الفصل 10: ضد "ضراوية المليارين". الجولة_02
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
كانا بعيدين عن الحضارة الإنسانية.
لم يعرف كاميجو ما إذا كانت أوثينوس قد أصيبت بقضمة صقيع أو انخفاض حرارة الجسم أو أي شيء آخر، لكنه اضطر إلى اصطحابها إلى مكان دافئ في أقرب وقت ممكن. لسوء الحظ، لم يعرف كيف يجد ذلك. بالكاد رأى أي حركة مرور على الطريق في المقام الأول، ولقد أدّت الاضطرابات السابقة فقط إلى إبعاد المركبات. بهذا المنوال سيُدفنان في الثلج قبل أن يصلا إلى أي مكان.
أو هكذا ظنّ.
خان الوضع توقعاته تمامًا.
‹ ‹قالوا إنه نيزك! روعة! يا حسافة أنني ما تمكنت من تسجيله بهاتفي! لصرتُ بطلاً في مواقع التواصل الآن!› ›
زاد حجم حركة المرور بشكل كبير. سافر العديد والمزيد من الناس ليروا (ما ظنّوه خطأً أنه) العرض الفلكي الفجائي. كانوا جميعًا مرتاحين تمامًا لأنها سقطت في مكان مجهول وليس في مدينة. بعد المشي لعشر دقائق تقريبًا، بدأ كاميجو وأوثينوس يريان أكشاك لبيع لحم الخنزير المشوي وشطائر سلطة السلمون.
وكان يتوقع منهم أن يبيعوا شظايا أرضية زجاجية كهدايا تذكارية.
(همم. أرجو أن يكون أكسلريتر على ما يرام في موقع الانفجار.)
نفّذَ كاميجو و أوثينوس خطتهما لطلب التوصيلة وتلقيا المساعدة من عربة سكن متنقلة أعيد تشكيلها لتكون عربة طعام. ترجمت أوثينوس للفتى ويبدو أن عربة الطعام قد باعت لحم الضأن المشوي وكانت في طريق العودة إلى المنزل لتجمع المزيد من المكونات.
وَدَّع كاميجو بعض عملاته الين الثمينة ليشتري كسرة وخضار وحساء عظام الضأن. يبدو أنه طعام تَوَفَّر للعمال. حَسَّ أن السعر الذي فرضوه عليه كان باهظًا، لكنه لا يزال سعيدًا أنه دفئ نفسه.
«يا أوثينوس. إلى أين نتجه؟»
«آلبورغ.» (Aalborg)
«..................................................................................................................»
«ط-طيّب. أعتذر عن الإجابة القصيرة جدًا، لذا كف عني نظرتك ودمعك يا إنسان! نحن نسافر ثلاثين أو أربعين كيلومترًا جنوبًا من ذلك السهل بالقرب من هيورينغ. ومسيرنا صحيح ولن نبتعد كثيرا عن مسار رحلتنا من نزهة قصيرة.»
كانت وسائل النقل النموذجية لطالب في المدرسة الثانوية مثل كاميجو توما هي السير وركوب الدراجة لذا فإن أربعين كيلومترًا بدت مسافة طويلة. ومع ذلك، يمكن قطع هذه المسافة في عشرين أو ثلاثين دقيقة في سيارة على الطريق السريع. أعطاه هذا الإدراك رغبة صغيرة في الحصول على رخصة.
بدت بشرة أوثينوس أفضل من ذي قبل ويمكنها تحريك أطرافها طبيعي. من المحتمل أن يكون ذلك بسبب كلّ من الحساء الدافئ والسيارة التي تحميها من الهواء الخارجي. ومع ذلك، كانت حواسها لا تزال مخدرة، لذا ما عساه إلا أن يستمر في مراقبتها.
بمجرد أن وصلت عربة السكن المتنقلة إلى مدينةٍ كبيرة، انحنى كاميجو للعامل وغادر. وقفت أوثينوس شامخةً في وضع تكبر كما هو الحال دائمًا، لذلك لم يستطع استخدامها مثالاً للحكم على السلوك المناسب.
بعد عشر ثوانٍ من المغادرة، بدأ البرد يتغذى على حرارة أجسامهما.
«بررررررررررررررررددد. عـ-علينا شراء معاطف، وإلا لتحولت كامل بشرتنا إلى اللون الأرجواني.»
«سمعتُ وسئمتُ هذا الكلام. ما مدى ضعفك؟»
«إنك فقط تقولين هذا لأن حواسك مخدرة! نظرتك المنتصرة هذه ليست بمقنعةٍ وشفتيك تتحول تدريجيًا إلى اللون الأزرق!!»
عمومًا، تلونت المدينة بلون الطوب. ارتفعت مداخن المصانع من الواجهة البحرية، لكن كل شيء من الشقق إلى محطة الإطفاء صُنِعَت من الحجر. تَجَمَّع السكان معًا في هذه المنطقة الواحدة كمجموعة من كتل البناء ذات الأشكال المختلفة، ولكن كان هناك عدد قليل من المباني التي يزيد ارتفاعها عن سبعة طوابق.
«لماذا كل أوروبا على هذا النحو؟ كيف يتعاملون مع وديعة التأمين أو الأموال الرئيسية لشقق عمرها ثلاث أو حتى خمسمئة عام؟ ألا يهتمون بقوانين الحريق؟»
«كل ما لديهم هو وديعة كبيرة. وإذا نظرت إلى العالم بأسره، فإن اليابان هي الدولة الغريبة. لن تجد بلدًا آخر ليس به أي شيء سوى بيوت بألواحٍ خشبية 2x4s مع خرسانة مُسلحة.»
«بالمناسبة، كنت متأكدًا من حدوث شيءٍ ما لمّا مررنا بذلك النفق تحت البحر. وكنتُ على استعداد لسباق موجة عملاقة من المياه بعد تفجير النفق.»
«يحسبون أنهم يحاربون إلهًا سحريًا بقوة 100٪، لذلك لا يرون أن غمري بالمياه يكفي لقتلي.»
كان الهدف العام لكاميجو وأوثينوس هو أن يعثرا على أحدٍ آخر ليوصلهم إلى المدينة التالية، لكنهما احتاجا إلى ملابس مناسبة أولاً. وقبل ذلك، كان عليهما استبدال يَنّات كاميجو اليابانية بالكرونة الدنماركية. إذا استمروا في مهام الـ RPG الجانبية هذه طويلاً جدًا، فسيصبحون فتاة الكبريت الصغيرة في الحياة الواقعية، لذلك سارعوا إلى الأمام.
«لا أرى أحدًا في هذا الشارع وجميع المتاجر مغلقة.»
«لا يزال الوقت باكرا.»
