الفصل السادس: عالم مُتغير ومُتقلب. إصدار_بيتا
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
«...آه!؟»
استيقظ "كاميجو".
كان في المدينة الأكاديمية. على وجه التحديد، كان في الفصل الدراسي المعتاد في مدرسته.
كان زملاؤه بعيدين عن مكاتبهم يدردشون ويستمتعون. لم تكن معلمتهم حاضرة. وصلت رائحة وجبات الغداء إلى أنفه.
بدا أنه نامَ لمّا كان مستلقيًا على مكتبه ساعة الغداء.
أمالَ "كاميجو" رأسه ببطء.
«ما كان ذلك تواً؟»
تغطى كفه عرقاً، ولَمْ يجد أثر طعنةٍ عندما تفحص جانب زيه المدرسي. كما أن ذراعه اليسرى لم تكن مكسورة.
منطقي.
ذاك الجحيم الرهيب من اللهب والدخان والأنقاض والدم لن يحدث أبدًا في الحياة الواقعية.
ولكن مع ذلك، وَجَدَ "كاميجو" صعوبة في التنفس بعضَ الوقت.
بمجرد أن رَبَّت على نفسه ووجد أنه لم يخدش حتى، تنفس أخيرًا الصعداء.
«ما الذي تفعله يا "كاميجو توما"؟»
سمع صوتًا غاضبًا من مكتبٍ قريب.
كانت فوكيوسي سَيْري.
كان شعرها الأسود الطويل وجبينها وكاعبها [1] من سماتها الأساسية.
«فوكيوسي!؟»
«ماذا؟»
«راح عنكِ الحرق!؟ لا أراكِ تنزفين. أمتأكدة أنكِ لا تحتاجين طبيبًا؟!»
«ل-ل-لحظة لحظة! ما بك تتحسني في — وين تحسب نفسك تلمسني يا زبالة!!»
بعد تأثير صوتٍ يافع رائع، تدحرج "كاميجو" طوال الفصل الدراسي، ودُفِعت العديد من الكراسي والمكاتب معه.
«لا أعرف أيَّ حلم حلمت به، ولكن ما رأيك أن تستيقظ!؟»
«ها؟ آه؟ ...حلم؟»
حدق "كاميجو" في وجهها بهدوء.
عندما دخل ‹أوغامي بيرس› و‹تسوتشيميكادو موتوهارو› المحادثة.
«ميه هيه هيه. كلنا فينا تلك الأحلام، لكن كامي يان هو الوحيد الذي يمضي في تحقيقها.»
«إي، ما بك تواً؟ تتحسس بطيخة فوكيوسي أول ما قمت من النوم، حقًا هي تقنية خرافية يا كامي يان!! أنا أكيد ما أتجرأ وأفعلها بوجه مستقيم!! إذن هذا هو أسلوب السيّد الحقيقي!!»
«طيّب، أنتما. شكرًا على المشاركة تطوعًا في تجربةٍ علمية لمعرفة ما إذا كانت النعيم موجودًا.»
مع هذا التعليق الجامد، صعد "كاميجو" فوق مكتبه وقفز لمهاجمة أصدقائه الفظيعين.
تَجَهَّز أوغامي بيرس وتسوشيميكادو موتوهارو لهجومه ثم رفعوه في الهواء بحركة غير مستقرة للغاية. وفي لحظتها، انفتح باب الفصل.
افترض "كاميجو" أن معلمة الصف تسوكويومي كوموي قد اندفعت عند سماع الضجة.
لكن...
«" توما"! ما رضيتُ بالغداء الذي تركته! أعلمتُك مراتٍ لا تحصى، والآن وَجَبَ عليّ أن أقدم طلبًا رسميًا لوجبة غداء ثانية!!»
«"عليّ" تقولين!؟ وكيف يكون هذا سببًا لمريبةٍ مثلكِ أن تقتحم مدرستنا؟! ...واه! توقفوا، يا أغبياء! لا ترموني في الهواء بصمت هكذا! سأخترق السقف! وكيف رفعتماني بسهولة — ...إيككه!؟»
«تمام، وقت درسنا الأول بعد الظهيرة»
في هذه الأثناء، وصلت المعلمة كوموي رغم أن الجرس لم يرن بعد.
«اليوم، سوف نشير إلى السجلات والشهادات المتعلقة بـ ميفوني تشيزوكو، وهو إسبرٌ كان موجودًا قبل إنشاء نظام نظرية الكم. سوف- ... إيييه!؟ ما-ما-لماذا يتدلى "كاميجو"-تشان ورأسه عالق في سقف الفصل!؟»
«...»
«من ظن أن هناك مجرىً للهواء؟» عَلَّق أوغامي بيرس «همم؟ لحظة لحظة. هل هذه بداية متاهة طويلة بعد المدرسة تؤدي إلى غرفة خلع الملابس الفتيات؟»
«إني مهتم أكثر بكيف عرفت المعلمة كوموي على الفور أنه كامي يان رغم أن الجميع يرتدون نفس اللبس، نيااه»
بمجرد أن أدرك "كاميجو" أن لا أحد سينقذه، اتخذ الإجراءات بنفسه.
ضغط كفّيه على السقف ودفع جسده للأسفل.
«فووووووووووووااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااههههه!!!!!!»
أطلق ما بدا وكأنها صرخة منحرف استيقظ على مسارٍ جديد غريب فخرج رأسه من السقف. بعد أن تحرر من القيود، سقط "كاميجو" مقلوبًا، وضرب ظهره مكتبه، فآل به الأمر يتلوى على الأرض متألمًا.
بدأت مجموعة من الفتيات في أحد أركان الفصل بالصراخ.
«اهدأ يا كاميجو! صوتك العالي أخاف القطة.»
«أورياه! تفضلي رقائق السلمون من علبتي البينتو☆»
رفضت إندكس البقاء صامتةً عندما رأت ذلك.
«حصل سفنكس على وجبته التالية بدوني!؟ يا " توما "، هذا بالضبط ما عنيته بوجبة غداء ثانية!!»
«أ- ألا تقلقين بشأن صاحب البيت أو تسعدين لسعادة قطتك؟»
كان "كاميجو" يعاني حرفيًا من صعوبة في التنفس، لكن يبدو أن الراهبة البيضاء لم تهتم.
لم تظهر عليها أي علامة على المغادرة حتى تُعطى عالَمًا جديدًا من الخبز والأرز، لكن المقصف والمتجر المدرسي ستباع كل أغراضه مع اقتراب نهاية فسحة الغداء. سيكون هذا في المقام الأول مشكلة للمعلمة كوموي. سيُحب زملائه في الفصل تخطي أول فصولهم الدراسية بعد الظهر، لكن "كاميجو" لم ينوي أن يكون بابا نويل السيئ الذي قَدَّم هذا النوع من الأحلام الخارجة عن القانون.
ولذا اقترح.
«إندِكس سان.»
«ما الأمر، " توما " سان!؟»
«كُلي وجبة من البقايا هنا أو اصبري وتعشي عشاءً فاخرًا الليلة. أيهما تختارين؟»
- الجزء 2
تقريبًا كل حدث ارتبط مباشرة بالطعام مع الفتاة إندكس، لذا فإن مفهومها عن الحب لم يبدو متطورًا للغاية. ومن المحتمل أن فكرتها عن المدرسة هي أنها مكانٌ بنوافذ مُحطمة، وأسوارها وجدران حماماتها مكسورة، ودراجات نارية معدلة تمشي عبر القاعات. كانت نظرتها عن العالَم في حالة ما بعد نهاية العالم.
«أودن! سمعتُ أن أودن اليابان هي واحدة من أطباق الأواني الساخنة الصحية الرائدة في العالم. يمكنكَ أن تأكله بقدر ما تريد ولن تمرض!!»
