الفصل 13: ضد "الحداد الذي أطلق السيف السحري". الجولة_05
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
بعد كل شيء، وصلا إلى المدينة التالية مَشيًا.
سُمّيت المدينة ستوفرنغ Støvring وحَقّقا تقدمًا جيدًا فيها. لا يزالان لم يعثرا على معاطف ذات أسعار معقولة، لكنهما اشتريا تِرمسًا صغيرًا ورخيص (كوب حافظ للحرارة). لم يحتاجا إلى شرب شيء خاصةً، لكنهما سيستفيدان من الكوب كسخانٍ محمول عندما يملئانه بالقهوة الساخنة. كما عثرا على شاحنة مستعدة لنقلهم جنوبًا إلى وجهتهم التالية في بيلوند. كانت رحلة 150 كيلومترًا، وستأخذهما من الطرف الشمالي لشبه الجزيرة إلى المركز.
كل شيء كان تمام.
.....حتى توقفت شاحنة المسافات الطويلة التي تقلهما، نعم.
«هذه ورطة. أليس هذا ما يُسميه الناس بتقطع السبل؟» مُتأوّهًا كاميجو.
نظر للأمام والخلف على طول الطريق فما ظهر غير الأفق الأبيض.
لا بد أن حواس أوثينوس بَهُتت ولا تزال حيث ما بدا عليها الاهتمام وهي تسير بجانبه وتغرس إصبعها السبابة عبر مقبض الكوب الفارغ ولَفَّته.
«قال السائق إنّ محطة وقود قريبة. ما علينا إلا أن نُبدل البطارية فتعود الشاحنة تشتغل مرة أخرى. طالما لدينا هدفٌ واضح، فنحن أفضل بكثير مِن مَن تقطعت بهم السبل حقًا.»
كان السائق يقاتل شاحنته المحبوبة بحثًا عن أي احتمال، ولكن لم يكن هناك على الأرجح أي شيء يمكنه فعله بدون بطاريةٍ جديدة.
«ربما صحيح، لكنكِ لن تنهارِ على الطريق قريبًا، صح؟»
«أن نترك الشاحنة مستسلمين ونمشي باقي الطريق بأرجلنا لهو أطول 100 مرة من الذهاب والرجوع من محطة الوقود، فهل أنتَ متأكد من أنك تفضل هذا؟»
دمر كلٌ من الثلج المُتشبث عند أقدامهم والأرض البيضاء المتجانسة إحساس كاميجو بالمسافة. قد فقد مساره لمسافة عشرة أمتار فقط وبدأ يظن أنه لن يجد شيئًا مهما قطع من مسافة، تمامًا مثل ذلك العالم الأسود النقي.
ولحسن الحظ، وصلوا إلى محطة وقود مسطحة بعد سيرهم لثلاثمِئة متر.
«أوه، لا.» تأوّه كاميجو. «أهذا المكان ذو خدمة ذاتية؟ لا أرى أحدًا يعمل هنا!»
«وما المشكلة؟»
«ما سمعت قط عن بطارية سيارات تُباع في آلة بيع.»
بالإضافة إلى مضخات الغاز التي تعمل بقطع النقود المعدنية وغسيل السيارات نصف المجمدة، كانت هناك مساحة كمساحة مكتب. احتوت تلك المساحة على إطارات جديدة ومعلقات وقطع غيار سيارات أخرى.
كان ممكناً أن المحطة لم تكن ذاتية الخدمة على مدار السنة وأنّ لديها عاملاً في الموقع في بعض الأيام. ربما تجنب العامل الظهور في أيام الثلج خاصة.
«انظر، لديهم بطاريات،» أشارت أوثينوس. «هيّا نكسر الزجاج ونأخذ واحدة.»
«اخرسي يا الفايكنغ. الباب غير مقفل وأخذه فقط لأنه لا أحد في الجوار يعتبر سرقة.»
أثناء حديثهما، دخلا إلى المكتب المهجور. كان موقعًا غير مألوف لصبي ياباني، ولكن يبدو أنه به طعامًا بسيط وضروريات يومية أخرى في إحدى الزوايا. كانت التشكيلة أشبه بمتجر محطة قطار من متجر صغير.
«علينا فقط أن نترك حفنة من المال على المنضدة، صح؟ ما عندهم في الدنمارك نظام البقشيش، لذا لربما الأموال الإضافية غير المتوقعة تُسعد العامل. لذا أظن حوالي 500 كرونة ستكفي.»
«سينسي، لا أفهم ...»
«حوالي 10,000 ين»
«لماذا كل شيء غالي؟! لا تقولي أن هذه البطارية تشغل بلو-راي؟!»
ومع ذلك، فإن عدم شراء بطارية جديدة سيتركهم عالقين في عاصفة ثلجية. كاد كاميجو يبكي بسبب اضطراره إلى حرق المال للبقاء على قيد الحياة.
سحب الصبي البطارية من صندوق الكرتون وربطها بأطراف معدنية تشبه مشابك الغسيل. وأوصل الكابلات بجهاز اختبار.
«ماذا تفعل؟» سألت أوثينوس بعبوس.
«الصندوق كان مغطى بالغبار وألوانه بهتت، لذا فكرت... اللعنة، كما توقعت. البطارية ميتة. لا أعلم ما إذا كان من بقاءها هنا طويلاً جدًا أو ما إذا كان البرد، لكن لابد أن يُعاد شحنها.»
