الفصل الأول: ذكرى>>القاعة الأمامية. حلقة_"الفتاة"
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
عندما فكرت في الحادثة بأكملها، كان من السهل اعتبار المرة الأولى التي واجهت فيها شوكُهو ميساكي كاميجو توما هي بدايةٌ خاطئة.
هكذا اشتغل الواقع غالب الأحيان.
‹ ‹كياه؟!› ›
‹ ‹أ- أسف!!› ›
ملأت الصرخات الصاخبة والحرارة الشديدة لمنتصف الصيف تقاطعًا عاديًا تمامًا في منطقةٍ عاديةٍ تمامًا.
عندما ركض صبي أشوَكُ الشعر بعكس تدفق الناس واصطدم بشوكُهو ميساكي، وهي فتاةٌ قصيرةٌ نحيلة لا تزال في طور النمو، تناثرت محتويات حقائبهما بصوت يُسمع في جميع أنحاء الإسفلت. أدواتها المكتبية الجديدة وأخرياتُ اشترتها حديثًا بعد دخولها الإعدادية انتشرت في كل مكان.
وغالبًا الصبي الذي صادفها كان أكبر منها بسنتين أو ثلاث.
انحنى حتى صار فعليًا على أربع وهو يجمع بسرعة كل اغراضها ويدفع بها بين ذراعيها.
‹ ‹آسفٌ حقًا، لكني مستعجل. لم تتأذي، صح؟ مع السلامة!› ›
‹ ‹ها؟ ماذا؟ انتظر!!› ›
لم تملك حتى الوقت للغضب.
ركض الصبي أشوك الشعر وأغراضه بين ذراعيه واشتغل الضوء الأخضر للشارع. علاوة على ذلك، صَدَمها صوت بوق سيارة طوارئ من خدمة الاستجابة للطوارئ التي صنعت لنفسها مؤخرًا اسمًا كسيارة إسعاف "مدنية"
قررت أنه من الغباء أن تطارد ذلك الدخيل فتنتظر دورة إضاءة كاملة مرة أخرى، لذا سرعان ما مشت نحو دربها.
‹ ‹هَه؟› ›
وجدت شيئًا غير مألوف ممزوجًا بالممتلكات بين ذراعيها.
كان هاتفًا محمولاً رخيص.
وفي شاشته كلمة مرور، لذا لم تستطع حتى أن ترى اسم المالك. ومع ذلك، لم تحتج لذلك. كانت تعرف من صاحبه دون أن تبحث.
اختلطت أغراض الصبي بأغراضها.
استدارت، لكن سرب من السيارات منعها لأن الضوء قد تغير ولم يكن الصبي أشْوَكُ الشعرٍ يُرى في أي مكان على الطريق.
‹ ‹ماذا أفعل بهذا؟› ›
لم يكن لها التزامٌ حقيقي أن تعيده ويبدو أن مطاردته كانت بمثابة إزعاجٍ حقيقي لها.
ومع ذلك، شعرت بمسؤولية تسليمها على الأقل إلى الأنتي-سكيل أو الججمنت (فرقة الأمن) لاحقًا.
حتى لو كان رخيصًا، كان الجهاز الإلكتروني مختلفًا عن قلم رصاص أو ممحاة. ترددت أن ترميه بعيدًا، لذا لم احتارت ما تفعله به.
‹ ‹إن كانت هذه حيلة جديدة لصيد الفتيات، فيا لها من حيلة› ›
اكتفت بهذا القول قبل أن تغادر التقاطع.
لم يكن هذا الاجتماع بالتأكيد سوى بدايةٍ خاطئة وكانت عبثيةً أبدا.
في الواقع، لم تحسبه حتى اجتماعًا.
في هذه الحالة، لابد أن خامسة المدينة الأكاديمية قد قابلته في اجتماعٍ آخر كان له معنىً كبير.
كان اللقاء الثاني ذاك هو الذي حَمَلَ قيمةً حقيقية لشوكُهو ميساكي وكاميجو توما.
- الجزء 2
لم يكن إلا بعد عدة أيام من اصطدامهما حيث بدأت قصتهما.
ربما كانت هناك إشارات من قبل ذلك بكثير، لكن هذا كان اليوم والوقت اللذين كان لهما معنىً عظيم لشوكُهو ميساكي.
لم تُرِد مقابلة أحد.
خلال ليلةٍ شديدة الحرارة، تجولت الفتاة في مناطق الطلاب المألوفة وشقت طريقها باستمرار مبتعدةً عن أيِّ إنسان بقدر ما تستطيع. دائمًا ما اختارت الوجهة الأهدئ والأفرغ. وأثناء سَيرها، دخلت حي مدارس آخر، تاركةً مشهد الإسفلت والخرسانة، وداخلةً دربًا جبلي متعرج أحاطت به أشجار الغابة المظلمة. كان هذا حي المدارس 21. [1] كان للمنطقة الجبلية قدرٌ نادر من الطبيعة المحفوظة لمركزٍ حضري مثل المدينة الأكاديمية. كانت مليئة بالمراصد والموارد المائية القيمة مثل السدود أو البحيرات الاصطناعية.
ولكن حتى الحين، استمرت الفتاة ماضية.
لم تستطع قبولها.
سارت بلا نهاية ووجدت نفسها في نهاية المطاف على قمة أحد الجبال القليلة. وجدت هناك بحيرة صناعية دائرية يبلغ قطرها أكثر من خمسين مترًا.
ما يشبه برجًا معدنيًا بَرَزَ مرتفعًا من وسط البحيرة وكانت حواف البحيرة مصنوعة بالكامل من الخرسانة. من الفضاء، ربما تراها وكأنها أطلال غريبة، لكنها في الواقع كانت محطة طاقة حرارية أرضية تجريبية تمسكت بقضيب موصل للحرارة على عمق ألف متر في الأرض.
الشمس قد غربت وكان القمر ظاهرًا.
تجاوز الوقت حظر تجول مسكنها منذ زمن، لذا ربما تشكو وتوبخها مديرة المسكن.
لكن شوكُهو ميساكي سئمت "كل ذلك"
«آااه، آااه.»
لا تزال ترتدي الزي الصيفي الجديد للسنة الأولى من المدرسة الإعدادية، وانهارت على ظهرها بجوار الدائرة المثالية للبحيرة الاصطناعية. لم ترى أحدًا آخر في الجوار، لذا فردت أطرافها على الرغم من قِصَرِ تنورتها.
ربما يُسميها المرء استسلامًا للإغراء، لكنها سحبت ريموتها [2] للتلفاز من حقيبة يدها وعبثت به في يدها. دَوَّرَته مثل رعاة البقر المسلحين في الغرب وبدأ "قليل من الفكر" ينمو أكبر فأكبر داخل رأسها. كان أشبه بالتفاف الرطوبة المتجمدة حول الغبار في الهواء لتُشكل بلورة ثلجية كبيرة.
قد حَسَمَت بالفعل قضية **** العملاق حتى تزيد **** والذي كان مهمًا للغاية لها.
الحادثة التي تعلقت بـ **** المسماة "دولي" التي عاشت مختبئةً في مبنى شاهق قد انتهت أيضًا في الوقت الحالي، بقدر ما كَرِهت الاعتراف بذلك. لقد مر وقت كافٍ منذ ذلك الحين حتى هدأت عواطفها.
وربما كان هذا هو السبب.
هل استرخت أخيرًا أم أنها تراخت؟
في هذه اللحظة، عندما مَرَّ بعض الوقت منذ أن تعاملت مع جميع مشاكلها الفورية، سقط قلبها في حالة متدهورة تشبه إلى حد كبير حالة طالبة جادة للغاية عانت من اكتئاب بعد وقتٍ قصير من بدء الدراسة. الفتاة كانت إسبرةً تتحكم في عقول الناس، لذلك ربما وجد البعض أنه من الغريب أن تقع ضحية لمثل هذا، لكن لم يُتح لها الكثير من الفرص أن تستخدم قوتها على عقلها.
وقد تكون هذه إحدى تلك الفرص.
«لا أعرف ما إذا سَمَّينا هذا قدرة مَللي أم ماذا، لكنني سئمت من كل شيء»
سئمت الذكريات.
سئمت العلاقات.
سئمت من كل شيء كذلك.
توقفت عن تدوير ريموت التلفاز وضغطته على صدغها، تمامًا كما لو كانت تنتحر بمسدس.
كانت واحدة من القلائل من المستوى الخامس من بين 2,3 مليون مقيم في المدينة الأكاديمية، لذلك لم يكن من غير المعتاد أن تُستَخدَمَ هي لمنفعة البالغين، في التجارب، أو في مؤامرةٍ ما. وخلال الوقت المكثف الذي أمضته في التعامل مع تلك المؤامرات، لم تملك وقتًا أن تفكر في مثل هذه الأشياء.
لو أنها رأت نفسها الآن، خلال إحدى تلك الأوقات، فلربما قبضت بغضب الريموت وألغت هذا الإنكار المتسامح لروابط الناس حتى لو عنى ذلك أن تُغيّر شخصيتها.
لكن هذا هو السبب في أن نقول أنها استسلمت للإغراء.
أصبحت متراخية ونست حذرها.
وإلا ما كانت لتقول هذا.
‹ ‹.....لماذا لا أعيد ضبط كل شيء داخل رأسي؟ لعله يحررني من كل هذه الأفكار الثقيلة؟› ›
قد يكون التحدث بصوت عالٍ طقسًا طابعًا يهدف إلى إقناع نفسها بما كانت تقوله.
ستكون مهمة بسيطة.
بسيطة جدًا جدًا.
كان عليها فقط أن تحرك إبهامها وتضغط الزر الموجود على الريموت المضغوط على صدغها. ذلك فورًا سيُنشِّطُ قدرة المِنتل آوت، أقوى قوةٍ عقلية في التاريخ، فتُعيد ضبط كل ذكرياتها. لن تتذكر كل هذا الوقت ولن يتغير شيءٌ فيها جسديًا، لكنها بالتأكيد ستعود إلى كونها "بريئة" بطريقة معينة.
شعرت كأن شيئًا ما يمسك إبهامها أن تتراجع، لكن الرغبة في الهروب من الوزن الغريب في قلبها كانت أقوى.
ارتعش إبهامها وكادت قواها تتنشط.
لكن في تلك اللحظة بالذات، حدث شيء آخر.
‹ ‹ها؟ ما الذي تفعلينه؟› ›
سمعت صوت ذكر.
ظنت في البداية أن عاملاً في محطة الطاقة الحرارية الأرضية كان يقوم بدوريات في المنطقة، لكن الصوت كان صغيرًا جدًا ليكون ذلك. واستنتجت أنه لا بد أن يكون طالب قد تجاهل علامة "ممنوع الدخول" كما فعلت هي، لكنها لم تستطع أن تزيد قوة إرادتها حتى تجلس وتحادثه.
‹ ‹ما يهمك؟› ›
‹ ‹لا أظن حقًا أنه عليكِ فعل ذلك› ›
‹ ‹ماذا، أنت من الجَجمنت؟› ›
‹ ‹لا، لكن...› ›
‹ ‹فما يهمك؟› ›
‹ ‹أوه، آه... لكنني حقًا لا أظن أنه عليكِ فعل ذلك. ولكن ليس من حقي القول بصراحة› ›
بدا غير حاسمٍ متردد.
تساءلت عما إذا كانت هذه طريقة جديدة لصيد الفتيات، لكنه تحدث مرة أخرى قبل أن تقوم فترى كيف يبدو.
‹ ‹يعني... لمّا تجلسين على الأرض بهذا الشكل، فيني أن أرى ما تحت تنورتك من هنا. استري نفسك»
......................................................................................................................................................................................................................