«أين نحن أساسا؟»
«شارع العذراء آن. تطورت في الأصل لتكون منطقة دعارة واسعة النطاق.»
«...............................................................................................................»(➡ حقًا، هو حقًا لم يعرف كيف يرد.)
«ألم تسمعني أقول "في الأصل"؟ إنها مليئة الحانات الآن. وهل عندك الوقت حقًا لأن ترفع آمالك؟»
«تلك النظرة المُرّة قد جاءت من سماع فتاة جميلة تطرح موضوعا مثل الدعارة!! وعلى طاريها، هل كان ذِكرُ كل هذا ضروريًا؟ لماذا تشرحي الأشياء ثم تغضبي منها؟!»
خرجا من منطقة الحانات ودخلا منطقة تسوق عادية. على عكس اليابان، كانت جميع المباني عمرها قرون ومبنية من الحجر أو الطوب، لكن هذا ليس ما لفت انتباه كاميجو أكثر من غيره.
«ما بال تمثال الرجل مفتول العضلات؟ هل زحلقته جانبًا يكشف عن درج سري تحته مثلاً؟»
«هذا تمثال لأودين، أي أنه تمثالي. ترى مثله في جميع أنحاء الدول الإسكندنافية.»
تحت السماء الباردة، نظر كاميجو ذهابًا وإيابًا بين الفتاة الجميلة والتمثال مفتول العضلات.
«نعم، ها هي صورة الفتاة الجميلة. ...هَيي، لأي مدى خاف الناس منكِ؟»
«ا-اخرس! هكذا عومِلتُ في أحد العوالم في المرايا المتقابلة!! المعلومات عني ليست دقيقة دائمًا، لكنها لا تزال سجلاً تَرَكَهُ طرفٌ ثالث. فآل الأمر بهذه السجلات ‹بقايا› عندما كنتُ أعيد تشكيل العالم باستمرار.»
«ولكن لماذا التمثال لا يرتدي إلا بنطلون وعباءة؟ وكذلك، نعم...»
«إذا قلت "نعم، لن أستغرب"، لألكمنك. خذه في اعتبارك.»
بَدّلا العملات على جهازٍ يشبه أجهزة الصراف الآلي على الطريق. كان من السريالي رؤية الآلة مدمجة مباشرة في المبنى البالغ من العمر خمسمِئة عام.
بدت الفواتير الغريبة التي تملأ محفظة كاميجو مثل الألعاب بالنسبة له، لذلك لم يشعر أنه يمتلك أموالاً فعلية.
«على أي حال، علينا شراء معاطف. من فضلكِ لا تخبريني أنه لا يوجد سوى خياطين حسب الطلب هنا.»
«أيُّ مكانٍ تحسبها الدنمارك؟»
«لنقل فقط أنني لن أتفاجأ لو رأيتُ عناصر مثل "الشَبَت" أو "الجرعة" هنا.»
كانت جميع المتاجر صغيرة، وليس بها نوافذ للعرض، وكانت في مبانٍ عمرها قرون. كان كاميجو يخشى دخولهم أكثر من خوفه من التوجه إلى متجر رامِن يديره رجل عجوز عنيد لأول مرة. خشى أن يجد عالمًا من الدرجة المخملية حيث أن منديلاً واحدًا سيُدينه بمقدار 10,000 ين، لكن أوثينوس سرعان ما وجدت أفضل متجر ودخلا.
«يبدو أن الرخيصة تكلف حوالي 2,500 كرونة فقط. كم معك؟»
«سينسي، لا أفهم بالكرونة.»
«2,500 ستكون حوالي 50,000 ين ياباني.»
«وين الرخص بهذا؟! أفي المعطف معالج خارق مثلا!؟»
«كفى عنك...»
«لا تجبريني على إظهار قدرتي على إعالة نفسي. أنا طالب في المدرسة الثانوية رموني في الخارج وما كان عندي إلا قميص على ظهري!!»
«هذه القمامة الرخيصة لن تصد الماء أبدًا. نحتاج مظلة أيضًا.»
«أتدرين؟»
أخذ الصبي العادي المسمى كاميجو توما خطوة إلى الوراء ورفع إبهامه وسباباته على شكل حرف L لينشئ إطارًا وهميًا.
«أرى أن نرجع إلى البداية ونجهز لكِ ملابس داخلية.»
«أوه، فهمت. أنت تصر على السخرية مني عند كل منعطف، ها؟ فما رأيك لو ننهي هذا الأمر خارجًا؟»
- الجزء 2
قبل حوالي نصف ساعة، كانت الاستعدادات جارية.
اشتهرت الدنمارك في جميع أنحاء العالم بمعالمها السياحية والصناعة، ولكنها اشتهرت في شمال أوروبا بمنتجات الألبان مثل الجبن. وفي الواقع، كانت 70٪ من أراضيها أراضٍ زراعية.
لم تكن معظم المناطق الزراعية الكبيرة تفتقر إلى موضوعات المناقشة مثل دوائر المحاصيل، لكن الوضع كان مختلفًا بعض الشيء في منطقة آرهوس بالقرب من وسط شبه الجزيرة.
عدة آليات عسكرية ارتكنت هناك وكان جنود من القوات الجوية يحرسونها. تَسَوَّت الأرض الزراعية المسطحة المغطاة بالثلوج بواسطة الجرارات ليُصَفّوا مسافة كيلومترين أو ثلاثة. بدا وكأن قطعة ضخمة من الشريط اللاصق قد ألصقت بالأرض فَمُزّقت.
وأكبر الشذوذ كانت اصطفاف طائرات كبيرة بأدبٍ على جانب هذا الخط المستقيم. كانوا ممثلين الولايات المتحدة. في حين أنها أقل شهرة من الأجنحة الطائرة على شكل حرف V، إلا أنها تتمتع بمستوى معين من التخفي، ويمكنها السفر بسرعة 1.3 ماخ، ويمكنها حمل أسلحة نووية استراتيجية.
ولكن، هؤلاء لم يحملوا أيَّ أسلحة كيماويةٍ خطيرة.
لكنهم بطريقة ما نقلوا شيئًا أكثر خطورة إلى الدنمارك.
‹ ‹نعم نعم. لا نقدر على الذهاب إلى قاعدة ألبورغ الجوية كما أردنا. بسبب ذلك النيزك المفترض!! إنهم يبقون الجميع خارج المجال الجوي! برجاء إرسال شكوى رسمية إلى المدينة الأكاديمية! أعني ذلك!! إنهم يعترضون الطريق!!› ›
الراهبات في العباءات السوداء نزلن من القاذفات.
كانت الراهبة ذات الشعر البني في المقدمة هي الأخت أغنيز سَنكتِس وكانت تحادث الهاتف.
