الفصل 19: ضد "المطرقة الشاهرة للإله العظيم". الجولة_11
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
بنيت قلعة إغيسكوف من الطوب وشيدت فوق أساس من أشجار البلوط التي لا تعد ولا تحصى.
بُذل جهد كبير في بناء تلك القلعة، وحتى بعد مرور خمس مِئة عام، كانت المنطقة بمثابة نعمة كبيرة لأودينس والمدن المجاورة الأخرى كمنطقة جذب سياحية.
لكن القلعة نفسها لم تكن المهمة للمتجمعين هناك.
اهتموا بالبحيرة.
قبل زمنٍ طويل من بناء القلعة العملاقة، استخدمت أوثينوس تلك البحيرة من أجل "شيء ما". بُنيت القلعة دون علم بذلك، لذلك لم يلاحظ حتى سحرة الخطوط الأمامية آثار الطقوس الهائلة التي قد حَدَثَت فيها.
لكن...
«نعم، أظن أنه ما عليّ أن أتفاجأ» قالت المرأة المعروفة باسم هيل من الأرض القاحلة البيضاء بجوار البحيرة.
«حتى لو لم يتقدم التحالف، كنا جميعًا جزءًا من غريملين» قال الصبي يورمنغاندر. «قد لا نصل إلى مستوى إله السحر، لكن لنا أن نُخمن ما تفكر فيه»
«سعيدٌ أنني لم أسرب المعلومات من أجل المتعة» قال الشاب فِنرير. «يبدو أنهم لم يستوعبوا بعد، لذا نحن أول من جاء»
لقد كانوا أعضاء القتال المباشر في غريملين ويمكن لكل منهم أن يقاتل بمفرده جيشًا كاملاً، لكنهم لم يكونوا وحدهم. كانت هناك العشرات إن لم يكن المئات من الشخصيات في الستارة البيضاء للثلج المتطاير في الهواء.
«هل لوكي هنا أيضًا؟»
«حتى لو كان، فغالبًا هو يختبئ وراء أحدٍ ما. فهذه طينته من الرجال»
«من المضحك أن الحراس الخلفيين مثل إيون و سِف موجودان هنا أيضًا. ويبدو أننا جميعًا غاضبون»
لم يفهم أعضاء غريملين الغرض من تلك البحيرة.
لم يعرفوا أنها كانت تنوي التخلي عن قوتها. ظنوا أنه يحتوي على مفتاح "الخطة الحقيقية" التي أخفتها عنهم.
وهذه تكفي خيانةً.
لقد ساعدوا جميعًا أوثينوس في أن تصبح إلهًا سحريًا وقاتلوا حتى تلبي رغباتهم. مهما كانت المهمة قاسية، فقد لوثوا أيديهم. وسيجعلونها تدفع ثمن تعليق هذا الحلم أمامهم ثم انتزاعه بعيدًا. وقد شمل هذا الثمن تمزيقها جسديًا.
فجأة، صعد شكلٌ جديد عبر الثلج.
افترقت العديد من الشخصيات وراء الستار من عاصفة ثلجية لتفتح مسارًا. الذي شق طريقه بجرأة إلى المركز لم يكن أحدًا يمكن أن يتجاهله فِنرير ويورمنغاندر وهيل.
«ثور»
«نعم، أنا الحقيقي هذه المرة» رفع يده مُحَيِّياً مُبتسمًا. «هذا روعة. كلكم جئتم لتقتلون أوثينوس؟ وهو محزنٌ أن لا أحد يقف معها»
«كذلك أنتَ جئتَ تقتلها، ولا؟»
«إي نعم. لكنني ما جئتُ بكرهٍ. أراه يكون قتالاً ممتعا، وهذا كل ما يهم. وسأكذب لو قلت لكك أنني لستُ مهتمًا أبدًا بنقاط الخبرة التي سأحصل عليها من هزيمتها» نشر ذراعيه وأعطى اقتراحًا. «لكن إذا كنا سنقدم شكوانا إليها، فلماذا لا نتوصل إلى اتفاق أولاً؟ دعونا نقرر من المُمَثل. إذا جئناها جميعًا وصرخنا بشكاوينا من كل اتجاه، فلن يكون ذلك إلا طوفانا من الضوضاء. تريدون أن تصل شكواكم إليها، صحيح؟»
استفاقوا جميعًا وتركزوا عند كلمة "ممثل".
في السراء والضراء، كان غريملين دائمًا مجتمعًا تحت جاذبية أوثينوس المطلقة. الآن بعد أن فقدوها، من يقود المنظمة؟ أيختارون المعيار والمتوقع إله البرق؟ أم يُعِدّون منصبًا جديدًا؟
«كيف سنقرر بالضبط؟» سألت هيل.
«أحسبتمونني أستخدم شيئًا مملاً مثل التقاليد أو التأثير أو الروابط أو الأصول؟»
سأل الإله الآخر وهو يغلق عين واحدة.
«لنكتشف من هو الأقوى في معركةٍ جماعية عملاقة للجميع. فهذا يبدو وكأنه الأمتع»
- الجزء 2
كاميجو توما وأوثينوس ملطخين بالدم.
لن يتمكنا من طلب توصيلة بهذا الشكل، فمشيا عبر العاصفة الثلجية البيضاء.
«.....هل قررتِ بعد يا أوثينوس»
«قررت ماذا»
«أيَّ مسار تختارينه ما إن ينتهي كل هذا»
تحدث كاميجو بهدوء وهما يستندان على بعضهما داعِمَيْن.
«قلتُ أنه قد يكون مخبزًا أو محل زهور أو أي شيء آخر، تذكرين؟ فهل وجدتِ ما تريدين القيام به.......؟»
«هَهَه. ليس من طبعي أن أفعل مثل هذه الأشياء اللطيفة»
«لا أعرف كم عليكِ الانتظار، لذا يمكن أن يكون أي شيء. لا يهم إذا كان لا يناسبك أو ليس من طبعك. ابحثي عن كل ما تريدين أن تفعليه أكثر من غيره. فهذا سيجعل الأمر كله يستحق تشجيعك»
«....ماذا أريد، همم»
صمتت أوثينوس لبعض الوقت.
«هل يمكن أن يكون أي شيء حقًا»
«لماذا تسأليني»
«لأنني أريد أن أسألك. هل لي حقًا أن أطارة أي حلم أريده.....؟»
حدقت في جانب وجهه عن قرب.
