-->

الفصل الرابع: (بلا عنوان) — صِراعُ _ السڅر.

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

خمسُ نجومٍ نزوة.

ولربما بكى الطاهي الملكي في بكنغهام لو سمع هذه العبارة.

«هذه ممتازة. ما الذي يجعلها مختلفة كثيرًا عن المحار التقليدي الذي نتناوله عادة؟»

«طُبخت هذه بالكحول. واستخدام السكوتش حقاً يًبَيّن الفارق حتى بعد ذهاب طعم الكحول. أوي، لا تأكليها كلها لوحدك! لا أستطيع أن أفصل عيني عنكِ لحظة واحدة.»

كانت هناك قعقعةٌ خفيفة عندما وضعت قطع الشطرنج فوق الخريطة المنبسطة على الطاولة.

كانت الملكة إليزارد والأميرة الأولى ريمَيّا تتجهمان وهما تنظران إلى كامل الخريطة.

«يبدو... أن هذا قد يعمل، أليس كذلك؟»

«هيّا، هيّا، يا أُمّاه. ألم تأخذ [ملكتكِ بريطانيا] وقتًا طويلاً في التمتع بالمناظر؟ يمكنها الوصول إلى نقطة المراسم النهائية أسرع من ذلك إذا حاولت.»

«كفاكِ سُخفاً. كيف تتوقعين منا جمع فرسانٍ كُثُر في زمنٍ قصير؟»

«ماذا، أتقوليننا ألا نقلق طالما عندنا قديسة؟ أعلم أن الفوز لابد أن يكون شغلنا مهما كان، لكن إن قللنا من قيمة الجدول الزمني، سنبقى عالقين على المنصة حتى يغادر قطار الواقع بدوننا.»

«هذه مسألة مدى. رأينا المسار الذي يجب علينا اتباعه، لذا علينا الآن وضع القوات الغير منتظمة لملء المناطق التي ينقصها الأعداد. إذا كانت المشكلة في عدم قدرتك على الركض عبر المحطة الكبيرة بسرعة كافية للوصول إلى القطار التالي في الوقت المناسب، فعليك فقط ركوب الدراجة داخل المبنى. لحسن الحظ، ما عندنا نقص في الموارد، حتى لو كنا حاليًا في موقفٍ غير مواتٍ. إذا عرفنا النقاط التي يجب علينا الالتزام بها، يمكننا التقدم بقوة غاشمة.»

«تعنين الإماجين بريكر؟»

«إضافةً لآخرين. هناك كراولي، وبدلتي الـ A.A.A. ، وتلك المرأة في الثياب الحدادية. اجمعيهم كلهم. وأشمل كذلك كُرتانا الثاني في هذا طبعًا.»

لم تكن الملكة الحاكمة من النوع الذي يعطي التعليمات من الخلف أو يصر على أن يُشكل فريق كراولي فرقةً انتحارية بسبب وصولهم لهنا دون إذن.

«ها أنتما،» قال صوت هادئ.

نظرت المرأتان إلى الخلف لتريا الأميرة الثالثة فِليان وهي تحمل كومة ثقيلة تبدو حقائب إسعافات أوّلية مُنشأة حديثاً وتحملها على ارتفاع الصدر.

«يا ابنتي، ما الذي تفعلينه؟»

«لا أثق بكما، لذا فكرت في جلب مجموعة من المستلزمات الطبية كما نصحني الطبيب الآسيوي. هيّا انظرا إلى كل تلك النظرات البريئة في عيون الفرسان. هل تملكان أدنى فكرة عن عدد الجنود المستعدين للذهاب إلى هلاكٍ مُحتم فقط لثقتهم بجدولكم الكسول والتعبان؟ تباً لكما، وأتمنى الجحيم مصيركما.»

«...» «...»

بينما بدت الملكيَّتان بالكاد تبكيان، بدأت أميرة مملكة الصخور في السير نحو الشاحنة العسكرية التي كان الطاقم الطبي يستخدمها. ولكن بفضل هذا التحذير، عدّلت المرأتان وضع قطع الشطرنج في مواقع أكثر واقعية.

تراجعتا عن فكرة تركيب محركات صاروخية على ظهور الفرسان.

«لكن عندها مجموع 400,000 طلقة. هذا سيكون سيئًا.»

«إذا لم نعوض هذه القيم السلبية، فقد تمسكنا أختي بمنتهى الغضب وتدورنا كالمروحية يا أماه.»

«....حسنًا، حسنًا. أعتقد أننا مجبرون على اختيار تلك»

«نعم. الصادقون هم الأكثر رعبًا عندما يفقدون السيطرة. وهي تكون أسوأ حتى عندما تكون أرواح الآخرين مهدّدة.»



استلقت شوكُهو ميساكي داخل خيمة الإسعاف. كانت بالفعل ترتدي ملابس السباحة، مما قد يكون ملائمًا لعلاجها. لُفَّت عدة طبقات من الضمادات حولها لحماية ظهرها أكثر من وسطها.

«آغغ...»

«حقًا، لا أرى كيف ستدافعين عن أفعالك هذه المرة.»

كانت ميساكا ميكوتو تنظر إليها من الأعلى.

ثالثة المدينة الأكاديمية، الريلغن، قد زادت قوتها القتالية بآلة الـ A.A.A. ذات الشكل الغريب المنتشرة من ظهرها.

وضعت يدها على وسطها وتنهدت قبل أن تقول المزيد.

«ما أعنيه، أفهم كيف تشعرين، لكن حاولي ضبط سلوكك. أنت حقًا لستِ مناسبة لساحة المعركة.»

«ميساكا-سان...» أنّت شوكُهو.

كانت لا تمتلك القدرة الرياضية ولا تحتمل الألم، لكنها كانت جادة بهذا.

وضعت نفسها أولويةً ثانية وبدت وكأنها تتشبث بالفتاة الأخرى بكلماتها.

«من فضلك اعتني به... ربما... لا، بالتأكيد سيقوم بفعلٍ متهور مرة أخرى.»

تنهدت ميساكا ميكوتو.

غمزت وهمست لها.

«من تظنين نفسكِ تُحادثين؟ بجدية.»


نظر كاميجو توما إلى يده اليمنى.

قبض عليها وفتحها ليرى كيف يشعر.

«لا تغتر يا إنسان.»

«نعم، أعلم،» وأكمل الفتى بعد لحظة. «هذه بطاقة واحدة من مجموعتي. أنا من يُسَيْطر.»

كل شيء عاد إليه.

الإماجين بريكر عاد.


الآن.

باتت المعركة النهائية قريبة.

  • الجزء 2

في الحادية عشرة صباحًا، بدأت المعركة لتحديد مصير العالم في البحر.

تَجَلّت ظاهرة غير طبيعية عبر البحر الشتوي، متحركة من الجانب البريطاني إلى الجانب الأيرلندي.

قال بعضٌ أن شتاء المملكة المتحدة كان دافئًا نسبيًا.

كانت تلك الأرض مختلفة عن ألمانيا أو الدنمارك حيث رُوِيَت قصص الأطفال مثل "فتاة الكبريت الصغيرة". اختلفت بالطبع من عامٍ لآخر، لكنها لم تتثلج بالكامل حتى في منتصف الشتاء في بعض السنوات، وبعضها الآخر لم تتجمد على الإطلاق.

كان هذا هو البحر المذكور هنا.

ومع ذلك، كان الآن مغطى بالجليد الأبيض. وكان هذا الجليد سميكًا وصلبًا بما يكفي لتقود مركبات الثلوج الفولاذية والثقيلة فوقه دون مشكلة. وقد لا تجد جليدًا كهذا حتى في القطب الشمالي حيث هدّد الاحتباس الحراري موطن الدببة القطبية الطبيعي.

«ها هم قادمون.»

كان المعبد الذي يعمل فيه الشيطان العظيم كُرونزون وهامازورا شياغي المنطقة الأكثر فتحًا وإغلاقًا هنا، حيث نظرا من مهبط المروحيات عشري الأضلاع إلى التغير الجليدي على البحر.

بالطبع.

ربما فقدا ميزة أساسيات السحر-المضاد الذي تخصص فيه الأنجليكان، لكن هذه المملكة السحرية يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك. إذا أرادوا إيقاف الملكة بريطانيا، ستكون هناك طرق أكثر كفاءة بكثير. حتى الآن، كانت السفينة تخترق الجليد السميك في مضيها جنوبًا. لم يحتج كُرونزون إلا نجاة السفينة حتى اكتمال المراسم (الطقس). لم يقلق بشأن متانتها.

كانت نية المملكة المتحدة هي ملء المساحة بأكملها بين الساحل والسفينة بالجليد السميك. [1]

بمعنى آخر...

«أراهم.»

كان بإمكانها رؤية خارج المعبد، لكن لا يمكن من في الخارج رؤية الداخل.

ما لم يتبعوا عملية معينة للدخول، فإن أي شيء يحاول التدخل في الطقس —حتى هجوم نووي— سيُصَدّ.

ظهرت بسمة صغيرة على شفتي كُرونزون وهي تنظر إلى الساحل البعيد.

«قوة وطنية أساسُها من الفرسان تعبر الجليد لتصل إلينا. سننشغل كثيرًا بالتأكيد. لكن بات عندي فتيل طاقتك السحرية البشرية، لذا لن أُبقيك هنا أطول. افعل ما عليك. فأنتَ تتذكر العملية، صح؟»

«...»

لفترة من الوقت، لم يكن هناك رد.

ترنح جسم همازورا شياغي إلى الجانب. لم تكن إحدى عينيه مفتوحة وكان فمه يُقطر دمًا أحمر داكن. لن يكون ذهنه بهذا التشوش لو شرب زجاجة من الدواء المضاد للحساسية. كان هناك شيءٌ خاطئٌ في داخله بالتأكيد. حتى وإن كان صفري المستوى، فهو لا يزال إسبرًا، وكان واضحًا ما سيحدث إذا ما حاوَل نشاطًا سحريًا كتصقيل [قوة الحياة] إلى [طاقة سحرية].

استغرقت بضع ثوانٍ.

لكن هامازورا نظر أخيرًا بعد أن شعر كما لو كان مراسلًا محليًا في مهرجان رياضي تأثرت إشارته بتأخير بث القمر الصناعي.

«اه؟ أوه. آسف. كنتِ تقولين؟»

«لا تموت قبل ما تؤدي دورك بيدق. كان الاتفاق أن عليك مساعدتي في إكمال مراسم [مُو آثايا] كدفعة مقابل إنقاذ ديون فورتشن. وستعمل درعًا لي إن وَجَب عليك ذلك.»

«...»

«فتيل الطقس تم، لكن إذا انقطع الاتصال، سينتهي هناك. وبما أنك ترغب في استخدام جزء من هذا المعبد، فلن تريده أن يتدمر أيضًا، صحيح؟ لذا تأكد من منع دماره.»

ونقرت كورونزون لسانها. «تشه.»

ربما ضيّعت وقتها معه.

بصفتها شيطانًا عظيم ينظر إلى البشرية من منظور خارجي، كان كلُّ إنسانٍ ضعيف لا يستحق سوى أن يكون بيدقاً قابل للصرف، ولكن ما أن يترتّبوا على لوحة اللعب، لم تستطع سوى أخذهم في الحسبان بينما ترى الصورة الشاملة. صارت تركز اهتمامها على نتيجة عقيمة تتجاوز المنفعة والكفاءة البسيطة. ...قد تكون حقيقة أنها لم تتمكن من تناول كل ذلك بطريقة منهجية هي السبب في عدم عُرفِها إلهًا أو ملاك على الرغم من كونها واحدة من الذين يحكمون السِّفِروث.

«ومجددًا سأقول.»

فرقعت أصابعها، مما تسبب في جعل الضوء الأبيض يملأ الأنماط الضرورية من الأشكال العديدة العملاقة المتداخلة المنحوتة على الأرض.

«لدينا المثلث العظيم لأشراف اسكتلندا الثلاث وحجر السْكُون. إذا سَلَّحتهم، يمكنني تحويلهم إلى غارة مميتة تستهدف وتدمر ما يقدر بمجموع 400,000 هدف بدقة تامة. الآن، ماذا ستفعل يا أليستر؟ محاولة اختراقها باستخدام أعداد أكبر لن تؤدي بك إلى أي مكان هنا.»

  • الجزء 3

بقت ساعة واحدة.

في الظهيرة، ستصل الملكة بريطانيا إلى نقطة معينة في المحيط وسينتهي تاريخ البشرية.

«هيّا بنا يا أليكس.»

الفارسة في الدرع الفضي والرداء الفروسي حكّت رأس فرس الحرب ثم قفزت إلى السرج. قد غيّرت حوافر الفرس من المطاطية للأسفلت إلى الخاصة بالجليد. هذه الوظيفة ستكون عادة للمرافق المتدرب بدلاً من فارسة فعلية، لكن الأمور كانت مختلفة هذه المرة. يُمكن أن يسبب التواء في الساق إلى الموت حرفيًا هنا.

«آسفة لأنني لست الأميرة الثانية كاريسا. أعلم أنني فقط أستعيرك، لكن من فضلك أعطني قوتك.»

صهل الفرس مُستاءً.

ولكن بدلاً من عن غياب كاريسا، ربما كان استيائُهُ بسبب أن الفارسة لا تزال تشعر بالحاجة لقول ذلك بعدما تغلبا معًا على الكثير من المخاطر.

لم تكن وحدها.

كانت هناك عربات ثلوج، ومركبات نقل ثلجية مدعومة بإطارات سميكة، ومركبات عسكرية بإطارات غير شوكية، وحتى زلاجات كبيرة وزلاجات نورديك. تجمع الملكيون والفرسان على الساحل مع أي وكل وسيلة نقل عبر الجليد يمكن أن يجدوها.

جاء صوت كشط الجليد من أعقاب حذاء غربي يفحص ثبات أقدامهم. ترجع تلك للقديسة الآسيوية.

تجهمت حواجب الفارسة بينما تركب شريكها المستعار.

«كنتُ أتساءل: لماذا لا ترتدين درعًا؟»

«أفضل ألا أسحب سيفي إن كان ذلك ممكنًا.»

لم يكن ذلك شكلًا من أشكال الجُبن.

باتّوجوتسو، فن زيادة قوة وسرعة القطع المائل باستخدام طبيعة الغمد الذي يحتويه، كان شكلًا نادرًا من القتال حتى عند البحث عالميًا. كانت التصادمات عالية السرعة كل شيء. بها ستؤمن سلامتك بهزيمة خصمك قبل أن يتمكن من مهاجمتك، لذا كان لهذا تشابهاتٍ مشتركة مع الفروسية.

«.....آسفة لِما قُلته.»

«لا ألومك. بغض النظر عما اِتّخَذَت، أنا آثمة قتلتُ أشخاصًا وأنا تحت تأثير سُمِّ كُرونزون. تلك الأفعال انتهكت اسمي السحري. فمن الطبيعي أن أبقي بالي حذرًا للتأكد من أن الأمر نفسه لن يحدث مرة أخرى.»

لكن الفارسة ابتسمت لذلك.

«أنا كذلك اعتمدت على عُملات قطع الرأس التي وزّعها ذاك الشيطان العظيم. فما لي سوى أن ألوم ضعف قلبي.»

«حقًا؟»

«الفرسان في نفس الموقف، لذا دعونا نعمل معًا لاستعادة شرفنا، أيها الأنجليكان. هذه معركة لاستعادة حياتنا المسروقة. وسيكون فظًا أن نسمح لأي أحدٍ بفعلها نيابةً عنّا.»

قد تجمد البحر بالفعل.

وكان مسارهم للوصول إلى الملكة بريطانيا مُعَدًّا أمامهم، وكانت السفينة تخترق الجليد الأبيض الصلب ماضية.

رفعت الملكة الحاكمة إليزارد كُرتانا الثاني بيدها أثناء ركوبها دراجة ثلاثية العجلات كبيرة.

كانت هذه إشارتهم.

«هجوم!!!!!!»

اجتمعت صرخات عديدة لتُكَوّن هديرًا عظيمًا تهزّ الأرض الجليدية، وبدأت القوى الوطنية التي تغطي الساحل بالتحرك.

يمكنهم رؤية مهبط المروحية الرمادي من هنا، لكن الرؤية من الخارج لا تعني شيئًا.

لا يمكنهم رؤية أو التفاعل مع ما يوجد داخلها.

كانت تلك الأرض المقدسة ذي شكل عشري الأضلاع معبدًا إلهيًا محميًا بحاجز سميك، لذا لا يمكن حتى لهجوم عنيفٍ تدميره. حتى مع مساعدة قائد الفرسان وكانزاكي كاوري وإليزارد التي تحمل كُرتانا الثاني. كان عليهم أن يتبعوا مسارًا محددًا من خلال السفينة للوصول إلى المعبد وإيقاف كُرونزون.

في أسوأ الحالات، قد يُغرِقوا السفينة بأكملها فقط ليُواصِلوا المراسم دون عوائق في قاع المحيط.

بالطبع، لن تسمح الملكة بريطانيا بالهجوم عليهم بسهولة.

كانت تلك السفينة الرمادية كاندماج سفينة سياحية مع سفينة حربية. عرفت إليزارد بنفسها جيدًا مدى قوة الخصم لأنها حافظت على سلامتها لسنوات عديدة قبل تقاعدها.

كانت السفينة بطول مئتي متر.

طفت أربع كرات من الضوء بتساوٍ فوق السفينة.

«تحذير!!» كان صوت إندكس، مكتبة السحر، صدح في آذان الجميع بغض النظر عن مدى بعدها عنهم. «لا أستطيع 'رؤية' مهبط المروحية. علينا إفتراض أن الملكة بريطانيا سقطت تمامًا في أيدي كُرونزون!!»

