-->

الفصل 11: ضد"تردد الراهبات أمام حضرة الإله". الجولة_03

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

«هنن!!»

أعقب تأوُّهُ إلهِ السحر أوثينوس انفجارٌ من الألم باهت وشديد في كتف كاميجو الأيمن.

هي أصلحت الخلع.

«أباه! أبَبَبَبَبَاهه!!»

«احذر أكثر. اخلعه أكثر ولتصير عادة.»

«أترين حقًا عاقلاً يفعل ذلك للمتعة؟»

هربا بأمان من مدينة آلبورغ، لكن ما كان لديهما الوقت لشراء ملابس الشتاء. افتقر الطريق المكسو بالثلج حركة المرور ولم تكن هناك فرصة لطلب التوصيلة، فكان عليهما السفر عبر البيئة القاسية سيرًا على الأقدام ثانيةً.

«حسبت أننا سنرى معاطف وسيارة في تلك المدينة، كان هذا حُمقًا وبلادة. سنموت هنا. نحن حقًا في منتصف اللامكان!!»

«سنصل إلى المدينة التالية بعد سفرٍ يطول عشرة كيلومترات جنوبًا. وأكيدٌ أن مطاردينا ينتظروننا على طول الطريق.»

«عشرة كيلومترات على طريق ثلجي في طقس متجمد؟ فكيف نختلف عن من تقطعت بهم السبل؟»

«أثناء الحرب، غالبًا ما تسير الجيوش مئة كيلومتر يوميًا في الثلج.»

على الرغم مما قالته، فقد استسلما جزئيًا.

أُجبِرا على الاحتماء في سيارةٍ قديمة مهجورة على جانب الطريق بعد حوالي خمسة كيلومترات.

«آغغ! هذا اليأس. لابد أنها أكثر من عشرة كيلومترات!!»

«البرد صار عدونا الأكبر.»

«وكأننا في أحد تلك الألعاب حيث وقعنا في كارثة! لن نُجبر لاحقا على حرق أموالنا طلباً للدفء، ولا؟»

كانت التجربة مشابهة لتجميد اليوسفي قليلاً، وتسخينه بكوتاتسو، وتجميده مرة أخرى، وتكرار العملية.

سخان السيارة المهجورة لن يشتغل وأدخل الهيكل الصدئ البرد، لكنها ما زالت نعيمًا لكاميجو. عُزِلا عن الهواء الخارجي ودفعت حرارة أجسامهما تدريجيًا داخل السيارة.

بعد فترة من الاستقرار في المقعد الخلفي، حدث تغيير في أوثينوس.

بدأت قبعتها الساحرة تتأرجح برفق ذهابًا وإيابًا.

«أوثينوس؟»

«هنن.»

توقفت القبعة عن الحركة بمجرد أن نادى عليها، لكنها سرعان ما تحركت مرة أخرى.

«أوثينوس.»

«نعم، سأعترف. كنتُ تعبة حقًا لفترة حتى الآن.» فركت عينها التي لم تغطها رقعة عين. «لكن أفضل لنا أن نفترض أننا لن نحظى بفرصة نومٍ هادئ من الآن فصاعدًا. ولعلّ عدد الملاحقين يزداد هنا في الدنمارك مع مرور الوقت فتُصبح معلوماتهم عن موقعنا أدق أيضًا. فأرى أن نستغل فترات الراحة القصيرة عندما نستطيع، ولو كانت خمس أو عشر دقائق فقط.»

«فقط لأتأكد، أنتِ بخير، صحيح؟»

«لا أكاد أموت فلا عليك. في الواقع، عدم الراحة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.»

وطالما أنها لم تقل أن ‹تعويذة الجنية› تسببت في أضرار جسيمة لجسدها، لم يكن لدى كاميجو أي اعتراض.

بعد دقائق قليلة من توقفه عن طرح الأسئلة، بدأ ينظر خارج النافذة المتسخة، فأصبحت فترات تنفسها أكثر انتظامًا.

لقد نامت.

أخبرته رؤية الزجاج وهو يتساقط تدريجيًا أن السيارة كانت تسخن ببطء، لذلك تنفس الصعداء. ثم سمع شيئًا يسقط في حُضنه.

نظر إلى أسفل ووجد قبعة أوثينوس.

نظر أكثر و – إذا تجاهل أحدهم رقعة العين المهيبة إلى حد ما – وجد فتاةً جميلة هناك. ربما يكون شعرها الأشقر وبشرتها البيضاء قد عززا الانطباع، لكنه شعر كأنها في المنزل وهي تعانق حيوانًا محشوًا عملاق.

لعلّ هذا كان الجوهر الحقيقي للإنسان.

مكان الميلاد والتاريخ الشخصي والإنجازات والجرائم والوظيفة الرسمية وما إلى ذلك، كان الناس مقيدين بأشياء كثيرة، ولكن عندما تُجرد كل ذلك، ترى الجميع متشابهين إلى حد ما. ولا حتى هذا إله سحري استثناء.

(...)

كان كاميجو سعيدًا لأنه تمكن من الوقوف بجانبها.

كان سعيدًا لأنه لم يستسلم للغضب أو العاطفة الرخيصة وانضم إلى أولئك الذين سيطرحونها جانبًا.

بابتسامة باهتة، لعب بقبعة الساحرة في حضنه.

ولكن بعد ذلك نظر إلى الأمام ببطء.

من خلال الزجاج الأمامي القذر وبعد تساقط الثلوج، رأى شيئًا لا ينتمي للمنظر. بدا كنقطتين حمراوين ترفضان الأبيض النقي لذلك العالم الفضي. تغير تعبيره بصمت عندما أدرك أنه كان يرى عباءتي راهبة.

