم الواسع ضد نفسه، فهو يعرف أيهما يعطي الأولوية.
أشارت أوثينوس إلى نفسها على أنها إله، وقد توصلت إلى نتيجة ترقى إلى مستوى هذه الغطرسة.
إذا كان هذا الإله يحمي عالم السلام هذا، ويخلق ابتسامات الناس، ويتصرف بشكل لا تشوبه شائبة، فما هو اللقب الذي يليق بمن عارضه؟
كانت هناك إجابة واحدة فقط.
«نعم.»
غطى كاميجو وجهه بيديه وهو جالس على المقعد.
«إذا كان مُسَمَّى الشر لأحدٍ، فهو لي.»
لم يعد يستطيع التحرك.
فَهِم، لذلك لم يستطع التحرك.
مهما فعل، فإنه لن يدوس إلا على حياة الآخرين. أكثر ما يمكن أن يفعله هو أن يشعر بأنه أنقذهم، لكن هذا الرضا الذاتي سيدمر توازن النسبة الذهبية في العالم. لم يستطع فعل ذلك. كان هذا شرًا لا يُنكر. إذا رأى أحدًا آخر يحاول فعل نفس الشيء، فسيرمي بكل شيء ويأتيه ليلكمه. وما من مبرر أن يعامل نفسه على أنه استثناء.
انتهى.
قد تساءل عما سيحدث إذا انكسر قلبه خلال العديد من العوالم اللاحقة.
ربما كان هذا هو الجواب.
سوف يفقد حتى الحد الأدنى مما يعنيه أن يكون كائنًا حيًا، ولن يقدر على تحريك إصبع واحد، وسيبدأ في التعفن وهو لا يزال حَيّاً.
«لكن...»
ربما ترك الأمر ينتهي بهذا الشكل هو شَرٌّ أيضًا. لا يزال بإمكانه فعل شيء للجميع. قالت أوثينوس إنّ مجرد وجوده سيؤدي في النهاية إلى الدمار. كان من الممكن ببساطة أن تخلق عالمًا جديدًا، ولكن كانت هناك بعض الأشياء التي ستظل مدمرة: ابتسامات إندِكس وميساكا ميكوتو وكل شخص آخر يعرفه. وليس هذا فقط. كذلك حَمَلَ مستقبل الناس الذين لم يعرفهم. لم تكن هناك سعادة أكبر من ذلك، لذا فإن أي تغيير يجب أن يكون سلبيًا. الدور الذي كُلِّف به لا يفعل إلا إفساد الحَسَنِ.
إذا كان قد أصبح محفزًا لشيء كهذا، فعليه إنهاءها الآن.
لابد أن يكون هذا هو الحال.
في آخر الأمر، كان هذا هو الجواب "الصحيح" الذي لا يمكن نكرانه.
«فهمت.»
لذا...
لذا...
لذا...
«فهمت يا أوثينوس. سأذهب وأجد لي مكانًا أموت فيه.»
ببطء، وبصمت، وقف الصبي عن المقعد.
كانت حركةً تشبه بالونًا يطفو في سماء العصر بعد أن انقطع خيطه. بدا أن ظهره الصغير يذوب في ذلك العالم البرتقالي.
بدأ العد التنازلي لخطواته.
- الجزء 2
كيف يقتل نفسه؟
فكر كاميجو في هذا السؤال بغموض وهو يتجول بلا هدف في الشوارع. سوف يتغير الجواب حيثما كان عليه الذهاب. لم يفكر فيها من قبل. كانت تعليقات أوثينوس صحيحة وعلى الوتر. لقد اعتاد على تجربة مثل هذه المحن اللامعقولة لزمنٍ طويل لدرجة أنه لن تقتله أيُّ مشكلة عادية. سواء كان عالمًا بذلك أم لا، فإنه سيتجنب الموت بطريقة ما.
إذا اختار طريقته بشكل سيئ، فسوف ينجو.
وهذا من شأنه أن يضر بلا شك بعالم السلام والابتسامات هذا.
في هذه الحالة، لا يستطيع أن يقرر مصيره عرضيًا مندفعًا. عليه أن يفكر في الأمر بعناية.
عليه الإتيان بطريقة لا تترك مجالًا للبقاء حيّاً من بعدها.
وبمجرد أن يفعلها، لن تكون هناك رجعة منها مهما اختار بغض النظر عن مدى ارتجافه وخزيه ولو غيّر رأيه.
لابد من وجود نقطةٍ واضحة من اللاعودة.
لم يعرف متى سيحدث الدمار، لذلك كان عليه الوصول إلى الإجابة الصحيحة في المحاولة الأولى.
«...»
وهو يتجول على أرجل غير ثابتة، أدرك أن هذا المكان تم تصميمه على غرار مدينة الأكاديمية. ومع ذلك، كان منظر المدينة مختلفًا بعض الشيء. على الأرجح، اختفت الزوائد واللاضروريات في عالمٍ مثالي وحلت أشياء جديدة محلها. على سبيل المثال، مختبرات الجانب المظلم التي كانت متخفية في هيئة مؤسسات خاصة.
كان التغيير الأوضح هو عدم وجود جدران حول المدينة. إذا تم حل الخلافات بين الجانب السحري والجانب العلمي تمامًا، فلن تكون ضرورية.
وهو يتجول، لمح وجوه الذين تركوا الحديقة المصبوغة باللون البرتقالي. كانوا جميعًا يعودون إلى عوالمهم الصغيرة ويستوعبون سعادتهم.
التفت نحو أصواتٍ عالية ليجد مجموعة من أربع فتيات يجلسن حول طاولة عبر نافذة مطعم كبيرة.
‹ ‹في النهاية، أرى أن عصبيتك السريعة ناتجة عن بينتو السلمون يا موغينو. لا أعرف ما إذا كنتِ تسمينها مواد أو توابل كيميائية، لكن عليك أن تنتبهي لأي نكهة قوية كهذه!!› ›
‹ ‹ماذا؟ لا أريد أن أسمع هذا من التي لا تأكل إلا الأطعمة المعلبة طوال السنة، فريندا.› ›
‹ ‹على طاريها، لا أراكما إلا وتأكلان سمك السلمون والإسقمري. ولماذا أنتِ حيل مركزة على المأكولات البحرية الخيالية؟ ميَّزي شخصيتك أكثر شوي.› ›
«...الغريب أنكما تتوافقان بشكل جيد.› › [1]
مر عدد قليل من الناس أمام كاميجو. مروا عبر الباب الزجاجي للمطعم واتجهوا نحو طاولة فرقة الفتيات.
‹ ‹نياه، نياهة! ما هذه الأطباق الشهية التي تأكلينها، أونيه تشان!؟ طبقٌ جديد؟ هل أقاموا معرضًا للأطعمة المُعلبة!؟› ›
‹ ‹فريميا، أظن أنها جلبت هذا دون أن تسأل. طالعي، النادلة هناك تنظر إلينا بصلابة وبابتسامة مريرة.› ›
‹ ‹هامازورا، اعتذر لأنك حيل تأخرت! وبعد... هذان كومابا و هانزو، صح؟ لماذا نَزّلت المستوى كثييير الآن بعد أن صار عندنا أتباع كُثُر!؟› ›
‹ ‹تشه. هذا لأن هانزو قال إنه يعرف طريق مختصر للعودة.› ›
‹ ‹لا تلمني! كان ذلك لأن الزعيم كومابا لم يترك آلة البيع تلك! تعرف، تلك التي بها لعبة الروليت!!› ›
‹ ‹في النهاية، للآن أستغرب لماذا تَعَلَّقت أختي الصغيرة بهذا الغوريلا الضخم.› ›
لم ينوي كاميجو دخول المطعم، لكن رائحة الطعام أثارت جوعه.
يبدو أنه لا يزال يجوع حتى في وقت كهذا. اشمئز من نفسه محتقراً.
تحسس جيبه فوجد هاتفه ومحفظته.
بعد أن مشى لفترة أطول، وجد شاحنة طعام متوقفة على جانب الطريق. يبدو أنها تبيع النقانق.
‹ ‹ت-تمهلي أيتها الأخت لوسيا! النقانق هناك بـ 2,000 ين! لابد أن طعمها سماوي للغاية!› ›
‹ ‹هذه شراهة وجشع على حد سواء!!!!! على الراهبة ألا تأكل شيئًا كهذا يا أنجيليني!! لِدفيا، قولي شيئًا أيضًا!!› ›
‹ ‹لسوء الحظ، يبدو أن الأخت أورسولا قد بدأت أكلها.› ›
السعر باهظ، لكنها وجبته الأخيرة. لم يتراجع فاشترى واحدة مع علبة صودا.
بعد أن حصل على طعامه، مرّ عليه صبي وفتاتان ببشرةٍ بنية.
‹ ‹إتزالي، ماذا نفعل الآن؟› ›
‹ ‹اسألي توشتلي. هي التي سمعت الضجة.› ›
‹ ‹لحظة. لا ترمي الأمر علي. إنها عمليًا أختك الصغيرة وليس من السهل تهدئتها ما إن تعبس.› ›
وهو يجلس على الدرابزين ويأكل الطعام، سمع عدة أصوات من جسر مشاة قريب. أولاً، سمع معلمًا قاتمًا وفتاةً تلبس لبس خادمة زاهي الألوان يشبه النحل. لم يلاحظه أيُّ منهما.
‹ ‹سينسي، ماذا نفعل الآن؟› ›
‹ ‹سمعت أن هناك حدثًا يقام في مكانٍ قريب. يبدو أنه مهرجاناً بسيط، ولكن ربما علينا التحقق منه.› ›
‹ ‹هيه هيه هيه! ها ها ها ها! هل تقصد أن هذا سيكون موعد مهرجان بلبس اليوكاتا؟ ستزئر دوناتي العنيفة زئراً!› ›
‹ ‹أرى أنكِ تقدمتي في الحديث مثل خدشٍ في سجل دوّار، لكن حاولي أن تهدأي حاليا.› ›
وخلفهم كانت هناك فتاتان عارمتان كاعبتان بصدرٍ أكبر مما يتوقعه المرء من طالبات. كانتا تحدقان في بعضهما بشدة لدرجة أنه بدا أن الشرر سيتطاير.
كلتاهما ذي شعر طويل. ولإحداهما شعرٌ أسود شبه مبلل وللأخرى شعرٌ أشقر لامع كالعسل، وكانتا متخصصتين في التلاعب بعقول الناس.
