الفصل الثاني: ورقة فارغة >> متاهة — الطريق_المكسور
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
سحبت شوكُهو ميساكي شريطًا رفيع. مَرَّرته عبر قفل صافرة طوارئ، وشكلت حلقة كبيرة، وارتدتها كقلادة. ثم دفعته داخل صدر زيّها ككنز مخفي.
لم تكن قادرة حتى على الوثوق بهذا الكنز، ولكن سواء كان حقيقيًا أم زائفًا، فقد كان ارتباطها المادي الوحيد بأيام الصيف تلك. إن كان حقيقيًا، فهو اتصالٌ بذلك الفتى. وإن كان زيفًا، فهو دليل على الحقيقة التي خلفها الجاني الغامض.
في كلتا الحالتين، لم تستطع تركها.
لن تسمح بأن يُسرق منها في سرقةٍ أو قتال.
«والآن إذن»
مع ذلك، كان عليها أن تراجع المعلومات.
المشهد الذي شكل أساس قلبها ليس أو ما عاد موجودًا. في الموقع المفترض، وَجَدَت هيكلًا مختلفًا تمامًا. حاولت البحث في المنطقة بقدرتها على قراءة الأفكار، لكنها لم تجد أي ذكريات متبقية من ذلك الزمن.
إذن ماذا عن المشهد في ذهنها؟
أيُّ ذكرى مع كاميجو توما بدأت هنا؟
«.....»
كانت خامسة السبعة من المستوى 5 في المدينة الأكاديمية. وامتلكت المنتل آوت، أقوى قوةٍ عقلية بحتة.
بغض النظر عن القوة أو التقنية أو الجهاز الذي استخدمه المجرم، كان من المستحيل تقريبًا أن تُغلَب ويُتلاعب بعقلها. لم يكن الأمر مختلفًا عن تحدي المصنفة الثالثة ميساكا ميكوتو في منافسة قرصنة عبر الإنترنت أو خوض معركة معها بمسدس صعق فقط.
لن تقول أن هذا مستحيل تمامًا، ولكن ما لم يكن للمرء قدرٌ هائل من المهارة، فإن مواجهة المستوى 5 بمهاراتها الخاصة كان بمثابة انتحار.
لكن إذا استطاع أحدٌ ما أن ينجح في ذلك بالقوة، فمن كان الأكثر شبهة؟
من يمكنه استخدام "مهارة" خالصة لغلب المستوى 5 الوحش بابتسامة لا تعرف الخوف طوال الوقت؟
«صح»، تأوّهت شوكُهو ميساكي في الجبال الليلية في المنطقة 21. «هناك واحدة، الآن عندما أفكر. إن [عقل] مجلس الإدارة تقف على قدم المساواة معي تقريبًا رغم أنها لا تستخدم أي نوع من القوى!!»
قد تكون هذه العلاقة أشبه بعلاقة ميساكا ميكوتو و أويهارو كازاري.
كانت قريبة تقريبية وكذلك عدوًا طبيعي.
قد كانت واحدةً شاركت الماضي نفسه ولكنها امتلكت أيضًا التقنيات الملموسة اللازمة لتسيء استخدام هذه الحقيقة.
واسمها...
«كوموكاوا سيريا!!»
ربما بدا الصراخ دراميًا، لكنها لا تزال في جبال المنطقة 21 وكان عليها السير في الطريق الذي سلكته لتصل إلى منزلها في المنطقة 7.
«لهاث لهاث.....»
وهي تلهث بصعوبة شديدة بالنسبة لسيدة أنيقة وعرقها يقطر، شقت طريقها الجبلي المتعرج.
مثل تقشير الطلاء المعدني على شيء ما، فإن الخوف والتصميم الذين هزها عند رؤية هذا المشهد المتغير قد تلاشى بسبب إرهاقٍ بسيط.
«انتظريني!» صرخت من اليأس. «أقسم أنني سألكمك بيدي!!»
على الأرجح، حتى العقل المدبر وراء هذا لم تكن مستعدة للتعامل مع انفجار مثل هذا.
- الجزء 2
حمض اللاكتيك.
سماع هذا المصطلح قد يجلب صورة لمنتجات الألبان، لكن الإرهاق الذي ملأ جسم شوكُهو ميساكي بالكامل لم يتركها في حالة تسمح بذلك.
لقد نسيت تمامًا أن وسائل النقل العام في مدينة الأكاديمية توقفت عن العمل ما إن يبدأ حظر التجول. كانت في حيرة من أمرها بمجرد أن رأت المصاريع التي غطت مداخل محطة مترو الأنفاق.
وهي تمشي بين المناطق سيرًا، سحبت هاتفها من جيب تنورتها.
أجهزة مثل هذه لم تكن موطن قوتها، لكنها سَجَّلت دخولها إلى موقع للتواصل الإجتماعي بسيط ولم تفعل شيئًا سوى الانضمام.
ونشرت سؤالاً قصير.
‹ ‹ // ملكة النحل: هل أحدكن على دراية بالبحيرة الاصطناعية على جبل المنطقة 21؟› ›
ولا حتى بعد دقيقة،
وصلها عدد من الردود المخيبة للآمال المكونة من ثلاثة أرقام.
كانت ملكة أكبر زمرة في مدرسة توكيواداي الإعدادية ولديها الكثير من العلاقات خارج المدرسة أيضًا.
لكن كان هذا هو عدد الذين ما زالوا يتشبثون بحسابٍ ميت على موقع تواصل تركته فارغًا بعد حثها على الانضمام.
‹ ‹ // شيغو-نيان: لا أعلم يا ملكتي، وآسفة أنني لم أستطيع أن أرتقي إلى مستوى توقعاتك› ›
‹ ‹ // ماتسو: هل تقصدين محطة الطاقة الحرارية الأرضية التجريبية التي اسمها غراوند جيو (الأرض الجغرافية)؟ لقد بحثت عنها ووجدت هذا الموقع الرسمي› ›
‹ ‹ // مخلب القطة: هل هذا واجب منزلي؟ سأنظر في الأمر إذا أردتِ› ›
‹ ‹ // أرنوبة 44: هاوا؟! ملكتي، هل قررتِ أن تصبحي فتاة الرحلة الميدانية؟!› ›
‹ ‹ // حظ المبتدئين الأبدي: إن كان، فإن منطقة المصنع في الحي 17 هي الخيار الأكثر تقليدية› ›
.
.
.
(لا فائدة)
تنهدت ونظرت بعيدًا عن الهاتف.
لقد كان مكانًا مهمًا لدرجة أنها لم تخبر أحدًا عنه أبدا، لكن ذلك انقلب ضدها تمامًا. جميعهن إما قالوا إنهن لا يعرفن أو أنهن بحثن عنه تواً. كما أن جميع المعلومات التي عثروا عليها لا تتطابق مع ذكرياتها. بل حاصرتها ببساطة أكثر كأنها تقاتل بمفردها.
أعادت التفكير في خطتها وطرحت سؤالاً مختلفًا. هذه المرة، أرفقت صورة التقطتها بالهاتف.
كانت الصورة لصفارة طوارئ رخيصة مطلية باللون الفضي.
« // ملكة النحل: هل تعرفون أي شركة صنعت هذا؟»
مرة أخرى، ما مضت ثانية إلا وامتلئ حقل التعليقات.
انشغل الحقل كخلية نحل.
‹ ‹ // عروس يونيو: بحثت عنه لتوي فوجدت انه صُنع من الأمن العام PM، وهي شركة تصنع هراوات الشرطة وبنادق الصعق› ›
‹ ‹ // كذوبة: هذه لا تُباع في المتاجر. إنهم يتعاونون مع الأنتي-سكيل ويسلمونها في المدارس أو المرافق العامة› ›
‹ ‹ // شيفون: الظاهر أن الاختلافات عديدة. فقط بالنظر إلى الألوان، نجد ثلاثة وعشرون نوعًا مختلفًا. تتوزع الفضة في المنطقة 7 ويحاول بعض المُجَمّعين أن يحصلوا على مجموعةٍ كاملة› ›
‹ ‹ // ذات الرداء الأحمر: لكن وضع الطلاء على فمك لا يبدو جيدًا لصحتك› ›
‹ ‹ // باندا الخيزران: ويا ملكتي، في مدرستنا في غرفة التدريس هناك بعضها في صندوق كُتِبَ عليه "من فضلكِ خذي واحدة"› ›
.
