الفصل 17: ضد "سيدة المكتبة وملكة السحر". الجولة_09
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
شق كاميجو توما وأوثينوس طريقهما إلى مدينة فريدريشا.
ومع ذلك، كانت تلك رحلة خمسين كيلومترًا شرقًا من معركة ميكوتو ولم يتمكنا من المشي إلى هذا الحد في الطقس -12 درجة بعد العديد من المعارك. ما عساهما يأملان في ركوب سيارة، فماذا كانا يفعلان؟
أعطت الضوضاء المعدنية المستمرة الإجابة.
كان الجزء العلوي من أوثينوس بارزاً فوق برميل مدفعية دبابة.
«.....لم أحسب أبدًا أن نقود دبابة أمريكية»
‹ ‹هذا يخيفني بجدية!! هل هذا الشيء يسير مستقيما؟ ما عمري قدت شيئًا فوق مستوى الدراجة! لا يمكنك جعل تلميذ الثانوية الذي يتوتر من دراجة أحادية أن يقود مثل كهذا!!› ›
ببساطة، اقترضا احدى الدبابات المستخدمة في التمويه.
«في هذا، لا يهم إذا انزلقت على طريق ثلجي أو صَدمت شجرةً» قالت أوثينوس وهي تضع يدها على سماعة الرأس. «ما لم نصل إلى منطقة مأهولة، فلا يهم كم ضَيَّعت وارتطمت»
‹ ‹أفهم مقصدك، ولكن!!› ›
من المفترض أن أحدث الدبابات بها عجلة قيادة، لكن ربما كانت هذه نسخة مخفضة لأن بها روافع قديمة. تمامًا مثل الحفارات والجرافات ومعدات البناء الأخرى، اشتغل المداس الأيمن والأيسر برافعات منفصلة المسؤولة عن الأمام والخلف والانعطاف. بإيقاف المداس الأيمن وضغط الأيسر ستلتف المركبة إلى اليمين، والعكس يُوَدّيها لليسار، وكلاهما إلى الأمام.
«الحق يقال، هذا المكيف روعة» علقت أوثينوس. «مات إحساسي بالحرارة تقريبًا، لكن فيني أن أستشعر نعومة بشرتي»
‹ ‹إه؟ أواثقة أن هذا كله ليس إرهاق؟› ›
«وهذه اللحوم المعلبة لجيدة جدًا. طعمها مثل مزيج بين لحم سالزبوري والكفتة»
‹ ‹أيّما أكلتُ، فكُلها بطعم الدخان!› ›
قد ظن كاميجو أن أخذ دبابة سينادي بالشرطة سريعًا، ولكن بخلاف الصور التي التقطها السيارات المارة، سارت الأمور بسلام. تجمعت كل أنواع الأسلحة في الدنمارك وربما كانت الدبابات نادرة في العصر الحديث. هذا أعطى كاميجو وأوثينوس فرصة، لكنه أخافه أيضًا.
وما لبث [1] حتى راح قلقه بشأن تلك القضايا الأكبر.
قَدَّمت مشكلة كبيرة نفسها أقرب من المعتاد.
«هَي، أرى أن نقف هنا» قالت أوثينوس. «المحيط هناك. استمر وسنقع فيه»
‹ ‹ها؟ كم بقي من مسافة؟ هناءء؟› ›
ترنح الخزان بالكامل، لكن كتلة المعدن لم تتوقف عن الحركة.
أمسكت أوثينوس بسماعة رأسها وصرخت منزعجة.
«هذه ذراع التحويل!! أسرع ورجّع أذرع المداس إلى الوضع المحايد! كلاهما!!»
‹ ‹أي واحدة!؟ أي ذراع!؟› ›
«طيّب، فقط ضع ذراع التحويل تلك في الوضع المحايد! هذا كذلك سيوقفها!!»
