-->

المقدمة: مدخل مُعين. رقم.05_مفتوح

(إعدادات القراءة)

«.....قد طَوَّروا قدرة البث في هذا المطعم» [1] كما تمتمت شوكُهو ميساكي.

كانت أحد السبعة في المدينة الأكاديمية وواحدة من اثنتين مستوى 5 من مدرسة توكيواداي الإعدادية. كانت ساقاها الطويلة ملفوفة بجوارب مع تطريز على شكل شبكة عنكبوتي وكانت تلك الرجلين متدليةً بالقرب من عمود دعم الكرسي. عكست الشباك المُلمعة الكهرمانية الملامح الشبيهة بالدمية لوجهها الصغير وشعرها المديد الأشقر العسلي. استصعب الناس أن يصدقوا أن "نصيبها" يرجع إلى طالبةٍ في المدرسة الإعدادية وقد دفع ذلك "النصيب" بإغراءٍ سترة زيّها الشتوي لتوكيواداي من الداخل بارزًا. أرحت مرفقيها على المنضدة بشكل غير مهذب ووجهت عينيها المللتين نحو الشاشة المسطحة المثبتة فوق رأس الموظف.

في الأيام الخوالي، كان من الشائع أن تُعرض ألعاب البيسبول المحترفة أو سباقات الخيول في متاجر الرامن أو مطاعم الوجبات، لكن هذا أساسًا كان مخالفًا للقانون. أدى ذلك إلى ظهور طلبٍ برمجة تشغل التلفزيونات في المتجر والمطعم دون الاعتماد على البث التلفزيوني. ولكن ذلك صَدَّ الناس سريعًا عن التلفزيون، لذا لم يكن هناك حقًا أيُّ ربح في هذا العمل.

(أتلك شاشة يُتحكم بها مغناطيسيًا؟ بدل ألوان الـ RGB، يستخدمون CMYK. سمعتُ أن تلك لا تُنتج ضوءًا أزرق ولها أن تعرض دقة أعلى من الـ 4K والـ 8K لخرابيط مثل متاحف الفن وعروض التعريف بالفن، لكن للأسف لم تحظى بشهرة واسعة لأن إشارات البث لم تقدر على المواكبة)

بما أن عندهم مثل هذه الشاشة، فقد خَمَّنت شوكهو أن أحدًا في هذا المطعم يحب الأدوات.

على أي حال، ماذا أكلت الفتاة المخملية حقًا؟ [2]

جاءتها مجموعة متنوعة من الإجابات، ولكن شوكُهو ميساكي لم تلمس أبدًا أيًا من الأطعمة في المتاجر أو المطاعم العائلية التي قد تُدرِّجُ مكونًا واحدًا غامضًا مثل "شريحة لحم سالزبوري". من ناحية أخرى، كان العيش فقط على طعامٍ فرنسي رفيع المستوى يبدو أرخص وكأنه شيء سيفعله كهلٌ محب للحم.

«آسفين إن طَوّلنا. تفضلي برغر الجبن، بطاطس مقلية، سلطة الخضروات رقم 7، وعصير برتقال. ما تمانعين صلصة البصل؟»

«شكرا☆»

«سنُعِد لكِ فطيرة بودينغ الكاستر الصغيرة حالا»

«من فضلك»

ابتسمت ونظرت إلى الدرج الموجود على المنضدة.

بدت كأنها أطعمةٌ تراها في مطاعم الوجبات السريعة في جميع أنحاء العالم ولم يكن أي منها باهظ الثمن خاصة. ومع ذلك، كان لديها سبب وجيه لاختيارها هذا وهي تعتبرها رفاهية مطلقة.

أطباق لحم البقر، همبرغر، نقانق، كرات أرز، سندويشات، رامِن، أرز كاري، صودا، وآيس كريم.

كانت تلك أساس عددٍ لا يحصى من المطاعم في جميع أنحاء اليابان، ولكن ماذا لو أُعِدَّت لذيذةً بشكلٍ طبيعي بمتخصصٍ طبيعي بمكوناتٍ طبيعية؟ كان هذا المطعم هو الجواب. حَفَظوا بالمكونات رخيصة الثمن، لذا لم يكن هناك خطرٌ كبير. لكن في الوقت نفسه، لم يرفع المطعم أسعاره فقط لتحسين صورته. رَمَوا واجهة الكلمات الفاخرة جانبًا وصَنَعوا شيئًا يريده أي شخص يعرف مدى صعوبة الاستمتاع طبيعيًا بما هو طبيعي.