«فهل كان كما خشينا؟»

«سيف الولاية والصولجان الملكي وتاج التتويج وحَجَر السْكُون. لِكُلٍّ منها رمزٌ مختلف. إذا افترضنا استخدامها سڅر كراولي الذي يستند إلى العصبة الذهبية ولكن يتضمن تفسيراته الفريدة، فإن السَّيْف هو "من يحدد اتجاه القوة"، والصولجان هو "من يرشد ضربة الشومة"، والتاج هو "من يدعم التعويذة من [كِثر]". ولا يوجد إدخال لحجر السكون في جدول تطابقات كراولي!! لكن إذا عَمِلَ تأثير التعزيز على أسطورة "إن وَقَفَ مَلِكٌ حَقْ رافعًا صوته، فوَحيٌ سيَنطُق"، فأتوقع إذن أنه إما سيوفر هجومًا واسع النطاق بموجةٍ صدمية أو يستخدم الوحي لزيادة دقتهم بشكل كبير!! التزموا الحذر الشديد!!»

لم يمضي وقت طويل بعد ذلك.

انطلقت أشعةٌ بيضاء لا تحصى كأشواك القنفذ. سيُعزز المعبد المخفي في السفينة ويُسلح قوة أيّ عنصرٍ روحي. باستخدام أشراف اسكتلندا الثلاث وحَجَر السْكُون، يمكن لكُرونزون استخراج القوة العسكرية على مستوى دولة بأكملها.

ربما كانت الهجمات الطائرة من الجانب كأمطارٍ أفقية من تأثير سيف الولاية.

ربما كان التأثير الخفي الذي يجتاح كل شيء أفقيًا من تأثير الصولجان الملكي.

ربما كانت الأشعة التي هطلت كالأمطار الغزيرة من تأثير تاج التتويج.

ربما كانت الانفجارات والموجات الصدمية التي اتخذت مساراتٍ عشوائية من تأثير حَجَر السْكُون.

وصلت جميع الهجمات إلى 100,000 في العدد وكانت هناك أربعة أنواع في المجموع. محاولة منع أي نوع واحد ستودي بتمزيقك لقطع. بالفعل، قد جمعت إليزارد قوة قتالية على مستوى وطني، ولكن نفس الشيء كان مع كُرونزون. في صدام مباشر، سيسقطون في دورة تدمير متبادلة تؤدي إلى ترهيب الأعداد البريطانية قبل وصولهم إلى السفينة.

لذلك...

«افعليها يا ابنتي!!»

«نعم، نعم. ...ورثت كاريسا بالتأكيد جانبها الصبياني منكِ يا أُمّاه.»

فرقعت الأميرة الأولى ذات العدسة الأحادية أصابعها بينما كانت تشرب شاي الليمون بأناقة داخل مركبة ثلوج مدعومة بإطارات سميكة.

وفي الحال، انبثق شيء شبيه بأشجار الثلج رأسيًا من الأرض الجليدية.

كان الثلج قد أُنشئ اصطناعيًا في المقام الأول، لذا كانت التعديلات مثل هذه ممكنة تمامًا. بدا المغزى من هذه أنها ستعترض الهجوم، لكن إليزارد وريمَيّا كان لديهما شيء آخر في الحُسبان.

تلى صوت الدمار سريعًا.

بدأت الهجمات العمودية والأفقية بشعاع الأشعة القاتلة في التصادم مع أشجار الثلج كلما زادت أعدادها. لقد كسرت العوائق، لكنها كانت مصنوعة من الثلج فقط. يمكن إعادة تشكيلها مرارًا وتكرارًا على هذه المساحة الجليدية التي تبدو أبدية.

هل يُفترض بهم أن يبدوا كدروع أو أعمدة صواعق؟

«كل رمْيَة تحتوي على 400,000 طلقة من أربعة أنواع مختلفة.» ضحكت ريمَيّا بظلمة. «لذا يمكننا منع الخسائر البشرية طالما قدمنا أكثر من 400,000 طعمًا، أليس كذلك؟ مع أربعة ملايين، تنخفض الدقة إلى 1 من 10. مع أربعين مليوناً، تنخفض إلى 1 من 100. بالطبع، لا أعني بهذا أنها ستصل إلى الصفر تمامًا.»

قامت بذلك وشرحته كما لو كان لا شيء. ربما كان هذا دليلًا على أنها جزء من العائلة المالكة. في المملكة المتحدة، كانت قوة العائلة الملكية مُألَّهةً جزئيًا. في الماضي، ظنّ الناس أن لديهم اللمسة الملكية، بمعنى أن الملكي يمكنه شفاء أي مرض بلمسة واحدة. رغم أنه لا وجود لأيّ أساسٍ سحري لهذا الاعتقاد.

(حسنًا، يرجع الفضل الأكبر لهذه التضاريس.)

ففي الآخر، كان هذا البحر محاصرًا داخل المملكة المتحدة. لقد كانوا محظوظين لأن المعركة لم تحدث في الدولة المجاورة لأيرلندا، وجزيرة مان القريبة كانت مميزة بطبعها. كانوا محظوظين لأن الملكة بريطانيا الرمادية كانت في بحر المملكة المتحدة. [2]

كان الفرسان محميون بتلك القوة بينما انزلقوا خلال الفجوات في غابة أشجار الثلج التي ارتفعت عشوائياً من الأرض. كل ما عليهم هو استخدام هجمات الملكة بريطانيا وتوجيهها نحو العقبات. كانت هذه السفينة حصنًا ملكيًا أعيد تشكيله إلى سفينة، لكنهم كانوا يقتربون منها تدريجيًا. بإمكانهم الآن قطع طريقهم بالقتال أقرب. في المقام الأول، لن تكون القلعة آمنة فقط بوجود جدرانها. ستعمل الحصون مركزًا للقيادة مناسب عندما تحتوي على خط دفاعي وجنود لحماية محيطها.

لقد تجاوزوا هجمات المرحلة الأولى بأمان.

لكن قائد الفرسان لم يخفض حذره أثناء ركوبه فرسًا.

«كُرونزون مُلّمة بالنظام البريطاني عميقاً بفضل موقعها مطران الأنجليكان. ستدرك قريبًا أن التركيز على العائلة الملكية يكفي لكسر هذا التوازن.»

«في هذه الحالة.» جمعت الفارسة القوة في وسط بطنها بينما كانت تتسابق بسرعة على فرسها المستعار من الأميرة الثانية كاريسا. «لابد أن يكون هناك أحدٌ ما يجذب انتباه كُرونزون. أتردد في اقتراح أن مثل هذا الشيء موجود فعلًا، لكن إذا استطعنا أن نظهر لها تهديدًا أكبر من العائلة الملكية، فسيُجبِرُها ذلك على التركيز عليه بدلاً منهم!!»

  • الجزء 4

إندِكس وكاراسوما فران تشاهدان المعركة بأكملها وهما تتدليان من بالونٍ أرنبيٍّ رماديٍّ عملاق.

«لا أستطيع "رؤيتها" حتى من الأعلى. هذا مستوى يفوق حقل تصفية الناس العادي.»

«ليس الأمر كما لو أن حائطًا يفصل عالمًا عن عالم آخر. فكري فيه على أنه عالمٌ مخلوق وُضِع بين البين كوسادة بالون.»

«تعنين أننا لا يمكننا اختراق ذلك دون قوة كافية لتدمير عالم بأكمله؟»

«ستحتاجين نظريًا هجوم بأقصى قوة إله سحري، أو....»

«تلك اليد اليمنى المُعافة؟»

«...»

التجوال بجانب ذاك الصبي لم. تكن الطريقة الوحيدة للمساعدة.

في الواقع، لا يمكن لإندِكس القاتل مباشرة، لذلك إذا كانت في الخط الأمامي، فقد يتركز الصبي فقط على حمايتها. لن يتمكنوا من حل الأمور مع الشيطان العظيم كُرونزون بهذه الطريقة.

لذا غيّرت أساليبها.

هذه طريقة أخرى للمساعدة.

«إذن أين مصدر قوة الملكة بريطانيا؟ إذا استخدمت خطوط لاي، يمكننا قطع الخط المؤدي إلى السفينة مؤقتًا.»

«كلا، لا يعمل الأمر بهذه الطريقة. في الواقع، إنها تحاول الوصول إلى نقطة معينة لأن ذلك هو المكان الذي يمكنها الوصول فيه إلى خطوط لاي بكفاءة أكبر. لم تصل إلى تلك الحالة بعد.»

«إذن ما هو؟»

«الشيطان العظيم كُرونزون. إنها تستخدم القوة المخزنة داخل نفسها. قوتها الخاصة أكثر استقرارًا من استخدام إحدى خطوط لاي الضعيفة. وانظري لمدى قوة هذا... لابد أنها كائنٌ عالي ينتمي إلى هرمٍ مختلف عن ميخائيل أو غابرييل.»

هذا ما يمكنها الشعور به من الخارج.

بمجرد دخولها إلى تلك السفينة الرمادية، ستواجه مباشرة كائنًا قادرًا على توفير تلك القوة. هل يمكن أن تسميها حتى معركة سحرية؟ معظم الطقوس تُبَسّط وتُرمز إلى العمليات الأسطورية، لكن المواجهة ضد كُرونزون ستكون أكثر نقاءً، أكثر عشوائية، وأكثر فوضوية. وربما تُسميها أسطورة بحد ذاتها.

«لكن إذا كانت كُرونزون بهذه القوة، هل يمكن لها حتى استخدام السحر العادي الذي يستخدمه البشر؟ أشعر بأنها ستُرفَضُ من ذلك كما كان عليه مقعد يمين الإله.»

«ربما يعتمد الأمر على الموقف. اندمجت إله السحر أوثينوس في المجتمع السحري البشري عندما كانت في شكلها غير المكتمل قبل استيقاظها، وعملت كُرونزون بنفسها عميقاً في الكنيسة الأنجليكانية رئيسةً للأساقفة دون إثارة الشك.

«مم.»

«وإذا كانت مقارنة مقعد يمين الإله صحيحة، فهناك طريقة سهلة لحل هذه المشكلة: خداع إنسان ليساعدك. ولكن في حالة مقعد يمين الإله، فقد جعلوا من المؤمنين الروم الكاثوليك يلعبون هذا الدور.»

شيء يشبه وابلًا أفقيًا من الأشعة أُطلِقَت مباشرة أسفل البالون.

كان كل واحد منهم سحرًا قادرًا على قتل أي شخص يصيبه.

«هذه الخدعة لن تدوم إلى الأبد. بهذا المعدل، سيُصَد الفرسان وبقية قوتنا النارية المباشرة.»

«مم؟ لحظة لحظة. ما ذلك؟»

  • الجزء 5

ربما كانت فكرة الفرسان شكلًا من التضحية الذاتية.

ظنّوا أن الشهرة ستكون حليفتهم إن فازوا في هذه المعركة وحموا العائلة الملكية البريطانية بدمائهم. كانوا على استعداد ليحضنوا نيران كُرونزون المُركّزة من أجل ذلك.

ولكن.

كان هناك أقوى مُعَيّن حَمَل نفس التكتيك ولكن مع فارقٍ جوهري في الأساس.

«لنبدأ يا لُغْز قُلَيْفة 545.»

«طبعًا.»

«قد حطمتِ هذا البلد، لذا هيّا اذهبي وانقذيه.»

«ني هي هي. سأفعل!! وهنااااك سأنطلق!!»

بلحظةٍ لاحقة، المشهد، والعالم... وكل شيء آخر اِلتوى.

كان إعصارًا.

ارتفع إعصار شتوي نحو السماء جاذبًا كل قطع الثلج المتجمدة.

ومع ذلك، لم تظهر فجأة بقوة خارقة لم يسبق لها مثيل. كان هذا استعراضًا لما قد قدّمته عدة مرات.

كانت لغز قليفة 545 شيطاناً ماسًّا. [3]

لتظهر في العالم السطح بمفردها، استخدمت مراسم (طقس) ولادة اصطناعية لتبني بابًا وتدفع جسدها الشفاف من خلاله لتظهر قسريًا.

نعم.

جمعت كل القمامة في المنطقة المجاورة.

«ني هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي هي!!!»

جمعت الشيطانة كل شيء معًا، بما في ذلك أشجار الثلج وسطح الثلج المتكسر، وجميع العناصر الغير ضرورية الأخرى، وشكّلت عاصفة دوامة عرضها عدة عشرات من الأمتار، وحَوّلت كل ذلك إلى إعصار أبيض يمتد إلى السماء، وصارت بنفسها كارثة طبيعية شتوية.

تعمدت عدم استكمال تجسيدها.

ظلت الشيطانة في تلك الحالة النصفية أثناء اقترابها من السفينة الرمادية العملاقة.

«لا يمكن رؤيتها من الخارج ولا يمكن اختراقها،» قال أكسِلَريتر.

هذا المعبد لا يمكن تحطيمه إلا بقوة تكفي لتدمير العالم.

ومع ذلك.

عند التعامل مع الوحوش الحقيقية، لا يمكنك تسميتها عائقًا مطلقًا.

«إذن لنختبرها. إذا كنت واثقاً من حاجزك، فضَحّكني أيها الشيطان اللعين!!»

كل شيء دخل المدى الفعّال تحطم إلى غبار من كل الثلج. هذه كانت أكبر مطحنة كرة في العالم. وكانت حرارة التبخير تعني أن الوحش المتجمد قدم أيضًا هجومًا إضافيًا بدرجة حرارة منخفضة للغاية مشابهًا لغطسه في النيتروجين السائل. الهجوم حمل قوة كافية لسحق باب خزنة بنكية سميك إلى مسحوق أدق من حبوب لقاح الأرز. لابد أن الملكة بريطانيا لم تقدر تجاهل ذلك إذ أنها تجاهلت بوضوح الفرسان ورَكَّزت هجماتها على العاصفة اللامعة بياضًا.

تضَمَّنت تلك العاصفة تأثيرات رأسية وأفقية وموجات صدمية.

ومع ذلك.

هذا لم يكن كافيًا لوقف الإعصار الأبيض الذي ضاعَف شدّته عندما نُحِتت أجزاءٌ وتبخرت. من خلال الاقتراب من موقع مختلف عن القوات البرية حيث سارت على طول الجليد، جذبت الخدعة العملاق انتباه كُرونزون إلى مكان آخر.

قد حاولت الأميرة الأولى ريمَيّا زيادة فعالية الخدعة باستخدام الأعداد، ولكن هناك طريقة أخرى. جعل الخدعة نصبًا تذكاريًا لا يُدمر. بجعلها قوية للغاية حتى لو علم العدو أنها طُعم. التهديد المعروف بوضوح مثل وحش كايجو عملاق كان يعمل طعمًا قويًا.

كان الفرسان على وشك الوصول إلى ملكة بريطانيا الرمادية بخيولهم ومركباتهم، لكن...

«ني هي؟! أثير أفاتار!!»

انبثقت ملائكة مصنوعة من الشعر الذهبي بقوة من خلال الثلج السميك. الثاني: ARN، الثامن: ZID، الثالث عشر: ZIM، الواحد والعشرين: ASP، الخامس والعشرين: VTI، وغيرهم المزيد. كان جوهرهم متساويًا، لكن طبيعتهم تغيرت بالحروف المُسْتَخْدَمَة لتعريفهم. ترتّبت تلك الصور الزائفة للملائكة في صفٍّ طَويل.

شكّلوا جدارًا.

جدارًا من القوة النارية التي تتبع شعار "أفضَلُ دِفاع يُولَدُ بأفضَلِ هُجوم".

«يا سيّدي، توقف البريطانيون عن الحركة!»

«حسنًا، إن كانت الأوضاع هنا هكذا، فمن المؤكد أن جحيمًا أعظم ينتظرنا في الداخل. إن لم يتحملونها، فأفضل لهم البقاء خارجًا.»

لم يكن أكسِلَريتر مُركّزًا على حركة الجيش ككل.

كان شخصان يخترقان جبهة القتال المضطربة دون أن يمنعهما أحد: الفتاة #3 والفتى ذو الشعر الشائك وهما يركبان دراجة نارية ضخمة.

«همف. ...تجاوزا بالكاد درجة النجاح.»

«ها؟»

أتى صوت الشيطانة لغز قليفة 545 الباهت من الإعصار الأبيض الذي كان يتجول في الفجوة بين التجسيد والهمود، لكن أكسِلَريتر فقط مدّ يده لجانب عُنُقه.

تحديدًا، نحو مفتاح قدرته.

«توَلّي السيطرة يا لُغْزَ قُلَيْفة 545. ...تناغمي وأوزنيها. استمتعي ورُجّي السفينة اللعينة!!»

  • الجزء 6

«تمسّك بقوة!!»

في بدلتها السباحة ذات القطعة الواحدة ومعطفٍ مطري، كانت ميساكا ميكوتو تقود دراجة نارية كبيرة وتصرخ على رياح مهولة.

كانت الملكة بريطانيا سفينة رمادية بطول مئتي متر تبدو مزيجًا بين سفينة سياحية فاخرة وسفينة حربية. كانت المسافة أكثر من تسعة أمتار حتى السطح. واحتوت على حوالي ثلاثة طوابق، لذلك كان أي اقتراب ليُصَدّ كما لو كانت جدران قلعةٍ حجرية.

ولكن كانت ميكوتو تتحكم بحرية في الـ A.A.A.

بإمساكها المقابض ورفع مؤخرتها ومَيْلِ مركز وزن جسدها للخلف، رفعت العجلة الأمامية للآلة الضخمة.

«يا، انتظري! مؤخرتك في وجهي! وأي مكان يُفترض بي أن أمسكه بالضبط؟!»

«جد حلاً لنفسك!!»

اِحمَرَّ وجه ميكوتو أثناء أدائها حركاتٍ مُبهرجة بالعجلات، ولكن لم تنتهِ الخدعة هنا. مع سلسلة من القعقعات المعدنية الثقيلة، بدأت الأذرع المُسلحة (التي وُجِّهَت نحو خلف الدراجة النارية) تتحرك كمخلوقاتٍ حية. طعنت مزيدٌ من الشفرات السميكة الجدار الفولاذي الذي اعترض طريقهم واكتسبت الإطارات السميكة قبضة. مزيج الأرجل الحشرية والإطارات المستديرة سمح لها بالقيادة على الجدار الذي مالَ نحوهم.

«أوثينوس!»

«لا تقلق يا إنسان. أنا متثبتة!!»

بعد أن استخدمت الدراجة النارية الضخمة حركات مزعجة للغاية للدخول إلى سطح السفينة الرمادية، رأوا قماشاً أسود يتطاير في الرياح.

