الفصل الثالث: الدافع الحقيقي >> المعرض — إجابة_أخرى
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
أكان عليها حقًا العودة؟
ملأ الانزعاج شوكُهو ميساكي حيث تخيلت طريق العودة إلى محطة الطاقة والبحيرة الاصطناعية في جبال المنطقة 21. للحظة — للحظة واحدة فقط — فكرت بجدية أن تتحكم في عشرين شخص أو قرابة ذلك وتنشِئَ مِحفة [1] فاخرة لنفسها، ولكن رفضت الفكرة في اللحظة الأخيرة. حتى هي كانت واعية بمفهوم الذل لمن في سِنّها.
وهي تلهث تلتقط النَفَسَ على المسار الجبلي المتعرج والأسود، وضعت هاتفها على أذنها. كانت من فتاة الثانوية كوموكاوا سيريا.
‹ ‹بحثتُ في الأمر أكثر ما إن غادرتِ، لكن [غراوند جيو] هي بالتأكيد التي رأيتِها أنتِ. راجعتُ مخطط البناء والصور المرفقة بالنظرة العامة الأساسية، وحتى نشرات المكتب الحكومي التي لا يراها أحدٌ عادةً، لكن كلها نفس الشيء. أو على الأقل، كل السجلات الرسمية تصور الأمر بهذه الطريقة› ›
«مم؟ غريبٌ وصفك»
‹ ‹تغيرت تواريخ "آخر تعديل" لجميع المستندات التي بحثت عنها. يبدو أن كل تلك قد جاءت مؤخرًا. فما رأيك أنتِ؟› ›
«صعبٌ أن أقول»
قبل أيام قليلة، لربما شعرت بسعادة غامرة وراقها هذا الخبر.
كانت لترى أدلة البيانات المعدلة دليلاً على صحة ذكرياتها.
«إذا غَيّروا تلك التواريخ، فلا عسانا أن نكون متأكدين مما تقولين أنه حدث "في الواقع" أيضًا، صح؟ غالبًا أن أحدًا ما أضاف البيانات في الماضي وضبط الوقت إلى المستقبل☆»
‹ ‹ممكن› ›
«وبعد، ما فينا أن نقول أن تغيير البيانات هو نفسه تغيير الحقيقة. ربما كتبوا فوق البياناتِ الدقيقة بياناتٍ دقيقة متطابقة. بهذا سأفترض أن البيانات خاطئة عندما أجد دليلًا على تغيّر قدرتها»
قد شاهدت استروبِلَ وفريق الطوارئ المتخصص بالأسابر.
ما زالت لا تعرف من كان العدو أو النطاق الكامل للحادثة، لكنها احتاجت أن تتحمل هذا القدر في ضوء ما كانت تعرفه.
عندما تأخذ معكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس المعكوس، فهل ينتهي بك الأمر مع الأصل أو المعكوس؟
‹ ‹على أي حال، كانت الملفات المُعدلة مُرتبة بتصنيف S. مهما كانت، يمكن بسهولة الوصول إلى مستوى يتجاوز أعلى مستوى تصنيف المعروف عامَّةً. هؤلاء انفصلوا بوضوح عن ولائهم لـ [مجلس الإدارة]. لن أعرف ما إذا كان هذا حقًا أم خداعًا، لكنني أعلم أن لديهم القوة والقناعة لفعل شيء كهذا فقط ليكون خطوةً في استعداداتهم. عليكِ بالحذر› ›
«قد علمتُ ذلك» مسحت شوكُهو العرق بأناقة من جبينها بمنديل. «وغير هذا، لقد تجاوز هذا قدرتي على التنبؤ منذ اللحظة التي عرف فيها أحدٌ ما كفايةً عن حادثة ذلك الصبي لشن هجوم مثل هذا. لن أكون بالحمقاء وأستهين بهم»
‹ ‹أنا لا أهتم بكِ حقًا أو أي شيء، لكنه ليس قويًا أن يتعامل مع وفاة أحدٍ ما. لذا إياكِ والموت. إذا أردتِ الموت، فسأزين قبركِ كما ترغبين، فلا تنسي أن تتصلي بي› ›
«وكذلك أنتِ☆»
بضحكة هادئة، أنهت شوكُهو ميساكي المكالمة.
ثم حدقت في الفضاء الفارغ وتمتمت في قلبها.
(متى اكتَسَبَتْ تلك المهارة الوقحة لتكون تسوندري؟)
التفكير في الأمر لن يمنحها إجابةً وقد أزعجها مجاورة تلك التسوندري أم صدر كبير التي كانت في الواقع عجوزًا رفضت النضج. قررت شوكُهو أن التفكير أكثر في هذا الباب لمضيعة لوقتها ولذا غيّرت مسار تفكيرها.
أمكنها رؤية البحيرة والبرج الاصطناعي الآن.
كانت المنشأة ضخمة لدرجة أنَّهُ صَعُبَ إخفاءها. بالتفكير الطبيعي، سيكون من المستحيل أن تُزال دون التأثير على البيئة المحيطة بالمرة. حقيقة أن الأمر بدا مختلفًا تمامًا عن ماضيها جعلها مركز غموض نَفْسِها وتناقُضِها.
كان من المفترض أن يراقب المكان باستمرار بعدد لا يحصى من الكاميرات وأجهزة الاستشعار، ولكن كل ما رأته من الخارج كان سياجًا معدنيًا يحيط بالبحيرة وبوابةٍ مغلقة بسلاسل وقفل.
سواء تغيّر شكله أم لا، فهو لا يزال المكان الذي تجولت فيه ذات مرة وانهارت على الأرض.
رغم قِصَرِ تنورتها، تسلقت البوابة وإلى الداخل.
هناك، سارت على طول الداعم الخرساني.
«.....»
حتى هذا خلق تناقضًا حادًا بين ذكرياتها والواقع.
لم يكن الأمر أن جانبًا محددًا كان خطأً. استصعبت أن تجد شيئًا مماثل.
وما اكتفى الأمر بالبحيرة بل ما وراءها. عندما نظرت من طرف كتفها لأسفل من قمة الجبل، تَجَّلى المشهد صارخا أن شكل الغابة المظلمة والجبال كان خاطئًا تمامًا (أو أن ذكرياتها كانت). مواقع الأسطح الصخرية المرتفعة والأشجار الأطول كانت مختلفة بوضوح.