لم يقل شيئا لأوثينوس.

وضع القبعة على رأسها الأشقر وفتح باب السيارة المهجورة.

كان يقف إلى جانبها وقد حان الوقت مرة أخرى ليثبت ذلك بأفعاله.

  • الجزء 2

مشى كاميجو عبر الثلج الأبيض.

كان خصمه هذه المرة مجموعةً من اثنين. لاحظهم فقط على بعد أربع أو خمسمِئة متر من السيارة من عباءاتهما الراهبة الحمراء. تَعَرَّف على ذلك الزي الأحمر، لكنه أساسًا لم يعرف أيُّ جماعة انتموا. عندما اقترب، تذكر ذلك الشكل البياني الشخصي الغريب من احداهما.

‹ ‹ساشا، لكِ ذوقٌ غريب بالتأكيد. الجو سبعة تحت الصفر، فلماذا ترتدين زيّ الأربطة المُقيدة هذه؟ أأنت من أولئك الذين يرتدون السراويل القصيرة طوال السنة؟› ›

‹ ‹جوابي: كنت لأرتدي معطفاً عادي لو لا تعليماتٍ غير ضرورية منكَ. شرحٌ إضافي: أود أيضًا تجنب إهدار الكثير من القوة السحرية على أجهزة دعم الحياة.› ›

‹ ‹فوا هاهاه!! معطف فوق زي التقييد هذا؟ لعلك ترى هذا يقلل من شدة العرض، لكنه في الواقع يأخذها إلى مستوى جديد تمامًا!! لكنني لن أتوقع أقل ساشـ—دوااهخ!؟› ›

كان الثنائي يتحدثان بلغةٍ أجنبية عندما اقتربا منه، لكنه ما كان ليخطئ في موقفه هنا. من المؤكد أن سلوكهما البهيج والعادي لم يكن موجهًا نحوه.

كان أحد الثنائي ساشا كرويتزف.

قد قابلها كاميجو في الماضي، لكن هيئتها آنذاك كانت ترجع لرئيس الملائكة غابريل الذي أخذ مظهرها الخارجي. لم يكونا أصلاً معارف به ولم يكن بإمكانه الاعتماد على ذلك الاجتماع ليُحدِّدَ نوع سحرها.

الأخرى كانت مجهولة تمامًا. أمكنه أن يخمن أنها تنتمي إلى الكنيسة الأرثذكسية الروسية بسبب ارتداءها عباءة من نفس لون ساشا، لكن هذا كان كل شيء.

كانت ‹كنيسة الأرثذكس الروس› واحدة من أكبر ثلاث طوائف مسيحية إلى جانب ‹كنيسة الأنجليكان› و‹كنيسة الكاثوليك الرومان›.

أظهر الروم الكاثوليك اللطف، لكن هذا لن يحدث هنا. فبعد كل شيء، لم يعرفهما. وكواحدة من هذه الطوائف الثلاثة العظيمة، يمكنهما بسهولة استخدام تعويذة سرية على نفس المستوى المستخدم في آلبورغ.

وبينما كان كاميجو يمشي عبر الثلج، نادى عليهما.

«أتفهمان اليابانية؟»

«ما لي سببٌ لأجيبك، لكن نعم.» ضحكت المرأة الأكبر سنًا وأشارت إلى نفسها أولاً ثم إلى الفتاة. «أنا فاسِلِسّا وهذه ساشا. ليست وكأنه عليك العلم.»

ابتسمت وتوقف الثنائي.

كانا يعرفان بالفعل ما يجب. لم تكن هناك حاجة إلى إقناعٍ رخيص. الكلمات التي قالتها المرأة والابتسامة على وجهها أعطيت تحت افتراض قتال.

...هل هذا هو العالم الذي أردت أن تراه؟

خلال ذلك الجحيم اللامتناهي، سألته أوثينوس هذا السؤال مرارًا وتكرارًا.

كان القصد من السؤال الضغط عليه، لكنه أيضًا ضغط عليها.

(أعلم سَلَفًا أن هذا ليس بعالمٍ مثالي. رأيت ذلك بأم عيني، لذا أعرف هذا جيدًا.)

أعطى كاميجو توما إجابته في قلبه.

(ولكن حتى لو كان ناقصًا وغير مثالي، ما زلت أريد أن أكون سعيدًا لأنني ولدت في هذا العالم. أريد أن أكون فخورًا بهذه الحقيقة!!)

توقف بمجرد أن وصل إلى مسافة محددة من الثنائي.

«هل من طريقة لتجنب القتال هنا؟»

«محاولة إقناعنا بقصة تدمع لها القلوب لن تنجح، لذا لا تهتم. افعلها في قبو مظلمٍ ما، ولكن هذا ليس بالمكان على أي حال.»

«ما نظرتكما فيَّ؟»

«إجابتي: في تفاعلاتك السابقة مع غريملين ولقائك المباشر مع أوثينوس في سارغاسو، ربما تكون قد أجريت شكلاً من أشكال الاتصال معها. ما إذا كانت اهتماماتك مصادفة أو ما اذا استخدمت هي نوعًا من تعاويذ الاقتراح عليك لا تزال قيد التحقيق.»

«فهمت.»

يبدو أن هذا الجواب حَيَّر الراهبتين.

من المحتمل أن تكون الحيرة ناتجة عن افتقاره إلى الحجة، لكن فهم كاميجو جاء من شيء آخر.

