الفصل 16: ضد "طفل السماء الذي أحبته الإلكترونات". الجولة_08
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
لم تكن هناك فرصة مؤكدة للنصر.
في العادة، كانت ميساكا ميكوتو تستخدم قوة مفرطة. كل ما كان عليها هو أن تفرقع أصابعها فتُمزق كاميجو وأوثينوس إلى أشلاءٍ وتُحطمهما إلى درجة يصبحا حساءًا طريًا.
وهذا يعني أن فرصة كاميجو الوحيدة كانت أن يقامر.
للصبي الذي حمل ثقل سوء الحظ طِوال، كان هذا مسعى طويلا بعيد.
اندفع إلى أقرب فايف أوفر فضربها بكفه.
قد قالت ميساكا ميكوتو إنها اكتسبت هذه القوة النارية باختراقها.
وإذا استخدمت تحكمها في الكهرباء لهذا الاختراق، فإن لمسة من يمين كاميجو ستُطلقهم من سيطرة الملكة.
والباقي على الآلة.
هل يعطون الأولوية لقتل أوثينوس وكاميجو توما كما كان من قبل؟
أم يرون القضاء على التي اخترقت شبكتهم العسكرية؟
«آه! لحظة!!»
تحدثت ميكوتو محمومةً، لكن الفايف أوفر وَجَّهت ذراعها العملاقة نحوها. عندما رأت مجموعة براميل المدافع الكهرومغناطيسية تدور، تجهمت فاستخدمت مغناطيسيةً قويةً لترفع وِحدة قريبة مختلفة كدرع.
ززز—————————————ءءء!!!!!! تمزقت قطعة بعد قطعة من الدرع بصوتٍ يَصُمُّ الآذان.
«كُفّوا...»
تقطعت الأشجار من حول، ولكنه سَمِعَ صوت يشبه حفيف أوراق الشجر.
جاء من كتلة كبيرة من الرمل الحديدي يهتز ويرتفع من الأرض.
«...وانثبروووووووووووووووووووووووووووووواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!!!»
عندما ارتفع سيف الرمل الحديدي كالسوط، انقطعت ذراعي الفايف أوفر التي خرجت عن السيطرة (أو استعادة السيطرة؟). حاولت الآلة معالجتها، فقطع السيف رأسها. شهقت ميكوتو لتلتقط النَفَس وألقت بالدرع جانبًا.
«بحق، كيف تجعل فتاة...»
تراجعت عندما رأت ما فعله كاميجو خلال الوقت الذي أمضته في التعامل مع أحد الفايف أوفر.
كان يركض ويضرب بكفه على آلةٍ تلو أخرى.
للحفاظ على نظامهم، حاول كل منهم القضاء على مصدر الهجوم السيبراني فعليًا.
«...تفعل مثل هاااذاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!؟»
من هناك، تطورت إلى حربٍ بين الفايف أوفر.
كانت ميكوتو تتحكم عن بعد في 150 آلة منتشرة عبر السهل الثلجي بينما لم يتمكن كاميجو من تأمين الأجهزة التي يمكنه لمسها جسديًا بيده. بقدر ما ذهبت الأرقام الإجمالية، كان لميكوتو الميزة الساحقة.
ومع ذلك، تبين أن ذلك مَثّل مشكلة.
نعم.
ما كان لميكوتو وسيلة أن تُمَيّز بين العدو والحليف.
وغني عن القول، حتى ميكوتو سوف تتفجر إلى أشلاء إذا أُصيبت بمدفعٍ كهرومغناطيسي (ريلغن). ولأجل أن تمنع الهجمات غير المتوقعة من نقطةٍ عمياء ولتضمن سلامتها، اختارت أن تدمر كل آلةٍ شَكّت فيها ولو قليل.
نتيجة لذلك، دمرت آلات أكثر مما لزم فباتت تستهلك أرقام أتباعها.
(ما زلت صاحبة اليد! بالطبع أكون!! معي ميزة ساحقة في الأرقام ولي أن أضعها من زوايا متعددة باستخدام مزيج من قوتي وهذه القمامة. لا طريقة تمكنه من غَلبها مع مجرد يَدٍ يمنى خاصة!!)
بعد رؤية انخفاض عدد الفايف أوفر الخارجين من سيطرة (ميكوتو)، تيقنت #3 من فوزها مرة جديد.
لكنها من بعد ذلك طاحت في خطأٍ آخر.
ركزت كثيرًا على جو معايير المحاكاة الإستراتيجية لدرجة أنها نسيت أن عدد الفايف أوفر لا يهم حقًا.