‹ ‹آااه، أظن الأوان فات. هذا الشيء ذاهبٌ صوب المحيط!!› ›
قفزت أوثينوس من القبة على قمة برميل الدبابة وفتح كاميجو الفتحة الأمامية المستديرة وتدحرج إلى الثلج.
بعد لحظة، سقطت الآلة التي يبلغ وزنها 70 طنًا في المحيط البارد مثل شخص أصبح عدوانيًا جدًا في لعبة الدجاج. [2]
خنقت أوثينوس كاميجو بكلتا يديها وهزته ذهابًا وإيابًا.
«لماذا! لا! نفعة! منك!!؟»
«أخبرتكِ أن الدبابة كانت أكثر من اللازم لواحدٍ لا يستطيع حتى التزلج على الجليد! وانتظري. كم تكلفة الخزان؟ كانت هناك محطة وقود تفجرت وقلعة بريطانية متنقلة مدمرة أيضًا، فما المبلغ الذي سأدين به ما إن ينتهي هذا الأمر؟»
بالمناسبة، عند بيع خزان من الجيل 3.5 لدولة أجنبية، سيكلف حوالي مليار ين.
أفخم مركبة في العالم لم تكن سيارة ألمانية سوداء أو سيارة إيطالية حمراء.
«على أي حال، المدينة هناك» قالت أوثينوس وهي تشير بإبهامها. «مشينا إلى الجسر هناك ونعبر إلى فونن»
كانت مدينة فريدريشا كبيرة.
نظرا حولهما بحذر وهما يسيران في الشوارع الرئيسية، لكنهما لم يريا أي مركبات عسكرية تقيم نقاط تفتيش.
«ماذا يحدث؟»
«لا أدري. ربما يتجنبون الصراع في المناطق المأهولة بالسكان، وربما غادر بعض الجنود منذ أن استقرت الأمور مع أمريكا، وربما توقعوا مقصدنا فجَمَّعوا كل قواتهم هناك. مهما كانت الحالة، علينا أن نعبر بينما لا توجد تدخلات»
شراء بعض الملابس الدافئة سيكون رائعًا، لكنهما لن يخاطرا بأن يُسَدّ الجسر وهما يتسوقان. أرادا تجنب السباحة في المحيط الجليدي، لذلك قاوما وشقا الطريق إلى الجسر.
بدا الهيكل الفولاذي والجسر الخرساني في غير محله في تلك المدينة من الرصيف الحجري والطوب.
كان للجسر العملاق طريق وخط سكة حديد.
كان مستقيمًا تمامًا مثل المدرج، واستمر لأكثر من كيلومتر، وكان اثنان يقفان في المنتصف.
حالما رآهما كاميجو، شعر بحلقه يجف.
«.....مزحة هذه..»
إحداهما راهبة ترتدي عباءة بيضاء مع تطريز ذهبي.
والأخرى فتاة ترتدي معطفًا فوق ملابس رتيبة بمظهر بيانو أنيق.
كحلفاء، كانا موثوقين إلى ما لا نهاية.
إذن ما مقدار التهديد الذي سيكونون عليه كأعداء؟
«إندِكس وبيردواي»
رفع يده على الفور أفقيا كما لو كان يحمي أوثينوس خلفه.
كان يعلم أن هذا المزيج خطير.
كانا سيئين بما يكفي وهما أفراد، وباتا أخطر بشكل قاطع عند العمل معًا.
أحدهما كان عبارة عن فهرس مكتبة السحر التي خزنت بدقة مئة وثلاثة آلاف جريموار (كتاب سحري) والأخرى كانت ساحرةً رفيعة المستوى للغاية تستخدم تلك المعرفة كقوة حقيقية.
كان تجمعهما قوة أعظم من انفرادهما. لم يستطع حتى تخيل مدى ارتفاع قوتهما.