«فهل تستخدم المنفذ الذي هناك؟ أخذ الكهرباء دون إذن يعتبر سرقة أيضا.»
«قد دفعنا الكثير لهذا، لذا غضي الطرف عن القليل!»
قام كل من بوكي (غبي) و تسوكّومي (غاضب) بتبديل الأدوار تمامًا من ثلاثين ثانية سابقة. كان للمال وسيلة لتغيير النفوس.
جلست أوثينوس على أريكة فيما بدا أنها منطقة تدخين.
«صحيح. ريثما ننتظر، اذهب واقرض خبزًا حلوًا من قسم المتنوعات ذاك.»
«يا فايكنغ.»
«عادي، يمديك تضع أموالاً أكثر في مكينة النقود.»
«بالمناسبة، جعتِ؟ قد أكلنا لتونا حساءً.»
«أوتظن حقًا أننا سنأكل وجبة طيبة في مطعمٍ قادمَ المرات؟ أُفَضّل أن أكل الطعام الآن بينما أستطيع على أن أجوع لاحقًا فلا أجده.»
«الذين يقولون هذا يكون مآلهم دائمًا بأكله وقت التجوال.»
«ماذا سمعت؟»
بعد ذلك، استمرت المشاكل فقط: كان كاميجو هو من أُلقي اللوم عليه في كون التوت الأزرق هو النكهة الوحيدة لخبز المربى في المخزون، واكتشف أن خبز يخنة اللحم البقري الذي كان سيشتريه لنفسه كان منتهي الصلاحية منذ أسبوع.
بعد أن سئمت الفتاة ذات ملابس السباحة والرداء من الشكوى من علوم البشر، استلقت على الأريكة.
«بالمناسبة، ما الوقت الآن؟»
«هل الساعات تسوى أي شيء بعد الآن؟ عندما استخدمتِ ذاك... ماذا كان؟ قارب العظام؟ على أي حال، دَوَّرتِ الأرض، صحيح؟»
«بعد أن دَوَّرت كل شيء ما عدانا، دَوَّرت الجسم السماوي بأكمله بينما وقفنا عليه لأعيد الأرض إلى وضعها الصحيح. سيظل التوقيت القياسي الدولي ساريًا.»
«أرعب شيءٍ في الإله السحري هو كيف يمكنكِ التعامل مع مثل هذا كما لو كان مصدرًا للإزعاج بسيط.»
لم يتمكنا من ترك الشاحنة تنظر طويلاً، لذا توقفا عن إعادة شحن البطارية بعد عشرين أو ثلاثين دقيقة واستعدا لحملها مرة أخرى. كان الصندوق المستطيل دافئًا بعض الشيء وكان بمثابة واحة صغيرة في مشهد الثلج القاتم.
«أسوأ شيء أتخيله هو أن نعود فنجد الشاحنة قد اختفت.»
«لن يسع السائق شيءٌ دون حل مشكلة البطارية، فلا تقلق إلا إذا تَجَمَّد حتى الموت.»
وما إن غادرا المكتب/منطقة الراحة، انقسمت محطة الوقود المغطاة بالثلوج فجأة إلى قسمين مثل الفاكهة.
انقطع كل من مضخات المكتب والغاز بشفرة خفية. لم يقدر كاميجو على إدراك الدمار بالكامل صحيحًا، لذلك دفع ببساطة أوثينوس على الأرض ليُغطيها ويحميها من الزجاج المحطم أمام عينيه.
سَبَّبَت القَطْعَة المائلة انهيار السقف المسطح وانهيار مضخات الغاز. وحينها جائت رائحة لاذعة فأعبست وجه كاميجو.
تركت ندبة كبيرة على الأرضية الخرسانية وشيء ما كان يلطخها تدريجيًا. ملأ ضباب الهواء مثل ماء السكر.
«ورطة. قومي يا أوثينوس.»
شحب وجه كاميجو تدريجيًا، ووقف محمومًا، وأمسك بيد أوثينوس النحيلة وسحبها.
«الخزان تحت الأرض قد تضرر! إذا لم نهرب، سيشتعل البنزين!!»
أمسك البطارية في إحدى يديه، وشد يد أوثينوس باليد الأخرى، وركضا.
انتقل من المبنى إلى الثلج الأبيض. لم يعرف ما إذا كانت الرائحة القاسية لا تزال تحيط بهم أم أنها ببساطة باقية في أنفه، لكنه رفض التوقف عن الجري حتى زوالها.
ومع ذلك، فإن هذا الرفض قطعه شيءٌ آخر.
لامست شرارات من بعض الأجهزة الإلكترونية المكسورة البنزين المتبخّر فانفجرت محطة الوقود بعنف من الداخل.
ضربت الموجة الصدمية ظهورهما وطَيّرتهما حرفيًا عبر الهواء لمسافة تزيد عن متر. بعد أن أُلقي كاميجو على الثلج، انقطعت أنفاسه، لكن أخذ نفس عميق سيملأ صدره بألمٍ شديد ويُسعِله. على أن النيران لم تصله، إلا أن موجةً حارة قد أتت على الهواء المحيط.
«...ما....ذا؟»
لم ينفتح حلقه وكان صوته أجشًا، لكن أوثينوس كانت تحدق في اتجاه مختلف تمامًا بينما كانت مستلقيةً على الأرض في مكان قريب.