(بالطبع، يمكن للانهيارات الأرضية والتنمية أن تغيّر المشهد الطبيعي بسهولة، لذا فليس من الغريب أن تختلف عن ذاكرتي)
خلعت قفازها وتتبعت أصابعها على الأرض، لكنها لم تجد معلومةً تربطها بذلك اليوم. لم تكن قوتها في قراءة الأفكار سهلة.
ومع ذلك، واجهت الأمام مرة أخرى.
نظرت إلى البحيرة الدائرية المحاطة بالخرسانة والبرج المعدني المنتصب في مركزها.
كان هذا هو المكان الذي سقطت فيه على الأرض ذلك الوقت.
كان المكان بالضبط حيث قابلت الصبي كاميجو توما.
لكن هذه البقعة لم تكن استثناء.
«الأمر مختلف أيضًا»، تمتمت عاليًا دون تفكير.
على أقل تقدير، لا شيء تراه ضاهى ذكرياتها. كان الاختلاف شاملاً للغاية كأنه منعشٌ تقريبًا.
حاولت أن تستلقي كذلك اليوم.
لم تكن البحيرة والغابات مختلفة فحسب، بل كانت مواقع النجوم مختلفة أيضًا.
(حسنًا، كان ذلك في فصل الصيف ونحن الآن في الشتاء، لذا فإن الأبراج ستكون مختلفة أكيد)
لقد اتخذت هذا القرار ثم توصلت إلى نتيجة.
عندما تجد اختلافا، فلابد أن سببًا وراءه. هذا التناقض بين ذكرياتها والواقع لن يحدث عبثًا. هل كانت ذكرياتها خاطئة أم المشهد أمام عينيها؟ وهل كان متعمدًا أم صدفة؟ إذا وضعنا كل ذلك جانبًا، فقد عرفت أن في الأمر سببًا في مكانٍ ما.
ثم جلست منتصبة.
وصلت إلى حقيبة بلاستيكية رخيصة من متجر خصومات كانت في شنطة يدها. احتوت على عنصرٍ اشترته في وقت سابق.
كان عبارة عن مجموعة مفكات من اثني عشر قطعة.
بالإضافة إلى أنواع مختلفة من مفك مصلب فيليبس (مفك رأسه X) وفلاتهد (مفك رأسه I )، ففيها مفك يُزيل الإطارات شكله شكل المخرز. نزعته من علبته.
مَشَّطت راحة يدها عبر المنطقة التي استلقت عليها تواً.
شعرت بإحساس قوي بالخرسانة. لقد امتص برد هواء الجبل في وقت متأخر من الليل ويبدو أنه يرفض الدفء اللازم للحياة.
ثم لَوَّحت المخرز كأنها تطرق في مسمارٍ معدني.
في العادة، لم تكن لتتمكن أبدًا من اختراق الخرسانة المخصصة للاحتفاظ بكمية هائلة من المياه التي تملأ البحيرة الاصطناعية. حتى لو ضربت قاعها بمطرقة، لانكسر مفك البراغي الرخيص أولاً.
لكن معصمها شعر بإحساسٍ غريب كأن شيئًا يتفتت وينهار.
كان مثل الإحساس بفقدان الرمال المتصلبة لشكلها.
«.....كنت أدري،» تمتمت #5 الأكاديمية من المستوى 5.
لقد خدعها هذا في الواقع تمامًا وأشبعها ربكةً، لذا كان تعليقها هذا خداعًا. ومع ذلك، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تفكر فيها القادرة على خداعها.
ضغطت الرمل المنهار بين إبهامها وسبابتها وفركت أصابعها معًا لتستشعره. في هذه الأثناء، نظرت إلى الوراء عبر البحيرة.
نظرت إلى الهيكل الخرساني العملاق والغابة المظلمة والجبل من حولهم.
نظرت إلى كل ذلك.
«صحيح.تغيّر المشهد المرئي كله من هنا بتغطيته بهذا»
المنافسات على تسمية المعيار تحدث مع أي تكنولوجيا وأحيانًا في مجال صناعة التلفاز.
وهناك تقنية معينة تنافست مع OLEDs قبل أن تختفي بهدوء من المسرح.
كانت تلك التكنولوجيا عبارة عن شاشات يُتَحكَّمُ بها مغناطيسيًا.
سواء كانت CRT أو LCD، يستخدم التلفاز الاعتيادي نظام ألوان RGB أو مضافًا باللون الأسود لتكوين أربعة ألوان. من ناحية أخرى، قامت الشاشات التي يُتَحكَّمُ بها مغناطيسيًا ببناء الصورة باستخدام بنية CMYK.
الفكرة الأساسية بسيطة. يُخلط مسحوقٌ ناعمٌ له ألوانٌ أساسية في خزان ماء فائق الرقة ثم تُستخدم المغناطيسية ليُتلاعب بها وتُشَكِّلَ الصورة.
نظرًا لهذه الطريقة، لم تُنتج أي ضوءٍ أزرق ويمكنها إعادة إنتاج ألوان مائية أو لوحات زيتية بدقة أكبر من التلفاز التقليدي، لذا كان لديهم إمكانية هائلة للبرامج التعليمية التي توفر مقدمة عن الفن. ولكن، كانت تكلفة وِحدة واحدة غاليةٌ باهظة واستخدم المنتجون والموزعون ألوان RGB التقليدية، لذا فقدوا فرصة المنافسة أن يصيروا معيارًا في عالم التلفاز. بالمناسبة، هذه التقنية التلفزيونية غير المعروفة قد استخدمت في وقت لاحق في مجالٍ مختلف تمامًا.
تحديدًا، التمويه العسكري.
يمكن أن يتغير نمط التمويه في الوقت الفعلي تمامًا مثل تغير ألوان التلفاز ولا تتطلب الألوان الزاهية إضاءة خلفية كما فعلت شاشات LCD، لذا فقد أصبحت الجيل التالي من الخداع عالي التقنية.
«وضعوا ذلك فوق كل شيء أراه من هنا»، تمتمت شوكُهو ميساكي نصف منزعجة.
حتى قوتها في قراءة الأفكار لم تَجِد شيئًا عن ذلك اليوم في البحيرة أو حتى الحاجز المحيط بها. لكن هذا لم يكن بسبب تغير الواقع، كان بسبب مسحوق الشاشة الذي يُتحكم به مغناطيسيًا والذي غطى كل شيء.
حتى لو أُنشِئَت بنية تحتية للإنتاج الضخم بمصنعٍ كبير الحجم، فقد خاف البعض أن يُكلف جهاز تلفزيون واحد من ذلك أكثر من مليون ين. ومع ذلك، فقد انتشر هذا المكون الأساسي لتلك التلفزيونات عبر الجبال التي تُرى من هنا.