‹ ‹ألا تظنين أنكِ بالغتِ؟› ›
‹ ‹أعتذر يا آنستي، إنما أحسب قدرة استيعابي ضعيفة لأفهم مقصدك.› › [2]
‹ ‹أوهذا صحيح؟ أترينه صعبًا أن تفهمي أنه لا ينبغي عليك استخدام قوة المستوى 5 بشكل متهور لتقطعي الصف أمام أطفال الابتدائية فقط لتشري نقانق!؟› ›
‹ ‹ها ها ها ها. أخبرتك أن قدرة فهمي ضعيفة ولا أدري ما تقولين.› ›
إنّ محاولة قتل نفسه بالإفراط في أكل السكر والكوليسترول ستستغرق وقتًا طويلاً.
بعد أن أنهى وجبته، ألقى كاميجو الكيس في سلة المهملات وبدأ يمشي في المدينة البرتقالية مرة أخرى.
مرّ بجانب امرأة ترتدي بيجامة وكرسي متحرك وفتاة تَعَلّق بها هواتف ذكية وأجهزة محمولة أخرى تتدلى من رقبتها.
‹ ‹أرا، أرا. بصفتي كيهارا، هذا السلام ممل للغاية.› ›
‹ ‹أيهم حقًا؟ طالما نلعب بالعلم، فلا يهم ما إذا كان ذلك من أجل الخير أو الشر. قد نعيش أيضًا بطريقة تُناسب هذا المكان... هذا ما سيقوله الكيهارا.› ›
‹ ‹على أي حال، هل رأيتِ ملخص المشروع؟ علينا البحث وتطوير معايير جديدة للتخلص من القمامة. يا للنكتة. لن يستغرقنا حتى ثلاثة أيام.› ›
بطريقة ما، كان يقضي على ندمه.
كانت العملية مشابهة لوجود عدد كبير من الشعرات المتشابكة في الماء وقصها واحدة واحدة بمقص. شيئًا فشيئًا، خَفَّ جسده وزنا، ومنع هذا "الطقس" أي ردة فعل تشبه الارتداد عندما يحاول عبور نقطة اللاعودة.
(إذا كتبت وصية، لربما أتمكن من جمع أفكاري أفضل.)
لكنها عبثية إذْ أنه لم يكن هناك من سيقرأها.
وهو يفكر، سَمِعَ ضجيج طبلٍ بعيد.
مرت من خلفه مجموعة وتجاوزته.
‹ ‹ثور !! هيّا!!› ›
‹ ‹انتظري، مَريان. بدأت للتو، لذا هناك الكثير من الناس. التأخر قليلا سيكون مثاليا.› ›
‹ ‹بالمناسبة، رأيتُ بيرسي. لقد كان يسير مع تلك الخادمة النحلة مرة أخرى!!!!!› ›
‹ ‹أوه، رائع... حسنًا، هذا قرار بيرسي. غير هذا، ربما ينبغي عليك التفكير في اهتزازات ميولنير بجانبك هناك. أرى أننا لن نلبث حتى تنفجر من الغيرة.› ›
ابتسم كاميجو قليلاً وهو يشاهد ظهورهم تختفي من أمامه.
يبدو أن كل الصراعات قد انتهت حقًا.
نظرًا لأن أوثينوس قد بَنت حديثًا العلاقات الشخصية في جميع أنحاء العالم، بدا أنه قد تم إجراء بعض الروابط الجديدة الغريبة، لكن الشكل الحالي كان على الأرجح أكثر سعادة من الشكل الأصلي.
أنشئ هذا العالم بمشاعر بهجةٍ لها الأسبقية على المشاعر الطفيفة خارج المكان.
لم يقام المهرجان في ضريح شِنتو. بدل ذلك، أقيمت أكشاك المهرجانات على طول نهر كبير في المنطقة 7. إجماليًا، بدا الأمر وكأنه مهرجان للألعاب النارية أكثر من كونه مهرجانًا دينيًا. وفي النهاية، هذا يناسب المدينة الأكاديمية.
‹ ‹رائع!! تصرخ ميساكا وميساكا تتخلى عن محاولة معالجة جميع المعلومات التي أمامها وتعبر عن سعادتها!› ›
‹ ‹"إذا تخلينا عن أي محاولة للفهم، فسوف يوقف ذلك قدرتنا على المعالجة أيضًا، لذا يُرجى المحاولة بجدية،" كما تقول ميساكا وهي تشعر بالدوار› ›
‹ ‹تباً لما جلبني إلى هنا.› ›
‹ ‹ما الخطأ في قليلٍ من الحماس؟ إنقاذ كل أختٍ من بين أكثر من 20,000 يسوى هذا القدر على الأقل.› ›
‹ ‹لكنها تكلف الكثير! انظر خلفك يا #1. كل أولئك المستنسخات يحدقن بقلق في أكشاك الطعام!! وميساكا وورست تشان، تلك الكتلة من الخباثة وأساس مشروع الموسم الثالث، تحفزهم وتحرضهم!!»
حاول كاميجو غريزيًا العثور على مصادر هذه الأصوات في الحشد، لكنه لم يستطع. وبدل ذلك، رأى رجلاً وامرأة يرتديان معطف مختبر. وعلى صدورهما وَجَدَ وسم أسماء. قرأ الوسمان عليهما: ‹يوشكاوا كِكيو› و‹أماي أو›. كانا يرافقان أطفالاً بابتسامات على وجهيهما وخمن كاميجو أنهما باحثان من نوع ما.
‹ ‹آه! بصراحة، هذا كثير جدًا. وإلى أين ذهبت أونيه-ساما!؟› ›
‹ ‹نعم، مستحيل أن نعثر عليها وسط كل هؤلاء الذين يشبهونها تمامًا.› ›
‹ ‹أه، أويهارو. تذكرتُ توّي. أصحيح أن أريسا تشان قادمة إلى هنا سراً اليوم؟ تعلمين أن "الوضع المثالي" سيُنشئ ما إن يصير الاثنان واحدًا.› ›
‹ ‹رأيتُ ذلك الرئيس الطفل شبيه الدمية يتجول في وقت سابق، لذا من المحتمل أن تكون هنا في مكان ما.› ›
واصل السير.
وبينما يستمع إلى الأصوات، سار ببطء عبر المهرجان المبني على طول النهر.
أصبح أكثر اقتناعا بأن عمله القادم ذو معنى.
فَهِمَ وزن ابتساماتهم وما اكتسبوه. لم يكن هذا مجرد رقمٍ في مستند. عَلِمَ أنها كانت حقًا "هنا".
و...
‹ ‹انتظر!› ›
سمع كاميجو توما صوت فتاةٍ مُعَيّنة.
ركضت نحوه شخصية صغيرة.
كانت راهبة ذات عباءة بيضاء ذو تطريز ذهبي كفنجان شاي.
عَرَفَ هذه الفتاة باسم إندِكس.
‹ ‹ستيل، كاوري! من الخطأ أن تسمحا لي فقط باختيار ثلاثة أشياء في جنة الطعام هذه!! إني حقًا جوعانة!!› ›
رفع كاميجو رأسه بمحض إرادته.
أراد أن يحرق المشهد أمامه في ذهنه.
عندما نفدت الفتاة ذات الشعر الفضي من الحشد، حملت قط الكاليكو بين ذراعيها. قد وَجَدَت من كانت تبحث عنه، لذا لم تردد شبرًا في أفعالها.
و...
دون أن تتباطأ للحظة، ركضت مباشرة بجوار كاميجو.
لم تكن تنظر إليه.
سمع أصواتا من ورائه.
لكن الصبي لم ينظر إلى الوراء.
عَزَمَ قراره الآن.
شعر كما لو أنه رأى ما يحتاج حقًا حمايته.
بدأ يمشي مرة أخرى.
تبع النهر في مجراه وهو يسير وحيدًا خلال المهرجان النابض بالحياة. وراء الأصوات المبهجة والأضواء الزخرفية، كان هناك مبنى كبير شامخ.
تلك وجهته. عليه أن يصل إلى ذاك السقف.
لم يكن المصعد فقط أو السلالم المتحركة داخل المبنى. كان المهرجان السعيد الذي تم بناؤه على طول النهر جزءًا من الدرج المؤدي إلى مرحلة القصاص.
مشى ببطء.
دخل المبنى.
صعد إلى المصعد وضغط على زر السقف.
كما يتوقع المرء من المدينة الأكاديمية، كان المصعد صامتًا وسريعًا، لكنه استغرق أكثر من دقيقة للوصول. لم يعرف عدد الطوابق بالضبط، لكن لابد أنها زادت عن ثلاثمئة متر.
إذا سقط من السطح، فلا وصف يفيد ما سيحدث لجسده البشري.
حتى لو كانت هناك أشجار أو سجادة سميكة أعدتها فرقة إنقاذٍ أدناه، فلا سبيل.
«أجل.»
وبنبرة إلكترونية ناعمة توقف المصعد.
انفلق الباب المعدني تلقائيًا من اليسار واليمين.
«هذا سَيَفي.»
انفتح أمامه عالمٌ مبهر.
كانت السماء الآن أقرب إلى الذهب منها للبرتقالي، والريح أنعشت قلبه بقدر كوب ماءٍ في الصحراء. عبر السطح ببطء ليصل إلى الحافة. لابد أن المنطقة ما تكون عادة مفتوحة للناس إذْ أنه لم يرى سورًا يمنع الناس من السقوط. خارج السقف، كان المشهد فسيحًا ودون عوائق. لن تجد عالمًا يمكن أن يكون أسعد. بدا كل الضوء أمام عينيه يُغرد للشباب، وبالكاد سمع موسيقى المهرجانات من الأرض. لم يسمع صفارات الإنذار القاسية للأنتي-سكيل أو سيارات الإسعاف. ولقد شك في الحاجة إليها بعد الآن. لهذا السبب لم يسمع أي شيء.
«هذا هو أفضل مكان ممكن لأنهي حياتي يا أوثينوس. لم أستطع صنع شيء كهذا بمفردي.»
لقد عمل جاهدا لحل العديد من الحوادث المختلفة في الماضي.
دايهَسيساي.
حادثة فيوز كازاكيري في 30 سبتمبر.
الانقلاب الذي غطى كل بريطانيا العظمى.
الحرب العالمية الثالثة.
لكن ماذا حدث بعدها؟
لم يُرِد حماية العالم. لم يُرِد أن ينقذ شيئًا مبالغًا فيه مثل "الجنس البشري". ولكن هل كان التاريخ القصير بعد تلك الأحداث هو ما أراده كاميجو توما؟ كانت أوثينوس زعيم غريملين. لو لم تتسبب في مثل هذا العنف، فلربما لن يؤول الأمر بهذا. ولكن في الوقت نفسه، هل سينتهي كل شيء بسعادة بعد ذلك لو لم يتصرف غريملين وأوثينوس؟ أحقًا؟ حتى لو لم يظهروا على المسرح، فلربما أتى أن شخصٌ آخر ودمر هذا العالم.