«كنت أفكر فقط في مدى صعوبة أن تكون بطلاً للعدالة.» وتابع الحديث. «إن رؤيتها من الخارج أعطتني تقديرًا متجددًا لهذه الحقيقة. ففي آخر الأمر، من الواضح أنه لا منطقي. لابد أن لديكما شكوك حول إله السحر أوثينوس وأفعالي ولا يمكن أن تكون هذه الإجابة كافية. ماذا حدث مع سارغاسو؟ ماذا عن إنتاج الرمح؟ لا يمكنكما تفسير سبب رميها كل ذلك وهروبها إلى الدنمارك. ليس ذلك فحسب، لكنها تركت خلفها جميع أعضاء غريملين الجديرين بالثقة وجلبت بيدقًا واحدًا قد يرجع عن اهتماماته أو اقتراحه في أي وقت.»

«لا سبب حقيقي لنا أن نفهم ذلك.»

«هذا هو الجواب الذي تريدينه. هذا كل ما في الامر.» تحدث كما لو كان يتحداها. «أردتِ أن ترين خصمكِ شريرًا مطلقًا ولا يعطي مجالاً للجدل. بهذا ستقفين إلى جانب العدالة وتسحقينها بعنفٍ لا جدل فيه. أي شيء آخر كان ليكون مشكلة.»

شَدَّ قبضته بصمت.

«حتى أدنى ذرة من الخير في أوثينوس ستكون مشكلة لـ "أبطال العدالة" الذين آذوها، أوليس صحيحًا؟»

لم يتحدث إلى فاسِلِسّا وساشا. كان يعلن الحرب على تروسٍ أكبر بكثير في العالم تقف وراءهم.


«....تفاهة. لستُ أنوي التغاضى عن ما فعلته أوثينوس، لكن ما تفعلانه لا يختلف كثيرًا.»


انفجر صوت خافت في العالم الفضي.

قام كاميجو توما و ساشا كرويتزف بالتحرك في نفس اللحظة. ركضا بأقصى سرعة على طول أقصر طريق، لَوَّحت ساشا عتلةً على شكل L، وأمسك كاميجو بالقوة مقبض الأداة.

انفجر ألم ساخن في راحة يده بالكامل وتقطر الدم من بين إبهامه وسَبّابته.

ومع ذلك، فإن العتلة المعدنية انكسرت كما لو كانت مصنوعة من الرمال. ربما كان لها نوع من التأثير السحري.

لم يحتج كاميجو أن يركز على تلك الأداة وحدها.

ما يهم هو استخدام اللحظة التي تم فيها إبطال هجوم العدو الموثوق ليُوَسِّعَ نطاق قبضته.

قبض قبضته بقوة لدرجة كاد يُقسم أنه سمع صريرًا منها.

ولأن يمنعها من قراءة التوقيت، أوقف نَفَسَه وهو يرمي اللكمة.

«...!!»

قبل الاصطدام مباشرة، انزلقت ساقه المحورية إلى الجانب. كانت ساشا قد قررت أنها لا تستطيع الهرب، لذا سحبت ساق الفتى من تحته. ولكن بحلول الوقت الذي أدرك فيه ذلك، قد سقط بالفعل في الثلج.

«خذ.»

ألقت ‹فاسِلِسّا› عرضًا شيئًا بحجم علبة مشروب تجاه كاميجو وهو مستلقٍ على جانبه.

(ماذا؟ أهي قنبلة يدوية!؟)

كان افتراضًا جامحًا، لكنه لم يكن مستحيلًا نظرًا للوضع. وبأي حال، تدحرج إلى الجانب ليبتعد قدر الإمكان.

لكنها لم تكن قنبلة يدوية.

كان راديوًا ذو مظهر احترافي للغاية ومن المحتمل أن يكون ملكًا للجيش الروسي.

‹ ‹كسششه ... هل تسمعني يا كاميجو توما؟› ›

(...؟)

كان الصوت الصادر من الراديو يتحدث اليابانية ومن المحتمل أن يكون المتحدث أصغر من كاميجو. لم يكن متأكدًا مما إذا كان صوت السوبرانو عالي النبرة يخص صبيًا أم فتاة.

بطبيعة الحال، لم يملك وقت الاستماع إلى الصوت على مهل. سحبت ساشا منشارًا غير مصقل وزرادية من حزام خصرها واندفعت إليه، فركل ثَلجًا ليُعميها.

‹ ‹لقد بَنينا تعويذة فريدة لاستخدامها ضد الإله السحري،› › تابع الصوت. ‹ ‹لم تُخَصَّص ضد البشر، ولكن يجب أن تكون فعالةً جدًا ضدك. فهل تتحدانا حتى بعد سماع ذلك؟› ›

«وكأنه سيمنعني!! ما حسبتُ أبدًا أن إحدى الطوائف الثلاث الكبرى سترسل اثنين فقط! هذا لطيفٌ بزيادة بالنسبة لهذا العالم!!»

لم يملك وقتًا ليتحقق ويعرف ما إذا كانت ساشا قد رجعت، لذا وقف على عجل وقفز للخلف.

«عجوزٌ آكلة البشر من منزلٍ ذو ساقٍ واحدة.»

انفجر صوت أنثوي مع رنين ساحر في أذنيه. لم يعرف ما تقوله إذْ أنها تتحدث الروسية، لكن النبرة كَفَتَ أن تُرجف وتُرعش عموده الفقري بإنزعاج غريب.

حافظت فاسِلِسّا سرًا على مسافة آمنة وراء هجمات ساشا الشرسة.

«فضلاً أعطيني مصباح الجمجمة. وفضلاً أعطيني مصباح الجمجمة لأحرق زوجة أبي وأختي القاسية حتى الموت.»

حلقة من ألسنة اللهب الهائجة تصاعدت حول فاسِلِسّا.

«سحقا!!»

نزع سترته ولفها حول ذراعه اليسرى.

بعد لحظة، اتسعت ألسنة لهب فاسِلِسّا القرمزية. اقترب اللهب المتفجر بسرعة وهو يُذوب الثلج على الأرض فورًا. لم يجد مكاناً يتهرب إليه، فما كان له إلا أن ينفيها بيده اليمنى.