أُخفِيَت مطاعم مثل هذه في أنحاء مدينة الأكاديمية ووحدهم أولئك من يعرفون القائمة يتجنبون العديد من الألغام ويستمتعون بهذه الأطعمة الطبيعية يوميًا. في حالة المدينة الأكاديمية، استخدمت معظم المطاعم اللحوم المستنسخة والخضروات المزروعة داخل المباني الزراعية، لذا فإن العثور على مكوناتٍ طبيعية تتفوق على تلك كان تحديًا وعَقَبَة. كانت زجاجات المياه وحلويات المقهى التي تأكلها شوكُهو يوميًا هي أيضًا روائع مخفية مدفونة على الرفوف.

ومع ذلك، قد يكون هناك سببٌ آخر مختلف تمامًا عن تناولها تلك الأشياء الطبيعية كثيرًا.

حتى بين المتخصصين، تَقَسَّمت الآراء حول سبب تطوير الناس تفضيلاتهم في الطعام. قالت إحدى النظريات إن هناك رابطًا عميقًا بين حاسة التذوق والذكريات. كان الإعجاب بمذاق طبخ والدتك دليلاً على نشأتك في منزلٍ سعيد. وعلى النقيض، فإن الطفل الذي كان دائمًا وحيدًا وأحد أبويه في العمل سيربط نكهة وجبات المتاجر الجاهزة مع تلك الذكريات السلبية. ما قالته هذه النظرية عن طعام السجن المثير للاشمئزاز كان أمرًا لا يحتاج القول.

غالبًا ما قال الناس إن أذواقهم تغيرت عندما يكبرون، ولكن يمكن تفسير ذلك على أنه التغلب على الذكريات غير السارة مع مرور الوقت.

«......قضم♪»

التقطت شوكُهو ميساكي منديلًا ورقيًا كبيرًا من المنضدة، ولفتها حول برجر الجبن، وأنجزت المهمة المعجزة المتمثلة في تناول هذا الطعام اليدوي بأناقة والذي كان أكبر بكثير من فمها الصغير. نظرةٌ واحدة تُلَمِّحُ لاسترخاءٍ في عينيها كافية أن تلاحظ أن شيئًا مريحًا قد خطر ببالها عندما تذوقت ذلك المزيج من اللحم الطري والجبن الذائب والخس الهش وشرائح الطماطم والتوابل التي احتفظت ببراعة كافية لئلا تغلب تلك السمات الأخرى.

استمتعت طبيعيًا بهذا الشيء الطبيعي.

لا حاجة أن تُثار ولن تدع عالمها الرفيع يأخذ هذا منها.

(على طاري...)

ونظرت إلى الجانب وهي تحمل برغر الجبن العملاق بيدٍ.

كانت هذه منطقة تستهدف طلاب الجامعات أساسًا وكان الطابق الأول من هذا المبنى يحتوي على متجر صغير. لكن من نافذة الطابق الثاني، رأت تقاطعًا صغيرًا.

(هذا هو التقاطع حيث التقيتُ به أول مرة، ولا؟)

هذان اللذان ليس لهما صلة سابقة اصطدما ببعضٍ آنذاك.

تقاطعت طرقهما.

لم يكن موقعًا جميلًا بشكل خاص ولم يكن اجتماعًا جميلا تشاهده في الدراما.

ومع ذلك، فقد كان حدثًا خاصًا للفتاة شوكُهو ميساكي.

حتى ولو أن القصة انتهت ولن تتقاطع مساراتهما مرة أخرى أبدًا، فقد كان من المهم كفاية أن تُأثر وبقوة عليها منذ ذاك الحين.



لا تزال شوكُهو ميساكي تتذكر حتى الآن.

كان ذلك عندما التقت لأول مرة بالصبي أشوَكِ الشعر الذي اسمه كاميجو توما.

كان ذلك الوقت في أغسطس العام السابق منافسًا قويًا لأسعد فترة في حياتها.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)