كانت هذه معركة بين ميساكا ميكوتو وكاميجو توما.
(مهلا لحظة. أين ذهب ذاك الغبي!؟)
أرسلت أوامر إلى الفايف أوفر واستخدمت جميع أجهزتهم الاستشعارية لمسح المنطقة.
أتتها النتيجة سريعًا كثيرًا: خلفها مباشرة.
الهدف، كاميجو توما، كان قد دار من خلف وصعد إلى نفس الفايف أوفر التي كانت هي عليها.
«هلا، ميساكا.» ابتسم الصبي وهو يشد يمينه بإحكام. «إن أمكن، فأود أن لا استخدم هذا عليك. فهل تُجبرينني؟»
كانت المدافع الكهرومغناطيسية الخاصة بالفايف أوفر قويةً، لكن كونها بنادق رشاش، فقد ضَحَّت بالدقة على حساب قدرة رمي كمية هائلة. يمكن استخدامها "لضرب الهدف في نقطةٍ في الجسم فيُقتلوا من الصدمة"، ولكن لا يمكن استخدامها لرمي النار على رأس كالقناص. وكان المفهوم الكامن وراء الفايف أوفر هو التفوق على المستوى 5 الأصلي، لذلك كان هناك خطر من رصاصة طائشة تخترق حتى أعظم دفاعات ميكوتو.
باختصار، كان المكان الأأمن هو جوارها.
حتى وهم مُحاطون بأكثر من 100 بندقية رشاشية، فإن إرسال أمر لهم جميعًا بالهجوم من شأنه أن يقضي على ميكوتو معه.
كانت عقلانية كفاية لأن تفهم هذه الفرضية.
زززززززززززززززززززززءءء!!!!!.
فجمعت حولها كمية كبيرة من الرمل الحديدي.
لم تكن كل واحدةٍ مختلفةً كثيرًا عن سيوفها الرملية الحديدية، لكن ولا واحدة منها أُمسِكَت في اليد وكان هناك الكثير منها. بدا أن غضبها أخذ شكلاً ماديًا حيث ظهرت العديد من السياط السوداء وهي تتلوى حولها.
«هِه...هِه هِه. أحسبتَ أنك أأمن في قتالي من تلك القمامة؟ أرأيتني أسهل؟ طيّب طيّب.»
«أنتِ.....متى بدأتِ تستخدمين مجسّات الاخطبوط!؟»
«ألا تتعب من السخرية مني!!!؟ سأُسوي أمرك هذا المرة وإلى الأبد. لا أعرف ما حدث معك، لكنني اليوم أهزمك وأُسوي ما تعفن فيك وغَيّرك!!»
كان لظهر الفايف أوفر المعطل أقل من عشرة أمتار من موطئ قدم واستخدمت ميساكا ميكوتو أسواطها الثمانية للاشتباك مع كاميجو توما وبقبضته الفردية.
- الجزء 2
في الحقيقة، شعر كاميجو أن سيف الرمل الحديدي كان أرعب ما في ذخيرة ميساكا ميكوتو من الهجمات.
سافر رمح البرق والمدفع الكهرومغناطيسي في خطٍّ مستقيم ولن يرجعوا ما إن يُطلقوا. كانت سرعتهم هائلةً وتدميرهم تهديدًا، ولكن كان بممكن أن يتعامل معهم بأن يُخلخل توقيتها أو أن يُضيع تصويبها.
من ناحية أخرى، كانت السيوف الرملية الحديدية تتحرك ككائنٍ حي. ما يقدر كاميجو إلا أن ينفيها بيمينه، لذا فإن النصل الذي يُغير مساره بشكل معقد كثعبان حي كان رمزًا للخوف له. إذا حاول أن يمسك بهجوم واضح، فمن الممكن أن يُسحَبَ للأمام فتُقطع يده.
والآن هناك ثمانية منهم.
فبدلاً من الأخطبوط أو الحبار، كانت هذه أشبه بأرجل العنكبوت الطويلة. طفت كرة سوداء من الرمل الحديدي خلف ظهرها وأُطلِقَت السياط منها، ومرت من فوق كتفها أو تحت ذراعها، وهاجمته.
تملصوا كما لو كانوا أحياءً فهاجموا في وقت واحد من ثمانية اتجاهات.
لم يستطع التعامل مع ذلك بيدٍ واحدة، فكان سيعذَب حتى الموت.
لكن!!!