«هل- هل هذه معجزة أشهدها؟ هذه الوحش الشرهة هي في الواقع تقلق بشأن صحتها والكوليسترول!؟»
«..." توما "؟»
«طيّب. اليوم يوم حمى طبق أودن الشرسة! ربما أوضاعي المالية في كرب عظيم، ولكنه ما هو بوقت القلق! إذا لم يكن هذا وقت الاحتفال، فمتى يكون بحق الجحيم!؟»
« " توما"! انتظر يا " توما"! لم يعجبني وقع بعض كلامك، لذا لا تستمر قبل أن أغضب! دعنا نفكر في كل ذلك واحدًا واحدًا!»
«لأسبوعٍ بدأً من الغد، ستكون كل وجبة عبارة عن قشرة خبز وحساء صافٍ من المرق نُسَوّيه خمس مرات، لكن لا تمانعين، صح!؟ كل هذا من أجل حمى طبق الأودن اليوم، وما لنا خيار غيره!»
«" توما"، قلت لتوّك شيئًا مهمًا حقًا! أكاد أغضب من هذه الفكرة، ولكن دعنا نهدأ ونفكر بروية!»
كبحت إندكس نفسها في الواقع لمرة واحدة، لكن "كاميجو" رفض الاستسلام بمجرد أن عزم على شيء.
وبينما كان يجر الراهبة البيضاء، لم يتوجه إلى الجمعية المعتادة ذات الأسعار الرخيصة للغاية. إزداد خوف إندكس عندما رأتهم يقتربون من منطقة المتاجر أمام محطة القطار. بهذا المعدل، قد تضطر حقًا إلى العيش على قشرة الخبز وهي تتذكر طبق أودن هذه الليلة.
تماوءت قطة كاليكو بصوتٍ خلى من الهموم. كان طعامه أصلاً مقسمًا يومًا بيوم في كرتون ورقي في الشقة.
- الجزء 3
سارت شقيقتان على طول الطريق إلى المنزل من بعد المدرسة.
كانتا ‹كُموكاوا سيريا› و‹كُموكاوا ماريا›.
أحدهما كان "العقل" وراء أحد أعضاء مجلس إدارة المدينة الاكاديمية وكانت تتحكم في قلوب الناس بكلماتها البحتة وليس بقوةٍ إسبرية. كان لدى الأخرى قدرة تسمى ‹الدونات العنيفة› وهي قدرةٌ تسمح لها بالتلاعب بقوة الطرد المركزي، وكانت تتدرب في مدرسة ريوران للخدم لتكون خادمة من الدرجة الأولى. (قوتها لا علاقة لها بكونها خادمة).
كان كلاهما حسنة المنظر، لكن الأخت الصغرى غضبت على أختها الكبرى بينما يسيران جنبًا إلى جنب.
«غيرتِ مهجعكِ مرة أخرى، أفعلتِ؟ لن أسأل عن التفاصيل، ولكن على الأقل اتصلي بي إذا كنتِ ستنتقلين!»
«تثاؤب* ... لدي أسبابي. وأيضًا، هل يهم حقًا إذا لم أخبر عائلتي بذلك على الفور؟ ليس الأمر كأنني أعاني من مرض مزمن خطير، وسنظل نعيش في نفس المدينة مهما كان المكان الذي أنتقل إليه.»
«سيكون من الحسن لو أن الأيام القليلة التي استغرقتُها في العثور على بيتك الجديد لم تكفي حتى تمتلئ القذارة في بالوعة مطبخكِ لتصل إلى حالةٍ كارثية لدرجة تُدمر كل فكرة في بالي عن الأنوثة تقريبًا. العيش في شقة بدل السكن الطلابي أمرٌ رائع، ولكن عليكِ أن تحرصي أكثر عند الاستئجار.»
«ألا تتحول الأطباق من خدمة التوصيل إلى زيتٍ إذا تركناها بالخارج؟ التحلل جزء من السلسلة الغذائية.»
«أهكذا تجذبين الذباب والصراصير! هل عليّ أن أشرح لكِ أن هذا بالضبط ما يغثني ويقشعرني فقط التفكير بها!؟»
استنادًا إلى بحث مستقل أجرته مدرسة ريوران للخدم، كانت أُسَرُ طلابها غالبًا يكونون أشخاصًا سيئين في جميع الأعمال المنزلية، لذلك اختارت الأخوات التي ألقى عليها أعمال التنظيف دخول مدرسة الخدم. ومع ذلك، يبدو أن الدلل الكثير قد يمثل مشكلة.
«من ناحية أخرى، أنا سعيدة»
«لما؟»
«أنّ هوسك بالعمل ينطبق فقط على أختك. بصراحة قلقتُ من أن تعيشي في منزل أحد الرجال.»
«بففف!؟»
«تحديدًا، حسبتُ أنكِ في نهاية المطاف ستعيشين مع صبي مدرستي ذي الشعر الشائك.»
«لستُ أنا من كنتِ قلقة بشأنها أبدًا!! ربما أنقذني في مدينة الأمتعة، لكن مشاعري لم تتجاوز أبدًا الامتنان. أنا لا أنوي سرقة فتاكِ المفضل، لذا ليس عليكِ أن تتجسي علي هكذا.»
«لا أدري ما الذي تهذين به. فأنا ما زلتُ هادئة تمامًا.»
«فلماذا أرى الدموع في عينيك ولماذا ترتعش ساقيك؟»
كانت خبيرة في التلاعب بقلوب الناس، لكن يبدو أن قلبها هو الاستثناء. واقترحت "الحكايات البطولية" الخاصة بالمصنفة 5 في المدينة الأكاديمية (والتي سمعتها ماريا عبر زميلتها في الفصل تسوتشيميكادو مايكا) أن تلك المستوى الخامس هي مثل أختها.
بمجرد أن تنهدت ماريا، سمعت صراخ فتى وفتاة خلفها.
«"توما"! أريد أن أسألك شيئًا قبل أن نصل إلى أودن! لماذا فوجئت كثيرًا بسماع أنني قلقة بشأن وزني وصحتي!؟»
«هذا لا يهم!! ما يهم هو أن نتماشى مع هذا التدفق المعجزة ونشتري المكونات لطبق أودن! بعد كل شيء، هناك دائمًا خطر أن أستيقظ من هذا الوهم وأراكِ تطلبين مهرجان دجاج مقلي بدلاً من ذلك!!!!!!»
«كيف تقول أنه لا يهم!؟ ل-لن أدعك تبالغ أكثر!!»
«توقفي يا حمقاء. لا تمسكي يدي وتضغطي الفرامل كأنكِ طفلة مدللة... واه!؟ ولا تتركيني فجأة أيضًا!!»
عند سماع تأثير صوتي كوميدي غريب، عبست الأختان كوموكاوا.
«هممم؟» قالتا في انسجام تام.
سدد "كاميجو توما" فجأة إلى الأمام وهبط على وجهه ورأسه بين ساقي ملابس الخادمة النحلة المسماة كوموكاوا ماريا.
«.....................................................................»
بدا أن الوقت تجمد.
بدا أن نظرية النسبية تُطَبّق حرفياً حول "كاميجو توما" عندما دخل نفق ساقي الفتاة وخصرها. في مكان ما، لابد أن أينشتاين بكى. بطريقة ما، كان هذا حدثًا طبيعيًا تمامًا. كان من الطبيعي أن ترتجف كوموكاوا سيريا.
«إذن لكِ علاقة!! امتنانك هذا إنما كان مجرد خطوة أولى نحو الإيقاع به!!»
«ماذا؟! أأنتِ غاضبة مني بدلاً من الذي فعل هذا؟! أواثقةٌ أنكِ لم تتحولي إلى هيرا من الأساطير اليونانية!؟»
«إذن دعيني أسألك: ما شعورك وأنتِ أعطيتيه رؤيةً بانورامية لسروالكِ؟ أعتقد أن الفتاة العادية ستقفز بانفعال وتحاول إنهاء هذا الموقف في أسرع وقت ممكن.»
«بسبب قدرتي الدونات العنيفة، أرتدي سروالاً عن قصد لذا لا أمانع رؤية الناس، لذا لا عليك.»
