-->

الفصل 18: ضد "الشخص الذي يعارض الإله السحري". الجولة_10

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

عبرا الجسر ووصلا إلى جزيرة فونِن، لكن كاميجو لم يكن متأكدًا من مدى اختلافها تمامًا عن شبه الجزيرة. فلا يزالان محاطان بالثلج ولم تعطي شعور الجزيرة حتى.

«قد يُسَمّونها جزيرة، لكن عرضها يبلغ 50 كيلومترًا» أوضحت أوثينوس. «لن يبدو الأمر مختلفًا كثيرًا عن ذي قبل ما لم نتبع الساحل»

«أين نذهب بعد ذلك؟»

«نكاد نصل. هذه هي نفس جزيرة قلعة إغيسكوڤ حيث غمرت عيني. سنصل بعد المرور عبر مدينة أودينس»

لم تكن فونِن موقعًا لمعارك متكررة، لذا لم تنتشر الفوضى هناك بعد. كانت بعض السيارات تسير على طول الطرق المغطاة بالثلوج.

جربا أن يطلبا توصيلة لأول مرة منذ فترة وحصلا على رحلة بسهولة. حملهم السياح في طريقهم إلى متحف السكك الحديدية إلى أودينس بسيارتهم المستأجرة.

واصل الصبي الصغير في المقعد الخلفي مضايقة أوثينوس، لذا سألها كاميجو أخيرًا عن ماذا يقول.

«هو يسألني إن كنتُ ساحرة من الكتب المصورة. أظنه يحسب هذا زي من قصة أندرسن»

كان من الأفضل للصبي ألا يعرف الحقيقة.

كانت أودينس مدينة أخرى مرصوفة بالحجارة والطوب، لكنها كانت أكبر بكثير وأحيا من المدن السابقة. بها عدد كبير من أبراج الكنائس والهياكل المماثلة، فبدت وكأنها صورة ظلية للغابة الصنوبرية مصنوعة من الحجر.

غادر كاميجو السيارة المستأجرة سريعًا.

«د-دعينا نشتري أخيرًا معاطف. لا أريد أن أتجمد في النهاية»

«بعد أن وصلنا هذا الحد، ألا تظن أننا سنكون بخير هكذا؟»

«ستكونين أكثر إقناعًا لو لم تكن شفتيك زرقاء»

تجولا في منطقة التسوق لكنهما لم يجدا شيئًا يستحق العناء. وجدا معاطف، لكنها باهظة.

«أودينس هي أحد المناطق السياحية الرائدة في الدنمارك وهم يعرفون ما الذي سيبحث عنه عملاؤهم. لن نجد أي شيء بسعر معقول هنا»

«تمزحين. أشعر أن الثلج يكاد يتراكم على رأسي»

هذا يعني أن عليهما الإسراع والعثور على السيارة التالية التي سينطلقون معها.

«بقت عشرين كيلومترًا فقط. ليست بعيدةً جدًا عن المشي إذا اضطررنا»

«على أننا لا نعرف من ينتظرنا؟ لا أريد أن أتعثر من ألمٍ عضلي فأُهزم هكذا»

سيجدون معظم المركبات أمام محطة القطار، لذلك سارا عبر المدينة للوصول إلى المحطة شمال منطقة المسرح.

كانت توجد حديقة كبيرة بين المسرح والمحطة.

وفقًا لأثينوس، كانت تُعرف باسم حديقة الملك، لكن كاميجو عبس بمجرد أن وطأت قدمه فيها.

بغض النظر عن مقدار تساقط الثلوج وكمية الثلوج التي غطت الأرض، فمن الواضح أنه كان غريبًا ألا تجد أحدًا في هذه المنطقة السياحية. كان الثلج نادرًا على ما يبدو في الدنمارك، لكن ألا يعني ذلك أن الأطفال سيستفيدون من الحدث العظيم باللعب في الثلج؟ كان هناك الكثير من الأشياء الممتعة التي لا يمكن القيام بها إلا في الثلج، ومع ذلك لم يكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر في هذا المشهد الأبيض.

«.....ورطة»

« ‹حقل تصفية الناس›.[1]إنها ممارسة قياسية، لكنهم أقاموا واحدة في وسط المدينة وفي وضح النهار»

وما إن تحدثوا، ظهرت شخصيتان جديدتان قطعتا الطريق في الحديقة البيضاء.