ما إن أمسك بأحد السياط التي طارت نحوه،
سقطت الثمانية جميعًا.
«................................................................................................................................. ها؟»
كانت عزلاء. مُجردة من كل شيء.
توقفت أفكارها وتوجه إليها بنظرة باهتة.
«نعم، ثمانيتهم كانوا متصلين بالكرة خلفك. كلما لمستُ سيفك الرملي الحديدي، يتلاشى من طرفٍ إلى آخر، لذا عرفت أن الدمار سينتقل إلى ثمانيتهم بلمسة واحدة فقط.»
«هاه!!!؟؟؟»
«يا للشعور الجميل؟ قد كنت أخاطر بحياتي بكل تلك التهديدات سابقا، فيا لهذا التغيير اللطيف. ومُريح أيضا.»
«كفى! لا تضعني في فئة المعارك الكوميدية!!»
«أتعلمين يا ميساكا؟ أراكِ كينبوعٍ حار في جبلٍ ثلجي أو كشك أودِن خلال الشتاء.»
«لا تعاملني كالعجوز!! أنت أكبر مني!!»
طارت شرارات بيضاء مزرقة من غُررها. (الشعر الأمامي)
أعد كاميجو نفسه لبرق الرمح، ولكن حدث شيء آخر.
استدار الفايف أوفر من تحتهما فجأة كأن سيخًا من الأمام طعنه فدار. ألقي بكاميجو على الثلج وقفزت ميكوتو تجاهه من قريب.
«أنت! حسبتُ أننا نعمل معًا لتدمير غريملين وقاعدتهم في سارغاسو! ألم نوقف تلك الأوثينوس من صنع الرمح!؟ فمتى صاحبت تلك الشقراء أم رقعة العين!؟ هااء!!!؟»
«ورغيـ- به!؟ ورطة!! لا أستطيع شيئًا في القبضات العاديـ- بغه!؟ بااه. لدي أسبابي، طيّب!!؟»
تمكن كاميجو بالكاد أن يُبعد رأسه عن قبضة ميكوتو. وبينما كانت تحاول التسلق من فوقه، قام وتدحرج معها على الثلج.
استخدمت قبضتيها المشدودة وأحيانًا مرفقيها وجبينها لتضرب وجهه.
«ماذا عن هزيمة أوثينوس!؟»
«لا داعي لذلك! لا داعي لذلك بعد الآن!!»
«لم لا!؟»
«مم...لا أدري من أين أبدأ، لكن العالم قد تدمر!!»
«وما علاقة هراءك هذا بصُحبتك أوثينوس!؟»
«الوضع ليس عنها بعد الآن!»
رفضت النزول عنه، فطوى رجله اليمنى حتى وصلت ركبته إلى صدره، ووضع أسفل قدمه على بطنها. وكأنه يستعد للإنطلاق في سباق جري، أطلقها بعيدًا عنه.
وقف الاثنان على الثلج وهبط صمت قصير.
كانت ميكوتو من همست سؤالاً وسط العديد من الأسلحة.
«ماذا تقصد؟»
«قد مر وقتٌ طويل حقًا بين وصولنا إلى سارغاسو وبدء الهجوم على أوثينوس، لكن الجميع لم يلاحظ.» كان صوت كاميجو يرتجف. «أعلم أنه من الصعب حقًا التصديق، لكنها الحقيقة!!»
شك في أن هذا سيصل إليها. كان يعذب نفسه أكثر من أي شيء آخر.
«وخلال ذلك الوقت... أوه، اللعنة. حسبتُ أنني تجاوزت هذا الأمر، لكنني لا أقدر أن أحسم أمري. على أي حال، حدث الكثير. حدث الكثير جدًا... فمثلا، هل تصدقين؟ رأيتُ كل الأخوات الـ 20,000 أحياءَ ويحضرون مهرجانًا معًا. وما عرفتِ المعاناة قبلاً وأنكن جميعًا كنتم تبتسمون معًا كالأصدقاء. قد حدثت تلك حقًا. وهذا لم يكن وهمًا أو تنويمًا ولم يكن عالمًا أو حلمًا موازيًا. هذا العالم قد عاش حقًا تلك الحقبة السعيدة!!»
نظرت ميكوتو مرتابة.
ليس أنها تسامحه. لم ترى الأمر حقيقًا صدقا. لهذا لم تغضب. وكان من الظلم الفظيع أن يفترض أن هذا يعني أنها قبلت أفعاله.
لذا...