«أترين!؟ إن كان عليك الاختيار بين نعم ولا، فأنتِ مَيّالة نحو نعم!!»
«بالمناسبة، ألن يفعل أحدٌ شيئًا حيال هذا الصبي؟ يا للحرية التي أتته.»
«الموضوع معها.»
أشارت كوموكاوا سيريا بإبهامها إلى راهبة ذات عباءة بيضاء كانت تقترب من الصبي ببريقٍ ساحر في عينيها.
بدأت كوموكاوا ماريا تفكر في ظلم أختها التي كانت تحدق بها لكنها لم تظهر أي قلق بشأن الفتاة الأخرى.
«" توما"!! اُخرج من هناك الآن! تبدو كمن يختبئ تحت طاولة أثناء الزلزال!!»
«هذا لأنكِ سحبتي بيدي وثم فجأة تركتني.»
«"توما"!!!!!!»
عند سماع هذا الصياح عالي النبرة، استقام "كاميجو توما" محمومًا كأن منبهًا قد انطلق للتو.
لكن هذا كان خطأ.
نسي أن يفحص فوقه.
ضرب الجزء العلوي من رأسه بقوةٍ سقف النفق الذي شكلته رجلي ماريا.
«غ...»
حتى لو كانت عادة ما تقلد حركة الكابويرا وهي ترتدي زي خادمة ذي تنورة قصيرة، فقد كان هذا بعيدًا عن المألوف لدرجة أن وجهها بالكامل وحتى أذنيها توردتا واحمرتا.
«غيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهههه!!!!»
«تمهلي! لا! توقفي! بغه!؟»
وبينما كان "كاميجو" مرتبكًا فيما حدث، شعر بقبضة تضرب مؤخرة رأسه عبر التنورة. اعتقد بجدية أنها ستخلق فجوة في جمجمته. بينما كانت كوموكاوا سيريا تتابع، نظرةٌ بعيدة دخلت مجال عينيها.
«آاه، لا أدري لماذا أتفاجئ. قد يكون هذا وضعًا فظيعًا، لكنني علمتُ أن هذا سيحدث إذا لم أفعل أي شيء!!»
في هذه الأثناء، صرخت إندكس بأنيابها وأطلقت ما يكفي من الهالة المفترسة لتُذكر قطة الكاليكو التي كانت تحملها بغرائزها الحيوانية.
«" توما". لن أشرح أكثر، لكنك تعي ما الذي سيحدث.»
قام الأشخاص الصغار في "كاميجو توما" (الذين كانوا مسئولين عن الدفاع) ببسط أذرعهم لإغلاق الطريق وحذروه من الخطر الوشيك.
كانت غرائزه تغلي عندما أخبروه أن يفعل كل ما يلزم لتجنب فلق رأسه. وقد وجد حلاً متطرفًا بسرعة لا تصدق.
«واه!! مهلا! ماذا تفعل!؟»
«أُسَمّيها ركوب الحصان!!» صاح "كاميجو" في يأسٍ.
غيّر موضعه داخل تنورة كوموكاوا ماريا القصيرة، وعَلّق رأسه بين ساقيها، واستجمع قوته في رجليه، وتأوه وهو يُقوّم ظهره.
كانت إندِكس في وضعية الاستعداد لتعض مؤخرة رأسه، لكنها اكتسبت نظرةً مفاجأة عندما أدركت أخيرًا مدى خطورة الموقف.
«ما—ماذا؟! أريد أن أعض رأسك، لكني لا أستطيع لأن مؤخرة الفتاة وفخذيها يعترضان!!»
«موا ها ها ها!! كم ضرر تعرضت له فروة رأسي في ظنكِ يا إندِكس!؟ ...في الواقع، ودّي لو أعرف هذا بنفسي. على أي حال!! أنا تطورت وحللت أنماط هجومك!! والآن، ما رأيك لو ننهي هذه السلسلة الكاملة من الأحداث، أيتها الفتاة الصغيرة؟!»
«واه! مخيف! كف عن هذا! أشعر وكأنني أكاد أسقط!!»
صرخت كوموكاوا ماريا لأنها كانت محتجزة كالرهينة إلى حد ما وهي تؤدي دور الخوذة البشرية لحماية رأس "كاميجو توما". كانت في ارتفاع الكتف فقط، لكن أرجحتها ذهابًا وإيابًا فوق الطريق الصعب خَوَّفت قلبها.
جَمَعَت القوة غريزيًا في فخذيها لتحافظ على توازنها، ولكن في اللحظة التي ضغطت فيها فخذيها الناعمتين عليه، تدفقت هالة من الخبث من أختها الكبرى.
في غضون ذلك، ما كان لـ "كاميجو" الوقت للقلق حتى.
لقد أسر النحس قلبه. إذا انتهى به الأمر معضوضًا بعد مثل هذه التدابير الصارمة، فيخشى أن لا يعمل فيه شيء بعد الآن.
«...»
«اهدأي، إندكس سان! أبعدي أنيابك هذه ولنحل هذا سلميًا. وإلا قد أضطر إلى شراء مكونات أودن بهذا الشكل! وأنتِ لا تريدين ذلك، صح؟»
«لا أريد هذا أيضًا!! هل ستحملني على كتفيك وقت التسوق!؟»
«...»
«أنت على حق يا "توما" . إن كنتَ مستعدًا لإحداث مثل هذه الجلبة، فأرى أن نقدم حَلّاً وسط. تحديدًا، سأتقن تقنياتٍ باستخدام ذراعي ورجلي!!»
«أرجوكِ لا! إذا تحوّلتي إلى طور سيدة الفنون القتالية، فلن أكون نداً لكِ!! أكنتُ محقًا بأن إندِكس هي الزعيم الأخير!؟»
«...»
«م-مهلا. لا تقل لي أنك تنوي المشي في المدينة بهذا الشكل. تو- توقف. لا تُحرك رأسك هكذا. تراك تفركها بيّ.»
«بالمناسبة، ما سبب ابتسام هذه التي فوقك!؟»
كان ذلك عندما انقطع شيء ما داخل كوموكاوا سيريا.
على وجه التحديد، كان هذا هو "كيس الصبر" التي تحدث عنها اليابانيون القدامى.
رَمَتَ هالتها المثقفة والرائعة المعتادة للسينباي.
«داراسشههاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهههههههههههههه!!!!!!»
قفزت في الهواء وهي ترتدي الزي البحري للطالبات، وجمعت قدميها، ورَمَت ركلةً إسقاطية عنيفة على منتصف ظهر "كاميجو توما".
«بووغييايه!!»
بصرخة كضفدعٍ مسحوق، طار الصبي إلى الأمام. طارت ماريا في الهواء من فوقه فسقطت على الأرض وأمسكت بها سيريا قبل أن تضرب الأرض.
في هذه الأثناء، استطاع "كاميجو توما" أن يرى أنه كان يتدحرج على الأرض، لكن رؤيته ظَلّمت فجأة.
ذعر وتساءل عما حدث، لكنه سرعان ما أدرك. انتهى بها الأمر مرة أخرى في عمق تنورة فتاةٍ ما.
والوحيدة التي كانت أمامه هي راهبة بيضاء.
وفيما هو يرتجف من الخوف، جاء صوت القاضي من السماء من فوق.
«أتمنى أن تكون مستعدًا للألم يا " توما".»
- الجزء 4
كانت صادقة في كلمتها.
بعد أن فشلت خطة "كوموكاوا ماريا الخوذة البشرية!!" بشكل مذهل، وسقط "كاميجو" فريسةً لإندكس. ثم استخدمت الخادمة ذات اللون النحلي قدرتها الدونات العنيفة لتدمير جميع مفاصله. أخيرًا، بدأت كوموكاوا سيريا تدوس عليه هنا وهناك بكعب حذاء لوفر لسببٍ غير مفهوم.
لكن "كاميجو توما" رفض الاستسلام.
لقد عزم قراره أن يأكلوا طبق الأودن في هذه الليلة.