وبينما كان يلوي جسده ويرفع يمينه، اقتربت ساشا من زاوية مختلفة لتُقطعه. أرجحت منشارها أفقيًا لتُمزق صدره من الجانب.

لكن كاميجو لم يخلع سترته من أجل التعامل مع نيران فاسِلِسّا.

إذا استخدم يمينه للتعامل مع تلك، فهو يعلم أنّ عليه التعامل مع الهجوم التالي دون يمينه.

«!!»

مزقت شفرة المنشار المسننة السترة الملفوفة حول ذراعه، لكنها لم تصل إلى جلده.

(دمرت يميني تلك العتلة، لذا لابد أن يعمل نفس الشيء هنا!!)

أرجح ذراعه اليسرى بأقصى ما يستطيع وألقى السترة جانبًا، لكن السترة لم تسقط على الأرض. تقطعت إلى عدة قصاصات طويلة ضيقة فطارت في مهب الريح.

«...»

نظرت العيون المخفية وراء الغُرَرِ [1] الشقراء إلى هدفها من مسافة قريبة.

قد أبطل كاميجو نيران فاسِلِسّا، فبات حراً في استخدام ذراعه اليمنى.

‹ ‹فهمت. قد غلبتَ مخاطر عديدة، وأنهيت الحرب العالمية الثالثة، ووقفت في المركز أثناء الصراع مع غريملين. علمتُ أن مثلك لديه فرصة لتحقيق ما لا يستطيعه الآخرون.› ›

بدأ الراديو يتحدث من الثلج مرة أخرى، لكن كاميجو تجاهله.

ضربت قبضته اليمنى العنصر الروحي الزرادية فدمرها الإماجين بريكر.

(أستطيع ذلك.)

شد قبضته بقوة مرة أخرى.

(عليّ أن أبدأ بواحدة. إذا ركزت على إحداهما فأخرجتها، سينتهي خطر الهجمات على جبهات متعددة. يمكن لهذا الخصم أن يستخدم السحر "فقط". فما علي إلا أن أخترق للأمام حتى تصل قبضتي النطاق! وسأهزم هذا العدو!!)

حدثت بعد لحظة.


‹ ‹لكن هذا يعني أن فردًا واحدًا مميزًا مثلك داس على رغبات الكل. أليس هذا ‹كِبرًا› بعض الشيء؟› ›


انهارت ساقا كاميجو فجأة من تحته.

  • الجزء 3

لم يظهر ضغط شديد من الأعلى. ولم تجره أيدي خفية إلى الأرض.

بل عكس ذلك.

القوة التي بداخله قد تلاشت. على عكس السم أو المخدر، أشعر وكأن الحد الأعلى من قوته قد انخفض.

اهتز ما كان بجوف أذنه وسقط على ركبةٍ كأنه أصيب بفقر الدم.

«ماذا...؟ هل هذا ... هجوم بعيد المدى؟»

‹ ‹ما هذا إلا جزءٌ من عمليتنا في "معارضة الإله السحري". قد حذرتك من أنه سيؤثر عليك.› ›

(أهجومٌ نفسي أم تلاعبٌ بالذاكرة؟)

إذا اتخذت القوة الخارقة شكل سيف أو رصاصة، كان التعامل معها سهلاً. فكل ما عليه أن يدمرها بيمينه وهي تقترب. لكن النوع الذي أطل في قلبه أو أثار عواطفه كان مختلفًا.

لن يقدر على إبطال هجوم بلا وسيط مسبق حتى بيده اليمنى. لم يستطع التعامل مع شيء غير مرئي أو لا يُمَس.

(لكن علي فقط أن ألمس الجزء المصاب من جسدي. إنه ليس ضمانًا 100٪، ولكنه قد يصلح البعض!!)

وهو جالسٌ على الثلج، لمس ساقيه وجسمه العلوي على عجل. بمجرد أن وصلت راحة يده إلى النقطة التي تعلو قلبه مباشرة، شعر وكأن شريطًا مطاطيًا سميكًا قد انقطع وتحرر جسده.

لكن...

‹ ‹لكَ أن تُسَمّيها تعويذة ‹كنيسة الأرثذكس الروس› السرية وهي تتطلب تمويلاً واستعدادات على المستوى الوطني. أليس من دواعي ‹الكِبر› أن تحسب نفسك غالِبُها بسهولة لمجرد أن عندك يدٌ خاصة؟› ›

عندما حاول كاميجو الوقوف، خارته القوة مرة أخرى.

بغض النظر عن مقدار القوة التي جمعها، فإن عضلاته لن تسمع له. كان محبطًا بشكل لا يصدق من جسدٍ لا يفعل ما طلبه.

‹ ‹المسيحية والعديد من الديانات الأخرى قدمت تنازلاتها الخاصة بين التقاليد والأساطير المختلفة. على سبيل المثال، أخذت الشِنتو البوذية والآلهة الهندوسية لينشِئوا ما يعرف باسم ‹شينبوتسو-شُجو›. وقد غَيَّر المحررون المسيحيون المستندات فتسببوا في فقدان السلتيك والإسكندناف وديانات أخرى شكلها الأصلي. في المسيحية، ننظر إلى آلهة الديانات الأخرى على أنهم شياطين، ونقبل أبطال الديانات الأخرى كقديسين شفيعين لنا، ونفعل الكثير من الأشياء الأخرى أيضًا.› ›

تذكر كاميجو المفهوم الكامن وراء ‹تعويذة الجنية›، لكن لم تكن هناك حاجة لذكرها هنا. إذا أعطى هذا الخصم تلميحًا سيؤدي إلى تطوير تعويذةٍ أكثر سوءًا، فستكون أوثينوس هي من تعاني.