بطريقة ما، وضع غريملين وأوثينوس نهاية لتلك السلسلة من الأحداث.
بغض النظر عن عدد المشاكل التي حدثت في منهجهم، أمكنه أن يرى النتائج أمام عينيه. ذلك "الشخص" الذي يخشاه كاميجو لن يظهر هنا على الأرجح. لن تسمح أوثينوس "بالتقلبات الناقصة" من المحن أو المآسي التي كانت ضرورية لذلك "الشخص" ليظهر بشكل طبيعي.
حتى لو كان ذلك بسبب السيطرة الأحادية التي نتجت عن الصلاح والغطرسة وحتى لو لم يكن هذا الإله الأنيق والحساس يفكر فعليًا في الأفراد، فإن أفعالها في الآخر جلبت السلام والسعادة الحقيقية. حتى لو تم التلاعب بهم، فقد حصل الجميع على النجاح بالتساوي. في هذه الحالة، لن يهتم الناس بكيف حدثت.
أراد الجميع السعادة.
في النهاية، كان كل إنسان يتحرك في هذا الاتجاه الواحد.
لم تكن المنهجية أو العملية التي أرادوها.
أرادوا ما تبقى في النهاية. أرادوا تلك الدرجة العالية.
«...»
لفترة من الوقت، حدق كاميجو في هذا العالم المشوب بالذهب.
ومن الغريب أن الصبي ما زال يشعر بترددٍ وخوف تجاه فعل "القفز" البسيط على الرغم من قدومه حتى هنا. لقد قضى وقتًا طويلاً جدًا في "طقس" العبور التي تهدف إلى تخدير حواسه، لكنه لم يقدر على التخلص من كل ذلك. بطريقة ما أشعره هذا بأنه مثيرٌ للشفقة.
لن يكسب أحدٌ شيئًا من قتاله هذا.
لم تكن معارضته أكثر من رغبةٍ فارغة. لم يكن هناك منطق أو سبب وراء ذلك.
شعر وكأن قلبه يتلاشى شيئًا فشيئًا وهو الآن يشاهد ما تبقى في النهاية. كانت الرغبة. هذه الرغبة الحقيرة. لقد قال الكثير عن إنقاذ الناس أو إنقاذ العالم، لكن هذه الرغبة الضئيلة كانت مخبأةً في أعماق قاع جوفه. هذا هو السبب في أن الإله السحري قد رأى ما فيه بطريقة صحيحة. وكان من الطبيعي أن أملها قد خاب فيه. ربما لم تكن "هجمات" أوثينوس هي التي تركته بلا مكان. لماذا يقوم المرء بصنع مكانٍ لأحدٍ مثل هذا في المقام الأول؟
لكن هذا سينتهي قريبًا.
«...»
أغمض كاميجو عينيه ببطء. لم يكن للسقف سياج أو درابزين. إذا تقدم للأمام، فالنهاية. كان عليه فقط أن يتخيل. أمامه طريق. مسار يؤدي إلى ما يجب أن يكون بالشكل الذي يجب أن يتخذه. انخلطت قطعةٌ واحدة زائدة في أحجية عملاقة فما عاد بممكنٍ إكمالها كما هي. لذلك كان يزيل تلك القطعة الزائدة. سيخلق مسارًا ويُحرك تلك القطعة من على الطاولة. هذا كل ما كان يفعله. وهو يفكر بهذا، ابتسم بالخطأ. خارج الطاولة. يبدو أن هذا هو الجواب. بعد أن رفض رغباته بالقوة، كل ما بقي له هو الهروب. وبينما كان قلبه يرتجف من فكرة الهلاك، بدا أنه يحاول تحريك قلبه "إلى مكانٍ آخر غير هنا". ومع ذلك لا وجود لمثل ذاك المكان. هذا يعني أنه سيختفي.
اتخذ خطوة.
مع تخدر قلبه كأنه قد غُمِر في المياه الجليدية، تمكن أخيرًا من التقدم.
اتخذ الخطوة الثانية.
تقدم إلى الأمام. سار في الطريق. مشى نحو النتيجة التي ابتغاها الجميع.
اتخذ الخطوة الثالثة.
مع كل خطوة، اعتاد أكثر على أفعاله الغريبة.
لم تكن هناك خطوة رابعة لاتخاذها. ومع ذلك، لم يفتح عينيه. سوف يتبع نفس الإجراء ويحرك قدمه إلى الأمام مرة أخرى. هذا من شأنه أن ينهيها. لن تكون هناك معجزات ولا مصادفات. لم يكن هناك من طريقة يُمكن بها أن يُخَلّص "بطريقة أو بأخرى". رفضت أوثينوس هذا النوع من المفاهيم الغامضة. وهكذا سيموت. سيختفي. ولن يكون أكثر. لم تكن هذه قصةً جميلة عن الذهاب في رحلة إلى مكان أفضل. سوف يهلك ببساطة.
وبدأ في السقوط.
- الجزء 3
حدث شيء ما قبل أن يسقط.
«أوررااااههه!!/عودة. نويتُ فقط لو أجلس وأشاهد، ولكن أرجوكَ أرحني، اللعنة!!!!!!/عودة.»
وفجأة صاحت عليه فتاة بغضب من الخلف.
قبل أن يتمكن كاميجو من فعل أي شيء في دهشه، أصاب ظهره تأثيرٌ شديد. بحلول الوقت الذي أدرك فيه أنه أُصيب بركلةٍ طائرة وفتح عينيه، رأى أنه طار بالفعل للأمام وانتشر تحته منظر المدينة المصبوغ بالذهب.
«ه-ها؟/هروب. انتظر!!/عودة.كنت أحاول فقط إيقاف انتحارك باستخدام تسوكّومي خفيفة، فكيف انتهى بي المطاف أسحب الزناد الأخير!؟/هروب.»
بدت الفتاة ذات نمط الكلام الغريب وكأنها تصرخ باتجاهه.
«؟؟؟؟»
سمعها وهي لا تزال مقلوبة رأسًا على عقب.
نعم.
الغريب أنه لم يمت رغم سقوطه من المبنى الشاهق.
«ما هذا؟/هروب. أوه، أراكَ علقت على جندول تغسيل النوافذ/عودة. هفف، أشوى/عودة. حسبتُ أن الأمر انتهى قبل أن تتاح لي فرصة البدء/عودة.»
كان أحدٌ ما ينظر إليه من حافة السطح.
كانت ترتدي الزي الشتوي لمدرسة توكيواداي الإعدادية، وهي ذات شعر بني قصير، وعلى جبهتها نظارات عسكرية غير مكررة.
لم تكن ميساكا ميكوتو.
هذه...
«ميساكا...إيموتو...؟»
«خطأ!!/عودة.» استخدمت الفتاة ذراعيها لتُشكل علامة X كبيرة «ونفس هذا الخطأ ارتكبته مرة أخرى خلال تلك الحادثة أيضًا/عودة. لقد قابلت أختين من الأخوات/عودة. الفتاة التي أنقذتها كانت #10,032 أو ميساكا إيموتو/عودة. والأخرى.../عودة».
«#10,031.»
دارت رؤيته.
كونه يحادثها وهي تحمل ذاك الاسم جعله يدرك من جديد مدى عظمة فعل أوثينوس.
«الأخت التي كدت أنقذها...»
«هذا صحيح/عودة. لكن/رجوع، أنا أساسًا أستعير جسدها ولا أكثر، لذلك ليس لديك سبب لتلوم نفسك على هذا/عودة. ولكن/رجوع، نشكل جميعًا إرادة واحدة كبيرة معًا، لذا فإن أي شيء أقوله هو كأنك تسمعه منها/عودة.»
«انتظري لحظة. أتعنين...؟»
الأخوات.
هذا العدد الكبير من المستنسخات العسكريات.
إرادة واحدة كبيرة تكونت من كل واحدة منهن.
«هذه هي المرة الأولى التي تقابلني فيها فِعلاً، لكنك فعلت الكثير لخاطر محطاتي الطرفية المادية/عودة.»
"هي" حنت رأسها وتكلمت.
«أنا الإرادة الكبيرة التي أوجدتها شبكة الميساكا بأكملها/عودة. سعدت بمقابلتك☆/عودة.»
ملاحظة ترجمانية: الكلمات التي أتت بعد (/) ربما تعني قطع في لوحة المفاتيح فمثلاً: هروب = Esc رجوع = Backspace عودة = Return وهكذا... (مع العلم أنها كُتِبت بالانجليزية في الكتاب الأصلي)
- الجزء 4
«كما قلت، يبدو أن أوثينوس تتمتع بحرية التحكم في حياة وموت البشر، لكنني أرى أن لديها قطعتين متميزتين من البرمجة، أحدهما للأحياء والأخرى للأموات/عودة. مثل الإله، أظن؟/هروب. مثل عالمٍ سماوي وعالم بشري؟/هروب. مثل الجنة والنار؟/هروب. قد يكون مبنيًا على مفهومٍ ديني لا أفهمه حقًا/عودة.»
«...»
«لكنني نظامٌ عضوي واحد تم إنشاؤه من 20,000 وِحدةٍ، أتعلم؟/هروب. أو بشكل تقني أكثر، 20,001 وِحدةٍ/عودة. هناك أيضًا الموسم الثالث، لكنها ليست من مجالي/عودة. إنها أشبه إلى حدٍّ كبير بواحدةٍ مُخترقة للنظام، لذا فأنا لم أقبلها حقًا/عودة. على أي حال، فإن الشبكة التي تُشَكّلني تحتوي على معلومات من كل الميساكات اللائي لا زلن أحياءً حاليًا والميساكات الأموات حاليًا/عودة. بعبارة أخرى، أنا حَيّة وميتة، وميتة وحَيّة في ذات الوقت/عودة.»
«...»
«إذا نظرت إلى النظام بأكمله المكون من 20,000، فلقد أُزيل حوالي نصف الكتلة، لكن لا تفكر في الأمر مثل تفاحة مقطعة إلى نصفين/عودة. إنها أعقد من ذلك، وكلها تختلط معًا مثل قطة شرودِنغر/عودة. أعلم أنه رومانسيٌّ أكثر أن تفكر في غياب القمر في كل مكان لا يراه إنسان، لكنني في حالةٍ غريبة لا يمكن لأي إنسان عادي الوصول إليها حتى عند تجربة قريبة من الموت/عودة.»
«...»
«هذا يعني أنه لا يمكنك أن تصفني بواحدةٍ من الأحياء أو الأموات/عودة. وأوثينوس ليس لديها سوى برمجة التعامل مع هاتين الحالتين، لذلك استطعتُ التسلل عبر الشقوق حيث لا يمكنها التلاعب بي/عودة. لسوء الحظ، لا يمكنني التأكد من أي شيء مما فَعَلَتْهُ هنا لأنه يتعلق بتكنولوجيا خارج المدينة الأكاديمية/عودة.»