«أنا دمرتُ سعادة كل هؤلاء الناس بعودتي إلى هنا. وليس عنكِ فقط. بعودتي، رفضت عالمًا فيه أُنقِذَ جميع البشر البالغ عددهم 6 مليارات شخص بشكل كامل!»
«لا أدري ولو قليل بماذا تهذي.»
«حقيقة أنك لا تدرين تثبت أنني دست على كرامتك!!»
حاولت ميكوتو أن تتناسى الأمر بابتسامةٍ غامضة، لذلك صرخ ليجذب انتباهها وتحدث معها بوضوح.
«سأحاول أن أفهم. سأعمل على فهم ما اكتسبتيه بالضبط وما خسرتيه!! لكني أحتاج أوثينوس لذلك. لا، لو علمتِ وتذكرتِ تلك الحقبة السعيدة، فلعلّ كرهك لأوثينوس ينقضي، لا وبل توجهينه إلي بدلا منها!! قد لا تفهمين، لكن لا يجب عليكِ أن تعزمي القرار فتسامحينني إلى أن تفهمي!!»
«....أنت...؟»
«بالطبع، لا أريد تدمير نفسي بعد الآن. أعلم جيدًا أنني لست بطلًا مختار. إذا... إذا أمكن أبدًا أن نعيش معًا بسعادة في هذا العالم، فأود ذلك. لكن هذا بالضبط السبب في أنني يجب أن أُسوي كل شيء وأدفع ثمن كل ذنوبي. وشهادتها مطلوبة لهذا! لن أستطيع تجنب الموضوع بتركها تموت هنا وتختفي عن الأنظار!! وإلا لن أعود إلى مدينة مسالمة من بعد ذلك!! عندي الكثير لأكفر عنه!! ولربما فعلتُ أسوأ من ما فعلت أوثينوس!!»
بطبيعة الحال، لم تفهم ميساكا ميكوتو المشاعر الحقيقية وراء صرخات كاميجو توما.
دون أن تقاسم نفس الوقت كما كان، كان هذا متوقع.
«كان هناك عالمٌ فيه أُنقِذت كل الأخوات الـ 20,000، وفيه يبستم الجميع دون حزن؟»
جاءت لميكوتو فكرةٌ معينة لمّا أدركت جزءًا مما تسرب من فم كاميجو.
«فمن بعد كل شيء، كيف لكَ أن تتشبث بعالمٍ مريح وساذج كذلك!!!؟»
- الجزء 3
إذا كان بإمكان الستة مليارات شخص أن يبتسموا، فسيكون ذلك بالتأكيد أفضلَ للعالم.
لن تجد خيارًا أفضل ولابد أن تُعطى الأولوية لذلك قبل كل شيء.
ففي النهاية، تغلب كاميجو على تلك "الحجة النهائية" بآماله ورغباته الشخصية، لكنه ما أقنع نفسه بعد بصواب هزيمة تلك "الحجة النهائية" مباشرة.
إذا كان عليه أن يختار الصواب أو الخطأ، فإن الإجابة التي أظهرتها له أوثينوس كانت بالتأكيد "صحيحة".
أراد رفض هذه الإجابة ولو تَحَمَّل خطيئة أن يكون "مخطئًا".
كانت هذه هي الحقيقة.
أو كان ينبغي.
«أحسبت حقًا أن ذلك هو كمثل إنقاذ الناس؟»
مشت ميساكا ميكوتو مباشرة نحوه عبر الثلج.
ظهر نوع مختلف من الغضب في عينيها.
«لا يوجد تعريف محدد للسعادة. وبمجرد أن تُوَحّد كل شيء تحت مجموعة واحدة من القيم، فإن الجولة التالية من المحن والتمييز قد بدأت.»
انفجر ضجيج متفجر عندما أصابت قبضة ميساكا ميكوتو كاميجو توما من مسافة قريبة.
طارت شرارات بيضاء مزرقة من ذراعها وهي تتحدث.
«لا أعرف ماذا حدث لك. ولن أستطيع حتى التخيل. ولعلك قد رأيتَ جزءًا من العالم أعمق مما رأيته أنا في المدينة الأكاديمية.»
تحركت ساقاها وقَفَزَ هو إلى الوراء خوفا من أن تُجَر ساقيه من تحته.
«لكن هذا لا يعني أنك محق 100٪ طوال الوقت. لا على أحدٍ أن يقبل ما تقوله.»
ما عساه يستريح فقط لأنه وضع مسافةً بينهما، لذلك رَبَضَ على الفور ووجه قبضته نحو الثلج الأبيض النقي.