للحظة — حقًا مجرد لحظة — تحول وجهها بالكامل بلون الشمندر الأحمر من طرف أنفها إلى حافة أذنيها، لكن بصفتها آنسةً ساحرة أنيقة، لم تفعل شيئًا غير لائق مثل أن تمد يدها محمومًا وتضرب تنورتها لأسفل.
بدلاً من ذلك، جلست ببطء وهدوء كحرارة متلألئة، وأزالت ريموت التلفزيون من صدغها، ووجهته نحو الصبي الواقف على مسافة قصيرة.
‹ ‹امسح ذكرياته!!› › صرخت.
تحرك إبهامها وتمايل الرأس الأشوَك. لن تفشل المِنتل آوت أبدًا، لذا ستُنفي ذكرى لون حديقة الزهور داخل تنورتها إلى الظلام الأبدي.
أو هكذا حسبت.
‹ ‹؟› ›
كان الصبي غير مستقرٍ على قدميه وكأنه يكاد يُغمى، لذلك هز رأسه ببطء وأمسك رأسه بيده اليمنى.
‹ ‹همم؟ أتفهم أنكِ محرجة، لكن لماذا حسبتِ أن هذا يمحو ذكريات الواحد؟› › قال بنظرة ذهول على وجهه.‹ ‹وأنا لا أدري من تحسبينه مهتمًا بكِ وبصدرك المسطح هذا، لكنني لن أخبر أحدًا، لذا هيّا قفي› ›
‹ ‹ماذا؟!› ›
لم يظهر أي علامة على فقدان الذاكرة.
ولو قلنا، فقد كان يضيف المزيد.
فقط لتُأكد، سألته سؤال.
‹ ‹ب-بالمناسبة، هل لكَ أن تُذكرني بما أرتديه اليوم؟› ›
‹ ‹ما بال نمط شبكة العنكبوت هذا؟ أما فكرتِ في شيء أنسب لعمرك؟ ولا أظنها غطت الأجزاء المهمة حتى؟› ›
‹ ‹امسح!!› ›
لكن مهما حاولت من مرات، لم يفلح شيء. كانت دوامة لا نهاية لها من محو الذاكرة ← دوخة ← اليد اليمنى إلى الرأس ← نظرة مشوشة.
بعد فشل القوة التي وثقت بها مطلقًا، وما بدا وكأنه هوس هائل بسروالها، ألقت شوكُهو ميساكي هالة مهذبة وصاحت صيحة.
‹ ‹مسحت ذكرياتك ثمانية وثلاثين مرة الآن، فلماذا لا تزال عيناك تلتصق بسروالي؟! فقط ما مدى قوة قدرتك المنحرفة؟!› ›
‹ ‹ها؟ لحظة. لا تقولي لي أن لديك حقًا قوة كهذه! بالغتِ في ردة الفعل فقط لأجل سروال داخلي؟!› ›
ظهرت عليها نظرة محيرة وهي تراقب الصبي أشوك الشعر وهو يتحرك بسرعة إلى الوراء. شعرت وكأنها تعرفت عليه من مكان ما.
‹ ‹أنت الفتى الذي صادفني عند التقاطع والخبز المحمص في فمه› ›
‹ ‹ما أكلت خبز محمص وقتها. وعلى طاري الأمر، هذا يعني أنكِ من أوصل هاتفي إلى الأنتي-سكيل. شكرا على ذلك› ›
أثيرت شكوكها عندما أخرج الهاتف المحمول الرخيص من جيبه ولوح به قليلاً.
‹ ‹فهل كان كل ذلك طريقةً جديدة في صيد الفتيات؟› ›
‹ ‹أوه، فهمت الآن. هذا زي توكيواداي، ها؟ طحتُ بسيدة صغيرة مغرورة بنفسها، ها؟› ›
- الجزء 3
ضحكت الحاضر شوكُهو ميساكي دون قصد.
كما فعلت، اهتز صدرها الكبير المنتفخ من داخل ملابسها الشتوية.
قد أنهت أكلها وراحت ترجع إلى سكنها الطلابي في الحديقة المدرسية، لكنها اختارت بطبيعة الحال استخدام الممر الدافئ للمركز التجاري تحت الأرض.
ربما كان السبب في إعجابها بالمركز التجاري تحت الأرض هو أن شبكته العنكبوتية من الممرات المعقدة ذكرتها بالشعور غير الواقعي بالمتاهة في كتاب مصور. استمتعت بالشعور الأثيري بجهلها مكانها أو مقصدها على الرغم من كونها في منطقةٍ تألَفُها، لكنها تذكرت أيضًا ما حدث "في ذلك الوقت"
كان ذلك الاجتماع مروعًا.
لكن في حالتها الذهنية الفاسدة في ذلك الوقت (والتي كانت لما تتذكر حالة ذهنية حقيرة ودَلّوعة)، كانت مثل تسديدة مثالية في ذراعها.
جاءتها أوقات لن تصلها الكلمات الكتابية الفاخرة.
وجاءتها أيضًا أوقات ترفض بشدة أي شيء فقط لأنه جاء من أبوين أو معلمين.
في بعض الأحيان ما يُعيد عمل مانجا أو مسرحية هزلية لممثل كوميدي —قد سخر منه البالغون على أنه عبثي ولا معنى له ولا قيمة— الحياة إلى قلبٍ ضعيف. وحقيقة أن شوكُهو ميساكي قد وصلت إلى هذا الحد دون أن تعيد تجديد ذكرياتها كانت بالتأكيد بسبب ذاك الاجتماع الفظيع.
لكن في السراء والضراء، لم يكن ذلك أكثر من اجتماع.
لم يتعلم الاثنان حتى أسماء بعضهما.
كان هنا حيث أنهما تعلما ذلك وأنه اتصل معها اتصالاً مؤكدًا.
كان هذا المركز التجاري تحت الأرض هو المسرح آنذاك.
- الجزء 4
كان معروفًا على ما يبدو بإسم برنامج الوقاية من الفيضانات في المدينة الصيفية.
‹ ‹آغغ...ما هذا؟› ›
كانت المنطقة 7 مدينةً من الإسفلت والخرسانة يمكن أن يُطلق عليها موطن شوكُهو ميساكي، وكانت تقف هناك حاليًا مرتديةً ملابس السباحة المخصصة للسباقات من مدرستها. كان هذا هو صيف عامها الأول في المدرسة الإعدادية، لذا كانت ملابس السباحة جديدةً تمامًا.
ببساطة، استخدمَ هذا "الحدث" المدينة للتدريب على الكوارث.
كانت فترة اختبار واسعة النطاق لضمان عمل معدات الصرف الصحي للسوق تحت الأرض وأن مصاريع الطوارئ يمكن أن تتحمل ضغط المياه.
الشبكة العنكبوتية للممرات تحت الأرض وبعض الطرق فوق الأرض قد غَمَروها عمدًا بتوجيه مياه النهر إليها بعد عبورها معدات تنقية المياه. كان هذا هو المخطط الأساسي للحدث التدريبي.
أدى هذا أساسًا أن تتحول جميع اختصارات المدينة إلى حمامات سباحة متدفقة وكان الطلاب يسبحون في كل مكان لمحافظهم وأدواتهم المكتبية في أكياس مقاومة للماء.
‹ ‹مشينا نلعب! أكيد سنستمع إذا غطسنا!!› ›
‹ ‹ها؟ أين المتعة في غواصة تتحكم فيها عن بعد؟› ›
‹ ‹سترى ما إن نغوص!› ›
كان الأطفال الصغار يركضون ويصرخون متحمسين.
سواء كانوا في المحيط أو النهر أو المسبح، فإن المراهقين سيُجَنّون طالما يبردون أجسامهم بالماء في يومٍ حار، لذلك فإن هذا الحدث قد خطف قلوبهم ولن يتركهم. أو على الأقل لن يشكو أحد من ذلك.
باستثناء الأقلية الصغيرة مثل شوكُهو ميساكي.
(آغغغ...أجبروني على ملابس السباحة لقدرة عجزي البائسة على القول أنني لا أستطيع السباحة في عمري هذا، ولكن ماذا أفعل الآن؟)
أمكنها أن تسلك من أحد طرفي المدينة إلى الطرف الآخر دون الدخول إلى مركز التسوق تحت الأرض، لكن الممرات تحت الأرض كانت الأفضل إذا أرادت طريقًا قصير ما به أضواءٌ حمراء طويلة حقًا على الطرق الرئيسية وتقاطعات السكك الحديدية.
كما أن الممرات تحت الأرض المكيفة التي كانت تحميها من أشعة الشمس الحارقة كانت واحة لأشخاص مثلها.
(درجة الحرارة هنا 38. لن أذوب مثل الآيس كريم قبل أن أعود إلى مسكني، صح؟)
ولكن الآن بعد أن استعرضت بلبسها ملابس السباحة، لم ترغب في استخدام القطارات أو الحافلات. لن تكون أبدًا بهذا القدر من الترحيب بالمتحرشين في العالم.
في هذا اليوم من العطلة الصيفية، مجرد الذهاب إلى البقالة تحول إلى هذا الجحيم الحي. على عكس الفتيات الراكضات بحماس إلى السلالم نزولاً إلى مركز التسوق تحت الأرض أثناء حملهن العوامات وكرات الشاطئ، شعرت شوكُهو وحدها بالظلام كأنها في عكس بقعة الضوء.
ذلك عندما سمعت خطى.
على الرغم من الحشود من حولها، بدت هذه الخطوات عالية الصوت بشكل غريب في أذنيها.
‹ ‹ها؟ ما الذي تفعلينه في منتصف الشارع؟ ما ضربتك الشمس، صح؟› ›
‹ ‹أنت الفتى الذي صادفني عند التقاطع مع الخبز المحمص في فمه ثم غازلني في قمة الجبل.› ›
‹ ‹الاسم كاميجو توما، يا البنت الذهبية› ›
‹ ‹أنا العظيمة شوكُهو ميساكي!!› ›
صرخت تلك الشابة من مدرسة توكيواداي الإعدادية على الفور في رفض شامل خوفًا من أن يلتصق هذا اللقب الغريب فيها إلى الأبد.
‹ ‹شوكُهو؟ أرى وكأنه مكتوب بحروفٍ مجنونة. [3] ولما أراكِ تذبلين هكذا؟ تائهة؟› ›
‹ ‹إنما تُصِرُّ فقط على السخرية مني، صح؟ هلّا تتركني وحدي؟ مريت بيوم سيئ بما يكفي حتى أضطر ببساطة أن أعود إلى مسكني ساعة الشمس الحارقة في الثانية بعد الظهر› ›
‹ ‹ها؟ ولماذا تفعلين؟ فقط اعبري الممرات تحت الأرض. تحول المكان هناك إلى حمامات سباحة مُكيفة بالهواء حتى يُشعِروا بالبرد الشديد› ›
‹ ‹كك؟!› ›
-هئ!!- قفزت أكتاف شوكهو ميساكي أكثر من اللازم.
‹ ‹وإذا لن تذهبي، فلماذا جئتِ بملابس السباحة أصلاً؟› ›
ورطة.
فَضَّلت الموت على أن تفصح أنها لبست ملابس السباحة لتتباهى على الرغم من عجزها عن السباحة. ومع ذلك، لو قالت أنها تتجول في المدينة بلبس السباحة دون سبب سيجعلها منحرفة.
كان هذا حقا، حقا سيئا.