كانت تلك الساحرة القطة السوداء مينا ماذرز وطفلة ليليث والفتاة الفضية أليستر كراولي.

نظرت هذه المجموعة الأخرى إلى كاميجو وميكوتو، ولكن بدلاً من الانضمام إليهما، فتحوا بابًا مُحكم الغلق ودخلوا.

نزل كاميجو من مقعد الدراجة الخلفي، وحينها...

«الكل مشغولٌ في عمله. علينا الوصول إلى أعماق هذه السفينة.»

«حسنًا، ولكن أليست "الأعماق" مهبط المروحية؟ سمعتُ أن شيئًا عن فتحها وغلقها معًا، ولكن هل يمكننا حقًا تفسير ذلك حرفيًا؟ لم يكن لفظًا شعريًا غريبًا كالأغاني وقصائد الغزل؟!»

«لا تقلقي يا ميساكا. أنا بعد ما أفهمها. في مثل هذه المواقف، عليك فقط الذهاب ورؤيتها بنفسك لتفهميها!!»

تفككت الدراجة النارية بقعقعةٍ معدنية وتجمّعت الأسلحة حول ظهر ميكوتو. لم يمكنهم الاعتماد على وظيفتها الطيران، لكنها كانت مفيدة للغاية لسلاح.

وفي تلك اللحظة، تسببت اهتزازات وموجات صدمية قوية في هزّ السفينة الرمادية البالغ طولها مئتي متر من جانبٍ لجانب بعنف.

ظهرت عاصفة بيضاء وميّلت جانبها واستخدمت طرفها الشبيه بالمثقاب لتطعن جانب السفينة الرمادية العملاقة.

«كياه!!»

سحب كاميجو فورًا كتفي ميكوتو النحيلتين، ولكن هل حقًا قد حقق ذلك أي شيء؟ إذا سقطت مع كل تلك الأسلحة الثقيلة على ظهرها، كان متأكدًا تمامًا أنه سيُسحق معها.

«أكسِلَريتر هذا لا يعرف معنى الكبح....»

«إيه؟ إيه؟ شنو صاير؟ سمعت اسم خايس، لكن هو يحضنّي بيَديه، وانا، إيه، هو، هيوويه؟؟؟»

ضربت ميكوتو الكثير من المشاعر المتضاربة في نفس الوقت حتى بدأ البخار يتصاعد من رأسها، ولكن كان كاميجو مشغولًا جدًا ليلاحظ ذلك. كان عليه التأكد من أنهما لا يتمزقان إلى لحمٍ مفروم بالنيران الصديقة بعد أن وصلوا بهذا القدر.

تحدثت أوثينوس بغضب وهي في مكانها المعتاد على كتف كاميجو.

«كنتُ لأختار مدخلًا مختلفًا عن التي استخدمتها مجموعة أليستر. اتخاذ نفس المسار سيُفسد هدف التقسيم.»

سواء للأفضل أم للأسوأ، كانت القوة من جانب كُرونزون تتمركز تقريبًا في شخص واحد.

سيضع هجوم من عدة اتجاهات معاناة أكبر بكثير عليها مما قد يبدو. قد تتمكن من التعامل معه، ولكنها ستُضطر لعمل حسابات إضافية في رأسها.

فتحوا بابًا رماديًا مُحكم الغلق ودخلوا أخيرًا السفينة.

بدا التصميم الداخلي الرائع وكأنه قصر أو متحف أكثر من سفينة.

سواء كان الهدف هزيمة كُرونزون أو حمايتها، فقد قالت أليستر إن أكبر عائق سيكون الهيكل الضخم المصنوع من مهبط مروحية السفينة. ومع ذلك، لم يمكنهم الذهاب مباشرة إليها، لذلك اضطروا لاتباع مسار محدد عبر داخل السفينة.

لكن...

(إذا استطعت استخدام يدي اليمنى على حاجزٍ أو ما شابه ذلك...)

سيغير ذلك الأمور.

لكن ذلك لم يكن خيارًا.

«لا يمكنني فقط إطلاق ريلغناتي عشوائياً لتدمير كل شيء هنا، صح؟»

«لا. ...تكفين لا، وهذه الأشياء على ظهركِ مخيفة. انتبهي لشعرك حتى لا يعلق في المفاصل، تمام؟»

يُمكن لمعبد الملكة بريطانيا تضخيم وتسليح قوة أيّ عنصرٍ روحي. وسيعمل ذلك لسحر وتعويذات أي شخص، ليس فقط لكُرونزون.

لذا إذا استفادوا من ذلك، فسيتمكنون من إجراء طقوس أكبر بكثير مما يمكنهم إدارتها عادة.

وفقًا لأليستر، التي عرفت كُرونزون أكثر من أي شخص، فإن الشياطين مصنوعة من شيء مشابه للطلسمان، لذا يمكن أن تضعف بقطع تلك الطاقة لتصغيرها. إذا فعلوها، فسيتمكنون من تحويل كُرونزون إلى شيء يمكن للإنسان هزيمته. ...هذا فتح مسارًا لتجنب هذه الأزمة العالمية دون التضحية بروح ليليث.

ربَّعت أوثينوس ذراعيها على كتف كاميجو.

«هي نفس فكرة تعويذة الجنية التي استخدمها أولّيروس عليّ. عندما تُترك عبادة الآلهة القديمة، يصبحون أرواحًا شريرة. تقدّم الدهر من [إزيس] إلى [أوزيريس] ومن ثم إلى [حَورس]، لكن هذا يرجع إلى [إزيس]، التي تمثلت آخر مرة في الخلائط الإلهية. الشيطان العظيم هو كتلة من الطاقة تفوق فهم الإنسان، لكن هذا ما يمنحنا فرصة للتدخل.»

كانت أليستر بالفعل داخل السفينة.

إذا تَبِعت المسار المحدد للوصول إلى مهبط المروحية، فقد لا يحتاج كاميجو حتى إلى استخدام قوة يده اليمنى لكسر الحاجز حامي المعبد.

طرحت ميكوتو سؤالًا وهي تنحتُ بأسلحتها العديدة على ظهرها جدار القاعة وأغطية المصابيح.

«أين نذهب أولًا؟!»

«غرفة الملاحة أو غرفة المحرك ستفي. أيّ مكان يمكننا فيه إيقاف السفينة! مُهلتنا ساعة، ولكن هذا يعتمد على استمرار السفينة في السفر بهذه السرعة. إذا أوقفناها هنا، ستنهار خطة كُرونزون. على الأقل، لن تقدر على تعزيز دفاعاتها والانتظار. لابد أنكِ جيدة بالآلات لأنكِ تحملين كل تلك الأشياء على ظهركِ. أريني الطريق!!»

«لكَ ذلك!!»

وحينها... التوى الجدار وانبعج بجوارهم.

في تلك اللحظة، استطاع كاميجو أن يخمن ما سيحدث رُغم جهله بالسِّحر.

«إنها إحدى الأثير أفاتار!! رغم أنني لا أعرف رقمها!!»

رمى كاميجو قبضته اليمنى لحظة قبل انبثاق السّيل الذهبي من الجدار، واستخدمت ميكوتو منشارها العملاق لشق جدار مختلف حاول استهدافه من الخلف. لم ينتظرا هجومًا فعليًا. كانت الضربة الأولى هي أأمَنُ طريقةٍ هنا.

الإماجين بريكر و الـ A.A.A.

وقف الفتى والفتاة ظهرًا لظهر.

ربما كان صعبًا التمييز لأن هجماتهما كانت فعالة للغاية هنا، ولكن سيكون هزيمة أولئك الأعداء صعبًا جدًا بالطرق العادية. فبعد كل شيء، كانوا كتلًا من الشعر. ما عندهم قلب أو دماغ. من الصعب تخيل كيف سيُهزمون برمي النار عليهم أو طعنهم بسكين.

«هذا تمامًا كألعاب الفيديو القديمة، هاه؟ علينا اقتحام معقل العدو، لكن يبدو أننا وقعنا في فخٍ عملاق لآكلِ البشر.»

«(......فعلتها أخيرًا. بتُّ أقاتل جنبًا إلى جنب معه! ياي!)»

«من مظهر الأمور، أشك في أن فريق أليستر يمر بوقتٍ سهل أيضًا. ...ميساكا؟»

«بهفه!! كح، كح! أنا، أه، من هنا تعال. دائمًا ما تتشابه هياكل السفن. إذا ركزت على تخطيط الأسلاك والأنابيب، ستعرف أين توجد المرافق الهامة وستكتشف تقريبًا أين يحفظون بما يحتاجونه. كلُّ ما علينا هو إيقاف هذه السفينة، صح؟ وعندنا أولوية في الأعمال. لذا تعال لنتجه إلى غرفة الملاحة المزدحمة بالمعدات القيادية. من هنا!»

  • الجزء 7

حاول أكسِلَريتر ضرب جانب السفينة الرمادية عدة مرات، لكن لم يتغير الكثير.

مع كل ضربة، انزلقت الملكة بريطانيا جانبًا وتغيّر اتجاه رأس السفينة قليلاً، لكن هذا لم يكن كافيًا لتغيير اتجاه السفينة جذريًا. ما لم يدخلوا داخلها ويدمروا ما يتحكم بها، فستُصَحِّح السفينة مسارها مرارًا وتكرارًا.

ولم تكن بطارية قطبه الكهربائي أبدية.

طقطق ركبتيه بينما أحاطه عاصفة ثلجية تحت الصفر الخمسين.

(لم يتعرض مهبط المروحية لأضرار كبيرة. فهو لم يتلف حتى بعد أن هزّينا السفينة كثيرًا. يبدو مهجورًا، لكن هذا يجعلنا نفترض أن هناك شيئًا ما هناك.)

«هذا يكفي، لُغْزَ قُلَيْفة 545. هيّا اخرجي.»

«نعم يا سيّدي.»

تجمعت الجسيمات البيضاء في نقطة واحدة وانفجرت بصوتٍ عال.

الشيطانة الشفافة، التي تبدو مزيجًا بين فتاةٍ وردية وقنديلٍ قاتل وصُحُف، ضمّت ذراعيها حول عنق أكسِلَريتر من الخلف وفركت خدها بوجهه.

«إزالة الإعصار سيمنح السفينة مجالًا لتُركز هجماتها مرة أخرى على كل من توقفوا حاليًا منم الأثير أفاتار. تلك الـ 400,000 طلقة من أربع أصناف مختلفة. هل أنت متأكد من أننا يمكن أن نترك ذلك لهم؟»

«يمكن للعدو فقط الاستمرار في ذلك وهو جالس في آمان على تلك السفينة. إذا دخلت الجرذان لتقضم الداخل، فلن يستطيعوا التركيز على من في الخارج. أنا واثقٌ من بقاء بعض الهجمات في الخارج، ولكن لن تكون بقوتها كاملة بعد الآن. فعل ذلك سيكون أكثر فعالية بكثير من إبقاء ذلك الإعصار العبثي يهيج في الخارج.»

«أهكذا تراها؟ حسنًا، لستُ بمربية أطفال، لذا سأتّبع أوامرك فقط يا سيّدي.»

بهذا، اصطدم الاثنان بجانب السفينة على جهة الرصيف بقوة كالمدفع. لم يهتمّا بموقع الأبواب حيث كسرا مباشرةً الجدار الخارجي للدخول.

بدأ أكسِلَريتر في تبديل مفتاح قلادته العادية ودعم نفسه بعصاه ذات الطراز الحديث، لكن...

«ني هي.»

زَلَقت لغز قليفة 545 رأسها بين ذراعه وجسمه من الخلف. أجبرتهُ على أن يستخدمها دعمًا.

«....أتجدينه الوقت المناسب للّعب؟»

«أنا موجودة لدعمك يا سيّدي☆ وسأكون درعًا جيدًا إن احتجت.»

«تشه.»

«أوه؟ سأعتبر هذا الصوت تصريحًا بالموافقة. ني هي هي هي. وأليس الدعم من صدرين ناعمين أفضل من عصا صلبة؟»

«...»

«دوواه!! انتظر، إلا فتحة جبهتي! يا سيّدي السّخيف، لماذا وضعت إصبعك هناك؟ انتظر، إصبعين؟ أه، لا تفرك حافتها!! ألأنك محرج تفعلها، أم لأنك جاد؟ ما عدتُ أعرف!!»

بالنسبة للغز قليفة 545، حَصَلت على بعض نقاط الخبرة في طريقها لتصبح مُتمرسة.

ولكن بعيدًا عن ذلك...

(كُرونزون ما عندها جماعة من المرتزقة تحت إمرتها. إنها تعتمد تقريبًا بالكامل على تلك الكائنات الخيالية الأثير أفاتار، لذا أظن أن هذا كل ما سنجده ما إن ندخل السفينة. تحتاجها فقط لتدوم حتى تُتِمَّ طقسها، لذا لا تهتم بإفساد هذه السفينة. لم تتوقع أبدًا أن تدوم حتى النهاية.)

بعبارة أخرى، كانت نفسها سواء من الداخل أو الخارج.

طالما استطاعت كُرونزون شراء ما يكفي من الوقت، فستفوز بغض النظر عن مدى تضرر السفينة الرمادية.

لا يمكنهم خفض حذرهم حتى بعد وصولهم إلى داخل معقل العدو. وبالنظر إلى الوضع، لا تزال كُرونزون تحتل الطليعة.

«ماذا يجب أن نهاجم؟» سألت الشيطانة الشفافة.

«غرفة المُحَرّك في القاع الأخير.»

إذا كان بإمكانهم إيقاف السفينة المتجهة مباشرة نحو وجهتها، يمكنهم تجاهل المهلة الزمنية.

الفكرة لم تكن مختلفة كثيرًا عن تلك لكاميجو توما. ولكن بدلاً من الإمساك بعجلة السفينة وتوجيهها بعيدًا، كان الـ #1 يخطط لشلِّ حركتها تمامًا بكسر عمود التدوير الصلب من التنغستن الذي كان أسمك من جسده.

و...

«شعرتُ أنني سأجدك هنا...» هامِسًا أكسِلَريتر.

قبل أن يتسنى له الوقت للبحث عن أسفل الدرج، ظهرت شخصية مثيرة للشفقة لتُعيق دربه. ومع ذلك، كان هذا شخصًا نجا من قبضة الـ #1 القاتلة مرةً من قبل. نظرًا لأنهما وقفا على نفس المسرح ولكن لم تُحَلّ معركتهما أبدًا، افترض اكسِلَريتر أنهما سيتواجهان مرة أخرى في مكانٍ ما.

كان هامازورا شياغي.

لم يكن الفتى يمسك حتى بسيف الولاية العتيق هذه المرة.

«هل بعت كل ما لديك لذلك الشيطان؟ لا تستحق حتى أن أضحك عليك.»

«...»

«أوه، هذا ليس جيدًا.» كانت لُغْزَ قُلَيْفة 545 أول من لاحظ. «إنه يُصقل طاقته السحرية بالقوة رغم كونه إسبرًا علميًا، لذلك جسده في حالة سيئة جدًا! إذا استمر في التنفس هكذا، قد ينفجر كل شريان دم في جسده. بصراحة، لا أعرف كيف لا يزال على قيد الحياة حتى الآن!!»

«أخر...سي...»

أخيرًا.

كان هناك تأخير فظيع من قبل، ولكن تمكن هامازورا شياغي من الكلام عندما واجه تهديدًا واضحًا من #1 المدينة الأكاديمية.

بدا متشبثًا بجيب سرواله ويتحسس نسبيًا بصلابة العلكة العادية الموجودة هناك.

للحظةٍ وجيزة، تمكنت عينيه من التركيز على خصمه.

"أعلم أنني كنت...مُخطئًا. ربما كل شخص على هذا الكوكب سيرميني بالحجارة لما فعلته. لكن إذا استمريت... إذا واصلت أكثر قليلاً...يجب عليّ أن أستمر فيها. يجب أن أواصل صُنع هذا الشيء السحري في جسدي حتى أحصل على ما أريد. أستطيع رؤيته بالفعل. دِيون فورتشن في مداي. لذا!!"

"إذن ستشتري لها الوقت بالتضحية بلحمك ودمك؟"

«...»

كان بطيئًا في الرد مرة أخرى.

من الواضح أن هامازورا شياغي قد لا يكون يحارب ضد عدو ظاهري هنا. ربما لم يحسب العالم الخارجي له حسابًا أبدًا بينما كان يقاتل الموت داخله.

لم يملك سببًا للتردد.

كان على أكسِلَريتر أن يدفع هذا المعتوه جانبًا ويواصل إلى غرفة المحرك.

ولكن عندما استعد لضغط زر قلادة عنقه، الفتت عيناه الحمراوتان فجأة إلى الجانب في حين بقي رأسه ثابتًا.

بوووم..!!!

انفجر انفجار ضخم في الوقت الذي حَوّل فيه انتباهه إلى مكان آخر.

لابد أنها كانت مفاجأة لهامازورا شياغي كذلك.

تمزق جدار الممر في هجوم مفاجئ.

الشخص الذي أدلى بظهورٍ مُثير كان عنده شعرٌ فضي طويل وبشرة بنية، وكانت هناك ضمادات ملفوفة حولها. وكانت قدميها العارية اخترقت حاجز انعكاس المُتجهات وركلت الـ #1 لتُطَيّرها في الهواء. انتهى المطاف بساقها ملتوية بزاوية غير طبيعية، ولكن هذا لم يمنعها من الضحك. تحركت الساق المكسورة بطريقة لا ينبغي لأي ساق بشرية أن تتحرك بها وشُفِيَت العظام والمفاصل. حدث ذلك بسهولة شديدة كرؤية بالون ينتفخ.

حرك هامازورا عينيه ببطء نحوها وحرك شفتيه الملتصقتين للغاية.

«نِف...؟»

«صحيح. إنها أُخت الجميع الكبرى، نِفثيس. سأقاتل كما أريد. وفي هذه الحالة، يعني ذلك بالتأكيد قتال أكسِلَريتر بدلاً من هامازورا شياغي. ألا تتفق معي، أيها الوحش الكيميائي؟ هل تخلصت من تلك العقبة في صدرك؟»

«أيتها...!!»