‹ ‹كان علينا الهبوط اضطراريًا في مطار ميداني بالقرب من آرهوس. نعم، تَجَهَّزت هذه "الأنقاض" بسرعة خلال الحرب العالمية الثالثة فأصلحناها مرة أخرى. ما كان بمُمتعٍ. فكل الأرصفة مُتشققة، لذا كان هبوطنا مليئًا بالمطبات حقًا. ...لكن بأي حال!! لا أصدق أنكم تحشرون الناس داخل مكان غير صالح للعيش مثل خليج القنابل! أيه؟ إنها أسرع بكثير من طائرات النقل؟ لا أهتم!!› ›
خرجت أغنيز والراهبات الأخريات اللائي أرسلتهن الكنيسة الرومانية إلى عالم الفضة، لكن تلك المئات لم تكن الوحيدات. بنظرة سريعة رأى وجوه النخب من الكنيسة الأنجليكانية والكنيسة الأرثذكسية الروسية أيضًا.
لم تكن هذه وجهتهم.
كانوا يستعدون لاستخدام السيارات والقطارات والرحلات الداخلية والمروحيات ووسائل النقل الأخرى ليصلن إلى وجهات مختلفة وليعثرن على إله السحر أوثينوس وكاميجو توما.
على الرغم من تواجدهم في نفس المكان، ركزن جميعًا على أماكن مختلفة.
شاركن المعلومات إلى حدٍّ معين، لكن لكلٍّ منهن جميعًا تفسيرات مختلفة لتلك المعلومات.
‹ ‹هل هذه حقًا كل المعلومات؟› ›
‹ ‹واثقةٌ أنهم لا يعطوننا معلومات خاطئة لينالوا الفضل لأنفسهم؟› ›
‹ ‹إذا أعطيناهم المواقع، أفلن يتجنبهم الهدف وتأتي إلينا مباشرة؟› ›
‹ ‹إذا هاجمنا مباشرة بعد انتهاء معركة الهدف معهم، ألن تكون لنا فرصة أفضل بكثير لهزيمته؟› ›
‹ ‹لن يهاجموننا فيُبدون من الأمر كأنه سحرٌ من فعل ذلك الاله، أليس كذلك؟› ›
استخلصت أغنيز إلى أن السبب الأكبر لجميع الشكوك هو قوة خصمهم. لقد كان مثالاً غير لائق لراهبة، لكنها شعرت أنه يشبه لعبة عالية المخاطر في كازينو. كانوا يراهنون على مصير العالم أو الحق في سرقة وتحليل قوة إله سحري يمكن أن يؤثر على مصير العالم. كان مستوى الضغط أكبر بكثير من لعبة البوكر للأطفال.
‹ ‹سوف نتابع معلوماتنا ونتوجه إلى ألبورغ. أطلب من البابا إجراء الاستعدادات من نهايته. من المرجح أن تراقب القوى الأخرى على الطرق البديلة وتراقب ما نفعله. لدينا أكبر عدد، لذا من المحتمل أنهم ينظرون إلينا كطعمٍ أو شيء لإخافتهم من الاختباء. ولكن إذا لدغنا، فسيأتون مسرعين.› ›
أثناء حديثها، أشارت أغنيز إلى مرؤوسيها (أتباعها).
لم يكن لديهم قوى رجلٍ واحد مثل القديس أو مقعد يمين الإله، لكن لديهم قوة ملياري مؤمن في جميع أنحاء العالم.
امتلكوا القوة العقلية العظيمة لثلث البشرية.
- الجزء 3
ملأت ضوضاء عالية جامدة آلبورغ.
جاءت من مكبرات صوت الوقاية من الكوارث التي تم إنشاؤها في جميع أنحاء المدينة.
«ماذا؟»
«ب-ببببه...»
وبينما كانت تضرب رفيقها بخفة خارج الخياط، أوقفت أوثينوس يديها ونظرت إلى الأعلى. بالمناسبة، وجود فتاة جميلة تجلس فوقه قد أرسل كاميجو مباشرة إلى طور الخنزير.
‹ ‹هذا تحذير لكاميجو توما وإله السحر أوثينوس. قد علمنا باختبائِكُما في هذه المدينة. وأطلب منكما نزع السلاح والاستسلام في كنيسة أنسغار في غضون عشر دقائق.› ›
النظرات المشوشة على وجهيهما لم تأت من مضمون التحذير الخطير.
التحذير صدر باليابانية.
‹ ‹لأي سبب كان، إذا لم تمتثلا للمطالب المذكورة، فلنا أن ننظر إليكما نظرة المُعادي فنبدأ الهجوم. أيضًا، لا تحاولا استخدام المدنيين أو الآثار التاريخية دروعًا. فمثل هذا الفعل عبثيٌّ أمام تعاويذنا. أكرر...› ›
ملأ الصوت كل ركن من أركان المدينة، لكن من غير المرجح أن يفهم الكثير من الناس ما يعنيه. افترض بعض الشباب أنه كان شكلاً من أشكال الحدث والفاعليات فبدأوا يصفرون.
وهي مستلقي على ظهره، هزّ كاميجو أوثينوس بخفة التي جلست على بطنه.
«ما رأيك؟»
«لا أفهم سبب إزعاجهم بتحذيرنا، لكن لابد أنهم واثقون حتى أنهم ما شنوا هجومًا مفاجئا. ولابد أنهم أعدوا لقتل إله سحري بكامل قوته.» أطلقت اوثينوس نفسًا أبيض قصير. «قد سبق ورأينا ‹تعويذة الجنية› مثالاً. لابد أنهم مجانين إذ نووا القتال المباشر، لكن ربما نجد فيهم نقاط ضعف نستغلها.»
«...»
صمت كاميجو لأن شيئًا بدا غريبًا له، لكنه قرر أنه ليس مهمًا حاليًا. وما إن نزلت أوثينوس منه، وقف على الثلج.
فسألته فتاة رقعة العين.
«ماذا نفعل الآن؟ نرفسهم؟»
«ونحن لا نعرف من أو كم عددهم؟ قالوا عشر دقائق، يعني أنهم لن يهاجموا حتى ذلك الحين. سواء هربنا أو اختبئنا أو قاتلنا، علينا بجمع معلومات. وفي أول الأمر، هل يعرفون حقًا أين نختبئ؟ لعلهم شَغّلوا هذا التحذير في كل مدينة رئيسية في الدنمارك لحَمْلِنا على الرد.»
«لست واثقة أنهم سينتظروننا عشر دقائق كاملة.»
كان طريق منطقة التسوق مخصصًا للمشاة فقط، لذلك ركض كاميجو على طوله وألقى نظرة خاطفة على طريق أكبر.
«سحقًا!»