‹ ‹....أتذكرينني....؟› ›
حملت الرياح المتجمدة صوتاً أنثوي.
لم يتعرف كاميجو على اللغة، لكنه تَعَرَّف على الصوت.
‹ ‹أتذكرينني يا أوتينوس؟› ›
«مَريان سلنجِنير،» تمتمت أوثينوس «وميولنير.»
كانت فتاةً ترتدي نظارة وصففت شعرها الفضي الطويل في ضفريتين. غطت وزرة جلدها البني. كان ميولنير Mjölnir كائنًا يشبه الطبلة الأسطوانية المصنوعة من الحجر. لم يكن كاميجو متأكدًا مما إذا كان سلاحًا أم أحدًا، ولكن مع مهارات مَريان، يمكن أن يكون كلاهما بسهولة.
عبست مَريان من كلمات أوثينوس وبدأت تتكلم اليابانية تطابقًا معها.
«بيرسي قد مات، ولا أعرف مكان جثمانه. لكن هذا لا يتعلق به فقط. قاتل غريملين في جميع أنحاء العالم ولم نسمع منهم الكثير. هل تفهمين يا أوتينوس؟ قد قاتل وضحى الكثير بحياتهم سعيًا في أمنية ما عساهم يحققوها بغيرك أنتِ.»
كان في معصمي مَريان ما يشبه الأساور الذهبية.
«وهذا ليس كل شيء. كانت هناك تضحيات قبل انضمامنا إلى غريملين. وأنا أقف هنا الآن فقط بسبب كل الآخرين الذين حلموا بإحياء الديفرجر. ولستُ أنا فقط. كلّ من شق طريقه إليك يائسًا امتلك حلمًا لم يتمسك به إلا بعد تضحيات عديدة. لكنكِ دستِ على كل ذلك يا أوتينوس، وسأجعلكِ تدفعين ثمنها.»
توسعت تلك الأساور إلى قطر ثلاثين سنتيمترا وبقيت في مكانها كأنها حلقات زحل.
«هل تلك...؟»
«نعم. إنها مكونات الرمح الذي تركتُه. سَمِّها ‹درَوبْنِر›. لأنك هربتِ، بات عندي بعض المواد الإضافية لأسلحة الآلهة. إنها ليست قوية مثل غونغير، لكنها تتيح لي بحرية الجمع بين أيّ سيف سحري أو رمح إلهي على مستوى يمكن للإنسان استخدامه. لقد رميتِ أحلام الجميع، لكن ذلك منحني القوة لقتل إله. هذه هي القوة المركزة المنتزعة من دم غريملين! وهذه هي كل ما أملكه الآن!! أوتينوس!!!!!»
اندلع ضوء ساطع من يديها فاختفت الأساور الذهبية. في مكانهم ظهر سيفٌ مغمد. كان هذا السيف الذهبي المتوهج أسطوريًا بالمعنى السلبي وقد رآه كاميجو من قبل.
شَعَرَ بألمٍ كأن قلبه قُيّد بخيط الصيد.
رؤيته وحدها ذكرته بالموت.
قيل أن هذا النصل سيُنهى العالم إذا أُزيل من غمده.
«دَينسليف!؟» صاح كاميجو خائفًا. «أتستخدمين هذا ثانيةً!؟»
«نعم. قلتُ أنني سأقتل إلهًا، فأين الغرابة لو رأيتني استخدم قوة تكفي لتدمير عالم أو عالمين معها؟ أنا شخصيًا لا أراه كافيًا.»
أمسكت الفتاة البنية الغمد في يُسراها والمقبض في يُمناها.
«قد استخدمتُ هِمفَكسي Hrímfaxi لأصل إلى هنا. ويا له من عرض، ولابد أن الآخرين سيلحقون قريبًا. لكنني لن أسمح لهم بالتدخل. سأنهيك هنا بالتأكيد يا أوتينوس.»
في مدينة الأمتعة، كانت قد دفعت كاميجو إلى حافة الموت باستخدام الغمد فقط، لكنها لن تكتفي بهذا الحد هذه المرة.
«ولن أتردد بعد الآن يا أوتينوس. لا أعرف ما الذي اكتشفتيه حديثًا عن هذا العالم، لكن من الواضح أن ثمن ذلك كان بدهسنا وأحلامنا. لأدمرنه أيّاً كان ومعك!!»
جمعت مَريان سلنجِنير القوة في يديها البُنّيتين وحملت بالسيف وغمده أفقيًا.
ففصلتهما بقوة كأنما تمزقهما عن بعض.
كان هذا تهديدًا لم يسبق له مثيل.
النصل الذي سيُنهي العالم تَنَفّس الهواء الثلجي.
- الجزء 2
‹دَينسليف›. مَشَت مَريان سلنجِنير عبر الثلج الأبيض وهي تحمل السيف الذهبي ذو القوة المخيفة. بدا أن مشيتها تعبر عن حقدها المستمر. اهتزت ساقاها بشكل يُقلق لكنها لن تسقط أبدًا. كان الأمر كما لو أن باطن قدمها قد تَسَمَّرت بالأرض بقطران الفحم الأسود النقي.
لم تستطع أوثينوس استخدام أي سحر حقيقي، لذا تقدم كاميجو توما عنها.
من مسافة عشرين مترًا، لَوَّحت مَريان السيف عمدًا كأنما تنظف خيوط العنكبوت من غصن شجرة.