لم يدري كاميجو كيف اقتربا. لم يجد آثار أقدام في المكان؛ وحدها آثار كاميجو وأوثينوس.

«هل تتذكرنا؟ قد التقينا في الأكاديمية من قبل»

إحداهما امرأة شقراء الشعر قصير وكانت ترتدي بنطالًا سميكًا وسترة من النوع الثقيل ومريلة (مئزر) للعمل ونظارات واقية لتُكَوّن صورة ظلية عامة للخادمة.

الأخرى كانت امرأة ترتدي فستانًا قصيرًا وبنطلونًا وسترة واقية من الرصاص وواقيات للكوع والركبة لتُكَوّن صورة ظلية لامرأة محاربة من لعبة فيديو.

لم يعرف كاميجو التفاصيل، لكنه أدرك أن هاتين تقفان إلى جانب أولّيرس.

«أنا سِلفيا وهذه برونهلد. كلتانا قديستين، لكنني لا أظنها غريبةً عليك بالمرة. فبعد كل شيء، قد قاتلتَ قديسة إنجلترا، أليس كذلك؟»

ارتجف من كيف خَلَت نبرة صوتها من الهموم.

قديستان. يمكن لهذين الوحشين التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت وأن يهجما من اتجاهين في وقت واحد. وهذه المرة لم تكن هناك "نقاط عمياء غير مرئية" يمكن أن يستغلها كما فعل مع كانزاكي كاوري. كان القتال عادة خياره الوحيد، والقتال عادة ما يؤديه بلا شك إلى الوفاة.

وعلى رأس ذلك...

«هل هذا يعني أنه هنا أيضًا؟» سأل وهو يحرك عينيه ليفحص ما يحيط به. «أولّيرس ليس هنا أيضًا، صح؟»

اهتزت حواجب سِلفيا عند هذا السؤال.

لم يعرف ما حل بأولّيرس. أخبرته أوثينوس أن الرجل استخدم ‹تعويذة الجنية›، لكنه لم يعلم أن الرجل قد أُضعِفَ بنفس التعويذة بالضبط أو أنه هُزم بهجمات شرسة لإله سحري كامل القوة.

ولذلك استوعبها بطريقة خاطئة.

«إنه هنا أيضًا» أجابت سيلفيا. «ولكن هناك سبب وجيه لئلا يظهر هنا. أوثينوس، لابد أنك تفهمين السبب. ولابد أنك تفهمين ما أريد أن أفعله بعدما رأيتُ ذلك المشهد المروع»

«....»

ضيّقت أوثينوس عينها فقط.

لن تقول الكثير.

عندما نظر كاميجو من فوق كتفه، هزت المرأة التي تدعى برونهلد كتفيها.

«فقط لتعرف، ما جئتُ بضغينة كما هي»

ملأ صوت خافت الهواء وهي ترفس السيف العملاق عند قدميها وتمسك بالمقبض بيد واحدة.

«ولكن إذا كان هذا الإله السحري يضر ذلك الفتى، فما لي خيار. سأضمن سلامته ولو حَوَّلتُها إلى طينةٍ في الطريق»

(هذا سيئ.)

لم يكن لديه أمل في الفوز. لم يستطع حتى تصور الخطوة الأولى في ذهنه. بغض النظر عن الاتجاه الذي انتقل إليه، ما أمكنه إلا أن يتخيل نفسه يُقتل على الفور.

وهذا الباب من التفكير لم يكن خاطئًا.

اختفت سِلفيا، فضربه تأثير هائل، وحلّق أكثر من عشرة أمتار كرصاصة.

  • الجزء 2

لم يستطع عقله المواكبة.

«غباااه!!!؟؟؟»

تالي ما عرفه، أن أوثينوس والآخرون كانوا بعيدين بشكل لا يصدق. ارتجفت رئتيه كثيرًا لدرجة أنه ما عاد يتنفس بشكلٍ مناسب، وكانت ساقيه ترتعشان، وسمع ضجيجًا مرعبًا من ظهره.

لم يشعر بالجاذبية.

استغرق الأمر منه عدة لحظات ليدرك أنه كان يطفو فوق الأرض.

واستغرق الأمر منه عدة لحظات ليدرك أن ظهره قد اصطدم بالجذع السميك لشجرة صنوبرية فسقط على الأرض من هناك.

«كحح .. كحح كح!! غواه! هاه!!»