‹ ‹لكننا غيرنا طريقة التسوية هذه قليلاً.› › قال الصوت البارد. ‹ ‹تجلب هذه التعويذة آلهة أخرى إلى نظامنا ثم تعيد تقييمها من خلال الحكم عليها وفقًا لقواعدنا. ‹الشهوة› و‹الكبرياء› و‹الكسل› و‹الشراهة› و‹الحسد› و‹الجشع› و‹الغضب›. لنبدأ بالخطايا السبع المميتة البسيطة. القوة التي يُحصَلُ عليها بطريقة لا تليق غير مسموح بها وكل خطيئة ستقضي سُبع (1/7) تلك القوة. وما إن تجمع سبعة الأسباع، ستفقد حتى القوة اللازمة لتحريك عضلات قلبك، لذا كن حذرًا.› ›

اقترب اثنان فوق الثلج.

إذا هُزم كاميجو هنا، فسيستهدفون أوثينوس بهذه القوة.

كما أعلنوا، لن يستمعوا إلى ما سيقوله وسوف يمزقون ببساطة الفتاة بناءً على منطق المنتصر. لم يحاولوا حتى معرفة من هي حقًا وكانوا سيحتفلون بحفلة فخمة بعد ذلك.

اخرجت قبضة كاميجو صريرًا، لكن الراديو واصل الحديث.

‹ ‹طالما تحقق هدفك، فلن ترى عيبًا في لكم وجوه الفتيات؟ يا ‹للغضب› الفظيع.› ›

المزيد من القوة تركت جسده.

إذا كان المتحدث يقول الحقيقة، فلديه خمسة أسباع من قوته الطبيعية.

«لا... تستغبي. إن كانت الأرواح على المحك، فمن لن يغضب!؟»

‹ ‹ولهذا لم تحاول حتى؟ يا ‹للكسل›.› ›

داخ.

ركع على الثلج ولم يستطع الوقوف. كان يجمع كل أوقية أخيرة من القوة، ومع ذلك واجه صعوبة في إعالة نفسه ولو قليل.

وخصماه لم يتراجعا.

أرجحت ساشا كرويتزف المطرقة أفقيًا كأنها تُلَوّح دائرةً. ستصيب الضربة وجهه فتسحق عظام وجنتيه. لم يملك قدرة التركيز على كل شيء دفعةً واحدة، لذلك استخدم ذراعه ليحمي وجهه.

بعد صوتٍ خافت وألمٍ شديد، طاح في الثلج.

‹‹لماذا تعاني هذا الحد لتساعد إله السحر أوثينوس؟› › واصل الصوت.

تمنى كاميجو لو يدعس هذا الراديو، لكن الأوان قد فات الآن.

‹ ‹أوكان ‹جشعًا› للإله السحري الذي مَثّل تهديدًا كبيرًا للعالم؟ أم أنك ببساطة ‹اشتهيتَ› مظهرها؟ في كلتا الحالتين، أنت مليء بالرغبات.› ›

سُبعَتَين.

حتى النهوض كفاية للزحف استصعبه وشعر بشيء ينزف من فمه. استغرقه الأمر ثوان حتى أدرك أن لعابه سال وأن القوة غادرت فكه.

إذا لمست يده اليمنى قلبه، فسيتحرر مؤقتًا من هذه الروابط، لكن عقله الضبابي جعل حتى هذه المهمة البسيطة صعبة.

كانت المسافة من أطراف أصابعه إلى قلبه كبيرة جدًا.

‹ ‹ يبقى ‹الشراهة› و ‹الحسد›. › ›

راحت الراهبات يتقدمن نحوه عبر الثلج ثانيةً.

‹ ‹لكنني واثقٌ أنك فهمت. كنتَ تتوق إلى أن تكون إلى جانب العدالة. هذا هو دور الديانات الكبيرة مثلنا، لكنك أردت أن تصدق أنه بقدرتك تحقيق ذلك بنفسك. أنت ‹تحسدنا›. هذه خطيئة مؤكدة.› ›

لم يستطع التنفس صحيحًا.

غادر الشعور تدريجيًا أطراف أصابعه.

إذا أمكنه استخدام يده اليمنى فقط، لأتيحت له فرصة القضاء على هجوم الخفي مثل الهجوم النفسي بعد وقوع الحدث. (كانت هناك استثناءات بالطبع).

ولكن إذا مات فورًا قبل أن يتمكن من استخدام يمينه، فانتهى انتهى.

بقي السُبع.

واحدة آخرى وكش مات. ستخور عضلاته كلها ولن يقدر على إبقاء قلبه ينبض.

‹ ‹فقط ‹الشراهة› بقيت.› ›

لكن يبدو أن هناك شيئًا ما في ضبابية وعي كاميجو.

فَحَصَ كل الذنوب التي اتهمه بها الصوت على الراديو.

‹ ‹عادة ما تؤخذ الشراهة على أنها الأكل افراطًا، ولكن أساسًا لها تفسير أوسع. إن خطيئة الشراهة تمنع اي إفراط في الأكل أو الشرب أو السُكر.› ›

كان الحجاب الحاجز الذي يحرك رئتيه لا يتحرك صحيحًا ونقص الأكسجين منع دماغه من العمل صحيحًا.

تلاشى وعيه داخلاً وخارجًا مع استمرار الصوت.

‹ ‹وهلّا نُلخص حالتك الحالية على أنها "‹مخمورة›"؟ مرة أخرى، هذه خطيئة.› ›

  • الجزء 4

جُمعت الخطايا السبع وأُخِذَت من الصبي آخر قوته.