انفجرت شرارات بيضاء مزرقة من قدميها في كل اتجاه، وبالكاد قام الإماجين بريكر بإبطال التيار العالي الأكثف حتى من أسلاك مسار القطار.
«حتى لو حدث الانفجار العظيم في هذه اللحظة، وأُعيد تشكيل العالم والكون من الصفر، وعاش الناس في عالمٍ لا جريمة فيه ولا خطايا ولا أخطاء أبدًا، وابتسمت فتاة تدعى ميساكا ميكوتو بجهل هناك...!!»
انفجرت كمية هائلة من الشرر من جسدها كله مرتكزًا على قبضتها المشدودة.
«هذا لا يغير حقيقة أنني أوددت بحياة أكثر من 10,000 نَفْسٍ في الماضي! حتى لو أُنقِذَ كل شيء وكل شخص بعد ثانية من الآن وأُعيد كتابة كل المستندات، فأنا لا أريد أن أهرب من خطاياي!!»
للحظة — للحظة فقط.
توقفت أفكار كاميجو توما.
وكان ذلك عندما وصلت الموجة الثانية.
ءءءدن!!!!! تمدد تيار عالي على طول سطح المشهد الثلجي وهاجم قدميه المدفونة في الثلج.
«غـء!؟»
«لا يوجد شيء مثل عالم مثالي.»
شعر بضغط حول قلبه واختفى ثبات قدميه، لكن ميكوتو أمسكت بياقته لتدعمه من أن يسقط.
«حتى لو بدت مثالية على الظاهر، ستجد فيها التواءً إذا نظرت إليها مختلفًا. نفس الأمر مع تجربة المصنف الأول. ما وجدتك متقبلاً الأمر عندما قلتُ أنّ طريقتي ستجعل الجميع سعداء! لو كنتَ قد فهمتها في ذلك الوقت، فلماذا غيّرت رأيك الآن!؟»
وبعد صوت ضربة كمضرب بيسبول معدني، ارتطمت جبهتها به.
(ورطة.)
ولكن بعد فوات الأوان.
أنتج رمح البرق بمليار فولت ضوضاء هائلة وهو يطعن رأس كاميجو من مسافة قريبة.
«فواه!؟ اغواه!!»
وهو مستلقٍ على الثلج، ارتجفت أطرافه ولم يستطع النهوض صحيحًا. صرخ قلبه ودماغه وأعصابه من الألم.
«هؤلاء الستة مليارات نسمة ابتُلِعوا!! ذلك عالمٌ تم فيه فرض مجموعة واحدة من القيم عليهم جميعًا ولم يُسمح لهم غير الابتسام!! وكلُّ من لا يبتسم يعامل معاملة المنبوذ!! إذا رأيتَ شيئًا كذلك، فليس من المفترض أن تجلس هناك وتغار منهم!! مهما آلمك الأمر وصَعُبَت عليك، ولو كنتَ وحيدًا، أليس دورك أن تشد قبضتك وتقول أنها خطأ؟!»
لم تتراجع ميساكا ميكوتو.
صعدت على معدة الصبي المنهار، وأمسكت بياقته بكلتا يديه، وهزت رأسه بعنف، وصرخت من قريب.
«عدتَ إلى هذا العالم؟ وضحيتَ بالآخرين لتفعل ذلك؟ إن كان الأمر هكذا، فلا عليك أن تحسد ما صددت عنه!! عليك أن تسعد بعودتك إلى هذا العالم! ولو كانت ناقصة وغير كاملة، عليك أن تكون سعيدًا لأنك ولدت في هذا العالم!! يجب أن تفخر بهذه الحقيقة!!»
كأنه يلوي رقبته، نظر يائسًا إلى وجهها.
«بالطبع...سأغير رأيي،»
تلفظ بالكلمات كأنه يبصقها.
«كنتِ تبتسمين. ربما لا تتذكرين، لكن في ذلك العالم الذهبي كنتِ حقًا سعيدة مبتسمة!! عندما أرى ذلك، سأهاجم أفكاري السابقة وأعترف أنني كنت مخطئًا!! لستُ بدميةٍ محشوة! إن كنتُ أعلم أن الاستمرار في السير سوف يُسقطني من أعلى الجرف، فسأغير بسهولة معتقداتي أو حتى مُثُلي!!»
انفجر صوت عظيم بينما كانت ميساكا ميكوتو تُلَوّح قبضتها.
شيء ما انشقّ في فمه، شعر خده بحرارة غريبة، وكان جفنه الأيمن منتفخًا، لكنه استمر في الصراخ متجاهلاً القبضات المتتالية.