«لن أزعج نفسي بالسؤال» قالت بيردواي صراحةً. «فلي أن آخذ وقتي في هذا بعد أن أهزمك وأُقَيّدك. ولابد أن نتعامل مع هذا الوضع بأسرع ما يمكن»
«توما»
الراهبة فضيّة الشعر خضراء العينين والتي كانت دائمًا بجانبه تناديه.
لكنها الآن نادته من بعيد وليس من جانبه.
«لا أراه صوابا أن نطبق منطق عالمنا على واحدٍ مثلك، لكني لن أتهاون هنا. تلك التي تقف خلفك تمثل تهديدًا بموجب قواعدنا»
كان موقف إندِكس وبيردواي واضح.
سيهزمون كاميجو وأوثينوس ويضعون حدًا للفوضى. لا يهم كيف حدثت أو إلى أين تتجه. ليتكلم كاميجو أو يسكت، فأيّا كان اختياره، فإن تلك الفتاتان ستهزمانه.
بعد أن أدرك ذلك، شد قبضته اليمنى بإحكام وفتح فمه يقول.
«....إييه؟ قد سويت الأمر كله مع ميساكا لتوّي، فهل عليّ فعلاً أن أعيدها ثانية؟»
....................................................................................................................................
توقف كلّ من إندِكس وبيردواي.
اشتهرت أوثينوس بأنها ملكة تجاهل الأجواء، لكن حتى هي بدأت تتململ خلفه بشكل مُحرج.
وثم، أعطى كاميجو الضربة النهائية.
«أه عرفت! اتصلا بميساكا. سيكون من الأسرع أن تسمعا الشرح منها. بهذا لن يتعين علينا القتال هنا»
«هِه...هِه هِه» هزت بيردواي رأسها قليلاً. «معنا 103,000 جريموار. إذا استخدمناها صحيحًا، فإن تبلور المعرفة هذا توفر إمكانية رفع المرء إلى مستوى ‹إله السحر›. في هذا الوقت القصير، أجرينا تخمينًا جيدًا لما حدث بينكما سابقًا»
«إه؟ ها! م- مهلاً لحظة. تقصدين أنكِ تفهمين أنه كان هناك جحيم لانهائي في ذلك الوقت القصير!؟ إذن لا سبب أن-...»
«ها قد فعلتها أيها الأحمق!!!!!!»
كان صراخ بيردواي مصحوبًا ببرق جسدي يسقط من السماء.
«نويت أن أتساهل معك وأتولى الأمر عنك، لكني لن أسامحك الآن. سأصنع منك ضفدعًا محطمًا!!»
ارتجف كاميجو خوفا والتفت إلى إندِكس طلبًا للعون، لكن الراهبة ذات الشعر الفضي هزت رأسها بتعبير فارغ تمامًا.
«توما، أرى أنك بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة في سرير المستشفى حتى تتعافى»
وبهذا القول، تحركت اثنتان.
اتخذت تلكما الوحش السحرية ذوات المهارات اللااعتيادية فِعلاً.
- الجزء 2
كان تشكيل إندِكس وبيردواي واضحًا.
تَقَدَّمت بيردواي خطوة وتراجعت إندِكس خطوة. أحدهما مقاتل الأمام والآخر داعمٌ في الخلف. كان تقسيم الأدوار هذا بسيطًا ومثاليًا.
(أهما حذرتان بسبب أوثينوس؟ ألا يعلمان أنها تنهار من الداخل من ‹تعويذة الجنية›؟)
ومع ذلك، فإن وسيلة إندِكس الأساسية للهجوم كانت ‹اعتراض التعويذات› و‹شيول فير› والتي كان من المفترض استخدامها حصرًا ضد السحرة ورجال الدين. شك كاميجو في أن هذه التقنيات يمكن أن تفعل الكثير وهو يعتمد على الإماجين بريكر.