انزلق جسده إلى أسفل وصبغ الثلج الأبيض الذي يغطي العشب باللون الأحمر. تدفقت المزيد من كتل الدم في كل مرة ينفث فيها.

«يا إنسان!! تبا...!»

حاولت أوثينوس أن تصرخ بشيء، لكن صوتها انقطع فجأة. وبدلاً من ذلك، سمع صوت ارتطام مذهل لدرجة أنه حسبها بارودا.

كانت رؤيته ضبابية ووعيه يغرق في الظلام، لكن هذا الصوت جعل دمه يغلي. بالكاد حَرَّك أطرافه، لكنه كشف عن أسنانه الملطخة بالدماء وصرخ.

«أوثينوس!! توقفوا... لا تلمسوها!!»

كانت محاولته اليائسة في الوقوف كافية أن تصدر طقطقةً غريبة من جسده. الصدمة ربما خلعت عظامًا. تجاهل موجات الألم الشديدة المستمرة من مصدر غير معروف وصرخ صرخة وهو يقف مرة أخرى.

اختفت كل الأصوات.

وسِلفيا قد اقتربت بالفعل من أمامه مباشرة.

التقت أعينهما للحظة واحتوت عيناها على نظرة بلا عاطفة تجاه حشرة.

-طَعع!!!!!!- جاءت صدمةٌ أخرى.

طعنت ذراعها النحيفة وقبضتها الصغيرة في وسط صدره كأنها تنوي قلبه. ضرب ظهره الشجرة السميكة كمطرقة خشبية. بالصدمة والقصور الذاتي، تَثَبَّت الولد في الشجرة فجاءت إليه سِلفيا تهمس له من قريب.

«لم تعد ظروفك مهمة»

-طَع!!!!-

«لا يهمني ما إذا كنتَ متعاونًا مع غريملين سابقا، أو إذا نومتك أوثينوس مغناطيسيا، أو أنك تفهمت حقًا الفتاة أوثينوس فانضممت إليها»

-طَع!!!!-

«الانضمام إلى جانبها يكفي. إن الانضمام إلى من لم تكتفي بأخذ كل قوة ذلك الأبله العملاق وحسب وبل مزقت جسده أيضًا أمرًا كافيًا! هذا كل ما يتطلبه الأمر لتكون في مرمى بصريّ القاتل!!!!!!»

-طَع!!!!-

الصدر والبطن والوجه. ضربته قبضتها بثقلها الكبير مرارًا وتكرارًا. ضربةٌ تطرد وعيه، وضربةٌ تعيده، مثل هذه الهجمات الشرسة لم تسمح له حتى بأن يغشى. خلال هذا، اختفى الإحساس القاسي على ظهره.

كان الجذع السميك مكسورًا من الصدمات التي تمر عبر جسده.

مع اختفاء داعمه، طار الولد إلى الوراء. ما صار إلا كتلة دموية تلطخ منظر الجليد وهو يرتد عبره.

«غاه...آه...ها..»

لم يعد يستطيع الكلام صحيحًا. كانت معظم رؤيته مظلمة، ولكن حتى في ذلك المخرج الضيق من النفق المظلم، أمكنه أن يرى الوحش المعروف باسم القديس يقترب.

إذا كان هذا هو كل شيء، فلن تكون لديه القوة للوقوف مرة أخرى.

لكنه تذكر شيئًا: كان هناك قديسٌ آخر.

لماذا لم تهاجمه الوحش المسماة برونهلد؟ إذا لم تكن تستهدفه، فماذا تفعل تلك القديسة؟

«....»

بعد التفكير في هذا الحد، عادت القوة إلى ساقيه.

اهتز رأسه وبالكاد استطاع أن يقول أين أسفله من أعلاه، ومع ذلك وقف يائسًا على رجليه غير المستقرتين.

لكن هذا أثار غضب القديسة سِلفيا أكثر من غيرها.

«طيّب طيّب»

سمع صوت تمزق مجموعة من الخيوط الدقيقة.

كان صوت زوايا فم سِلفيا تنقسم على شكل ابتسامة.

«سوف أنزع أحشاءك بيدي هاتين وأري كل عضو من أعضائك لذلك الإله السحري. أنت الشريك العزيز الذي تخلت هي عن غريملين من أجله. حتى الإله السحري لن يجد سهولة في رُؤيتك تُشرّح أمام عينيها»

التهديد اقترب.