«—اقطعوا أوليمبوس اليونان. ونادوا التيتان، العملاق الملعون.»
بعد لحظة، انفجر شيء من أسفل كاميجو مباشرة ورفعه إلى ارتفاع 120 مترًا.
«غه...باه!؟»
في البداية، لم يدرك حتى أنه كان يحبس أنفاسه.
دارت رؤيته وامتلئت بالبياض. سرعان ما ازدادت المسافة إلى الأرض كبيرًا للغاية فأدرك أخيرًا أنه قد أُطلِقَ إلى ارتفاع ينافس مبنى مكون من ثلاثين طابقًا. عندها فقط لاحظ ما الذي أطلقه.
كانت شخصية ضخمة أشبه بالبشر.
رجلٌ بحجم مبنى شاهق انبثق من الأرض. ارتفعت تلك الكتلة من العضلات والعظام بقبضات خمسة أمتار من أسفل كاميجو مباشرة. بدلاً من أن يُضرب، ارتفع كاميجو فوق العملاق. وبينما كان الصبي يتأرجح في كل اتجاه، لم يُضرب على الأرض في الأسفل. بدلا من ذلك سقط على ذراع العملاق الذي كان أسفل قدميه مباشرة.
«بغاه !! غه! -لهاث- -لهاث- ... كح كح!!»
بدأ يزحف ويكح مرة ومرة ولم يستطع التنفس جيدًا.
«ألكَ ‹قيمةٌ› لأوتينوس؟»
وقفت فتاة بُنّية اللون على كتف العملاق أمامه بحوالي خمسة عشر متراً.
«إن كنت، فسأدمرك أولاً.»
أرجحت مَريان النصل الذهبي عرضًا.
«—اقطعوا شمس الأزتيك الأولى. ونادوا أشلوت، وحشُ آكل البشر.»
انتفخ جلد ذراع العملاق بشكل ينذر بالسوء كفقاعات الغاز في المستنقع. انفجرت تلك "الفقاعة" من الداخل فظهر وحشٌ رباعي الأرجل بلون الأرض. كان ضخمًا. على ارتفاع عشرة أمتار، كان أكثر من كافٍ ليبقى ساق الإنسان مثبتة على الأرض خوفًا. أن يكون مجرد وحشٍ بري قططي كالنمر أو الأسد سيكون سيئًا لوحده، لكن هذا امتلك رأس تمساح.
وهو واضحٌ كيف سيهاجم هذا الوحش.
بدون وقت لمسح العرق البارد من وجهه، قَبَضَ كاميجو يده المرتجفة وهاجمه الوحش الخيالي.
«سحقا!!»
شكك في أن قوة الوحش الجسدية تناسبت ببساطة مع حجمه. وفي حجمه الكبير، يمكن أن يسحقه بسهولة حتى الموت دون أن يعضه. وللحظة، فكر في القفز من الجسر المتكون من ذراع العملاق.
ولكن بعد ذلك حدث شيء آخر.
لا بد أن العملاق شعر بأن سحلية تزحف على جلده إذْ أنه صرخ صرخة عظيمة كما لو كان محركًا بخاريًا وثم صفع ذراعه العلوية.
مزقت يده الهواء وهي تقترب فشبه المشهد كاميجو بالسقف المعلق لقصر النينجا.
«أوووه!؟»
ركض ونجح بطريقة ما أن ينزلق من بين أصابعه التي بلغ سمكها مترا.
كان الضجيج الهائل يكاد يكون بمثابة موجةٍ صدمية فسُحِقَ الوحش الكبير آكل البشر في لحظة. طار كاميجو نفسه في الهواء من الموجة الصدمية وسقط على ظهر اليد التي ضربت.
نقرت مَريان لسانها «تشه» فأرجحت سيفها الدَينسليف.
بدا أن الفعل بمثابة عقوبةٍ لمخالفة رغباتها إذ أن أحد أذرع العملاق تَقَطَّعت في الكتف مثل الزبدة.
صَرَخَ العملاق صرخة أخرى. كان "الإنسان" بحجم مبنى شاهق في حالةٍ من الهياج عظيمة كأنمَهُ طفلٌ لدغته نحلة فلَوَّح أطرافه بعنفٍ يُبْعِدُها. قُذِفَ كاميجو من يده وإلى السماء البيضاء.
«اااهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهـــه!!!؟؟؟»
لم تكن هناك أرض تحت قدميه.
وملئ جسده الخوف ليجابه هذه الحقيقة المعتادة.
ومع ذلك، لم يملك وقتاً ليوقف هذا الخوف. كانت مَريان قد لوّحت بالفعل سيفها وتحدثت الآن بالكلمات اللازمة لإكمال التعويذة.
«—اقطعوا أسكارد من الميثولوجيا الإسكندنافية. ونادوا سرتر، ملك الجحيم الناري.»
انفتح جزءٌ مختلف من السهل الثلجي وانتفض شكلٌ أكثر سوادًا.
كمضرب بيسبول، استخدم "ملك الشياطين" سيفه المشتعل العملاق وتحَيّن وصول كاميجو.
- الجزء 3
تَركت أوثينوس من على الأرض نقرتًا بلسانها عالية وهي تنظر إلى ما حدث على ارتفاع يزيد عن 100 متر.
فَهِمَت ما كانت تفعله مَريان سلنجِنير، لكن ما عساها شيءٌ تفعله من أجل الصبي. أثار تقييد فقدان قوتها غضبها بلا نهاية.