سحب رأسه إلى الوراء فورًا وضغط ظهره على الحائط.
نظرت أوثينوس في الآسيوي المتظاهر بأنه جاسوس.
«ما بك؟»
«لا تتمشي ببلاهة. وإلا برزتِ مثل إبهام متورمٍ بلبسك هذا.»
كان عدد قليل من الراهبات ذوي العباءات السوداء يتجولن بالقرب من محطة للحافلات على ذلك الطريق الأكبر. تَعَرَّف كاميجو على تلك العباءات. كانت نفس لباس ‹أورسُلا أكويناس› و‹أغنيز سَنكتِس›.
«إنها كنيسة الرومان الكاثوليك. أولاً أقوى إسبر والآن عنفٌ بالأرقام. أوثينوس، لن نقدر على هذا. إذا خرجنا دون تفكير، فسوف يدفعوننا ويسحقوننا. علينا أولاً أن نأتي بخطةٍ للخروج من هذه المدينة.»
«ربما ما لي حق الحديث بعد أن فقدت قوتي، لكن أليسوا مجرد حشد من الضعفاء؟ أليس أسهل علينا أن نهزم قليلهم فنمضي من بعدها؟»
«ما عندنا إلا يدي اليمنى هذه. إنها مفيدة ضد قوة نيران كبيرة من اتجاه واحد، لكن لن أستطيع شيئا حيال الهجمات المتكررة من كل الاتجاهات في وقت واحد. بطريقة ما، هذا خصمٌ أسوأ لي من ذلك الوحش من قبل.»
«آه! اللعنة! كيف ما خطرت لي!؟»
«أوثينوس-تشان؟ لمَ أرى الندم الشديد فيكِ؟»
على أي حال، قررا أن يتراجعا ويهربا من ألبورغ في طريقٍ مختلف. وأثناء ذلك، رصدا العديد من الراهبات ذوات نفس العباءات بالضبط. بعضهن لاحظ وبضعهن راقب بينما يتظاهرن بعدم الانتباه. وكان ممكناً أن كل واحدة منهن قد لاحظ هذا الثنائي.
«من تدفق الناس والسيارات، لا يبدو أن الطرق مغلقة. إن تعلق الأمر بذلك، لربما نفقز على ظهر شاحنة فنغادر هذه المدينة بسرعة. أوثينوس، أواثقة من قدرتك الرياضية؟»
«مع من تحسب نفسك تكلم؟ أنا إله الحرب.»
«فقط لأوضح، من هنا وصاعدًا لن تعتمدي على تعويذاتك.»
«...»
سكتت إله السحر أوثينوس!!
رفع كاميجو يده إلى جبهته. كان ممكنا أن يُضطر لاحقا أن يدفع بمؤخرة أوثينوس الصغيرة ليساعدها في ركوب الشاحنة.
ومع ذلك، اتضح أن كلاهما ارتكبَ خطأين صغيرين.
أولاً، لم يَعُدّوا بدقة مهلة العشر دقائق.
انفجر وميض من الضوء فجأة من جدار قريب. كان نوعًا من التعويذة تشبه شعاع الليزر. في اللحظة التي أدركها كاميجو، لوى جسده ورفع يده اليمنى.
ثانيًا، قد اغتر بنفسه. لم يكونا ضد قديسٍ أو إلهٍ سحري. ما لهما غير اللإماجين بريكر، لذلك افترض كاميجو أنه يستطيع إبعاد أي تعويذة هجومية طالما أنه لم يُحاط ويُحشر بالهجمات.
لقد كان ذلك خطأ جوهريا.
في اللحظة التي تلقى فيها الهجوم، ارتدت ذراعه اليمنى للخلف.
أدى التأثير الشديد إلى التواء مفصل كتفه الأيمن فطار جسده بالكامل ودار دورتين على الأقل في الهواء.
- الجزء 4
(آه...)
في البداية، لم يشعر كاميجو توما بالألم صحيحًا.
كانت رؤيته تدور وتدور بذاهلة تطير العقل وفكرة أن يده اليمنى ستعمل تدمرت. ملأ الارتباك رأسه ولم يستطع معالجة حتى أبسط الأحاسيس.
انفجر الألم الشديد أخيرًا ما إن اصطدم بالثلج.
«غاه!؟ ااااااااااااااااااااااااااااااااااااههههه!!!؟؟؟»
«سحقًا!»
كانت أوثينوس بجواره تمامًا، لكنها بدت بعيدة جدًا. أمسكت بذراعه اليسرى السليمة فسحبته نصفيًا إلى زقاق آخر.
انطلقت عدة أشعة مماثلة على طول الطريق وتبعها عدد من الخطوات. يبدو أن الراهبات فقدتهما، لكن هذا لن يستمر إلى الأبد.
والأهم من ذلك، لم يستطع كاميجو التفكير في خطة طويلة الأمد مع تدمر ذراعه اليمنى تقريبًا. كان يضغط على أسنانه متحمِّلاً الألم.
«سأتفحَّصُها.»
مع هذا التحذير، تتبعت أوثينوس أطراف أصابعها برفق على طول كتفه الأيمن. فاعتدت عليه حرارةٌ شِدَّة غير الألم. شَعَرَ وكأن كتفه بأكمله قد نما ضعف حجمه.
«لم ينكسر، بل خلع وحسب. قد يوجعك قليلاً، لكن تأثيرًا خارجيًا يمكن أن يعيد مفصلك إلى مكانه.»
أمسكت أوثينوس بحافة رداءها.
«عض هذا. وإلا عضضت لسانك من الألم.»
«...؟ ما هذا؟»
«ما الأمر؟»
«حسنًا، هذا حقًا ... حلو ومالح؟ انتظري لحظة. أهذا عرقك؟»
«هنن!!»
بعد بضعة أصواتٍ مؤلمةٍ لا تُتَصَوَّر، تمكن كاميجو من تحريك ذراعه اليمنى مرة أخرى.
لم يكن هناك أساس طبي لذلك، لكنه شعر كأنه سيسعل كتلة من الدم.
«بأي حال، ما كان ذلك؟»
حاول تدوير كتفه وسمع أصوات طقطقة باهتة داخل جسده.
«أما كان سِحرًا؟ لم تستطع يدي اليمنى أن تنفي ذلك.»
«ذلك بالتأكيد قائمٌ على قوة سحرية بشرية. اخترق الشعاع الجدران لكنه لم يُدمر الجدران، بل عَبَرَهم. من الواضح أنه هَدَفَنا أثناء وجودنا في المدينة. أظنها تعويذةً تأخذ تفسيرًا مسيئًا لقصص عن البرق والعقاب الإلهي. وهيكلها بسيط بما يكفي ليُعَوِّذَهَا أيُّ أحدٍ بعلمٍ قليل بالمسيحية.»