.
.
(وكذلك هذه، لا فائدة)
سماع اللون الفضي الذي توزع في مدارس المنطقة 7 بدا أمرًا مهمًا، لكن توكيواداي ومدرسة الفتى كانا من نفس المنطقة. في أسوأ الحالات، كان من الممكن أن تظن أنه أعطاها وفي الحقيقة هي قد أخذته من مدرستها.
أيُّ من هذا جلب لها الراحة.
سجلت الخروج من التطبيق ووضعت الهاتف ثانية في جيب تنورتها.
شَعَرَت وكأنها زَوَّدت تعبها بلا داع.
بحلول الوقت الذي عادت فيه إلى منزلها في المنطقة 7، شعرت بالإرهاق التام، جسديًا وعقليًا.
جلست على مقعد في الحديقة وهي تلهث لتلقط النَفَس بينما كانت تدلك فخذيها بكلتا يديها. قد يبدو مشهد فتاة في المدرسة الإعدادية بجسد حسنٍ تفعل ذلك غير مناسب إلى حد ما، لكنها لم تستطع تجنب ذلك الآن.
ربما كان افتقارها إلى التمارين قد أضرها لأن فخذيها وربلة ساقها كانتا ترتعشان بشكل غير طبيعي.
«سـ-سأموت. سأموت قبل أن تفعل هذه المؤامرة أي شيء»
بعد أن أمضت عشرين أو ثلاثين دقيقة، تجاوزت أخيرًا ذلك "الجبل" من التشنج المحتمل ووقفت بتردد من على المقعد.
«آهـه ... الآن»
(كوموكاوا سيريا ستنتقل من معقلٍ إلى معقل للأمان، لكن هل ما زالت في ذلك المكان الأخير؟)
على حد علم شوكُهو، كانت كوموكاوا سيريا هي الوحيدة التي يمكنها التفوق على المنتل آوت والتلاعب بعقلها، سواء كانت إسبرةً أم لا.
(هل هي من تقف وراء هذا، هل تعمل لصالح أحدٍ ما، أم هل تَعَلَّم أحدٌ ما أو سرق تقنياتها؟ بأي حال، يبدو أن عليّ التحدث معها)
غادرت المقعد وتوجهت إلى مخرج المنتزه، لكنها مرت بآلة بيع مشروبات براقة في الطريق.
تعرفت على عدد قليل من زجاجات الصودا الموجودة فيه.
كانت المشروبات التي حاول الفتى ذو الشعر الأشْوَكِ الشرب منها دائمًا، لكن الفتاة كانت تمنعه دائمًا. كادت هذه الفكرة أن تُبسِمَ شفتيها، لكنها لم تصل أبدًا.
لن تستطع الاعتماد على ذلك وهي تجهل ما إذا كانت الذكريات حقيقية.
بعد أن قررت ذلك، غادرت آلة البيع.
- الجزء 3
بدلاً من زيارة سكن الطلاب في المنطقة 7، شقت شوكُهو طريقها إلى مجمع سكني مخصص لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة. غالبًا ما تستخدم كوموكاوا سيريا هذه الطريقة عند اختيار مخبأ.
ومع ذلك، وصلها صوت غير متوقع قليلاً من الجانب.
«يا ملكة»
كان الصوت ينتمي إلى الفتاة الخلابة ذات شَعرٍ حلقي من زمرة شوكُهو. كانت نخبة أخرى من توكيواداي.
عبست شوكُهو.
«لا أحسب أنني أمرتك»
«لا داعي. عندنا شبكتنا المعلوماتية المستقلة. وبالطبع سنفكر أن هناك خطبًا عندما تطرحين فجأة أسئلة غامضة على حساب لم تتطرقي إليه منذ أكثر من ثلاثة شهور. حوالي عشرة متطوعات أخريات ينتظرن الأوامر. لا داعي أن تشرحي التفاصيل ولنا أن نُعوانكِ دون أن نعرف الصورة الكاملة... فهلّا تخبريننا ببساطة ما نفعل؟»
«.....»
لم تكن تعارض تلقي "الأوامر"
فوجئت شوكُهو عندما عَلِمَت بشيوع مثل هؤلاء الجديرين بالثناء.
للحظة، فكرت في الفتى الذي لم يكن موجودًا الآن إلا في ذكرياتها. هل كانت تلك الذكريات حقيقية أم لا؟ ما زالت لا تعرف، لكنها ابتسمت قليلاً.
«سأفعل إذا احتجت، لكن الآن ليس الوقت. كلما زاد عدد الذين معي، زاد خطر الوقوع تحت السيطرة»
«فهمت. إذن حتى تطلبي مساعدتنا، اسمحي لنا على الأقل حاليًا أن نأتي بعذرٍ لمغادرتك السكن يا ملكتي؟»
«بهذا أود حقًا حقًا أن أطلب العون، من فضلك!»
بعد هذا النداء الصادق، ابتعدت شوكُهو خطوة عن فتاة الزمرة.
عبست الفتاة ذات الشعر الحلقي المجعد.
«ملكتي....؟»
«هذا طلبٌ وليس أمر» قالت شوكُهو ميساكي بابتسامة لطيفة. «دعيني وشأني الآن. التي سألتقي بها هي بنفس خطورتي. كلما زاد عدد الذين معي، زاد خطر قدرتها على التلاعب»
«مفهوم»
لم تكن فتاة الزمرة فَظة حتى تحتج.
«انتبهي على نفسك»
«شكرا☆»
دخلت شوكُهو المبنى السكني للكلية بمفردها. لقد نجحت في اختراق القفل بالتحكم في مدير المسكن وتسلب منه المفتاح الرئيسي.
وصلت إلى طابق وجهتها بالمصعد، وتوقفت أمام باب كوموكاوا، واستعدت لوضع المفتاح الرئيسي في القفل. ولكن كان ذلك عندما توقفت. خلعت قفازها، وتتبعت بأنملة إصبعها على طول سطح الباب، وضغطت ريموت التسجيل الرقمي على صدغها.
‹ ‹الفئة 044 / استخرج ذكريات الأربع والعشرين ساعة الماضية من الشيء الذي ألمسه بيدي اليمنى› ›
«كنتُ على حق»
رفعت يدها عن الباب وذهبت لتفتح باب الغرفة المجاورة.
اتجهت إلى الشرفة، وتسلقت فوق الحاجز البسيط الذي يمكن يكسره بدفعة في حالة نشوب حريق، واقتحمت غرفة كوموكاوا عبر نافذة الشرفة.
نظرت نحو المدخل من غرفة المعيشة الفارغة ورأت نفس المعلومات التي حصلت عليها من قبل.
تم توصيل عدد قليل من أجهزة الاستشعار داخل الباب. كان من الممكن أن تكون أجهزة إنذار بسيطة أو ربما تبرمجت لتفجير الغرفة بأكملها، لكن في كلتا الحالتين، لن تلمسها.
(الآن، لا أرى علامةً عليها حتى بعد اقتحام بيتها هكذا، فهل غادرت؟ أم أنها تختبئ في الخزانة على أمل القيام بهجوم مفاجئ؟)
كان ذلك عندما اهتز هاتفها المحمول.
أجابت عليه وسمعت صوتًا مألوفًا.
‹ ‹هيّا، لما فاجئتيني بالزيارة؟ هل كل فتيات توكيوادي هكذا؟› ›
«أُفَضّل أن لا أسمع بمن تقارنيني، ولكن هل أفترض أن عندك شيئًا تشعرين بالذنب تجاهه بما أنك استخدمتِ بسرعة قدرة هربك؟»
‹ ‹لا أفهم سبب رغبة أي أحد أن يكون قريبًا منكِ وأنت معك كل تلك الأجهزة البغيضة للتحكم› ›
«إذن كيف توقعتِ قدومي؟»
‹ ‹لأنني نثرت الكاميرات في جميع أنحاء المنطقة لأنشئ شبكة أمان شخصية. أنتِ قوية بشكلٍ ساخر إن تعلق الأمر بالعقل البشري ولكنك ضعيفة أمام الآلات. ولكن بهذا المعدل، فسوف تتحولين إلى فتاة جامعية حمقاء تطلب المساعدة في توصيل نظامها الفيديو› ›
ثم حدث شيء آخر وحدث بصمت.