كان سحر هجوم بيردواي المباشر تهديدًا، وقد أخافه أكثر من أي شيء أنها كانت مدعومة من قبل 103,000 جريموار، ولكن إذا كان هناك تأخر في الاتصال بين كل هجوم، فإن فرصه كانت أفضل إذا تحرك من مسافة قريبة في معركة بالأيدي. لن يظل سالمًا، لكنه سيفوز إذا أسقط بيردواي قبل أن ينهار.
لكن خططه لم تتحقق تمامًا.
«يا أوثينوس»
قالت بيردواي بهدوء.
«قاتلي أيضا إذا شئتِ»
بعد لحظة،
انبثق ‹رمحٌ› من يد الفتاة بصوت سخيف.
أدركه كاميجو.
كان مصنوعًا من الذهب وله تصميمٌ يشبه الشجرة. كان سلاح الآلهة هذا قد لعب بالعالم أسره وحاصره في ذلك الجحيم اللامتناهي.
«غونغير!؟» صاحت أوثينوس.
«ألم تستمعي؟ إذا استخدمناها صحيحًا، فإن 103,000 جريموار في رأسها تحتوي على إمكانية الوصول إلى مستوى إله السحر»
أمسكت الرمح الذي نبت من راحة كفها، ورَيَّحَتهُ على كتفها، وابتسمت.
«سمعتُ أنكِ سرقتي الخطط من رأس برونهلد إكتوبل، ولكن كانت هناك طرق أخرى... ونعم، هذا ليس سلاح الإله نفسه. فسلاح الإله لا يحمله إلا الإله. إنما ضَبَّطته للاستخدام البشري مما غَيَّر من خصائصه قليلاً»
«مهلاً مهلاً» نظر كاميجو إلى أوثينوس من فوق كتفه. «حسبتُ أن الغرض من غونغير أن يتحكم بشكل صحيح في قوة الإله سحري. لن يفيد بشيء إذا استخدمه إنسان!!»
«أتراه كما تحسب يا فتى؟»
أرسلت كلمات بيردواي قشعريرة في عموده الفقري.
(لا يمكن. لا يمكن!!)
«ماذا تسمي من حَمَلَ رمح الآلهة؟»
لم تولد إله السحر أوثينوس إلهًا سحريًا. لقد استخدمت طريقة خاصة للحصول على المعرفة، وأدت طقوسًا فريدة بناءً على تلك المعرفة، وانفصلت عن قوقعتها البشرية.
في هذه الحالة...
«تقصدين... إنكِ صرتِ إلهًا سحريًا؟!»
«لا،» نفت أوثينوس. «لو كان معها الرمح وأصبحت رأس الإله الإسكندنافي حقًا، لضَحَّت بالعين كما فعلتُ أنا. هذا أمرٌ لا مفر منه إذا نوى المرء أن يصير أنا. حتى لو أنها بدأت من 100 نقطة مختلفة، فلن تكمل أبدًا ما لم تعبر من تلك النقطة. هذا يعني أنكِ لستِ أودين، ولستِ أوثينوس، ولستِ وُودين حتى»
«لا يهم حقًا»
دَوَّرت بيردواي يدها ببطء لتُحرك الرمح من كتفها.
لم تكن تُعِدُّ النصل لتطعنه على أعدائها.
كانت تستعد لرميه.
«كل ما علي هو أن أنتج نفس ظاهرة الرمح الملقى، حتى لو مرة واحدة. من الجرأة بعض الشيء أن يُسمي المرء نفسه إلهًا فقط لاستخدامه قوة التدمير، ولكن رغم الوقاحة، فلا بد أن يمنحني الحق في قتل إله»
شعر كاميجو كما لو أن العالم اِسْوَدَّ أمام عينيه.
كان يعرف الدمار الحقيقي الذي أحدثته الضربة المؤكدة لهذا الرمح. هذه التعويذة ستقسم العالم بأسره، وتجمع دوامة الشظايا، وتخلق منها رمحًا عملاقًا. سيتدمر عالم الإنسان من أجل خاطر الإله والعنف المتصاعد سيخلق هجومًا مرعبًا ليغسل فردًا واحدا.