«نعم، آسفة لما سبق. يبدو أنني جعلتُ عبدتك الجميلة تبكي كثيرًا. أنا معتادة على ذلك منذ دفني حية في الأهرامات، ولكني أكره كيف تظنون أيها المتطرفون أن بفعلكم مثل هذه الأشياء ستكونون أشخاصًا جيدين.»

كانت هادئة ومدردشة أمام #1.

عاشت آلهة السحر في ملكوتهم الخاص.

ألهذا لم تُبتَلَع بهالة الوحش الأبيض المرعبة؟

أشارت عفويًا إلى هامازورا بيدها.

«الآن، يبدو أن لديه أسبابه للقتال كذلك، لذا سأستمتع بنفسي هنا. أوه، لكن هذا لا يتعلق بمنافسة من لديه أقوى الإمكانيات. لذا اذهب وأظهر مرجلتك. فها هي معركة أخرى بإسمك على المحك فيها. هيّا☆»

لم تقل له أي شيء آخر. بدلاً من ذلك، لعقت الآلهة السحرية نِفثيس شفتيها، وانحنت منخفضة، وهاجمت أكسِلَريتر وهو يقفز خلف الجدار المكسور. اصطدم الاثنان بالجدار الذي يلي ذلك. نظرًا لأنهما سقطا مباشرة بعدها، لابد أنها كانت دار الأوبرا التي واسعة بما يكفي لتشغل مساحة الطوابق الثلاث.

لكن هامازورا شياغي لم يشعر بأي راحة بسبب ذلك.

لقد تلقى بالفعل وحيًا إلهيًا.

سَمِعَ خطوات جديدة. ليرى من يقترب منه، التف ببطء ليرى.

وهناك رآها. وسمعها.

«هاما...زورا؟»

  • الجزء 8

ارتعشت عينيها.

بينما كانت تطل على ساحة القتال بأكملها من تحت البالون الأرنبي الرمادي العملاق، عَلَت إندِكس نظرها. وهذا أثار فضول فران التي كانت تطير على نفس ارتفاعها.

«ما بكِ؟»

«شيءٌ ما هناك.»

كان هذا مختلفاً عن السابق.

لم يكن هذا أسوأ ما تخيلته من قطع اللعب.

أخبرت نبرتها أن شيئًا ظهر على لوحة اللعب لم يجب أن يكون هناك إطلاقاً.

لكن.

لم تكن تنظر إلى مهبط المروحية.

«هذا ليس كراولي أو كُرونزون أو آلهة السحر أو العصبة الذهبية. ...دورة هذه الطاقة الحية مُلتوية للغاية، وهذا السِّحر غريب لدرجة أنني لست متأكدة حتى مما إذا كان بإمكانك تسميته إنسانًا. من ذاك؟»

  • الجزء 9

«نعم، هذا هو المكان.»

ضربت الفتاة الفضية المسماة أليستر نعل حذائها بإيقاعٍ على الأرض.

«مسار مهبط المروحية يجب أن يكون المصعد في الغرفة المركزية للمخزن، لكن هذا وحده ليس كافيًا. الأبواب والممرات التي تؤدي إلى جميع الغرف الأخرى تعمل بكلمة مرور نموذجية. الطريقة التي تُمسك بها المقابض لابد أن تتطلب المُصافحات السرّية التي تُستخدم عادةً في عُصبةٍ سحرية.»

لم يكن لهذه المجموعة وسيلة ليعرفوا ذلك، لكن هامازورا شياغي كان غافلًا تمامًا عن مدى إخفاء هذا الفضاء حيث جَلَبهُ كُرونزون.

لن تجد طريقك إلى مهبط المروحية بفتح جميع الأبواب في السفينة والبحث في كل زاوية وركن من كل كابينة. وكان صعبًا ومشكوكًا أن ترى المصعد العملاق هناك. إذا فشلت في عملية التفويض ورُفضت، فقد تجد جدارًا سميكًا لغرفة المخزن بدلاً من ذلك.

«أنا قارئة تحوت 78، مجموعة تاروت أنشأتها أنت، يا مسؤولي. سأكون على استعداد لأقتلع الإجابة جبرًا.» لا تزال الساحرة القطة السوداء مينا ماذرز تحمل الطفلة ليليث. «ولكن إن كان صحيحًا أن كُرونزون أنشأت تاروتها ودمجتها في قوتها القتالية، فهناك فرصة أنها ستعرقل أي محاولة تتم بهذه الطريقة. هل تود الاعتماد على طريقة مختلفة، مثل العرافة الجيومانسية؟» [4]

«لا.» ابتسمت أليستر. «في الواقع، سأكون ممتنة إذا ما بذلت قصارى جهدها لعرقلة أساليبنا. اجعليها مبهرجة حقًا واحرصي على تسجيل المناطق التي تحصل على ردة فعل أقوى. تلك هي المناطق التي ترغب في عدم اكتشافها أكثر شيء. اربطي تلك النقاط وسنحصل على المسار الصحيح لاتخاذه. وهناك عدد محدود من المصافحات السرّية نظرًا لتقييد بنيتها بخمسة أصابع من اليد البشرية. بمجرد أن نحصل على تلميح جيد، لن يكون من الصعب جدًا العثور على الإجابة.»

كشط...

كشط، كشط، كشط...

كان ذلك قادمًا من نهاية الممر المظلم. للحظة واحدة قبل أن تبدأ مجموعة أليستر في السير نحو قاعة الطعام، اقترب شخص ما منهم وهو يكشِطُ الجدران على جانبين بلا داعٍ باستخدام أسلحة منبثقة من أكمامه.

كان لديها قصّة شعر بوب سوداء وبشرة شاحبة مريضة.

ارتدت ثوبًا صينيًا قصيرًا وكانت لديها ورقة تعويذة حماية على جبينها.

«إله السحر نيانغ-نيانغ...»

«جئتُ لألعب يا أليستر.»

ابتسم ذلك الوحش مُصطنعًا سلاحًا من الشرر والرذاذ الذي كرهته الفتاة الفضية أكثر من أي شيء آخر.

«كل ما يهمني هو المتعة. كاميساتو كاكيرو سرق نصرك نوعًا ما، لكنك أقسمت بقتل آلهة السحر، أليس كذلك؟ أرني ما يمكنك فعله حقًا. أرني هجومًا يهُزّ كياني!!»

  • الجزء 10

هامازورا شياغي وتاكيتسوبو ريكو.

لقد تغيرت مواقعهما على ساحة المعركة، أساسًا كان بسبب هجوم هامازورا المفاجئ.

ولكن. حتى مع ذلك.

المشاعر التي يحملانها في أعماقهما كانت متشابهة. كانا في أطرافٍ مختلفة، ولكنه لم يكن إجبارًا عليهما أن يُوَجّها أسلحتهما ضد بعضٍ.

ومع ذلك.

«هامازورا...»

«لا، تاكيتسوبو.»

رصّ الفتى أسنانه ومدّ يده لرفضها.

شعر كأن عقله المُشتت كان يتجمع مجددًا.

عصا العلكة العادية تمامًا.

إعطائُها هاتف حتى تكون صديقة أنيري عبر الإنترنت.

في بعض الأحيان، حتى الوعود الصغيرة مثل هذه يمكن أن تنتج قوة عظيمة.

«أنا على وشك الوصول. أنا قريب جدًا!! لا يمكنني التوقف الآن وأعلم أن كل شيء سينهار إذا قَبِلتُكِ هنا!! لذا أرجوك. أعرف كيف أُنقِذُ دِيون فورتشن. كل ما أحتاجه هو أخذ قوة الحياة بداخلي وتحويلها إلى شيء يُسمى السِّحر. هذا كل ما أحتاج أن أفعله!! لذا، لذا، لذا ! دعيني هذه المرة فقط!! إن لم تفعلي، سينهار كل شيء! لا يهمني إذا كنتُ أُأجِّلُ المحتوم. لا يمكنني العودة لأكون هامازورا شياغي العادي الآن!!»

ومع ذلك.

لاحظَ شيئاً غريبًا.

كان هناك كرة شفافة تطفو بجوار رأس عشيقته ذات البدلة الوردية والكنزة الصوفية. خمَّن أنها مصنوعة إما من الزجاج أو البلَّورة. على الأقل، لم يكن ذلك بالون الهيليوم أو طائرة درون تطير بأجنحة صغيرة. لم يتمكن من معرفة كيف طافت تلك الكتلة بحجم الكرة الطائرة. كانت قدرتها مُتتبع AIM. كانت قوّةً نادرة، كانت من المستوى 4، وحتى قيل عن إمكانيتها لتكون #8 المستوى 5، ولكنها لا تزال قوة غير نشطة مستمدة من الاستبصار أو الرؤية عن بُعد. لم يستطع تخيّل كيف سيُمكنها هذا من أن ترفع شيئًا ماديًا ثقيلًا يشبه حجر المخلل.

و.

أبعد من ذلك...

«هامازورا.»

كان هناك شيء غير طبيعي في حركتها.

حتى بإخفاء بدلتها الرياضية ذات الأكمام الطويلة الكثير من بشرتها، إلا أنه لا يزال قادرًا على سماع الصوت الغير طبيعي القادم من عضلاتها. باستثناء أن هذا لم يكن بسبب صعوبة تحريكها. كانت تُـقَـيِّدُ شيئًا ما. كان الأمر كمن يضغط على الفرامل بكل قوته بينما ترفض السيارة التوقف.

ماذا كانت تحاول إيقافه؟

ولماذا؟

مَدّت يدها نحوه.

وتلك الكرة البلورية الطائرة الغريبة تتحرك أمام يدها.

أيهما كان يتحكم بالآخر؟ استمرت الأسئلة في رأس هامازورا شياغي بينما تعمل تاكيتسوبو ريكو بجد على تحريك شفتيها.

أخرجت كلمات.


«اركض يا هامازورا!!»


ومضت ومضة ضوء.

تمكن هامازورا من التفاعل مع حركة الكرة البلورية الغامضة، ولكن ربما فقط لأن ذلك الوميض من الضوء ذكّره بميلتداونر موغينو شيزوري.

فور أن دفع جسده المبتل تمامًا بجدية إلى الجانب، تبخر جدار الردهة بصوت مُزعجٍ مُروّع. كان هذا مختلف تمامًا. لا يمكن أن يكون هذا مُتتبع AIM. ربما كانت من تلك الكرة البلورية، لكنها بالتأكيد كانت قوة مختلفة!!

ولكن لم يكن هذا وقتًا للخوف.

إن مات هنا، فلن ينقذ تاكيتسوبو ريكو.

«!!»

عندما ومضت كرة البلورة مجدّدًا، اقتحم بابًا قريبًا بعنف. لم يهمه كيف بدا بائسًا طالما بقي حيّاً طويلاً بما يكفي ليأخذ فرصة أخرى في هذا. ربما كان الوقوع على الأرض أكثر فائدة من الهروب إلى غرفة أخرى. كانت الجدران عديمة الفائدة تمامًا. لم ينتبه إلى أن شعاع الضوء كان يمتد أفقيًا على ارتفاع الورك.

«لقد...أخطأت.»

سمع صوتًا مُعترفًا.

«هذا بسبب قبولي عرض آنا سبرنجل. إنه بسبب أنني أجبت بنعم عندما سألتني ما إذا كنت أريد القوة لحل هذه الحادثة. لذلك، فقد أجبرتني تلك المرأة على أخذ قوةٍ ستحل الحادث بأسرع وقت ممكن....»

«.....!!!!!»

كانا في نفس الموقف.

ما فعلته كان نفس ما فعله هامازورا شياغي باختيار العمل مع الشيطان العظيم كُرونزون لكي يتمكن من إنقاذ ديون فورتشن والحفاظ على تاكيتسوبو ريكو آمنة.

ذهبت عشيقته لمكانٍ آخر واعتمدت على شخص آخر. كل ذلك لكي تتمكن من إنقاذ الفتى قبل أن يسحقه العالم بأسره.

كان كلاهما يحاول مساعدة الآخر، لكن طرفًا ثالثًا استفاد من ذلك.

لا.

كانا متشابهين؟ بالتأكيد لم يكونا.

كان هامازورا نفسه هو من دفع حبيبته تاكيتسوبو ريكو إلى هذه النقطة!!

(آنا سبرنجل.)

استطاع عقله المشوش أن يعود إلى كامل تركيزه.

لم يملك فكرةً عن من كانت تلك.

لم يملك فكرة عن قوتها أو جبروتها.

لكن بعد سماع هذا الاسم مرة واحدة فقط، نقشها في روحه.

(آنا سبرنجل!!!!!!)

عَرَفَ شخصًا آخر أُجبرَ على قتالٍ لم يرغب فيه: أي. أو. فرانسيسكا حينما مسَّها كُرونزون. كان رئيس مجلس إدارة المدينة الأكاديمية قد وجد حلاً ذكيًا آنذاك، ولكن هامازورا لم يستطع الحصول على أي مساعدة من الكبار هذه المرة.

«أنيري.»

عليه إنقاذها.

هذا كان شيئًا يجب عليه القيام به بنفسه.

أمسك هاتفه بصمت وبقوة من على الأرض.

شَعَرَ جسده بثقل العجز، لكنه أجبر نفسه واقفًا.

وتحدث.

«أعطيني دعمك، لكن هذا واجبي.»

الآن بعد أن حصل على دعم البرنامج، استعد مرة أخرى للقتال.

لم تكن لديه بدلة المعالج هذه المرة. كان عليه أن يتحرك بجسده الخاص لاتباع أي تعليمات يتلقاها. لم يكن لديه درع مركب سميك أو تقوية عضلية خارجية. ودون الحاجة للقول، لن يبقى له أي فرصة بعد ضربة واحدة من ذلك الشعاع الضوئي الخطير.

كانت المخاطر أكبر من أي وقت مضى.

ولكن لا يمكنه نسيان.

كان لديه هدف بسيط هنا: إضافة شخص واحد فقط إلى المجموعة الصغيرة من الأشخاص التي تضم تاكيتسوبو، موغينو، كينوهاتا، فريميا، هانزو، وكُرويورُ. لم تطلب دِيون فورتشن المساعدة، ولكنه سيقدمها لها بأي حال وسيظهر لها كم كانت ساذجة وسخيفة لتستسلم. هذا كان هدفه.

لذلك لا يمكنه السماح لأي شخص آخر من هذه المجموعة أن يضيع.

كان على استعداد للمخاطرة بحياته من أجل ذلك.

(هدفي الرئيسي يجب أن يكون تلك الكرة البلورية. لا أعرف كيف تعمل، لكن الزجاج زجاج. على الأقل، لا يمكنني مقاومة دبابة أو سفينة حربية هنا.)

سمع الصوت الصلب لشخص ما يدوس قطعة صغيرة من حطام الجدار.

كانت عشيقته بالبدلة الوردية والكنزة الصوفية تسير عبر الثقب الكبير الذي فجرته في الجدار. لا، كانت تُقاد بواسطة الخيوط الشفافة لمن يتحكم فيها.

«هاما...زورا...»

«لا تقولي كلمة. أنا من يجب أن يعتذر. أنت لم تفعلي خطأً! لذا لا تعذري عن أفعالك!!»

ولَمَعت كرة البلورة مرة أخرى.

كانت على وشك رمي النيران.

ولكن لن يتغير شيء إذا ما استمر في القفز لتجنب الخطر والهروب. جمع قوته في أسفل معدته وختم الخوف في قلبه. عشيقته كانت تُراقب، لذلك لم يعد يستطيع الهروب. كان عليه مواجهة التهديد!!

«أووه!!»

رفع صوته وأخذ خطوة إلى الأمام تقريبا في نفس اللحظة التي خرج فيها شعاع من الضوء من الكرة البلورية التي طفت جوار يد تاكيتسوبو المرهقة. لكنه لم يكن كافيًا. كان صحيحًا أن الإعتماد على تلك القوى الخارقة الشاملة بدلًا من قوتك الإسبرية الحالية سيكون أمرًا مُطمئناً. إذا استطاعت التبديل بينهما بحرية، قد تقلب حتى التسلسل الهرمي الموجود في مدينة الأكاديمية.

ولكن لم يكن هناك حياة في ذلك الشعاع.

لم يستشعر العاطفة الحيّة التي رآها في شعاع موغينو شيزوري. لم تَنْهَر ساقيه تقريبًا من الخوف فقط برؤيتها.

وصل صوت الهواء المحترق إلى أذنيه بعد تأخير قصير. لكن حينها، كان قد انحنى ليُمَرّ الشعاع القاتل فوق رأسه. لم ينحني لتجنبه، بل ليعطيه دفعة للمضي قدمًا. كان هناك تأخير بين شعاعٍ وآخر. ولم يهتم ما إذا كُسِرَت يده في العملية. سيهاجم ويكسر تلك الكرة البلورية قبل أن تطلق طلقة أخرى!!

أمسك بفأس الإطفاء التي سقطت من الحائط إلى الأرض.

وجه تاكيتسوبو المصدوم ملأ رؤيته.

(سأكسر ذلك الشيء هنا!!)


رنّ صوت صلب.


لقد لَوَّح بالفأس لأسفل.

لَكِنَّ وجهه التوى ثُمَّ.

لم تتحطم الكرة البلورية. لقد صدمت هجومه مباشرةً وأوقفت الفأس. حسَّ بألمٍ حاد يمر عبر عظام معصمه.

البلورة والزجاج كان من الصلب.

على الرغم من أن الناس قد يجدون صعوبة في تصور ذلك عندما اعتادوا على رؤية القطع الرقيقة المستخدمة في النوافذ والقوارير. لكن على سبيل المثال، لن يكون كسر منفضة السجائر الثقيلة بقبضة يدك أمرًا سهلاً. لن يمكنه كسر هذا مثلما يفعل الناس بالزجاج كجزء من أداء مسرحي.

لم تنجح حتى تحسينات دعم أنيري.

لن تفيده أيّ كمية من الكفاءة إذا كانت قوته ناقصة.

توهج الضوء ببطء من مركز الكرة البلورية مرة أخرى.