«...»
«مرحبًا، تسمعني؟/هروب. من فضلك لا تخبرني أنك تحسب الجلوس صامتًا هو علامةٌ للمستمع الجيد/عودة. لأن لها تأثيراتٍ عكسية/عودة. عليك أن تحاول أن تأخذ وتعطي في المحادثة معي!/عودة. المعذرة سينسي؟/هروب. صَمْتُ هذا الفتى لأكثر من اللازم عليّ/عودة.»
الفتاة التي استعارت جسد #10,031 كانت تتحدث باستمرار.
كأنها كانت تُفجر استياءها المكبوت بعد التزامها الصمت طويلاً حتى الآن.
عادة مثل هذا النوع من المحادثات الشبيه ببندقية رشاش يكون فقط عند مقابلة قريب نادرًا ما يُرى في العطلة.
جلس الاثنان على سرير وأرضية غرفةٍ بيضاء مع أثاثها العادي.
كان مسكن كاميجو توما.
أو بالأحرى، الغرفة الفارغة التي كان ينبغي أن تكون مسكنه.
«هذه السماء وتلك الأجواء المُرائة والمظاهر ليست من شيمك/عودة. تعال آخذك إلى مكان أشبه بكثير بطبع كاميجو توما/عودة.»
بعد هذا التعليق، قادته الفتاة المعروفة باسم ‹الإرادة› إلى هنا.
لم تكن سوى غرفة بيضاء فارغة.
هذا الفضاء المستطيل يرمز إلى حالة كاميجو الحالية.
تلك المساحة الفارغة القاتمة لا تحتوي حتى على أي رائحة من إندِكس أو قطة الكاليكو التي عاشت معه.
الضوء الذهبي الذي دخل النافذة شكّلت الظلال، والظلام التام سيُكرم بدخوله قريبًا.
«إذا كان علي أن أخمن...» أخيرًا تحدث كاميجو «أود أن أقول إن البرمجة التي تتلاعب بالأحياء والأموات تعتمد على تعويذة أينهيرجار. كانت التعويذة قادرة فقط على تحريك الجثث دون أن تتعفن، ولكن لا بد أنها حَدَّثتها إلى شكلها المثالي باستخدام رمحٍ أو شيء من هذا القبيل.»
«اننن، هل تتحدث عن العالم المعروف بالسحر؟/هروب. لا أُحسِنُ مواضيع السحر/عودة. نعم، حتى أنا ما زلت إنسانة، لذا فأنا لا أفهم حقًا أشياءً مثل الأشباح/عودة... بالمناسبة، هذا ليس كتابًا باللغة الإنجليزية، فهل لك أن تكف عن الرد على الأسئلة المباشرة فقط؟/هروب. أنتَ تدردش مع فتاة هنا/عودة. فهل حقًا تفهم هذا؟!/هروب.»
كان هذان العنصران الغريبان موجودان في العالم المثالي الذي خلقه الإله السحري.
من المستحيل لحسابات أوثينوس أنها فسرت هذا.
لكن كاميجو لم يستطع أن يفرح ببساطة.
لم يقدر على أن يقرر بنفسه ما إذا كان يجب عليه أم لا.
«...لماذا أنتِ هنا؟»
«ضَعُفَت شخصيتُكَ حقًا، لذلك جئت لألكمك/عودة. مرة أخرى عندما جاء إله البرق ثور ذاك، أغضبني حقًا وأردت أن أتحداه في منافسة برق/عودة. لكنني الآن أفهم نوعًا ما كيف شَعَر/عودة. هناك أوقات تشعر فيها بالرغبة في لكم أحدٍ ما☆/العودة.»
على الرغم من التعليق الفاضح، كان لها ابتسامة عملاقة على وجهها.
وبعد، لقد ركلته مرة كاد يُقتل فيها.
بعد الوصول إلى هذا الحد، أراد كاميجو تجنب قتال آخر مثل معركته مع ثور.
(وبالنظر إلى ذلك، ما حكاية تلك المعركة؟ أكان يريد القتال فقط؟ إن كان، فأنا أريد أن ألكمه لأنه ترك هوسه بالقتال يعيق ما يهم.)
في هذه النقطة، توصل كاميجو إلى إدراك.
القلق بشأن هذا النوع من الأشياء لم يعد مهمًا.
وَجَدَ الصبي المعروف بثور السعادة في هذا العالم. لن يساعد التنقيب عن الماضي أحدًا. في الواقع، قد لا يتذكرها الصبي.
كان هذا عالمًا مليئًا بالسعادة.
ورفض كل ما فعله كاميجو توما.
«إذن ماذا ستفعل الآن؟/هروب.»
سُدّ دربه عند كل منعطف.
قد أُعِدّ المسرح بمثالية.
وأيُّ شخصٍ كان ليرى ذلك، لكن إرادة الميساكا طرحت هذا السؤال بلا مبالاة تقريبًا.
لم يستطع كاميجو معرفة مقصدها.
«ماذا؟»
«لنجربها مرة أخرى/عودة.»
تحدثت كأنها تعيد ذكر قائمة التسوق لطفلٍ فَقَدَ القائمة الأصلية.
«الآن وبعد أن عَرَفت أن هذا عالمٌ مثالي لا شيء فيه سوى السعادة، ماذا ستفعل؟/هروب.»
«مهلاً...»
«لأكون صريحة، أمتأكدٌ أنك اجتهدت في بحثك عن مخرج من هذا؟/هروب. أمتأكدٌ أنه لا يوجد تناقض واحد في هذا العالم المثالي الذي خلقته أوثينوس؟/هروب. أما أنا فلستُ متأكدة/عودة. كافح فتى هاوٍ في المدرسة الثانوية مثلك أفضل ما يمكنه من أجل نجاته وتمكن من البقاء حيًّا حتى الآن/عودة. إذا أعزمت نفسك، فربما تعمل شيئاً ما/عودة. في الواقع، وجودي هنا هو شيء بحد ذاته/عودة.»
«دقيقة دقيقة!! لما قد أقلب المجريات؟ لا أتحدث عما إذا كان بإمكاني فعل شيء. تغيير هذا الموقف لن يحقق شيئًا. إذا كان سيؤدي فقط إلى انهيارٍ ودمار، فلماذا علي القتال!؟»
«هممم، أرى أنه عليك أن تتحدث فقط عما إذا أمكنك فعل شيءٍ أم لا عندما يقودك هذا إلى خط تفكير أكثر إيجابية/عودة.»
أمالت جسد الإرادة المستعارة #10031 رأسها بلا مبالاة.
ربما كان مفهومها عن الحياة والموت بعيد المنال قليلاً.
«ألم تدرك حقًا أن هذا سيحدث في النهاية بمجرد أن تكتسب أوثينوس قوى شبيهة بالإله؟/هروب.»
«...»
«الديكتاتوريون هم بشرٌ في الأخير/عودة. إذا أمكنهم فعل ما يريدون، فسوف يجعلون "وطنهم" ممتعًا قدر الإمكان/عودة. وهذا ما فعلته/عودة. ببساطة، هذا ما حدث هنا/عودة. أزالت أي مأساة من محيطها، وأزالت كل النزاعات، وأزالت كل الفشل، وأزالت جميع الاعتراضات/عودة. ...ومع ذلك/رجوع، فهل ربما كان هناك لطفٌ قد قُضِيَ عليه تمامًا في عالم السعادة هذا؟/هروب.»
«أفهم.» تمتم كاميجو «بعد رؤية المعارك في هاواي، ومدينة الأمتعة، وطوكيو، أدركتُ أن أوثينوس ليست من النوع التي تقلق بشأن من حولها. لم تخلق هذا العالم الجديد بدافع الاهتمام بهم. لم تتخلص من المآسي لأنها رأت الحزن في الناس... بل لأنه أقبح عَينها، لهذا صَحَّحت كل مشاكل البشرية كما لو كانت تدفن المآسي بعيدًا عن الأنظار. أفهم ذلك جيدًا.»
«و؟/هروب.»
«لكنها أنقذت الجميع! حتى أنها أنقذت أناسًا عجزتُ عن إنقاذهم!! هذا العالم ليس فيه دماء ولا دموع ولا موت ولا جريمة ولا دَيْن ولا قلوب محطمة. بعد أن رأيتُ كل ذلك، هل عساي حقًا القول إنه من الصواب أن أعيد كل شيء إلى طبيعته؟ ذلك شر. صوابٌ بوجهِ شر! إنما سأسرق ابتسامات وحياة كل هؤلاء المبتسمين لمجرد أن أستعيد مكاني في العالم!!»
«ربما/عودة.» الفتاة المعروفة باسم الإرادة لم تحاول تجنب المشكلة باستخدام المُثُل «لكن/رجوع، هل لي أن أسألك أمرًا؟/هروب.»
«ماذا؟»
«أكنتَ تقاتل من قبل لأنه الصواب؟/هروب. هل سبق لك أن لكمت الناس لأنهم كانوا أشرارًا؟/هروب.»
تردد كاميجو في الإجابة.
وابتسمت الإرادة.
«بالطبع لا/عودة. أمكنك ذلك، لكنك لم تفعل. لم تستخدم هذه البطاقة أبدًا لمّا كان من الممكن أن تساعدك، لذا ليس من المنطقي أن تسمح لها بسحقك تحت ثقلها في اللحظة التي تصبح فيها مشكلةً/عودة. إذا كانت هذه هي القواعد التي كنت تلعب بها، فلا تلزم نفسك بتغييرها فجأة الآن/عودة. سواء كان الشيء خيّراً أو شرّيراً، لا يعني ذلك شيئًا عندما يتعلق الأمر بما ستأتمن عليه حياتك/عوده.»
«لكن هذا المنطق سيُخلصني فقط.»
«لا تكذب/رجوع.»
دون تردد للحظة، دحضت الإرادة تعليق كاميجو الواهن.
وواصلت قبل أن يتاح له الوقت أن يتفاجأ حتى.
«قد استوعبتَها، ألستَ كذلك؟/هروب. أوثينوس تغش بطريقةٍ واحدة مملة للغاية/عودة. وأنا لا أتحدث عن تركك وحدك دون إنقاذ/عودة. هي أجرت تغييرًا واحدًا بسيطًا للغاية لجميع أولئك الذين أعدّدتَهُم ليبدو وكأنه تم إنقاذهم/عودة.»
«...»