‹ ‹هوو... هو هو هو عماذا تتحدث؟ كدتُ أن أتجه إلى هناك مع بقدرةٍ فائضة مني!!› ›
‹ ‹لا أدري البتة لماذا تبدين مُصَمِّمة للغاية، ولكن لماذا لا تذهبين؟› ›
‹ ‹سأفعل!› ›
‹ ‹تمام› ›
‹ ‹أنا حقًا، حقًا سأفعل!!› ›
‹ ‹تمام؟ لماذا أشعر بالديجا فو؟ أهو مني أم أن هذا يشبه إلى حد كبير الفترة التي سبقت دخول الحمام المغلي؟› ›
تحركت شوكُهو ميساكي نحو السلالم المؤدية إلى مركز التسوق تحت الأرض كأنها تستعد للانتحار.... ثم توقفت مترددة، لكن الفتى الغامض ذو الشعر الأشوك كاميجو توما ما يزال ينظر نظرة المتشكك. قد فسرت نظرته هذه بإيجابٍ أن وركها ببساطة كان جذابًا لأن يَصُدَّ عنه، لكنها لم تتوقف. ما عساها تتوقف الآن.
‹ ‹.....› ›
أظهر المدخل المستطيل المؤدي تحت الأرض درجًا غمرته المياه جزئيًا، لكنه بدا في نظرها وحشًا عملاق.
ركضت قشعريرة من داخل ساقيها إلى قفاها، لكن هالتها المخملية رفضت تركها تستسلم.
(هذا)
تحركت بتردد لكنها جمعت القوة في صدرها حتى لا يلاحظ من حولها. كما فعلت، سمعت صرخات لعب أطفال الابتدائية الذين ركضوا بسهولة على الدرج أمامها إلى حوض المتاهة أدناه.
‹ ‹مسدس المياه مذهل! حقا مذهل!! انظروا!!› ›
‹ ‹آه، انتظرني!› ›
في هذه الأثناء، ضغطت شوكُهو ميساكي أسنانها بهدوء وحاولت تحفيز نفسها.
(لا بأس. حتى الأطفال يضحكون ويلعبون هنا! لا يهم إذا لم أملك قدرة السباحة! الماء ليس بعمق خمسة أمتار أو أي شيء كهذا. فيني أن أمشي على طول الممر كالمعتاد وأصل إلى المخرج كالمعتاد. القدرة البشرية الطبيعية أكثر من كافية هنا.)
لكن مهما قالته على الظاهر، كانت أكثر من مذعورة في أعماقها، لذلك تغاضت عن حقيقةٍ صغيرة.
صرخت طفلة تخلفت عن المجموعة المارة قائلةً ‹ ‹انتظروني!› ›
وبعد لحظة،
-دُن!!- اصطدمت تلك الطفلة البطيئة بظهر شوكهو ميساكي.
بدون وقت للصراخ، ضرب وجهها تناثرًا هائل المياه حينما اخترق سطح الماء.
بكل جدية، ملأ الخوف على حياتها كامل كيانها.
تحت الماء، كان كل شيء يتلألأ لامعًا ولم تستطع حتى معرفة أي طريق للصعود.
‹ ‹ك-كحح؟!› ›
لَوَّحت بأطرافها، لكن ذلك لم يساعد. كانت كالهامستر يركض ويسير بعجلته. في هذه الأثناء، تحول الأكسجين الموجود داخل جسدها إلى شيء آخر ولفت حرارة غريبة حول عقلها.
‹ ‹أوه، من جدك!!› ›
ظنت أنها سمعت صوتًا فانفجرت مجموعة كبيرة من فقاعات الهواء في المياه قريبة منها. أمسك أحدٌ ذراعها النحيف فسحبها إلى السطح.
كان الصبي أشْوَكَ الشعر كاميجو توما.
‹ ‹كح! كحح!!› ›
صرخ على الفتاة الجميلة (كما ادَّعَت) من مسافة قريبة وهي تسعل.
‹ ‹الماء ليس بعمق مترٍ حتى!! أأنتِ من أولئك الذين يُتعبون الحارس المشغول بالغرق في حوض الأطفال؟!› ›
‹ ‹كـ-كل تبن› ›
كانت مجموعة الأطفال، بمن فيهم الطفلة التي صدمتها، ينظرون بقلقٍ وتوتر إلى طريقهم من بعيد. يُفترض أن شوكُهو هي الضحية هنا، فلماذا شعرت بالذنب؟
‹ ‹وإذا كنتِ ما تعرفين السباحة، فلا بأس. لماذا غضبتِ كثيرًا؟ ولكن إذا كنتِ تشعرين بتعبٍ حقًا، سأنادي الإسعاف› ›
‹ ‹قلت كل تبن!!› ›
صرخت بيأسٍ ووجهها مُتَورّدٌ تمامًا وحتى قمة رأسها تبللت، لكنها بعد ذلك أمسكت بذراع كاميجو توما.
‹ ‹.......ماذا تفعلين؟› ›
‹ ‹همف. أين الروعة في قدرة الطفو في الماء؟ أوحقًا عليك أن تسبح سباحة الصدر كالضفدع حتى يعظم شأنك في الحياة؟! لو لم يُجبر الناس على الأرض أنفسهم على ابتكار هذه التقنيات للتنقل عبر الماء، فلن يكون على أمثالي أن يضطروا للتمثيل!› ›
‹ ‹ولكن ما علاقة أي من ذلك بإمساك ذراعي؟!› ›
‹ ‹الآن بعد أن وصل الأمر إلى هذا، ما لي خيار سوى أن أراهن على كبريائي بأن أسافر عبر هذا المسبح الذي كان أصلاً مركزًا تجاريًا تحت الأرض. لكنني لن أسمح لأي أحدٍ أن يراني أعتمد على عوامة أطفال، ولذا سأختار بديلاً أكثر أناقة› ›
أساسًا، كانت تخشى أن ينشر الناس إشاعة بأن الآنسة شوكُهو ميساكي كادت أن تغرق في بركة بعمق أقل من متر، لذلك كان هدفها اليائس هو أن تقمع هذه الشائعة بأن تُرى وهي تسافر عبر المسبح دون مشاكل.
وبدلاً من استخدام ذراعيها والركل بساقيها للسباحة، كانت تمشي بأناقة معتمدةً على ذراع الصبي.
لكن...
‹ ‹تراها تلمسني! طول الوقت وأنتِ تضغطين بهم على ذراعي حتى الآن!!› ›
‹ ‹أنت حقًا، حقًا عليك أن تخرس! عندي أشياء أهم أقلق بشأنها!!› ›
‹ ‹مهما كانت متواضعة، فلا يزال الصدر صدر!› ›
‹ ‹ما الذيغيااه؟!› ›
ما إن نظرت إليه، ضربت كرة شاطئ قادمة وجهها.
على بُعدٍ قصير، كانت بضع فتيات يرتدين ملابس السباحة مذعورات من الضربة الرائعة، وجاءت كلمات كاميجو توما بمثابة الضربة النهائية.
‹ ‹ليس ثانية. هذا تمامًا مثل المشكلة التي سَبَّبتِها من أنكِ لم تلاحظي الطفلة التي أتت من ورائك. هذا خطأك أنكِ لم تريها تأتي من أمامك مباشرة. أهي فقط بالسباحة، أم أنكِ غير رياضية بالمرة......› ›
‹ ‹هِه هِه... هِه هِه هِه هِه. هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه هِه يه هِه هِه هِه هيه هيه› ›
ما عادت شوكُهو ميساكي تهتم بالمظاهر.
مع ضحكٍ قاتم، وضعت يدها في شنطتها، وسحبت أحد ريموتاتها العديدة بالداخل، ووجهته في كل اتجاه.
‹ ‹لأمحون ذكرياتكم!! لأمحو كل ذكرى عن افتقاري البائس للقدرة!!››
‹ ‹تمهلي! ألا ترين أنكِ مستبدةً قليلاً؟!› ›
بالمناسبة، ضَمَّنَت كاميجو توما في الأهداف، لكن دوخةً قليلة جعلته يُمسك رأسه بيمينه فألغى أوامرها.
في هذه الأثناء، واصلت طريقها عبر البركة المتدفقة للممر وهي تسحب الصبي المذهول كعَوَّامةٍ بشرية.
‹ ‹أشعر أنني مُجبر على المساعدة في شيءٍ فظيع› ›
‹ ‹همف. جائتك ميزة مرافقة شوكُهو ميساكي، المنتل آوت، أحدُ المستوى 5 السبعة في المدينة الأكاديمية، ولذا هذا بطبيعة الحال هو أهم ما يُميز إجازتك الصيفية الكئيبة› ›
‹ ‹مستوى 5؟› ›
‹ ‹صحيح› ›
‹ ‹مِنتل آوت؟› ›
‹ ‹صحيح! أعندك مشكلة؟!› ›
‹ ‹نعم، أكيد تمزحين. لكن سمعتُ أقوالاً أن ذات المستوى 5 المتحكمة العقلية كانت امرأة شابة (أونيه-سان) ذات جسمٍ خيالي!!› ›
‹ ‹أنا امرأةٌ شابة!! ولطالما كنتُ الأكثر نضجًا في صفي!› ›
لكن لسبب ما، أعطاها كاميجو توما نظرة لطيفة.
‹ ‹شوكُهو-كن. شوكُهو ميساكي-كن. ربما قلتُها من قبل، مهما كانت متواضعة، فإن الصدر صدر› ›
‹ ‹ما-ماذا عن ذلك؟› ›
‹ ‹اسمعي يا صغيرة. عندما أقول امرأة شابة، أعني واحدةً تُدير مسكنًا للطلاب ولها كرمٌ وتسامح بأن تُقدم المشورة لأي أحدٍ جاءها. وهناك شيء واحد تفتقرين إليه في هذا الصدد. أتعرفين ما هو أيتها الفتاة الصغيرة؟› ›
لا يمكن أنها تعرف، لذلك نظرت إليه محتارة فأعطى الشاب جوابه.
‹ ‹صدرك الشائع هذا لا يؤهلك أن تغري كما المرأة الشابة. استسلمي وحاولي مرة أخرى لاحقًا› ›
‹ ‹مااذاااااااااءء!!؟!؟؟› ›
- الجزء 5
أمسكت شوكُهو ميساكي في الحاضر رأسها بيديها.
بصفتها طالبة في مدرسة بنات، ما كان عندها العلم بالصبيان حتى تعرف شكل العاديّ منهم، لكنها مع ذلك تتساءل عما إذا كان ذلك الفتى أشوَكُ الشعر هو من الأسوأ.
(حسنًا)
وهي تفكر في تلك الكلمات الغبية، خفضت نظرتها.
مع تأثير صوت اهتزاز غريب، برزت كتلتان كبيرتان من صدر زيها الشتوي.
(يبدو أنني كبرت أكثر من اللازم بفضل ذلك☆)
قابلته عدة مرات في جميع أنحاء المدينة، لكنهما لم يتبادلا أرقام الهواتف أو أي شيء من هذا القبيل.
ربما رأيا قيمةً في لقاءهما صدفةٌ كل مرة.
وقد وضعت قاعدة شخصية أخرى: لم تنظر أبدًا في عقله بالمِنتل آوت.
لماذا قررت ذلك؟
لا بد أنها رأت قيمةً في ذلك أيضًا.
صعدت الدرج وغادرت مركز التسوق تحت الأرض.
طعن برد أواخر نوفمبر جلدها ولم تشعر بلمحةٍ من حرارة الصيف.
ثم سارت على طول طريق كبير لفترة من الوقت.
ربما من قلة الأراضي، كانت جميع المباني في هذه المنطقة طويلة شاهقة، ولكنك ترى فجوات بينهم هنا وهناك.
أحدها كان مدخل الحديقة.
توقفت فجأة واستدارت إلى ذلك المدخل والأعمدة التي تمنع السيارات من الدخول.
أمكنها أن تجد بقايا ذكريات هنا وهناك.
وفي هذه الحديقة كذلك ذكرى.