ناهيك عن أن غضب إندِكس لم يظهر أي علامة على التلاشي وأن الأودن كان ضروريًا لإطفاء تلك النيران.
بعد الانفصال عن الأختان كوموكاوا الغاضبتين، دخل "كاميجو" وإندِكس منطقةً تحت الأرض مليئة بالمتاجر الكبرى التي منعوا أنفسهم من دخولها عادةً.
وما إن رأى "كاميجو توما" الأسعار، عاد إلى رشده.
«أمم ... إندِكس؟ لا أظنها فكرة جيدة.»
«لكننا وصلنا إلى هذا الحد!»
«أنا لا أرفض فكرة الأودن تمامًا. لا زلت عازمًا على أودين الليلة ...لاااااكن ما رأيك أن نختار حزمة أودن الاقتصادية في الجمعية؟ أو نحصل على نوعين أو ثلاثة أنواع مختلفة من المتاجر الصغيرة ونحصل على نسخة باهظة من الخضروات المعتادة المقلية والأسماك المشوية والأرز وعشاء حساء ميسو.»
«لقد رأيتُ الأفضل هنا!! إذا عدنا الآن، فلن تختفي هذه الرغبة أبدًا. إذا أنزلنا الدرجة الآن، فإن شغفي للأودن سيبقى بداخلي مهما أكلنا! وهذا لن ينقذ أحداً!!»
«هل لكِ أن تشرحي لماذا افترضتي أن هذا سيكون سيئًا ليس فقط لكِ ولكن لي ... آخ لا تهتمي.»
عندما رأى إندكس تكشر أسنانها معًا كتمساحٍ ما، أدرك "كاميجو" أنه لا رجعة الآن. بدأ يفكر بصمت وعينيه ترى البعيد.
(مرحبًا يا قشرة الخبز. سأراكَ كثيرًا قادم الأيام.)
«ها؟ ما الذي تفعله هنا؟»
انقطعت أفكاره بصوت مألوف.
كانت ميساكا ميكوتو.
خَمّن أن الفتاة الثرية الحقيقية تميل دائمًا إلى أماكن تحمل اسم "الطبقة الراقية". لكنه سرعان ما أدرك أن شيئًا ما كان خطأً بشأن سلوكها.
وثم ضَرَبهُ.
كانت في قسم البقالة في متجر متعدد الأقسام، لكنها لم تحمل عربةً أو سلة.
«ما-ماذا؟ لا تخبريني أنك تخطيتي آلات البيع وبدأتِ تسرقين من المتاجر الكبيرة!»
«سأفجرك حتى ما بعد السماء حقًا. إلى أي مدى تريد أن تطير؟ القمر؟ المريخ؟»
عندما أصدرت الفتاة المعروفة بلقب الريلغن تهديدًا من هذا القبيل، لم يكن أمرًا تضحك عليه. لن يتفاجأ لو تمكنت من جَمع أشياءٍ مختلفة لتبني ناقلاً جماعيًا بشري مسالم في وسط المدينة الأكاديمية.
«ما جئتُ أتسوق»
«إذن تسرقـ- ...»
«انتبه، الثالثة ثابتة.»
رفعت فتاة الثرية إصبعها الأوسط وهي تحذره بلطف.
ملأ التهيج نبرتها.
«يبدو أن مسكن مدرستي تلقى أطنانًا من البريد القمامي لإخبار الناس بالحضور وتجربة عينات من أطعمتهم الجديدة. كان البريد ممتلئًا لدرجة أن بعض الفتيات خشين من رؤيته. يبدو أنهم يتعاملون مع اسم توكيواداي باستخفاف شديد، لذا فأنا هنا لأقول كلمة أو إثنتين مع أياً كان المسؤول هنا.»
«...»
يبدو أن الحصول على موافقة مدرسة البنات الثرية كان كافياً لزيادة مبيعات متجر من الدرجة العالية. وهو ربحٌ أكبر بوجود مشهورة في إعلاناتهم التجارية. هؤلاء الفتيات عشن ببساطة في عالمٍ مختلف عن عالم "كاميجو".
«إذا لم أفعل شيئًا، فأشعر أنهم سيأتون ويقفون أمام مسكننا وبيدهم مبرد. أريد أن أنهي الأمر قبل أن يحدث ذلك... على أي حال، سمعتُ أن الطابق 12 وما فوق هو مقرهم. مثل هذه الخلافات سيكون عادةً اختصاص كوروكو، لكنها بدت مشغولة.»
«همم؟» مالت اندكس رأسها بجانب "كاميجو" وقالت: «يا أم شعر قصير، ذاك الرجل السيئ ألديه طعام؟»
«أفترض. إذا أمسكته من ياقته وهزيته، أراهن أن كومة من الحلوى ستسقط.»
«هذا يحسمها!! "توما"، سأذهب إلى أعماق هذا الحصن من أجل مصلحة العالم!!»
«تمهلي يا إندِكس! لا يمكنكِ وضع الكعكات الصغيرة أو المونت بلانك في الأودن!!»
من أجل تجنب الفوضى حقًا في وعاءٍ ساخن في تلك الليلة، بذل "كاميجو" قصارى جهده لإيقاف إندكس. بدا أن ميكوتو تريد الكلام أكثر، لكنها تنهدت بعدما رأت الوقت على هاتفها. طقطقت رقبتها وبدأت تتجه إلى المصعد.
ثم عاد الموضوع إلى العشاء.
«إذا كان الأمر سيصبح جحيمًا بعد ذلك بغض النظر، فلماذا لا نبذل قصارى جهدنا ونحصل على سوكيياكي من الدرجة العالية بدلاً من أودن!؟ ربما نحمل قدرًا أقل من الأسف بعد ذلك!!»
«لكن هذا لن يملء صدري! وها أنتَ الآن تمنحني شغف السوكيياكي!!»
«لا تستغبي! من المستحيل أن نجمع الاثنين!! علينا فقط أن نختار واحدة ثم تبدأ حياة قشرة الخبز الجهنمية!»
«يمكننا تقسيم الصحن إلى قسمين...هكذا...ونملئ النصف بأودن والنصف بسوكيياكي.»
«عدد الأواني ليست المشكلة! المكونات غالية!! دو يو أندير ستاندو؟ (هل تفهمين)»
بدا أن محاولته الفظيعة في الإنجليزية أغضبت الفتاة البريطانية. فهاجمت الوحش اللاحم مؤخرة رأسه.
«غونيااه!»
صرخته هزت مبنى الإداري متعدد الطوابق بأكمله.
«هيه... أشعر أنني سأفقد حياتي لملء معدتك ذات يوم. تمامًا مثل هذا الموقف المجنون على رأسي الآن!!»
كان من غير المحتمل أن تكون قطة الكاليكو على رأس الفتاة قد فكرت كثيرًا في تلك المخاوف مثل الصبي العاشب المسمى "كاميجو توما."
في هذه الأثناء، رفعت الفتاة اللاحمة (أو بالأحرى الشرهة الناهمة) التي تُدعى إندكس يديها إلى وركها بينما تبقي القطة على رأسها بمهارة.
«اذن ما سوف نفعله؟» سألت. «بعد أن وصلت إلى هذا الحد، أرفض التراجع عن أودن.»
«... إذن هيّا»، تمتم "كاميجو" وهو يفرك رأسه المُنعض. سرعان ما نما صوته إلى صرخة «وصلنا إلى هذا الحد، لذا هيّا نفعلها! سأضع هذا المنتج الغالي الثمن والمسمى "نمط كيوتو" في السلة! سأريكِ أنني أستطيع اجتياز المرحلة عندما يكون ذلك مهمًا، يا إندِكس!!»
- الجزء 5
"كاميجو توما" كان يستمتع بنفسه.
كان كل يوم ممتعًا بلا شك. من المحتمل أن يؤول به الأمر في كل أنواع المشاكل وينتهي حاله قابضاً قبضته في وسط الوحل، لكن أمكنه أن يستمر بسبب هذه الحياة اليومية. كان هذا المكان الذي يعود إليه هو الذي سمح له بالتوغل في الظلام غير المكتشف.