  • الجزء 3

"هُوَ" تابع.



ضيّقت برونهلد إكتوبل عينيها الذكية.

طعنت سيفها الكبير في الثلج ولاحظت بجفاف. وبينما كانت تراقب مقعدًا خشبيًا تحطم إلى أشلاء وفتاة ترتدي رقعة العين ترقد في وسط الأنقاض.

لم تتراجع.

في الواقع، كانت أكثر حذرًا من اللازم.

(أرى مقاومتها ضعيفة بشكلٍ مدهش)

كان هذا رأيها الصادق.

هل كان هناك شيء ما يتدخل في قوة أوثينوس كإله سحري أم أنها كانت تحاول أن تجعل برونهلد تتخلى عن حذرها؟ لم تكن برونهلد متأكدة، ولكن إذا كانت أوثينوس تمتلك قوة إله سحري كامل، فلن يهم ما إذا كانت برونهلد حذرةً أم لا.

برونهلد قد ابتكرت مرةً رمح ‹غونغير› عالي الجودة. لم تصل إلى مستوى الإله السحري بنفسها، لكن قدرات الرمح ربما أعطتها فكرة عامة عن ماهية الإله السحري وما يمكن أن يفعله الإله السحري.

في الحقيقة، قد قَيّدها خيالها وأن قدرات إله السحر أوثينوس قد تجاوزت ذلك بكثير، لكن هذا ليس الموضوع الرئيسية هنا.

(هل أقبل ببساطة أنها لا تستطيع استخدام قوتها الكاملة؟)

استخدمت يدًا لسحب السيف الذي كان له وزن كافٍ لسحق سيارة. أسندته على كتفها واقتربت من أوثينوس ومن المقعد المكسور.

(هل فقدانها للقوة مؤقت أم دائم؟ من الصعب القول، لكن يجب أن أقتلها طالما سنحت لي الفرصة)

عبست قليلا كما تفكر.

كانت هي نفسها ساحرة تزداد قوتها وتنخفض بين طرفيها في دورة محددة، مثل اكتمال القمر وتضاءله. ذات مرة استغلت عصبة سحرية قاسية ذلك فدَمَّرت من حولها.

والآن هي تفعل نفس الشيء هنا.

ولكن لضمان السلامة، كانت تُبرر شكوكها وتشن هجومًا عنيفًا.

ملأ شعور المرارة صدرها لكنها لم تتوقف عن المشي.

كان الصبي في سريره في المستشفى هو كل ما يهم.

كانت ستتحمل مناقضة نفسها من أجله.

«اتلي صلاتك»

«لأيّ إله...؟»

«الجواب الصحيح في مثل هذه الأوقات هو أن تتخيلي وجه من تحبين»

تلفظت برونهلد بكلماتها ووضعت يدها الأخرى على مقبض سيفها. أمسكتها بكلتا يديها لتسحق إله السحر أوثينوس بكل قوتها.



"هُوَ" تابع.



قبل أن تتصرف مباشرة، طار شيء مثل الرصاصة. جاءت الكتلة الحمراء الداكنة من الجانب. لقد رصدت بدقة الجسم الذي طار في طريقها فضربته أرضًا بأسفل مقبض سيفها.

ملأ الهواء صوت لزج مقرف.

"الشيء" قد كان صبيًا آسيويًا قبل لحظة.

«انتظري، برونهلد» قال صوتٌ شيطاني.

الشكل الذي سار كان ملطخًا بالأحمر الداكن.

«لا تقتليها بسهولة. هذا لا يكفي لدفع ثمن ما فَعَلَته. قبل أن يُقتل هذا الإله السحري اللعين، أريد أن آخذ منها على الأقل شيئًا ثمينًا. فذلك أمتع.»

عبست برونهلد على وضع سِلفيا، ونظرت إلى ما كان يُفترض أنه صبي، وعبست أعمق.

«ليس لي اعتراض على قتل الإله السحري الآن، ليس لي التزام بمواكبة متعتك القاسية»

«فهل أصنع كتلة دموية أخرى مثل هذا؟ سأفعل إذا أصررتي»


"هُوَ" تابع.


كانت الكتلة الحمراء الداكنة لا تزال ترتعش قليلاً.

كان يتنفس.