«يا لهم من ناسٍ قطعوا شوطًا طويلاً ليتلاعبوا بذاكرة فتاةٍ واحدة. طيّب، لابد أن يعني هذا أن فيهم قدرة على رؤية القيمة الحقيقية للـ#5»
وبأي حال، لم تكن ذكرياتها خاطئة.
بدت البحيرة تمامًا كما تتذكرها. ظَنَّت فقط أنها تغيّرت لأنها استُبدِلَت بكميات هائلة من مادةٍ مموهة.
ومع ذلك، فإن هذا لن يحدث من تلقاء نفسه.
[أحدٌ] ما فعل هذا.
وهل سيقبل ذاك [الأحد] أنها اكتَشَفَت الحقيقة تواً؟
كان الجواب نَفْياً رَنَّاناً.
هنا حيث تبدأ حقًا. سيأتيها العدو مهما حدث الآن.
- الجزء 2
تمامًا كما توقعت شوكُهو ميساكي، بدأ أحدٌ ما في التحرك.
أحياناً ما قال الناس عن #5 الأكاديمية ذات المستوى 5 أن "جسدها ما بدا جسد طالبة في الإعدادية"، ونفس الشيء نقوله عن هذا [الأحد].
ومع ذلك، كان المقصود هنا هو العكس تمامًا.
هييي-هفف هييي-هففف—....خرجت أنفاسٌ شاقة من مركبةٍ.
حاوية بلغت أربعين قدمًا سُحِبَت بواسطة شاحنة كبيرة ولم تكن قَطُّ صغيرة. في الغرب، لم يكن غريبًا أن ترى الناس يسكنون فيها من بعد أن يجروا عليها تعديلات. حتى لو أنها بُنِيَت هنا لمراقبة الموقع الجغرافي الأرضي لمنطقة 21 والمناطق المحيطة بمحطة الطاقة باستمرار، فإن الشعور بالقمع الشديد والقرف جاء بلا شك من مظهر "الفتاة".
ربما وزن وزنها ثلاث مئة كيلوغرام.
انشدّ زيُّ مدرسة توكيواداي الإعدادية بإحكام وبدا يكاد ينفجر.
ليس فقط أنها افتقرت إلى أيِّ انقسام بين الوجه والرقبة، بل إن شكلها من بعيد لم يوضح مكان الوجه والكتف.
هففف هففف— بدا تنفسها مجهدًا من لحمها الذي كاد يسحق قصبتها الهوائية.
«هييي هييي. دو هوو هوو. ...آاه، آااهه. إذن فقد عبرتِ أخيرًا الخط الأخير. والآن لن أتهاون أيضًا»
في القصص الإخبارية الغريبة في الغرب، يسمع الناس أحيانًا عن أشخاصٍ بلغوا من البدانة ما لا تطيق النفس حتى ما عادوا يمشون لوحدهم وكانوا في نجدة مستمرة طالبين، لأنهم كانوا أكبر من أن يتسعوا أبواب بيوتهم.
وهذا الوصف في الفتاة صميم.
بصوت تقطرٍ بلل، هذا "الشيء" الذي فقد كل الشبه للأنوثة لعق شفتيه. ولا تزال تعاني من ضيق النفس على الرغم أن لا أحد يخنقها، ضحكت ضحكة بدت وكأنها سُحِقَت من جسدها.
أمسكت سَمّاعة رأس بيدٍ متعرقة ووضعتها على أذنٍ واحدة، كان الفعل يشبه دي جي القديمين، لكن ما كان لديها خيار آخر إذ أن المعدات الاعتيادية كانت صغيرة جدًا على رأسها.
«هَسَّس هَسَّس... كيف تسير مزامنة الـ OS؟»
‹ ‹تمام.› ›
«والآخر؟»
‹ ‹إلقاء القبض كان مستعجلاً، لذا سيستغرقنا الأمر أطول قليلاً أن نختبره ونتأكد من أن أجهزة الاستشعار المختلفة لا تسبب أي تعارضات› ›
«كم باقي من وقت؟ كح كح»
‹ ‹تقديري يقول أربعين دقيقة على الأكثر› ›
«إذن... كح ... هذا تمام. لكن حاول فرضها قبل الموعد»
بذلك، ألقت سماعة جانبًا.
صَوَّبت عيناها إلى أحد الشاشات التي لا تعد ولا تحصى على جدار الحاوية.
عُرِضَت شوكُهو ميساكي.
كانت تلك الفتاة قد استعادت حياتها لتوها وبدت أشرق من أي شيء آخر في العالم.
«ما زلتِ تسرقينـ"ـني"»
بخفضٍ وضعفٍ ووهن...... استخدمت حبالها الصوتية المحطمة جزئيًا لتنطق صوتا ترك مدى السمع بالكاد.
«لذا جاء الوقت أن تُعاقبي، آنسة نحلة»
- الجزء 3
عندما لاحظت شوكُهو ميساكي لأول مرة أن شيئًا ما كان خاطئاً، حسبته كان نسيمًا. ذلك لأن موجةً مَرَّت عبر المشهد بأكمله كريحٍ غير مرئية هَبَّت عبر القمح.
لكن هذا ليس صحيحًا.
لم يكن هذا حقلاً مليئًا بالقمح. كان شاطئًا خرسانياً سميك لبحيرة اصطناعية. لن تكفي الرياح أن تُكَوّن موجة هنا.
رفض عقلها المشهد الذي أمامها، لكن معرفتها سرعان ما أخبرتها أن المنطق ما عاد ينطبق هنا.
كان المشهد من حولها أصلاً عبارة عن مجموعة من مسحوق الشاشة المتحكم بها مغناطيسيًا. كل ما تراه هنا كان شاشةً عملاقة تعرض أي صورة.
«...!! قد وصلوا!!»
تراجعت بضع خطوات، وألقت بمفك البراغي جانبًا، ومَدَّت إلى شنطتها على كتفها. اختارت الريموت الذي أرادته باللمس وحده.
رَدَّ خصمها.
مع صوت تبعثر الشرر، انفجر جزءٌ من المشهد. على بعد أقل من عشرة أمتار أمام شوكُهو كان هناك ما يشبه كتلة ضخمة من اللحم.
«باهه،»
قال الشكل مازحًا.
لم تتردد شوكُهو في سحب الريموت من شنطتها.
مثل سحب المسدسات السريع في الأفلام الغربية، استخدمت إبهامها لتُدَوّر قرص مستوى الصوت على الريموت.