لقد فقد الكثير من الدم، ولا بد أن جفنيه المنتفخة قد ضيقت بصره لأنه لم يلاحظ تعابير وجهها.
«بالطبع يمكنك» أجاب على الفور.
«....طيّب»
بسماع ذلك، فتحت فمها بابتسامة صغيرة.
«ماذا، هل وجدتِ حلمك؟»
«ما لي سبب أن أخبرك عن ما هو»
«....؟»
وجّه لها وجهَهُ المضروب، لكن تعابيرها قد عادت إلى طبيعتها.
طَلَبُ المزيد لن يحقق شيئًا، لذلك استمر ماضيا على أمل أن تخبره في النهاية.
لم يكن متأكدًا كمٍّ مدة مشوها.
فَقَدَ كل إحساسٍ تقريبا في قدميه المغطاة بالثلوج.
في النهاية، ظهر ظلٌّ عملاق من خلال الثلج الأبيض الذي هب في الهواء.
«....قلعة إغيسكوف....» قالت أوثينوس بشفاه مرتجفة.
حرك كاميجو رأسه ببطء.
«فعلناها. تلك القلعة ليست مملوءة بالفخاخ كما في ألعاب الهروب من الغرفة، صح؟»
«القلعة لا تهم في الواقع. رميت ‹العين› في البحيرة قبل أن يُبنى البُنيان. البحيرة هي المهمة، لكن لم يجد أحد ‹العين› لأن الجميع ركز على القلعة التي جاءت لاحقًا....»
وبأنفاسٍ ضحلة، وصلا بطريقة ما إلى حافة البحيرة المحيطة بالقلعة.
لكن بعد ذلك لاحظا شيئًا ما.
شيء كانا يفضلان ألا يُلاحظاه.
«يَو» قال صوت.
كان هناك دَرَجٌ وعرشٌ عملاقان يقعان خلف الستار الأبيض للثلج المتطاير. لا، لم يكن عرشًا على درج جلس عليه الصبي.
بَشَرٌ.
كان جالسًا على قمة كومة من خمسين أو حتى مئة إنسان.
«....إله البرق ثور...!؟»
«أوه، هؤلاء جميعًا أعضاء في غريملين. إذا سألت أوثينوس، فغالبًا ستعطيك شرحًا لكل واحد منهم. ربما متعجرفةٌ تكون، لكنها تحب شرح الأشياء بينما تنظر إليك باستخفاف... هؤلاء خططوا أن يغلبوك، لكنني تَقَدَّمت فسحقتهم جميعًا لأن ذلك بدا مملاً. ولم أحصل على كل هذه الخبرة الكافية لمشكلتي»
«لكنك لن تنوي تركنا نمر، أتفعل؟» سألت أوثينوس.
أدلى ثور بتصفيقٍ ساخر.
«بالطبع لا. لستُ حليفكم. في الواقع، أن أكون عدوًا يبدو الأمتع. أوه، وكاميجو تشان. هذا أشبه بك كثيرًا. كنتَ قد تعفنت تمامًا عندما رأيتك في المدينة الأكاديمية، لكنني الآن أرى أنني سأستمتع كثيرًا. وإن وجود وحشٍ مثل إله السحر أوثينوس كمكافأة إضافية يجعل الأمر مثاليًا. بصراحة، هذه واحدة من أعظم حصص الخبرة التي رأيتها إطلاقا. وأشعر حقًا أن معدتي قد تنفجر»
«احترس» همست أوثينوس. «لقد تعاملنا مع ميولنير، لذا هو لا يملك دعم مطرقته. هذا يعني أنه فقد قوته كإله البرق»
«...؟ مهلاً مهلاً، احترس؟ كأنكِ تُبدين الأمر وكأن هذا لا يُضعفه»
«لو كان يتصرف كإله البرق، حتى أنتَ ستحظى بفرصة الفوز» ثم أكملت بعد توقفٍ. «لكن هذا ليس الحال إذا أظهر قوته كإلهٍ قدير. هذه المجزرة من صنعه. ببساطة، مجرد إله البرق لن يستطيع إحداث مثل هذا الضرر الكبير»
«ها ها هاه. شكرا على الشرح. أترى؟ أخبرتك أنها تحب شرح الأشياء»
أثناء كلامه العفوي، وقف ثور ببطء من بين كومة البشر.
«إذن ماذا ستفعلان؟ تهاجمانني معًا؟ أم أن هذا سيكون واحدًا لواحد ضد كاميجو تشان؟ لا أمانع أيًّا منهما، لذا أسرعا وقررا»
«لماذا اعتبرت أنني لا أستطيع استخدام كامل قوتي وأنني لن أقاتل؟»
«سهلة. لو كنتِ في كامل قوتك، فلن تعتمدي على كاميجو تشان في أوّل الأمر»
بهذا التعليق وحده، كانت نبرته جليدية.
ثور قد خان أوثينوس لإنقاذ فراولين كرويتون. لعلّ لديه أسبابه، لكن كاميجو لم يستطع إنكار أنه أنقذ فتاةً من ظروف غير معقولة مقابل لا شيء. ومن معايير ثور، كان من الطبيعي أن يحتقر تصرفات أوثينوس "السابقة"
حاولت أوثينوس أن تقول شيئًا، لكن كاميجو مدّ يده ليوقفها.
«ستكون واحد لواحد» قال.
«ها ها! هذا المطلوب! علمتُ أنك ستقولها يا كاميجو-تشان!!»
ضحك ثور وهو ينزل من عرش غريملين وسار على الدرجات المصنوعة من الأجسام البشرية.
«في هذه الحالة، لن أتهاون. وإلا كانت وقاحة. المسرح أُعَدَّ بشكل مثالي، لذلك سأريك ثور القدير»
نشر ذراعيه متباهيًا بنفسه.
وبعد لحظة، انفجر ضجيج هائل.
اصطدمت قبضة أحدٍ ما في كاميجو.
نظر إلى أسفل وتتبع القبضة تدريجيًا إلى الذراع، ومن الذراع إلى الكتف، ومن هناك. أخيرًا، وجد وجه ثور.
«لنستمتع يا عزيزي»
لم يفهم كاميجو ما حدث.