جلبت هذه الحقيقة البسيطة الحركة من مكان المقعد المدمر تمامًا. لم تستطع فتاة رقعة العين أن تقف، لذا تحركت كأنها تزحف على الثلج. تحركت ببطء وببطء، لكنها ما زالت تحرز تقدمًا نحو الكتلة الدموية الملقاة على الثلج.

«يا...إنسان..»

حركت شفتيها الملطختين بالدماء لتخرج الكلمة.

بحثت عنه عيناها.

بدت كفتاة صغيرة ترى حلمها داخل الشعلة الأخيرة.

«لهذا السبب... قلتُ لكَ... لن يأتي خير من... مجيئك معي...»

لن تسمح لهذا اللهب أن يُخمد. ولن تدع هذا الأمل يؤخذ.

فمنظر الإله السحري وهي تسحب جسدها بيديها المحطمتين عبر الأرض أوضح ذلك.

لكن برونهلد ظَلّت جافة تمامًا.

ظل تعبيرها دون تغيير وداست على يمين كتف الإله السحري. كان هذا كل ما يتطلبه الأمر لتوقف تقدمها البطيء.

«ما الذي يرضيكِ؟»

«أليس واضحًا؟ سأُمزق أعضاء هذا الشقي وهي تراقب. سأتأكد من أن يظل حَيًّا ويُحرك فمه طوال الوقت مثل سمكة حية»

«توقفي....»

تثبتت أوثينوس على الثلج من الضغط الكبير أعلاها، لكنها مدت يدها الدامية.

مهما حاولت، لن تصل إلى الكتلة الحمراء الداكنة أمامها.

«أنا من تريدان. اقتلاني وستُنهيان هذه الفوضى التي ملأت العالم. لا علاقة له بهذا. قتلي وحده يكفي أن يقضي على الفوضى، لذا...»

«لا أهتم» تسربت الكلمات من فم سِلفيا واستمرت الكلمات اللزجة. «ما دمت قادرة على قتلك، فلا شيء آخر مهم. طالما انتقم لذلك اللقيط أولّيرس، فلا يهمني إذا أصبتُ بالجنون. أنتِ لا تفهمين. حقًا لا تفهمين. لا أريد أن أعود طبيعية. فإن عدتُ، لانتهى الأمر عند هذا الحد. وربما أسامحك آخر الأمر. لكنني لا أريد. تفهمين؟ ليس أمرًا أنني أستطيع أم لا. بل لا أريد ذلك، ولهذا أختار أن لا أفعل»

جاء لبرونهلد فكرة صامتة عندما سمعت ذلك.

(عليّ قتل الإله السحري دون انتظار تعليمات سِلفيا)

حتى الآن، لم تستهن بقوة أوثينوس. لم تظهر أي عطف وكانت لتقتل عندما تستطيع. لم ترد السماح ببعض "المرح" الآن فتندم عليه لاحقًا.

«فلنبدأ إذن» قالت برونهلد ببرود وهي تمسك بمقبض السيف سرًا بقوة هائلة.

في اللحظة التي ركزت فيها سِلفيا على الصبي، كانت ستسحق وتقتل أوثينوس. كانت مستعدة لمحاربة سِلفيا الغاضبة بعد ذلك، لكنها ستعمل على قتل أوثينوس بسرعة الآن. كان ذلك على رأس أولوياتها.

«توقـ..»

استمر صوت أوثينوس الخافت ومدت يدها بيأس كأن أحدًا قد أخذ منها دميتها المحشوة.

«توقفا!! لا علاقة له بخطاياي! ولا سبب له أن يحملها! لذا أرجوكم!!»

لم يصلهما نداءها اليائس.

اتخذت القديستان أفعالاً حاسمة واندفعت ريح عظيمة.



"هُوَ" تابع.


ولذا...



انفجر صوتٌ متفجر لزج.

جاء الضجيج العظيم من أولّيرس عندما قطع بين القديستين.

ولكن بسبب ‹تعويذة الجنية›، لم يكن يمتلك أيًا من قوته الخاصة من كونه قريبًا من الألوهية السحرية. كانت قوة جسده والسحر الذي يمكنه استخدامه أضعف من الساحر العادي.

لكن إرادته عوضت ما ينقصه.

كان الإجراء الذي اتخذه بسيطًا. أرفق ذراعيه حول السيف الكبير الذي أرجحت به برونهلد. ومع ذلك، لن يمكنه أبدًا أن يوقف هجومًا أُطلِقَ بسرعة الصوت. مزق الاحتكاك المذهل يديه إلى أشلاء.