‹ ‹الفئة 330 / امنع المشار إليه من أن يكتشف مرور الوقت لستين دقيقة› ›
لكن...
«لن يفيد☆»
سمعت صوتًا، لكنه من خلفها جاء.
«ماذا؟!»
(هل كان الشكل الذي اقترب من الأمام مجرد صورة؟! هل يمكن للمسحوق أن يخلق أصواتًا بفركها معًا مثل أجنحة صرصار الغيط؟!)
استدارت محمومةً وما ملأ بصرها كان كتلةً من اللحم دهنًا أنثويًا.
لكن هذا لم يكن فقط لأن الشكل كان قريبًا جدًا.
كان على هذا الشخص أن يزن مئتين أو حتى ثلاث مئة كيلوغرام. وشكت شوكُهو بصراحة أن تلك تستطيع المشي بمفردها ولقد كانت ترتدي نفس لباس توكيواداي مثلها. بدا وكأن الزي الرسمي قد رسمه أحدٌ ما على بالون ثم ضَخَّمَه. في البداية، لم تتعرف شوكُهو على الزي الذي يكاد ينفجر من الداخل.
بمثل هذا المظهر، كانت شوكُهو واثقة أنها ستسمع على الأقل بوجود أعجوبة مثل هذه حتى لو كانت في فصلٍ دراسي أو عام مختلف.
لذا طرحت سؤالاً طبيعيًا.
«....هل أنتِ حقًا في الإعدادية؟»
«هيه هيه. أسألكِ نفس الشيء»
شعرت شوكُهو أن نبرة الصوت اللطيفة والغريبة كانت تقليدًا لها، لذلك اندفع شعورٌ غير سار عبر كامل جسدها.
تراجعت بضع خطوات بأقدامٍ مترددة.
ابتعدت دون أن تفكر حتى.
ما كان هذا؟
صَوَّبت #5 المدينة الأكاديمية مرة أخرى ريموت الصوت نحو هدفها.
«لقد أخبرتك أن هذا لن ينجح» قال الصوت ساخرًا. «لو أنني حسبته ينجح، فما كنتُ لأظهر نفسي أصلاً.»
سَمِعَت شوكُهو صوتًا غريبًا مثل تجميع الكهرباء الساكنة أو تشغيل تلفزيون CRT قديم.
«ماذا؟»
تغير لون ذراعها الأيمن حتى الكتف.
كأن قفازاً وأكمام سترتها الشتوية. غطى ذراعها نقشٌ أسود لامع كما لو أن أحدًا ما رَسَمَ نقشًا رخاميًا بزيت ثقيل لزج.
بعد ذلك، وصل "الشيء"
بززز بززز— الدوي المنخفض ذَكَّر بصوت الكهرباء الساكنة السابق، لكنه كان شيئًا آخر.
كان هذا صوت عدد لا يحصى من أجنحة الحشرات.
كان سربًا من الدبابير العملاقة التي يمكن أن تهاجم كمجموعة وتقتل دبًا كبيرًا لتحمي خليتها. كان هناك ألفٌ وربما أكثر واندفعوا نحو شوكُهو بكثافة عاصفةٍ رملية. على وجه التحديد، هرعوا إلى ذراعها اليمنى.
«أوعلمتِ؟ همبف غفف. حتى الأطفال يعرفون أن الدبابير العملاقة تتجمع على الأشياء السوداء»
«أيتها...!!»
«وتعمل المنتل آوت على الناس فقط. هي غير مفيدة ضد كلبٍ عسكري أو سرب من الحشرات. صح ولّا؟»
في هذه الأثناء، اقترب سرب من الدبابير بحجم إبهامها ليغلفها.
ولكن بعد لحظة، وَمَضَ وميضٌ من الضوءِ برتقالي في آخر الليل.
اندلعت كتلةٌ قوية لا تصدق من اللهب في الفضاء الفارغ فاعترضت سرب الدبابير. حُرِقَت الحشرات في لحظة وسقطت جثثها متلألئة كالشرر.
ومع ذلك، لم يقدر مِنتل آوت شوكُهو استخدام قوة إسبرية مختلفة مع ريموت.
إذن ما الذي حدث؟
«دوو هوو هوو....... وجدتكِ يا من في الغابة»
ضحكت كتلة اللحم.
تبعت شوكُهو نظرتها ورأت أحدًا يختبئ بين الأشجار المتمايلة في رياح الليل. ولكن، ذاك المكان من الغابة المظلمة تغيّر إلى اللون الوردي النيوني. شكل اللون الوردي دائرة دقيقة نصف قطرها خمسة أمتار. كان تشبه إلى حد كبير رسمة من قلم ملوّن يضع علامة على الحروف.
«إني واثقة أنك تستطيعين فقط التحكم بدقة بحوالي أربعة عشر شخصًا في وقت واحد. جميع بيادقكِ المخفية هم إسبرات قويات، ها؟ الآن، أين يختبئ البقية؟ ما إن أقطع ذراعيك وساقيك، سيبقى الرأس فقط. وحده الدماغ من لا يستطيع الزحف على الأرض»
‹ ‹الفئة 330 / منع المشار إليه من أن يكتشف مرور الوقت لستين دقيقة› ›
تجاهلتها شوكُهو وأدارت قرص الصوت للريموت.
اهتز رأس العدو المستدير العملاق ذهابًا وإيابًا.
لكن...
«قد أخبرتك» تابع الصوت. «لن يفيد☆»
«أنتِ . . . تمزحين»
(هذه ليست صورة أُنشِئَت بقدرة شاشة يتم التحكم بها مغناطيسيًا. أنا حقًا وفعلاً أصبتُ بالريموت صوبها. هل هذا يعني... قدرتي لا تعمل عليها؟!)
قبل أن تجمع أفكارها، هاجمتها الغرابة التالية.
زَحَفَ سربٌ من الحشرات الصغيرة من قدميها قاصدين رقبتها. سافر شعور لا يوصف بالاشمئزاز من أطراف أصابعها إلى عمودها الفقري.
«لا، ما هذا إلا طلاء مصنوع ليبدو هكذا!»
«أحسنتِ الرصد. ولكن هناك شيء يدعى خوفًا فِطري لن تقدري تجنبه حتى لو علمتِ بُطلانه. الناس استخدموا أوصاف الهلوسة التي ظهرت أثناء أعراض الانسحاب ليحللوا "نمط الخوف" المشترك للإنسان كله»
اهتزت كتلة اللحم الناطقة بغرابة.
بعد لحظة، ظهرت مقلة عملاقة على الجسد المتورم.