«إذا كنتَ غبيًا لدرجة أنك لم تدركها، فأشك في أنك كنت لتعيش طوال هذه الفترة الطويلة/عودة. لا شعوريًا، بدأتَ تأمل في أن تكون أوثينوس على حق/عودة. لهذا السبب بذلتَ قصارى جهدك لتُجَنّب النظر عن نقطةٍ مُعَيّنة كنتَ قد لاحظتها سَلَفًا/عودة ... لن أُطلِعَك الإجابة/عودة. فأنا في النهاية قد أعطيتك إياها بالفعل دون أن أقول كلمة/عودة.»
كان هناك بالفعل جانبٌ صغير من ذلك المشهد في الحديقة المشمسة أشعرت بالخطأ.
ولكن ما يهم؟
هذه النتيجة واقع، لذا فإن هذا الجانب لم تُغيّر الخاتمة.
«هناك معنى لذلك/عودة.» قالت الإرادة بهدوء وهي تجلس على السرير البسيط «حتى لو لم تتغير النتيجة أمام عينيك، فإن وجودها أو غيابها يُغير الوضع تمامًا، لذا سيكون لها معنى/عودة. بعبارة أخرى، لماذا تتردد في قولها؟/هروب. إذا كانت أوثنيوس قد خلقت حقًا عالمًا مثاليًا ودون شوائب، فلا شيء تقوله أنت سيتسبب في حدوث تصدعات فيه.»
«هذا...»
«كما قلتُ، أنتَ حقًا تفهم/عودة. ضعها في كلمات، وسوف تؤدي إلى حدوث صدعٍ/عودة. وأنت تخشى أن يتسبب صدع صغير في انهيار هذا العالم الذي يبدو مثاليًا/عودة. لكن/رجوع، هذا القلق الشديد يثبت الكلام/عودة. أنّ هذا ليس عالمًا مثاليًا/عودة. ما هو إلا خدعةٌ واحدة تهدف إلى جعلها تبدو بهذه الطريقة لتمنعك من الحكم عليها بشكل صحيح/عودة.»
«ليس صحيحًا.»
كانت إندِكس تبتسم.
لم يفقدها ستيل أو كانزاكي.
كانت الأخوات تبتسمن.
كُفّرت ميساكا ميكوتو وأكسِلَريتر من الخطايا التي حملوها.
كان إليس يبتسم.
شيري كرمويل لم تَكِنّ أبدًا كراهية للعِلم.
أوريانا تومُسون، فينتو الأمام، مقعد يمين الإله، كوموكاوا ماريا، وأشخاص لم يعرفهم كاميجو توما حتى أنهم نجوا من الحوادث والديون والقلوب المحطمة التي كانت ستبتلى بهم.
قد يكون مصدر كل ذلك ملتويًا.
قد يكون الشخص الذي رأى ما قبل وما بعد قد وجده غريبًا.
لكن لا يمكن القول بأن ابتساماتهم خاطئة.
شك كاميجو في قدرته على خلق سعادة أكبر من ذلك.
لم يكن ذاك المشهد شيئًا يُمكن لمجرد طالبٍ في المدرسة الثانوية تدميره بأنانية.
«هذا ليس صحيحًا. أوثينوس أنجزتها على أكمل وجه. هذا ليس مجرد وهمٍ غريب. لسنا راضين برؤية شيءٍ غير موجود بالفِعْلِ. هي أنقَذَت الجميع حقًا. هي فعَلَت ما لم أستطعه.»
«إذن أثبتها/رجوع،» قالت الإرادة على الفور. «إذا كان هذا حقًا عالمًا مثاليًا ولا شيء يفعله المرء يمكن أن يُسبب شرخًا واحدًا فيه، فعليك إثبات ذلك/عودة.»
«...»
عند سماع كلماتها، أغلق كاميجو عينيه ببطء وهو جالسٌ على أرضية غرفة النوم.
وغطى وجهه بيديه.
كان المغرب.
كانت الفترة الزمنية القصيرة بين النهار والليل. في مجتمع الأطفال، كانت ترمز للوداع. وفي هذا العالم برتقالي اللون، تنفس كاميجو توما ببطء.
وتحدث.
«إنهم لا يتذكرون العالم الأصلي.»
- الجزء 5
نعم.
كانت مسألةً بسيطة.
مسألة بسيطة للغاية.
قبل كل من إندِكس، ستيل، كانزاكي، ميكوتو، أكسلريتر، الأخوات، شيري، إليس، آغنيز، أوريانا، فينتو وكل شخص آخر قَبِل المشهد الحالي على أنه أمرٌ بديهي.
في العادة، كانوا ليتأثروا بشدة بهذا المشهد.
لربما احتضنوا بعضًا بالدموع والمخاط يغطيهم.
ومع ذلك فقد تصرفوا وكأنهم لا يعرفون شيئًا غير هذا.
لم يعرفوا كم كانت الأشياء التي يختبرونها ثمينةً وقيمةً بشكل لا بديل له.
لكن...
«ما يهم؟» سأل كاميجو توما. «مهما كان رأيهم، لقد أُنقِذوا حقًا. هذا لا يندرج تحت فئة الخداع. الاحتفاظ بذكرياتهم أم لا يغير شيئًا.»
«ما الذي تتحدث عنه؟/هروب. هذا يُغير كل شيء/عودة.» قالت الإرادة في سخطٍ. «فماذا عن كل شيء حتى الآن؟/هروب. لم تخاطر بحياتك من أجل أي شيء واضح مثل المال أو القوة، أفعلت؟/هروب. من حين لآخر، أدرتَ ظهرك لتلك الأشياء عندما قاتلتَ من أجل شيء أكثر لاشكلية/عودة. لذلك لا معنى لتغيير القواعد هنا/عودة. إن كنتَ تحت عائق تعاني، فالعَب وفقًا للقواعد التي تعودت عليها من قبل/عودة.»
«...»
«كانت أوثينوس خائفة/عودة.» تحدثت بسهولة عما كان يحدث في قلب الإله السحري الذي أصبح حقًا لا يُقهر. «لكن ليس لأن الناس سيجدون غرابةً في أن يقف الموتى أمامهم/عودة. ففي الآخر هذا لن يهمهم حقًا/عودة. إن وجود شخص تهتم لأمره على قيد الحياة أفضل من موته/عودة. قد يشككون، لكنهم لن يرفضوه/عودة. إنه نفس الشيء الذي فعلتَهُ أنت/عودة. إذا كان الموقف اللامعقول يعمل لصالحك، فأنت تميل إلى الاعتقاد بأنه من المقبول قبوله/عودة. إلى أن يظهر جانبه السلبي، هذا هو/العودة.»
«إذن...»
«هناك جانبٌ سلبيٌّ واحد هنا/عودة.»
وبينما تتحدث إرادة شبكة الميساكا، أشارت إلى وجه صبي معين.
نعم. وجه كاميجو توما.
«إذا تذكّر الجميع العالم الأصلي، فلن يتمكن كل شخص أُنقِذَ هنا من قبول خسارتك/عودة. هذا ما كانت أوثينوس تخشاه/عودة. ليست مجرد إيجابية/عودة. بمجرد أن يعرفوا عن هذا الجانب السلبي الواضح، قد يرفض بعضهم هذا العالم المثالي/عودة. كان هذا الفكر هو الذي دفع أوثينوس إلى الغش بهذه الطريقة المُمِلّة/عودة. إني واثقة تمامًا من أن هذا ما حدث/عودة.»
للحظة، واجه الصبي صعوبة في تحديد معنى ما قيل له تواً.
ابتسمت الفتاة عندما رأت وجهه.
بدت وكأنها وجدت أنه من المضحك أنه لا يستطيع فهم شيء بهذه البساطة.
«أراكَ تفكر في حماية ابتسامات الجميع بالتخلي عن مكانك في هذا العالم/عودة.»
«...»
«ولكن هناك عدد غير قليل من الذين لا يحبون ذلك إذا فقدوك/عودة. لأصدق معك القول، أنا واحدة منهم/عودة. ثم مرة أخرى، الذين لم يدركوا ذلك هم الأكثر جاذبية/عودة.»
لم تكن فقط تتفوه بمثالية.
لطالما وضعت أوثينوس وغريملين ذلك في الاعتبار أثناء وضع استراتيجياتهم.
في هاواي ومدينة الأمتعة وطوكيو، قاموا بسحب الجوانب المظلمة من قلوب الناس، ومزقوا الثقة بين الحلفاء المفترضين، ووزعوا ما يجب أن يكتسبه الناس حتى لا يتمكن الناس من استخدام القوة التي امتلكوها.
لم يتجاهلوا أبدًا نقاط القوة الطفيفة التي امتلكها الناس.
سواء كان ذلك سباقًا دمويًا لمعدات الإنقاذ والقوارب على سفينة غارقة، أو قتالًا مميتًا على آخر طعام متبقي في مقصورة جبلية مغطاة بالثلوج، أو أي مآسي أخرى شائعة جدًا تجدها في الدراما والأفلام، فلن يحدث شيء بهذا التعقيد حقًا في مثل هذه المواقف المتطرفة في أرض الواقع.
لقد أثبت كاميجو والآخرون ذلك.
أثبتت نهاية الحرب العالمية الثالثة ذلك أكثر من أي شيء آخر.
مهما كان الوضع يائسًا، يمكن للناس التعايش معه.
«فقط تخيل/عودة.» قالت الإرادة «لنفترض أنه تم استيفاء جميع الشروط وأنه يمكن إعادة جميع الذين فُقِدوا، لكنك ستُفقَدُ في المقابل/عودة. لا كلام يُقال للجميع يمكن أن يُقنعهم بسهولة بمثل هذه الشروط/عودة. ربما سيَزن بعضهم بعناية الخيارين ويقلقون بشأن قرارهم/عودة. وربما يرفض بعضهم الخلاص المُعَلّق أمام أعينهم/عودة. تخشى أوثينوس ذلك/عودة. خافت وارتعبت للغاية من تجمع الجميع معًا لإنقاذك، لذلك أخفت هذه الحقيقة/عودة. من خلال إخفاء هذه الاحتمالية وإبعادك عنهم، تأكدت من أنهم لن يفكروا في ما وراء السعادة التي يتمتعون بها/عودة. لأكون صريحة، لم يكن ذلك عادلاً/عودة. لقد غَشَّت/عودة.»
لمجرد وقوف الناس في موقف متطرف لا يعني أنه يمكنهم اتخاذ قرار متطرف.
عند تقديمه مع العودة غير المشروطة للأرواح المفقودة، فإن أي شخص سيمدح أوثينوس.