انتشر التأثير في جميع أنحاء جسده بالكامل وطار كاميجو توما حرفيًا إلى الوراء.
- الجزء 3
تدحرج كاميجو على طول الثلج.
بدلا هواء، سعل دمًا أحمرا داكن.
«غه...كااه...!!»
بدا تنفسه لزجًا وهو يغرق في دمه. شعر بوعيه يتأرجح للداخل والخارج، ولكن أتته كذلك فكرة أخرى.
لم تكن قوة القبضة أقل من قوة الإنسان العادي. على أقل تقدير، لم تكن عنيفة مثل آلات ثقب الصخور. كان يسعل دمًا فقط بسبب الأضرار السابقة المتراكمة في ضلوعه.
ومع ذلك، فإن ذلك لم يقضي على التهديد.
ماذا حدث توا؟
ما نوع الظاهرة التي كانت؟
«انتقال آني.....؟»
«أبدِع في الخيال أكثر» هز ثور يده اليمنى الملطخة بالدماء وهو يبتسم. «جئتك الآن بكوني الإله القدير، أتعلم؟ لو لم تقتلع أوثينوس عينها، لكنت قائد غريملين. عليكَ أن تُوَسِّعَ وجهة نظرك إذا وددت الحديث عني»
في تلك اللحظة، كان ثور يقف على بعد أكثر من خمسة أمتار.
لكن تالي ما عرفه كاميجو هو أن الصبي قد أمسك بشعره.
وبينما حاول الوقوف، اصطدم بالثلج عائدًا.
سقط كعب ثور على صدره وبطنه مرارًا وتكرارًا. ضغط باستمرار على أعضاء كاميجو بعفويةٍ كأنما يسحق علبة مشروب فارغة.
«غاه...فه!!»
بذل كاميجو قصارى جهده ليمد ذراعه بينما أخرج كل الأكسجين من رئتيه. حاول الإمساك بكاحل ثور.
فاختفى ثور مرة أخرى.
كان على ارتفاع حوالي متر واحد ورفع قدميه ليسحق أمعاء كاميجو بكامل وزنه.
جاء ضجيجٌ مزعج من جسده.
«بغه... هااه!!!؟؟»
(ليس أنني فقط لا أستطيع لمسه. إنه يعود بهجومٍ آخر في نفس الوقت. هل هذه قوة خارقة للطبيعة تسمح له بهجومٍ مضاد بدقة 100٪!؟)
بينما كان مستلقيًا على ظهره، وصل بيده المرتجفة إلى ساق ثور.
اندفع ألمٌ خفيف من جانبه.
ضرب ثور القدير بأصابع قدمه جانب الفتى كما لو كان يركل كرة قدم وأرسلته القوة الهائلة ليتدحرج على الأرض.
للحظة، اعتقد كاميجو أن السماء البيضاء تَشَوَّهت.
افترض ببساطة أنه بسبب فشل وعيه.
«مم. لو كان الليل، فلربما يكون بمثابة تلميحٍ أبسط»
«ماذا...؟ أتقصد ...هذا ليس بوهم؟»
«أنا لا أتحرك»
بسماع ذلك، وضع كاميجو يده في الثلج وأمسك ببعض الحجارة تحته.
ألقى بهم جميعًا دفعة واحدة.
« « «لا داعي أن أتكبد عناء الخروج فقط لأقتل عدوي» » »
بدا صوت ثور يتضبضب فيتحول إلى عدة أصوات مختلفة.
ظهرت العديد من صور ثور هناك واقفةً فلم تُصِب أي حجارة جسده. لا، لم يكن ذلك دقيقا. كانت تلك الصور اللاحقة للفتى الذي أطلق على نفسه اسم إله قدير.
«قلتُ لك أن توسع نطاق رؤيتك.»
جاء الصوت التالي من خلفه مباشرة.
كانت قبضة ثور المشدودة قد طعنت بالفعل عمود كاميجو الفقري.
أطلق مرفقه إلى الوراء ردًا.
ضرب مرفقه الهواء الفارغ وبات ثور يقف أمامه مباشرة. دُفِعت ركبة بقوة في وسط أمعاء الصبي.
لم يستطع كاميجو التنفس.
بدأ يترنح إلى الوراء، لكن ثور أمسك بياقته بيدٍ وسحبه إلى الأمام. أرجح ثور جبهته لأسفل فضرب كاميجو وأسقطه على الثلج مرة أخرى.
السماء المشوهة. طريقة التحرك اللحظية. طريقة مختلفة عن النقل الآني الذي عرفه في مدينة الأكاديمية. تقنية داخل غريملين. شيء رآه كاميجو بنفسه. شيء قد اختبره هو بنفسه. كيف نقلته أوثينوس إلى الدنمارك؟
«أنتَ لستَ من يتحرك.....»
أثناء أخذ أنفاس ضحلة، حرك كاميجو شفتيه الملطخة بالدماء.
أوضح تعبيره أنه لا يستطيع تصديق نظريته.
«إنه العالم الذي يتحرك. كل ما عليك هو أن تقف مكتوف الأيدي فيتغيّر العالم بأسره مثل حزام ناقل ليحمل الهدف المطلوب إليك»
«طَوَّلت. ستكون الحكاية مختلفة إذا لم تملك أي تلميحات، لكنني عرضته لك بالفعل في ساحة الحاويات في المدينة الأكاديمية وأفترض أن أوثينوس أظهرت لك ‹قارب العظام› الثمين عندما اختفيتما من سارغاسو. ربما كان علي أن أتراجع قليلاً وأُبدي من الأمر وكأنه هجوم غامض. أمكنني أن أقول شيئًا مثل "موا هاها~ يمكنني إيقاف الوقت"»
بقيت قطعة اللعبة ‹ثور القدير› في مكانها بينما تتحرك خريطة العالم الموضوعة تحتها.
بدا الأمر ببساطة جنوني، لكن كاميجو كان يعرف تقنية تجعلها ممكنًا.
«كانت المعارك في المدينة الأمتعة أيضًا تجربة لمعرفة ما إذا كان الإسبر الشامل موجودًا أم لا. ذلك النظام المضحك سيُحطم عدة مجرات بعيدة معًا لأجل إطلاق ألسنة اللهب من يد الإسبر. هل تقول أنك وصلت إلى ذلك؟»
«هذا ليس ما في الامر. هل تفهم لماذا؟»
ابتسم ثور ووضع يده على وركه.