(أولاً، هي تختم جزءًا محددًا من العالم ثم تختار ‹مراحل› مُعَيّنة من أديان وطوائف مختلفة فتقطَعُ وتُخرِجُ وحوش تلك ‹المراحل› إلى عالمنا.)
العملاق الذي ظهر أولاً كان أحد الجبابرة الذين ظهروا على أنهم عدو زيوس في الأساطير اليونانية.
الوحش الذي ظهر ثانيًا كان الوحش الآكل للبشر وإله الموت الذي دمر البشرية الأولى في أساطير الأزتيكية.
وملك الشياطين الذي ظهر ثالثًا كان زعيم العمالقة الذين قيل أنهم حرقوا العوالم التسعة في الأساطير الإسكندنافية.
(الجنة، أسكارد، جبل أوليمبوس، الأرض النقية، نيراي كاناي... اقتلاع منازل الآلهة يزيل حماية وبركات تلك الآلهة وبالتالي إطلاق المصائب التي كبحتها الآلهة. بطريقة ما، مَريان قادرة على الاختيار بحرية واستخدام "النهايات" المختلفة المذكورة في كتب العالم المقدسة.)
بدا الأمر متطرفًا، لكن التقنية الأساسية لم تكن نادرة تمامًا. تشكلت الأراضي المراسمية المستخدمة في ‹السحر الغربي الحديث› وكاتدرائيات وكنائس المسيحية من خلال صبغ مساحة معينة بألوان دينٍ واحد. لن يصلي أحد مع صورة بوذا جوار صليب، ولن يضيف الكاهن البوذي ‹الطلسمانات› أو ‹جذور اليَبروح› كإكسسوارات لمسبحته. في بعض الأحيان تُتَبنّى عناصر ملائمة من ديانات أخرى، ولكن أبسط طريقة لإنشاء وسمٍ مميز أكثر نقاءً وقيمةً كانت بالحفاظ على شكلٍ ولونٍ واحد.
لكن مَريان أخذت هذا المفهوم إلى مستويات غير عادية.
مثلما تتصرف المياه فائقة النقاء التي أتت بإزالة جميع الشوائب بشكل مختلف عن الماء العادي، فإن الظواهر الناتجة عن "قطع جزء من المساحة للحصول على لون فريد" كان لها قوة هائلة.
كأنها تستخدم يدًا واحدةً لتخلق وتُسيطر على اليأس المصقول لجميع ديانات العالم.
تمامًا كما يظهر الملاك المستدعى باستخدام طلسمانٍ مُكثف، كان هؤلاء حُكام النهاية على الأرجح كُتلاً من نوع القوة المخزنة في دينهم أو ‹مرحلتهم›. ومع ذلك، لم تكن هذه أكثر من قوة مُركزة في صور الكوارث التي تخيلها الناس، وبالتالي لن يكونوا بالضرورة مثل آلهة الموت أو ملوك الشياطين، لكن القوة الغاشمة التي قدمت نفسها جعلت هذه الحقيقة سهلة النسيان.
«سيفٌ يغلق طريق قوة الآلهة. ...لا، بل طريق النعيم،» تمتمت أوثينوس.
قبل أن تبدأ المعركة، من المحتمل أن مَريان قد استخدمت السيف لتخترق المساحة المحيطة وتنشئ نوعًا من الحاجز حول المنطقة. وإذا لم تفعل، لكان ظهور الشخصيات الأسطورية المختلفة قد خلق ظاهرة غامضة مثل حادثة ‹سقوط الملاك›. أو ربما قد تتجاوز للقوة حدود العالم نفسه فيتحطم كل شيء مثل الزجاج.
بعد أن دمرت العالم بنفسها، أدركت أوثينوس أن ذلك ليس بمبالغة.
«هذا بحقٍّ لسلاح يعارض إلهًا سحري.»
إذا كانت أوثينوس في كامل قوتها، لسحقت مَريان بضربة واحدة.
ولن تحتاج حتى لقتلها. يمكنها ببساطة أن ترميها في عالمٍ من السعادة.
لكن هذا لم يعد الحال.
تغيّرت الأمور.
لم تستطع حتى إنتاج الضوء من أطراف أصابعها، فلا وسيلة ليدها أن توقف مَريان. كانت حياتها رديئة بخيسة لدرجة أن العملاق كان ليدهسها دون أن تشير مَريان بالسيف عليها حتى.
هذا ما أرادته أوثينوس.
كان الهدف من استعادة العين التي اقتلعتها هو بتحييدها وتشويهها حتى تنتهي الفوضى حول العالم.
ومع ذلك، قد مزق فقدان تلك القوة قلبها الآن.
كانت القوة المصقولة لقتل إله سحري تتجه نحو صبي، لكنها لم تستطع إيقاف ذلك.
«...؟»
بمجرد أن كشرت أوثينوس أسنانها، لاحظت شخصية أخرى في ساحة المعركة.
«مهلا لحظة. ماذا تفعلين هنا؟»
لم ترد الشخصية بشيء.
- الجزء 4
طار سيف النار أفقيًا.
كان النصل الذي بلغ طوله سبعين مترًا يزئر لهبًا ويقطع الهواء بضجيج عميق مخيف.
كان نفس تهديد أن تُلَوِّح بمبنى كأنه مضرب.
بينما كان كاميجو يسقط في الهواء، شد قبضته بقناعةٍ يائسة.
«أاوووووووووووووووووووووهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهـه !!»
اشتبكا.
في اللحظة التي ضربت فيها القبضة اليمنى سيف النار، انكسر النصل الضخم إلى قسمين. النصف الخارجي من الشفرة دار في الهواء وطعن في صدر العملاق ذو الذراع الواحدة.
صرخ ذلك العملاق وانهار.
والنصف السفلي من نيران السيف أُخمِدَت. اصطدم كاميجو بها وتدحرج عبرها، لكن لم يملك وقتاً للنَفَس. قوة الإماجين بريكر استمرت في تدمير السيف العملاق.
أشعرته وكأنه يجري عبر جسر حجري منهار.
ركض يائسًا نحو قاعدة السيف وذراع العملاق الأسود، لكن مَريان سلنجِنير قاطعته.
«—اقطعوا نعيم المسيحية. ونادوا أبادون، ملك الاستهلاك الشرير.»
شكل عدد كبير من الأجسام السوداء سحابة أمامه. كان سربًا من عشرات أو حتى مئات الآلاف من الجراد. ركبت الفتاة البنية السرب كما لو كانت سحابة في كتاب مصور وحملتها إلى السيف العملاق الذي استمر في الدمار.
«مَريان!!»
«لننهها أيها الشقي. تمامًا مثلما سُلِبَت آمالنا منا لخاطر غيرنا!»
اشتبكت نظراتهما.
نسي كاميجو كل شيء عن القدم المتهالكة التي تقترب من الخلف وشد قبضته بكل قوته وهو يواجه العدو الذي قِبَلَه.
أجابه صوت.
«—اقطعوا تاكاما-غا-هارا الشِنتو. ونادوا يوموتسو-شيكومي، جماعة الشوائب السوداء.»
رأى كاميجو موجة كبيرة من قطران الفحم الأسود تقترب سريعًا.
تألفت كلها من شعرٍ أسود طويل يرجع لنساء قذرات. رأى أذرعهن النحيلة الشبيهة بالأغصان تبرز عبر الفجوات الموجودة في الموجة.
لم يعرف كاميجو، لكن هذه جاءت من أسطورة الشوائب اللانهائية لـ يومي-نو-كوني وسيدها إيزانامي الذي اتخذ شكلاً بشريًا. كانت هذه القوة مصدر موت كل الناس في الأساطير اليابانية.
لكن الجهل ربما كان الخيار الأفضل.
كان المرء أسعد بجهله أشياءً مُعَيّنة، تمامًا كما فتح إدراك إيزاناغي للحقيقة الموت. في جهله، قَدَرَ كاميجو على توجيه قبضته مباشرة للأمام.
مع صوت ابتلاع كمية كبيرة من شعر الإنسان في حوض الاستحمام، انفصلت الموجة السوداء في المنتصف.
ومع ذلك، ربما توقعت مَريان سلنجِنير ذلك.
انتظرت وراء الموجة والسيف الذهبي في يدها. أرجحته أفقيًا كأنما تقطع رأس كاميجو.
رنّ صوت عالي النبرة مع وصول قبضة كاميجو اليمنى في الوقت المناسب. انكسرت قاعدة سيف مَريان الدَينسليف ودار النصل وتحطم عند سقوطه.
توقف كل شيء للحظة وتحدثت مَريان بهدوء من مسافة قريبة.
«كانت أملنا.» خرجت كلماتها سُمًّا. «امتلكنا أحلامًا ميؤوس منها ولعلّ تركها كان أسهل علينا، لكن جذبتنا قدرات إله السحر أوثينوس!! بسببها تجنبنا الجنون! وبسببها وصلنا إلى هذا الحد!!»
ذكّرت هذه الكلمات كاميجو بأمٍّ وطفلٍ معينين.
كانت الساحرة الشابة المعروفة باسم إلهة الخصوبة فريا قد لُقيت مصيرًا غير معقول حتى قبل أن تولد ولم ترَ أيَّ نية طيبة أو أملٍ في أي مكان في العالم. فلها، ربما كانت أوثينوس شيئًا كشبكة عنكبوت. كانت تلك الطفلة على استعدادٍ لفعل أي شيء لإنقاذ أُمٍّ فقدت حياتها ظلمًا.
«لقد أثارت آمالنا وأوصلتنا إلى أقاصي العالم وجعلتنا نحلم من جديد! ثم هربت من نفسها!! هذه مسؤوليتها. عليها أن تدفع ثمن ما أصبحنا عليه! لولاها، لما سلكنا هذا الطريق أبدًا!!»
شعر كاميجو ببرودة قلبه بسماع هذه الكلمات الصارخة.
بدلا من الاحتراق غضبًا، بَرَد.
«تمزحين معي؟»
بطريقة ما، ربما كانت أوثينوس بالفعل أملاً سلبيًا.
ربما كان لكلِّ عضوٍ وحشي في غريملين وضعًا مشابهًا لفريا، في وضعٍ لا مفر منه.
لكن...
«أوثينوس هي شريرة بلا جدل. فبدونها، ما حدثت أي مشكلة من بعد الحرب العالمية الثالثة. لكن! كان قراركم أنكم تماشيتم معها!! اتخذتم القرار ووزنتم أوضاعكم مقابل سلام العالم!! وأنتِ اخترتِ أن تتحملي معها تلك الخطيئة، فلا أراكِ تتصرفين كضحيةٍ بريئة. فقط لأنها فعلت الفظائع لا يعني أن ترمين بكل جرائمك عليها. إن كنا سنحكم على جرائمها بإنصاف، فعلينا أن نحكم عليك أيضًا!!»