بمجرد أن اخترقتها نظرتها، توقفت شوكُهو عن التنفس تقريبًا. شعرت بجدية أن حركات حجابها الحاجز بطيئةٌ من مجرد هجومٍ عقلي.
«آه...كَه...؟!»
«تحب جميع الفتيات الأساطير اليونانية التي نعرفها من علم التنجيم، ولكن هذه الأساطير تضمنت أيضًا ميدوسا. كما تعلمين، أنثى وحش الأفعى المعروفة بعيونها المرعبة»
أعطت هذه الفتاة "المتحولة" عمدًا ابتسامةً رقيقة خفيفة.
«لكن تلك لم تكن في الأصل قصة مقل العيون ذوي القوة الغامضة. كانت ميدوسا جميلةً سابقة لُعِنَت من الرب فأُعطِيَت وجهًا مرعبًا مهيب. الخوف الذي ملأ كل من رآها سيُجَمِّدُهُم كأنهم تحولوا إلى حجر. لكن ذلك ممل، لذا تغيرت إلى قصة العيون التي حولت الناس حقًا إلى حجر»
كانت فكرة المرأة ذات الوجه المرعب أو الجميلة التي تُأرجح شعرها بغضب أحد "أنماط الخوف" التي نراها في جميع أنحاء العالم. في اليابان مثلاً، تضمن فن [نوه] التقليدي قناع يسمى [هانيا] لقد كان تمثيلًا للجانب المخيف والساحر فريدًا لجميلةٍ مصبوغةٍ بألوانِ الغضب.
أما هذا فهو التمثيل المتطرف لذلك.
الخوف المرئي الذي يحمله الجميع قد استُدرِجَ وحُوِّلَ إلى تقنيةٍ لدفع هذا الخوف إلى قلب الهدف.
«هـــئئ ... هــئئ؟!»
«كِه هِه هِه. هَهَهَهَهَه!! أراكِ أخيرًا تتحدثين مثلي، آنسة نحلة»
تجاهلت شوكُهو الضحكة الساخرة وانحنت للأمام.
ضغطت أسنانها وعزمت نفسها.
هدير انفجر لحظة أخرى.
ضرب تأثير هائل المنطقة بأكملها، بما في ذلك شوكُهو وعدوها.
كان الألم يرتجف من قدميها وانتشر من عظامها إلى الجسد المحيط بها. كانت هذه كهرباء. للحظة، فقد غبار الشاشة التي يتم التحكم بها مغناطيسيًا التحكم. مع صوت محتويات كيس الرمل في كل مكان، اختفت الحشرات الزاحفة على شوكُهو ومقلة العين العملاقة.
«غياه؟! كِه هِه هِه. لكن الآن وجدتُ الثانية»
أصدر العدو صوتًا مبتلاً مرتجفًا.
تحول جزء آخر من المشهد إلى اللون الوردي النيوني غير الطبيعي.
«كم بعد؟ طالما أنني أعرف مكانهم، سأسحقهم. قد تتحكمين في الناس بغطرسة، لكن لن تتحملي رؤية أحدهم يموت، صحيح؟ الآن، إلى متى تُسَيطرين على بيادقك؟»
«.....!!»
«أوه؟ أمحياكِ هذا يقول أنكِ أمرتهن جميعًا بالانسحاب؟ وَفَّرتِ عليَّ الكثير»
ما عسى شوكُهو ميساكي إلا أن تتساءل من كان هذا العدو.
حتى بعد كل هذا، لم تحمل أي فكرة عن ما كانت هوية الفتاة.
حتى مع كل هذه التكنولوجيا، لم يكن التفوق على منتل آوت في الحرب النفسية أمرًا طبيعيًا. على حد علم شوكُهو، وحدها كوموكاوا سيريا من تستطيع ذلك. لهذا السبب دائمًا ما تراقب تصرفات تلك الفتاة. لم تعرف نوع الحياة التي عاشها هذا الشخص، لكن شبكة شوكُهو كانت لتقبض عليها إذا استخدمت مثل هذه القوى يوميًا.
أيضًا، كان هذا العدو على دراية بماضي شوكُهو الشخصي والثغرات الموجودة في قواها. فهل كانت مجرد مطاردة أم...
«.....ألديك أي علاقة بي.....؟»
«هِه هِه هِه هَه هاهاهاههه!! كحح كحححح. بالطبع لدي. غيه هيه هيه. إن لم يكن، فما لي سببٌ أن أبغضك!!»
«لكني لم أركِ قط. ولا أعرف من أنتِ»
«دوو هوو هوو!! بالطبع لا. لو أنكِ قابلتِني في الماضي، فلن أقدر أن أقاوم رغبتي أن أقتلك حينها»
كانت حياتهما وثيقة الصلة، لكنهما لم تلتقيا قبلاً.
لم يريا بعض من قبل، لكن الكراهية الشديدة قد نمت داخل هذه الفتاة.
بعد مراجعة المعلومات المتاحة، توصلت شوكُهو إلى نتيجة.
«مجنونةٌ أنتِ»
«غيااا ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها!! هذا هو! هذا هو يا آنسة نحلة! الناس أمثالي... الناس أمثالنا يتلاعبون بعقول الغير بسهولة، لذا من يثبت أنه لا يزال فينا عقول سليمة؟!»
لم تكلف شوكُهو عناء سماعها.
مع ريموت لا طائل منه في يدها، واجهت كتلة اللحم وجهًا.
بالطبع، لاحظ العدو وبدأ بهدوء في تغيير الشاشات المحيطة التي يتم التحكم بها مغناطيسيًا.
-طَغ!!!!-
لكن أولاً، رَمَت شوكُهو الريموت نحو كتلة وجه الجسد بكل قوتها.
«ما-...؟! أبهااه؟!»
«لماذا تبدين مصدومة جدًا؟ نظرًا لأنكِ وطأتِ ذكرياتي معه، يجب أن تعرفي أن للريموت أن يُستخدم هكذا أيضًا»
اقتربت شوكُهو وهي تتحدث.
مدت يدها إلى شنطتها، وسحبت ريموت آخر، ورمته. في الحقيقة، واجهت شوكُهو صعوبة حتى في رمي زجاجة بلاستيكية في سلة المهملات، لكنها نجحت هنا. كان الهدف ببساطة بهذه الضخامة.
مع استمرار الأصوات الباهتة للارتطام، أطلقت كتلة اللحم صرخة قصيرة وحاولت تغطية وجهها بيديها. ربما كانت هذه معركة مثيرة للشفقة بشكل صادم من وجهة نظر محترفيّ القتال، لكن شوكُهو كانت تعرف أن أي شخص يسلك الطريق السهل بالتحكم في عقول الناس لن يكلف نفسه عناء تدريب جسمه. رويدًا رويدًا، كانت تقترب أكثر فأكثر.