وهذه المرة، لا توجد طريقة أن يُعاد العالم كما كان.
إذا جاء الدمار، فالنهاية النهاية.
«انتظري بيردواي!! هذه ليست أداةً سهلةً كما تحسبين!!»
«أرى أنك تظن نفسك أفهم مني. متى اغترت بنفسك كثيرًا يا فتى؟»
لا يمكن استخدام هذه المدفعية الإلهية إلا مرة.
سوف تذبح كل أعداء الرامي أكيد، لكنها ستدمر العالم بأسره معهم.
قبل أن يُرمى وقبل أن يتحول العالم إلى ذاك المشهد الأسود النقي، انطلق كاميجو توما إلى الأمام.
- الجزء 3
لم تصبح ليفينيا بيردواي في الواقع إلهًا سحريًا.
حتى مع دعم 103,000 جريموار، لم يكن الرمح حقيقيًا في الواقع.
ما كانت تفعله بسيط.
عرفت إندِكس وبيردواي شيئين:
1. أصبحت أوثينوس إلهًا سحريًا كاملاً.
2. قاتل كاميجو توما وأوثينوس في مكان ما دون علمهما.
حتى مع معرفة فهرس مكتبة السحر المحظور، لم يتمكنوا من تحويل أي أحدٍ إلى إلهٍ سحري بهذه السرعة. كان الإله السحري إنجازًا هائلاً لا يُحَقق إلا بعد أن استوفى المرء شروطًا خاصة معينة وعمل كميات فلكية من الاستعدادات.
من ناحية أخرى، فإن عدم الوصول إلى مستوى الإله السحري لا يعني عدم القدرة على قتل إله سحري.
(بسيطة)
ابتسمت بيردواي وهي تمسك ‹الرمح›.
استخدمت وجهها البوكر لتقمع الصداع الذي يأكل داخل جمجمتها.
كانت تستفيد استفادة كاملة من 103,000 جريموار من المعرفة، لذا فإن "المعرفة السامة" المتدفقة من إندِكس كانت تلوث عقلها باستمرار.
في حياتها الطويلة، سيكون لديها فرصة واحدة فقط لهذا.
لكن السحرة كانوا من النوع الذي سيقولون إنه لثمنٌ بخس يجب دفعه إذا مَكّنهم من قتل إلهٍ سحري بأيدي البشر.
(يعرف كل من أوثينوس والصبي مدى الإله السحري، لذا علي فقط أن أسحبها منهم. لا أستطيع إعادة إنتاج الآلهة أو أسلحتهم، لكن لو أمكنني استخلاص ظاهرة الدمار من رؤوسهم، فسوف أمتلك الوسائل لقتل إله)
البخور العاكس للروح، الإسقاط النجمي، أونغايكو، الأرواح الانتقامية للأحياء، الأشباه، إغراءات الشيطان أو مارا، القط الذي هزم إله الرعد الإسكندنافي في اختبار للقوة، وإلى آخرهم. في حين أنه ليس مثل الشبح الذي رآه ماكبث، كانت هناك أساطير من جميع أنحاء العالم حيث تتحول آثار المتوفى وشكل قناعات المرء الخاطئة وهدف الخوف الشديد وأشياء أخرى موجودة فقط في رأس المرء إلى واقع.
بالطبع، كان مدى قدرة البشر على إنشاء تقنيات فعلية بناءً على تلك الأساطير أمرًا مختلفًا.
ابتكر البعض أوهامًا في الدخان بينما ابتكر البعض الآخر تقليدًا باستخدام مادة افتراضية مثل الإكتوبلازم، لكن التعويذة المستخدمة لتجسيدها لم تكن الأهم.
بل مصدر الصورة.