«لا...»

كان اليأس في عيون تاكيتسوبو ريكو أقوى حتى من قبل.

إذا كانت الكرة البلورية ستطلق شعاعا آخرًا من هذا المدى القريب، فإن الفتى الذي خاطر بحياته لإنقاذها سيتبخر حقًا.

«اهرب!! فعلت ما يكفي يا همازورا!!»

لم يكن هناك شيء يمكنه فعله.

تجمع الضوء الأبيض النقي داخل الكرة البلورية حتى وصل إلى الحد الأقصى.

ثم أُطلِقَ كل ذلك دفعة واحدة.

انفجر الشعاع على مسافة قريبة جدًا. لم تكن هناك طريقة ليتجنبها هامازورا.

لكن.

لكن.

ولكن.

اِلتَوَى.

على الشعاع أن يضربه من هذا المدى، لكنه التوى بشكلٍ غير طبيعي أمام عينيه.

«ما—؟»

بالطبع، لم يكن الفتى من فعل ذلك. أو الفتاة. لكنها لن تُحدُثَ بصدفةٍ بسيطة.

تطاير شيء في الهواء.

كانت بطاقة تاروت تحمل صورة مميزة. رقصت في الهواء، وتبعتها الثانية، وانتشرت المزيد حتى شكلت البطاقات الثمانية والسبعين حَلَقةً كبيرة خلف هامازورا.

ثُم سَمِعَ اهتزازًا طنينًا.

كانت الكرة البلورية الغامضة تُصَوِّبُ بجعل تاكيتسوبو ريكو تتحرك.

لكن.

ظهر شيء في يد هامازورا شياغي ردًّا.

سمع العديد من الأصوات الصغيرة تتجمع كلما وصلت المزيد والمزيد من بطاقات التاروت لهناك. شكّلت مُكعبًا مثاليًا وصار سطحُها أسْوَد في لمح البصر.

كان صندوقًا أسود.

كانت دِيون فورتشن قد استخدمت هذا العنصر الروحي الذهبي لحماية حياتها وكبريائها.


«ترجم، وبسِّط، وأنشئ جديدًا.»


صدى صوت في رأسه.

هامازورا لم يعرف الكثير من الإنجليزية، ومع ذلك، خرجت الكلمات الإنجليزية طبيعيًا وبسلاسة من فمه.

هذا لم يكن شخصًا يساعده بفضل حظه السّعيد.

هذه كانت نتيجة جهوده الشخصية.

رفض قبول إنتهاء قِصّة تلك الفتاة بعد بسمتها وحيدة واختفت، لذلك تخلى عن الكثير وألحق ضررًا بجسده ليُصقِلَ طاقته المُتفتتة باستمرار إلى قوة سحرية. هذا كان زرعه، وها قد حصده. كان يحاول إعادة الشخص الأصلي بقراءة الخدوش والبقع الدقيقة على سطح البطاقات، لذا لم يكن من المفاجئ أن تتدفق أفكار الفتاة إليه خلال العملية.

أيضًا، لم يُلقى بأعضاء الذهب مثل وِستكوت وآني في ليلة لندن دون أي ملابس. لابد أن ملابسهم ومعداتهم قد ظهرت معهم. هذا يعني أنهم كانوا مُدْرَجين في العلامات على التاروت. كانت هناك معلومات عن العناصر التي ذهبت مع الأشخاص. وكانت تشمل المعدات اللازمة لتحديد أولئك السحرة. بعد تشغيل تلك الأدوات بالطاقة السحرية المصقولة من طاقتهم الحيوية، كان من الممكن بناء حَلَقة مُغلقة بين الجسم والأداة، مما يجعلها حقًا جزءًا من الساحر.

لذلك لم يكن عليه سوى أن يحمل علامة وصولها الوشيك.

بُنِيَ (نُقِشَ*) جزئها الخارجي هذا من سطح التاروت الذي اِحتفظ به آمنًا.

هذا الصندوق كان نفسه كزر أحد الأزرار على ملابسها.

كان هذا هو الاحتمال الذي وجده أثناء مواجهة جميع الجوانب غير المعقولة في هذا العالم.

بعبارة أخرى...


«مُعالج النموذج الأصلي..... يُمكنه تحويل أي عنصر روحي أو تعويذة إلى شكل لا يمكن التنبؤ به!!»


فُتِحَ الصندوق الأسود كفمٍ عملاق وابتلع الكرة البلورية كلها.

وما كان لشعاعٍ واحدٍ فرصة أن يخرج منها.

لم يَهُم نوع التغيير كان.

لم يهم ما إذا كان تغييرًا إيجابيًا أو سلبيًا.

بمجرد أن يبتلع ذلك الصدنوق عنصرًا روحيًا، فلن يسترجع شكله الأصلي أبدًا.

«....آه....»

كما لو أن انقطعت خيوط الدمية.

ترنحت تاكيتسوبو ريكو على قدميها وأمسكها هامازورا شياغي برفق. بغض النظر عن مدى استنزافه وعدد الأوعية الدموية التي انفجرت داخل جسده، كان هذا شيئًا كان عليه القيام به بنفسه. مهما كان.

تفتت الصندوق الأسود مرة أخرى. عادت إلى بطاقات فردية تتدفق خلف هامازورا. كانت بطاقات التاروت تعود إلى صاحبها الأصلي.

ومن ثُمَّ.

وبحركةٍ زلقة.

وصلت أصابع نحيلة داخل جيب هامازورا. سحبت قطعة علكة عادية تمامًا. لكن بالنسبة لهما، كان رمزًا لوعد قيّم ربطهما.

كُلها لهذا.

كان قد بذل جهودًا وتقيّأ دمًا ووصل حتى هنا من أجل شيء كان يجب أن يكون غير ملفت للانتباه تمامًا.

«.....كان رائعًا مِنكَ أن تُخاطر بحياتك من أجل عشيقتك هكذا. قد فُتِنتُ بهكذا علاقة.»

كان الصوت الذي سمعه خلفه بالإنجليزية.

على عكس الكلمات التي كانت في رأسه في وقت سابق، لم يعد الفتى الجانح يعي معاني هذه الكلمات.

هذه كانت الشخص التي أشارت إليها تلك البطاقات الثمانية والسبعين مع الصندوق الأسود.

«مرحبًا بعودتك....»

لكن.

لم يهتم ما إذا بدت كلماته غريبة. ونظرًا للدموع والمخاط المغطية وجهه المتجعد، بالتأكيد لم يمكنه أن يُدير رأسه لينظر إليها. ببساطة، أمسك عشيقته في ذراعيه، وفكر في كل ما حدث، وتحدث باليابانية مع علمه أنها لن تفهمه.

«مرحبًا بعودتك، دِيون فورتشن!»

  • الجزء 11

كُلُّ شيءٍ فيها كان غير عادي منذ الخطوة الأولى.

حتى الآن، كانت المرأة الملفوفة بضمادات حول بشرتها البُنّية تبتسم برقة من مسافة قريبة.

«نيه هيه☆»

كانت هذه إله السحر نِفثيس.

كانت أكبر وأقوى عنصرًا خارجيًا هنا.

«نعم، هذا ممتع، ممتعٌ جدًا!! أها ها ها! إيه هي هي! هذا صحيح! ما يهم حقًا هو فرصة للقتال دون القلق بشأن العواقب! من يحتاج لكل هذا القلق؟! كل ما أبتغيه هو ذلك الشعور بلكمةٍ أو ركلةٍ قوية! أنت حقًا المنافس الذي كنت أبحث عنه يا أكسِلَريتر!!!!!!»

كانت قد أسقطت #1 المدينة الأكاديمية باصطدام غير مسلح. نجحت في توصيل هجومٍ مباشر ضد ذلك المستوى 5 الذي يمكنه دفع أي مُتّجهٍ بإنعكاسه.

«تش!!»

«استخدمتُ ذلك الشيطان الاصطناعي للتخلص من العقبة التي كانت في صدرك حتى تتمكن من القتال بكامل قوتك. لن أسمح حتى لمثل كُرونزون بأن يعترض طريق متعتي. فهيّا، دعنا نستمتع! هيّا، هيّا، لنحظى بوقتٍ ممتع!! أرني أن لقبك الـ #1 في المدينة الأكاديمية ليس عرضاً وزينة!!»

كانوا في فضاء دائري عملاق يغطي ثلاثة طوابق من السفينة.

كانت دار أوبرا.

لكن أكسِلَريتر لم يصبر انتظار أن يصل ظهره الأرض. استخدم قدرته على التحكم في المُتّجهات ليركل نِفثيس التي كانت تلتف حول جذعه. كان هذا كافيًا لإنتاج صوت كإطلاق قذيفة مدفعية. تلاعب بالهواء المحيط ليهبط بشكل شبه خفيف الوزن حيث وجد نفسه في المقاعد في الطابق الأول. لم تكن خصمه معه. كانت في المكان الذي يجذب انتباه جميع الصناديق المحيطة بالمساحة في الطوابق الثانية والثالثة. مع شعرها الفضي الطويل يتطاير وبشرتها البُنّية كاشفة، وقفت تلك الوحش بخفة على رأس المسرح الذي كان شبيهًا بالنقطة المحورية لهوائي مكافئ أو طباخ شمسي.

مدّت سبّابتها اليمنى نحو نفسها ولفظت كلماتها ببطء.

«تعالَ يا طفل. أم تفضل المنظر من أسفل؟»

«اخرسي يا مهووسة الجنس.»

انفجر صوت مُدَوٍّ.

لكن لم يكن صوت #1 الذي اندفع بلا تفكير نحو نِفثيس على المسرح.

بل العكس في الحقيقة.

«الهدف: لغز قُلَيْفة 545 - تعزيـ —»

«علمتُ بنـيّـتكِ فِعل ذلك!!»

غرس أكسِلَريتر قدمه في أحد المقاعد وركلها ككرة قدم. دمر شيئًا على السقف ثلاث طوابق في الأعلى: مَرَشّة.

هطلت أمطار صناعية لتبلل كل شيء أسفله: المقاعد في الطابق الأول، والمسرح، والوحش #1، والمرأة ذات البشرة البُنّية الملفوفة بالضمادات.

نعم.

شَمُلَ ذلك خدي إله السحر نِفثيس.

الآن لا يمكن لأحد أن يرى دموعها حتى لو بكت. تمامًا كاختفاء الكتابة الحمراء في الإضاءة الحمراء.

«فهمت. لكني لا أحب البلل، أوَتعلم؟»

«تُسَبِّبُ دموعكِ تغييرًا نفسيًا. إنها مثل المسرحية، حقًا. تُرين الآخرين دموعكِ حتى تُحركي أحاسيسهم وتحفيزهم على البكاء أيضًا. هذه هوية تعزيزك التي تجعل الناس يفقدون السيطرة. الآن ما إن فهمتها، صارت تافهة. افترق طفلٌ مريض عن جَرْوِهِ أثناء الحرب وكان الجرو يركض بيأس إلى سيّده حتى وَصَل متأخرًا ووجد الطفل ميتًا. قد يبكي أغبياء على هكذا قصص بالتأكيد، ولكن ماذا بعد؟ الدموع قمامة لا قيمة لها عندما تكون خُدعةً محسوبة لتكسبي ما تبتغيه. دموعك كمن يسأل أحدٌ عمّا تعشى قبل ثلاثة أيام. من يتذكر هذا الهراء؟!»

أمسك أكسِلَريتر ظفر إصبعه الوسطى بإبهامه؛ ونقر الهواء خفيفًا كما ينقر جبين شخصٍ يرفض الاستماع.

وما كان في الهواء: قطرة ماء سقطت من السقف.

اندفعت شفرة الماء بقوة كافية لتكسر بسهولة درع جبهة الدبابة، لكن أقوى الأكاديمية ذي المستوى 5 لم يتوقف هنا. وقبلما تتخذ نِفثيس إجراءً ما، قفز بخفة على المسرح.

لكن.

لكن.

ولكن.


«أظننتَ فعلًا أن إله السحر سيخاف من هجومٍ ضئيلٍ كهذا؟»


لم تتجنبه.

لم تتجنب إله السحر نِفثيس أو حتى تدافع!؟

«؟»

كان هناك صوت عالٍ لتحطم وتمزق اللحم السميك والدم. حتى لو حدث شيء شديد الانحراف، كان #1 قد توقع أن يُصَدَّ أو يُحَوّل مثلما فشل الهجوم ضده، لكن هذا لم يحدث.

اخترقها مباشرة.

تمزقت المنطقة من كتفها الأيمن إلى صدرها وبطنها، تاركةً مكانًا فارغًا مفتوحًا. كان الأمر كما لو كان جسمها بأكمله قد صنع لتمثيل هلال القمر.

ولكن هذا لم يكن كافيًا.

لم يحتسب ذلك ضررًا. كانت المرأة البُنّية لا تزال تبتسم أسفل مرشات المياه.

«أنا نِفثيس، تَجَمُّعُ عشرات الآلاف من العبيد والخدم المدفونين مع الفراعنة.»

تلاها طنينٌ هادئ.

تغبَّش جسم نِفثيس.

«لذا فإن جسدي لم يتطلب أبدًا الدورة الدموية للفرد. أحتوي على عدد لا يحصى من الحلقات المترابطة من قوة الحياة، لذا حتى لو قُطِعَ جزءٌ واحد، يمكنني إعادة توجيه المسار لأحافظ على الدورة الشاملة. قطع سلك واحد فقط من الأسلاك المتوازية لن يطفئ مصباح الضوء. فهل ظننت أن تدمير ما يبدو "عقلي" أو "قلبي" كافيًا لقتلي؟»

لم يدعها أكسِلَريتر تؤثر فيه كثيرًا.

حرّك يده القادرة علة تدمير كل أوعية الدم والأعصاب للشخص بلمسة، وضرب نِفثيس بدقةٍ في جسدها الملتوي. شعر بوصولها وأنها دمّرت دواخل جسدها. لكن هذا لم يكن مهمًا.

تدمر جسدها، لكنها استمرت في الحركة.

هذه كانت نُقطةً مِحْوَرية.

ولقد حدث نفس الشيء عندما سَيْطر كاميساتو كاكيرو في ظلال مدينة الأكاديمية. بالتأكيد كان الوورلد ريجيكتر قد لمس نِفثيس، لكنه لم يهلكها تمامًا. قد انفصلت عن جسدها لتبقي جُزءًا منها في هذا العالم.

لم تُبنى بحيث يؤدي فقدان أي عضو من أعضائها موتها.

كانت الجميلة البُنّية تدير نفسها بالنسب المئوية.

«والاسم الذي أُعطيتُ إياه كان نِفثيس. ابنة إله الزراعة نُت، أُخت إله العالم السفلي أوزيريس، وزوجة إله الموت سِت. أنا إلهة الموت والجنائز. أنا التي تُطهر الشوائب التي تقتل الآلهة.»

رفعت إلهة الخلود ببطء يُسراها. كانت كشفرة الجلاد العملاقة المُعلقة بحبال تنتظر سقوطها على رأس المُدان.


«المِياهُ الوَسيعة الرامِزة لنهر النيل، اغسلي شرَّ هذا السخيف بعيدًا.»


هذا كان أكثر بكثير من المطر الاصطناعي الناتج عن المرشّات. لابد أنها أُخِذت من الهواء ومن لوحات المسرح. وإن لم يكن لديه قدرة الانعكاس، فلربما أُخِذت من جسم أكسِلَريتر أيضًا. اُستُخرِجَت كل قطرة من الرطوبة في هذا الفضاء وجُمِعت معًا لتُشكِّل شفرة عملاقة تمتد فوق يُسرى نِفثيس المرفوعة.

أشعر الهواء الجاف للغاية وكأنه صحراء قاسية.

ولن تفيد خدع فنون الدفاع عن النفس هنا.

إذا سمحت للجاذبية بأخذ الزمام أثناء إسقاطها لهذا الهجوم، فستمحو أيَّ تهديدٍ خارجي. كانت نِفثيس زوجة القاتل سِت، ولكنها كانت أيضًا الشخص التي بكت عندما علمت بموت أوزيريس. دموع نِفثيس ستمحو حتى خطايا العالم. لذا إذا أردت مواجهتها مباشرةً، عليك أن تجلب شوائب كافية لقتل إله. ...إن كان لمثل ذلك وجود في سطح العوالم الأربع، نعم.

لذلك لم يكن هناك سوى خيار واحد هنا.

لم يعد الأمر يتعلق بالمنطق. الغرائز التي طوّرها أكسِلَريتر في الظلمة النقية أصدرت جرس إنذار في رأسه وعمل على الفور في التوصل إلى الحل الأمثل.

وهو...

(سأسحقها قبلما تتمكن من إسقاط ذلك الشيء!!)

«آآآآههههههه!!!!!!»

صاح، وقفز من على المسرح بتلاعبه بالمُتّجهات منطلقًا نحوها كقذيفة مدفعية بينما انفجر الخشب تحت قدميه.

كم من هذه اللحظات احتاجت للوصول إلى ثانية كاملة؟

تحرك أكسِلَريتر بقوة بحيث تتبّعه الصوت المنفجر واصطدمت أكتافه مباشرة في أرداف جسم نِفثيس المكسور. إن كانت سترد هجومه المائي بواحدة من نفسها، فسيرد اصطدامها السابق عليه بواحدة من عنده. لم يتوقفا عن الدوران معًا على قمة المسرح البلل والماء يتطاير خلفهم كأجنحة الملاك.

تلاشت الأصوت.

اخترقت شفرة نِفثيس المائية إحدى جدران المسرح وبدا الجدار وكأنه انفجر.

هزَّت عقل الـ #1 قليلاً. فقد تركيزه.

(هي...r...؟) [5]

تبعها صوت عالٍ ولكن باهت.

في لحظة تخلخل في انعكاسه، ضربته قطعة متصدعة من الجدار مباشرة في صِدغه. الرائحة الصدئة لدغت أنفه وبدأت رؤيته تتلون بالأحمر.

ضحكت نِفثيس بلطف بينما كانا يتدحرجان معًا.

في بعض الأحيان، كان جسدها الممزق يعود لحالته الطبيعية.