كان من الواضح أنه كان ينتظر كاميجو ليحافظ على تنفسه.
لطالما سعى لخوض معركة أكثر تحفيزًا ليكسب نقاط خبرة أكثر.
«هذا من شأنه أن يقضي على سبب غريملين لاستهداف فراولين كرويتون» قال كاميجو. «لو كان لديكم إسبرٌ شامل، لاستخدمتموه في خطتكم»
«إني مثلهم ولكن مختلف. قد يشبه الأمر إلى حد كبير العلاقة بين أولّيرس و #7. أنا تقريبًا واحدٌ من الجانب العلمي. يمكنني إنتاج نفس الظاهرة تقريبًا، لكنني في الواقع لستُ واحدًا منهم. أنا ساحر حقًا، لذا فأنا لست إسبرًا بأي شكل من الأشكال»
«......»
شعر كاميجو كما لو أنه قد ألقى نظرة خاطفة على سبب مخاطرة ثور كثيرًا لإنقاذ فراولين كرويتون.
كانت مثله لكن مختلفة.
كانت في وضعٍ ربما انتهى به الأمر فيه.
لم تبدو غريبةً له، لذا فقد صنع عدوًا من كل الأطراف المعنية لإنقاذها.
ربما كان هذا هو سبب غضبه الشديد عندما كان كاميجو غير حاسمٍ بشأن إنقاذها.
لكن...
«ما تفعله هو على نطاق واسع. إن تحريك العالم بأسره بعيد جدًا عن المألوف لدرجة أن "القدير" قد يكون الصواب. لكن ظاهرة حجم الحياة الفعلية لا ينبغي أن تكون مختلفة عن النقل الآني. لا يمكنك تحقيق هذا المستوى من الدقة بهذا الشكل»
«كُفَّ. لا أحب مثل هذت المديح. رأيتَ أوثينوس بكامل قوتها، صح؟ إذا كانت المواصفات المتوقعة التي حسبتُها دقيقة، فإن قوتها ستذهب إلى ما هو أبعد من قوتي التي تقتصر على العالم الذي نحن فيه الآن. كم مرة تدمر العالم حتى تصل إلى هنا؟ في الحقيقة، كيف هزمتها ومعها الرمح؟ ...لا، الفوز وحده لن يُعيدك إلى هذا العالم»
كان صحيحًا أن ثور القدير 100٪ من المحتمل أن يُقتل في لحظة إذا واجه الإله السحري 100٪ التي كانت أوثينوس عليه. حكم ثور عالمًا واحدًا بينما خلق أوثينوس عوالم لا نهائية. كان ذلك جدارًا واضحًا ولا يمكن التغلب عليه.
لكن هذه ليست المشكلة الحالية.
وقف ثور القدير أمام كاميجو كتهديد حقيقي ولم يعد بإمكان أوثينوس استخدام قوتها. للمضي قدمًا، سيتعين على كاميجو هزيمته بقبضات إنسان ضعيف.
«فقط لأوضح أمرًا، أنا لا أحدد الإحداثيات. وأصلاً، الإحداثيات على الورق لا معنى لها في كون دائم التوسع»
«...؟»
«الشرط لا ينتقل دائمًا إلى نقطتك العمياء أيضًا. سيكون هذا في المستوى 3 حسب تصانفيكم في المدينة الأكاديمية، صح؟ هذا محرج بصراحة لأنني أُعرَفُ إلهًا قديرًا، لذا أبدع في خيالك أكثر وفكر»
«..................................................................................................................... لا يمكن»
جعلت الفكرة كاميجو ينسى الألم الشديد الذي يملأ جسده بالكامل.
سيكون هذا التأثير مناسبًا وغير عادل ويائسًا، وهو بالضبط ما سيفعله الإله.
«هل تنقلك تعويذتك دائمًا إلى النقطة التي ستتيح لك الفوز ؟»
«عليك نور. ولكن العالم هو من يتحرك حرفيا»
ثور قد اختفى.
مرت صدمة باهتة في وسط صدر كاميجو.
- الجزء 4
كم مرة شعر بقبضتيه تحطم اللحم والدم؟
كم مرة شاهد الصبي يتدحرج عبر الثلج العميق؟
سمع عجلات قطار وهي تضرب المسار من بعيد.
الشيء التالي الذي عرفه ثور أنهما ابتعدا عن قلعة إغيسكوف. هل كانا على بعد بضع عشرات من الأمتار أم بضع مئات من الأمتار؟ استدار، لكن القلعة اختفت في المشهد الأبيض. وقد أدت محاولات كاميجو توما المتكررة والسقيمة للابتعاد عنه والضربات التي لا تعد ولا تحصى التي ضربته عبر الثلج إلى هذه النتيجة البسيطة.
فَقَدَ مشهد أوثينوس، لكن ذلك لم يكن مشكلة للإله القدير.
كان مفهوم المسافة لا معنى له في نظره.
إذا لزم الأمر، فإن العالم سوف يتكيف معه. طالما كانت على الكوكب الذي يحمله بيده، يمكنه أن يصل على الفور أمامها حتى لو هربت إلى الجانب الآخر من العالم. على أنها هي من ستصل أمامه مباشرة، حرفيا.
«.....»
قام هذا السحر بضبط الموضع والمسافة تلقائيًا بحيث أن كل ما كان عليه أن يُلَوّح بذراعه أو ساقه ليوصل ضربةً صافية. أنتجت هذه التعويذة الظروف اللازمة لئلا تصل أي من هجمات خصمه إليه ولكي يهاجمه فقط.
كان الفوز أو التعادل هما الخياران الوحيدان.
أمكن لثور القدير دائمًا تجنب الهزيمة، لذا لا يمكن أن يُقتل حتى من المستوى 5 في المدينة الأكاديمية. بدون القدرة على تدمير العالم بأسره وإعادة تشكيله في لحظة كما فعلت إله السحر أوثينوس، لا يمكن قتله.
عندما يموت إله، يلحقه العالم.
أطلق ثور الصعداء وهو يشاهد كاميجو يكافح على قدميه ويبتعد عنه بخطوات مهتزة.
كان هذا العمل لا معنى له. ستتعدل المسافة والزاوية تلقائيًا.