سينتهي اليوم.
ولكن غده قادم.
وبعده كذلك.
وبعد ذلك أيضًا.
عَرَف "كاميجو توما" من صميم قلبه أن هذه الأيام الممتعة ستستمر طِوال.
- الجزء 6
ومع حلول المساء، جلس صبيٌّ على مكتب في الفصل.
جلس في آخر الفصل.
لم ينظر أحدٌ صوبه ولم يجد أحدٌ أنه من الغريب أن يجلس بمفرده.
هو...
ارتعد كاميجو توما وهو وحده.
«ما ... ما كان ذلك؟»
أحاط الجميع بشخصٍ آخر.
ولم يتعرف كاميجو توما على ذاك المعروف باسم "كاميجو توما".
لم يلاحظ أي من الأشخاص المحيطين بهذا الصبي الآخر أيَّ خطأ.
ومع ذلك، فإن "كاميجو توما" كان شخصًا مختلفًا تمامًا. كان طوله ووزنه مختلفين. لم تكن ملامح وجهه ولون شعره متشابهة. لا يمكن لأي شخص أن يخطئ بينهما.
‹ ‹عليك أن تسأل؟› ›
جاء صوت فتاة من مكتب المعلم في غرفة الصف. جلست الإله السحري صاحبة رقعة العين على المكتب وهي تُشبك ساقيها بأناقة كأنها مُعلمة الصبيان المراهقة التي لا تراها إلا في أحلام الصبية.
‹ ‹كانت تلك حياة "كاميجو توما" اليومية. بالتأكيد تعرفه.› ›
«هذا ليس ما قصدته!!»
‹ ‹بالنسبة لهم، لا يهم من كان› ›
تحدثت أوثينوس كأنها تشرح شيئًا ببطء لطالب رفض الاستماع.
بدأت الطباشير تتحرك من تلقاء نفسها وتكتب على السبورة خلفها.
A و B.
كُتِبَ هذين الحرفين.
‹ ‹قابلتَ أشخاصًا مختلفين في الماضي وحَلَلَت مشاكلهم ووَسَّعت دائرة أصدقائك. من وجهة نظر الإله، كانت كلها مهزلة سخيفة، ولكن ربما كانت تلك الأفعال جديرة بالثناء في نظر إنسان.› ›
«...»
‹ ‹لكن ثقتهم تأسست لأنك أنقذتهم، صحيح؟ طالما أُنقِذوا، لكان من الممكن أن يكون أي شخص، صحيح؟ إذا جاء أحدٌ آخر غيرك وأنقذهم، فإن ثقتهم وحسنهم ستتحول في اتجاه ذلك الأحد الآخر. يمكن لأي أحدٍ أن يصبح "كاميجو توما". يمكن أن يكون كهلاً سميناً أو شايبًا مَرضاناً...ما الخطأ؟ هل خَدَعت نفسك فحسبت أنك كنت الأصلي الوحيد في العالم ولا أحد غيرك أمكنه السير في الدرب الذي سلكته؟› ›
دَوَّرت أوثينوس إصبعها السبابة.
‹ ‹لم ينظر إليك أحد كما كنتَ حقًا› ›
رقصت الطباشير بالتزامن مع إصبعها.
‹ ‹لن ينزعج أحدٌ بشكل خاص إذا لم تكن هناك.› ›
رسمت الطباشير علامة X كبيرة على A على السبورة.
ورسمت دائرة حول حرف B.
‹ ‹طالما كان لديهم أحدٌ يحل مشاكلهم، فإن حياتهم ستستمر تمام. لقد قررتَ التخلي عن حياتك من أجل هذه العلاقات الضحلة... مثيرٌ للشفقة. أنتَ لم تساوي شيئًا أكثر من ذلك. أنتَ لا تختلف عن البطارية التي تُبَدَّل بمجرد نفاد طاقتها. لا أحد يهتم بمظهر البطارية أو بشخصيتها. ولا للبطارية أن تُحَقّق أي شيء غير أنها مجرد بطارية. لاشىء أبدًا.› ›
لم يقشعر كاميجو.
شعر بالعالم بعيد. ولا شيء منه بدا حقيقي.
كان جالسًا على كرسي، لكن حتى قدمه أشعرته بعدم الثبات.
‹ ‹هل تذكر ما قلته آخر مرة؟› › قالت المعلمة التي تلقي محاضرة عن نهاية العالم ‹ ‹هل من داعي أن تخاطر بحياتك مرةً بعد مرة من أجل هذا؟ طالما أنهم يُنقَذون، فإنهم سيعبدون قطعة العلكة التي بصقها نكرةٌ على الطريق.› ›
ظل كاميجو توما صامتًا لفترة.
نظر بصمت إلى الكراسي والمكاتب التي ما عاد بها أحد.
شعر بفراغ فظيع.
شعر بقتامةٍ أكثر من كوكب تحول إلى صحراءٍ بعدما دمرته التنمية المفرطة البيئة.
لم يشعر بأي خلاصٍ أو دفءٍ في هذا المشهد.
ربما يقدر المرء على العيش في هذا العالم، لكن العيش فيه لم يحمل أيَّ جاذبية إطلاقا.
‹ ‹هل لا يزال بإمكانك الاستمرار؟› › سألت أوثينوس وساقاها متقاطعتان فوق طاولة المعلم ‹ ‹إن تغيير وجهة نظرٍ بسيطة كافية لرفع الجحيم إلى السطح. إذا أصررت على أن تظل مثاليًا، فلا بأس بذلك، لكن هذا لن يوديك إلا إلى ظلامٍ أشد وأرعب. ستنكسر في نقطةٍ ما. المسار الذي اخترته أنتَ سوف يكسرك.› ›
«ما فائدة إنكارها؟» تمتم كاميجو توما «مهما قاله الناس، فهذا عالمي. حميتُ هذا. بالنسبة لشخصٍ يُعرف باسم إله السحر، قد ترينها حديقةً مصغرة، لكنها قيّمةٌ في نظري.»
‹ ‹أوحقًا؟› ›
مثل خدعة سحرية، ظهر رمح في يد أوثينوس.
‹ ‹طالما لدي هذا، يمكن القيام بشيء.› ›
«...»
‹ ‹العالم شيءٌ بسيط. ولقد رأيتَ ما أستطيعه. يمكنني إعادة ترتيب كل شيء بسهولةِ سَحبِ حمامةٍ من قبعة ساحر بالعد إلى 3. فأنا إله.› ›
«ما تقصدينه؟»
‹ ‹إني أنتظر يأسك.› ›
«لماذا؟ يمكنك إنشاء كذا "كاميجو توما" جديدًا قدرما تشاءين.»
‹ ‹لا معنى في تعذيب دميةٍ جديدة. ما للدمية ذنوب. وأي خلقٍ أخلقه لن يقدر على معارضتي.› › همست الفتاة الشقراء بنور مبهج في عينها الواحدة ‹ ‹لتأتكِ غلبة اليأس مما حدث مرةً. وفكّر بها. وإذا فَعَلت، فسوف أعيدهم إلى صورتهم الصحيحة. سأعيد لهم ما يكفي من أسبابهم ليحزنوا ساعة دفنك في قبرك.› ›
ربما كانت أوثينوس قادرةً على فعل أي شيء للعالم.
إذا أعلنت أنها ستمنحه نصف العالم، فلربما حصل كاميجو بالفعل على بلدٍ باسمه. وربما حققت موجة ضوئية من رمحها الرغبة السخيفة في جعل كل رجل في العالم صديقًا وكل فتاة عشيقةً.
لكن...
«لا فائدة من هذا يا أوثينوس.»
‹ ‹؟› ›
«قد قُلتِها بنفسك. صُنع دمى جديدة لا معنى له. مهما كانت مطيعةً وسهلة، ستكون فارغة. إذا ملأتِ العالم بهذه الدمى وحققت كل رغباتك، ما ستجدين إلا الفراغ. لن يتبقى شيء.»