«الماء يحجب الموجات الكهرومغناطيسية. ولكن فقط إلى حدٍّ ما. هل عليّ ذكر اكتشافات الرادارات الجوية التي ترصد السحب المطرية مِثالًا؟»

و.

انتهى الأمر بأكسِلَريتر من في الأعلى.

«تش!!»

كان تحكمه غير مستقر، لكنه خلق بقوة عاصفة هوائية قوية حولهما.

ربما كان نفخ جميع قطرات الماء المعلقة في الهواء في اللحظة الأخيرة قراراً صائباً.

الوحش #1 المدينة الأكاديمية قبض قبضته. لكن فعلها ليُطبّق ضغطًا. الهواء الذي سُحِقَ بقبضته اشتغل كقنبلةٍ عملاقة. الانفجارات التي تمّت بالبارود كانت نتيجة لتوسع سريع للغاز المحترق. تمامًا مثلما تُستَخدم السوائل ذات الضغط العالي للقطع، كل شيء كان سلاحًا إذا استغلَّيتَهُ جيّدًا.

الهواء.

الدماء والماء يتساقطان من غِرّته المبللة بينما يحمل سلاحًا واضحًا، وكان مُستلقيًا فوق عدوته، ويصرخ.

«لنرى ما إذا أمكنكِ البعث من جديد ما أن أُزيلك حتى الصفر!!»

«أوه، يبدو مُغريًا.»

حتى الآن، ابتسمت نِفثيس برقّة من على الأرض.

هل افتقرت إلى أيّ خوف من الموت؟

أو...؟

«إنّ رنين عاطفتي المجبورة تتطلب الدموع، ولذلك غطَّيْتَها بمرشات المياه، حينها لن يعرف أحد ما إذا كانت القطرة في خدي دمعًا أم ماء.»

توقفت للحظة.

وهذا كان كل ما استغرقه الأمر لكي يدرك أكسِلَريتر ما عنته مواقعهما الحالية.

«أنتِ...!!»

«لكن يمكنني الهرب من المطر إذا حَمَيتني منه. هذا يعني أن هذه القطرة على خدي يمكن أن تكون مجرد دمعة.»

ابتسمت.

كان كاسترجاعٍ لِما قبل.

همست إله السحر نِفثيس بينما تَوَسَّعت فرحة القتال داخلها.


«الهدف: لُغْزُ قُلَيْفة 545 – تعزيز.»


«أه...كاه؟»

بدت الشيطانة الشفافة مزيجًا غير مُتّزنٍ بين فتاة بشرية وقنديل قاتل وصُحُف، ولكن الآن حضنت وسط صدرها وانحنت.

حتى أنها لم تتمكن من صعود المسرح.

أقصى ما اقتدرت عليه كان تفتيت المقاعد المدمرة لتَصِلَ إلى الصف الأمامي. يمكنها تجاهل الجاذبية والطفو إذا أرادت، لكن الخوف من أن تصطدم برصاصة طائشة أبقتها تزحف أرضًا.

نعم، لقد كانت منحوسة من البداية.

سيكون دقيقًا كثيرًا القول أن خوفها من الاقتراب من أكسِلَريتر جاء من خشْيَتِها حدوث نفس الموقف سابقًا بالضبط. قد أمرها بعدم الخوف من الفشل، ولكنها لم تتغلب على تجربة الرعب تلك بسهولة.

لو جمعت قوتها وأخذت خطوة أخرى قدمًا، فهل كانت لتوقف نِفثيس قبل شنِّها هذا الهجوم النهائي؟

لو خطت بدلاً من ذلك خطوة إلى الوراء، هل كانت لتمنع أكسِلَريتر من تعرضه لهذه الآثار؟

بغض النظر، كان متأخرًا كثيرًا.

نيفثيس، إلهة تستخدم الدموع سلاحًا، سحبت الزناد. تمامًا كما لا يُمكن أن يُغيّر خوف المرء بعد سماع رمي النار النتيجة، فإنها لا تستطيع استعادة السَّيْطرة على نفسها الآن ما إن وصلت القوة إليها.

غلبها الإحباط.

لكن أكثر من ذلك، غلبها الحزن.

لا تريد لُغْز قُلَيْفة 545 أن تؤذي من قَبَلها. بإمكانها الشعور بضغطٍ خارجي يجبر قوتها على النمو، لكنها جمعت كل قوتها وركزتها جميعًا في يدها. كل ما بقي عليها هو طعن صدرها بنفسها. كانت تحاول تدمير نفسها قبل أن يحدث الانفجار الفعلي.

قد أهداها هدفًا لحياتها الصناعية.

قد أخبرها بعيش حياتها كما تبتغي وأن تستمتع بها.

لذا.

اختارت استخدام هذه الحياة هنا. ولن تسمح لأي أحدٍ بأن يُخبرها خلاف ذلك!!

«غ...غ، غ، غ، غ، غ، غ، غ!!»

جمعت القوة التي بالكاد كبحتها في يدها.

محاولاتها اليائسة للسيطرة عليها أنتجت مخالب شبيهة بالسيف.

لم تستطع أن توقف تلك القوة عن مغادرتها، لكنها استطاعت بالكاد توجيهها وتصويبها نحو وسط صدرها. لديها فقط فرصة واحدة لهذا. إذا لم يكن الهجوم الأوّلي كافيًا، فستكون عاجزة عن وقف الهجوم الذي يليه.

لن تدع هذا ينتهي بالفوضى.

(هذا ليس...تدميرًا. أنا أحمي سيّدي بأفعالي وخياراتي!!)

لكن.

قُبَيْلَ ذلك.


«عذرًا يا آنسة /عودة. قبل أن تستعجلي في تضحيتك السخيفة، ما رأيك بمراجعة خياراتك هنا /هروب؟ أواثقة أنكِ لم تغفلي بعضًا من تلك الخيارات /هروب؟»


انبعث من داخل رأسها.

لكنها لم تعرف ما تعنيه. ما هذا الصوت؟ ومن أين يأتي؟

«....اللعنة على ذاك الغشّاش /عودة. في العادة، ستكون مثل هذه الاتصالات مُجَرّمة /عودة. أنْشَأَ بابًا خلفيًا عن طريق الدخول في عقدٍ غير معروف للدخول في قلب ميساكا، كما مُتَوقّعٌ من شرير /عودة. يبدو أنه كان يتلاعب بالأقطاب الكهربية بمفرده، لكن ميساكا لا تَسْتَشعِرُ ثقةً من تلك التعديلات /عودة. ميساكا ليست متأكدة تمامًا مما إذا كان قد تعلم درسه حقًا /عودة.»

لم تستطع رؤيتها، ولكن كان هناك.

كان الفُصّ الجبهي لـ #1 المدينة الأكاديمية قد تضرر بشكلٍ كبير، بحيث لم يتمكن حتى من الوقوف على قدميه صحيحًا دون مساعدة حسابية خارجية.

ولكن ماذا يعني أن لغز قليفة 545 قد شعرت بذلك؟

هذا ما يعنيه:


«لقد تواصلتِ مع شبكة ميساكا من خلال جسد أكسِلَريتر /عودة. قد لا يعلم حتى بنقطة الوصول هذه /عودة. مرحبًا بك في شبكة ميساكا أيها المستخدم الضيف /عودة. الآن، لا تريدكِ ميساكا أن تقفزي باستنتاجات وتُحدثي سوء فهمٍ، لذا تذكري أن الميساكات كلها تقف مع فريق كاميجوتشان /عودة. ...ومع ذلك /إرجاع، فهو يُزعج ميساكا حدّ الغضب أن ترى شخصًا آخر يتلاعب بذلك الغبي /عودة. فقط ميساكا من يحق لها انتقاد ذلك المُجرم /عودة. لا تطرح الضحايا جانبًا وتجبره على السير في الدرب الشائك الذي تختاره /عودة!!» [6]


فَهِمَت فقط شيئًا واحدًا.

كان لديها حليف.

كان هناك لاعبون أكثر في هذه القصة بجانب أكسِلَريتر و لُغز قليفة 545!!

«لذا سنعطيكِ المساعدة /عودة، كيانٌ مُفكّر بلا موجات دماغية /عودة. إن أرادت تلك العجوز البُنّية تضخيم قوّتكِ لإرسالها إلى هذا المُجرم، فما رأيك أن نفعل شيئاً أكثر إثارة للاهتمام /هروب؟ هذا لن يكون هيجانًا لا يمكن السيطرة عليه /عودة. سنُرتب الأمور في صَوْبها ونُنتِجُ الطاقة الأمثل لمساعدة ذلك المُجرم /عودة! لا تستهيني بقوة حسابات ميساكا /عودة! هذه النسمة الخفيفة لا تقترب حتى من ما نسميه عاصفة /عودة!!»

انتشر شيء خفي على ما يبدو من لغز قليفة 545 في جميع الاتجاهات.

ربما رأتها بتلك الصورة لأنها شيطان.

وقد يراها آخر بشكل مختلف.

بغض النظر، هذا ما رأته الفتاة الشفافة.

«عشرة واثنان وعشرون؟»

ابتلعت بصعوبة.

شهقت لغز قليفة 545 لَمّا رأت هذا يتداخل مع العالم السطح.

«تُدمج تلك لتصير اثنان وثلاثون، ولكن واحد وثلاثون واثنان وثلاثون مُكرّران. هذا هو المسار الواحد التي أظهرتها البطاقات الثمانية والسبعين. ولكنه مختلف جدًا عن التاروت التي أنا مُلمة به!»

«لا أعرف كيف ترينه /عودة. ميساكا هنا ببساطة كما هي /عودة. نحن جميعًا معه في كل الأوقات وفي كل المكان /عودة. عالجي هذه العملية بأبسط شكلٍ ترينه /عودة. بصفتي إرادة ميساكا، أأذَنُ بهذه العملية عن بُعد وأمنحكِ السلطة هنا /عودة. استخدمي كل القوة هنا كما ترين واحمي من تبتغين حمايته /عودة!!»

نعم.

هكذا كانت.

كانت لغز قليفة 545 شيطانة اصطناعية. كانت كائنًا خارقًا للطبيعة تم تصغيره لراحة بال شيطان آخر عن طريق قطع جزء من وظائفها. ولكن ما كان النموذج الذي استندت إليه؟ لقد أُنشِئت بالشيطان العظيم كُرونزون. وكان أكيدًا أن ذلك الشيطان العظيم قد استخدم النموذج الأكثر توفرًا لديه –– نفسه ––.

الشيطان العظيم كُرونزون كان شيطاناً من السِّفِروث بدلاً من القُلَيْفوث.

كان يختبئ في الأراضي المعروفة باسم [الهاوية] حيث وُجِدَت السُّفَيْرة الخفية التي تُدعى [دَعات]. من هناك، كان يُدير من يصعد ويهبط الشجرة. كان دوره المدير الذي يمنع البشـر الأغبياء من الوصول إلى عِلم الشجرة بسهولة جدًا. في العصـر الحديث، وُحِّدَت العِرافة حتى يُمكن لأي شخص القيام بها طالما كانت لديه البطاقات. لكن ليس الجميع بناجح. لماذا؟ لأن شخصًا ما كان يتربص في الداخل مُعرقلًا طريقهم بهيئة الرغبة والخوف.

لذلك.

إذا اِمتلكت لُغْزَ قُلَيْفة 545 تلك الوظيفة أيضًا...


«نعتمد عليك، شيطانة-تشان /عودة. ...يبدو أن ميساكا لا يمكنها أبدًا الهروب من أن تكون المُتّهمة /عودة. يمكنها أن تعترض طريقه بتذكيره بجرائمه وجعله ينحرف عن مساره الحالي /إرجاع، ولكن هذا كل شيء /عودة. ربما أنتِ الوحيدة التي يمكنها دعمه في اتجاه مختلف دون أن يُركّز على الجريمة والعقاب /عودة.»


يمكن سماع همس هادئ في ذلك المكان.

«أنا شيطانة ليس لها مكان في أي من السُّفيرات العشر.»

كان بإمكان لغز قليفة 545 أن تشعر بهذا واضحًا الآن.

بطريقتها، استشعرت الحقل الخفي للقوة وكيان البيانات المرتبط الذي غطى العالم.

«وبالتالي، سأصير المديرة الجالسة في السفيرة الحادية عشـرة غير المَعلَّمَة!! اسمي لُغْزُ قُلَيْفة 545، رقمي هو الإحدى عشـر الحقيقي، ومعناه "مُنطلق الشـر الذي يدعم الأعمال الصالحة"! وهنا مسار البطاقات الثمانية والسبعين. أُقدّم القوة لسيِّديَ المُتَعاقِد، الكائن الحي الفائق الذي يتحكم في كامل الشجرة الثالثة عديمة المُسمى. أُهديه طريق البقاء! وأعطيه الحكمة الموجودة وراء الهاوية!!!!!»

فشل أليستر كراولي في هذا مرة من قبل.

كانت تجربته هي عبور الهاوية التي لا يمكن لأي إنسان عادي أن يعبرها، ولكن كُرونزون رفض التعاون وأُوقِفت التجربة.

ولكن ماذا لو؟

ماذا لو قدَّم الشيطان مساعدته حقًا وانضم إليه بلا نية سيئة أو خداع؟

انكشف الجواب هنا.

«يا إله السحر القذرة، لا تزالين تتشبثين بالسطح!! لذا لا تظني نفسكِ قادرة على مجاراة سيّدي الذي عبر الهاوية!!!!!»

انفجارٌ مُدَوّي هزّ المكان.

لكنه لم يكن صوت العاصفة العنيفة التي حاول أكسِلَريتر إطلاقها.

كان هذا أقل وضوحًا.

كانت قوى خفية غطت كل جزء من العالم.

لقد حَوَّلتها قدرته على التحكم في المُتّجهات إلى زَوْبعة انطلقت نحو نِفتيس كرمحٍ عملاق.

«تش!!»

حافظت الآلهة البنية على جمالها حتى وإن كان جزء من جذعها مُتمزقاً، لكنها أخيرًا نقرت لسانها ودفعت أكسِلَريتر بعيدًا عنها. هذا حَرَّف من مسارها قليلاً ليقطع جُزءً من شعرها الفضي الطويل.

كان هناك شيء مختلف عن السابق.

لم يعد الشعر المفصول يتصل مرة أخرى وطار بعيدًا.

تدحرجت بعيدًا عنه.

عندما نهض الوحش #1 المدينة الأكاديمية، لفَّت الشيطانة الشفافة ذراعيها حول عنقه.

لن تهرب بعد الآن.

لم تعد خائفة بعد الآن.

فَهِمَت الآن كلام سيّدها المُتعاقد. لا تبكي. لا تخافي. نعم، يمكنها أن تعتمد حقًا عليه، لذا لم تكن بحاجة حتى إلى خوف من أن أفعالها قد تؤذيه!!

«أنت لا تفقه السحر ولا تعي قواعده، لذلك استطاعت إله السحر تلك أن تسخر منك وتتصرف وكأنها تعلم بكل شيء وقادرة على كل شيء، لكن هذا ينتهي الآن.»

من أجل أن تعطيه حقًا قوتها وتقاتل جنبه، نظرت لغز قليفة 545 بتركيز مباشر إلى إله السحر نِفثيس.

«سأعطيك ما تحتاج من معرفة عن طريق تثبيت معرفة الشجرة الكاملة للبطاقات الثمانية والسبعين. لا يهم ما إذا كُنتَ تعيها أم لا يا سيّدي. ما عليك سوى التحكم في المُتّجهات بالطريقة التي تراها مناسبة لك. وسنتأكد "جميعًا" من أن كل شيء سيتم بالشكل المناسب!!»

تلاها صوتٌ بَـلِلِ.

يُمفترض أن يكون أكسِلَريتر لا يمكن لمسه لأنه سيعكس أي مُتّجهٍ قادم، لكن بعض الدماء للتو خرجت من بشرته البيضاء.

ومع ذلك، ابتسم الوحش.

لماذا ينبغي عليه أن يخاف من جرحٍ واحد؟ لقد سئم من أن يُعامل بهشاشة.

تلألأ ضوءٌ عدواني في عينيه الحمراوين وتحدث أقوى المدينة الأكاديمية إلى رفيقه في السلاح.

«هذا سَيَفي.»

ردّت الإلهة فضّية الشعر وبُنّية البشرة ردًّا قصيرًا.

«آهٍ، آه ~»

مسحت قطرات دمعها بإبهامها المُلون بالشوكولاتة، لكن ذلك ربما لم يكن له أي معنى.

لم يعد من المهم ما إذا كانت المرشات تعمل أم لا.

لم تستطع أن تتدخل بين هذين الاثنين على مستوى أعمق. لم يكن هناك مجالًا لدموعها الزائفة هنا.

«قد يكون هذا سيئًا.»

«لا أهتم بدموعك الزائفة المستخدمة سلاح.»

تحدث #1 المدينة الأكاديمية بصوتٍ هادئ بينما يقترب بثبات.

كان ذلك الوحش يحاول الامساك بالفوز المؤكد بينما يتعرض للضرر من العدو والحليف على حدٍّ سواء.

تبادرت معركة القطار إلى ذهنه.

تذكر الفتاة التي لم تتحمل وِزرًا [7] ومع ذلك بكت لظنّها بخطئها.

«لا أحتاج حسابات أو رياضيات هنا.»

ابتلع أقوى المدينة الاكاديمية، الرقم 1، الدم المتساقط من فمه وقبض بقبضته صامتًا.

لقد وصل ذلك الوحش الأبيض المُطَهّر إلى النقطة التي يمكنه فيها قول هذه الكلمات.

«الدموع الحقيقية تحمل وزنًا أكبر حتى من الدم. لذا سيتعين عليك بُكاء الكثير لتُعوِّضي ما فعلتِ يا ملعونة.»

  • الجزء 12

انفتحت إحدى أبواب صالة الطعام بقوة.

قُذِفت إله السحر نيانغ-نيانغ طائرةً إلى المطبخ المجاور وتحطمت داخل حوض فولاذ مقاوم للصدأ. بدت كمن علقت مؤخرتها داخل حلقة سباحة. سَمِعت الفتاة، التي كانت ترتدي فستانًا صينيًا قصيرًا مُبللًا، صوت ماء يتدفق بينما كانت تنظر مباشرةً إلى الأعلى.