- الجزء 6
في أحد الأيام، وجدت شوكُهو ميساكي الصبي أشْوَكَ الشعر جالسًا على مقعد في الحديقة. سواء أفاده أم لا، فقد اختار مقعدًا في الظل هربًا من الحرارة. أرادت أن تخمن إنه يقرأ، لكن ربما لم يكن صحيحًا تمامًا. كان يطالع دفتره، لكنه لم يكن يحمل شيئًا يكتب به.
ما الذي يفعله؟
سأل فضولها وهذا كان رده.
‹ ‹تنويم! بهذا سأجعل أي شخص يفعل ما أقوله!!› ›
‹ ‹تنويم؟› ›
‹ ‹تلك السينباي رائعة بحق. حقًا تستطيع فتيات الثانوية فعل أي شيء! يركبون الدراجات النارية ويعملون دوامًا جزئيا ويجيبون على أي شيء تسأله عرضًا. أخذُ هذه الخطوة من المدرسة الإعدادية إلى الثانوية لرائعٌ حقًا. إنها بالغة!!› ›
‹ ‹ماذا؟! تحاول أن تغضبني؟!› ›
دخلت شوكُهو للتو عالم المدرسة الإعدادية هذا العام، لذلك لم تعجبها هذه النظرية. أشعرتها بأنها متأخرة بعدة مستويات.
لكن في الوقت نفسه، لاحظت أن الصبي قد طلب شيئًا من فتاة الثانوية تلك. في هذه الحالة...
(حسنًا. هل ربما يدرس علم النفس حتى يبحث موضوعٍ يحادثني به؟)
لقد كان بعيد المنال إن كان هذا هو الحال، ولكن لماذا لا تساعده بجهوده هذه؟
جلست بجانبه واستمر هو يقرأ في الدفتر بيدٍ.
‹ ‹لكن ألا تستخدم مناهج الأكاديمية منومًا مغناطيسيًا؟› ›
‹ ‹نعم، هناك بعض الأطفال الذين يستخدمون التفريغ العاطفي وفرط الذاكرة والتنويم المغناطيسي الذاتي ومثل هذه كمحفزات أو أمان، لكنني أشك بشدة أن ذلك ينطوي فقط على تعليق رقاص ساعة بلاستيكي من الخيط ثم نأرجحه ذهابًا وإيابًا› ›
‹ ‹هيّا، هذه المرة فقط! أود فقط لو أجربها مرة! قليلاً فقط!!› ›
‹ ‹طيب، ولكن إذا نجحت، فهو دوري. وسأفعل لك المثل› ›
تحذيرها سيُخوفه كثيرًا من انتقامها لو حاول فرض أي أمرٍ غير محترمٍ عليها.
مع أخذ ذلك في الاعتبار، شاهدت الفتاة الفتى وهو يحمل رقاص ساعة من الحجر القوي أمام عينيها.
طوال الوقت، كان ينظر إلى دفتر الملاحظات بدلاً منها.
‹ ‹تمام، هنا. مم...أولاً، حدقي في الرقّاص› ›
(.....سيكون الأمر مخيفًا جدًا إذا كان هذا كافيًا للتلاعب بعقل أحد. هذا مثل إجراء عملية جراحية دون معرفة ما تفعله)
هي اتبعت تعليماته أثناء العمل لمنع أفكارها من الظهور على وجهها.
و.
‹ ‹والآن انتبهي... بوم!!› ›
صفق بيديه أمام وجهها مباشرة. في الواقع كانت هناك طريقة لإحداث التنويم بفعلٍ غير متوقع. على سبيل المثال، يمكنك أن تفرك ظهرهم لتجعلهم يركزون على حركات إصبعك.
لكنها بائسة إن كانت الطريقة بهذه البساطة.
‹ ‹هل نَجَحَت؟› › سأل الفتاة المتفاجئة. ‹ ‹أ-أرجوكِ استرخي› ›
(التحكم في الناس ليس بهذه السهولة!!)
‹ ‹.....› ›
ابتلعت أفكارها واتبعت تعليماته. تركت عينيها تلمعان وكتفيها يرتخيان. نادى الأبله ذو الشعر الأشْوَكِ عليها ولَوَّح يده أمام وجهها ليختبر ردود أفعالها، لكنه بدا أخيرًا يؤمن بقوته.
‹ ‹لقد نَجَحَت. مدهش. دفتر السينباي حقيقية! إنها حقًا فريدة لصنعها طريقة حتى لهاوي مثلي أن يستخدمها. حقًا فتيات المدرسة الثانوية يفعلن أي شيء! إنهم بالغون حقًا!!› ›
(ماذا؟! لماذا جهودي حَسَّنت رأيه في تلك العجوز؟!)
فكرت فتاة الإعدادية لفترة وجيزة أن ترمي كل شيء وتهاجمه وجهًا، لكنها قررت أن تدمر هذا لن يكون بمُمتعٍ فاستمرت في تمثيلها. الآن بعد أن حصل كاميجو على الحق في أن يستخدم أحدًا آخر بحرية، أرادت أن ترى أي نوع الأوامر سيقدمها لهذه الفتاة الجميلة (كما ادَّعَت).
‹ ‹مم، طيب. أمري الأول› ›
نظر إلى دفتر الملاحظات بعنوان "دفتر كوموكاوا سيريا للتنويم ☆"
ثم قالها.
‹ ‹فيكِ رغبة قوية في أن تقفي وترفعي تنورتك بكلتا يديك› ›
‹ ‹...!!!؟؟؟› ›
ظنت أن قلبها سيقفز إلى حلقها.
(قد ... قد ... قد ... قد استسلم تمامًا لرغباته ما إن ظن أنه نجح، ولا؟)
بدأت ترتجف، لكن يبدو أن كاميجو لم يلاحظ ذلك.
نظر إلى وجهها مرتبكًا، وأمال رأسه، ونظر ثانيةً إلى دفتر الملاحظات.
‹ ‹غريب. لم تعمل. لكنها مذكورٌ هنا أن نختبر ذلك أولاً› ›
‹ ‹.....؟› ›
حركت شوكُهو عينيها فقط لتلقي نظرة على دفتر الملاحظات في حِجره.
استخدم شخص ما قلم تمييز في جميع أنحاء الصفحة، ولكن تم تأكيد نقطة واحدة أكثر من البقية.
[ الإحراج عاملٌ مهم لإظهار مقاومة الإنسان. للتحقق مما إذا كان المرء تحت سيطرتك أم لا، عليك أولاً أن تختبر أمرًا يسبب إحراجًا كبير. على سبيل المثال، فيكَ أن تطلب أن ترفع تنورتها.]
(تلك العجوز إنما تختلق الأشياء!!)
في الواقع، كُتِب دفتر الملاحظات المزيف ليُوَجِّهَ الفتى في اتجاهٍ فاحش بغض النظر عما يفعله.
على الأرجح، أدركت تلك "السينباي" أن شوكُهو كانت المتورطة بمجرد أن قدم كاميجو طلبه. وربما من غيرتها، ابتكرت هذا الدفتر الهرائي وأعطته لكاميجو. كان هذا بالضبط نوع الأسلوب الذي تتوقعه من "تلك العجوز"
في المرة القادمة التي يلتقيا، أقسمت أن تسيطر عليها بالمِنتل آوت، وتُلبسها المايوه الكاشف، وأن تُرقِصَهَا رقصة كرنفال السامبا وحيدةً، ولكن التعامل مع الوضع الحالي كان له الأولوية.
‹ ‹لـ-لكن هذه ورطة. أليس سيئًا لو نومتها فتركتها معلقة هكذا؟ تبًا. هل هناك طريقة لوقف التنويم؟! مثل مفتاح اللمبة أو شيء كهذا؟!› ›
ما الذي نواه فعلاً لو كان هذا حقيقيًا؟
ازداد غضبها أكثر فأكثر عندما كان يتصفح صفحة بعد صفحة، لكنها أدركت أن لديها أشياء أكبر تقلق بشأنه.
وهي الصفحة التي توقفت عليها يده.
‹ ‹ها هو! لنرى، لنرى. إطلاق التنويم المغناطيسي في حالات الطوارئ. إذا فشل التنويم المغناطيسي، فقد يتسبب ذلك في أضرار كارثية لذكريات المرء أو بشخصيته، لذلك لا تتردد لثانية عند تنفيذ هذا الإصدار الطارئ. ولكن انتبه، لن يساعد الصراخ أو الصفع. إن إحراجهم هو ما يتدخل في أوامرك، لذا عليك أن تزيد من ذلك إلى أقصاه› ›
(إيه؟ مهلا)
‹ ‹على سبيل المثال، بأن تزيل سروالها› ›
‹ ‹هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!!!؟؟؟› ›
فقدت السيطرة على نفسها وأدخلت زاوية حقيبة يدها في منتصف رأسه الأشوك.
- الجزء 7
«..............................................................................................................................................»
شعرت شوكُهو وكأنها وَدَّت أن تُمسك رأسها وتتلوى، لكنها استخدمت كل قوتها لتقمع هذه الرغبة.
لم يكن في الواقع خطأ الصبي أشْوَكَ الشعر.
كانت تلك "العجوز" المخطئة وهي خُدِعَت بكل بساطة.
لاختلف الأمر لو أنه فهم ما كان يحدث وتماشى معها أثناء لعب دور الضحية، لكنها شكت أنه كان بهذا المكر.
كانت داخل حديقة باردة مغطاة بأوراق بنية مجففة. لابد أنها كانت نقطة مشتركة بين مجالات نشاطهما لأنهما تشاركا ذكرى أخرى هنا.
فمثلاً...
- الجزء 8
لم يعد بإمكان شوكُهو ميساكي أن تسمع صرخات حشرة الزيز العالية.
وكان السبب بسيط.
في ذلك اليوم الصيفي، غطاها الحَمَام من كل صوب.
‹ ‹......› ›
‹ ‹واااه، وااه، واااه!!› ›
لَوَّح الصبي أشْوَكُ الشعر حقيبته محمومًا ليطرد الخمسين حمامة أو نحو ذلك.
كل الفشار الموجود في حاوية الكرتون قد طارت وطاحت، وما بقي ما يؤكل إلا قطعتين أو ثلاث.
‹ ‹نظرتُ بعيدًا لثانية حتى آتي بمشروبات وهذا ما يحدث! ماذا تفعلين حتى؟!› ›
‹ ‹لكن... أنا ... ليس خطأي! كنتُ أنا من هاجمته حَمَام الحديقة!!› ›
‹ ‹..... ليس أنكِ غير رياضية وحسب...› ›
‹ ‹ماذا؟!› ›
‹ ‹لماذا يبدو هذا مألوفًا جدًا؟ أيعقل أنه عندكِ مثل نحسي.....› ›
‹ ‹لا، ما عندي. ملكةٌ مثالية مثلي لن تأتيها أبدًا قدرة سلبية تعرض على شاشة حالتها!› ›
ومع ذلك، دَوَّر الصبي في حقيبته بنظرة مشفقة في عينيه.
أخرج صافرة فضية في كيس بلاستيكي وسلمها للفتاة النحيلة التي لا يزال الريش في زيها الصيفي وفي شعرها. كانت صفارة ما تُستخدم في مباريات كرة القدم وما شابه، ولكن من المحتمل أن تكون مخصصة لحالات الطوارئ. يمكنها استخدامه لإعلام الناس بمكان وجودها إذا تقطعت بهم السبل أو لو دُفنت على قيد الحياة.
‹ ‹حصلتُ على هذا أثناء خوضي تدريبًا ما، خذيها. أنتِ بحاجة إلى شيء كهذا معك في كل الأوقات. وسأكون قلقاً خلاف ذلك› ›
‹ ‹ماذا تقصد؟› ›
‹ ‹استخدميه إذا كنتِ في مشكلة. لعله يمنحني وقتا أن أُنقِذك› ›
بمجرد أن أخذته "لأنه قال ذلك"، أدركت أنها تَرَوَّضت جيدًا. على أنها ما كانت لتعترف بذلك أبدًا.