وصلت نقطة حمراء أصغر من طرف إصبعها الصغير إلى منتصف صدرها.
(مؤشر ليزر؟! لكنني ما وجدت أي معلومة عن هذا)
‹ ‹أوه، هيا. أوكنتِ تعتمدين كليًا على قراءتكِ للأفكار؟ بسهولة أقدر على خداع ذلك بأن أكتب مؤقتًا فوق ذكرياتك ومن ثم أعبث كل شيء› ›
بدت الفتاة ساخرة ومندهشة.
أعضاء الزمرة الذين كانوا جميعًا من إسبرات خارقات في توكيواداي ينتظرن في الخارج، لكنهن لن يصلوا في الوقت المناسب حتى لو اتصلت بهم شوكُهو الآن. سيكون الإصبع على الزناد أسرع.
نظرت من النافذة.
«أنا متأكدة أنكِ لا تملكين قدرة قنصٍ. فهل جائك حيوان أليف جديد؟»
‹ ‹قاتلٌ أحمق ذو نظارة شمسية حَمَلَ شكوكًا مضللة عني سابقا، مثلك تمامًا الآن. كان وحشًا حسبتُ أنني انتهيت منه ولا يزال يتجول خاويًا، فارتأيتُ أن أستخدمه مقابل حياة مدرسية هادئة. أوه، وهو كرسيٌّ غير مريح بقدر ما ستجدينه› ›
لم تبدي كوموكاوا سيريا متسلية بأقل قدر وهي تستمر.
‹ ‹بالمناسبة، المستشعرات الموجودة على المدخل تُنشط قنبلة منظفة تنثر غاز الكلور، وسخان الماء الساخن سيتعدل ليملئ المكان بأول أكسيد الكربون إذا لمستِهِ كثيرًا. أنا متأكدة تمامًا من أن #5 المدينة الأكاديمية لا يمكنها نزع كل ذلك دفعةً واحدة› ›
إذا أرادت قتل شوكُهو، لأمكنها في أي وقت.
لكن على الرغم من إعلانها ذلك، إلا أنها لم تمضي في الأمر دون سابق إنذار.
«أتقولين أنكِ على الأقل على استعداد للكلام؟»
‹ ‹أقول نفس الشيء عنك. لو أنكِ أحطتِ نفسك بأكبر عدد ممكن من البيادق دون أن تقلقي بشأن من تضحين به، فلن أفلت من الأذى› ›
لم تتزعزع رباطة جأش كوموكاوا.
‹ ‹الآن، ما رأيك لو نبدأ؟ ماذا نناقش بالضبط؟ لأوضح لك، انزعجتُ قليلاً من أنك دخلتِ مكاني بحذائك. اعتمادًا على إجابتك، قد اتخذ لنفسي كرسيًا جديد› ›
«صيف العام الماضي» بدأت شوكُهو ميساكي. «كانت بيني وبينه، لكنكِ تلاعبتِ في الأمر قليلاً. أريد أن أسمع كل ذلك مرة أخرى»
‹ ‹.....› ›
صمتت كوموكاوا سيريا لفترة وجيزة.
كرهت شوكُهو كيف كانتا متشابهتين كثيرًا. خاصةً كيف سقطت التروس بسهولة من مكانها ما إن ظهر هو في الصورة، على الرغم من مدى كمالهما وقوتهما.
أخيرًا، رَدَّت الفتاة عليها.
نعم.
قد جاء في شكلٍ شخصيةٍ جديدة تقف خلف شوكُهو مباشرة.
«؟!»
شعرت بوجودٍ وراءها، فابتعدت بشكلٍ محموم.
أنهت كوموكاوا سيريا المكالمة على هاتفها ومحت الابتسامة على شفتيها وتحدثت.
«في هذه الحالة، لنفعل ذلك وجهًا لوجه. فهذا ليس بموضوعٍ عادي»
«أ-ألم تقولي أنكِ لا تريدين أن تقتربي مني؟»
«لا أريد، لكن ما لي خيار. ليس بعد أن ذكرتي اسمه مرةً» بدت كوموكاوا منزعجة تمامًا. «بالمناسبة، أصدرتُ أوامر أن يرمي النار عليك فورًا إذا لاحظ فيكِ تصرفًا غريب. ولا يبدو أنه يحبني، لذا زناده خفيفٌ حقًا. واعلمي أن أخذي رهينةً لن يجدي»
«لا يهمني. ليس حتى أسمع ما لديكِ»
أشارت كوموكاوا إلى الأريكة وأسقطت شوكُهو نفسها بها بشدة لدرجة أنها ارتدت.
جلست صاحبة الغرفة على الطرف المقابل.
«الآن، ماذا عنه؟»
«كل شيء. محرجٌ بما يكفي، لكنني فقدتُ قدرتي على التأكيد يقينًا ما إذا كانت ذكرياتي دقيقة. ولكن إذا جائتني أدلةٌ من أحدٍ آخر تفاعل معه في ذلك الوقت، لربما يساعدني ذلك في إصدار حكم بشأن ماضيّ»
«فهمت. لهذا السبب اشتبهتِ بي» شَبّكت كوموكاوا ساقيها بإنزعاج. «لكن هذا السؤال عبثي. لقد أمضينا نفس الوقت معه في الماضي، لكننا عرفنا بعض من طرفه. لم تطأ قدم إحدانا شئون الأخرى»
«.....»
«أنت لا تعرفين شيئًا عن حادثتي ولا أعرف شيئًا عن حادثتك، لذا لن نقدر على المقارنة هنا»
نقرت شوكُهو على لسانها وسحبت الصفارة الفضية على شريط من صدرها.
«هل تعرفتِ على هذه؟»
«يوزعون مثل هذه في كل حدبٍ في المنطقة 7. وليست المدارس فقط. فيكِ أن تعثري عليها في المكتبات والمستشفيات وأي مرفقٍ عامٍّ آخر. ويوزعونها كل عام أثناء التدريب على الكوارث، لذا منها الكثير في كل مكان. إنها أشبه كثيرًا بمناديل الجيب، ولكن لا فائدة من أي شيء يُستعمل مرة»
كان هذا تأكيدًا إضافيًا على أن الصافرة لم تكن مؤهلة كدليل مادي.
يمكن لأي شخص أن يأتي بواحدة إذا أراد.
«هذا يعني أن الشخص الآخر الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه هو "ذاك" نفسه. لكن...»
«نعم، وهذا لن ينجح. أنتِ تعرفين جيدًا ما حدث لذكرياته»
لقد فقد كاميجو توما ذكرياته.
لم تستطع شوكهو أن تعتمد على كاميجو أو كوموكاوا الذين شاركوها ذلك الماضي ولم تستطع الوثوق بذكرياتها، لذا بدأت تعتقد أنه لا طريقة لإثبات وجود ذلك الماضي.
«ما رأيك أن تجربين هذا من زاويةٍ مختلفة؟» سألت كوموكاوا. «لا أعرف ما الذي حدث لكِ بالضبط، ولكن ذلك سيكون شيئًا تغلب على #5 المدينة الأكاديمية ومنعك من ملاحظته لفترة طويلة. سيتطلب ذلك مستوى عالٍ من التكنولوجيا»
«كنت أحسب أنكِ من ورائها»
«ماذا أجني من العبث برأسك؟»
«ستكسبينه كله لنفسك» أجابت شوكُهو على الفور. «بالطبع، ذلك سيكون منطقيًا لو أنني ما زلتُ على اتصال به.»
صمتت كوموكاوا.
ومع ذلك، لم تكن ترتجف بغضب بسبب اتهام كاذب.