ولكن ماذا لو كانت هناك حاجة إلى تضحيةٍ واضحة في المقابل؟
ماذا لو طُلب منهم نفي الصبي المسمى كاميجو توما أو قَطْعِ أحد أطرافه؟
هل سيقبلون هذه الحقيقة ويعيشون في عالمهم السعيد؟ هل يمكنهم أن ينتقلوا إلى أيام سعادتهم وكأن شيئًا لم يحدث وبدون حزن أبدًا؟
«كانوا ليُكسَرون/عودة.» تحدثت الإرادة كأنها استطاعت أن ترى ما في قلوب الناس. «إذا كانوا يعرفون أن سعادتهم الحالية قد تم إنشاؤها من خلال قتل ودفن صبي بريء، فإن قلوبهم ستنكسر/عودة. بالطبع ستنكسر/عودة. لأنك لم تستطع السماح بحدوث هذا النوع من الأشياء، فقد واجهت عددًا لا يحصى من المواقف غير المعقولة بغض النظر عن الخير أو الشر/عودة. هذا شيء لم تكن قادرًا على قبوله أبدًا، فهل أنت على استعداد حقًا لفرضه على شخص آخر؟/هروب. هذا عبثي/عودة.»
لم يعرف كاميجو توما مقدار الثقل الذي كان لوجوده في قلوب الآخرين.
بعد رؤية ابتسامات الجميع بسعادة في عالمٍ افتقَدَه، افترض بصدق أنه لا وزن له كبير عندهم.
بغض النظر عن المسافة التي قطعها، لم يكن أكثر من طالب ثانوية عادي.
كان هناك ستة مليارات نسمة في العالم، لذا فقد شَعَرَ أنه ينبغي أن يكون هناك الكثير من الناس يمكنهم فعل ما في وسعهم وأطنان من الذين يمكنهم القيام بأشياء أفضل منه.
«هذا لا يهم/عودة.» بدا أن كلمات الإرادة التي تمتمتها قطعت أفكاره. «ربما كان شيئًا بسيطًا يمكن لأي أحدٍ القيام به/عودة. ربما كانت صُدفةً أنك كنتَ الذي صادفها وأيُّ أحدٍ آخر اتخذ نفس الاختيار سيحل محلك/عودة. إذا تم تبديل "A" و "B" وأنقذهما واحدٌ آخر، فلربما آل بهم الأمر مصاحبين واحدًا آخر/عودة.»
تحدثت عن حقيقة تافهة حقًا لا تعني شيئًا للعالم ككل.
«ولكن في ذلك الوقت وفي ذلك المكان، كان الشخص الذي ركض بتهور وأنقذهم هو أنتَ/عودة. حتى لو كان بإمكان أي أحدٍ فعلها، فأنتَ من بالفعل فعلها. والجميع ممتنون/عودة.»
لم يستطع كاميجو توما التحرك.
واستمرت الإرادة ببطء.
«سوف تُنقَذ/عودة. اعطاءك العقوبة التي تستحقها ليست بالضرورة أن يكون أمرًا سلبيًا/عودة. الطريق الذي سلكته حتى الآن سيُنقِذك/عودة. قد يقلق الجميع بشأن هذه المشكلة، ويبكون حرقةً، ويتشاجرون أحيانًا على أعزائهم، لكنهم في آخر الأمر سينقذونك بالتأكيد/عودة. ...بعد كل شيء، هم ليسوا بالسيئين/عودة. حتى لو التووا قليلاً وجُنّوا في الماضي، فهم لم يكونوا مجانين ذاك الكثر في نظرك لأنك وجدتَ موطئ قدم نحو الوصول إلى تفاهم/عودة. لذلك في النهاية، سيُسارع الجميع إليك/عودة. إذا علموا أن كل الابتسامات العالم تكاد تسحقك، فسوف يرمونها جانبًا وينضمون إليك/عودة. سيفعلون بالضبط ما فعلتَهُ أنتَ طوال هذا الوقت/عودة.»
«...»
«وهكذا أخذت أوثينوس هذا الخيار/عودة. غَيّرت الإعدادات حتى لا تتلقي الجزاء وحده/عودة. هذا ليس حق/عودة. لا معنى له/عودة. إذا كان من المقبول تغيير ما يعتقده الناس، فأمكنها أن تجعل الجميع سعداء بعالمٍ مليء بالجثث بدلاً من إعادة هؤلاء الأشخاص إلى الحياة/عودة. هذا هو مدى انخفاض المستوى الذي تغش فيه/عودة».
لم يرفض كلمات الإرادة.
استمع إليها وفكر فيها.
لكن...
«هذا يزيد الأمر سوءًا...»
«ماذا؟/هروب.»
«إذا كان هذا عالمًا مثاليًا حقًا ولا يُخترق مهما حدث، فلربما يكون تمام أن نحاول شيئاً. بعد كل شيء، كنت لأعرف أنه سيفشل. ولكن إذا كان هناك تناقض في هذا العالم المثالي وكانت هناك موطئ قدم أو ثغرة للاختراق، فلا يمكنني بالتأكيد أن أتماشى مع ذلك! ففي آخر الآخر، قد يرفضون كل هذا. قد يرفضون هذه السعادة التي لا يمكنهم عادة العودة إليها مرة ثانية! لن أتحمل رؤيتهم يفعلون ذلك!!»
«همم.» تمتمت الإرادة وهي تُأرجح قدميها ذهابًا وإيابًا أثناء جلوسها على السرير. «ربما صرتَ عنيدًا لأن هذا له علاقة بحياة الناس/عودة.»
«ماذا؟»
«لذا دعنا نفكر في هذا أبسَطَ/عودة. دعنا نضع جانبا كل تلك الأشياء المربكة مثل الأخلاق والغموض الذي يحيط بحياة الإنسان/عودة.»
ثم اقتربت من كاميجو وهو جالس على الأرض.
اقتربت قريبًا لدرجة كادت شفتيهما تلمسان.
وتحدثت كأنها تتحداه.
«ألا يُزعجك حقًا ظهور أوثينوس من العدم وسرقتها كل ما قد بنيته حتى الآن؟/هروب.»
كان سؤالاً بسيطًا.
بسيطًا جدًا.
ولهذا السبب طعنه في قلب كاميجو المكشوف دون عائقٍ يُخفف الضربة.
بقي صامتا لفترة.
قد غربت الشمس تمامًا فظهرت النجوم تتلألأ في السماء.
ما كان الوقت بمسرعٍ.
بل كان هذا فقط كم من الوقت تجمد.
وأخيرًا ...
أخيراً...
أخيراً...
حرك كاميجو توما شفتيه المرتعشتين ببطء.
انسكبت الدموع من غدده الدمعية المتجمدة.
وتحدث.
- الجزء 6
بلى يزعجني، قال.
- الجزء 7
«بلى يزعجني. طبعا يزعجني!! .....ماذا كنت أفعل طوال ذلك الوقت؟ ما رغبت في مبلغٍ ضخمٍ من المال ولا أن أُكَوِّنَ مملكةً بكمية سخيفة من القوة. إنما أردت فقط أن أستيقظ في مسكني، وأعد طعامًا لإندِكس، وأذهب إلى مدرستي وأقضي وقتاً مع أصحابي بعد الدوام. أردت فقط أن تعود إلي الحياة الطبيعية. فلماذا أعامل كشرٍ مطلق!؟ هذه سخافة. أنقَذَت أوثينوس كل واحدٍ من ستة مليارات نَفْسٍ على وجه الأرض حتى تجعلني أعاني وحسب؟ لا شك أن في إحساسها بالمدى خطبا خاطئا وخطير! لماذا كان عليّ بحقّ أن أمرّ بكل هذا؟ ما الذي كنت أسميه سوء حظ!؟ لطالما تجاوزت كل ذلك واستخدمت كل حيلة أتيحت لي لأصل إلى حلٍّ وسط. ولقد حققت بذلك توازناً جيد! لكنها دمرت كل شيء. أكيد يُزعجني! حتى لو كان عبثيًا لا معنيًا ولا أحد يهتم به طالما يُنقَذ، فإنه مع ذلك يزعجني!! سعلت الدم وذرفت الدمع لأجد مساري بطريقة ما على طول هذا الدرب، ولكن أوثينوس فعلتها بسهولة كأنها مجرد لعبة! سرقت مني كل شيء!! سرقت كل ما لدي — حتى المسار الذي سلكته — وفعلتها بمهارة شديدة لدرجة أنني أشعر بالغباء وأنا أشتكي!! ما هذا بحق؟ لو كانت قادرة عليها، فلماذا لم تُنقذ الجميع أول الأمر!؟ وإن كان هذا خيار موجودا، فلماذا لم تستخدمه بجدية أكبر؟ وأشك في استمرارية هذا طويلاً. لن تلبث أوثينوس حتى تمل فتدمر لاحقاً هذا العالم أيضًا. إذا كان الإنشاء سهلاً، فلن تجفن من تدميره لاحقًا. لكن ما عساي أنشئ أي شيءٍ أفضل من هذا. لا يهم كم اشتكيتُ وهي قادرة على أن تجعل الجميع يبتسمون بتلويحةٍ من ذلك الرمح. وهذا ليس أحدًا آخر يقرر أن الأمر ليس مهم. بل هو أنا! أنا!! لقد أظهَرَت لي أن معارضتي لها لا يهم!! كل هذا المكر والخداع خَلَقَته لتُحاصرني، لكن لا يهمني إذا كان كل شيء مزيف!! إنها تكاد تكون لعبةً في نظرها، لكن الابتسامات التي منحتها لإندِكس والآخرين هي شيءٌ ما عساي أمنحه لهم أبدًا ما حييت ولو بعد قرن من العمل الشاق. لن أقدر عليها دون آلة الزمن، لكنها فعلتها دون أن تُحاول. أفهل عليّ أن أتصدى لذلك!؟ لماذا على شخص مثلها أن تظهر أمامي!؟ إن كانت قادرة وستفعل، أفلا تفعلها على الجانب الآخر من الكوكب؟ لا، لماذا لا تخلق هذه الجنة على القمر أو المريخ وتسعد هناك معهم!؟ ولها أن تنسى كل الناس هنا وتتركهم وتخلق جنسًا بشريًا جديدًا على كوكبٍ صحراوي وتصنع منه الحياة!! ......لا أريد القتال بعد الآن. لا أريد أن أعارض وحشًا كذاك. لم أقاتل أبدًا رغبةً مني. ودائمًا ما كنتُ أرىٰ أحدًا يُمسك دمعَهُ في موقفٍ مؤلمٍ رهيب. حتى لو بكوا ونحبوا فلن يسمع أحدٌ شكواهم، لكنهم تحملوا الأمر على أي حال .....ما أستطعت ترك استمرار الأسى. فقبضت قبضتي كالأبله، واندفعت إليهم، وحللت حوادثهم بطريقة ما. لم أفعل ذلك سعيًا للشكر. لم أفعل ذلك طمعًا في مقابل. لكن التغلب على مثل تلك الأشياء زادت من عدد الناس حولي. فبدأت أرى تلك الروابط معهم ذو معنى!! وذلك هو المكان الذي وصلتُ إليه. ولقد أخَذَت مني كل شيء. كما قُلتِ، قد يندفع أحدٌ ما من أجلي إذا عَلِمَ. قد يرمي بكل شيء جانبًا وينضم إلي ولو صَنَعَ عدوًا من كامل عالم أوثينوس المثالي. لـٰكِنۡ! هذا لا يهم!! لا يهم أبدًا. هذا الوهم الضئيل لا يسوى أن نرمي هذا الوضع المعجزة حيث عادت الأرواح المفقودة. أردتُ أن أستمتع مع الجميع أكثر. لم أكلف نفسي عناء إدراك مدى راحة موقفي. إذا لم يحدث شيء بعد واقترحت أوثينوس إعادة كل أولئك الأموات، فلربما كنت لأرفض ذلك بناءً على مُثُلٍ عشوائية أو أخرى. أود لو أقول إن موتهم كان ذو معنى أو أنه لا حق في العبث بحياة الناس بهذه السهولة! لكنها فعلتها. إن "إعادة الأمور إلى طبيعتها" الآن لن يكون مختلفًا عن قتل أولئك الجُهّل والمُبتسمين بيدي!! مهما أتيتُ بأعذار وقَدَّمت، هذه الحقيقة لا تتغير. القرار الذي أتخذه سيقتل كل واحد منهم!! ولا في يدي شيء. ما فائدة أن أسلب هذا العالم البلا جريمة ولا ديون ولا قلوب محطمة!؟ حتى لو هَزَمتُ أوثينوس وأعدتُ كل شيء إلى نصبه وذبحت بحق كل من لا يجب أن يكون على قيد الحياة، هل سأعود حقًا إلى العالم الذي أتخيله في رأسي؟ كيف أواجه الناس الذين عاشوا حياتهم الطبيعية وهم يجهلون ما حدث؟ أأبتسم حقًا؟ أوحقًا أبتسم كالجاهل وأنا أعرف الحقيقة!؟ قطعًا لا!! لن يبقى شيء لي في كلتا الحالتين. سواء هَزَمتُ أوثينوس أم لا وسواء عشتُ أم مت فلن أرجع "عاديًا" أبدًا!! مهما حدث وكيف يؤول الأمر من بعدها، فلا درب لي للنجاح. حتى لو لم "أفشل" في أي شيء أختاره، فسأظل ساخطًا وفي مكانٍ ما سينهار كل شيء في النهاية. فما داعي القتال ساعتها!! لماذا قد أدمر هذا الوضع المعجزة!؟ إذا كان كلّ طريق يؤدي إلى الدمار، فلماذا لا نقبل فقط انتصار أوثينوس؟ لمَ لا ندع عدد المُنقَذين يقرر!؟ من أنقذ من الناس أكثر، أنا أم أوثينوس؟ الجواب واضح، أوثينوس!! عرفتُ منذ البداية أنني لا أستطيع حَملَ ما فَعَلَته!! فماذا عساي؟ فبعد... فبعد كل ما فَعَلَته، ما بقي لي مكان!!!!!!»