‹ ‹أحسنت القول. لكن هل تقول أن المشهد الذي شهدته ليس خطئًا؟ هل تقول أنه لا يوجد شيء يجب أن يُصَحّح وأنه عليكَ أن تُترك في هذه الوِحدة؟› ›
«نعم،» أجاب فورًا.
جعدت أوثينوس جبينها بسرعة استجابته.
لم يتردد هذا الفتى البشري في معارضة الفتاة التي أصبحت إلهًا.
«لقد تركوني وشخصٌ لا أعرفه حتى أخذ مني كل شيء... لكن ما لي الحق في الإصرار على امتلاك الأشياء كما شئت. هم أحرار في فعل ما يريدون وقراراتهم قيمة ويجب أن تُكَرّم. هذا ما يعنيه أن يكون الشيء بعيدًا عن متناول يدك. الحصول على كل شيء كما ابتغيتِ تمامًا سيكون فارغًا جدًا.»
‹ ‹...› ›
«لذا يا أوثينوس، إذا قلتِ إنك ستُصححين كلَّ من تركني، فسأقف في طريقك. كل شيء هنا لا يسبب لي سوى الألم، لكن هذا لا يعني أنه يمكنك إبعاد كل شيء من أجل راحتي!!»
تحرك حاجبها قليلاً.
كانت هذه نظرة من يرى حشرةً ضارة تتحرك بعد أن سُحِقت تحت النعال.
‹ ‹دعني أسألك شيئًا واحدًا قبل أن أسحقك.› ›
تحدثت أوثينوس بهدوء مع تعبير شخصٍ أخفقت خطته.
‹ ‹ماذا ستجني من ذلك؟› ›
«لا شيء» أجاب مرة أخرى على الفور «لم أحارب أبدًا لأربح شيئًا منه.»
‹ ‹فهمت.› ›
«وربما انفصلت عنهم، لكن يمكنني دائمًا أن أعيد بناء تلك الروابط. بدأت العديد من تلك العلاقات بكراهية متبادلة ونقصٍ في التفاهم، لكننا وصلنا إلى نقطةٍ يمكننا أن نبتسم فيها لبعضنا البعض. هذه الروابط أقوى بكثير مما تعتقدين. لمجرد أن "كاميجو توما" قد سرق تلك الروابط مني لا يعني أنه لا فرصة لي أن أصنع روابط جديدة معهم.»
‹ ‹فهمت.› ›
أنهت أوثينوس هذا الباب من الحديث.
كانت كتفاها ترتجفان.
حَسِبَ كاميجو أنها تقمع غضبًا، لكن اتضح أنها كانت تمسك ضحكًا.
‹ ‹هيه هيه. رأيك هذا رائع بحق، لكني لعبت خدعة قاسية عليك. بصراحة وصدق، لم أحسب أبدًا أنك ستصل إلى هذا الاستنتاج، وهو أمرٌ محرج نوعًا ما. ليس غالبًا أن يعترف الإله بخطأه للإنسان. من النادر جدًا الحديث عن مثل هذه الحالات لبقية حياة ذلك الإنسان.› ›
«ماذا؟» عبس كاميجو وهو جالسٌ على المكتب «عن ماذا تتحدثين؟»
‹ ‹شيءٌ بسيط.› ›
وأشارت أوثينوس نحو المخرج.
أشارت إلى حفرة العدم التي غادر من خلالها الجميع.
‹ ‹الصبي الذي اختفى هناك كان الجميع يناديه "كاميجو توما". وكان هو نفسه يعتقد حقًا أنه كان "كاميجو توما". فقط نحن الاثنين باقيان الآن. تأكيداتك عدمية هنا، وكل تصريحاتي كانت مليئة بالخبث... ألا يجلب ذلك إلى الذهن سؤالاً واضحًا معينًا؟› ›
«...........................................................................................................................»
ليس جيدًا.
لم يستطع السماح لها بمواصلة الكلام.
تسابق شعور مزعج بشكل لا يصدق عبر كل شبر من جلده كأن حشرةٍ مزعجة تزحف عليه.
وعندما تحدثت أوثينوس، امتلأ صوتها بالاحتقار.
‹ ‹من ذا الذي يرقد بشكل مثير للشفقة على مكتبك؟ من أنت؟› ›
بدت مستمتعةً إذْ أنها استخدمت البطاقة التي احتفظت بها في الاحتياط.
‹ ‹هل الذي يجلس فقط شاكياً هو حقًا كاميجو توما الذي يعرفه الجميع؟› ›
- الجزء 7
لم يعد يعرف من هو.
- الجزء 8
ذلك الولد...
جلس "كاميجو توما" مصدومًا في مكتب في زاوية الفصل المضاء بالضوء البرتقالي. تدلت وانسبلت ذراعاه ورجلاه أسفله وعيناه تنظران بهدوء إلى عالم أوثينوس المُتغير قليلاً.
وكان تنفسه غير منتظم.
خارت قواه إلى الحد الأدنى من الأفعال التي يحتاجها الإنسان للعيش.
كانت محقة.
في هذا العالم الملتوي حيث انهارت نظرة الناس لأنفسهم والآخرين تمامًا، هل يمكنه حقًا الاعتماد على الاسم؟
لم يكن مفهومه عن "كاميجو توما" مختلفًا عن مفاهيم الآخرين لـ"كاميجو توما".
يمكن التلاعب بهما بسهولة. لقد رأى بنفسه تواً أن هذا المفهوم قد تغيّر إلى حدٍّ مثير للضحك، فلماذا حَسِبَ أن هذا لا ينطبق عليه أيضًا؟
فإذن...
من كان "هذا"؟
كان يعتقد حقًا أنه "كاميجو توما"، لكن من هو حقًا؟
‹ ‹«أهلاً.› ›
بدا أن صوت الفتاة شقراء الشعر ذاتُ رقعة العين يأتي من خارج المجموعة الشمسية.
سمع ضوضاء ضوئية.
قد قفزت أوثينوس من مكتب المعلم إلى أحد مكاتب الطلاب الفارغة.
‹ ‹اخبرني باسمك› ›
قفزت الإله السحري من مكتبٍ إلى مكتب كأنها تعبر مجرى مياه صافٍ بالقفز فوق الصخور البارزة. كانت تقترب من الصبي.
كانت مهمة بسيطة.
ووصلت أخيرًا إلى مكتب الصبي.
وبقدميها غارزة على المكتب، نظرت إلى الصبي الضئيل من فوقه.
‹ ‹"كاميجو توما"، أيٌّ من الناس كنتَ في الأصل؟› ›
«...»
‹ ‹بما أن الغضب الصالح مَلأكَ وتحديت إلهًا من أجل أصدقائك، أيُّ نوع من الناس أحاطك؟ من تخليت عنه وتركته لتحمي غيره؟› ›
تصبب عرق كريه من وجه الصبي وظهره وكامل جسمه.
‹ ‹كان لابد من وجود أحدٍ ما. ربما ليس على مستوى فتى الحريم السخيف ذاك، لكن "أنتَ الحقيقي" لابد أن في قلبك أحدًا. شخصٌ أردت حمايته بحياتك ولو عنى ذلك أن تحارب كياناً تعرف أنك لا تستطيع هزيمته. أين هذا الشخص الآن؟ أين هو وماذا يفعل بينما أنتَ تنكر "حقيقتك" وتصر على أنك "كاميجو توما"؟› ›
بدا أن كل الحرارة قد تركت جسده.
كان البرد. غلفت قشعريرة جسده وهددت بتجميد قلبه.
‹ ‹قل لي.› › قال الإله السحري. اتخذت المبادرة. ‹ ‹لأشكرنك على تمضية الوقت معي، سأعيدك إلى مكانتك السابقة إذا أخبرتني باسمك الصحيح... وعندها تعود إلى أهلك وعشقك وصحبتك. إذا عثرت على "ذاتك الحقيقية"، فسأعيدك إلى الذين حملوا صلةً بتلك "الذات الحقيقية".› ›
تبع ذلك صمت.