«انتهيت؟» سأل عفويًا بينما كان يخطو للأمام.
مع إطلاق قواه كإله قدير، بدا هذا العمل فارغًا وكئيبًا. بدا الأمر وكأنه جهدٌ غير حقيقي كأنه يسير على جهاز المشي مع مشهدٍ زائف متحرك من حوله.
إذا كان الأمر كذلك بالنسبة له بينما كان يقتصر على هذا العالم فقط، فتساءل كيف ظهر العالم لأوثينوس عندما اكتسبت قوتها الكاملة؟
«هذا كل ما عندي. من البداية إلى النهاية، ما لي غير هذا. بدعم ميولنير، يمكنني إضافة شفرات الانصهار وأبهرج المكان، لكن هذا كل ما لدي الآن. وبصراحة، هذه فرصتك. لن تحصل أبدًا على فرصة أفضل»
حتى مع هذه القوة غير المكتملة، حارب أكثر من مئة غريملين وهزمهم جميعًا بلا خدش. حتى لو كان يهاجم نقاط ضعف عدوه مُستمتِعًا، فقد كان يواجه التنظيم بأكمله تقريبًا الذي تسبب في الكثير من الفوضى في العالم.
«معك قوةٌ عظيمة، فما الذي جذبك إلى أوثينوس؟» سأل كاميجو وهو يتراجع. «لا أتخيل أنك تعتمد على أي شيء. وأصلا، هل احتجتَ حتى أن تنضم إلى غريملين؟»
«تذكر ما قلته من قبل؟ مهما عَلَوت، دائمًا ستجد واحدًا فوقك. السعي وراء السلطة لا ينتهي أبدًا. أنا لست مختلفًا تمامًا عن باقي أعضاء غريملين. انضممت لأحقق رغبةً، ولا أكثر من ذلك»
ابتسم ثور وهو يشد قبضته برفق.
«ربما أردنا رسميًا تدمير انتصار الجانب العلمي من الحرب العالمية الثالثة، لكن هذه كانت فقط إحدى رغباتنا العديدة. كانت غريملين منظمةً تساعد إله السحر أوثينوس بإكمال قوتها حتى تمنحنا الأحلام بتلك القوة. لهذا السبب غضبنا جميعًا. هَرَبت أوثينوس دون أن تدفع لنا مقابل عملنا»
كان من الممكن أن يحققها ذلك الإله السحري الذي رآه كاميجو في ذلك الجحيم اللامتناهي.
في الواقع، من المرجح أنها فعلت ذلك في ذاك العالم المثالي حيث كان الجميع سعداء.
كان كاميجو هو الذي حَطَّم أحلامهم وكانت أوثينوس هي التي أعادت العالم.
«لكلٍّ منهم شكاوى متشابهة، لذا كان من المخزي أن نحدث ضجةً كبيرة معًا، ألا تتفق؟ لهذا السبب بطشت بهم جميعًا. ولأوضح لك أمرًا، إني قاتل أوثينوس. لا أمانع خوض معركةٍ لطيفة منعشة معك هنا، لكن مأساةً مؤكدة ستأتي من بعدك»
لم تصنع أوثينوس عدوًا للعالم بمفردها.
لقد رفض كل عضو في غريملين العالم واعتمدوا على الإمكانية الفريدة للإله السحري. لقد اتبعوا أوامرها لخطر النبذ من قبل التروس العظيمة في العالم.
لهذا السبب، لديهم ما يُبرر حقدهم على أوثينوس بعد تنحيها.
ولكن بعد التفكير لهذا البعد، نطق كاميجو بضع كلمات.
«....أتمزح معي؟»
«أوه؟ أرى أن النار لم تترك عينيك. ولكنه لا يعوض ما فَعَلَته»
«كنتَ في وضعٍ يسمح لك بإيقافه. لقد عرفت أوثينوس قبل أن يفعل غريملين كل ذلك وقبل أن تصنع هي عدوًا للعالم!!»
كانت إله السحر أوثينوس شخصًا مخيفًا حقًا.
صنعت الرمح بمفردها. ولمنع اكتشاف خطتها، أعَدَّت خطة وهمية، وتسببت بحوادث كبيرة في جميع أنحاء العالم، وفي النهاية دَمَّرت وأعادت إنشاء العالم ملايين أو حتى مليارات المرات. بدون مبالغة، كان هذا أعظم شر رآه حتى هذه اللحظة.
«أوقفتُ أوثينوس. لا أقول بالضبط أنني "هزمتها"، لكنني أوقفتها. لم يكن هذا شيئًا أفعله وحدي. ولو أنك حاولت أن تتعرف عليها... لو أنك حاولت فعلاً، لأمكن لأي شخص فعلها!! ومع ذلك...!!»
لكن هذا لم يكن كل شيء.
أعادت كل شيء إلى طبيعته لتحمي حلم كاميجو حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن حلمها. أنقذته، وهي تعلم أن مآل الأمر هي عداوةٌ للعالم كله. حتى عندما رمت إندِكس وميكوتو والآخرون هجمات شرسة عليها، فقد قَبِلتها وجهًا لوجه دون محاولة الدفاع أو التهرب.
«أنتَ استسلمتَ منذ البداية! تخليت عن فهمها!! قررتَ أن ذلك أسهل ولم ترد المخاطرة بالوقوع ضحيةً لغضبها، لذلك لم تحاول حقًا مواجهتها ولم تحاول التحدث معها!! ...والآن تلقي باللوم كله عليها؟ لقد تخليتَ عن تحقيق أحلامك، وفرضت تلك الأحلام على أحدٍ آخر، بضغطِهِ وحِملِهِ، والآن تلومها على فشلها؟! تبا لك ولكلامك هذا!! ما كان يُفترض أن أكون أنا من يقف إلى جانبها. تلك المكانة كانت لتكون لكم جميعا! منكم خمسون أو حتى مئة، ومع ذلك ولا واحدٌ منكم تمكن من أن يصل إلى هذه النقطة، لذا كفّ عن حديثك هذا وكأنك أفضل!!!»