(أشعر أنها تخفي أوراقا رابحة أخرى غير الرمح، لكن هذا غامض جدًا لأسيطر عليه. ما لنا إلا أن نعتمد على الرمح الذي يمكننا فهمه هنا في هذا العالم)
لم يستطع رمح بيردواي التحكم في قوة الإله السحري.
ولا أن تعيد خلق العالم.
وبدلاً من ذلك ركزت على هجوم ‹رأس الإله الإسكندنافي›. لقد أخذ هذا الجزء الوحيد من القوة العظيمة للآلهة وسمح للإنسان بعمل إعادة خلق عالية الجودة لتلك الظاهرة التي تضمنت في ‹الرمح›.
ما هو السحر في المقام الأول؟
يمكن للإنسان الهش أن يحتوي فقط على القليل. يمكن ليد بشرية صغيرة أن تأخذ كمية صغيرة فقط. هذا يعني أنهم لا يستطيعون جعل أساطير الآلهة ملكًا لهم ولا يمكنهم اتخاذ إجراءات الآلهة تمامًا لأنفسهم.
هذا هو السبب في أنهم قَطّعوها لأحجامٍ أصغر.
بدلا من أن تكون واسعة وضحلة، جعلوها ضيقة وعميقة. يستخرجون نقطة واحدة، ويصقلون هذه النقطة بشكل متكرر، ويوسعون التفسير أحيانًا، ويصلون في النهاية إلى أسلوبٍ مستقل وفردي.
(سَمّي هذا الأسلوب تقليدًا إلهيًا.)
كان هذا هو الشكل الأصلي للتعاويذ.
لقد كان نظامًا غريبًا ابتكره البشر لتحقيق رغباتهم، حتى لو عنى ذلك تدنيس الآلهة.
وبالتالي فقد كرهها كثير من المتدينين ورجال الدين.
(لا يمكن للإنسان أن يقتل إلهًا، لكن ظاهرة مستخرجة من إله سحري يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى هذا الإله السحري!! سوف تُدَمَّر بنفس النظام الذي خَلَقَته!!)
حتى بيردواي لم تعرف ما سيحدث بمجرد أن ترمي هذا الرمح.
كان توقعها الوحيد أن يكون هجومًا سيؤمن به حتى الإله السحري أوثينوس.
هي على استعداد لإطلاقه.
وقبل لحظة من قيامها بذلك، اندفع كاميجو أمامها مباشرة.
«...!؟»
فوجئت للحظة لكنها تعافت بسرعة.
(لا يستهدفني!؟ أينوي القضاء على قوتي بهزيمة فهرس المكتبة المحظورة التي تدعم تعويذتي!؟)
استدارت بجنون ولا تزال تمسك الرمح فأدركت ما يسعى إليه حقًا.
«أيها الوحش!! أتنوي أخذ الفهرس درعًا؟»
«لا يهمني كيف أكون! إذا أطلقتِ الرمح، فسوف ينفجر العالم كله!»
تجاهلت هراءه وصححت تصويبها بعناية.
يبدو أن وزن الرمح قد تغير في يدها.
كان هذا سلاحًا لاستخدامه ضد إله سحري، لذلك كان قويًا جدًا لدرجة أنه لم يكن مناسبًا لمثل هذا الحجم الصغير.
- الجزء 4
نسي كاميجو حتى أن يتنفس وهو يركض بأقصى سرعة عبر الجسر.
كان يتجه نحو إندِكس التي خلف بيردواي.
شعر بذبذبة خفيفة على خديه. بدت إندِكس صامتة للوهلة الأولى، لكن فمها كان مفتوحًا بشكل طفيف وكانت تأخذ أنفاسًا طويلة. كان هذا هو مصدر الاهتزاز.
كانت تغني.
مثلما أنتجت الموجات فوق الصوتية تموجات في كوب من الماء، كانت أغنيتها خارج نطاق السمع البشري وأثناء ذلك كانت تقدم معلومات إلى بيردواي أمامها. بالنظر إلى الموقف، من الواضح أنها كانت تزودها بمعرفة 103,000 من الكتب السحرية.