رفع الصبي رأسه ببطء، لكن أوثينوس لا تزال واقفةً منتصرةً فوقه.
في وقتٍ ما ظهرت صورة بين سبابتها وإصبعها الأوسط.
‹ ‹لكن اختيارك من بين ستة مليارات نَفْسٍ على وجه الأرض لكثير. حتى أطابق وضعك يا إنسان، هَلُمَّ لكَ بتلميح. الترفيه البشري ليس بممتعٍ ما لمْ تكن هناك فرصة للفوز.› ›
رفرفت الصورة لأسفل.
سقطت ببطء كأنها تتتبع خطوط جسدها وهبطت تمامًا عند قدميها على مكتب كاميجو.
كانت صورة الفصل.
وغني عن القول، أنها أظهرت فصل "كاميجو توما". اصطف العشرات من زملاء الصف على درجات سلم مختلفة، ووقفت مُعلمتهم في الصف، تسوكيومي كوموي، في المقدمة.
‹ ‹أنت أحد الموجودين في هذه الصورة.› › همست أوثينوس ‹ ‹ما لكَ إلا أن تختار واحدًا منهم. هذا أسهل بكثير من أن تبحث حول الكرة الأرضية، ولا؟› ›
من غير المرجح أن تَتَردَّد.
منحه هذا الإله السحري هذه الفرصة فقط من نزوة وغالبًا سوف تتخلى عنه بلا رحمة ما إن تفقد الاهتمام.
‹ ‹أنت واحد منهم› › قالت أوثينوس مرة أخرى ‹ ‹إذا اخترت صحيحًا، فسأرد عليك الإجابة الصحيحة. سأعيد عالمك وحياتك ووجودك.› ›
لم تقل شيئًا عما سيحدث إذا اختار خطأً.
نظر الصبي ببطء إلى صورة الفصل.
لكلٍّ منهم جميع ابتسامةٌ سطحية تبدو وكأن أحدًا قد ختم ختمًا متطابقًا على وجوههم.
لم يبرز واحدٌ أكثر من غيره.
بدت ببساطة وكأنها لوحة كبيرة لم تكتمل إلا بوجودهم جميعًا.
ومع ذلك، ركز الصبي على نصف الفصل الذي كان يتجمع فيه الأولاد.
‹ ‹لا تعتمد على الجنس،› › قاطعت أوثينوس كأنها قرأت عقل "شخص ما". ‹ ‹يمكن أن يتغير مظهرك باستخدام الرمح. الجنس والعمر لا يعنيان شيئًا فيما يتعلق بمن كنتَ في الأصل.› ›
«...»
ذكرت العمر وكذلك الجنس.
في هذه الحالة، قد تكون المعلمة كوموي الواقفة في مقدمة المجموعة مرشحةً أيضًا.
‹ ‹لا عليك من الوقت. هذا قرارك النهائي. فخذ راحتك واصبر وتمعن حتى تموت جوعا إذا أردت.› ›
كان كل من الصبيان والفتيات خيارًا.
كان كل من الطلاب والمعلمين خيارًا.
لم تكن لديه معلومات تمكنه من إيجاد الإجابة الصحيحة. لم تكن هناك ندبة مشتركة أو طريقة فريدة للوقوف يمكنه البحث عنها. بدا أن خياره الوحيد هو الاختيار عشوائياً. في لعبة الروليت الروسية، كانت احتمالات الموت 1 من كل 6، لكن هذا أسوأ. التخمين الصحيح سيكون حدثًا نادرًا.
آلمته عيناه.
لم يكن متأكداً مما إذا كان ذلك بسبب الدموع أو العرق المتدفق من جبهته.
ومع ذلك، أشعرت شفتيه بجفاف غريب.
حس بنظرات الفتاة الشقراء تراقبه.
«أنا...»
تحدث "شخص ما" ببطء عن اسم.
«أنا كاميجو توما. ما أنا إلا كاميجو توما!!»
بمجرد أن تحدث، كشرت أوثينوس في استياء تام.
من الواضح أن هذا التعبير كان أكثر خطورة من أي تعبير آخر أعطته.
فَقَدَت الاهتمام. بالنسبة للفتاة التي صعدت إلى منصب الإله، يجب أن تكون هذه الحقيقة مصحوبة بغضب شديد.
أخيرًا، نقرت على لسانها بصوت عالٍ وتنهدت.
‹ ‹متى أدركت؟› ›
«...»
‹ ‹لا تقل لي أن هذه أيضاً ثقةٌ لا أساس لها أو تفاؤلٌ ليس ببعيد عن عدم التفكير إطلاقا.› ›
«كان لدي تلميح،» أجاب بهدوء «أعطيتِني تلميحًا.»
‹ ‹أفعلت؟› ›
«إذا كان هدفك ليس أكثر من جعلي أعاني، فلن تعطيني هذه الصورة الصفية. هذا يعني أن لديك سببًا لتظهريها لي. أليس هذا صحيحًا؟»
‹ ‹...همم.› ›
«قلتِ إنني كنت هناك، لكنك لم تحذريني أبدًا من أنه أحدٌ آخر غير كاميجو توما. كنت آملة أن ترينني أختار الخطأ عندما كان بإمكاني الاختيار صحيحًا بسهولة.»
كذلك قالت إنه لا جدوى من إنشاء "كاميجو توما" جديد وتعذيبه.
فإذا كانت لا ترى أي معنى في جعل شخص آخر "كاميجو"، فلابد أن يكون الشخص الذي كانت تعذبه الآن هو الشخص الحقيقي.
‹ ‹إذن فقد كشفتَ خبثي. وهنا حسبتُ أنها ستكون تجربة مثيرة في تدمير هويتك.› ›
«لا أعرف كيف، لكنكِ كتبتِ على السبورة، وسحبت تلك الصورة، وأعددتِ حِيَلاً أخرى دون استخدام يديك. لو أُعطِيتُ اسمًا آخر، فيمكنك ببساطة أن تصفقي لي وتثني علي. يمكنك إنشاء الكثير من الأدلة الخاطئة التي تحتاجينها لتثبتِ أنني اخترت صحيحًا.»
كأنها تقاطع الحديث أو كأنما وقفت من على مقعدٍ في المسرح أثناء مشاهدة كوميديا مملة، فرقعت أوثينوس أصابعها.
اختفى العالم.
وقف كاميجو توما في عالمٍ كانت فيه السماء والأرض وما وراء الأفق كلها سواد.
لم يستطع رؤية الإله السحري في أي مكان، لكن صوتها انزلق في أذنه.
‹ ‹يبدو أن هذا كان على مستوى عالٍ للغاية بالنسبة لأبله مثلك. أفترض أنه اختفاء المخاوف لموهبةٌ وصلت الغلو. بصراحة أعجبتني أنك لم تشعر بقلقٍ أو ضنكٍ تجاه نفسك.› ›
كان صوتها يشبه مفاجأةً منزعجةً تقريبًا لمن يشاهد شكلاً بسيطًا من أشكال الحياة يتحرك بنشاط بعد أن قُطِعَ جزءٌ من جسده.
‹ ‹ولكن كم عدد البطاقات تحسب أنها في جعبتي؟› ›
«...»
‹ ‹أترى أنها تتوقف عند مجرد عشرات الآلاف؟› ›
سيصل التهديد التالي قريبًا.
- بين النقاط المتصلة
شَهِدَ عوالم لا حصر لها وأشكالًا لا تُعَدّ من اليأس.