سيمر شعاعٌ من الضوء عبر المباني والمارة فيُصيب بدقة فقط هدفه.
مع تعويذة كهذه، يمكنهم القتال حتى في وسط المدينة.
«لكن هذا غير منطقي. يدي اليمنى لم تعمل.»
«أما رأيتَ من قبل استثناءات؟ ينبغي لكَ أنتَ أن تفهم يمينك أفضل من غيرك.»
أدرك أنه هناك تعاويذ لم يستطع الإماجين بريكر محوها في الوقت المناسب، مثل الوحش إنوكينتوس الخاص بستيل ماغنوس والذراع الثالثة لفياما اليمين.
«إذن، التعويذة نفسها بسيطة، لكن القوة. ...لا، عددها عظيم؟»
«إن كان كذلك، فلعلّ هذا الوضع خطير. نحن ضد كنيسة الرومان الكاثوليك، أكبر طائفة في العالم. إذا أطلق البابا "قفلهم"، لفعلوا ما يريدون»
ولابد أنه واضحٌ أن شيئًا خارجًا عن المألوف قادم.
لم يهتموا بكاميجو، وقد أعدّوا لمحاربة إلهٍ سحري يمكنه تدمير العالم. سيستخدمون كل الوسائل اللازمة ليرفعوا احتمالات النجاح بنسبة 10٪ أو حتى 1٪.
«وضع في بالك أن كل المليارين منهم –بوعي أو لا شعوري– هُم عدوك غير المباشر هنا. والأسوأ، ربما يستخدمون تعويذةً اعتيادية بملياري ضِعف في وقتٍ واحد.»
- الجزء 5
نظرا في مخطط آلبورغ.
كان العدو هو كنيسة الرومان الكاثوليك. كان السلاح الأساسي لهذا العدو عبارة عن مدفع تعويذات بملياري ضِعف الناتج بفضل جمع العديد من القوة السحرية، وقوة المعالجة لملياري نَفَرٍ في جميع أنحاء العالم. الراهبات المبعثرات في المدينة تصرفن كعيون وآذان المدفعية. إذا رأوا كاميجو أو أوثينوس، فإن المقذوفة القوية للغاية ستهاجم في خط مستقيم وتتجاهل كل المباني والناس في الطريق.
قدرتهم على اجتياز العقبات صارت عجزهم على استخدام أي شيء درعًا. إذا عُثر عليهما، لانتهى كل شيء. لم تستطع يمين كاميجو إبطالها تمامًا، لذا فإن ذراعه إما أن تنخلع مرة أخرى أو تنكسر. وغني عن القول، أن حال أوثينوس كان أسوأ الآن بعد أن فقدت قوتها.
«علينا أن نجد حَلّاً لذلك المدفع.» قال كاميجو وهو يضع كل ذلك في الاعتبار. «القضاء على عيونهم وآذانهم القلة لن تجدي.»
«نعم، أرى ذلك الخيار الوحيد. لا نعرف مدى دقتها أو مداها، فلا نؤكد أنه بمغادرتنا آلبورغ يضمن أماننا.»
بدأت أوثينوس بالموافقة.
«لكن أين هذا المدفع؟ ولا نعرف عدد الأعين والأذاني في آلبورغ. ربما المئات أو الآلاف أو حتى عشرات الآلاف. لن يكون تخطيهم جميعًا أمرًا سهلاً. ولو بحثنا في كل ركن من أركان المدينة، فسوف يرموننا بالنار مليون مرة.»
رسمت أوثينوس خريطة بدائية للمدينة في الثلج وأشار كاميجو إلى بقعة واحدة بعد أن نظر فيها.
«غالبًا هنا.»
«لماذا؟»
«اسمحي لي أن أسألك هذا يا أوثينوس. لو كنتِ مكانهم فأين ستضعين المدفع؟ في مكان آمن محاط بجدران سميكة؟ أم ستخفينه وسط السكان المكتظين؟»
فكرت أوثينوس للحظة.
لم تعتمد ببساطة على قوتها كإله سحري. حتى انتهاء الرمح، قد تآمرت سابقًا ضد العالم بأسره.
«مكانٌ ذو منظر جيد. سواء كان بمفرده أو بمساعدة، يستخدم هذا المدفع الاستهداف المرئي، لذا فإن أفضل مكانٍ هو مكانٌ ما به عوائق كالصحراء أو السهل. بهذا سيطلقون النار على أي عدو يقترب قبل وصوله.»
«في هذه الحالة...» نقر كاميجو على الثلج. «هناك فجوة عملاقة في منظر المدينة إلى الجنوب الغربي حيث توجد الكنائس والمتاحف الفنية. يجب أن يكون هناك متنزه أو شيء من هذا القبيل. وهو المكان الذي أود أن أضعه فيه.»
«وفيه برجٌ مناسب طوله 100 متر اسمه برج آلبورغ. اسخر من الاسم إذا أردت، لكن هناك سيرى مدفعهم كامل المدينة.»
مع هذا، وُضِعَت خطتهم وقَدَّم كاميجو اقتراحًا.
«سأذهب. أوثينوس، اختبئي أنتِ في مكان ما.»
«تريدني أن ألكمك؟»
«على الأقل دعيني أولاً أوضح القرار!!»
خوفا من جمجمة محطمة، أوضح كاميجو بسرعة مع إيماءاتٍ كثيرة. أخبرها بما بدا غريبًا بشأن الإعلان الذي أُعطي للمدينة بأكملها في وقت سابق.
«فهمت. إذن فأنت لا تتباهى فقط.»
«أيُّ نوع من الأشخاص تحسبينني؟»
«أوتدري لِكَم كان علي تحمل تبخترك هذا من أول الأمر؟»
جلبت أوثينوس يدها إلى ذقنها وفكرت لفترة.
«ولكن إذا ذهبت تدمر المدفع، فعليك بطريقة تُقربك منه. وإذا ركضت أمامهم، سيرمونك بالنار.»
«آغغ...»
«لا عليك. أعرفك وما أنت، فلا تقلق من خيبتي عليك. ولقد عزمت أمري أن ألكمك عدة مرات ما إن ينتهي هذا.»
بدا أن الدرب الوحيد إلى السعادة هو بإقناعها أن لا تلكمه أو أن يقبلها مكافأةً.
«بالمناسبة، أعندكِ أي أفكار جيدة أيتها الإلهة العظيمة؟»
«هذا العنوان بداية جيدة، لذا أظن أنني سأهديك إجابةً تريدها.»
- الجزء 6
في خط مستقيم، كان برج آلبورغ على بعد أقل من كيلومترين، لكن كاميجو سيُخترق بالليزر السحري مليون مرة إذا حاول الركض مباشرة.