«ما أنا إلا طالب في المدرسة الثانوية! لست السابع والأربعين من رونين التشوشينغرا!! سأغير ما أقوله كلما تطلب من مرات بناءً على ما أعتقد أنه الأفضل في وقته!! حتى لو قلتُ شيئًا مختلفًا قبل ثلاثة أيام وحتى لو قلتُ العكس تمامًا، فلا يزال هذا فوزًا طالما أن أحدًا ما يبتسم في النهاية!!»
بسماع ذلك، ابتسمت ميكوتو ابتسامة رقيقة وأوقفت قبضتها.
«أوه، إذن تفهم.»
«...؟»
«لا سببَ يُسقطك من على الجرف وأنتَ مقيدٌ بمبادئ وأيديولوجيات لا معنى لها. إن تسعى لسعادة تؤمن بها وحدك، فلا بأس أن تختار أفضل الحجج للموقف. لا يهم إذا كان عليك أن تبصق على كلماتك حتى، طالما أن كل شيء سينجح في النهاية.»
نظرت ميكوتو إلى كاميجو توما مباشرة في عينه.
«لذلك لا قول يقول أن عليك أن تتحمل ثقل مستقبلي أو مصير ستة مليارات شخص إلى حدِّ تدميرك.»
تحدثت.
وابتسمت.
ومن فوق الثلج جلست ميساكا ميكوتو فوق كاميجو توما.
مَدّت ذراعيها حول ظهره تحضنه بلطفٍ.
وبعد لحظة،
انفجر تيار هائل عالي الجهد من جسدها وفجر وعيه أخيرًا.
قبل أن يسقط كل شيء في الظلام، ظنَّ أنه سمعها تقول.
‹ ‹هذه هي أوَّلُ مرةٍ أهزمك فيها... إنها أكثر فراغًا مما توقعت.› ›
- الجزء 4
وَمَضَ العالم في عيني كاميجو.
تَجَهَّم عندما طعن الألم من مؤخرة عينيه ومباشرة إلى دماغه وسرعان ما رجع عقله يركز. كان لا يزال على الثلج، لكنه لم يشعر بالبرد. فقط بعد أن سعل وجلس بطريقة ما، أدرك أن ميساكا ميكوتو كانت تجلس بهدوء بجواره.
«قُمتَ الآن؟»
«نعم،» تأوّه.
في ذلك الجحيم اللامتناهي، أنقذته إرادة الأخوات بالقول أنه يستطيع متابعة أنانيته فوق المثل الأعلى لإنقاذ العالم.
والآن تَعَلَّم أن البشر ليسوا بهذه البساطة لدرجة أن إنقاذ العالم وإعادة تشكيله في شكلٍ مناسب كافٍ أن يجعل الجميع سعداء دون قيد أو شرط.
بدأ يتساءل عما كان يفعله طوال هذا الوقت ووقف ببطء وسط الثلج.
«آسف، ميساكا. سأذهب.»
«لأنه عليك؟»
«لا.» مسح الثلج عن ظهره ووركيه. «لأنني أريد.»
عند سماع ذلك، هزت ميكوتو كتفيها قليلاً وأظهرت ابتسامة مختلفة عن ذي قبل.
«إذن ما رأيك أن تذهب؟»
«ماذا، لن تمنعيني؟»
«لا أقدر. ربما هزمتك بسهولة قبل عشر دقائق، لكنني أشك أن أهزمك الآن مهما فعلت.»
أدار ظهره لميكوتو وانطلق إلى ذلك العالم الأبيض مرة أخرى.
لم يستدير، لكنه لوّح بيده مُوَدِّعًا. راقبته وهو يغادر لفترة من الوقت فتنهدت أخيرًا تنهدًا أبيض.
كان هناك سبب بسيط لعدم قولها أنها ستذهب معه.
«والان إذن.»
وقفت وسارت في الاتجاه المعاكس.
سمعت صوت طحن. قد استخدمت قدرة #3 المستوى 5 في المدينة الأكاديمية للاختراق من الخارج، لكن جميع الفايف أوفر الخارجين كانوا يتحررون تدريجيًا من تلك السلاسل الإلكترونية.
كانت هذه معركةً حديثة.
ابتسمت الفتاة ابتسامة شرسة وهي تواجه الأسلحة المرسلة لتدمير صبي معين بشكلٍ أكيد.
«أرى أنه الوقت لأؤدي دوري.»
تعليقات (1)
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)