بعضها حاصر كاميجو توما ونَوَت سحقه. وُجِّهت إليه اتهامات كاذبة غريبة ووُضِعَت حبال المشنقة حول رقبته. تَقَطَّعت به السبل على جبلٍ ما والتقى فيه بناس يعرفهم فاضطُروا جميعًا أن يُوَزّعوا لحمه على الآخرين حتى يتمكنوا من البقاء أحياءً إلى وصول الإنقاذ. كان مستلقيًا عاجزًا عن الحركة على سرير المستشفى وببساطة علق هكذا طوال طريقه إلى جنازته. دفنوه في الدبال فبدأ جسده يتحلل وهو لا يزال واعيًا على قيد الحياة؛ بدءًا من نهايات الذراعين والساقين. أصبحت الأرض غير صالحة للعيش فألقي به في الفضاء الخارجي ليتجول بلا هدفٍ في مركبةٍ فضائية تشبه الكبسولة. ولأنه إنسان ضئيل، تدمرت مركبته من روبوت عملاق أو كويكب.
ما كان للقلب شكل فعلي، لكن كاميجو بوضوح شعر بتحطمه. لم يتدمر كما لو ضُرِب بمطرقة أو قُطِع بحد السيف، بل كان دمارًا هادئًا كأن النمل الأبيض يأكل فيه وقد فات الأوان بحلول الوقت الذي بدأت فيه الأعراض بالظهور.
وسط هذه العوالم، تمكن بطريقة ما من جمع أفكاره شيئًا فشيئًا.
لكنه لم يتوصل فجأة إلى وسيلة لعكس الموقف أو حَلّه.
بدل ذلك، استخدم يديه الملطختين بالدماء ليبني طريقاً من هناك، قطعة بقطعة.
«أنت...»
تحدث بهدوء في ذهنه الضبابي.
«أنتِ لا تدمرين أي شيء في الواقع.»
بدت أوثينوس مندهشة لأنه أدرك ذلك الآن فقط.
وقفت الفتاة ذات الشعر الأشقر صاحبة رقعة العين أمام الصبي مباشرة.
‹ ‹لذا؟› ›
كانت قريبة جدًا لدرجة أنه اعتقد أنه اشتم رائحة حلوة.
أصبح العالم نمطًا رخاميًا غامضًا.
«لا توجد آلاف أو ملايين من العوالم. هذا لا يزال عالمنا. طوال هذا الوقت، لم نتحرك في أي مكان.»
‹ ‹لماذا تتصرف وكأنك تدري ما تتكلم عنه؟ أيضًا، لا أتذكر قول شيءٍ عن عوالم موازية.› ›
لم يعرف كيف فعلتها.
لكن وجهة نظر العالم كانت تتغير. كانت أوثينوس تُغيّره. كان كاميجو يختبر ما كان حوله فقط، لذلك بدت له أنه يسافر إلى عوالمٍ مختلفة تمامًا.
تحدثت أوثينوس بنبرةٍ غير مبالية.
‹ ‹هل سمعت من قبل عن ‹المراحل›؟› ›
«...؟»
‹ ‹هذا العالم لم يكن نقيًا ولم يمسه أحد في البداية. المسيحية، البوذية، السلتيك، الهندوس، الشينتو، الإنكان، الأزتيك، اليونان والرومان... والإسكندنافي. وَضَعت الأديان المختلفة طبقةً بعد طبقة من ‹مراحل› مختلفة في جميع أنحاء العالم مثل الحجاب الرقيق أو فلاتر. هناك الجنة، الجحيم، العالم السفلي، الأرض النقية، يومي، الهاوية، جبل أوليمبوس، جزيرة الجنيات، نيراي كاناي، أسكارد، وغيرها الكثير. على أي حال، لطالما شاهدتم العالم يا بشر حتى الآن عبر ألوانٍ مختلفة من السيلوفان.› ›
«لم تُدمري أيًا من تلك الزجاجات الملونة.»
عندما ترنحت رؤيته وما عاد متأكدًا من الذي يتحدث إليه، تمكن كاميجو من جعل فمه يتحرك.
«إن تعلق الأمر بذلك، فأنتِ واحدةٌ تخلق. ربما يكون مليئًا بالخبث وقد يكون مشابهًا لتصوير "تحطيم منزل" لأجل "تكوين كومة من الأنقاض"، لكنه لا يغير ما أنتِ عليه. أنت واحدةٌ تخلق.»
‹ ‹سَمِّني إلهًا إذا أردت. وما فعلتُهُ بسيط. أنشئت فلاتر جديدة ووضعتها فوق العالم حتى يبدو أن العالم تغيّر. لهذا السبب بدا العالم مُتغيّراً لك. هذا أسهل بكثير من تدمير كل شيء وإعادة بنائه في كل مرة. وتحتوي يدك اليمنى على القدرة على تسوية أي عناصر أجنبية في العالم، ولذلك هي تواجه صعوبة في العمل عندما أُغَيّر العالم نفسه. ... لا تزال النتائج هي كل شيء في العالم. في النهاية، سيُسجل التاريخ الأمر على هذا النحو: لقد دَمَّر الإله السحري العالم مرارًا وتكرارًا وخلق عالمًا جديدًا ليجعل ولدًا واحدًا يعاني قدر الإمكان.»
«...........................................................................................................................»
‹ ‹يبدو أن الرجل الذي سَمَّى نفسه النجمة الفضية قد حاول العبث مباشرة بـ "العالم النقي" وراء كل الفلاتر ... أي: عالمُ العِلم الذي لم يتأثر بالدِين... بصراحة، أنتَ محظوظٌ أن ترى هذا. حتى ‹العصبة الذهبية› في أوروبا التي حلمت بالـ تِبت لم تتمكن من الوصول إلى هذه النقطة.› ›
لم يستطع كاميجو تخمين مقدار القيمة في كلامها هذا.
إذا رأت إندِكس هذا، لربما شعرت بشكل مختلف.
لكن...
(إنها الشكل المتطرف لواحدٍ يخلق. إنها تفرض تروسًا غير ضرورية أو خاطئة في العالم وهذا يُغير المشهد أمامي تمامًا.)
شد كاميجو توما قبضته اليمنى بإحكام.
(لابد أن يعني هذا أن الإماجين بريكر مُمَيّز لها. إنه يدمر. إنه يفعل عكس ما يفعله الإله. تحمل هذه اليد إمكانية محو ما هو غير ضروري. في هذه الحالة، يجب أن يكون من الممكن إصلاح التروس التي طُرِدت من النظام.)
قال أوليروس إن الإماجين بريكر كانت الأحلام الأنانية لجميع السحرة.
إذا أدى التواءهم للعالم إلى نتيجة غير مواتية، فيمكن أن تعيد هذه ‹النقطة المرجعية› أو ‹نقطة الاستعادة› إلى وضع العالم الطبيعي أو تمحو ما تم القيام به.
ألم تكن هذه بالضبط مثل هذه الحالة؟
يبدو أن الفلاتر التي تحدثت عنها أوثينوس هي وجود أو مفاهيم مطابقة للجنة أو الجحيم. لم يكن متأكدًا مما إذا كان بإمكانه تدمير شيء بهذه الضخامة. في الواقع، لم يستطع حتى تخيل نوع الظاهرة التي ستحدث إذا لمس الجنة أو الجحيم.
ولكن كان هناك احتمال.
لا يزال لديه فرصة.
لم يُكسر الخيط الرفيع والنحيف الذي يتصل بالعالم الذي يحتوي على إندِكس، ميساكا ميكوتو، والآخرون بعد.
‹ ‹أوه يا عزيزي› ›
قاطعت أوثينوس بتعبير قال إنها تعرف بالضبط ما كان يفكر فيه.
تحدثت ببطء وبلطف.
ومع ذلك غطت ابتسامة خطيرة حقًا وجهها.
‹ ‹أمتأكد أنك تريد الوصول إلى آخر خيط من الأمل؟› ›
«ماذا؟»
‹ ‹أقول لك أن الأمل وفرصة النصر يمكن أن يؤديا إلى ضربة قاتلة.› ›
لم يفهم مقصدها.
من ناحية أخرى، بدا أنها تفهم كل شيء بمجرد النظر إلى وجهه.
وواصلت حديثها.
‹ ‹ستفهم قريبًا. ولو كرهته.› ›
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)