(عليّ أن أوقف هذا الغناء مهما حدث!!)
كانت قبضته مشدودة بإحكام، لكنه فتح يده وبسط أصابعه.
لم يحتج أن يفقدها الوعي. لم تكن تشكل تهديدًا كبيرًا عليه لأنه جاهلٌ بالسحر. كانت بيردواي تهديدًا بمفردها، لكنها لم تكن وجودًا خاصًا ينافس بشكل فردي إلهًا سحريًا. لو كانت تمتلك مثل تلك القوة، فلربما اختارت أوثينوس وغريملين مسارًا مختلفًا.
ولذا...
(علي فقط أن أغطي فمها وأوقف الغناء!! طالما يختفي هذا الرمح، يمكنني أن أجد طريقة للتعامل مع بيردواي!!)
انطلق حتى وصل لإندِكس.
كانت تلك الفتاة دائمًا إلى جانبه، وقد أقسم على حمايتها مهما حدث، ومد يده اليمنى صوب رأسها.
«...!!»
عادت الراهبة فضية الشعر خضراء العينين بصمت للوراء لتهرب من يده.
لكنها بدت صامتة فقط. في الحقيقة، من المحتمل أنها كانت لا تزال تغني.
ولكنه، تأخر كثيرًا.
من وجهة نظر رياضية بحتة، لم تكن مكتبة السحر تشكل تهديدًا كبيرًا. كانت تلك المسافة الصغيرة ستضيّع التصويب قليلاً، لكن كفه لا يزال يصل إليها.
بعد لحظة، أخطأت يده اليمنى فمها لكنها وصلت إلى نقطة مختلفة في جسدها.
وهو صدرها المتواضع.
«.....................................................................................................................آه»
بحلول الوقت الذي لاحظ فيه، فات الأوان كثيرًا.
انتهى ترتيلها بصرخة شديدة، وأصبح الرمح في يد بيردواي غير مستقر وانفجر، وانتشرت المجموعة الكاملة المكونة من 32 سنًا للراهبة أمام عينيه.
- الجزء 5
«توما! ما لك ذوق وخلق إطلاقًا!! وكأنك تفكر فقط في الفوز أو تحسب أن أي شيء مقبول ما دمت تفوز!! الفوز ليس الشيء الوحيد المهم! أوصي بشدة بقراءة Le Morte d'Arthur (وفاة آرثر) و أغنية رولاند وأشياء أخرى لتعزيز تعليمك!! هل تستمع حتى يا توما؟!»
«.............................................................................................................................»
«.............................................................................................................................»
من الصعب أنه كان يستمع.
كان وبيردواي منبطحين على الجسر الطويل الذي يشبه المدرج. رَبَضَت أوثينوس إلى جواره وهي تنقر رأسه الشائك بإصبعها السبابة.
تذكر عندما دارت الفتاة أمام مرآة ثم ركبت عربة كهربائية ذات عجلتين في ذلك الجحيم الأسود اللامتناهي.
بينما كان هو وبيردواي منبطحين على مقربة شديدة لدرجة أن رأسيهما كادا يتلامسان، سألها سؤال.
«لأيّ مدى تعرفان ما حدث لنا؟»
«لا شيء محدد. ولكن إذا اكتمل الرمح واستخدم الإله السحري قوته الكاملة، فهي لن تهتم بمجرد هجمات جسدية. ويُفترض أنها أعادت صنع العالم بأسره إلى عالمٍ لن تجد فيه أي من هذه الأشياء غير الضرورية في المقام الأول»
بدلاً من أن يُدَمَّر مرة واحدة فقط، أُعيد تشكيل العالم إلى ملايين أو حتى بلايين الأشكال لكسر عقل كاميجو، لكن يبدو أن خيالهم لم يصل بهم إلى هذا الحد.