وقفت ساشا كروتزيف فوق كاميجو توما ونقرت رأسه بإصبعها، لكنه لم يرد. كان الثلج الساقط يمسح جلده بطبقة رقيقة من الأبيض.

«ساشا، ماذا تفعلين بتلك الجثة؟»

«إجابتي: ستكون مشكلة إن كان يتظاهر بالموت. تلقيتُ تقارير على أن رئيس الإله الإسكندنافي يستخدم الجثث. لا أرى أن نُخفض حذرنا لمجرد أنه مات.»

«إذن تأخذينه معك إلى المنزل؟ لربما يشتكون في الجمارك.»

«شرح إضافي: أود أن أُمحي احتمالية تحرك الجثة بعد نقلها إلى روسيا. لذا...»

عدلت ساشا قبضتها على المنشار وربطته برقبة الصبي.

«سأدمر الجسد تمامًا حتى لا يُمكن إعادة استخدامه. والآن ينتهي.»

لم تتردد. كان هذا هو مقدار التهديد الذي رأته في كاميجو توما. ...لا، في إله السحر أوثينوس.

لكن المنشار توقف ما إن حَرَّكت.

نكرر القول، ما كان لساشا وفاسِلِسّا أيَّ سبب لإظهار اللطف هنا.

«لا...»

وبالتالي كان هناك سبب آخر لذلك


«ما انتهيت.»

مع ذلك، حطمت قبضة كاميجو اليمنى منشار ساشا.


حاول ببطء أن يقف مثل دمية ساعة مكسورة ومن الواضح أنه لن يشكل تهديدًا في معركة جسدية بحتة.

كان يجب أن يجف بسبب الخطايا السبع المميتة ويجب أن يتوقف قلبه عن الخفقان بعد أن وصلت قوته إلى الصفر.

لم يكن من الواضح كيف نجا من هذا الموقف، لذلك حاولت ساشا بسرعة القضاء عليه.

لكن فاسِلِسّا أوقفتها بيدٍ ممدودة، ثم صرخ كاميجو.

«هل إسكات الناس بالعنف وصدِّ القول عنهم هو أسلوب إلهكم في العمل!؟ فإن كان، فهذا مستوى لا يصدق من ‹الفخر›!!»

«.....ورطة!!»

صرخة فاسِلِسّا لم تكن استجابة لكلمات كاميجو.

كان ذلك ردًا على المكان الذي وُجِّهَت إليه هذه الكلمات.

(قطعُ كلماته بالعنف لهو ‹كِبر›. إذا رأى ولدنا الأمر بهذه الطريقة، فإن تدخلنا سيعمل ضده!! ما نقدر على التدخل أكثر!!)

«هذا كان خطأ. فشلتَ أيها الروسي. بدل أن تُجبر تلك الخطيئة المميتة الأخيرة، كان أحسن لك أن تأمر هاتين بإنهاء الأمر حينما كانت ستة من سبعة. كان هذا خطأك.»

‹ ‹ما الذي....؟› ›

«أن تلصق بي ‹الشراهة› في وضعي هذا غير عقلاني. حتى لو كان ينطبق على الشرب والسكر أيضًا، فهذه خطيئة تخص الكحول. أن تقول أن أحدًا "‹شَرِهٌ›" ببقايا حساء الخضار لأمرٌ سخيف كمثل أن تحاول ربط الحبل بنمرٍ مرسومٍ على جدار.» وأكمل كاميجو قائلاً. «ولأنك حتى لم تكن واثقًا من هذه الخطيئة، فإن الأخيرة لم تنجح. لم تتفعل ‹الشراهة› أبدًا وعندها استوعبت كل شيء.»

ببطء ولكن بثبات، تجمعت القوة في رجليه ووقف على الثلج مرة أخرى.

«هذه الخطايا السبع المميتة التي أعددتها ليست تعويذة تتفعل تلقائيًا لمعاقبة أي خطايا في ساحة المعركة.»

تذكر كل ذنبٍ في دوره.

غضب؟ ربما. نظرًا لأن إمكانية حل المشكلة بالكلام قد تجوهلت فاضطر إلى استخدام القوة بدلاً من ذلك، لربما شعر بغضبٍ.

كِبر؟ ربما. شَعَرَ أنه قد ينقذ أوثينوس وشَعَرَ أنه وحده من يقف بجانبها. إذا غير وجهة نظره إلى حد ما، فقد يبدو ذلك وكأنه يفرح في إحساسه بالتفوق على الآخرين.

كسل؟ ربما. قد أعلن أنه سينقذ أوثينوس، لكنه لم يستطع التفكير في أي طريقة ملموسة للقيام بذلك ولقد أنقذته هي بأفكارها. لم يكن من المستغرب أن يرى البعض ذلك كسلاً.

حسد؟ ربما. بينما كان يشاهد الناس يلاحقون فتاةٍ وحيدة بقوة تكفي لتحريك الأمم والعالم أجمع، أيمكنه القول حقًا إنه لم يحمل مشاعر مظلمة لما أمكن أن يفعله بشكل مختلف لو كان لديه هذا القدر من القوة؟

شهوة؟ ربما. قال إنه أراد ببساطة إنقاذ هذه الفتاة التي لم تملك مكاناً آخر تلجأ إليه، لكن هل يمكنه حقًا أن يقول على وجه اليقين أنه لم يكن هناك أدنى قدر من الدافع الخفي مختلطًا في تلك الرغبة؟

لقد واجه ندمه ورغباته المخزية في ذلك الجحيم اللامتناهي ولم يعد ينكر المشاعر والرغبات القبيحة الكامنة في أعماق قلبه.

لكن...

الشراهة؟ أينطبق ذلك عليه حقًا؟

والأهم من ذلك كله...