كانوا على اتصال بأوثينوس قبل وقت طويل من مواجهة كاميجو لها، فلماذا لم يفهموا؟
هل كانوا راضين ببساطة عن وضعها في فئة "إله سحري مخيف"؟
لماذا لم يقدروا أن يجدوا ولو جزءًا واحدًا من الخير فيها؟
لماذا لم يروا غرابة أنهم لم يجدوا شيئًا؟
«إله السحر أوثينوس كانت بلا شك شريرة» قال كاميجو. «لكنك تتحمل بعض مسؤولية عدم إيقافها! لا تهرب من خطاياك يا ثور القدير. هذه ليست توقعات خيالية. أنا فعلتها! فعلت ما يمكن لأي أحد أن يفعله ولكن لم يحاول أحد حقًا!! لم ينجح أيٌّ منكم، ليس ببساطة أنه مستحيل، بل لأنكم ببساطة تخليتم عنها!!»
ربما، كما فكر ثور في ذهنه.
ولا أي من أعضاء غريملين، بما في ذلك ثور، ظنوا أن كلمات الإنسان ستصل إلى أوثينوس. حتى لو فهمت الكلام، فقد ظنوا جميعًا أنها لن تفهم الأفكار البشرية الموجودة فيها.
في هذا الباب، أنجز كاميجو توما شيئًا غير مسبوق.
ربما كان "أقوى" من أي منهم.
لكن...
«هذه ليست المشكلة هنا، كاميجو تشان»
اختفى ثور القدير.
لقد حصل على المكانة التي تسمح له بهزيمة الصبي.
- الجزء 5
مهما كان، يمكن لثور القدير التهرب من أي وجميع الهجمات. في معركته مع كاميجو، سيتحرك العالم بأسره تلقائيًا من أجل وضعه بحيث تُضيّعه كل هجمات العدو وتُصيب كل هجماته بفعالية. كل ما كان عليه فعله هو أن يُلَوّح ذراعه أو ساقه. كما لو كان يلعب لعبة قتال مخيفة حيث يضغط زرًا واحدًا باستمرار فيُحقق نصرًا لا تشوبه شائبة، ودائمًا سينتصر إذا أمضى وقتًا كافيًا في ذلك. لا يهم ما فعله خصمه. مجرد الضغط على نفس الزر سيتغلب على كل شيء.
هذا جعله لا يقهر بشكلٍ لا ريب فيه ومع ذلك فقد جعل المعركة فارغةً بشكل لا يُتصور.
حتى بعد آلاف أو عشرات الآلاف من الانتصارات، لن يحصل على شيء.
إذا استخدم هذه القوة العظيمة أكثر من اللازم، فإن المعلومات حول دوران الأرض ستنحرف بشكلٍ لا رجعة فيه مثل شريط فيديو أُعيدت تسميته مرارًا وتكرارًا. لقد كان يخاطر بمثل هذه المخاطرة الهائلة، لكن هذا النصر لن يمنحه حتى أدنى تلميح من المعرفة.
لهذا السبب كان يسعى بشدة للحصول على نقاط خبرة في المعارك. لو أنه عرف أن كاميجو قد عارض إله السحر أوثينوس في ذلك العالم اللامتناهي من خلال تعلمه من الموت باستمرار، فلربما صفق يديه وضحك فاطسًا.
(حسبتُ أن سأهرب من هذا معك وأنتَ خصمي)
شعر بإحساس باهت يمر من خلال قبضته.
بحلول الوقت الذي اكتمل فيه التمركز (وبدا أنه اختفى في نظر الغير)، كان الهجوم قد انتهى. وبمجرد اختفائه، فات أوان الهروب، وأن تتحرك قبل أن يختفي كان عبثيًا.
(لن أقدر شيئًا أمام أوثينوس بكامل قوتها وكان الأعضاء الآخرون أضعف من أن يكسبوني أي شيء. فحسبتُ أنك في مكانٍ جيد ما بين الاثنين، اللعنة!!)
سمع صوت قعقعة.
لم يعرف كم من الوقت كان عليه أن يستمر في الضغط على "الزر"، لكن لم تكن هناك طريقة لكاميجو أن يهرب من الموقف. أدرك ثور أنه كان في طريقه إلى النصر وأن هذا الإدراك ضيّق صدره. حقيقة أنه لن يربح شيئًا مهما فعل جلبت نظرة ميتة إلى عينيه.
ارتفعت صوت القعقعة.
«...؟»
عندها فقط أدرك الأمر أخيرًا، لكن الأوان كان قد فات.
لم يعد يقف على الأرض المغطاة بالثلوج. تحت أقدامه ربطة سكة حديدية صلبة، كان واقفًا على مسار سكة حديدية. قد لَكَمَ كاميجو من الخلف فثُنِيَ جسده مثل القوس، لكن الصبي نظر من فوق كتفه ولا تزال الحياة في عينيه.
«سحرك يُحرك العالم ليضعك في وضع يسمح لك بالفوز في معركتك معي، صحيح؟»
بقيت إرادة القتال في عينيه.
«إذن هل فيك أن تتعامل مع شيء لا علاقة له بقتالنا؟»
«..........................................................................................................................»
بعد أن دار ونظر إلى كتلة الفولاذ التي تقترب، تجمد ثور في مكانه.
بعد لحظة، مرَّ قطار الشحن المكون من 12 مركبة.
مرت بسرعة هائلة وبالكاد لمست ملابس كاميجو.
- الجزء 6
-كشكشكشكشكشكشكك!!!!!!!!!- ملأ الهواء صوتٌ يصم الآذان من كشط المعدن. قطار الشحن قد ضغط الفرامل متأخرًا بعد أن اصطدم بشخص ما. طارت شرارات برتقالية من بين القضبان والعجلات المعدنية.
«....»
غرق كاميجو توما على الأرض.
تعرض جسده بالكامل للضرب ولم يعد قادرًا على التمييز بين ألم إصابة وأخرى. شعر كما لو أن جسده قد تمدد وهو مغطى بالكامل بحرارة الألم. لم يعرف ما حل به من الداخل وكان خائفًا مما سيُظهره الفحص التفصيلي. لم يكن حتى متأكدًا من أن جميع عظامه وأعضائه كانت فيه بعد الآن.
ومع ذلك، لم ينتهِ الأمر بعد.
لم تكن هزيمة ثور القدير هدفه. كان على أوثينوس أن تأخذ عينها من البحيرة وتتخلى عن قوتها.
فجأة، تحدث صوت ذكر من فراغ طفيف بين قاع القطار والأرض.