وقد تلقى استراتيجية سرية من أوثينوس، لكنه لم يستطع الاستفادة منها دون قيد أو شرط. تَجَنَّب البروز من الجري وبدلاً من ذلك سارَ في الشوارع واختلط مع الحشود.
(عندما تفكر في الأمر، كان في إعلانهم بعض الغرائب.)
التفكير في هذا هو نفس الإعتراف بأنه محاصر بشكل حاسم.
والاعتراف بأنه كان في وضع غير مؤات لم يمنحه خطة للعودة.
(كان التحذير باليابانية وكان موجهًا إلى "كاميجو توما أو إله السحر أوثنيوس". وهذا يعني أنه خاطبني أولاً وقبل أوثنيوس.)
وهو يخطو عبر الثلج، غاص بأفكاره.
(وهل كانت تلك الأشعة حقًا تعويذة تهدف إلى استخدامها على إله سحري؟ قد لا يعرف الرومان الكاثوليك حجم التهديد الذي يمثله الإله السحري، لكن أليست هذه التعويذة أقرب لإجراءٍ مضاد للإماجين بريكر؟)
وغني عن القول، أن التهديد الذي يهدد العالم كانت أوثينوس، وليس كاميجو. لم يستطع أن يشكو من كيف عاملوه الآن وهو يسافر معها، لكن "العدو" لا ينبغي أن يركز عليه كثيرًا.
ومع ذلك، فإن هذه المجموعة المكونة من ملياري شخص كانت تعطيه أولوية القضاء. ما عساه إلا أن يفكر في سببٍ واحد.
(كانت خطتهم الأصلية هي مهاجمة خليج طوكيو وهزيمة غريملين وأوثينوس تمامًا. لماذا يمنحوننا فرصة للاستسلام الآن؟ يجب أن يكون الوضع أكثر إلحاحًا من ذي قبل، فلماذا يبدو العكس تمامًا؟)
بعبارة أخرى...
(إنهم يحاولون إخراجي من القتال مبكرًا.)
بعبارة أخرى...
(إنهم لا يعرفون ما إذا كنتُ عدوًا حقًا، لذا سيبعدونني عن أوثينوس ثم يهاجمون التهديد الحقيقي بتدميرٍ لا يُرى.)
بعبارة أخرى...
(إنهم يعطونني فرصة. إذا كانت أوثينوس معي، فلن يكون لديهم خيار سوى أن يهجموا بلا رحمة، لكن يمكنهم تأجيل ذلك إن كنت أتصرف منفصلاً عنها. ولماذا هم هكذا؟ هل أنا أواجه أحدًا أعرفه؟)
بمجرد أن توصل إلى هذا الاستنتاج، دخل في طريق رئيسي.
التقت نظرته بنظرة راهبةٍ في عباءة سوداء. أشارت إليه وأعطت نوعا من التعليمات.
بعد لحظة، اندلع وميض هائل من الضوء.
لم يشعر بأي نوع من اللطف في هذا أبدًا.
بدأ غريزيًا في الاعتماد على يده اليمنى، لكنه بدلًا من ذلك رَبَضَ بأسرع ما يمكن لأسفل. عندما مر شعاع الضوء من فوق رأسه، مرّ عبر المارة والسيارات، لكنه لم يضر أحداً منهم. يبدو أن الناس ظنوا أنه كان نوعًا من عرض الضوء مشابهًا لرسم خرائط الإسقاط.
بدأ كاميجو يجري بكل قوته.
«كنت ساذجًا!! ليس هذا ما كانوا يفعلونه!! هم بالتأكيد يريدون قتلي!!»
لا بد أن الراهبات كن يتواصلن مع بعضهن البعض لأن المزيد والمزيد منهن بدأن في الظهور من أزقة مختلفة. كل هذه "العيون والآذان" صححت هدف تعويذة المدفع. شعر كاميجو بقشعريرة تنهمر في عموده الفقري، لكن لم يكن لديه خيار سوى التهرب أثناء المضي قدمًا.
بسبب ألمه وارتباكه في وقت سابق، لم يكن قادرًا على مراقبة الهجوم بعناية، لكنه كان قادرًا على تقدير الاتجاه العام للهجوم من هذا الوقت. كما تنبأ، جاءت من برج آلبورغ. كان خياره الوحيد هو تركيز كل انتباهه في هذا الاتجاه.
ولكن هذه الفكرة أثبتت أنها خطأ.
انفجر شعاع آخر من مسافة قريبة من الجانب.
(...ما...ذا...؟! هذا، اتجاه مختلف تمامًا....!!)
أتته على حين غرة.
لم يستطع التهرب في الوقت المناسب، فرفع ذراعه اليمنى وتلقى تأثيرًا هائلاً. تمامًا كما حدث من قبل، انفجر الألم في كتفه الأيمن وأرسله يدور في الهواء.
«غاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهـــه!؟»
واصل الجري وذراعه اليمنى تتدلى على جانبه.
هاجمت أشعة ضوئية متقطعة من اتجاهات لا حصر لها.
(أخطأت الحسبة.)
تذبذب وعيه ليس فقط من الألم.
(لم تكن هناك عيون وآذان متعددة تدعم مدفعًا واحدًا. هل كل الراهبات هن أعين وآذان ومدافع!؟)
لم يعد بإمكانه استخدام يده اليمنى بعد أن خُلعت كتفه.
داخ تمامًا ولاحقته أشعة الضوء من الخلف.
بعد لحظة اختفى جثمان الصبي من شوارع آلبورغ.
- الجزء 7
في مجموعة الراهبات الأخريات، صرخت الأخت لوسيا والأخت أنجِلِني عندما رأيا الصبي يختفي فجأة.
«بالغتن! بالغتن كثيرًا!! كُفّوا عن شوي سمكة العشاء! كان علينا أن نخرجه بأمان من القتال! فمن التي قتلته!؟»
ومع ذلك، فإن الشكوى لن تحقق شيئًا بعد الواقعة.
تجمعت الراهبات حول نقطة اختفائه ثم لاحظن شيئًا.
«الأخت لوسيا، ما هذا؟» سألت الفتاة القزمة الحدباء.
كُنّ جميعًا يركزن على فتحة في الطريق المعبد بالحجارة. كان عرض الفتحة المربعة حوالي ستين سنتيمترا.
وقعت كنيسة أنسغار في نفس الحزام الأخضر مثل برج آلبورغ ومتحف الفن الحديث. داخلها، كانت أغنيز سَنكتِس تتأوّه من التقرير الذي تلقته للتو.