جشع؟ ماذا؟

هل كان دافعه هو جعل قوة أوثينوس العظيمة ملكه؟

رغم أنها وجودٌ حساسٌ وضعيف سيتوقف عن التنفس قريبًا إذا تُركت بمفردها؟

«تعمل تعويذتك على أساس الحكم الذي أصدرته وأنت تشاهد من خارج ساحة المعركة. تجد العيب في الأديان الأخرى وتُجردها من قوتها. لا يهم إذا كنتَ على حق أم لا! هذه التعويذة تأخذ شكواك من طرف واحد وتحولها إلى هجمات حقيقية!! هذا مروع حقًا، ولكن بمجرد أن أعرف كيفيتها، لي أن استخدامها لصالحي!!»

‹ ‹لصالحك؟ أتقول أن رغباتك الفردية يمكن أن تفوق جهود مؤسسة كبيرة؟ هل تعطي الأولوية لأخلاقك أعلى بكثير من أخلاق غيرك!؟ هذا قدر مذهل من ‹الكِبر›!!› ›

«ربما»

اعترف كاميجو بسهولة، لكن هذا لا يعني أنه تخلى عن المقاومة.

«لستُ بقديسٍ مثالي أو غيره. طالما يُحكم على أوثينوس بشكل صحيح، وتقضي وقتًا طويلاً في تعويض جرائمها، ثم تبتسم معي مرة ثانية بعد انتهاء كل شيء، فهذا يكفيني. هذا لا علاقة له بالخير أو الشر. كل الأمر يتعلق برغباتي الشخصية... لكنك أخطئت بشأن أمر.»

عادت القوة تدريجيًا إلى ركبتيه وفهم السبب.

«كوني صبيًا عاديًا لا يعني أنه عليّ أن أتخلى عن تحدي العالم!! هناك أشياء لن أوافق عليها، أشياء لن أقبلها، وأشياء لن أتخلى عنها. وإن كنتَ ترى أنك تقمع كل ذلك بقوة مجموعة، فأنت فأنتَ أفرطُ ‹كِبرًا!› مني أيها الروسي!!»

كانت تلك هي النقطة الأولى لهجومه المضاد.

‹ ‹ولن يهمك مقدار الفوضى التي تنشرها حول العالم بسبب هذه الأشياء؟› › سأل الصوت. ‹ ‹حماية الإله السحري أوثينوس والهروب معها هو ذنبٌ في حد ذاته!!› ›

«فأيٌّ من السبعة يوافق ذلك؟ لا، لا يهم. تريد الكلام عن نشر الفوضى؟ لأرمي ذلك عليك إذن يا أيها الروسي.»

‹ ‹ماذا؟› ›

«فكر بها. تم الأمر حقًا أن يكون إله السحر أوثينوس شريرًا. إنها في قلب فوضى العالم. لكن إذا قُتلت هنا، فإن حقيقة غريملين لن تصل أبدًا إلى أي أحد. لماذا حدث هذا؟ وكيف حدث؟ وما الذي أحدثه؟ إذا قتلتها دون الإتيان بتفسيرٍ مفصل لذلك، فكيف تتوقع أن يقبلها الناس!؟»

‹ ‹ورغم ذلك، فإن غالب الناس وجُلّهُم يَرون قتلها أأمن من تركها!! ففي أمام نصرٍ حاسمٍ وسلامٍ حاسم، فينا أن نتجاهل قلوب الناس!!› ›

«أخطأت في هذا أيها الروسي. قد قلتها بنفسك: نشر الفوضى خطيئة! قد تكون أوثينوس الزعيم الأخير، لكن هل سيُحقق السلام بقتلها حقًا؟»

‹ ‹بالطبع يُحقق!!› ›

«لن يحدث. أوه، أوسَمِعتُ ‹غضبًا› منك؟»

ملأت نبرة ساخرة صوت كاميجو وهو يشير إلى الخطيئة الثانية.

«من يصدقك إن قلتَ بموت أوثينوس؟ لادَّعت بقايا غريملين أنها لا تزال حية بالتأكيد، فماذا سيفكر بقية العالم؟ إذا قلتَ فجأة أن شخصًا خطيرًا جدًا قد مات ولكنك ترفض الإدلاء بأي تفاصيل، فهل تحسبهم حقًا يقبلون!؟ حتى لو ماتت، خوف الناس منها سيبقى!! لعلّ الناس سيقولون أنها تختبئ في مكانٍ ما تترصد أو أن شخصًا ما هو تناسخها فتأتيك جميع أنواع الاتهامات الكاذبة. إذا لم تمر بالعملية الصحيحة، فلن يقبل أحدٌ الحقيقة. فعلك هذا سيجلب قرنًا من الفوضى أيها الروسي!!»

‹ ‹أتقول أنها ستُصبح أسطورة ما؟› ›

«هراء، صح؟ لكن ربما هذا ما سيحدث. قد انتشر تهديدها في جميع أنحاء العالم، لكن معظم الناس لا يعرفون حتى ما إذا كانت ذكرًا أم أنثى. أشك في أن الأمر سيبدو حقيقيًا عندما يسمع الناس أن وجودًا غامضًا كهذا قد قُضي عليه. حتى لو عَرَضَت صورًا لجثتها أو وضعتها نفسها في متحفٍ، فإن الناس سيهمسون بأنك قد أطَّرت [2] شخصًا بريئًا مكانها أو أن الجسد كان مزيفًا. فتُدَمَّر حقيقة الوضع في لحظةٍ وسيعود الخوف الخفي.»