«....مرحبًا»
«ثور....!!!؟؟؟»
وقفت كل شُعيرات كاميجو إلى نهايتها. لم يحاول قتل ثور، لكن ما عساه أن يفعل أي شيء إذا نهض الصبي من بعد ذلك. هذا الهجوم المفاجئ لن ينجح مرة ثانية.
كان ثور مغطى بالدماء، لكنه بدا قطعةً واحدة.
لم يملك قدرةً خاصة تتجاوز لَوي وتحريك العالم بحرية، لذلك لم يكن جسده أقوى من جسد المرء العادي. هذا يعني أن القطار لم يصدمه مباشرةً.
ربما غيّر "هدفه" في اللحظة الأخيرة، وتجنب إصابة مباشرة، و "هرب" تحت القطار.
«أوه، لا تقلق. لن أطلب مواصلة القتال. كَفَّتني هذه الخبرة. ومنها تبادل الضربات اللفظية. لم أشعر بهكذا شعور منذ زمن» لوّح ثور ببطء بيد ملطخة بالدماء. «ماذا تفعلان هنا في المقام الأول؟ خَمَّنتُ أن أوثينوس قد أخفت شيئًا هنا، لكن ما أدري ما هو»
«يبدو أنها اكتسبت قوتها الخاصة كإله سحري من خلال إلقاء عينها في ذاك النبع هناك. وباستعادتها، يمكنها أن تتخلى عن قوتها. هدفنا هو أن تستسلم بعد ذلك»
«فهمت. نعم، هذا حقًا من طبعك يا كاميجو-تشان. لكن في هذه الحالة، ألا يجب أن تسرع إلى هناك؟»
«ظهر عدو آخر؟» سأل كاميجو منزعجًا.
ومع ذلك، فإن إجابة ثور لم تكن بالتأكيد ما كان يتوقعه.
«ما زلت لم تستوعب؟»
«؟»
«عدوك الأخير ليس أنا. يمكن لأي أحدٍ أن يعرف ذلك إذا فكر»
- الجزء 7
في تلك اللحظة، كانت الإله السحري أوثينوس راكعة بجانب البحيرة. غرقت ركبتيها في الثلج ووضعت يداها على البحيرة المتجمدة.
تمتمت بشيء تحت أنفاسها.
أصدرت البحيرة بأكملها ضوءًا أزرقًا خافتًا يُعمي وسرعان ما تكثفت في نقطة واحدة داخل المياه الجليدية التي جمعتها بين يديها. ظهرت كرة بحجم كرة تنس الطاولة في يدها، لكنها كانت مختلفة تمامًا عن العين البشرية. كانت الكرة الزرقاء صلبة مثل الجوهرة. بغض النظر عن كيفية الحفاظ على العضو البشري، فإنه لن يكون بهذا اللون. ربما كان الهيكل غير المرئي للبشر وللإله السحري مختلفين اختلافًا جوهريًا.
هذه عَينُها.
بالتضحية بجزء من جسدها في النبع، اكتسبت الجسد الخاص للإله السحري. وبوضعها داخل تجويف العين المخفية بالرقعة، ستعود إلى جسدها قبل أن تصبح إلهًا سحريًا.
من شأن ذلك أن ينقذ العالم من الفوضى الناتجة عن الخوف من تلك القوة العظيمة.
إذا استسلمت بعد ذلك، فإن الاضطرابات التي بدأتها هي وغريملين ستنتهي.
ومع ذلك،
واتتها فكرة معينة.
ملأت كلمات الرفض عقل أوثينوس.
(.....ألا بأس حقًا؟)
كان مفتاح كل ذلك في يديها وشعرت أنها ثقيلة للغاية عليها.
(هل يجب أن أُنقَذَ حقًا؟)
قد شاهدت الصبي الملطخ بالدم.
شاهدت الصبي وهو يصير درعًا ضد ما فعلته وبينما كان يواصل القتال حتى وهو يسعل الدم حرفيًا.
لقد حارب حلفاءه المفترضين، وتزايدت إصاباته واحدة تلو الأخرى، وأصبح من الصعب أن تجد فيه جزء سليم.
ولمّا راقبته، خطرت لها فكرة.
هل يجب أن أُنقَذَ حقًا؟
لأن، أوثينوس من فعلت الكثير وسببت الكثير للناس.
لأن، أوثينوس لم تعوض عن أي منها ولم تطلب العفو من أحد.
لأن، أوثينوس بَنَت نجاحها على تضحيات ذلك الصبي ولم تفعل شيئًا بنفسها.
ومع ذلك.....
إذا كانت ستسأله، فهي تعرف ما ستكون إجابته. كاميجو توما، الشخص الذي فهمها، سيقول بلا شك إنها يجب أن تُنقَذ. لكن هل تستطيع حقًا التمسك بهذه الكلمات؟ هل لها أن تعتمد عليه، وتتكئ عليه، وتثقله، وتسحب منه هذه الكلمات كما لو كان ذلك طبيعيًا، وفي النهاية ستقول إنها قد أُنقِذَت؟
هل يمكنها حقًا أن توكل نفسها لذلك الصبي الذي سينقذها دون قيد أو شرط؟
ألم يكن هذا مماثلاً للقول بأنه المُلام على حقيقة أنها أُنقِذت، وأنها تركت نفسها تنجرف بالأحداث، وأنها لا تستطيع منع نفسها من أن تعتمد عليه بشكل مفرط؟
كانت ستكذب لو قالت إنها لا تريد أن تُنقَذ.
بعد أن ركضت كل هذا الطريق، أرادت أن تنجز شيئًا بدلاً من أن تنهي كل شيء دون ترك أي شيء وراءها. كان هذا ما اعتقدته حقًا.
لكن...
هل تستطيع حقًا أن تُلقي بذلك الفتى في دوامة الكراهية؟
هل يمكنها حقًا أن تترك نفسها تُنقَذ بينما تعلم أنه سيضطر إلى تحمل خطاياها منذ ذلك الحين أيضًا؟
هل يمكنها حقًا استخدام خدعة للهروب من تلك الرحلة المؤلمة حقًا فتترك لوم هذا الظلم على ذلك الصبي؟
لذلك.
«لا.....»
-طقق- سمعت صوتًا خفيفًا.
رأت فإذْ بالجوهرة الزرقاء تسقط عند قدميها.