(بصراحة، هذا ليس كأن تضع جرسًا على طوق قطة)
على أنها فضية لامعة، وَجَدَت أن الصافرة مصنوعة من البلاستيك أو شيء مشابه ما إن أزالتها من الحقيبة. لقد كان منتجًا رخيصًا مطليًا بالفضة وربما كانت تساوي أقل من مئة ين، ولكن من المحتمل أن تكون الصفارات قد وُزّعت على جميع الطلاب في المدرسة وظَنَّت أنها مفيدة لو استخدمتها ربما.
بدأت تضعه في فمها عرضًا، لكنها تجمدت بعد ذلك.
(مهلا. نظرًا لقدرة هذا الشيء المستعملة، أيعقل أن تكون هذه قُبلة من بعيد؟)
تحول وجهها سريعًا للأحمر، لكن كاميجو فقط تثاءب. جاءتها رغبة مفاجئة في ضربه، لكنها أعادت النظر. أعطاها وهي لا تزال في الكيس البلاستيكي. لذا ربما حصل عليها أثناء تدريباتٍ على الكوارث ثم لم ينزعها من كيسها أبدًا. وقد رأى الفتاة هنا كعلبة قمامة.
أثار ذلك حنقها قليلاً، لكنها استرخت ووضعت الصافرة في فمها.
‹ ‹أسيُفيد هذا الشيء حقًا؟› ›
‹ ‹من يعرف. لكن ينبغي أن يكون أسهل على الحلق من الصراخ. قد جربتها مرة وكان صوتها مرتفع حقًا› ›
رنت صافرة مشوهة بشكل مروع في جميع أنحاء الحديقة.
في النهاية، القُبلة من بعيد هي قُبلة من بعيد.
- الجزء 9
تنهدت شوكُهو ميساكي الحاضرة.
كانت تلك الصافرة لا تزال في حقيبة يدها.
لم تستخدمنها أبدًا ولم تحتج، لكنها لم تجد أي سبب أن ترميها أيضًا.
وفي آخر الأمر، لم تتخلص من ارتباطها المستمر لدرجة أن تقطع كل العلاقات.
قد نقول هذا عن أي شخص، ولكن كان هناك تناقضات بين من تريد أن تكون ومن تكون حقًا.
وكان ذلك الفتى أحد المجالات القليلة التي كانت على استعداد للاعتراف بهذه الحقيقة.
(بالتفكير بالأمر...)
داخل تلك الحديقة التي كانت شبه فارغة بسبب البرد، تبادر إلى الذهن وجه فتاةٍ معينة.
تلك الفتاة ميساكا ميكوتو.
كانت طالبةً زميلةً لها في توكيواداي الإعدادية وثالثة المستوى 5 في المدينة الأكاديمية.
كلاهما كان كالزيت والماء. في الواقع، بل بالكاد كانا قابلين للمقارنة.
على أي حال، دائمًا ما ينتهي بهما الحال في جدال كلما التقيا.
(وربما هذه الذكريات جزءًا من سبب أنّي لا أتحملها)
صبي كبير وآنسة من توكيواداي.
قوتها لم تنجح معه.
قُبلة من بعيد.
كانت المسارات التي سلكوها مع ذلك الصبي متشابهة من جميع النواحي. ولو لا مشكلة ذكرياته، لربما كانت شوكُهو هي من ستكون معه الآن.
كانت تعلم أن عليها الاستسلام حقًا، لكنها أيضًا لن تضع الريموت على رأسها مرة أخرى.
قد ألغت ونَسَت خيار نسيان كل شيء.
«ياللازعاج.....»
عبرت الحديقة شبه الفارغة وشقت طريقها خارج المخرج الآخر بتنورتها القصيرة لزيها الشتوي تهب مع الرياح.
سارت أكثر عبر العديد من المباني الشاهقة في المدينة.
رأت عددًا لا يحصى من الأزقة الضيقة في الظلام القاتم بين المباني.
توقفت فجأة أمام أحدها.
هذا المكان.
لم تكن كل ذكرياتها مع كاميجو توما ممتعة. يتطابق بعضها تمامًا مع جو الظلام الخطير الذي يملأ هذا الزقاق الضيق.
وربما كانت هذه طريقة أخرى شابه بها مسار ميساكا ميكوتو بمسار شوكُهو مع الصبي.
ببساطة، كانت هناك حادثة سَدَّت دربها وما كانت لتقع فيها أبدًا لو لم تكن في المستوى 5.
وقد تَحَدَّته مع ذلك الفتى.
- الجزء 10
‹ ‹لهث لهث!!› ›
كان كاميجو توما يلهث ككلبٍ ضال مرهق وهو يركض في ليلة الأكاديمية الحارة.
لم يكن وحده. كانت يده تمسك يد شوكُهو ميساكي التي لبست زيًا صيفيًا جديدًا.
أساسًا، كانت هي المستهدفة.
ركضا أمام لافتة في قاعدة عَنَفَات (توربينة) الرياح لإخطارهم بجريمة قتل حدثت مؤخرًا. استدارا وخرجا من الطريق الرئيسي.
‹ ‹ا-انتظر! لماذا اخترت دخول زقاقٍ فارغ؟!› ›
‹ ‹نظرًا لسرعتهم، فإن الشارع العريض أخطر! وبسرعتهم تلك، لن يقدروا على أن ينعطفوا انعطافات ضيقة!!› ›
ربما لم تكن هذه الفكرة خاطئة، لكن قدرات مطاردهم تفوق التوقعات.
عادت الكلمات الموجودة على اللافتة السابقة إلى ذهن شوكُهو.
كانت هناك جريمة قتل مؤخرًا ويمكن لخطأٍ واحد هنا أن يعطي الاثنين مصيرًا مشابهًا.
سمعت صوت عجلات تحترق الأرض من تحت.
كان مطاردهم صبيًا يرتدي بدلة ركوب حمراء وخوذة كاملة الوجه. ومع ذلك، كانت لديه عجلات تزلج مضمنة صغيرة مثبتة في أكثر من خمسين مكانًا: قيعان القدمين والركبتين والمرفقين والكتفين والمعصمين والخصر والظهر والصدر وما إلى ذلك.
علاوة على ذلك، كان لديه محركان نفاثان صغيران على ظهره. كان عرضها عشرين سنتيمترا وطولها خمسة وخمسون سنتيمترا.
اتجه المطارد نحوهما وهو يميل إلى الأمام مثل متزلج سريع.
لم يفعل أي شيء معقول مثل انطلاق من الأرض.
سيكون من الأدق القول إنه انطلاقٌ من الحائط.
‹ ‹اللعنة!!› ›
تجاوز مِئتي كيلومتر في الساعة. هذه السرعة المذهلة تنافس الأفعوانية وسيغير مجاله مؤقتًا إلى الجدران أو حتى السقف.
حتى الاصطدام البسيط من كتلة بحجم الإنسان سيكون لها تأثيرٌ قاتل بهذه السرعة.
ومع ذلك، حمل الصبي شيئًا يشبه البازوكا على كتفه. لقد كان في الواقع مخبأ قنابل مدفوعًا بالمتفجرات.
إذا تصادما، فمصير شوكُهو وكاميجو أن يُرسلا الى الحياة الأخرى من ضربة واحدة.
إجمالاً، كانت المعدات تُعرف باسم [كوين دايفر] [4]. تماشيا مع الانطباع الأولي، أُنشِئَ نظام السلاح من الألف إلى الياء ليسحق شوكُهو على وجه التحديد. تسمح سرعتها الساحقة بإنطلاقةٍ واحدة تُصيب قبل أن يتم التحكم فيك. كان المفهوم هو قتل المستوى 5 ولو كان دمارك.
لَوَّحت شوكُهو ريموتها للتفاز بغض النظر، لكن هذه الطريقة بها نقطة ضعف مُعَيّنة. كان قاعدتها الشخصية هي أن تُقَسّم قدرتها القوية للغاية مِنتل آوت من أجل أن يسهل عليها استخدامها. وطالَبتها قاعدتها هذه أن تُوَجّه الريموت نحو هدفها.
عدوها سريع، وتصويبها بطيء.
ومع ذلك، حتى لو تأكدت أنها صَوَّبت تمامًا وأصابت، فإن تحركات العدو لم تكن لتتوقف.
(هل تلك الخوذة ترصد قدرة موجات الدماغ غير الطبيعية فتُحول التحكم من الإنسان إلى البرنامج؟!)
ربما كانت منتل آوت أقوى قدرة عقلية، لكنها لم تنجح حتى مع الآلات النقية أو الحيوانات غير البشرية. من الواضح أن هذه المعدات صنعت خصيصًا لاستهدافها.
(غير مسألة القوة، هذا نِدٌّ سيئ. وليس لي وقتٌ أن أزيل "قيدي" وهو يتحرك بسرعة كبيرة. لقد بذلوا قصارى جهدهم أن يُنشئوا سلاحًا لا فائدة منه غير قدرته على قتلي!!)
وهي تفكر وتكشر أسنانها، انتزع كاميجو الريموت من يدها.
‹ ‹مَهْ—...› ›
قبل أن تصيح فيه، ألقى الصبي أشوك الشعر الريموت على بدلة الركوب الحمراء بأقصى ما يستطيع.
كان هذا إهدارًا كاملاً، مثل إلقاء بندقية دون عناء سحب الزناد... لكنه لا يزال فعالاً.
بمجرد أن اصطدم الريموت بالخوذة التي تغطي كامل الوجه، فقدت بدلة الركوب توازنها أثناء تزحلقها بالحائط لاختراق جسم شوكُهو. وبمجرد أن فقد السيطرة، أصبح المطارد الذي ركب قضبان قطار أفعواني غير مرئي هشًا للغاية.
انقلب وسقط على الأرض.
أبعد من ذلك، قد شق طريقه منطلقا عبر كل شيء على الأرض بسرعة مِئتي كيلومتر في الساعة. مرّ بجانب شوكُهو وكاميجو واصطدم بدراجة قديمة وبقيت بعض علب القمامة في الزقاق.
كان ذلك عندما سمعت شوكُهو انفجارًا ورأت ضوءًا برتقاليًا ينبثق.
‹ ‹تستهبل....› ›
حتى كاميجو، الذي يفترض أنه هزم المطارد، كان مذهولًا لدرجة أنه توقف عن الركض.
‹ ‹هل أثرت صدمة السقوط على المحرك النفاث؟! ما مدى خطورة هذه الأشياء التي يعتمدون عليها؟!!› ›
يبدو أنهم وضعوا الحد الأدنى من تدابير السلامة.
سمعوا صوت فتحة صودا مهتزّة تضخمت عشرات المرات. أحاط شيء مثل البخار الأبيض ببدلة كوين دايفر الضيقة. كان على الأرجح غازاً لا يُحترق.
من المحتمل أن المطارد قد لَفَّتهُ النيران لأقل عن عشر ثوان، لكن درجة حرارة احتراق وقود البدلة النفاثة كانت غير عادية. لم يكن من الواضح ما هي المادة التي صُنِعت منها البدلة، لكنها ربما ذابت على جلده كالجبن.
لا بد أن سيارة إسعاف مدنية قد مرت على الطريق الرئيسي لأن صفارات الإنذار قد وصلت إلى آذانهم بتأثير دوبلر. كان الضجيج أشبه بشكل غير سار من الموت والعنف.
ثم، كما بدأ كاميجو يتقدم ليساعد المجرم الذي استهدف حياتهما، شيء آخر أوقفه.
اقترب المزيد من بدلات الكوين دايفر.