وهي تعرف ما كان عليها.
(حتى لو بدا شيء ما غامضًا للوهلة الأولى، فهو ليس مجرد ظاهرة غامضة ومبهمة. تمامًا مثل البحيرة التي كانت مغطاة بشاشات تتحول يتم التحكم فيها مغناطيسيًا، يجب أن يكون هناك سبب لفشل قدرتي عليها)
وَزَنَ خصمها ثلاث مئة كيلوغرام. تم تقسيم فئات فنون الدفاع عن النفس حسب الوزن لأن الاختلافات في حجم الجسم قد تعني في بعض الأحيان أفضلية وجود أكثر من سلاح فتاك. ومع ذلك، لم تتردد شوكُهو. شكت في أن البدينة التي أمامها تعرف كيف تُحَوّل وزنها إلى قوةٍ مدمرة.
(ولقد رأيتٌ تكنولوجيا يمكن أن توفر مقاومة ضد المنتل آوت، حتى لو كانت احتمالات النجاح منخفضة)
كان هدفها كتلة عنق اللحم.
بتعبير أدق، القفا.
التقطت بدقة نقطةً بلاستيكية صغيرة متصلة مثل قنديل البحر اليرقي.
«استروبِلَ. حاولتِ الإيقاع بي بهذه، ها؟»
سحبتها بكل قوتها.
يبدو أن الطرف كان متصلاً بقلبها مباشرة، لكن شوكُهو عانت من نفس الشيء ولذا لم تُظهر أي اهتمام بخصمها.
و...
‹ ‹الفئة 011 / يجب على الفرد المشار إليه الإجابة بدقة على جميع الأسئلة› ›
«آه...غَه؟!»
أطلقت كتلة الجسد صرخةً قصيرة، لكن هذا كان كل ما استطاعته.
توقفت عن الحركة ودخلت نظرة الميت عينيها.
كانت هذه علامة على أن هذا العدو المجهول قد وقع أخيرًا تحت سيطرة المنتل آوت.
- الجزء 4
شوكُهو ميساكي دَوَّرَت ريموت التلفزيون في يدها.
وقفت الفتاة ذات الثلاث مئة كيلوغرام أمام عينيها. تحركت ذهابًا وإيابًا أمام ذلك العدو بينما كانت تحاول تجميع أفكارها قليلاً.
لكنها ببساطة لم تستطع الجمع.
كل ما قاله هذا العدو ما كان له أي معنى إطلاقًا. «لعلّي فقط أجعلك تحرقين عليّ كل الأحداث القادمة التي لا أفهمها ☆»
أوقفت الريموت الدَوَّار وصَوَّبته للأمام وطرحت سؤالاً أثناء الضغط على الزر.
«هل أنتِ المدبرة؟ أم أن هناك من فوقكِ حتى؟»
«لا، أنا أعمق نقطة. كنت الوحيدة - كحح - من تعطي الأوامر»
بدا أن السعال كان طبيعيًا وليس تمثيلاً.
«من سَيَّسكم؟»
«أعمل وحيدة. أنا ببساطة أتحكم في من يبدو عليه النفع من المنظمات السرية والمؤسسات البحثية والمدارس المرموقة وما شابه ذلك لأعطي وهم وجود "منظمة"»
«وكيف تتحكمين فيهم؟»
«Five Over OS»
«......وَضّحي»
«الفايف أوفر هي تقنية عسكرية تعيد إنتاج قوة المستوى الخامس باستخدام تكنولوجيا صناعية بحتة. ومع ذلك، فإن OS تعني Outsider (دخيل)، لذلك فهي موجودة خارج تلك الطريقة السائدة. ببساطة، إنها تستخدم تقنيات تختلف اختلافًا جوهريًا عن قوة المستوى 5 لتنتج ظاهرة تشبه قوة المستوى 5»
(فهمت. لذا فإن المفهوم الكامن وراء تلك الشاشة الضخمة التي يتم التحكم فيها مغناطيسيًا قد تكون نسخةً مني باستخدام طريقة مختلفة)
تلاعبت شوكُهو ميساكي مباشرة بالبنية الداخلية للدماغ البشري.
ومع ذلك، فإن "المعرفة" ضمن الفئة الأكبر من "شخصية" الفرد تم تعريفها على أنها تلك التي تتكيف مع بيئة غير معروفة. كان هناك تقرير بدا أشبه بأسطورة حضرية مشكوك فيها يقول: إذا كان الإنسان مغلقًا داخل غرفة سوداء وخالية، فإن شخصيته ستنهار في غضون أيام قليلة.
كان هذا عكس عملية شوكُهو.
بدلاً أن يتحكموا في العقل من الداخل، سيُزيّنون العالم الخارجي تمامًا ليقنعوا الفرد أن محتويات عقله كانت خاطئة.
كان نفس الشيء التي اختبره شوكُهو في البحيرة الاصطناعية.
«لماذا فعلتِ هذا؟»
«للإنتقام. لمعاقبتك على سرقتي "أنا"»
«وَضّحي»
«لا أظنني قادرة على استرداد "أنا". أنا ببساطة أقاتل لإرضاء نفسي»
كانت ردودها مُجَرَّدة للغاية.
ولكن إذا كان هذا ما تعتقده، فلا معلوماتٍ أكثر يأتي منها.
أيضًا، نست شوكُهو طرح أهم سؤال.
«من أنتِ؟»
«أنا»
تعني قدرة شوكُهو أن العدو يجب أن يُجيب بدقةٍ وصراحة على أي سؤال يُطرح. لن يقدر على محاربة ذلك بالإرادة ولقد أزالت منها الاستروبِلَ.
هذا يعني أنه كان من المستحيل عليها أن تكذب.
ومع ذلك...
«أنا شوكُهو ميساكي. أنا هنا لأنتقم منك لسرقتي»
- الجزء 5
لم تفهم.
لم تفهم ما يعنيه ذلك.
- الجزء 6
أصبحت ساقي شوكُهو ميساكي وعقلها متزعزين.
كانت الفتاة الضخمة التي بلغ وزنها ثلاث مئة كيلوغرام لا تزال تقف أمامها وقد أطلقت على نفسها اسم شوكُهو ميساكي. لن يفكر أي عاقل أنهما كانتا متشابهتين وأي شخص يقولها سيُسأل عما إذا كان يمزح، لكن شوكُهو نفسها كانت تعرف أكثر من غيرها أن هذه الفتاة لا تستطيع الكذب.