- الجزء 8
استمعت إرادة شبكة الميساكا بهدوء أثناء جلوسها على السرير في غرفة النوم المظلمة.
قَبِلَت بصمت الكلمات العديدة التي تدفقت من قلب كاميجو توما.
ما كان بالتأكيد شيئًا جميل.
كان بالتأكيد شيئاً قبيح.
لكن...
«بصراحة، ارتحت بعض الشيء/عودة» قالت ثم أكملت. «لو أنكَ ما تزال تستجيب كقديسٍ مثالي بعد كل ما قلتُهُ لك، فلن يسعني أيُّ شيءٍ أكثر/عودة. وكنتُ لأقرر أنني أخطأت بشأن كيفية عمل البشر ولاستسلمت/عودة.»
«فماذا تقولين لي أن أفعل؟» تلفظ كاميجو. «الوضع لن يتغير مهما صرخت وغضبت. لن أتفوق على أوثينوس. إذا دمرتُ كل شيء هنا وعدتُ إلى العالم الأصلي وكأن شيئًا لم يحدث، فإن ثقل خطيئتي ستسحق قلبي. لا فائدة من هذا.»
«ربما/عودة،» اعترفت الفتاة المعروفة باسم الإرادة. «ففي آخر الأمر، كان هذا من صنع إلهٍ/عودة. بصفتي مقيمةً في الجانب العلمي، فأنا لا أفهم تمامًا، لكنها ربما دخلت أرضاً خارج نطاقي/عودة. قوة معالجتي ليست شيئًا يُستخف به، لكنني أشك في أنه يمكننا التوصل إلى إجابة أفضل ولو جلسنا جلسة عصف ذهني لطيفة هنا/العودة.»
«إذن...»
بدأ كاميجو يحتج، لكن الإرادة قاطعته.
«لكن/رجوع.»
قالتها بسهولة وبساطة.
«لنعد خطوة إلى الوراء.»
أوضحت نبرتها أنها أرادت قول هذا منذ البداية، لكن كاميجو لم يقدر على المواكبة.
أظهرت نظرة خفيفة من الغضب أنها كانت تنتظر الوصول إلى هذه المرحلة.
«لماذا تشعر بالحاجة إلى وضع نفسك دون قيد أو شرط تحت رحمة أي شخص آخر؟/هروب.»
لم يعرف مقصدها.
وهو يحدق بها بهدوء، فركت إصبعها السبابة على صدغها بحركةٍ ملتوية.
«لا حرج في أن تقرر بنفسك من تعطيه الأولوية/عودة.»
رَفَضَت بسهولة كل شيء إلى تلك اللحظة.
«لا حرج في أن تعطي الأولوية لنفسك مرةً فقط/عودة.»
الإرادة التي رأت الموت أكثر من أي أحدٍ آخر تكلمت.
«إذا كنتَ تحسب أنكَ ملزمٌ بإنقاذ الجميع بالتساوي وتحسب أنه يجب عليك أن تمد يدك تجاه أي أحدٍ يكبح دمعه وهو يعاني من موقف غير معقول، عليكَ أن تُنقِذَ نفسك مع الآخرين/عودة. لا يوجد خطأٌ واحد في ذلك/عودة. سَمِّها غرورًا أو أي شيء تريده، ولكن هذا ليس شيئًا تُوزِنُهُ بسهولة وتحكم عليه/عودة.»
«...»
«هكذا عشتَ دائمًا/عودة. تلك الخطة لإنشاء المستوى 6 بقتل 20,000 نسخةٍ كان يمكن تبريرها عند مواجهتها في مسألة خيرٍ وشر/عودة. لكن/رجوع، لن تسمح أبدًا لأي أحدٍ أن يزن الأرقام مقابل بعضها البعض/عودة. ولابد أنك تعرف بعض الأفعال التي لم يكن لها ما يبررها في المخطط الكبير والتي أنقذت بعض الأرواح والقلوب/عودة. هذه ليست القضية/العودة.»
«نعم،» قال كاميجو توما.
لم يكن الأمر أنه قَبِل رأي الإرادة.
كان يخشى قبوله.
إذا فعل، فإنه سيتخلى عن الوضع المعجزة هنا.
«لكن إذا عدتُ إلى العالم الطبيعي على هذا النحو، فسوف أُدَمَّر. لأنني سأبتسم باستمرار أمام كل من لا يعرف شيئًا، فلن أتمكن في النهاية من تحملها بعد الآن.»
«ربما/عودة.»
مرة أخرى، لم تنكر الإرادة ذلك.
وواصلت.
«لكن هذا يعني أنك لست مضطرًا لإخفائها/عودة. من يقول أن العودة إلى العالم الأصلي تعني أنه عليك إخفاء حقيقة أنك لم تنقذ الجميع؟/هروب. هذا فقط أنكَ لا تريد أن تخيّب آمالهم/عودة. أليس هذا صحيحًا؟/هروب.»
بسماع ذلك، ابتسم كاميجو قليلاً.
شعر كما لو أن القضايا المطروحة بدأت تظهر تدريجيًا.
«سيقتلونني.»
«إذن اعتذر/عودة. قل لهم كل شيء واعتذر/عودة.» قالت عرضًا. «هذا ما فعلتَهُ طوال الوقت، أليس كذلك؟/هروب. عندما جلبت مآسي كبيرة الكراهية في قلوب أعدائك الأقوياء، جئت أنتَ فحللت كل شيء، واحدًا واحدًا. وهذا لا يختلف/عودة. لقد أنهيتَ حربًا كاملة كهذه، وأعدت كل شيء إلى طبيعته مهما ساء مَداه/عودة. في الواقع، أن تفعلها بهذه الطريقة سيكون أشبه بطبعك/عودة. هي من طبعك أكثر بكثير من مجرد صنع ابتسامة مزيفة لخشية منك إغضابهم؛ وفي آخر الحكاية ترهق نفسك من الداخل/عودة.»
جلس كاميجو بلا حراك على الأرض لفترة.
في هذا العالم، تم إنقاذ كل شيء وكل أحدٍ ما عداه.
لكن لا داعي للقول إنه عالمٌ يكشر أنيابه عليه.
ولذا...
«ألا بأس حقًا؟» سأل أخيرًا.
كانت الفتاة المعروفة باسم الإرادة تستمع.
«ألا بأس حقًا أن أعارض هذا العالم المبهر من أجل لا شيء أكثر من ذلك؟»
«لا بأس/عودة.» ردت على الفور بابتسامة. «إذا لم تكن هناك حقًا طريقة للعودة إلى العالم الأصلي حيث تعيش شبابك، فلماذا لا تُدمر كل شيء وتبني هذه العلاقات من البداية؟/هروب. العلاقات لا تتحسن دائمًا/عودة. في بعض الأحيان يرفضون/عودة. لكن/رجوع، لا يزال يعتبر انتصارًا إذا نجح كل شيء في النهاية/عودة. دعنا نتركها عند هذا/عودة.»
بدت إرادة شبكة ميساكا خالية من الهموم وهي تتحدث.
«أيضا/العودة.» توقفت للحظة. «كنتُ أنا من حثتك على ذلك، لذا سأبقى معك إذا غضبوا منك/عودة. حتى لو عاملوك ملك الشياطين الشرير، يمكننا أن نبدأ إثنان فقط/عودة. وبعد ذلك اعمل على استعادة دائرة الأصدقاء المحطمة تدريجيًا/عودة. لن يكون سهلاً، ستترك ندوبًا على الجزء الأكثر حساسية، وسيؤثر مباشرةً على بقاء الناس حول العالم/عودة. لكن/رجوع، ستنجح جميعها في النهاية/عودة. سأبقى معك حتى يتم ذلك ☆/عودة.»