مع الصوت غير السار لعجلاتهم تتزحلق على الأرض، قاموا بسد طريق الصبي والفتاة من الأمام والخلف وحتى من فوق.
كانوا جميعًا يرتدون بدلات ركوب حمراء وخوذات كاملة الوجه، لكن أشكالهم أشارت إلى أن المجموعة تضم كلاً من الأولاد والبنات. بناءً على ارتفاعاهم وعرض أكتفاهم، استنتجوا أيضًا مجموعة كبيرة من الأعمار.
أمسك كاميجو يد شوكُهو وصرخ منزعجًا.
‹ ‹لقد كان معكم، أليس كذلك؟! ألا تقلقون عليه؟!› ›
‹ ‹لن ندع العاطفة تعترض› › أجاب صوتٌ ذكر. ‹ ‹لدينا شيءٌ أهم نتعامل معه› ›
أخفوا جميعًا وجوههم خلف الخوذات التي منعت الهجمات العقلية، ووجهوا جميعًا قاذفة القنابل المفخخة بالمتفجرات إلى الصبي والفتاة.
‹ ‹الموت للمستوى 5› ›
أحاط بهم طوفان من الضجيج بينما كان المطاردون يجهزون أسلحتهم.
خلق الحقد البشري قفصًا مخيفًا أكثر من الأسلحة.
‹ ‹الموت للمستوى 5› ›
بدا الأمر وكأنها طقوس عبادة غريبة.
ستغلب أصواتهم المستاءة أي سامعٍ سمعهم وتُظهر مدى ضَلالهم.
‹ ‹الموت للمستوى 5 الذي سلبنا كل شيء› ›
- الجزء 11
تذكرت شوكُهو ميساكي الحالية تلك الأحداث وهي تواجه مدخل الزقاق في الرياح الباردة.
لعلَّهُ بدا سخيفًا، ولكن حتى خارج هذه المدينة، كان من الشائع أن ترى مناطق جذب حيث ينزلق المرء في منحدر ببدلة ركوب مغطاة بعجلات أو أن تجد بدلات مصنوعة خصيصًا تستخدم الزلاجات المضمنة ومحرك نفاث في الخلف تصل سرعته إلى أكثر من مئة كيلومتر في الساعة.
وتلك المجموعة قد جمعت بين عدد قليل من هذه الأشياء وأضافت استقراراً عاليًا وتحكمت بالإلكترونات لتُنشئ السلاح كوين دايفر.
خطرت ببالها اسم مجموعة بدلة الركوب الحمراء.
ددلوك.
المجموعة التي أخذت هذا الاسم الإنجليزي يمكن أن نصفها أنها جماعةٌ من الطلاب وصلت قوتهم إلى طريقٍ مسدود ولن تتقدم أكثر لسببٍ ما.
كانوا ينتمون إلى عددٍ كبير من المدارس والسنوات المختلفة.
بعضهم من السيدات المخمليات وبعضهم من الأولاد الجانحين.
كانت الأيديولوجية التي جمعت [ددلوك] بسيطة بشكل يثير الصدمة وأن الأفعال التي اتخذوها في الواقع تجاوزت الصدمة.
وطأت قدم شوكُهو ذلك الزقاق لأول مرة منذ فترة طويلة.
عادةً ما كانت لتطأ مثل هذه المناطق أبدًا (ولن تسمح لأي من طالبات توكيواداي أن يعرفن مكاناً يُوَتّرها،) لكنها اليوم كانت ممزّجة. [5]
اختفت الدراجة المهجورة وعلب القمامة بالطبع، لكن الموقع العام لم يتغير كثيرًا.
في منتصف الطريق أسفل الزقاق، توقفت ونظرت مستقيمًا.
«نعم نعم. قد كانت هنا»
انتشرت السماء وهي محصورة في شكل قمم الزقاق الضيق، ودرج طوارئ قديم صدئ غزا مساحة تلك السماء المحدودة.
كان هناك بابٌ صغير متصل بالسلسلة عند مدخل الدرج، لكنها استطاعت صعوده بسهولة إذا تجاهلت تنورتها القصيرة.
بينما كانت تخطو على كل خطوة حمراء وصدئة قد تُكسر في أي لحظة، صعدت سلم الطوارئ.
لم تهتم بأي من الأبواب في الطريق.
كانت متجهة إلى سطح المبنى الصغير متعدد المستأجرين.
بعد ذلك كان الموقع النهائي.
الموقع النهائي الذي ركضت إليه هي وكاميجو توما.
- الجزء 12
قفزا من مبنى لمبنى، من سطح لسطح.
لكن أن يضطر إلى إحضار شوكُهو ميساكي بتنورتها القصيرة المرفرفة لزيها الصيفي الجديد تمامًا كان بمثابة ضرر كبير لكاميجو توما. كانت على استعداد أن تعترف الآن: كانت غير رياضية فظيعة. خلال الاختبار الرياضي في أبريل ذلك العام، أجبرتها نتائجها الرهيبة أن تتلاعب بذكريات كل من رآها. كان عليها أن تبذل جهدًا عظيم بأن تتشجع ثم تبدأ ركضها لعبور "الوديان" التي لم يكن عرضها حتى مترًا واحدًا، لذا فإن الدِدلوك وبدلاتهم الكوين دايفر قد حاصروهما كما متوقع بثوانٍ.
حوصِرا من كل جانب.
لا بد أن الدِدلوك كانوا يتواصلون عبر الهاتف أو مثل هذا لأن المزيد من طلاب البدلات الدراجية وصلوا على طول طرق مختلفة. وكان منهم أكثر من ثلاثين فوق سطح المبنى. قد تحاول شوكُهو استخدام ريموتها لتجعلهم يقتالون بعض ويمكن لكاميجو أن يشد قبضته اليمنى، ولكن إذا تقدم دِدلوك للأمام عازمين على الوقوع في انفجار محرك البدلة النفاثة، فلن يفلت الاثنان دون أن يصابا بأذى.
تحدث أحد الكوين دايفر القرمزية إلى كاميجو بدلاً من شوكُهو.
‹ ‹أمتأكدٌ أنك تريد الاستمرار؟› ›
كان يخبر كاميجو أنه سيتركه إذا تراجع الآن.
لكن...
‹ ‹طبعًا متأكد› ›
كاميجو توما لم يتردد في الرد.
لم تستطع شوكُهو ميساكي فهم ما كان يقوله حتى عندما كان ظهره يحميها.
كانت مجرد أحد معارفه العابرين.
لم يكونا أصدقاء طفولة ذو تاريخ، ولم يكونا إخوة بالدم، ولم يكونا عاشقَين، وليس بينهما علاقة خاصة أخرى من هذا القبيل. فلماذا استجاب بهذه السرعة؟ ما الذي دفعه؟
يبدو أن صبي البدلة حَمَلَ نفس السؤال.
‹ ‹لا بد أنك إسبرٌ قويٌّ جدًا لتقول هذا. لكن لا تستخف بنا لأننا نعتمد على الأدوات. حتى المستوى 4 ليس نادرًا في مجموعتنا› ›
‹ ‹لستُ بتلك الروعة› › أجاب الفتى وكأنه يبصقها. ‹ ‹أنا صفري. من المستوى 0 ...ومع ذلك هناك أشياء لن أسمح بها. وإن تعلق الأمر بهذه الأشياء، فأنا على استعداد أن أشد قبضتي› ›
‹ ‹ فهمت. إذن أنت واحدٌ منا› ›
لم يسخر منه صبي الكوين دايفر بسبب ذلك.
في الواقع، اختفى بعض الهدوء في صوته. قالت نبرته — بطريقة ما — أن مواجهة فتى من المستوى 0 كان لها معنى أكبر من مواجهة تلك الفتاة من المستوى 5.
ربما كان هذا هو الحال لهم.
رفع يده ليوقف رفاقه الجزعين [6] وتحدث.
‹ ‹ألا تجده غريبا؟› ›
‹ ‹ما الغريب؟› ›
‹ ‹كل شيء› ›
لم يقم صبي بدلة بأي مسرحية عبثية أو عنجهية.
في هذا الأمر وحده، كان مخلصًا.
اتخذ أقصر مسار إلى صلب الموضوع.
‹ ‹من حقيقة أنك قررت القتال من أجل شوكُهو ميساكي في هذا الموقف اليائس، ألا يبدو لك أنها تتحكم بك بالمنتل آوت؟› ›
- الجزء 13
شعرت شوكُهو ميساكي الحالية برياح باردة على السطح المربع للمبنى متعدد المستأجرين.
لم تنوي القفز من مبنى إلى آخر. كانت تدرك افتقارها إلى القدرة الرياضية وكانت تلبس تنورة قصيرة لزيها الشتوي.
بدلاً من ذلك، بقت هنا تفكر في نفسها وتكاد تشعر أن ماضيها قد تركها وراء.
«.....»
كان هناك شيءٌ يُعرف بحقل انتشار AIM.
هي عبارة عن قوة صغيرة ضئيلة تنبعث من لاوعي الإسبر. بقدرة مُوَلّد النار، تكون حرارة. بالتحريك النفسي، يكون ضغط. بمتحكم إلكترون، تكون كهرباء. دائمًا ما تتطابق الحقول مع نوع قوة الإسبر، وكانت ضعيفة ضئيلة لدرجة أنها بالكاد تُرصد بالمجهر أو جهاز قياس دقيق.
ولكن بغض النظر عن مدى ضعفها، القوة قوة.
من المؤكد أن تلك القوة انبعثت.
فماذا عن قوة شوكُهو ميساكي؟
في حالة منتل آوت، ما نوع القوة التي بعثتها دون وعي إلى العالم الخارجي؟
كانت تلك المجموعة التي حملت الاسم دِدلوك هي الدافع وراء مراقبة أصحاب المستوى 5 وفي بعض الأحيان وضع خطة انتحارية لسحقهم.
أحدٌ ما كان يلوي العالم بطريقةٍ تناسبه.
غالبًا هو إسبرٌ قوي، لذا سيكون بطبيعة الحال أحد أولئك في القمة.
ولخاطر هؤلاء قد حُرِّفَت العدالة في العالم والظلم الذي نشأ منها قد فُرِضَ على الكثيرين.
وفوق كل ذلك، أولئك الذين لَووا العالم لمصلحتهم —ولو عنى ذلك أن تظهر مِحنٌ ومآسي فتنتشر واسعًا— لم يدركوا حتى أنهم يفعلون.
ولأنهم جَهلوا، فإن التسوية والتفاوض لمستحيل. لن يتمكنوا من إيقافها حتى لو حاولوا، لذا فإن الطريقة الوحيدة لإعادة العدالة إلى العالم هي بقتلهم.
سألها [دِدلوك] بعض الأسئلة.
هل فكرتِ يومًا أن حياتكِ سارت بأكثر من تمام؟
ألم تحسبي أبدًا أنه قد ضُحي بشيء ما لمنحك مكانةً رفيعة أو لتنمو قوتك؟
نعم.
تمامًا مثل كاميجو توما حيث رمى حياته لأجلها.
- الجزء 14
‹ ‹آه› ›
أطلقت شوكُهو ميساكي هذا الصوت الهادئ بينما كان الصبي يحميها على الرغم من كونه محاطًا بكوين دايفر الكثيرين على سطح المبنى متعدد المستأجرين.
جلب الشك القلق.
جلب القلق الخوف.
هل أفسدت قوتها حياة أحد آخر؟
ليس هذا فقط، هل تسببت في وفاة أحد؟
هل حدث ذلك دون أن تدرك؟
هل حدث ذلك دون أن تُسيطر؟
جاء إلى الذهن إشعار القتل عند مدخل الزقاق. ترددت صفارات خدمة الإسعاف المدني مرارًا وتكرارًا.