«حقًا لا أستطيع»
غطت وجهها باليدين المبردين بمياه البحيرة من الدرجة السالبة وأعطت إعلانًا واضحًا وكأنها تتأوّهه.
« لا أستطيع إنقاذ نفسي»
- الجزء 8
اهتزاز هائل هاجم المنطقة بأكملها بالتساوي.
«.....»
استدار كاميجو توما بتردد نحو مركز الانفجار.
هناك، وجد يأسًا مألوفًا.
بدا أن عشرة أجنحة تملأ العالم بأسره. بدوا مثل الأجنحة، لكنهم لم يكونوا كذلك. كانت تلك الأنماط المعقدة التي امتدت إلى الأبد هي النَشَّابيّات التي كانت بمثابة الورقة الرابحة الأخيرة لإله السحر أوثينوس. كان هذا هو السلاح النهائي الذي لم يعرف حتى كاميجو كيف يتعامل معه بعد أن تغلب بطريقة ما على الرمح في ذلك الجحيم اللامتناهي.
لكن أوثينوس لم تستطع استخدام السحر حاليا.
كانت تخاطر بحياتها بإجبار نفسها على استخدامه.
«ما الذي يجري؟ ظننتُ أننا جئنا هنا نتخلص من تلك القوة! ظننتُ أنكِ ستتخلين عن قوتك كإله سحري!! فلماذا تفعلين هذا؟»
«ما زلتَ لم تستوعب؟»
شيء ما زحف من تحت القطار.
كان ثور ملطخًا بالدماء مثل كاميجو.
«من المفترض أنك ‹مُتفَهِّمُها›، صحيح؟ لا أعرف ما حدث في طريقك إلى هنا، لكن كان عليك أن تراه منها. هي ليست وحدها ولديها من تعتمد عليه، ولكن كلما زاد اعتمادها عليه، كلما آذت من تهتم به أكثر»
«.....»
«عندما أمسَكَتْ الرمح، ربما كانت قادرة على أن تظل وحيدة لحسن الحظ دون أن ترمش. لكن ماذا عن الآن؟ أنتَ تعرف جانبًا منها لا يعرفه غريملين، لذا يجب أن تفهمه»
لم يستطع تصديق ما كان يسمعه وسرعان ما طعن البيان النهائي في أذنيه.
«أوثينوس لا تريد من يُنقِذها. إنها تختار رفض خلاصك. لقد رأت بالفعل ما يعنيه أن تُنقَذ، لذا فهي تمنعك من حمل هذه الخطيئة في المستقبل. إذا ماتت أثناء قتالك، فهذا سيلغي ما فَعَلَته كما تحسب»
عرفت أوثينوس أن جسدها سيتدمر إذا استخدمت المزيد من السحر.
ومع ذلك، قررت استخدام السحر.
كانت تعاقب نفسها.
كانت متأكدة 100% أن كاميجو توما سيوقفها ما إن يعرف.
كانت تقول بصمت أن وحشًا مثلها لا ينبغي أن يطلب الخلاص.
«لا....»
لقد فهم كاميجو ما كانت أوثينوس تفعله.
واجه عدوه الأخير وشد قبضته اليمنى بقوة هائلة.
«لا تهربي، أوثينوس!!!!!»
صرخ مع كل ذرة من القوة في أحشائه. وقف من على الثلج، وشد قبضته، وواجه تلك الأقواس العشرة الرهيبة، وأطلق صرخة أخرى.
«كنتِ شريرة مروعة!! العالم كله كرهك!! امتلكتِ قوة خاصة وأنّ صَرفُ كل تلك الكراهية كانت سهلةً يسيرةً عليكِ!! لقد ولدتِ مميزةً وعبرتِ نقطة اللاعودة عندما رميتي عينك في تلك البحيرة!! من تلك النقطة فصاعدًا، ما وجدتِ أي شيء "طبيعي" أو "عادي" فيك!! لم تتناسبي في هذه الدنيا ولم تجدي مكاناً هنا!! لكن!!»
مشى عبر الحقل الثلجي وهو يصرخ.
اقترب شيئًا فشيئًا.
كانت الفتاة الموجودة في قاعدة الأقواس العشرة مصابة بجرح متوهج في وسط صدرها وتم ثقب شيء مثل الوتد من خلاله. من المحتمل أن تكون هذه هي ‹تعويذة الجنية› الخيالية بشقوقها التي تنتشر من وإلى كل جزء من جسدها. جاء صوت صرير مشؤوم منها وبدت وكأنها قد غمرت في النيتروجين السائل وكانت على وشك الانكسار.
«على الرغم من كل ذلك، اخترتِ مواجهة العالم، أوثينوس! قررتِ أن تصبحي "طبيعية" و "عادية" !! لذا لا تهربي. لا تهربي من دفع ثمن خطاياك يا أوثينوس!! لا تَصُدّي عن السعادة!! هذا... هذا ليس تواضعًا وليس عدالة. لن تنقذي أحدًا بهذا. أنت فقط تهربين من رحلة مؤلمة!!»
لم يكن قادرًا على هزيمة هذا الهجوم المؤكد في النهاية.
فقد أودى بحياته سابقا.
لقد واجه مرة أخرى هذا اليأس الحقيقي وأعد قبضته عازمًا.
«.....ما الذي تنويه؟» سأل ثور.
على الأرجح، لم يتمكن حتى هذا الإله القدير من الهروب من هذا الهجوم الهائل الذي سيُرمى مقابل حياتها. لن يكون ثور مفيدًا هنا. لا أحد في العالم سيكون كذلك.
«أليس هذا واضحًا؟»
كانت هذه المعركة بين كاميجو توما و إله السحر أوثينوس.
كان هذا واجب كاميجو المنزلي الذي لم يتمكن من إكماله كما أراد في ذلك الوقت.
«إذا كانت تظن الموت أفضل لها، وإذا كانت تلك الفكرة السخيفة تعطيها انطباعًا خاطئًا بأنها "تُنقذني" بالهرب من هذا الطريق المؤلم....»
دفع بقبضته إلى الأمام كما لو كان يُصدر تحديًا لهذا الإله الحقيقي مرة أخرى، وأعلن ذلك الصبي الصغير إعلانه.
«إذن، لأدمرن هذا الوهم!!!!»
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)