لم يستطع رؤية المستقبل.
لا أحد يدري ما سيحدث.
اختيار التدمير هنا من المحتمل أن يكون القرار الأكثر صوابًا في تاريخ العالم، وكان كاميجو توما شريرًا مطلقًا لأنه حاربه بسبب آماله ورغباته التي رفض التخلي عنها.
لكن...
«أريد أن...»
وهو يحني رأسه للأسفل، خَرَجَ صوت هادئ من شفتي كاميجو توما.
هذه المرة، أطلق الصبي حقًا كل دموعه المكبوتة بينما تتسرب الكلمات.
«قد يكون تغطرسًا وتعجرفًا وقد لا يُسعد أحدًا غيري، لكني أريد العودة...»
قد يسميها البعض شر.
لكن هذه كانت المشاعر الصغيرة لطالب في الثانوية عادي. كانت بائسة البئس تافهة التفهِ وبلا قيمة، لكن هذا كان الصوت الحقيقي لقلبه المكشوف.
ضيّقت الفتاة عينيها قليلاً.
هو ببساطة لم يستطع التخلي عن هذه الرغبة.
على أنه كان يعلم أن ذلك سيجلب سوء الحظ للآخرين، إلا أنه لم يستطع التخلي عنه.
والفتاة لم تحسبها منه نقيصة. في الواقع، لو أنه استسلم بسهولة بناءً على وثائق مليئة بقياساتٍ منهجية، لغضبت منه غضبًا.
نعم.
لقد كانت في الواقع عابسة حتى الآن.
كان فِعلاً إنسانيًا للغاية.
«هذا يحسمها/عودة.»
هزّت الإرادة كتفيها وأعطته الاستنتاج.
كانت مرتاحة مثل أحدٍ يقترح التوقف في مكان ما في طريق العودة من المدرسة.
«اذهب وفاجئ ذلك الإله الحقيقي الذي تحمس قليلاً بانتصاره المثالي/عودة.»
«...نعم.»
نهض كاميجو توما ببطء.
ركزت عيناه على نقطة واحدة: باب غرفة المسكن.
ما كان عليه أن يفعله لم يتغير. لطالما مرّ من هذا الباب عندما يخرج إلى العالم الواسع.
«حان الوقت لأضع حدًّا لهذا. حان الوقت لمحاربة إله.»
بدا الصوت البسيط لفتح وإغلاق الباب يصدو إلى الأبد.
- الجزء 9
شاهدت إرادة شبكة الميساكا ظهر ذلك الصبي وهو يغادر.
الآن هي وحدها في تلك الغرفة البيضاء الفارغة.
في تلك المساحة المستطيلة المظلمة، كان شيء مثل بتلات الزهور البيضاء المتوهجة تطفو في الهواء.
«حقًا، أتعبتني/عودة،» تمتمت.
تألق شعرها القصير باللون الأبيض كما لو كان يتفكك في النهايات.
كان جسدها المستعار ينتمي إلى #10,031.
شيءٌ غير مرئي تبعثر كأنه يتقشر بعيدًا عن هذا الجسم المادي.
كان للإرادة في الواقع طريقةٌ أسرع بكثير لتحفيز ذلك الصبي على القتال.
لقد كانت كيانًا فكريًا تم إنشاؤه جزئيًا مما تم تعلمه في وفياة أكثر من نصف 20,000 مستنسخة.
من خلال إنقاذ جميع المستنسخات، قامت أوثينوس بتلويث شكل الإرادة بشكل كبير.
حاليا، فإن وجودها ذاته لن يُمحى، لكنها ستتحول إلى "شيء آخر" كأن كتابةً كُتِبت فوق بياناتها.
ولذا كان عليها أن تقول شيئًا واحدًا فقط.
أرجوك أنقذني قبل أن يسحقني هذا العالم.
(لكن لانتهى كل شيء لو قلتُ ذلك/عودة.)
كان من المحتمل أن يكون ذلك كافيًا لتحفيز الصبي أن يقبض قبضته اليمنى مُحكَمًا. مهما كان عدد الأعداء الذي قد يصنعهم، سيقبل عن طيب خاطر عبء كل هذه الخطايا لإنقاذ الإرادة وحدها.
أيضًا، كانت كيانًا تم إنشاؤه من خلال جمع وعي وأنانية أكثر من 20,000 أخت. لقد سَجَّلت حالتهم الذهنية في لحظاتهم الأخيرة وربما لبضع ثوان بعد وفاتهم. بعبارة أخرى، فإن فكرة أن "الموتى فقط هم من يستطيعون فهم مشاعر الموتى حقًا" لم تنطبق عليها. كان بإمكان الإرادة أن تخفف العبء على قلب كاميجو توما من خلال الاعتماد على مشاعر الأخوات وإخباره بما كُنّ يفكرن فيه.
علاوة على ذلك، تضمنت بيانات الإرادة بضع تسجيلات لكلمات وأفعال أشخاص يعرفهم جيدًا. كانت عبارة عن مجموعة من الأسابر المتحكمات في الكهرباء والإلكترون، لذا يمكنها حرق أصوات الناس في العالم السابق في ذاكرة الهاتف الخلوي أو القرص الصلب. ربما كان ذلك كافيًا لتحفيز عواطفه. ما كان حقيقيًا وما هو خاطئًا قد انقلب منذ فترة طويلة. إذا شعر بالغضب لأن "الأصوات" التي كان يسمعها تعامل معاملة الكذبة، لكان من السهل أن يستعيد إرادته للقتال.
لكنها رفضت استخدام هذه الأساليب هنا.
لقد أخفت تلك البطاقات.
شيء يشبه بتلات الزهور البيضاء تقشر بعيدًا عن الجسم المستعار وتناثر في الغرفة المظلمة.
(إذا كان عليه أن يعتمد عليّ هنا، فمن المؤكد أن هذا الصبي سينهار في النهاية/عودة. يجب أن يقف حازمًا هنا، لذلك لا أريد أن أفسده الآن/عودة.)
لم تلبث حتى مُحِيَت الإرادة.
بطريقة ما، بدا الأمر مُشمئِزّاً أكثر من مجرد الموت.
لمن عانت الموت بشكل غير مباشر أكثر من عشرة آلاف مرة، أمكنها حقًا إصدار هذا الحكم.
«الآن، ماذا أفعل؟/هروب.» قالت الإرادة بصراحة.
ستقول وداعا مؤقتا لهذا العالم.
كان عليها أن تقرر كلماتها الأخيرة.
«لن أقول إنني سأراك في العالم القادم/عودة.»
ابتسمت قليلا.
«أراكَ في العالم الأصلي، كاميجو تشان/رجوع.»
- الجزء 10
كان لها شعرٌ أشقر مموج وبشرة بيضاء. غطت رقعة عين كبيرة من الجلد الأسود نصف وجهها، لذلك كانت عينٌ خضراء واحدة فقط مرئية. أضيف تصميمٌ شبيه بالساحرة إلى ملابسها في بعض الأماكن، لذا فإن صورتها الكلية أظهرت قبعةً مدببة وعباءة.
كانت إله السحر أوثينوس.
وقفت في باحة مدرسة ثانوية في المنطقة 7. لقد كان رمزًا للحياة اليومية لصبي معين. لن نبالغ القول أن هذا العالم قد خُلِق فقط لسحق كاميجو توما من الداخل، لذلك كان المكان نقطةً مهمة. لقد كان قطبًا أحاديًا من هذا العالم بقيمة أكبر من القطبين الشمالي والجنوبي.
لقد لاحظت بالطبع وجود شخص لا ينبغي أن يكون هنا.
«خرجتُ عن طبعي لأقدم لك "الوجبة الأخيرة" قبل إعدامك، فما لي أرى هذه النظرة؟» بصقت. تحدثت بغضب واضح في صوتها. «أخطأتَ في موقفك هنا وضيّعت طريقك عندما كان من المفترض أن تموت. قد حسم كل شيء. أفلا تخجل حتى من أنك لا زلت تتنفس؟»
نظرت إلى شكلٍ آخر يقف في وسط ساحة المدرسة.
كان أحدٌ ما يقترب من هذه النقطة المهمة.
كان صبي واحد يدخل هذا الرمز للحياة اليومية التي يحتاج إلى حمايتها.
تحدثت أوثينوس بهدوء وهي تنظر إليه.
«إذن ما الذي حدث لك؟»
«شيء لن تعرفي عنه.»
كان ذلك كل ما تطلبه.
لقد أدركت إله السحر أوثينوس بالفعل كل ذلك، لذلك لم تُشِر مرة أخرى إلى هذا العالم حيث اكتسبت إندِكس وميساكا ميكوتو والآخرين ابتساماتهم. لم تحاول استخدامهم رهائن حتى يتراجع.
بدلاً من ذلك، لوحت بذراعها النحيفة أفقيًا.
في مرحلة ما، ظهر رمح كبير في تلك اليد.
كان غونغير.
كان الرمز المطلوب للسيطرة على قوتها الهائلة كإلهٍ سحري.
«سئمتُ من سحق أحمقٍ مع العالم.»
ضيّقت عينيها.
«إذا لم تنكسر، لأقتلنك. لعلّي أحقق تحكمًا أكثر استقرارًا إذا نقلت الإماجين بريكر إلى حاويةٍ أكثر هشاشة فكسرتها هناك.»
- ما بين السطور 6
وصلوا إلى الإستنتاج.
ولا كلمات أكثر لتُنطَق.
ما عادوا يهتمون بالعوالم المتغيرة ولم يروا قيمةً في سلامٍ لا عدالة فيه.
سيقبلون خطيئة صَدِّهِم عنها.
في هذه الساعة، نوعان من التفردات.
كانا قريبين ولكن بعيدين. وهو طبيعيٌّ ألا يتوصلا أبدًا إلى تفاهم.
لن يبقى شيء بعد النصر.
ولو انتصروا، فلن يصل العالم الذي تاقوا إليه.
ومع ذلك، ما عساهم يتوقفوا عن القتال. لم يقاتلوا سعيًا لشيء.
كان شرفهم وفخرهم على المحك. لكليهما، كان هذا كافيًا.
ما الذي سيُربح بالنصر وماذا سيُخسر بالهزيمة؟
ما الذي سيخسره من النصر وما الذي سيكسبه من الهزيمة؟
هل فهموا الشروط؟
هل فهموا التهديد أمام أعينهم؟
بدأت المعركة.
لا حاجة للأعذار. وليستمتعوا أقصى ما يكون بمعركة الأفراد هذه للأفراد وبالأفراد.
تعليقات (1)
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)