«......معكِ حق. أمكنني ذلك. اللعنة. لماذا لم أفكر فيها من قبل؟!»
«أوي»
«لكن بهذا الشأن» أمسكت كوموكاوا رأسها في يدها. «لابد أن الأمر استلزم قدرًا كبيرًا من التكنولوجيا، لذا أيًا كان فاعلها لا بد أن لديه شيئًا يكسبه يستحق ذلك. هل تعرفين ما هي الذكريات التي تزورت وما الذي أوصلك لها؟ وإذا عرفتِ، فمن المستفيد من ذلك؟ إذا علمنا ذلك، سنضيق المسارات كثيرًا»
«من المستفيد، ها؟»
كان كاميجو توما في ذكرياتها بمثابة دعمٍ طيّبٍ لها.
فهل أعَدَّ أحدٌ الأشياء حتى تأتي هي فتساعده؟
هو نفسه لم يملك المستوى العالي من التكنولوجيا المطلوبة، فهل كان هناك طرف ثالث يحاول السيطرة على كليهما كما كان الحال في مشروع آثار التجاوز الضوئي؟
«التلميح الآخر الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه هو التكنولوجيا الفعلية المستخدمة. سواء كانت قوةً إسبرية أو تقنية أو جهازًا، لا بد أنه شيءٌ عالي التخصص طالما أنه خدعك. إذا كان هناك أي أثر متبقي، فقد أتمكن من العثور على مصدره»
لوّحت شوكُهو بيدٍ ذهابًا وإيابًا.
«لا يمكن أن تكون قوة إسبر. لا أحد يغلبني في هذا المجال»
«ربما أنتِ محقة. وقد أشرتُ إلى أكبر نقطة ضعف فيك... أو بالأحرى نقطة عمياء. هل تذكرين ما هي؟»
«ماذا؟»
بدت شوكُهو مرتبكة، لكن كوموكاوا استمرت بعد ذلك مباشرة.
«كما قلتُ سابقًا، أنتِ قوية بشكلٍ ساخر إن تعلق الأمر بالعقل البشري ولكنكِ ضعيفة ضد الآلات. ماذا سيحدث إذا استخدم شخص ما آلة تتلاعب بالعقل البشري؟»
«.....»
هذا فاجأها.
تركتها عاجزةً عن الكلام فتنهدت كوموكاوا تنهدًا غاضبا.
«بعض الأسابر ذوو المواصفات الأساسية العالية تكون حياتهم سهلة، لذا يتراخون في التحقق من الثغرات الصغيرة في قوتهم. مثل هؤلاء غالبًا ما يكون مآلهم أن يُلكَموا من قِبله»
مع ذلك، وقفت كوموكاوا من الأريكة.
لسبب ما، حَثَّت شوكُهو أن تقف معها أيضًا.
«تمام. سأساعد، لذا تعالي معي»
«تساعدين بماذا؟»
«كما قلت، قد نعثر على أثر للجهاز المستخدم عليك. قد يكون هناك شيء ما بداخلك أو جرحًا حيث حقنوا شيئًا في الجلد. هيّا، ادخلي حمّامي، وحان الوقت لأجري فحصًا شاملا»
«مهلا! حمّام؟! مهلا مهلا! أستطيع هذا بنفسي!! قلتُ انتظري!!»
«لقد عبثوا برأسك، لذا ربما فيكِ نظام أمان يُنسيكِ الغرابة. بصراحة، ليس وكأنني أود أن أراكِ عارية»
اختفت النقطة الحمراء في وسط صدر شوكُهو.
في الوقت نفسه، جَرّتها كوموكاوا سيريا نحو غرفة تغيير الملابس بقوة مذهلة.
أغلقت الباب من الداخل.
«فقط لأتأكد، أتفضلين خلع ملابسك بنفسك أم هل عليّ ذلك؟»
«بحقك! يمكنني ذلك بنفسي، لذا انظري في الاتجاه الآخر!!»
تَوَرَّدَ وجه شوكُهو ثم جسدها بالكامل عندما صاحت عليها، لكن كوموكاوا لم تمتثل.
بنصف خيبةٍ، أزالت شوكُهو سترتها. توقفت ما إن وضعت يديها على بلوزتها البيضاء، لكن السعي وراء سر ذكرياتها أصبح الأهم الآن. بذلك في الاعتبار، أزلت ملابسها سريعًا.
ما غطاها الآن سوى حمالة صدر بيضاء مكشوفة بالكامل (بنمط شبكي من الدانتيل بالكاد غَطَّى) وتنورة مطوية، طرحت سؤالًا بسيطًا.
«ت-تنورة أيضا؟»
«قلتُ فحصًا شاملاً، صح؟ شخصيًا، كنتُ لأجد أنه من المخيف أن أحدًا مجهولاً قد عبث بجسدي ولا يزال فيه أثرٌ ما»
سحبت السحاب الجانبي لأسفل فسقطت التنورة على الأرض.
أخيرًا كانت ترتدي سروالاً فقط، وقفازات طويلة، وجوارب الركبة.
«أمم، السروال بعد؟»
«طيّب طيّب. سأعفيكِ من ذلك الآن. ولكن إذا لم نجد شيئًا، فلا خيار لكِ سوى أن تزيلي ذلك أيضًا»
لسبب ما، كانت كوموكاوا تتصرف بفوقية مزعجة.
وقفت شوكُهو بملابس داخلية وشدّت شعرها بيدٍ وحدقت في الفراغ.
«تنهد. إذا فكرتُ في هذا على أنه فنٌّ استعراضي لقدرة جمالي شديدة التألق، فهذا ليس سيئًا للغاية»
«يبدو أن دماغك اخترب أخيرًا. فكري بما تريدين، لكن وَجِّهي لتلك الناحية حتى أتحقق من ظهرك»
«طيّب»
«بالمناسبة، هل أنتِ حقًا في الإعدادية؟»
«ألا تفعلين هذا رقميًا؟! أشعر بكل أنواع الحرارة تتجمع بداخلي!!»
حتى وهي تصرخ احتجاجًا، تمكنت شوكُهو بطريقة ما من تنفيذ العمل "الاستعراضي التجاري"
تحديدًا، نظرت مرة أخرى إلى جسدها ولمست براحتيها لتعرف ما إذا كان هناك أي شيء خطأ.
(لا شيء حقًا)
«همم. بشرتك ألمع مما حسبت»
«آه؟ تمهلي!»
«ماذا تستخدمين؟ هو ليس زيتًا أكيد. طينٌ ربما؟»
«مَهْ...! لا تحركِ إصبعك على ظهري هكذا!!»
صرخت بغضب وحاولت أن تلتف، لكن كوموكاوا أمسكت رقبتها بإحكام وتجاهلت مظهر #5 المتفاجأة وتحدثت.
«ها هي»
«م- ما هي؟»
«هناك شيء ما متصل بقذالك... لا، هل تلتصق بقفاك؟ [1] لا تتحركي»
مع ذلك، أمسكت كوموكاوا بشيءٍ ما، أو على الأقل هكذا شعرت.
هل كان هناك شيء عالق بها؟
بسماع ذلك، تخيلت شوكُهو خطافًا صغيرًا مثل ساق حشرة أو دبوس IC حَفَرَ في جلدها.
ومع ذلك، فإن إحساس الشد الطويل الذي جاء بعد ذلك جَمَّد عمودها الفقري.
كان طويل. طويل جدا.
أشْعَرَت كأنها شَعرٌ كان محفورًا في قفاها.
«أمسكته»
بعد سماع تأكيد كوموكاوا، استدارت شوكُهو.
حملت الشيء بين إبهامها وسَبَّابتها.
كان جسمه من البلاستيك وطوله بضعة ملّيمترات فقط.
لكن شيئًا آخر برز من تحته.
كان الليف الواحد أرق من الشعرة وقُدر طوله بأكثر من عشرين سنتيمترا. هل امتد لأعلى أو لأسفل من قفاها؟ ما كان أي الخيارين يفيد في تخفيف خوفها.
«البسي. منظرك فاحش»
قدمت كوموكاوا هذا التعليق اللامبالي وهي تنظر إلى الشيء الغريب بين أصابعها وراحت تغادر غرفة تغيير الملابس.