‹ ‹آآآااااااااااااااااه! هـــآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهــه؟!› ›
لم تكن قديسة.
لم ترى مشكلة في استخدام قوتها للتلاعب بعقول الناس. إنها ببساطة لم ترَ خطئًا في استخدام ما لديها.
لكنها في الوقت نفسه، شعرت أنه يتعين عليها استخدام الأشخاص بشكل مناسب وهم تحت سيطرتها.
إذا مات أحد كانت تسيطر عليه أو قَتَلَ أحدًا، فعليها أن تُعاقَب بصفتها المُسيطرة. كان لديها هذا القدر من العزيمة والكرامة.
لكن ماذا لو كان ذلك عبثيا؟
ماذا لو أنها قد سيطرت على عددٍ لا يحصى من الناس دون أن تدرك، وقد أدى ذلك إلى فقدان ثرواتهم أو مسح مستقبلهم أو حتى قتلهم؟
إذا كانت مع ذلك تدَّعي أنها آمنة وطبيعية من بعد كل ذلك...
نظرت حولها.
كلهم يرتدون بدلات ركوب حمراء وخوذات كاملة الوجه. إذا كان نجاحها هو ما سرق حياة هؤلاء الطلاب مجهولي الهوية بل وحرمهم من إمكانية إظهار وجوههم بفخر، فكيف للمرء أن يصفها؟ أمكنها دائمًا أن تدعي أنها كانت جاهلة وأنه ليس من حيلتها وبالتالي ليس ذنبها، ولكن من الذي سيُنقذ بهذه الكلمات حقاً؟
‹ ‹يا للنكتة› ›
ولكن على الرغم من أن شوكُهو ميساكي من وضعته في هذا الموقف الخطير، إلا أن كلمات الصبي أشْوَكِ الشعر تتخلل الجو الراكد.
‹ ‹أتراه ممتعًا لوم الآخرين على فشلك؟ كلما صَعُب إثبات شيء ما، صَعُب عليك مجادلته. كلكم اختلقتم سببًا يجعل من فشلكم أمرًا لا بأس به. بهذا تُرَيحون بالكم بسهولة كسلاً... أنتم تعرفون جيدًا أن هذه الفتاة ليست سبب اخفاقكم› ›
قال أحد الكوين دايفر الحمراء: ‹ ‹ربما› › كان هادئًا تمامًا ولم يظهر غضبًا. ‹ ‹حتى أنني أتساءل ما إن كنا على حق. في كل مرة أفكر فيها في مهاجمة المستوى 5 شوكُهو ميساكي، أشعر بشيء مثل ضمير ينبض بداخلي. يقول أن هذا كله هو عملٌ وحش خلقته قلوبنا الضعيفة، ولا علاقة للعامل الخارجي التي هي شوكُهو ميساكي› ›
لكنه استمر رافضًا كل ما قاله للتو.
‹ ‹لكن ألا يبدو مريبًا حقًا بالنسبة لك؟› ›
‹ ‹.....› ›
‹ ‹لن يمكنك إنكار احتمال أن هذا الخفقان الذي أحسبه "ضميري" ربما قد نشأ بالفعل لمنفعة أحدٍ آخر› ›
في العادة، لم يكن ذلك سوى وهم.
كان ممكناً أن هذا هَذَيانُ مجنونٍ لا يتحكم في قلبه.
لكن معها، كان ذلك ممكنًا. مع المِنتل آوت، كان ممكنًا. ويمكنها فقط مواجهة العالم على المستوى الواعي، لذا حتى هي لم تكن متأكدة أنها تَبْعَثُ بعضًا من قوتها من اللاوعي.
‹ ‹لهذا لن أَصِفَ غضبك بالخطأ› ›
قام صبي البدلة بتجهيز قاذفة القنابل المحصنة على كتفه بسهولة ونظر إلى كاميجو توما على أنه عدوٌ واضح، لكن صوته أظهر أنه رآهُ إنسانًا مثله.
‹ ‹ولكن هذا سببٌ أيضًا في أن تسأل من أين تأتي هذه المشاعر. من الخطأ أن تموت من أجل شيء مثل هذا. لو كنتَ تعرف ذلك ومع ذلك تقف لحمايتها، فهذا شيءٍ لا منطقي البتة. إذن ما الذي خلق هذا التشويه؟ فكر في من دفعك للوقوف هناك ولماذا› ›
كانت شوكُهو ميساكي متأكدةً من أن هذا حسمها.
مهما حاولت إنكار ذلك، فإن كلماتها لن تصل أبدًا إلى كاميجو توما. لم تتخلص حتى من الشك، لذلك لن تصل كلماتها أبدًا إلى شخص آخر.
وإذا تخلى عنها، انتهى أمرها.
يمكنها التحكم في الكوين دايفر بريموتها، ولكن إذا اتجهوا نحوها بسرعة مئتي كيلومتر في الساعة من ثلاثين اتجاهًا مختلفًا، فهل سيكون التلويح بالريموت كافيًا؟ حتى لو أمرتهم بضرب بعضهم البعض، فلن يكون الأمر سهلاً. قد صُنِعَت بدلاتهم أن تتحول إلى التحكم في البرنامج بمجرد توليها السيطرة على عقولهم.
كان [دِدلوك] مستعدين للموت طالما هزموا [منتل آوت].
حتى لو كان الاصطدام المباشر بهذه السرعة سيسحق أجسادهم وحتى إذا خاطروا بحدوث انفجار كبير إذا تسرب وقود بِدَلِ JP-5، فإن الأمر يستحق كل هذا العناء لهم طالما يغلبون المستوى 5.
وهكذا، انتهى الأمر.
إما أن يمزقها قاذفة القنابل أو تحترق في انفجار وقود البدل النفاثة. مهما حدث، فإن فرصها الضئيلة في البقاء حية قد تلاشت ما إن يتخلى عنها كاميجو توما.
كان هذا هو المستقبل الذي ينتظرها.
لكن...
‹ ‹لا شيء من هذا يهم› ›
سمعت صوتا هادئا.
في البداية، ظنت أن ذلك كان وهمًا نتج عن ضعف قلبها.
‹ ‹نظرية المؤامرة المجنونة هذه لا دخل لها بهذا. اسمعوا يا معاتيه. لا يهم ما إذا جاءت هذه المشاعر من قلبي أو إذا أنها وُضِعَت من قبل المستوى 5. لا يهم ما إذا كنتُ أعتقد ذلك حقًا أو أنني خُدِعت وتلاعب بي شخصٌ ما› ›
‹ ‹....ها؟› ›
خرج صوت أجش من حلقها، لكن الفتى لم يلتفت نحوها.
بقي في مكانه حتى يحمي الفتاة شوكُهو ميساكي بينما يُوصِلُ أيضًا صوته إلى الصبي الذي يرتدي بدلة الركوب الحمراء. حتى بينما كان محاطًا بأسلحةٍ فتاكة لا تعد ولا تحصى، قبض قبضته اليمنى بإحكام. لقد فعل ذلك على علمه أنه لن يسعه مواجهة هذا العدد الكبير من في وقت واحد.
وتحدث وظهره أمامها.
‹ ‹طالما أنه قادني أن أقف هنا وأحمي فتاةً في عينيها دموع، فلن أبتغي أي شيء آخر› ›
غالبًا في تلك اللحظة بالذات بدأ العتاد الحاسم بداخلها يدور.
كانت تلك هي اللحظة التي أدركت فيها أقوى إسبرة تتحكم بالعقول أن هذه المشاعر لا تزال نائمة بداخلها.
‹ ‹ هِه › ›
من ناحية أخرى، ضحك صبي بدلة الركوب الحمراء.
لكنها لم تكن ضحكة ساخرة أو محتقرة.
‹ ‹هَهَه! هَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَه!!› ›
لقد قَبِلَ الشخص المُسَمَّى كاميجو توما.
ربما كان هذا المثال الحي لاحتمالٍ ما عساه تقليده قد أظهَرَ له طموحًا مختلفًا عن مشاعر الاستياء تجاه المستوى 5.
ضحك كاميجو بهدوء متابعًا الصبي.
حتى من خلفه، أمكن لشوكُهو أن ترى كتفيه ترتجفان.
للوهلة الأولى، جاء للمشهد جوٌّ لطيف بقدوم خاتمةٍ.
لكن منطقيًا، كان هذا المزاج غير طبيعي تمامًا وسرعان ما تدمر بالكلمات الفاترة التالية للكوين دايفر.
‹ ‹إذن أتمنى أن تكون مستعدًا، أيها المهرج اللعين› ›
‹ ‹هَلُمَّ. وكلكم، آمل أنكم مستعدون لتخاطروا بحياتكم، وإليّ بكل ما عندكم› ›
بهديرٍ عظيم، اندفع الأولاد والبنات من الدِدلوك من ثلاثين اتجاهٍ مختلفٍ أثناء استخدام قاذفاتهم المحفوفة بالمتفجرات.
أدركوا اتساع صدر خصمهم لكنهم مع ذلك سيقتلونه.
كان أشبه بالقتال الفردي بين القادة المعروفين خلال معركة قديمة.
كان هذا هو الشكل الذي اتخذته هذه المعركة.
- الجزء 15
أطلقت شوكُهو ميساكي الحالية نفسًا صغيرًا.
«......هفف»
هذا أنهى كل شيء.
بما أنها عاشت وكاميجو توما حتى يومنا هذا، فلا داعي للقول من فاز في تلك المعركة ضد مجموعة الطلاب [دِدلوك].
ومن بعد عدة حوادث أخرى، افترق الاثنان.
كانت ستكذب إذا قالت أنها لا تشعر بندمٍ.
ولا جدوى أن تسأله عما إذا قَبِلَته.
( كأنني صرت عاطفية قليلاً )
كانت تدرك، لكنها لم تبذل جهدا أن تحارب الرغبة في داخلها.
غادرت سطح المبنى متعدد المستأجرين وبدأت تمشي في مدينة الأكاديمية. في الطريق، دخلت محطة مترو أنفاق واستقلت قطارًا إلى منطقة أخرى. اختارت وجهتها التالية. المكان الوحيد في تلك الذكريات التي لم تزرها حتى اليوم.
ستكون المنطقة 21 والبحيرة الاصطناعية الدائرية على قمة الجبل والتي شكلت جزءًا من محطة طاقة حرارية أرضية.
كان المكان الذي بدأ فيه كل شيء بينهما ودعمًا مهمًا لشخصيتها بأكملها.
«ظننتُ أنني سأذهب إلى المجموعة الكاملة من المواقع أثناء تواجدي فيها،» تمتمت أثناء سيرها على طول مسار الجبل المتعرج.
كانت بالفعل منقعة بعرقٍ لا يليق بالسيدة الأنيقة.
«بصدق! لماذا أبذل كل هذا الجهد؟ هل مشيت حقًا كل هذا الطريق في الماضي؟!»
بَدَأَتْ رحلة الذكريات نزوةً، ولكن بعد أن وَصَلَتْ إلى هذا الحد، ترددت في العودة. مثلما كانت تستخدم ريموتاتها لتنظيم قوتها، غالبًا ما كانت تُسَيِّرُها قواعدها الشخصية. والآن تسير على طريق الجبل بيأسٍ كامل.
(بصراحة. وأنا أعلم أن القيام بهذا لن يغير شيئًا)
وما إن وصلت إلى القمة، قد غربت الشمس وحل الليل.
‹ ‹لهث لهث لهث لهث› ›
انحنت، ووضعت يديها على ركبتيها، وحاولت أن تلتقط نَفَسَها بجنون. كانت مرهقة تمامًا، لكنها شَجَّعت نفسها بالقول إن هذا كان للأفضل لأنه أعاد خلق الجو الحنيني.