أعطى السحرة الأولوية للفرد على الكل، لكنهم لم يفكروا في أي أحدٍ يُعيد تشكيل العالم بالكامل من أجل معركةٍ فردية.
«ماذا رأيتَ في العالم المُتغير؟» سألت بيردواي.
«لست متأكدًا ... الآن بعد أن فكرت، ربما لم يكن هناك أي شيء جديد،» تلفظ بالكلمات. «لكنني تذكرت شيئًا أساسيًا حقًا. هذا كله... والآن بعد أن عرفت هذا، ما عدتُ بقادر على أن أتصرف ببراءة باسم العدالة. لا أستطيع أن أقتل أوثينوس بعد الآن. سأحاول إيقاف هذه الفوضى في جميع أنحاء العالم بأي طريقة أخرى أستطيعها. لا يمكنني أبدًا أن أختار قتل أوثينوس مرة أخرى. لا يمكنني أبدًا اختيار قتل فتاة مُجردة ثم أبتسم من بعد ذلك»
«هَه» رفعت بيردواي رأسها من الأرض. «وصفتها لتوك بالفتاة، ها؟ ذلك إله السحر أوثينوس، زعيم غريملين. لقد دمرت العالم... وربما أكثر من مرة»
«أعلم»
أزال كاميجو رأسه من الثلج أيضًا ونظر في عينيها.
«فهل عندك مشكلة مع ذلك؟»
«الآن بات كل شيء منطقيًا أخيرًا»
تدحرجت إلى ظهرها ووجهت يدها إلى جبهتها.
«كان عليّ أن أعرف. هذه هي بالضبط طينتك من الناس! اللعنة على ذلك!! كنت أفكر في مصير العالم، وزعيم غريملين، وعندما أتيحت لك الفرصة للتواصل معهم، وما هي المعلومات التي كان من الممكن أن تتسرب إليهم! لكنني الآن أشعر كأنني حمقاء لأخذي الأمر كله على محمل الجد!! لأنها "مجرد فتاة"، ها؟ حقا إنك شاب ميؤوس منه، اللعنة!!!!»
عندما سمع ذلك، وقف ببطء ونظر إلى الجانب الآخر من الجسر.
رآه في الأفق لا ينتهي.
«سنذهب»
«توما!! ما أنهيتُ كلامي معك!!»
حاولت إندِكس أن تغضب عليه أكثر، لكن بيردواي لفت ذراعيها حول ساقي الراهبة من الأرض.
«كيف ستحلها؟» سألت بيردواي.
«بمحو قوة أوثينوس وتسليمها لأمريكا»
«أعندك طريقة؟»
«إذا لا، لتحطمت منذ زمن»
سماع هذه الإجابة جعلت بيردواي تُثبّت ساقي إندِكس أكثر إحكامًا مما أعثر الراهبة ذات الشعر الفضي تقريبًا.
«إذن إحضار هذه الفتاة معك ستكون فكرة سيئة. إذا حفظت الورقة الرابحة تمامًا لاستخدامها ضد إلهٍ سحري وحشي، فإن التهديد الذي يحيط بها باعتبارها فهرس مكتبة السحر المحرمة سيرتفع إلى مستوى أعلى. وسأكذب لو قلت إنني غير مهتمة، لكني أحب فكرة أن أُدَيّنك بواحدة»
«إذن من فضلك اعتني بها»
«سأفعل»
لفت بيردواي ذراعيها حول خصر إندِكس حيث قامت بدور كبح جماح تلك الفتاة التي كان من شبه المؤكد أن تضيع بمفردها.
سافر كاميجو وأوثينوس لآخر الجسر وتمتمت بيردواي لنفسها وهي تراقب ظهورهما المغادرين.
«......من نظراته، شاهد دمار العالم. ومع ذلك لم يكفي أن يُغَيّره»
تعليقات (1)
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)