«ا-انتظري! هذا دليل مهم لحل لغز ذكرياتي!!»
«وأنا أقول إنني سأبحث في الأمر بكل قوة [عقل] مجلس الإدارة. علاوة على ذلك، ما الذي يسعكِ فعله حتى من الآن فصاعدًا؟ تبحثين على الإنترنت كالمبتدئة؟ أتحسبين أن نشره على المواقع سيوفر لك إجابةً فورًا؟»
بهذا القول، غادرت كوموكاوا سيريا حقًا.
أرادت شوكُهو أن تطاردها على الفور، لكنها لم تستطع في حالتها الحالية وهي مخلوعة الملابس. ارتدت زيها على عجل وفتحت الباب بعنف.
كوموكاوا قد وَصَّلت جهازها المحمول بحاسوب غرفة المعيشة وأنهت نوعًا من عملية المصادقة للوصول إلى قاعدة بياناتٍ لا يدخلها العوام.
«بدوتِ واثقًا جدًا، ولكن هل يمكنك حقًا حَلُّها؟»
«في معظم الأوقات، يستخدم الناس مُعِدات مُعدلة بشكل غير قانوني. فقتلُ أحدٍ بسلاح مُسَجّل سيجعل الأنتي-سكيل يطرقون على بابك فورًا. وهناك دائمًا تِكنلوجيا تعتمد عليها. إذا تحققتُ ببحثٍ يتطابق مع المواد والمظهر والوظائف، فلا بد أن أجد شيئًا»
بدت فخورة بنفسها، لكن أصابعها لم تتسابق عبر لوحة مفاتيح مثل المخترقين في الأفلام. يبدو أنها استخدمت نوعًا من البرامج وَكيلاً. عندما فكرت شوكُهو في الأمر، كانت المدينة الاكاديمية عبارة عن مجموعة من المؤسسات البحثية التي لا تعد ولا تحصى، لذلك سيكون لديها عدد هائل من براءات الاختراع والأوراق الأكاديمية. بدلاً من أن يتركوها تتراكم، سيحتاجون إلى نظامٍ متخصص للبحث والعثور عليهم بسرعة.
«ها نحن ذا»
حتى مع الاختيار الآلي للأوراق، أعطتها أكثر من ثلاثين ورقة.
رفضت تلك التي لم تتطابق وعرضت الأخيرة المتبقية.
«ربما هذا هو. إنها تسمى استروبِلَ. يبدو أن الاسم جاء من إحدى مراحل دورة حياة قنديل البحر. هذا يقدم نظرية بحثية أساسية حول التحكم العقلي عالي الدقة للإنسان دون التدخل في الدماغ وهو ما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الإسبر»
«أوه، إذن هذا هو»
«إن عقول الناس لا تتكون فقط من الدماغ. إضافةً إلى المواد الكيميائية المنبعثة، يتأثر العقل بالهرمونات المختلفة التي تفرزها الأعضاء الأخرى. في حالة الاستروبِلَ، يُحفز القلب على تغيير توازن الهرمونات المفرزة وبالتالي يتلاعب بالعقل دون لمس الدماغ. في هذه الحالة، لابد أن الليف قد وصل إلى قلبك»
أخبرت نهاية الورقة أنه يمكن استخدامها كقيود جديدة للأسابر الخارجين عن السيطرة أو كوسيلة للتحكم الفعال في الأسابر في سجن الأحداث، ولكن من المحتمل أن تكون هذه الاستخدامات قد جاءت لاحقًا. لن يفكر الباحثون عمومًا في تقديم تنازلات للمجتمع إلا إذا حصلوا على تمويل.
«أترين؟ لم تكن أنا حقًا»
«هذا خطأك أنكِ تتسللين دائمًا من وراء الأحداث. حتى أنه وَصَفَكِ بعجوز غامضة ومخيفة تضع مكياجًا كثيرا وعندها دهونٌ مشمئزة»
«ماذا؟! هـ- هو لم يقلها، أفعل؟ كذبتِ لتوك، صح؟ ناهيكِ عن أنكِ قلتِ أنكِ لا تثقين بذكرياتك!!»
جاءت الدموع إلى كوموكاوا سيريا بسهولة أكثر بكثير مما قد يظنه أي شخص في العادة.
بالكاد تعافت من الصدمة واستأنفت شرح مواصفات هذا الجهاز الغريب.
«إ-إذا نظرتِ إلى الأشخاص المرتبطين بمؤسسة البحث التي طَوَّرت استروبِلَ أو أي أحدٍ يمكن أن يسرق بياناتها، فقد تصلين إلى الجاني»
«ممكن. أشكرك حقًا على هذا» قالت شوكُهو.
ومع ذلك، فإن نبرتها لا تحتوي تقريبًا على أي طموح تجاه وجود شيء تود فعله أو غضبٍ تغضب منه.
«ولكن منذ متى كان هذا الشيء فيَّ؟»
«نعم، لا أحب قول مثل هذا، لكن...»
«قولي»
«نظرًا لأن استروبِلَ أو جهاز مشتق التصق فيك، فربما يكوون أفضل لكِ أن لا تثقي بذكرياتك وأفعالك كثيرًا»
«فهمت»
تراجعت شوكُهو خطوة صغيرة ووَجَّهت يدها إلى رأسها.
لماذا أرادت البحث عن الحقيقة؟ لم يكن لمطاردة الجاني المخيف ومعاقبته. كان لابد من معرفة أن ذكرياتها مع ذلك الفتى كانت دقيقة وأن الدفء بداخلها كان حقيقيًا.
لكن هذا الطريق انسدَّ.
كانت الذكريات داخل قلبها كلها أكاذيب.
ماضيها مع كاميجو توما لم يكن موجودًا أبدًا.
كان من الممكن أن تجد المدبر وراء ذلك، وتكشف عن مؤامراته، وتحطم الحادثة بأكملها، وتضمن أن من داس على ذكرياتها سيعاني جحيمًا حيا.
لكن ماذا سيُحقق ذلك؟
هل كانت مشاعرها تافهة لدرجة أن هذا يمحوها أو يحل محلها؟
«ماذا ستفعلين؟ الآن بعد أن أزلنا استروبِلَ، خرجتِ عن توقعات الجاني. قد يستهدفك مرة ثانية، لكن حاليا، أفلتِ من أكبر تهديد. فهل تمضين أم تعودين؟ الأمر لك»
«أنت على حق»
بدت شوكُهو ميساكي منهكة وذبلت برَدِّها.
«سأقرر ما سأفعله من الآن فصاعدًا»
- الجزء 4
وما إن غادرت شوكُهو ميساكي شقة كوموكاوا سيريا، كان الليل في أوضَحِه.
«تنهد»
وما أوقفت تنهداتها منذ غادرت.
«ملكتي»
ظهر أحد فتيات زمرتها بصمت وتحدثت معها.
كانت فتاة الشعر الحلقي من قبل. طلبت شوكُهو مساعدتها فقط عندما يجيء وقتها، لكن يبدو أنها انتظرت طوال هذا الوقت.
«لا أراكِ سعيدة. أهناك ما يثقل خاطرك؟»
«لا، لا بأس»
«إذا كنتِ تواجهين مشكلة، فما عليك سوى إخبارنا بما نفعل»
«نعم، ولكن لسوء الحظ، العمل وحيدة هو الأفضل لي حاليا. ولو احتجتُكِ حقًا، فلن أتردد أن آمُرك»
مع ذلك، اختفت شوكُهو في الشوارع المظلمة.
الذكريات التي دعمتها أكثر من أي ذكريات أخرى كانت مختلقة لصالح شخص آخر. الاستمرار في السعي وراء الحقيقة سيزيد من المخاطر ولن تجد ما تريده. وستذهب آمالها تمامًا.
قد أزالت استروبِلَ مع كوموكاوا سيريا.
كان هذا بالتأكيد كافيًا لإخبار تلك الفتاة أن شوكُهو قد أُحرِقت.
(.....حقًا. ماذا أفعل؟)
لم يكن هذا السؤال موجهًا إلى وضعها الحالي فقط.