أخيرًا، رفعت رأسها لتنظر إلى المنطقة من ذكرياتها.
بتجاهل البداية الخاطئة الأولية، كان هذا هو المكان الرائع الذي قابلت فيه كاميجو توما.
لابد أن الغيوم التي غطت القمر قد راحت لأن المشهد ظهر فجأة أمام عينيها اللتين تعودتا الظلام.
ورأتها مرة أخرى.
«.....................................................................................................................هاه؟»
شيء ما جرى ببطء أسفل عمودها الفقري.
لقد كان شعورًا فظيعًا، مقيتًا، لا يوصف تجاوز القشعريرة العادية.
بدا أن الواقع تركها.
غلبها هذا الإرتباك الكبير لدرجة أنها ما عادت تشعر بالجاذبية حتى.
كانت هناك بالفعل محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية.
لكن كان لها تصميمٌ مختلف تمامًا عن الموجود في ذكرياتها.
(هل أخطأت المكان؟)
كانت البحيرة أكبر وكان البرج في الوسط مختلف اللون والإرتفاع والشكل. ومع ذلك، لم ترى إلا مسار متعرج واحد، لذا لا يمكن أنها سلكت منعطفًا خاطئًا. ناهيك عن أن قمة الجبل واحدة فقط. فمهما سلكت من طريق، هذا هو المكان الذي ستنتهي فيه. ولم ترى طريقةً أخرى لتفهمها.
في هذه الحالة، ما كان هذا؟
ما الذي أدَّى إلى المشهد أمام عينيها؟
(هل انهدمت محطة الطاقة نفسها وأُعيد بناؤها؟)
اقترحت احتمالاً، لكنه مستحيل على الأرجح. هدم مثل هذه المنشأة الكبيرة يتطلب عملاً كثير، دون ذكر الانفجارات. الاهتزازات التي سوف تسببها لأثرت على السد والتلسكوب الراديوي على نفس الجبل. لو أن الاهتزاز جَمَّع الوحل وراكم القذارة في قاع السد، فلن تكفي عمليات التنقية القياسية. لكن شوكُهو لم تسمع قط بفرض قيود كبيرة على المياه لوقف تلوثها في المدينة.
وبعد استبعاد كل الاحتمالات الأخرى، ما بقي سوى أبسط التفسيرات.
لقد تركت هذا التفسير آخراً لأنها لم ترغب حسبه.
ذلك...
«كنت مخطئة؟» تمتمت في ذهول. «ذكرياتي كانت خاطئة؟ ذكرياتي مع كاميجو توما لم تكن موجودة؟»
عندما أعربت عن هذا الاحتمال بتردد، ارتجفت من مدى بشاعته. كأن البطاقة في أسف الهرم بالكاد انتُزِعَت، سلسلة الذكريات اللطيفة التي بدأت هنا بدأت تنهار جميعًا.
لا.
لا يمكن.
فقط لا يمكن.
تذكرت شيئًا، وحفرت بحمومية في شنطتها. اختلطت فيها ريموتات تستخدمها لتُسيطر على قدرتها، وبينهم صافرة طوارئ رخيصة مطلية بالفضة.
ذلك الفتى قد أعطاها هذا بنفسه بالكلمات التالية:
‹—استخدميه إذا كنتِ في مشكلة. لعله يمنحني وقتا أن أُنقِذك›
إذا كانت الصافرة معها، فذلك يعني أن ذكرياتها دقيقة.
(لكن)
أرادت أن تصدق، لكنها رفضت أملها.
(ماذا لو أعطاني طرفٌ ثالث مجهول هذا مع الذكريات الكاذبة؟ إذن هذه الصافرة لن تعتبر دليلاً)
استمرت معاناتها.
نظرًا لأن هذا يتعلق بذكرياتٍ لا شكل لها، كان من الصعب أن تُحَدِّدَ نقطة توقف وتتوصل إلى نتيجة.
لكن في نفس الوقت، أهذا ممكنٌ حتى؟
هل يمكن لأحدٍ أن يتلاعب بذكرياتها بحيث لا تنتبه لفترة طويلة من الزمن؟
كانت المِنتل آوت ذات المستوى الخامس، فلا يمكن لأحدٍ أن يضاهيها إن تعلق الأمر بأذهان الناس. ما كانت لتسمح أبدًا لأي شخص أن يعبث بذكرياتها ثم لا تلاحظ التغيير بعد فترة طويلة.
وعلاوة على ذلك، كانت هذه الذكريات هي الأهم لها وجاءت من ألطف جزءٍ منها.
(لكن...)
الانحراف الكبير بين ذكرياتها والمشهد الذي قبلها هز عقلها وهي تحاول محاربة الشك.
(ماذا لو فعلها أحدٌ ما؟)
أيا كان فلا بد أنه استخدم شيئًا غريبًا حقًا.
تجاوز هذا مجموعة [دِدلوك] التي ما عادت متأكدة من وجودها. لقد عرفت أعمق ظلام هذه المدينة بفضل دولي التي كانت مرتبطة بالوثيقة العسكرية ذات الإنتاج الضخم المعروفة بـ ******* ومشروع ******* الذي أنشأ نسخة عملاقة من دماغ مُعَيّنٍ من المستوى الخامس، ولكن كانت تشك في أنه حتى الأشخاص المرتبطين بتلك الحوادث لهم قدرة تفوقها بشكلٍ مثالي.
«ذكـ ...»
في هذه الحالة، إذا كان هذا المشهد صحيحًا وكانت ذكرياتها خاطئة، فهذا يعني أن أحدًا أقوى من هؤلاء قد هاجمها دون أن تدرك.
«ذكرياتي...»
أحضرت يدها إلى رأسها وشعرت بشيء ينفجر داخل صدرها.
هذا شيء كان الغضب.
كان غضبها موجهًا إلى الذي أوطأ قدمه الجزء الأهم منها وداس على كل شيء هناك.
«ماذا فعلت بذكرياتي؟»
أزالت القفاز الذي غطى أطراف أصابعها، وسحبت ريموت المسجل الرقمي، وضغطت عليه في صدغها.
«الفئة 044 / استخرج ذكريات العام الماضي من الشيء الذي ألمسه بيدي اليمنى»
كان هذا هو الطريق الذي سلكته ذات مرة، لكن لم تأت أي معلومات من الحاجز.
لم تجد شيئًا، حتى مع قدرتها على قراءة الأفكار.
‹ ‹ماذا فعلت بذكرياتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي!!؟!› ›
حتى الآن، ومضت ابتسامة الفتى أشوك الشعر في ذهنها.
دفء تلك الابتسامة هزها أكثر.
هل كانت تلك الذكريات حقيقية أم لا؟
ما الذي حدث حقًا في تلك الأيام الماضية؟
معركةٌ قد بدأت مع المِنتل آوت، خامسة المستوى 5، التي غلب عليها الكرب.
ستقاتل لتعثر على هذا العدو الخفي وتدرك الحقيقة.
- ما بين السطور 1
كلبٌ مستردٌ ذهبيٌّ مُعَيَّن لم يحب مقاهي الحيوانات الأليفة.
أو ربما نُسَمّيه اسم الباحث كيهارا نوكان.
كان رسميًا في مكانٍ ترحيبي أُعلِنَ فيه عن أطباقٍ عديدة مصممة خصيصًا للحيوانات الأليفة حتى يستمتع المُلّاك مع حيواناتهم، ولكن بمجرد أن تجاوز العتبة، وَجَدَ أن البشر يُعامَلون بتفوّق. أو بالأحرى، عوملت الحيوانات دون الأدنى. عمومًا، شَعَرَ أنهم يسخرون منه.
«طالع، طالع، سينسي. كعكة الجرو هذه قليلة الدسم والسكر، لكنها مع ذلك حلوة حقًا. هيّا، قل "آه". هيّا هيّا. قل "آه"»
‹ ‹آآهــه؟! ما هذه الكتلة من المُحلي الصناعي بالضبط؟! بصراحة، هذا يغضبني!!› ›
بدا العملاء المحيطون متفاجئين عندما جاء الصوت الراقي لرجلٍ كهلٍ من فم الكلب، ولكن هذه كانت المدينة الأكاديمية. لا يوجد مكان آخر في العالم لديه نفس القدر من التقارب أو الإقناع فيما يتعلق بالتكنولوجيا. في الواقع، لقد وصل تقريبًا إلى مستوى المعتقد الديني. بدأ الناس نقاشًا حيًا ولكن مضللاً على غرار "طوق الكلام هذا لطيف" أو "أتساءل في أي موقع يبيعونه"
لكن المرأة التي لبست بدلةً رخيصة ومعطفًا مختبري لم تكترث بهم.
«أوه، هييااااا. طلبتُ هذه الكعكة الرائعة على شكل كلب، لذا تناولها. دائمًا ما تقول ألا نهدر الطعام، صح؟»
‹ ‹إذا ابتغيتِ أن تشتري لي شيئًا استمتع به، فاجعليه سيجارًا. ولن أقبل أقل من نوع كوبي من الدرجة الأولى› ›
«هذا لا يبدو شيئًا أسمعه من أحد سكان الأكاديمية حيث ينتج كل شيء في المباني الزراعية»
‹ ‹يويتسو-كن› ›
«ما الأمر، سينسي؟ أوه، تريد مني أن أمشطك؟!»
‹ ‹ندخل في الموضوع. مثل هذه المقاهي محرجة لنا الرجال› ›
«فقط بعد أن تنتهي من كعكة الكلـ- ... آسفة، جرفتني الأجواء. أحم على أي حال، يبدو أن شوكُهو ميساكي قد لاحظت. ويبدو أن "النملة" تنظر إلى حركة "النحلة" على أنها محفز لأنها بدأت تتحرك أيضًا»
‹ ‹وهذا يعني أنها سوف...› ›
«نعم، لقد اكتفت من قضاء وقتها. وأنا فقدتُ الاتصال بالقسم أكمله، لذلك ربما استولت عليه من الداخل... صارت الآن ملكةً نملة»
‹ ‹تمامًا كنملة الساموراي، همم؟› ›
«صحيح. ذلك النوع الذي يهاجم المستعمرات الأخرى ليخلق عبيد، صح؟»
‹ ‹هذا يعني أن الأمور ستقسو بعض الوقت› ›
«آه هَهَهَها! أليس هذا مثاليًا لعملك؟!»
‹ ‹يويتسو-كن› › بات صوت الكلب المسترد الذهبي أعمق. ‹ ‹قد يكون هذا تعليقًا غير مسؤول وغير ملائم بصفتي كيهارا، لكنني لستُ مغرمًا بشكلٍ خاص بجانبك هذا الشبيه بالكيهارا› ›
«......»
‹ ‹يمكننا بصدق تنفيذ أيَّ تدميرٍ ضروري، لكني لا أحب التدمير غير الضروري. بالطبع، هذه مسألة إعجابٍ وكره، وليست قضية خيرٍ وشر› ›
«إنّي حقًا لا أفهمك»
أبرزت كيهارا يويتسو شفتيها بطفولية.
كانت تشبه إلى حد كبير طفلةً تتظاهر بأنها طالبة مسكينة لتجذب انتباه المعلم.
«فبعد كل شيء، هذا يعني أنك مستعدٌ أن تضع الآلاف أو حتى الملايين من الناس على طاولة التشريح طالما كان ذلك ضروريًا، أليس كذلك؟ فكيف يختلف هذا عنا؟»
‹ ‹كما قلت، إنها قضية إعجابٍ وكره، وليست قضية خيرٍ وشر. ولسوء الحظ، فإن الواقع يجلب أحيانًا مواقف من هذا القبيل. وهذا هو السبب أنه سيكون هناك دائمًا مكان للأفراد الفظيعين أمثالي› ›
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)