حتى مع تدمر يديه لأجل أن يُغيّر مسار السيف الكبير، استمر يُحَرِّكُ هاتين اليدين.

شَدَّ حتى يسحب السيف وبرونهلد تجاهه. فجعل السيف يجيء حيث كانت يدي سِلفيا الخالية.

«ماذا؟!»

«أولّيرس!! أيها الغبي!!»

تحدثت الفتاتان في مفاجأة، ولكن بعد فوات الأوان.

رنَّ هدير عظيم. بالنسبة لواحدٍ يراقب، ربما بدا الأمر وكأن القديستين اصطدما بسرعة مخيفة فانهارتا في الثلج العميق.

هُزمت القديستان على حساب ذراعي أولّيرس.

كانت تلك الذراعان ترفرف في الريح كخيط بلاستيكي وكان من الواضح أن الضرر قد تجاوز مجرد عظمة مكسورة.

«هل....»

سعلت أوثينوس الدم ولم تستطع الوقوف.

«هل أتيت لقتلي أيضًا؟»

«أتذكرين ما قلته من قبل؟» أجاب أولّيرس بوجه رصين وذراعيه الدمويتين متدليتين لأسفل. «ما عاد لي أي ارتباط بروابط الألوهية السحرية. طالما أنني أهزمك، فلا شيء آخر يهم»

«....»

«ولكن يبدو أن أحدًا آخر من أنجزها» ابتسم بخفة. «كنتُ آمل منه أن يتصرف كطعمٍ ليُغريك، لكنني بالتأكيد لم أتوقع منه أن يصل إلى هذا الحد»

«كان عندك سببٌ لقتلي.»

«مما لا شك فيه» كانت نبرته هادئة. «ولكن إذا مات كاميجو توما هنا، فسوف تتطورين إلى وحشٍ مخيف أكثر من أي شيء أظهرتِهِ حتى الآن. وبالمثل، إذا مُتِ هنا، فقد يحدث تغيير كبير في طبيعة كاميجو توما. وأنا لا أحب وقع أي منهما في أذني. كما قلتُ، ما بقي لي أيّ تعلق. إذا صارت لديك علاقة من شأنها أن تُضعفكِ أكثر من أي شيء آخر، فإن العمل للحفاظ عليها ليس بالخيار السيئ»

«.....إنّ "لطفك" هذا لبغيضٌ كما كان»

«هذا أنا. ولكني أدرك أنني فقدت الكثير بسبب هذا»

«هل هذا "اللطف" يستحق حقًا ولو كان يعني هزيمة حلفائك؟»

«هذا الذي معك فعل نفس الشيء. سِلفيا على وجه الخصوص هي من النوع الذي لن يتأثر بالكلمات، لكنها سترجع إلى طبيعتها الذكية المعتادة إذا كان لديها الوقت لتهدئ رأسها»

نظر نحو الاثنين المنهارين في الثلج.

«سأعمل على إقناعهم وسأواصل ذلك حتى يفهموا، فلا داعي أن تقلقي من أي شيء»

وهي تسعل، تمكنت أوثينوس أخيرًا أن تقف على أرجل غير ثابتة.

ربتت ظهر كاميجو فكح كتلة حمراء داكنة. لفت ذراعها حول كتفه وتمكنت بطريقة ما من قيامه على قدميه.

«لن...أشكرك....»

«حتى هذا هجومٌ ضدك في ذهني»

هز أولّيرس كتفيه وهو يتجاهل ذراعيه وهي تتأرجح.

فقط بعد التراجع بحذر إلى مسافة معينة استدارت أوثينوس. قدمت كتفها إلى كاميجو الذي كان بالكاد واعيًا وسألها أولّيرس سؤالاً أخيرًا.

«هل وجدتِ ما كنت ‹تبحثين› عنه؟»

«لم تكن من ‹يفهمني›. وهو كان أقوى منك بكثير»


بهذا القول، بدا أن مسافة مصائرهما قد تَوَسَّعت إلى ما لا نهاية.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (1)

  1. il0li0li
    شابتر عظيم و علاقة توما و اوثينوس عظيمة و طريقة المشاهد عظيمة و تدخل عظيم اااخخخ بس 👏

اختر اسم وأكتب شيء جميل :)