على نطاق أوسع بكثير، إلى أين تتجه الآن؟ هل تستمر في سحب تلك الذكريات غير الموجودة لكاميجو توما أو...
(أو؟)
كانت الشنطة المعلقة من كتفها بسلسلة رفيعة عبارة عن مستودع أسلحة مليء بالريموتات، لكنها شعرت بثقلها الكبير الآن.
أهناك أيُّ جدوى من التمسك بالذكريات الكاذبة؟
لو أن أحدًا قد صنعها ليتلاعب بها، أليس من الأفضل التخلص منها؟
ما هي إلا ضغطة زر.
ما عليها إلا أن تضع الريموت في صدغها كأن تنتحر بمسدس.
ستكون إعادة ضبطٍ بسيطة.
«...........................................................................................................................»
شعرت كما لو أن ريحًا باردة ويائسة لا يمكن تجنبها تخترق جسدها.
وهي تقف هنا، شعرت أنها —هذه المرة— ستتناسى حقًا كل شيء. مع فقدان أكبر دعمٍ لها ونقطة مرجعية، لم تكن تعرف على أي أساس تبني قرارها.
لماذا لا تفعلها؟
إذا كانت كذبة، فلِمَ لا تجعلها كذبة؟
وإذا تخلصت من ذلك، فهل كان هناك أي شيء في ذكرياتها أصعب عليها؟
لقد فكرت في منصبها ملكةً لتوكيواداي، ورئيسة أكبر زُمرة، وأقوى إسبرة نفسية، دولي، مشروع ***** السابق، قبل أن تأتي إلى هذه المدينة، وولادة نفسها.
حتى لو كان أي من ذلك مهمًا، فهل كان مهمًا حقًا كفايةً أن لا تتمكن من التخلص منه إذا حدث شيء كهذا؟
وفي تلك الحالة، هل احتاجت حقًا حفظ تلك الذكريات؟
ألن تكون أسعد بمحو كل شيء يقع في فئة "غير الضروري"؟
عادة ما كانت لتسخر من هذا السؤال، لكنها الآن لا تستطيع إنكاره.
ما عاد لديها ما يُلزمها.
«......»
وقفت ثابتة طويلاً جدًا.
لم تدري حتى متى جاءت إلى هنا.
ومع ذلك، حدث تغيير أخيرًا من الخارج.
سمعت صرير إطارات على الأرض وتوقفت سيارة عائلية بيضاء في مكان قريب. كان في سقفها أضواء وامضة حمراء ملحقة، وبابها الخلفي المخصص عادةً لتحميل وتفريغ الأمتعة ارتفع بشكلٍ مستقيم، وخرج عددٌ قليل من الرجال في المعاطف البيضاء أثناء دفعهم نَقّالة.
ذَكّرها بـ ...
(اسعاف؟)
«هل أنتِ شوكُهو ميساكي من مدرسة توكيوادي الإعدادية؟»
تحدث إليها أحد الرجال في المعاطف البيضاء وهي تراقبه مذهولة.
«أنا ياماكاوا من مساعدات الطوارئ. هل أحتاج إلى شرح موقفك وواجباتنا؟»
«...مساعدات الطوارئ....؟» كررت وتفكرت في المصطلح. «أوه، أنتم سيارات الإسعاف المدنية. كان الـ 119 مثقلين بكل التقارير غير المجدية، لذا بَدَأَت خدمتكم لتأخذوا بعض أعمالهم. هل توَسَّعتُم في مجال نقل الأسابر الخارجين عن نطاق السيطرة والتي لا تستطيع مستوصفات المدارس العادية التعامل معهم؟ ففي آخر الأمر، إذا لم تتصل المدرسة بالرقم 119، فلن يكون هناك سجلٌ رسمي بنقل الإسبر إلى المستشفى»
«نحن لا نستخدم مصطلح "خارج عن السيطرة". عند استخدام الأدوية والأقطاب الكهربائية والتنويم وغيرها من الأساليب لتحفيز الدماغ على نمو الإسبر في مرحلتهم المراهقة حيث أن توازنهم الهرموني غير المستقر، فمن المتوقع حدوث عدد معين من الحوادث» الرجل الذي أطلق على نفسه ياماكاوا استعجل التفسير. «لم نكن متأكدين مما إذا كان علينا أن نأتي إليك في حالتك، ولكن نظرًا لنوع ونطاق قدراتك، قررنا أنه لا يمكن تجاهل هذا. اتصلنا بمدرستكِ وسيتم نقلكِ إلى مرفق داخل الحديقة المدرسية، فلا داعي للقلق»
«فقط بدافع الفضول، ما الذي أثار هذا؟»
«عندما تعديتِ على مسكن شخصٍ آخر. وكل تجوالكِ في وقت سابق كان أيضًا مؤشرًا على الخطر»
عندما سمعت ذلك، استسلمت.
ربما لاحظت كوموكاوا سيريا هذا الشذوذ فأعَدَّت.
«بأي حال، من فضلك ادخلي. نفضل أن لا نربطك بالنقالة إن أمكن»
«شكرا لاهتمامك»
مهما كان الأمر، كان عليها أن تفعل شيئًا حيال الذكريات التي زرعتها استروبِلَ بداخلها.
لا يهم ما إذا كانت ستمحوها بالانتحار عن بعد أو بعلاجٍ عالي المستوى من قبل المتخصصين في إسعافات الطوارئ.
حان الوقت لتقول وداعًا.
هذا هو الوقت المثالي.
لم تكن رومانسيةً كفاية أن تبحث عن ذكريات كاذبة وتتمسك بإعجابٍ لا أساس له.
مدفوعة بهذه الأفكار، استعدت لدخول السيارة العائلية البيضاء.
لكن حدث لها شيء قبل أن تفعل.
«ياماكاوا-سان كان اسمك؟»
«أجل. ما الأمر؟»
«قلتَ إن الزناد كان تعديي وأنني كنتُ أتجول منذ عدة ساعات»
«نعم؟»
«لكن هذا غير منطقي»
أبقت رأسها منخفضًا أثناء حديثها.
«إن كنتَ تعلم أنني تعديت على ممتلكات الغير، فهذا يعني أنك تعرف منذ البداية أين ذهبت أو أنك امتلكت قدرةً على اكتشاف موقعي. لكن من بعد ما تسللتُ إلى منزلها، قضيتُ عدة ساعات أُحَقّق قبل أن أغادر. وقد تأخر الوقت كثيرًا»
«شوكُهو-سان»
«هذا يعني أنه كان عليك الظهور قبل ذلك☆ بما أنك لم تفعل، سأفترض أن التعدي على ممتلكات الغير لم تكن الدافع. وربما كان-...»
«شوكُهو ميساكي-سان. تعتبر نظريات المؤامرة وأوهام الاضطهاد من الأعراض الشائعة. نحن لا نريد حقًا أن نُقيدك كأنه مشهدٌ من مسرحية أو فيلم أكشن، لذا أرجوكِ اهدئي»
«ربما كان هذا الذي هنا. فقدتم اتصالكم مع الاستروبِلَ المغروسة في رقبتي، لذلك أتيتم مسرعين. بهذا ستغرسون واحدة جديدة بعذر العلاج»
-قع!!- ملأ صوت ارتطام شديد المنطقة.
تسلل أحد الرجال ذي المعاطف البيضاء خلف شوكُهو ميساكي، ولَوَّح مصباحه الطويل كالعصا، وضرب رأسها من وراء.
أو هكذا صدق.
«غاه؟!»
لقد ضرب بالفعل الرجل المسمى ياماكاوا.
والفتاة قد غيرت تصوره للأشخاص من حوله.
في الواقع، أجبرت الرجال الأربعة أو الخمسة الذين ادَّعوا أنهم من مساعدات الطوارئ على الاعتقاد أن شخصًا مختلفًا كان "شوكُهو ميساكي".
دَوَّرت الريموت وتمتمت منزعجة.
«تمام، لن ترونها سهلةً أعدكم»
مع العديد من الأصوات التي تشبه إلى حد كبير ضرب كيس من القمح بمضرب، تقلّلت أعدادهم. بعد أن أكّدت أنهم ما عادوا يتحركون ولن تصل التعزيزات، وضعت يدها في شنطة يدها.