«آاه، آاه. الآن هذا مثير للإعجاب. حتى بعد خسارتي، لا زلت لم أفهم كيف.»

أجابت أليستر وهي تبصق دماءً على الأرض.

«صرتِ قويةً جدًا سريعًا جدًا. قفزتِ خطواتٍ عديدة قبل تجهّزكِ. الحب هو ثيليما. طالما أنه يخضع لقوة إرادتك. والسِّحرُ هو التقنية التي تُعطي شكلًا لمشاعرك تجاه أولئك الذين تهتم لهم. فَقَدْ عشتِ لآلاف السنين. لو أنكِ أنجبتِ عائلةً واحدةً فقط في تلك الفترة، لربما اكتسبتِ نوعًا مختلفًا من القوة.»

«إيه؟ بالفكير بها، كيف يُصنع الأطفال؟»

مع نيانغ-نيانغ، من الصعب مزحها من جديّتها.

...وكانت على ما يبدو تخسر عن قصد.

ولا حتى أليستر كراولي ظنّت أنها يمكنها دفع إلهٍ سحري دون دعم من A.A.A. الحقيقية وبدون مساعدة من الملاك الحارس المقدس أيواس. وسيكون صعبًا تحقيق ذلك بـ [العصا القاذفة] التي تعزز قوة سحرها عشر مرات ما يعتقده الهدف. نظريًا، قد تُعطيها تلك فرصةً في الرد، لكن أن تحمل خيارًا واحدًا فقط في معركةٍ حقيقية كان كلعب حجرة ورقة مقص مع تقييد استخدام المقص فقط. لم تستطع تغيير ذلك حتى عند العمل جنبًا إلى جنب مع الساحرة القطة السوداء مينا ماذرز التي كانت كتابًا سحريًا في شكلٍ مُختلف. ليليث ستكون الاستثناء الوحيد حيث تفتقر إلى الخطيئة الأصلية، لكنهم هنا لتجنب استخدام روحها في المقام الأول.

لم يكن حوض الغسيل هو الجزء الوحيد من المطبخ الذي تم تدميره.

طُيِّرت الثلاجات الصناعية، وقُسِمت طاولات الطعام قِسمَيْن، وطُعِنَ الباب الكبير المؤدي إلى المخزن المركزي بعدة شظايا معدنية.

وبالنسبة لأولئك الذين يمتلكون المعرفة الصحيحة، كانت كل هذه الأضرار تشكل علامات تشبه طريقة البرايل [8] تشير إلى الرموز العنصرية.

قَدَّمَت المعلومات حول المصافحات السرّية المناسبة لاستخدامها على مقابض الأبواب.

لم يكن لأليستر كلمات.

ولكن إشارات الدمار هذه كانت بلا شك وحيًا إلهيًا، تمامًا كظهور الشقوق على قوقعة السلحفاة بعدما سُخِّنت فوق النار.

«...لماذا تساعدينا؟»

«لا تسألني. لا أهتم بالخير والشر. أريد فقط المُتعة في القتال. لقد منحتيني ما أردت بتحديكِ لي مباشرة بدلاً من الهرب في محاولة لخداعي. لم تتكلفي التهاون حتى بعد انفتاح جرح بطنك. وهل أبدو وقحة بما يكفي لأهرب دون دفع الفاتورة عندما يُقدم لي ما طلبت؟»

لا داعي للتماشي مع هذا الهراء بعد الآن.

كان لنيانغ-نيانغ قوّةٌ لا تصدق، لكنها استخدمتها فقط لمصلحتها. لم تستطع أليستر سوى وصفها بالمُحزنة. كانت عُزلَتُها الرّاضية مختلفة تمامًا عن أليستر كراولي الذي شُهِّر به من قِبَل الصحفيين من الطراز الثالث وانتقده الجمهور الذي لم يُشكك فيما كتبته الصحف. لكن الفتاة الفضية لم تشعر بالغيرة. كان هذا مثل رؤية شايبٍ مُبتذل لا يُمَيّز بين امتلاك المال وامتلاك فقط المال.

كان عليها للمتابعة. سارت من المطبخ إلى المخزن المركزي ثم نظرت إلى فجوة المصعد الكبيرة على الجدار.

انفجرت أفاتارات أثير من كل سطح.

شهقت الفتاة الفضية.

«هذه خطوة خاطئة تمامًا يا كُرونزون. ألم تسمع قِصّة رابونزل؟»

ما إن لَوَّحت أليستر كراولي ومينا ماذرز ذراعيهما، اجتاحت النيران الهائلة وشفرات الرياح من خلال مدخل المصعد الرأسي. كان هذا كل ما يمكن أن تُحقّقه تلك الصور الزائفة للملاك. كانوا إزعاجًا أثناء هروبهم في صحراء مصر، حيث كان الشعر ينبثق بلا كلل من أسفل الرمال. ولكن إن كانوا في هجوم، سيُمكنهم هزيمة تلك الأفاتارات والمضي قدمًا دون الكثير من الصعوبة.

قد انتقل الدهر من إزيس إلى أوزيريس وأخيرًا وصل إلى حورس.

لقد تغلبت أليستر على طريق بلايث مرةً ثانية وواجهت حتى إلهًا سحريًا لتحقيق هدفها، لذا لم يكن ظهور الملائكة المجردة كافيًا لإيقافها.

حُرِقوا جميعًا، وقُطِّعوا، وتُرِكوا في قطع.

بقايا التهديد صارت فعلاً موطئ قدمٍ للساحرة.

ولكن هذا ما كان عليه السَّحَرة. فهم يحللون الرموز لجعلها جزءًا منهم، ويُأدون طقسًا كبير الحجم مرتدين ملابس تشبه الآلهة مع معرفة خارقة، ويستخدمون الكائنات العليا التي كانت مخيفة في السابق فقط كنقطة انطلاق نحو المزيد من المعرفة والتقنيات. كانوا البشر الذين استخدموا إرادتهم لترويض الخوف واستخدامه سلاحًا لهم.

صعدت عبر الفجوة، وركلت الباب المعدني السميك إلى الأسفل، ودخلت الفراغ الموجود بعده.


«مرحبًا، أليستر. يا عدوي.»


وَجَدت نفسها تحت المد الأبدي للسماء الزرقاء.

كان المعبد عُشري الأضلاع بحجم ملعب تنس.

كان يواصل إطلاق هجمات سحرية لا تعد ولا تحصى على جيش الفرسان الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتجمد.

لم يُخلق للشر.

قُصِدَ من المعبد العملاق أن يَعرِضَ قوّة العائلة الملكية البريطانية وحماية شعبها.

لكنه الآن يُسَيّرُ من شَيْطانٍ عظيم. قد تحول المعبد الرمادي تمامًا بوجود سيِّدٍ جديد.

ومع ذلك.

هل كانت أليستر كراولي ومينا ماذرز حقًا أشخاصًا كافيين ليطلقوا عليهم أندادًا لذلك الشّيْطان العظيم؟

«أنا منبهرة من قدرتك على الشفاء من ذلك الجرح. نظرًا لطبيعتك، أشك في أنك استخدمت سحر شفاءٍ على نفسك.»

«...»

«أو أنك لم تتعافَ بعد؟ أتفعلُ كُلَّ هذا وأنت تستمر بفتح ذلك الجرح العميق تدريجيًا؟ ما صار عندك وقتٌ متبقي.»

تسربت الدماء من جانب الفتاة الفضية.

لكن هذا لم يكن مفاجئًا. لقد لاحظت نيانغ-نيانغ ذلك أيضًا.

ومع ذلك، لم تَنهر أمام ليليث. بغض النظر عن أي شيء. كان عليها أن تبقى قوية أمام ابنتها. يمكن أن ينتظر التألم والعذاب لبضع دقائق إضافية.

في الوقت نفسه.

أكان من طبيعة الشيطان أن يبدو خدّاعًا بعض الشيء حتى أثناء تحية الآخرين بطريقة مبالغة فيها؟

أعطت كُرونزون ابتسامة واثقة لأليستر بينما ألقت بين الحين والآخر نظرة جانبية.

أكانت تنظر إلى مينا ماذرز، الساحرة القطة السوداء؟

لا، إلى الطفلة ليليث التي كانت مُحتضنة بصدر المرأة.

أخذت الفتاة الفضية خطوة جانبية لتحجب تلك النظرة الشريرة.

«لا تشغلي بالك. لم أنوي استخدامها أبدًا.»

«ما يهم. الآن، يمكنني تخمين ما تفكر فيه تقريبًا، لكنني أشك أن هذا سيسير كما تبتغي يا أليستر.»

بدت متضايقة تمامًا من هذا.

حتى بعدما تظاهرت بأنها ابنة أليستر الثانية وطعنتها في الجانب، رفضت الفتاة الفضية الموت. لابد أن كُرونزون قد تغلب على العديد من المواقف غير المتوقعة بعدما انتشرت العديد من الأليسترات في جميع أنحاء العالم وبعدما خُتِمَ في مدينة الأكاديمية. بهذا، كانا متشابهَيْن. لم يكن السقوط في نقطة ما على الطريق كافيًا لإيقافهما. استخدما تلك الخبرة للعثور على الخطوة التالية وتخطي ما كان يبدو عقبةً مستحيلة.

مينا ماذرز، التي كانت دائمًا بجانب رئيسها لتقديم الملاحظات الموضوعية، فتحت فمها بلطف وراء حجابها.

«....الشيطان العظيم كُرونزون.»

«تجعلينها تبدو وكأنني الشريرة هنا، أيها الكتاب السحري» ردَّ كُرونزون بغضب. «رغم أنكِ قُمامة ترفض الانهيار.»

لقد رأى هامازورا أنها علّمته كيف يُنقذ فورتشن فقط للتسلية، لذا لو كان هنا، لارتبك ولاحتار من تعبير وجهها.

«كل شيء في العالم موجود ضمن دورة الحياة والموت. ووُجِدتُ لإزالة الانسدادات وإصلاح الدَّوَران. أنا كُرونزون. بالتأكيد تعرفون كم هو شرير أن يتمسك شيءٌ بشكلٍ مُثيرٍ للشفقة ببقائه فردًا ويزداد سمنة مع استمراره في ابتلاع كل شيء من حوله.»

«...»

«أليستر كراولي. أنتَ البُرهان الأعظم على هذا.»

أشار الشيطان بإصبعها النحيل.

بدت هذه الإيماءة المظلمة وكأنها تشير إلى من سيموت قريبًا.

«البشر العاديون لا يمكنهم الحفاظ على شكلٍ كهذا بعد العيش لأكثر من مِئة عام. قد تُحدِثُ التكنولوجيا الطبية فرقًا، ولكن لا يزال الموت مُحتمًا عليك في الزمن القادم. وبقائك المستمر هو ما أدى إلى هذا في العالم. أكانت المدينة الأكاديمية ساحة معركةٍ خُلقت لكاميجو توما؟ هُراء. حتى لو كان هذا المنطق وراءها ، فإنه أنتَ من خلقتها يا أليستر. لو ذهبت إلى قبرك في عام 1947 وكُنتَ ندمانًا كما كان يُفترض، لما انتهى العالم هكذا.»

«ولكن...»

بدأت الساحرة القطة السوداء مينا ماذرز تقول شيئاً، لكن أليستر قاطعتها بيدها.

واستمرت اتهامات كُرونزون.

«قد يبدو أن تدفق الزمن يستنزف كل الأشياء بلا رحمة، ولكن هناك الكثير جدًا من الخلاص الاستثنائي في هذا العالم: الإماجين بريكر، وآلهة السحر، والكتب السحرية الأصلية، وبَعثُ ليليث، وأيواس الذي أعادها... وأنا، الشيطان العظيم كُرونزون.»

«إذن تدركين أنكِ تقفين على جانب الشر؟»

«بالطبع. مهمتي هي إصلاح الدَّوَران. وهذا يخلق العصـر التالي. في السابق، كانت غالبية السُّفَيرات معرضة للهجوم. لو لم يُكَفّر آدم الثاني بالدماء، لما استمر العالم هذه المدة. والانسدادات الحاسمة كلها تولد من المعرفة. أنا الشيطان العظيم حامي الهاوية، ذلك القِسم الخفي من السِّفِروث. مهما كانت غايتي، فقد تَلَوَّثتُ بلا جدل. ...لذلك، سأدمر كل شيء. أنا والسِّفِروث بأكملها التي تحتويني. لن أضع استثناءات. سيكون الدمار الجزئي غير معنوي وعقيم. إذا بقى شيءٌ ما ووُلِدَ انحرافٌ أبدي من ذلك، فسيعاد كل شيء مُجدّدًا. سأقضـي على [السّفيرات العشرة] و[المسارات الاثنين والعشـرين] و[الرمز الحادي عشـر] المخفي. اصطدامات بين المراحل؟ شرر ورذاذ؟ لن تُنقِذَ أحدًا إذا تعاملت فقط مع تلك الأعراض. على كل الانسدادات الأساسية المحو. كل ذلك لكي نمرر العصا إلى من يأتي بعدنا.»

الرغبة في حماية شخصٍ مُمَيّز في العالم الحالي كانت تقف عائقًا أمام تسليم العصا. هذا كان مثل تَمَسُّك الجيل الأكبر بعرشه أنانيّةً ولا يترك أيّ فرص للجيل الأصغر. كلُّ ما يعترض العملية كان انسدادًا حاسمًا في دورة العالم. ...على الأقل هكذا بدت في عقل كُرونزون.

هزت أليستر رأسها.

«ما الذي تريدين حمايته يا كُرونزون؟»

«العالم، ولكن ليس لدي اهتمام بالعصر الحالي.»

الأساطير حول الذرة، وأشجار النخيل، واللحوم، والأسماك، والأطعمة الأخرى التي تدعم منطقة أو ثقافة تضمنت موضوع القتل في كثيرٍ من الأحيان. سيُقتل إلهٌ أو شخصٌ ما، ويُقطّع إلى قطع، ويُغطي لحمهم ودمهم الأرض والبحر، وبذلك سيتوفر الطعام الذي يجده الناس في الطبيعة.

سيراها كُرونزون شكلًا من أشكال الخلاص.

سيُدمِّر كل ما هو موجود حاليًا استعدادًا لمن سيَخلُفُ بعد ذلك. هذا "الخَلَف" ليس ضروريًا أن يكون إنسانًا. يمكن أن يكون الشكل القادم للحياة جزءًا من الأسماك، أو يمكن أن يمتلك أجنحة، أو يمكن أن يكون عملاقًا من اللافقاريات، أو يمكن أن يكون أخطبوطًا بثمانية أرجل. طالما وُلدوا طبيعيًا ودُمّرُوا طبيعيًا، فلن يهتم الشيطان بمدى ازدهارهم. يعتبر نفسه مُدَمّرًا شريرًا، ومع ذلك لن يتوقف عن محاولة تقديم هذا الخلاص الأساسي.

حتى لو كان مفهومًا مروعًا كتقطيع من تُعِزُّهُ وهو حي، وحرثُ بقاياه في الأرض، وتزرع حقلًا لتجذب الحيوانات، وتُعلِنَهُ نجاحًا كبيرًا حيث سيرث أحفادك كل شيء بنيته.

أخرجت أليستر كراولي نَفَسًا ببطء.

وتحدثت.

«هذا لا يستحق حتى النقاش.»

طووو!!. اصطدامٌ مفاجئ هزّ المعبد بأكمله المصنوع من مهبط المروحية عشري الأضلاع بحجم ملعب التنس. لا، بل هزّ السفينة بأكملها بطول مِئتي متر.

في جانب واحد كان الإنسان الذي تغلب على نقصه ومدّ يده إلى الكتاب المقدس مرة أخرى.

في الجانب الآخر كان الشيطان العظيم الذي يقف ما بعد إزيس وأوزيريس وحورس.

انطلقت أليستر إلى الأمام بقاع عصاها النخيل المضغوطة على الأرض حتى رسمت دربًا من النار خلفها كإشعال مثقاب كبريت، لكن كُرونزون لم يُحرك ساكنًا.

بدأ بامتحان.

«أثير أفاتار – السابع: DEO.»

«بطيء جدًا.»

لَوَّحت أليستر بأسفل عصاها التي اشتدت حرارتها بالكثير من الاحتكاك. انقسم اللهب مباشرة عبر قاعدة الملاك المصنوع من الشعر الأشقر الطويل.

فور تفتت الشعر وتناثره، جاء الهجوم التالي من خلف حجاب الدخان.

وكل ذلك بينما يظهر وجهٌ شرير باستخدام الشعر الأشقر شاشة عرض.

«النِّداءُ الثالث: مُسَمّاك IDOIGO، رياحُ الرّياح. طِع الكلمات حاكمة اللوح من نفس اللون وجَلِّي جَبْرَكَ قِبَلي!!»

كان سيلًا من عنصرٍ نقي لا ينبغي أن يكون موجودًا في سطح هذا عالم. طارت رياح القطع المنسلة مباشرة نحو عنق أليستر كراولي.

«!!»

بدون أي اهتمام بالجرح في جوفها، سحبت أليستر عصا النخيل، ودعتها تتمزق، واستخدمت ذلك لتحويل (تحريف) الهجوم بالقوة. ولكن في ذلك الوقت، ظهر ركودٌ شرير آخر.

ظهر عبر الوجه الشَّعري.

«النِّداءُ السّابع: مُسَمّاك LILACZA، ماءُ الرّياح. غَرِّس عُنْصُرًا بِعُنْصُر وطِعني عُنْصُرًا في هذا العالم!!» [9]

«مينا ماذرز !!»

بعدما دُفِعت وقفزت مباشرةً لأعلى، احاطت شفرة الرياح ضبابٌ بارد وتَلَوَّت مع حركة شبيهة بثعبانٍ سام أو ذيل عقرب. اندفعت نحو الطفلة ليليث بين يدي القطة السوداء. شهقت مينا وأخرجت سكينتها وهي تُمسك بالطفلة بذراعها الأخرى.