«لا يهم.» ضحكت مَريان يائسةً وهي تمسك بمقبض السيف المكسور. «طالما أنني...طالما ننتقم منها لسلبها الأحلام منا، فلا شيء آخر يهم.»
في تلك اللحظة، نسي كاميجو توما شيئًا واحدًا.
تدميره سيف الدَنسليف أنساه، لكن مَريان كانت قد لوَّحت بالسيف.
في هذه الحالة، كان عليها فقط أن تنطق الكلمات المناسبة لترسل غضب "نهايةٍ".
«—اقطعوا أمارفاتي من الأساطير الهندية. ونادوا فيشنو أفاتارا، الإله المُتغير أَبَدَا!!»
- الجزء 5
قد تكون "نهاية" أو "نهاية العالم" قد حملت صورة قوة الآلهة أو تخاور الإيمان مع فردٍ شرير يمتلك قوة عظمى. ربما رآها البعض على أنها الأشياء البيضاء المتوهجة التي طمسها الظلام.
لكن في بعض الأديان، ينزل الآلهة أنفسهم إلى العالم ويشاركوا في الحروب.
إله الدمار الهندي ‹شيفا› قد يكون الأشهر، ولكن كان هناك إلهٌ آخر له نفس الشعبية.
‹فيشنو› إله الوقاية.
وُلِد منه إله الخلق ‹براهما› وعمل على تطوير وحفاظ العالم الذي سيدمره ‹شيفا›. للقيام بذلك، استخدم ‹الأفاتارات›. (الصور الرمزية)
ربما اشتهر مصطلح "أفاتار" في الإنترنت، لكن ‹فيشنو› أمكنه أن يتحول من بين عشرة أجساد مادية مختلفة بينما ينهي الحروب والمصائب المختلفة على الأرض.
تَقَسَّم أولئك الذين يعبدون ‹براهما› و‹فيشنو› و‹شيفا› حول هوية الإله المركزي، لكنهم جميعًا اتفقوا عمومًا على أن ثلاثتهم شكلوا ثالوثًا أظهر قوته كإله أساسي.
بعبارة أخرى، هذه "النهاية" لم تستدعي نواة من الفوضى أو الشر.
كان غير مكتمل وشكله تغير بشكل كبير، لكن شعاع الضوء هذا كان على مستوى إله رفيع المستوى.
- الجزء 6
أُطلِقَ الهجوم الأخير.
أساسًا، لم يتمكن كاميجو توما من رؤيته. في جميع الاحتمالات، وحده ‹ريشي› المتقدم للغاية سيتمكن من رؤيته وأي أحدٍ عديم الخبرة حاول النظر سيصاب بالعمى. لطالما كان ‹فيشنو› مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالشمس ولا داعي للقول ما سيحدث لأي شخص مغرور بما يكفي لينظر إلى قلب الشمس بعينٍ مجردة.
ومع ذلك، ظهر مشهد في ذهن كاميجو.
لقد رأى اللحظة عندما كان "موته" مؤكدًا.
سابقاً، وحتى تتأكد من اعطاءه موتًا محققًا بقوسها، ضَحَّت إله السحر أوثينوس بجسدها عن طريق اخفاء الهجوم من وراءها فيخترقها وهدفها معًا.
يُفترض أن مَريان أرادت الإنتقام من أوثينوس، ولكن بدل أن تُركز على أوثينوس نفسها، يبدو أنها أعطت الأولوية لتُرِيَ الفتاة أحدًا مهمًا لها يموت.
طالما تقتل كاميجو توما، فلن يهم ما حدث لها.
وهكذا اتخذ كاميجو فِعلاً على الفور.
«مَريان!!!!!!»
دفع جسدها البني الصغير وألقى بنفسه فوقها قبل أن يسقط شعاع الضوء اللامع من فوق رأسه. وبينما كان مستلقيًا على بطنه، لم يستطع الصبي رؤية ما كان عليه، لكنه شعر بألمٍ حارق شديد في ظهره بالكامل. أشعرت وكأن صفيحةً معدنية شديدة السخونة تضغط عليه.
صرخ بأعلى صوته.
وتبخر سرب الجراد الذي كان يطير بلا حماية عبر الهواء. حتى العملاق الأسود الذي يتحكم في اللهب أُخضِعَ على ركبتيه من الضوء الهائل.
قُذف كاميجو ومَريان في الهواء.
من المحتمل أن يكون قتالها قد انتهى بمجرد شن هذا الهجوم الأخير، لذا فقدت الوعي. أمسكها كاميجو بكلتا يديه في الهواء.
ركض من السيف المكسور وفوق كتف العملاق، وانخفض إلى كتفه، وشق طريقه إلى أسفل ظهره الملتوي. انزلق كأنه يركب زلاجة مائية مجنونة من منتجع أجنبي.
- الجزء 7
بحسب تقدير أوثينوس، تَجَلَّى ‹فيشنو أفاتارا› في أقل من عشر ثوان.