«ممر سري تحت الأرض!؟ عن ماذا تتحدثين!؟»
‹ ‹ما إن نظرنا من المدخل، يبدو أنها حفرة حُفرت يدويًا. على أقل تقدير، أشك في أنها من مئة عام الماضية. طلبنا وثائق من مجلس المدينة، لكننا لم نتلق شيئًا حتى الآن.»
«فما رأيكِ أنتِ أيتها الأخت لوسيا؟»
‹ ‹عانت آلبورغ من محنة دمرتها الحرب عدة مرات في التاريخ الدنماركي. إذا حُفر هذا سرًا من السكان في ذلك الوقت ليحموا أغراضهم وحياتهم، فلعلها تمتد عبر كل أنحاء المدينة كشبكة العنكبوت.› ›
«إذن اتصلي بشركة الغاز وإدارة المياه ومقاولي مترو الأنفاق. اطلبي أي سجلات للبناء تم إيقافها لاصطدامها بأنقاضٍ قديمة.»
‹ ‹ونحن في ذلك، ولكن هل نلحق بالوقت؟»
«دعوا عنكن الأسئلة التي لا يعلم إجابتها إلا الرب. حرامٌ على الراهبات الشك في اختبار الرب.»
أنهت أغنيز الاتصال، وانحنت على كرسيها وحدقت في السقف. أُعطِيَت خريطةً لتوزع أفرادها، لكن يبدو أن عليها رسم عددٍ كبير من الخطوط الجديدة فيها.
نظرت أسفل نحو الخريطة على الطاولة مرة أخرى، لكن الخريطة والجدول تحتها طارتا فجأة.
كانت هناك قوة عظيمة دفعتهما من الأسفل.
«ماذا؟!»
كادت تقفز من كرسيها في مفاجأة، لكنها رأته بعد ذلك.
تم فتح فتحة مربعة في الأرضية حيث كانت الطاولة. بعبارة أخرى، كان السبب تحت كرسيها مباشرة. بمعنى آخر، كان بين ساقيها. بعبارة أخرى، كان رأس صبي ذو شعر شائك يقترب في وضع مثالي لرؤية ما أسفل تنورتها القصيرة.
«ما-... به-... !! أعندك ضغينة عليّ!؟»
«اسألي نفسك. تضاعفين سحرك بمليارين مرة عليّ!؟ تعويذة "تضخم" ذي أم ماذا؟»
كان مشهد الغواصة المنحرفة المسماة كاميجو توما وهي تصعد إلى السطح في حالة الطوارئ صادمًا للغاية لدرجة أنها نسيت ركل كرسيها بعيدًا والعودة إلى الوراء.
بمجرد أن عادت إلى رشدها أخيرًا، نظرت حولها دون أن تحاول حتى الاستيلاء على سلاحها الرمزي المسمى عصا لوتوس الذي كان ملقى على الأرض مع الخريطة.
«مهلا! مهلا! من فضلك، أعطني استراحة الشوط الأول! ماذا كنتَ ستفعل إذا نويتٌ حقًا قتلك؟»
«لن تفعلي بعد أن حذرتيني باليابانية وأخبرتيني باسم الكنيسة. ما إن علمتُ أن كل فردٍ يَعملُ مدفعًا، استبعد ذلك برج آلبورغ وسيبقى الزعيم الكاثوليكي الروماني بالتأكيد في الكنيسة. إنه ليس شيئًا عقلانيًا؛ بل أشبه بغريزة فيكم. على أي حال، علمتُ أنني أجد أحدًا يعرفني في هذا المكان هنا، لكن ألا ترون أنكم يا جماعة بالغتم قليلاً وكدتم أن تبخرونني في الطريق!!»
«لماذا أنت هنا؟»
«سأشرح أسبابي، لذا أرجوكِ تغاضي عنا.»
«وإذا قلت لا؟»
«أنتِ المُحَطِّمة، ألستِ كذلك؟» قال كاميجو من زاوية منخفضة. «لقد رأيتُ أنواعًا مختلفة من القوة الرومانية الكاثوليكية: كروس دي بيترو، وملكة البحر الأدرياتيكي، والوثيقة C، ونجمة بِثلِهِم. ولا أيُّ منهم عَمِلَ بوظائف متوازية تمامًا. لطالما كان هناك قائدٌ في الوسط وكان كل شيء متوازيًا عليه.»
«...»
كان كاميجو يتحدث عن خصوصية الكنيسة المسيحية التي تنص على أن جميع البشر متساوون، لكن ينظرون إلى الرسل الإثني عشر على أنهم مميزون. قالت كنيسة الرومان الكاثوليك على وجه الخصوص أنَّ الرب استخدم قوته بالتساوي ووصلت معتقدات الناس إلى الرب بالتساوي، لكنهم مع ذلك أحبوا أن يضعوا وسيطًا بين الإنسان والرب.
في هذه الحالة...
«مجموعتك تُعرف باسم قوات أغنيز، لذا من الواضح أن الوسيط هنا هو أنتِ. قد تكونين مجرد مُحَطِّمة في حالة فَقَدَ الآخرين السيطرة على التعويذة، لكن هذا لا يزال يعني أنكِ نقطة ضعف التعويذة. إذا رفضتِ التعاون، فسأفعل ما يجب. سأحطم سحر التضخم وأترك الباقي لأوثينوس. أو هل لديكِ ورقة رابحة أخرى؟»
«هذا ما لا أفهمه. كنتُ مع قوات التحالف لمنع أوثينوس من إنتاج الرمح، فلماذا تعتمد عليها الآن؟»
«أسوف تسمعين؟ هل تدعيني أشرح لك!؟ حقًا!؟»
«أشعر أنني سأندم على هذا. وما بال هذا الجو المزعج لشخص يتحدث عن حبيبته أو يتفاخر بحيوانه الأليف!؟»
إذا أخبرها فجأة أن العالم قد تدمر وأن أوثينوس قد استخدمت الإماجين بريكر لتعيده إلى طبيعته، شك كاميجو أنها ستفهم.
لهذا السبب، غَيّر وجهة النظر قليلاً.
«أستصدقين أن قدرًا كبيرًا من الوقت قد حدث بين وصولنا إلى سارغاسو والهجوم على أوثينوس، لكن لم يدرك ذلك أحد في العالم؟»
«لكان صعبًا علي التصديق، نعم.»
«إذن هل يمكن أن تشرحي لماذا غيرت أوثينوس خطتها فجأة؟ لو أنها أكملت الرمح في سارغاسو، لأمكنها قتال العالم أجمع، فلماذا تخلت عنه فجأة وتوجهت إلى الدنمارك؟»
«الآن بعد أن ذكرت ذلك...»
عبست أغنيز في كرسيها.