(لا أريد حقًا الغوص في أذهان هؤلاء الخطرين. ربما أبدأ بالسؤال خارجًا)
‹ ‹الفئة 081 / شوكُهو ميساكي هي الرئيس المباشر A.› ›
«قم. هيّا، انهض. عجل»
تحدثت ببطء وحافظت على صوتها منخفضًا، لكن هذا كان كافيًا للرجل الذي اسمه (كما ادَّعى) ياماكاوا ليفتح عينيه بالقوة. عجز عن الوقوف، لكنه تأوَّهَ وعمل على النظر إلى عيني شوكُهو.
يبدو أن رئيسه قد دَرَّبهُ جيدًا.
«ماذا تفعل؟»
«ا- آ- آسف! إن شوكُهو ... اللعنة، أين ذهبت؟!»
«هذا ليس وقت الشرد. بماذا كلفتك؟ كررها لي مرة أخرى»
«بالطبع. طلبت مني أن ألتقي سريعًا بشوكُهو ميساكي وأن أرفق بديلا للاستروبِلَ التي توقفت عن العمل»
«ولأي غرض؟»
«...سيدي... لا أعلم. أخبرتني أنه لا داعي لي أن أعرف»
مجرد إجراء هذه المحادثة أشعرتها بالفراغ في الداخل.
لم تكن ذكرياتها عن كاميجو توما موجودة حقًا. كلما تعمقت، وجدت المزيد من خطة الشرير المتواضع وستُجَرّ أبعد عن ذكرياتها الجميلة معه.
ما المغزى من هذا؟
ازداد شعور المرارة في صدرها وفكرت أن تنهي هذا، لكن الرجل استمر قُبَيل ذلك.
«ولكن كانت هناك حقيقة واحدة غريبة عن استروبِلَ التي زَوَّدتها. أمتأكد من أنها أُعِدَّت بشكل صحيح؟»
«وماذا عن ذلك؟»
سألت هذا السؤال تقريبًا بعفوية.
وذلك عندما ألقى الرجل الذي سَمَّى نفسه ياماكاوا الخبر الصادم.
«لم تكن هناك بيانات داخل الاستروبِلَ. حتى لو غرسناها، فلا أظنها تعمل»
«................................................................................................ماذا؟»
هذه المرة حدثت حقًا.
لقد تجاوز الوضع فعلاً أي شيء تخيلته.
استروبِلَ الممنوحة لياماكاوا والآخرين المتنكرين في صورة مساعدات طارئة لم تحتوي على أي بيانات. حتى لو غرسوها فيها سرًا، فلن تغير عقلها أو ذكرياتها.
إذن ماذا عن تلك التي أزالتها كوموكاوا سيريا؟
كان يجب أن يكون هدفهم هو إعادة الوضع إلى طبيعته، لذلك ليس من المنطقي أن تكون الجديدة فارغة إن كانت الأصلية تفعل شيئًا وذو تأثير. هذا يعني أنه عليها أن تفترض أن تلك التي أزالتها كوموكاوا كانت فارغة في المقام الأول وأنهم كانوا يعيدون الوضع إلى طبيعته من خلال إرفاق استروبِلَ أخرى عديمة الفائدة.
أيُّ عبثٍ هذا؟
لماذا تنكروا والتقوا بها فقط ليربطوا فيها جهازاً عديم الفائدة؟
«ا-انتظر لحظة! ماذا تقصد؟ لماذا لم تحمل الاستروبِلَ بياناتٍ بداخلها؟!»
«سيدي؟ إذن فقط كانت حقًا خطأً كبيرًا؟!»
«قل لي الحقائق قدرما استطعت ووضِّح!»
«ط- طبعًا. ما كان للاستروبِلَ التي أعطيتنا أيَّ بيانات ولا أي من النسخ الاحتياطية. لقد أرسلتُ لكم رسالة أسأل عما إذا كانت هذه مشكلة، لكن المهمة بدأت قبل أن يأتيني رد»
لم يكن مجرد أن جهاز كان بدون بيانات وأن سؤاله لم يُجيب.
بل هذا...
(لم يكن خطأً. هل أُعِدَّت هكذا منذ البداية؟)
«فهمت»
جلبت شوكُهو يدها إلى جبهتها.
طافحةٌ بالقناعة، غيّرت من سؤالها.
«في رأيك، ما هي احتمالات نجاح هذه الخطة في التلاعب بشوكُهو ميساكي بالاستروبِلَ؟ أتراه ممكنا أن نتحكم بكامل قوة المنتل آوت بآلة بسيطة؟»
«ما دام أنتَ من أعطى الأوامر، سوف-...»
«أصدق في كلامك»
«....أشارت الحسابات الأولية إلى أن الاحتمالات كانت أقل من 30٪. وحتى إذا نجحت، فسيصعب استمرارها على المدى الطويل»
(كما توقعت....)
توصلت إلى استنتاجها بتعبيرٍ شخص قد ابتلع لتوِّهِ كتلة من القيح وكانت تغطس في جسده.
(الاستروبِلَ كانت فخًا وخطتهم هي بخداعي لأفكر في أن تلك الذكريات كانت خاطئة وهكذا سأمحوها بنفسي. هكذا يتلاعبون بعقل أقوى إسبرة نفسية. ولا أرى سببًا آخر لإعطائي استروبِلَ بدون بياناتٍ داخلها)
إن معرفة هدف العدو لم يسوى لها.
هناك حقيقة أهم تكمن أمام عينيها.
(ذكرياتي مع كاميجو توما حقيقية حقًا. وإلا فلن يبذل أحدٌ هذا الجهد الكبير لجعلي أمحوها!!)
غمر شيءٌ قلب الفتاة. شعرت في البداية وكأنها نقطة ضوئية صغيرة جدًا، لكنها سرعان ما انفجرت فوجدت نفسها غير قادرة على التحكم بها.
أولاً، شعرت أن عضلات وجهها ترتجف غير طبيعية ثم تسترخي.
جرت رعشة على عمودها الفقري وامتدت إلى كامل جسدها، لكنها كبحتها وحضنت جسدها بذراعيها لتقمعها.
ومع ذلك، فشلت في بذلك وآل بها الأمر مستلقية على الأرض تتدحرج ذهابًا وإيابًا.
«هِه هِه☆»
كانت تتلوى كفتاة تحمل حيوانًا محشيًا في سريرها وتفكر في من تحب.
«ها ها ها ها. آه ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها!!»
سحبت صافرة الطوارئ الفضية التي حولتها إلى عقدٍ بشريط رفيع. قامت بلف البلاستيك الرخيص في راحة يدها لتُأكد وجوده هنا.
أعطاها ذلك الصبي هذا.
طلب منها أن تستخدمه إن كانت في مشكلة قد حدث فعلاً.
ما للعقل شكلٌ حقيقي.
من منظور فيزيائي بحت، ربما لم يكن أكثر من إشارات كهربائية وتفاعلات كيميائية.
ومع ذلك، فإن الناس سيفعلون أي شيء من أجل ذلك.
فلقد رأوا فيه معنىً عظيم.
«الآن، قد غلبتُ افتراضين رئيسيين وقلبتُ النتيجة بـ 360 درجة لأنتهي في النهاية حيث بدأت ♪ ولكن ماذا يعني ذلك بالضبط......»
أيضا، هذا غير الصورة العامة بالكامل.
بدأت القضية بالفرق بين المشهد في ذهنها والبحيرة الاصطناعية الفعلية وبرج محطة الطاقة الحرارية الأرضية على قمة جبل المنطقة 21.
مثل ذلك المرفق الكبير لا يمكن أن يعاد بناؤه أو هدمه بهذه السهولة. كان من الممكن أن يكون لهذا تأثيرٌ عظيم على السد والمرصد على نفس الجبل. وذلك افترضت شوكُهو طبيعيًا أنها أخطأت وأن ذكرياتها مع كاميجو توما لم تكن موجودة.