قيل أن دَينسليف سيُنهي العالم، لكنه لا يزال سيفًا سحريًا صُنِعَ ليستخدمه الإنسان. حتى لو أمكنه أن يخلق تجسيدًا لرموز الشر أو الخطيئة، فإنه لا يمكنه استدعاء أحد الآلهة الأعلى مرتبة لإحدى أكبر الديانات الأربع في العالم. قيل أن هناك عشرة ‹أفاتاراتٍ› مختلفة، لكن استدعاء مزيج فوضوي لا يمكن تمييزه لبضع ثوان كان الحد الأقصى لهذا السيف.
ومع ذلك، كان مستوى القوة لا يصدق.
انهار الملك الشيطاني ‹سرتر› ببطء إلى الجانب. هذا العملاق سحق بعنف كمية كبيرة من الثلج والأشجار الصنوبرية بينما يختفي كأنه يذوب في الهواء. كان كاميجو ومَريان قريبين من بعضهما من قبل، لكنها رأتهما ينزلقان من ظهر ‹سرتر› من بعيد. نجيا فقط لأن ‹فيشنو أفاتارا› أعطى الأولوية لأكبر شر أولاً. إذا استمر التجلي لثانية زيادة، لحُرِقوا جميعًا كذلك باعتبارهم عنصرًا من عناصر الصراع.
«؟»
فجأة، أدركت أوثينوس أن الشخصية السابقة لم تعد موجودة معها.
اختفت ميولنير.
- الجزء 8
ما كان للفتاة شكوى بشأن ظروفها.
حتى مع جسدها هذا، لم تعتبره أكثر من نتيجة لتحسين نفسها.
قد فقدت جسدها الطبيعي واكتسبت جسدًا على شكل طبلة.
ربما وجد من حولها أنه من الغريب أن تبقى بجانب مَريان سلنجِنير حينما كانت مَريان نفسها من غيرت جسد الفتاة إلى هذا، لكن الفتاة لم ترى الأمر على أنه أي شيء خارج عن المألوف. قد منحت جسدها لمَريان لأنها كانت صديقة وثقت فيها. وهذا كل ما في الأمر.
لكن الفتاة توصلت إلى إدراكٍ معين. بينما كانت تستمع إلى صراخ صديقتها ورفيقتها في السلاح مَريان سلنجِنير، أتاها إدراكٌ عبثيٌّ إلى حد ما.
أوه.
إني حقًا فتاة يرثى لها، ها؟
صرخت مَريان في غضبها، «لولاها، لما سلكنا هذا الطريق أبدًا.» بالنسبة لهذه الفتاة، لم يكن جسدها أكثر من امتداد لحياتها اليومية العادية، ولكن بالنسبة لمَريان، كان من الواضح أنه شيء لن تسمح به دون عذرٍ ما.
لطالما عَدَّلت مَريان جنود العدو الأحياء ثم تعيدهم لتُدمر معنوياتهم. كما أظهرت ذوقها الغريب في الأثاث البشري. من المحتمل أن هذه الأشياء كانت نتيجة زرع الفكرة في ذهنها بأن مثل هذه الأشياء كانت ممتعة. من المحتمل أنها كانت وسيلة لتصد النظر عن بعض الحقائق التي لم تُطِقها.
وبينما فعلت تلك الأشياء، اختفى الخط الفاصل بين مشاعرها الحقيقية والواجهة وبدأت تستمتع بها حقًا.
بالنسبة للفتاة، بدا هذا الاختلاف التافه في الإدراك وكأنه شَقٌّ بينهما.
« ... يَو »
كان العملاق الأسود قد اختفى وجلس الصبي على السهل الثلجي. استلقيت مَريان سلنجِنير بجانبه وبدا أنها فقدت الوعي. على عكس كاميجو، كانت مستلقية على ظهرها في اللحظة الأخيرة. قد تكون رؤية المظهر الجزئي لـ ‹فيشنو أفاتارا› عن قرب قد ألقى بوعيها في حالة من الفوضى.
«من أنت مرة أخرى؟» سأل الصبي. «تعمل مع مَريان، أليس كذلك؟ هل ستقاتل أيضًا؟»
اهتزت الفتاة التي على جسد الطبلة. كان هذا يعادل هز رأسها، لكنها شككت في وصول المعنى إلى الصبي.
طَيَّحت جسدها الأسطواني، وتدحرجت عبر الثلج، ودعمت جسد مَريان المنهار من الأسفل. قفزت بمقدار 90 درجة مثل لعبة الساعة وحملت مَريان على الجزء العلوي من يمين الاسطوانة.
«ماذا ستفعل الآن؟» سأل الصبي.
لم تُجِب الفتاة.
فتش في جيوبه واستخدم قلمًا لكتابة رقم مكون من عشرة أرقام على ظهر الإيصال في محفظته.
لقد كان رقم هاتف محمول.
وضع قصاصة الورق في جيب ملابس مَريان.
«أنا مشغول جدًا مع أوثينوس الآن، لكن اتصل بي إذا احتجتم إلى شيء. سأكون معك المرة القادمة.»
مرة أخرى، لم تستجب الفتاة.
مرة واحدة فقط، انحنى جسدها الطبلة للأمام كأنها تنحني وتحركت إلى العالم المغطى باللون الأبيض وهي تحمل مَريان. خلفها، بدأ الصبي يسير نحو وجهته.
تمامًا كما كان كاميجو توما يقف بجانب أوثينوس حتى بعد أن قُتل مليون مرة، كانت الفتاة الطبلة لتقف مع مَريان سلنجِنير مهما حدث.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)