في هذه الحالة، ماذا قصدت؟
أيُّ جوابٍ هذا؟
«لحظة! انتظري لحظة! أنتِ شوكُهو ميساكي؟ أوحقًا تعتقدين؟»
«نعم»
«إذن من أنا؟ من التي رآها الجميع شوكُهو ميساكي؟»
«لا أعلم. حسبتُ أنني سأكشف عن هويتها الحقيقية هنا»
«لكن... لكن لا يمكنكِ أن تكوني شوكُهو ميساكي. شوكُهو ميساكي هي أجمل وأظرف! لديها شخصية يغار منها الجميع ولطالما تألقت ونورت حتى أطراف أظافرها!»
«ليس خطأي أن انتهى أمري هكذا. لقد كان خبث طرفٍ ثالث هو من حَوَّلني إلى هذا»
«.....»
لم تستطع التفكير في أي شيء آخر لتسأل.
ما كان هذا؟
كانت هذه الفتاة خاضعة لقاعدة لا تُنتهك تجبرها على الإجابة بدقة على جميع الأسئلة، لذا لا يمكنها الكذب. لم تكن هذه كذبة، لكنها وهمٌ بعيد كل البعد عن الواقع. فهل صدقت هذه الفتاة حقًا هذا الوهم؟
أو...
أو...؟
(لا، مهلاً! مهلاً، مهلاً! لا تدعيها تخدعك. أو بالأحرى، لا تُبتلعي في وهمها. لن يسمح أحد لشيء مثل هذا أن يكون شوكُهو ميساكي متحولة. وغير ذلك، لدي المنتل آوت. هذه هي قوة المستوى 5 من المدينة الأكاديمية ولا يمكن إنتاجها بكميات كبيرة. إنها إثبات أنني الحقيقية بما لا يدع مجالاً للشك)
لكن هل حقًا؟
ماذا لو لم تكن الاستروبِلَ في رقبتها وسيلةً لتجنب هجوم شوكُهو وبدلاً من ذلك تم استخدامها من قبل طرف ثالث لكبح قوتها؟
وقد ثبت بالفعل أن الاستروبِلَ أو الفايف أوفر OS يمكنهم التحكم في عقل الإنسان على مستوى عالٍ دون الاعتماد على قوى المستوى 5.
ماذا لو تم استخدام تقنية غريبة دون علمها؟
لا.
ماذا لو كانت تحت سيطرة تلك التقنية وكانت تحسب نفسها تتحكم في الآخرين؟
«..........................................................................................................................................»
ماذا كان؟
ماذا كان الجواب؟
أيُّهما شوكُهو ميساكي؟ هل كان هناك أي طريقة لإثبات ذلك بشكل موضوعي بطريقة أو بأخرى مع وجود الاثنتين فقط هنا؟ ظَنَّت الفتاة حقًا أنها شوكُهو ميساكي، لكن ما هي القيمة التي حملها هذا الاعتقاد أو ذكرياتها أمام تقنياتٍ تتلاعب بحرية بالعقل البشري؟ إذا نقضت كل افتراضاتها، فهل يمكنها حتى أن تقول من هي حقًا؟
تمامًا هكذا، شعورٌ مزعج عائمٌ اعتدى على أيًّا من كانت.
ولكن بعد ذلك وصل صوت يفترض أنه مستحيل إلى أذنيها.
«......أمزح»
جاء صوتٌ ساخر من كتلة الجسد الثابتة.
كان هذا وحده كافيًا لقلب افتراضات شوكُهو، لكن تالي ما عرفته، شيءٌ طويل سميك واضحٌ أنه لم يكن حبلًا قد التف بإحكامٍ حول جسدها.
«ما-؟!»
«آه هَهَهَهَها!! غيفف، غيهيه. أخبرتك! لقد آخبررررتكِ! كم مرة عليَّ أن أقولها؟ قوتك لا تعمل علي!!»
ضَغَطَ ضغطٌ هائلٌ على أعضاء شوكُهو.
وبينما كانت تكافح من أجل نَفَسٍ، رأت شيئًا.
انقسم لحم الفتاة التي يبلغ وزنها ثلاث مئة كيلوغرام عند الرسغ وخرج شيء ما. عمومًا، كان لونه كريمي. بلا مفاصل، مع عدد لا يحصى من المَصّاصات تغطيه تمامًا مثل الأخطبوط أو مجسات الحبار.
Five_Over (Out_Sider).
Modelcase_"MENTAL_OUT".
تَجَمَّد وجه شوكُهو عندما رأت تلك الكلمات مكتوبة على الجانب كريميُّ اللون.
«جِل المصممين. هذا هو اسم هذه الدهون المعاد تصميمها مصطنعًا»
نست شوكُهو حتى الآن.
سيحتاج نظام الفايف أوفر OS إلى وحدة أساسية مثل البدلة التي تعمل بالطاقة.
ينبغي أن تكون مخبأة في مكان ما.
«"الحبر" الذي رُشَّ بأمري هو جزءٌ منه أيضًا، أتدرين؟»
بصوت عالٍ، انفصل شيء ما بوضوح عن الفتاة ذات الثلاث مئة كيلوغرام. كان جسمًا أصفر كريميَّ اللون أطول بكثير من الإنسان. امتدت مخالب لا حصر لها من النصف السفلي من الكرة العملاقة، فبدت وكأنها أخطبوط اصطناعي.
كان هذا نظام الفايف أوفر OS — نموذج منتل آوت.
كان على سطح الجسم المستدير الشبيه بالرأس مقلة عينٍ كبيرة مكتوبٌ عليها كتابة كالكتابة الهيروغليفية. ربما باستخدام الشاشة التي يتم التحكم فيها مغناطيسيًا، كانت مقلة العين المرسومة تتدحرج لا وبل ترمش.
ما تزال شوكُهو مقيدة بأحد مخالبها، لكنها ركزت على شيء آخر غير التكنولوجيا الغريبة.
ركزت على الفتاة البدينة...لا، على الفتاة التي كانت ترتدي تلك الدهون الاصطناعية.
«هِه هِه»
سقط زي توكيواداي الضخم على كاحليها وكشف عن زي خاص يشبه ملابس السباحة للسباق ويبدو وكأنه مطاط رقيق مصنوع ليتناسب مع صورة بشرية.