لكن ماذا لو كانت على حق؟
ماذا لو كانت ذكرياتها مع كاميجو توما موجودة؟
(هذا يعني أن البحيرة الاصطناعية الحالية هي الخطأ).
لم تعرف ما الذي يعنيه ذلك، لكنها شعرت كما لو أن المؤامرة المحيطة بها مرتبطة مباشرة بمحطة الطاقة والبحيرة غير الطبيعية تلك.
التفتت إلى الرجل ذي معطف أبيض والذي ذهب بجانب ياماكاوا.
«من ‹أنا›؟»
سألته، فَرَدَّ عليها ياماكاوا فورًا.
«لا أعرف اسمك»
«؟»
«من حضرتُك؟»
«مهلا. أنا رئيسُك، يفترض أننا نلتقي يوميًا...»
«أنت- آآآآآآآآنتنتتت تااااااانتتتتتتاااااااااااااانتتتتtttttتتتالاااااااااا.»
«آه بحقك!!»
بمجرد أن تعطلت قدرته على الكلام، مدت يدها سريعًا إلى شنطتها، وسحبت مجموعة متنوعة من ريموتات التلفزيون أو مكيفات الهواء، واصطفتها على الطريق.
دائمًا ستعتني بالذين سيطرت عليهم. كانت تلك قاعدة وضعتها لنفسها.
فحصت قفا الرجل، فما وجدت فيه استروبِلَ. ومع ذلك، فقد أوضحت ردة فعله غير الطبيعية أن فيه نوع من "القنبلة" تتفعل عند كلمة رئيسية محددة.
وإذا لم تكن آلة من تُفَعِّلُها...
(أكان من إسبرة مثلي؟ لا أود الاطلاع داخل عقلٍ ملوث بهذا الشكل، لكن ليس لي خيار آخر)
‹ ‹الفئة 005 / حدد موقع "القنبلة" في الشخص المشار إليه› ›
لعشر ثوانٍ تقريبًا، قرأت عقله كأنها تتتبع يدها على سطحه.
‹ ‹الفئة 401 / إعادة عقل الشخص المشار إليه إلى حالته قبل تفعيل "القنبلة".› ›
استعادت عقله المكسور كأنها استخدمت نظام استرداد الحاسوب.
‹ ‹الفئة 030 / اترك الشخص المشار إليه فاقدًا للوعي لأربعٍ وعشرين ساعة› ›
«آه، آه؟ ماذا؟ أنتِ شوكُهو- غواااه؟!»
«شكرا لتعاونكم»
ثم فقد وعيه بأمان دون آثار دائمة.
كان أعظم سلاح لمِنتل آوت هو قوتها الهائلة وعدد التطبيقات الممكنة لها. وبالطبع، تركت قوتها العظيمة حتى هي عاجزةً عن فهم نطاقها الكامل لو لا أنها قسمتها باستخدام الريموتات وقواعدها الشخصية الأخرى.
«......مساعدة أحدٍ لن يشكر أبدًا يُشعر بالفراغ»
لم تعرف مدى تلوث عقله، لذلك أرادت تجنب الغوص أعمق للبحث عن اسم من يقف وراء هذا.
ولكن على أنها لم تُحقق بقوتها، إلا أنها مع ذلك أتت بتخمينات بناءً على معرفتها وخبرتها.
ياماكاوا... لا، كل أولئك الذين زعموا أنهم "المساعدة الطارئة" قد يكونون خاضعين لسيطرة فرد. أُعطوا هوياتٍ مزيفة، وتلقوا أوامر كاذبة، واتخذوا إجراءات كاذبة.
وهذا يعني أن ملاحظة ياماكاوا حول غياب بيانات استروبِلَ قد فقدت أي مصداقية. رجع كل شيء إلى حالة الفراغ.
ومع ذلك، بدا أن العالم تغيّر في نظرها عما كان عليه من قبل.
فسابقًا، كان الوضع 50/50. كانت ذكرياتها عن كاميجو توما على الحد الفاصل بين وجودها أو عدمها، لكنها وجدت شيئًا تُحقق فيه بغض النظر.
(محطة الطاقة الحرارية الأرضية والبحيرة الاصطناعية في المنطقة 21.)
كان لديها هدفٌ واضح وواجهت الأمام مرة أخرى.
(ذاك هو مركز كل التشويه. إن كانت ذكرياتي دقيقة، فلا بد أن أجد شيئًا هناك. وإذا لم يكن، فسيثبت ذلك أن ذكرياتي خاطئة. وفي كلتا الحالتين، إذا حققت هناك، سأسوي هذا مرةً وإلى الأبد)
سوف تستخدم كل شيء.
كانت ستخرج كل شيء.
مع أخذ ذلك في الاعتبار، أخرجت هاتفها المحمول.
اتصلت بأحد فتيات زمرتها. لم تبدي الفتاة ذات الشعر الحلقي الرائعة أي إنزعاج عن بعد على الرغم من تأخر الوقت.
«تحتاجين إلينا الآن يا ملكتي؟»
«نعم»
لم تتردد ملكة النحل والوحش #5 المدينة الأكاديمية في الإجابة.
«سأستخدمكن الآن بشكل كامل ومطلق لمصلحتي♪ فهلّا تجمعين فقط أولئك من ترغبن في أن يكونوا بيادقي؟»
هذا كل شئ.
لا داعي لأي شيء آخر حتى تتحرك مجموعةٌ من الأفراد يتمتع كلٌّ منهم بقدراتٍ قوية خطيرة.
- ما بين السطور 2
نظرة عامة على غراوند جيو (للعلاقات العامة الخارجية)
التصنيف: محطة طاقة حرارية أرضية تجريبية.
الإخراج: 2,027,000 كيلو واط.
الطريقة: نقل الحرارة من صهارة الحمم عميقًا في الأرض.
الموقع: المنطقة 21 في الجبل الجديد.
تفوقت المنشأة بكثير إنتاج محطات الطاقة النووية، ولكن نظرًا لأنها تستخرج الطاقة مباشرة من الصهارة في أعماق الأرض، فإنها لا تؤثر على البيئة وهي نظيفةٌ للغاية.
تُستخرج الطاقة باستخدام طريقة سبق اعتبارها في النظريات. على وجه التحديد، يوضع قضيبٌ موصل للحرارة بطول 1000 متر عموديًا لأسفل من قمة الجبل وتنقل حرارة الصهارة عبر السائل المتدفق داخل القضيب.
سنُحقق فقط ما هو طبيعي تمامًا. نأمل أن تنظر إلى هذا على أنه مستوى عالٍ من الثقة في التصميم والبناء.
تكمن المشكلة الأساسية في حدوث زلازل خافتة للغاية تكون أضعف من أن يشعر بها الناس، ولكن لا ينبغي أن تؤثر على الحياة اليومية بأي شكل.
تم النظر إلى خطة وضع قضيب موصل للحرارة في أعماق الأرض في المقام الأول على أنها تجربة نحو البناء المستقبلي لمصعدٍ فضائي، لكننا نؤكد لك أن هذا سيكون أكثر قيمة بطريقة ما.
إن أعظم خصلة للمنشأة هي مستواها العالي من التحكم الحاسوبي. التشغيل العادي مؤتمت [2] بالكامل.
وتتم مراقبة كل جزء من أجزاء المنشأة طبيعيًا بما مجموعه 32,000 جهازٍ استشعاري وسيتم الإبلاغ عن أدنى خلل على الفور.
ومع ذلك، فإن حقيقة أنها ظلت تعمل لأكثر من ثلاث سنوات دون مشكلة قد تثبت مدى مرونتها.
بينما كانت ضرورة بناء محطات الطاقة الحرارية الأرضية السابقة على براكين نشطة قد تصبح غير مستقرة في المستقبل، فإن طريقة قضيب التوصيل الحراري تسمح ببناء هذه المرافق في المناطق الحضرية المسطحة أو حتى قاع المحيط.
تمامًا مثل عَنَفَات الرياح التي تُعَدُّ الطريقة الأساسية لمدينة الأكاديمية، يمكن إنشاء هذه المرافق بحرية في أي مكان وتطبيقاتها لا حصر لها.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)