‹ ‹يمكننا القضاء على هذا الخوف بأن نُقدم معلومات دقيقة باستمرار في ذلك العصر القادم. هذا ليس سببًا لنسامح ما فعلته!!› ›

«ربما لا، ولكن كم من الناس يموت في هذه العملية؟ وكم عدد الذين سيموتون لو سمحت لأوثينوس بالاستسلام؟ هل لكَ حقًا أن تسمي ذلك تضحية "تافهة"؟ إذا لم تكن على استعدادٍ لبذل الجهد للقيام بأفضل عمل ممكن، أليس هذا ما يُسمى ‹كسل›؟»

تلك هي الخطيئة الثالثة.

‹ ‹...!!› ›

«وشيءٌ آخر. لماذا ‹كنيسة الروس الأرثذكس› مشفوحةٌ لقتلها؟ ألأنكم رغبتم في شرف هزيمتها لأنفسكم؟ أليست غلطةً أن تبتغون الشرف كثيرًا لدرجة تُضحون بأناسٍ لم تقابلوهم قبلاً؟ قد يسميها البعض ‹جشعًا›.»

أحضر كاميجو الراديو إلى فمه حيث أشار إلى الخطيئة الرابعة.

«أم هي ‹غيرة›؟ ما رأيتُ في الحرب العالمية الثالثة حسنةً لروسيا، وكانت أمريكا تستعرض بقوتها منذ أن صعدت غريملين إلى الواجهة. وهذا يعطيكم سببًا آخر لرغبتكم انتزاع هذا النصر لأنفسكم. فهل تقولوا حقًا أنه لا يوجد أيُّ تلميح لشعورٍ وراء هذا؟»

الخطيئة الخامسة.

«صحيح. أين أنت الآن؟ في قصرٍ روسي؟ أم مبنى مقر الأمم المتحدة؟ في كلتا الحالتين، لابد أنك مسترخٍ في غرفةٍ دافئة مع سقفٍ فوق رأسك. تستمع بشاي أو قهوةٍ بينما يخاطر الناس بحياتهم في المعركة، ألا تعتبر هذه ‹شراهة›؟»

السادسة.

‹ ‹لماذا؟› › الصوت الذي يمكن أن ينتمي إلى فتاةٍ أو فتى تحدث على محمل الجد. ‹ ‹لماذا تبالغ هذا الحد لتقف إلى جانب ذلك الإله السحري؟ ما لك سببٌ لهذا.› ›

«ربما. على الأقل، لم أفعل ذلك حتى وطأت قدمي سارغاسو. حسبتُ ببراءة أن كل شيء سيعود إلى طبيعته إذا هُزمت أوثينوس وكنت على استعداد أن أرميها بأول طلقة.»

‹ ‹إذن لم عليـ—...!؟› ›

«عندي سبب.» قاطع كاميجو قبل أن ينتهي الصوت. «عندي سبب. لن تصدقني لو شرحت، لكنني لا أفعل هذا بدون سبب. ومع ذلك، كنتَ أنتَ من هاجمني فجأة دون السماع. قد هَوَستَ بفكرة أن القتل أسهل ففقدتَ إنسانيتك.»

تلفظ بكلمات حُكمه.

«لم تقابل أوثينوس مطلقًا ولم تتحدث معها أبدًا، لذا فهذا ليس شيئًا ستفهمه. رميتَ بهذا الخيار وقلتَ أنه من المزعج كثيرًا أن تواجهها في النهاية، لذلك حسبتَ أن القتل أسهل من الحديث. وذلك سيكون جذر الخطيئة وراء كل خطاياك الأخرى.»

  • الجزء 5

صمت الراديو.

عادت كل القوة إلى عضلات كاميجو توما، لذا بدا أن "المعركة" قد انتهت.

«على طاري، لم أستطع إجبارك على ‹الشهوة›. أرى أن أقصاها كانت ستة.»

ألقى الراديو في الثلج، لكن الأمر لم ينته بعد.

ساشا كرويتزف وفاسِلِسّا، الفريق القتالي الثنائي لا يزالان هنا.

«أجل؟ أتستمران في هذا دون أي دعم؟»

«هو شيءٌ يستحق التفكير فيه، لكنني أرى أرى أن نتراجع هذه المرة.» أجابت فاسيليسا. «يمكننا قتلك بالقوة الآن، ولكن هذا من المحتمل أن يقود ولدنا إلى أن يحاصر نفسه في الخطايا السبع المميتة. اللعنة. ربما كان علينا أن نتعلم درسًا من الروم الكاثوليك وأن نجهز مُحطمة أو قواطع للتعويذات.»

رفعت يديها بمرح ولوحتهما، لكن كاميجو كان متأكداً من أن الابتسامة على وجهها لن تتزحزح حتى وإن قتلت أحدًا. هذا أبداها مهيبةً أكثر من غريبة.

«صحيح. لا يمكننا لمسك لأن هذه التعويذة لا تزال نشطة، لكنني سأعطيك نصيحة.»

«؟»

«هو عن نطاق التعويذة. أولاً، يشمل أي مؤمن أرثوذكسي روسي ضمن نطاق معين. ثانيًا: أي شخص يعتبره البطريرك [3] عدوًا. للقيام بذلك، يحتاج إلى اسم وصورة وطريقة لاستشعار الفرد بإحدى حواسه الخمس. أي فرد من هذا القبيل يقع ضمن النطاق العام لتعويذة الخطايا السبع المميتة.»

«عن ماذا تتحدثين؟»

«نقطة عمياء.»

بقيت ابتسامة فاسِلِسّا وهي تتحدث.

«بعبارة أخرى، إذا قتلك قاتل غير مؤمن روسي أرثوذكسي، فلن يرجع ذلك الضرر لولدنا.»

وما إن استوعب، كان الأوان قد فات.

بعد صوت باهت على جانب رأسه، راح وعي كاميجو توما على الفور.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)