لكن فوق كل ذلك، الفتاة التي وقفت أمامها كانت شوكُهو ميساكي. بشعرها الأشقر الطويل العسلي، بثديها الغامر الذي بدا أعجوبة لطالبة في المدرسة الإعدادية، بخصرها الضيق، وبساقيها الطويلتين، كل ما رأته كان نفس ما رأته في المرآة كل صباح.
وبينما كانت تشاهد مذهولةً، ذاب هذا الوجه فجأة.
كان الأمر أشبه بمجموعة من العَلَقات العملاقة أو الرخويات تَشَكَّلت بالقوة في وجهٍ بشري. وهي تشاهد وجهها ينهار بعيدًا ويسقط على الأرض، صرخت شوكُهو صرخة.
«ء!! أنتِ، بحقٍّ من تكونين؟!»
«.........ما زلتِ لا تعرفين؟»
وبهذا الرد، توقف سقوط شلال اللحوم البشعة فجأةً.
انفجر غبار الشاشة المتحكم فيها مغناطيسيًا المتصل بجسد الفتاة الأخرى في لحظة.
هذه المرة، انكشف وجهها الحقيقي.
«أ......؟»
تحدثت شوكُهو ميساكي مرتبكةً.
الفتاة لا تشبهها إطلاقًا. كان شعرها بلون الشوكولاتة رقيقًا كحلوى القطن وهو عكس شعر شوكُهو الأشقر العسلي المستقيم. كان ثدي شوكُهو أكبر، لكن رِجلي الفتاة الأخرى أجمل. كانا أكثر من مجرد طويلين نحيفين وأشعرت شوكُهو بصراحة أنها خسرت أمام خطوط ساقي هذه الفتاة الأخرى.
إجمالاً، كانت هذه غريبة تمامًا.
ومع ذلك شعرت بأُلفةٍ في هذه الفتاة لم تشعر بها من قبل في أحدٍ آخر.
عجزت أن تُعَبّر عنها بكلماتٍ، ولم تستطع حتى فهم ما كان عليه.
«أنتِ قريبة»
أعطت صوتًا لهذا الشعور القوي بعدم الارتياح.
«أنتِ بلا شك قريبة»
«هذا أكيد»
ردت الفتاة الأخرى بابتسامة خفيفة.
«قوتي هي مِنتل ستينجر. أنا عالقة في المستوى 3 الآن، ولكن كان من المفترض أصلاً أن أصل إلى المستوى 5»
«ها؟»
«هناك ملفٌ سري يُعرف باسم ‹قائمة المَعْلَمات›. إنها وثيقة داخلية تستخدم لاختيار المُفضلين. تُخبر بمن يتطور ومن يُترك من أجل البحث ومن أجل الربح ومن أجل تطوير الجنس البشري ومن أجل ما يبتغيه الكبار. هل سمعتِ بها من قبل؟»
تذكرت شوكُهو ما قالته هذه الفتاة تو.
لم يلتقيا قط، لكنها كرهت شوكُهو لدرجة أرادت قتلها.
لم يريا بعض من قبل لأنها كانت لتقتل شوكُهو ساعتها لو تقابلا.
«أنا ميتسواري آيو، النملة التي لم تصبح النحلة» [2]
هذا ما حدث هنا.
في بعض الأحيان، يقتل المرء أحدًا دون أن يلتقي به أو أن يراه قط. ربما كان خاسرًا في اختبار الآيدول أو أحدًا كسب أدنى الأرقام في اليانصيب.
فهل وقعت هذه الفتاة في موقف مشابه؟
«وأنا الفاكهة الأخرى التي قُطعت من الغصن لتفتح لكِ باب النمو»
- ما بين السطور 3
مؤتمن.
لمجلس الإدارة.
لقد تلقيتُ تقريرًا مرحلي عن شوكُهو ميساكي وميتسواري آيو، لذلك أُقَدِّمُهُ إليكم.
لقد ثبت خطأ النظرية القديمة القائلة بأنهما كانتا تتحكمان في الطاقة الحيوية. وتعلمنا أنهما في الواقع يتلاعبان بالرطوبة لإنتاج مجموعة متنوعة من الظواهر.
مبدئيا، تتحكمان في إفراز المواد الكيميائية في دماغ الهدف وتتحكمان في توزيع الدم والسائل النخاعي وما إلى ذلك في الدماغ. بدلاً من التحكم المباشر في الكهرباء الحيوية، يبدو أنهما تغيران كفاءة التوصيل من خلال التحكم في السائل الذي يعمل محفزاً لتدفق الكهرباء.
وعلى هذا النحو، يبدو أن هناك حالات لا تعمل فيها قدراتهما ضد الأسابر المتحكمين مباشرةً بكهربائهم الحيوية، مثل المتحكمين بالإلكترونات. ومع ذلك، يتوقع البعض أنهما سيقتدران على المضي بهذا الدفاع من خلال زيادة قوتهما.
من المحتمل أيضًا أن تكون طريقتهما في قراءة العقول دون الاعتماد على دماغ أحدٍ آخر مرتبطة أيضًا بالرطوبة.
بناءً على معلوماتهما الوراثية واستشاراتهما المدرسية، ما عثرنا على نقاط مشتركة بين أجسادهما أو عقولهما. ومع ذلك، فإن النظرية الأساسية ونطاق القوة التي تجلت فيهما متطابقتان تقريبًا، وقد أعطى ‹المخطط الشجري› كلاهما إمكانية الوصول إلى المستوى 5.
(*ملاحظة مهمة: هذه النقطة تحمل إمكانية قلب الفكرة الأساسية للبحث في الدماغ لتطوير قوى الإسبر. يعد الدماغ مكونًا ضروريًا، ولكن ربما في الأمر أكثر من ذلك فقط. أتمنى أن تتعامل مع هذا الجزء بعناية خاصة)
في حين أن هذا موقفٌ فريد للغاية، سينتهي بهما الأمر بالثبات عند المستوى 3 تقريبًا إذا مُنِحَا المنهج القياسي.
يجب علينا شذب أحدهما والتركيز على الآخر.
يجب أن نتخذ القرار قبل أن يدخلا في التقلبات الهرمونية القاسية للمراهقين لنضمن أن لا تُسحق مواهبهما.
للاختيار بين شوكُهو ميساكي و ميتسواري آيو، يرجى الرجوع إلى ‹قائمة المَعْلَمات› المرفقة.
وأيُّهما يختار ليكون السيد، أوصي بترك الآخر عبدًا. إذا مات السيد، ستُعاد استثمار المعدات والتمويل مُركّزين على العبد لنأتي بفرصةٍ ثانية لتطوير المستوى 5 في ظل نفس الظروف.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)