كان كاميجو يستخدم خدعة نفسية. قدم أحدهم طلبًا أوليًا لن يُقبل أبدًا ثم تحول إلى طلب أسهل. أظهرت البيانات الإحصائية أن قبول الطلب الثاني أسهل من لو أنه قَدَّمه أولاً.
كان سعيدًا بحقّ أنه كان ينتبه في فصل المعلمة كوموي.
«تريد أوثينوس التخلي عن قوتها وهي بحاجة إلى شيء ما في الدنمارك للقيام بذلك.» قال ببطء. «هذه ليست بخسارةٍ علينا. إن السماح لها بنزع السلاح لأهون وأربح من تقسيم الأرض إلى قسمين في حرب شاملة.»
«ذلك مثالي، لكنني لا أفهم كيف تغير قلبها فجأة. وأرجوك لا تخبرني أنك أغويتها.»
في الحقيقة، كان ذلك بسبب الوقت الطويل الذي عرفه هو وأوثينوس فقط، لكن أغنيز لن تقبل هذا التفسير أبدًا.
قرر أن يختصرها وبأقل عدد ممكن من الأكاذيب.
«أوثينوس قد خافت من قوتها.»
«رغم أنها ملأت العالم بالفوضى لتحصل عليها؟»
«كان ذلك لأنها حصلت عليها. بصراحة، قد أكملت بالفعل الرمح في الوقت الذي وصلنا فيه إلى سارغاسو. هي استخدمت طريقة مختلفة عما توقعنا، وأصبحت إلهًا سحريًا مكتملاً وتعلمت حقيقة تلك القوة ...وهذه الحقيقة لم تسعدها بالضبط.»
كان الجزء الأكثر إيلاما هو حقيقة أنه لم يستطع وصف كيف كانت أوثينوس شبه عاجزة الآن.
إن شرح ذلك لن يؤدي إلا إلى نشر المزيد من الارتباك، ولكن عدم توضيح ذلك جعلها شريرة.
«تركت أوثينوس سارغاسو لتتخلى عن قوتها كإله سحري، لكن غريملين سينظرون إلى هذه خيانة. إنها مستعدة لذلك وقد وصلت إلى هذا الحد. إذا تحركنا الآن، سنتجنب الصدام الذي هو أسوأ سيناريو لكلٍّ من العالم وأوثينوس. وربما نقدر على إنقاذ كليهما وأريد المراهنة على هذا الاحتمال.»
«........................................................................................................................»
بقيت أغنيز صامتة لبعض الوقت.
حتى لو لم تفهم كل شيء على المستوى العاطفي، شعر كاميجو أنه ساعدها في الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بالوضع الحالي.
«بالمناسبة» قالت أخيرًا. «ماذا ستفعل إذا ما زلت أرفض؟»
«إذن ما لي خيار إلا القتال.» سمع صرير أسنانه. «لكن يجب أن تعلمي من بين كل الناس أنني لن أتساهل إن كان معي أحدٌ أحميه.»
«إذن...»
ملأ الكنيسة صوت ثقيل معدني.
انتزعت أغنيز عصا لوتوس من الأرض وألقت بها فوقهما.
بعد أن انقلب السلاح الرمزي في الهواء، أمسكت به بيد واحدة.
«حان وقت أن تريني هذه الحقيقة مرة أخرى!!»
تضخم ضغط السحر الهجومي ملياري مرة مُحطِّمًا كل شبر من أرضية الكنيسة.
- الجزء 8
ملأ صوت قعقعة كنيسة أنسغار.
وقفت أغنيز سَنكتِس بمفردها داخل الكنيسة بعصا لوتوس على كتفها. وتواصلت بالراهبات من بعيد.
«نعم نعم. جاء إلى هنا. وسحقته بعصا لوتوس، لكن لا يبدو أن لها تأثيرًا كبيرًا. لم أشعر أنني أصبته في جيدًا، لذا ربما قد هرب. وسّعوا الدائرة.»
لم يكن لصوتها أيُّ عاطفة.
«لقد أظهر أيضًا نيته في القتال والهرب، لذا سأتخلى عن خطة إخراجه من القتال مبكرًا. نعم، قولي هذا للأخريات أيضًا.»
لم يكن صوتها مرتفعًا أو منخفضًا وذهبت لتعلن استنتاجها.
«كاميجو توما هو وبالكامل إلى جانب إله السحر أوثينوس ومن المستحيل أن نفصل بينهما. على هذا النحو، لا توجد طريقة في استهدافه دون قتله.»
أنهت الاتصال وتنهدت برفق.
تحدثت بهدوء تجاه الكنيسة الفارغة.
«الآن ما رأيك لو تهرب الآن؟»
كانت الكنيسة نفسها مهجورة، لكن الرد جاء من الحفرة المربعة في الأرضية.
«آسف على كل المشاكل.»
«أفضل لك أن تكون. لا تنس أن لدي دورًا ألعبه هنا. أفضل عذر أقدمه لهن هو أن المجرم الشنيع كاميجو توما تجاوز محاولاتي لإيقافه فهرب.»
«سوف أعوضك على هذا.»
«أتدري لِكَم ستكون الصعوبة؟ التعويذة التي استخدمناها تسمى ‹سمكة العشاء› ولها بعض الشروط المعقدة التي يجب تلبيتها لتفعيلها. أولاً، على البابا أن يأمر شخصيًا بإطلاقها. ثانيًا، يجب أن يحمل ملياري شخص كراهية مشتركة. كل خوف العالم يتجمع حاليًا على أوثينوس. لم يفكر أي واحد منهم — بمن فيهم أنا — في محاولة حمايتها. أو على الأقل هذا ما يُعتقد على نطاق واسع. عكس ذلك لن يكون سهلاً.»
«ومع ذلك، سوف أنهي هذا الجنون. أقسم.»
حكت أغنيز رأسها.
قد أنقذتها هذه الطريقة في الماضي وقد أفسدتها أيضًا في الماضي. كان الشخص الذي رأى كاميجو توما من وجهة نظر العدو والحليف نادرة بشكل مدهش.
وبسبب هذا الموقف، اتخذت قرارًا موضوعيًا بإعطاء إله السحر أوثينوس الفرصة للاستسلام.
ربما كان قرارًا سخيفًا ومتطرفًا بناءً على ما قالته من قبل، لكنها كانت تعلم أنه من الممكن أن الصبي كان يفكر حقًا في شيء سخيف للغاية.
(إذا نجح في ذلك، فسيكون جديراً بتمثال في الساحة العامة.)
ثم أعطى الصبي تعليقاً أخيراً.
«أوه، وآسف على النظر أسفل تنورتك طوال الوقت.»
...منذ أن كان معها عصا لوتوس جاهزة، أصدرت أغنيز مرة أخرى تعويذة تضخمت ملياري مرة.
تعليقات (1)
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)