«تخرج رؤيتي إلى العالم الخارجي بوسيط الفن. يمكنها الاتصال [بالعوالم المصغرة] للآخرين لتؤثر على [العوالم الكبيرة] للكل. اُشْعُر بألواني التي أعادت بناء الضريح الفقيد ذي الجدران السبع. اِظهري أمامي يا مخالب. كشِّرهُم بشراسة عظيمة أيها الوحش الأسود رباعي الأرجل!!»

هبَّت رياح قوية منفصلة عن حركة سكين اللوح. لا، إذا رُشت رمالٌ دقيقة أو طحين في هذا الفضاء، فستبدو كثيرًا كعلامات مخالب حيوان آكل لحوم يركض بشكل متوازٍ.

تطاير الشرر القوي وعاد عنصر الموت الذي دعاه كُرونزون أخيرًا إلى العدم.

لكن ابتسامة الشيطان بقت شريرة.

«كان مقصودًا فقط أن يتكيّف سريعًا، لكن ربما كان على التوقع أن يكون العنصر سهلًا التنفيذه مرة أخرى ما إن أمزجه بشوائب. ففي آخر الأمر، يمكن أن تتأثر أعمال عالم السطح بأُخرى من عالم السطح. لذا فهو منطقي.»

لم تُظهر الساحرة القطة السوداء أي فرح بإنجازها.

في الواقع، جعّدت حاجبيها وكأنها توقعت الكلمات القادمة.

«ولكن هذا يعني أن هجومًا مباشرًا من عنصرٍ نقي ربما يَكسِرُ سكينتك اللوحية، ويُدَمِّرُ معها الذراع التي تحملها، ويقتُلُ كذلك الطفلة التي تُحضَنُ بصدرك.»

«!!»

«أتظنينني لا ألعب بعدل؟ أليستر، الآن بعدما وصلتَ هنا، عندي أشياء يجب أن أقاتل لأحميها: أشرافُ اُسْكُتلندا الثلاث وحَجَرَ السْكُون. كل القطع تتحرك على لوحة اللعب ونحن نقاتل لسلب أملاك بعضنا. هذا هو قتالنا.»

مال شعرها الأشقر الطويل والمديد عبر الهواء الفارغ كذيل عقرب.

لا، بدت مشابهة لعملية الكتابة على لوحة المفاتيح بجهاز لوحي مرسوم على ورقة.

«بأي حال، بالتأكيد لا تظن باستطاعتك قتلي كما الحال الآن.»

«...»

«لماذا جئت؟ كان عندك خيارٌ واحدٌ فقط. إذا اعتقدت بقدرتك على محاربتي وأنت مشغول بحماية تلك الطفلة ولا تزال ترى الأمل في السيطرة على هذا المعبد، فهيّا جرب يا أليستر!!»

ضحك كُرونزون بينما قدّم أسباب القتل حتى لنفسه، لذا يجب أن يكون تجسيدًا حقيقيًا للانهيار الطبيعي. قال أنه لا يمكن إعادة العالم إلى دورته الصحيحة ما لم يتدمر أيضًا. ولكن رَبْطُ أ و ب في عالم السطح ووضعهما في مواجهة بعضهما البعض للتدمير المتبادل لم يكن كافيًا لذلك. إذا بقي كُرونزون وحده في عالمٍ فارغ، فإن الشوائب ستظل. ولن يكون عنده شيء ليضعه ندًّا له، لذا سيفقد أيَّ سبيل لقتل نفسه. كان كل هذا مُؤذيًا له إن انتهت وصار مثل جوكر لعبة الخادمة العجوز. عليه فعل كل ما يلزم ليُشَكِّلَ زوجًا من كل بطاقة بما في ذلك نفسه، حتى يتخلص من الجميع.

و.

و.

وثُمَّ.

  • الجزء 13

«هامازورا؟»

سَمِع الصبي صوت تاكيتسوبو ريكو، عشيقته في البدلة الرياضية الوردية والسترة الصوفية.

ترنح جسده مُهتَـزًّا.

ولكن هذا لم ينتهِ بعد.

لقد أعاد دِيون فورتشن، الفتاة ذات الشعر الأحمر القصير والفستان الأبيض. ولم يخسر تاكيتسوبو ريكو أيضًا. لذا الخروج بذكاء الآن كان الخيار الأفضل لتقليل الأضرار المحتملة. ولكن ما يزال على هامازورا شياغي شيئاً ليفعله هنا.

لم يصل إلى هذه النقطة لوحده.

لم يهتم بما كانت تُخطط، أو بكم الدمار حاولت التسبب، أو لماذا انحرفت عن خطتها لمساعدته.

مهما ابتدئت، ففي الآخر ساعدته.

لذلك.

«...»

ما زال يترنح، راح يتّكأ على الحائط.

أمسك جهاز راديو السفينة الذي كان شبيهًا بخط هاتف داخلي.

«هذا يكفي يا كُرونزون...»

رفع صوته كمن يبتلع دمًا.

جمع كل قوته في جوفه.

لقد صَدُقت لكلماتها.

لم يدري ما إذا كانت في النهاية عدوًا أم حليف، ورغم ذلك كان عليه قول شيء. هذا عرفه جيدًا.

عليه أن يفعل.

بأي ثمن.

مهما بلغ.

مهما كانت الشيطانة العظيمة كُرونزون تبحث عنه في النهاية، كان من العادل أن تترك لها الفرصة على الطاولة!!

«حصلتُ ما ابتغيت!! ولكنها النهاية لكِ أيضًا، أليس كذلك؟! هناك الكثير من الأعداء في حصنك والسفينة تتفكك. هذه ليست شوجي؛ بل شطرنج. لن يمكنك استرجاع القطع المأخوذة!! فانهي هذا. لا تزالين قادرة، يمكنك انهائُها دون أن تُقتلي!!»

  • الجزء 14

«...»

في ذلك المعبد الكبير، سَمِع الشيطان العظيم صراخًا عديم المعنى.

كانت في غير محلّها تمامًا وعانت من صعوبة تحديد فكرة واحدة لإرسالها.

لكن.

بتلك الصيغة، حَمِلت كلماته قوّةً توقف سَير زمنها.

راجعت لُولا محيطها مرة أخرى.

رأت فتاةً فضية وساحرة قطة سوداء وطفلة بلا خطيئة أصلية.

لا يمكنها السماح بالتراخي الآن.

لا يمكنها التركيز على مشكلة بسيطة كهذه.

ولكن.

ورغم ذلك.

(أوه.)

لسبب لا تستطيع حتى "هي" تفسيره، تَشَكّل "تناقضٌ" في فَمِها.

كانت تبتسم خفيفًا.

يجب أن لا يبقى شيء.

يجب على الانهيار الطبيعي أخذ كل شيء. هكذا كانت القواعد. ورغم ذلك...

(فَعَلَها.)

«ما أشغلك؟»

جاء هذا السؤال من الطفلة التي تحملها المرأة في ملابس الحداد.

كانت تحمل لعبة بوق في فمها.

«لأن هذا يبدو لي كالمفترق الأخير.»

«اسمي كُرونزون، ورقمي 333، وطبيعتي التشتت. أنا الشيطان العظيم الذي يُمزق أواصر الناس ويُعيق روابط العالم.»

«كُرونزون.»

صار الوجه الغريب في ذلك الشعر الأشقر الطويل والمديد أكثر قوة ووضوحًا وشرًا من أي وقت مضى.

«وأُقسم مرة أخرى!! حاجز الهاوية يقف أمامي وسأرسم خطًّا من التباغُضِ والتّعصُّبْ بين كل الأشياء. سيُزيل طقس الـ [مُو آثايا]، وليد بعد الوفاة، الركود عن كل الأشياء ويكتمل الانهيار الطبيعي للعالم!!»

لم يكن ولا جزءًا من هذا منطقيًا.

قد تبدو وكأنها نظرية مُوَحّدة، ولكن كل هذا كان هراءً.

ربما هذا هو سبب عُرفِهِ شيطاناً بدلاً من ملاك.

تصارعت نظرتان.

أليستر كراولي والشيطان العظيم كُرونزون.

حتى الآن.

بعد كل ذلك الوقت، كيف سيختتمان العِداء بينهما؟

سيوف نيّة قتلهما لن تُخفى حتى يقطع أحدهما الآخر.

وكذا، ما تلا ذلك لم يكن تكرارًا لذلك القسم المتفكك.

تلك الكلمات حملت نيّة واضحة للقتل.

«أنا شيطان، ولستُ من القُلَيْفوث حيث تجتمع قوى الشر. أنا الشيطان العظيم المخفي بالسِّفِروت المُقَدّسة. أسكن في نفس الهاوية كما [دَعات].»

همست.

جمعت القوة في ذراعيها وتظاهرت بحمل مِغْوَلٍ [10] غير مرئي.

كان هذا نظام التقنيات الجديد للسيطرة على القوة العظيمة التي حَكَمَت العالم منذ الدينونة الأخيرة عام 1904 حسب كلام أليستر كراولي.


«كُلُّ رقمٍ ذاته. في يُمنايَ [نُويت البعث]. ابصر وتمعن بتجاوز توَسّع الاحتمالات لحدود المحدود. وفي يُسرايَ [حَدِت الانتقام]. أصغَرُ نقطةٍ تُجَمِّع وتُرَكِّز كُلَّ القِوى لِتَخْلُقَ معنىً واحد. وبهذا، هجومٌ سيُرمى من تسارع لانهائية دائرة الرع-حوراختي وسيظهر على سطح هذا العالم.»


كان هذا الهجوم النهائي الذي نافس رمح إله السحر والذي دَمَّر تمامًا فتى مُعَيّن رغم امتلاكه الإماجين بريكر.

لم تكن الشجرة شيئاً تصعدها فقط. قد تهبط منها كذلك. اكتسبت القوة الساقطة من نقطةٍ في السماء لونًا وسماتٍ أخرى عندما هبطت عن مسارات متنوعة وتحوَّلت أخيرًا إلى واحدة من أي عدد من مواد هذا العالم.

ماذا سيحدث إذا أسقط مستخدم السحر ذلك عمدًا كصاعقة برق؟

ستتجه تلك الطاقة النقية نحو الهدف حتى لو تَحَوَّلت بسرعة إلى مادةٍ مادية. كما يخترق الرأس الحربي الذاتي درع الدبابة بسهولة باستخدام رؤوس الأسهم المعدنية التي تكونت نتيجة انفجاره.

وَصفتها الساحرة أليستر كراولي بكتلةٍ من الطاقة يمكنها فصل روابط الهدف. لرمزٍ، كان كالبرق يتمايل يمينًا ويسارًا في طريقه نحو الهدف.

لا يمكن أن تكون هناك تعويذة أكثر فائدة للشيطان العظيم الذي تمركز لحماية السّفيرات الثلاث الأعلى والتي وُجدت لعرقلة كل الروابط وتمزق العالم.


«سڅر: سيفٌ_مُشتعِل. تَجَلَّى بهبوط السُّفَيْرة واغْمِرهُ في جَبْرِك.»


حتى لو فشل الانفجار المباشر، ربما تكون الموجة الصدمية وحدها كافية لتدمير جسمٍ بشري. يبدو أن هذا الهجوم نسي هدف كُرونزون المفترض: حماية المعبد. لو تجنبها الهدف خوفًا، فسيُقتل الجميع هنا وسيٌقسَّمُ المعبد المصنوع من مهبط المروحيات عُشري الأضلاع من الداخل.


«بابالون، يا أُمُّ المَعْرِفة العَظيمة، بَيِّني [11] نوركِ القرمزي!!»


زأرت أليستر، لكن فات الأوان.

بهذا المعدل، ستُكْسَر.

فجأة، حركت الطفلة ليليث يدها الصغيرة لترسم دائرة في الهواء.

لكن ذلك ليس منطقيًا.

بمقارنة السرعات، كان الأوان قد فات كثيرًا لتُحرك يدك بعد إطلاق سڅر: سيفٌ_مُشتعِل. ومع ذلك، عَمِلت.

تفكك التناسق. تجوهلت السببية.

بمعنى آخر، كانت معجزة.

مع صوت شبيه بأسنان المنشار تنحني، حُرِّفَ طرف سڅر: سيفٌ_مُشتعِل عن مساره. قُبِضَ بالدائرة الشبيهة بالدرع التي رسمتها ليليث، وأخذ يدور، واحتُجز في دائرة لا نهاية لها.

أُنقِذت مجموعة أليستر من هذه الظاهرة الغير طبيعية، لكن لم يكن هناك تعبير للسعادة على وجه تلك الفتاة الفضية.

«كُرونزون!!» قالت الطفلة. «أهذا حقًا ما تريده؟ لم تعد الجوكر المنعزل بعد الآن! ألم تسمع رفيق سفرك يُنادي؟!»

«اصمتي يا ليليث. هذه المواجهة لجيلي. فقط نحن من يفهم حقل القوة القتالية الموجود هنا!! لا للمنطق علاقة هنا. فقط دمائنا يُمكن أن تُهدأ هذه اللعنة!!»

كانت ليليث روحًا مكشوفة.

إذا استمرت في إحداث المعجزات في تلك الحالة، فستختفي قبل أن توضع داخل وعاءٍ جديد.

لذلك.

«أووووووووووووهههه!!»

صرخت أليستر كراولي وخطت للأمام.

السماح حتى بمعجزة واحدة كان فشلًا. كان عليها التأكد من ألا تُهزم مرة أخرى هنا. كان عليها أن توَجِّه هذا الفشل الواحد إلى مليون نجاح. لم تسر الأمور أبدًا كما خططت لها هذه الإنسان، لكنها رغم ذلك تحدَّت بعناد الشيطان العظيم كُرونزون.

الأثير أفاتار، النداءات الثماني عشـر زائد النداء السرّي، وسڅر: سيفٌ_مُشتعِل. اُستُخرجت كلُّ تعاويذ كُرونزون من [حَوْرس]. ولكن في كل مرة استخدمت قوتهم، زاد الشيطان قَيْدًا بالعالم السطح. بعبارة أخرى، قُيِّدَ بحركة جسد لُولا المادي. هذا يعني أنه انشغل بالتحكم في الارتداد فور استخدامه لإحدى هجماته الرئيسية، لذا صار عاجزاً كساحرٍ بشريٍّ عادي.

حتى وجهه الشيطاني الظاهر على الشعر الأشقر تَلَوّى بينما رفرفه نسيم البحر.

تسبب ارتداد هجومه في فقدان توازن جسده تحت السماء الزرقاء. كان كمن يترنح إلى الأمام فاقدًا توازنه بعدما إندفع ليطعن بمِغْوَلهِ. لكن الشيطان حرّك فقط عينيه ليُحدق في أليستر التي اقتربت.


«النّداءُ الأوّل: لَوْح التَّوْحيد كُلّه، العُنْصُرُ عَديمُ اللونِ والمُسمى. طِع سِلْسِلَة الْحُروف على لَوْحِ التَّوْحيد وجَلِّي جَبْرَكَ قِبَلي!!»


هذه لم تكن حتى أحد العناصر الأربعة في شكلها النقي.

كانت تعتزم اختراق أي دفاع حقيقي وعملي لتُبخر خصمها.

لكن أليستر لم تعد تُلَوِّحُ عصاها النخيل.

حدث ذلك قُبَيل وصول الهجوم.

«لا، أنا من تتحكم هنا.»

رنّت ثلاثة أصوات.

ألقت الفتاة الفضية ثلاثة أشياء تُشكل زوايا مثلث متساوي الأضلاع وكُرونزون في المركز. كانت بحجم أظافر الإبهام وكانت تتوهج باللون الأحمر.

هذه لم تكن فقط قوة الياقوت.

رُسمت رموز متعددة تتداخل على أرضية المعبد. ضَمَّنت أليستر هذه الأحجار عند تقاطعات تلك السكك لتُنشِئ عمدًا "عائق" يشوه تدفق الطاقة.

Al2O3، أكسيد الألومنيوم الطبيعي.

لم يستطع كُرونزون إنكار معرفته بقوته وهو أصلًا استخدمه للتحكم في أي. أو. فرانسيسكا.

تداخلت تعاويذ كراولي وكُرونزون بطريقة مختلفة عن القتال ضد ماذرز. كانت هذه معركة شخصَيْن لديهما المعرفة بحَوْرس.


«دم ثلاثة حمامات يستدعي شيطانًا. الهدف هو الملاك الذي يتجول في الأثير العاشر من ZAX والمخفي في الهاوية مع دَعات. إنه الكائن العالي الضروري لتجاوز الهاوية واكتساب المعرفة الواقعة ما بعدها.»


كان الهجوم الذي جلبه كُرونزون من نقطة صفرية قريب، ولكن الصدمة الخفية ما زالت تلويه بعيدًا.

لا.

ثمة شيءٌ أحمر انبثق من سبّابة كُرونزون اليمنى. كان دمًا. تمامًا مثل الهاوي الذي يحاول رمي النار بمسدس ضخم بيدٍ واحدة، أصابَ الشيطان العظيم نفسه بسحره.

فلماذا وكيف حدث ذلك؟

زأرت الفتاة الفضية بأعلى صوتها، تقريبًا كما لو حاولت فتح جرح جوفها.

«هدفي كان فقط عبور الهاوية، وليس لعقد جلسة مع الملاك النقي ذاتها. سأستخرج فقط القدر الذي أحتاجه لهدفي. وسأقطع ذلك الجزء الصغير وأحضره إلى العالم السطح. ليكون لا شيء أكثر من أداة حد أدنى، أيها الملاك ZAX... لا، الشيطان العظيم كُرونزون الخبيث!!»

لم يُصَدَّ هجوم كُرونزون.

برمي ذلك الرمز الأحمر في المعبد الذي كان يُسَلِّحُ أيَّ عنصرٍ روحاني واستخدامه لتصغير كُرونزون نفسه، إجمالي كمية القوة التي يمكنه استخدامها تقلّل إجبارًا.

تمامًا مثلما صارت آلهة الإسكندناف والسلتيك تُعرف بالجان ما إن تَصَغّرت.

الآن يمكنهم فعلها.

يمكنهم إنهاء هذا دون الحاجة إلى استخدام روح الطفلة لإنتاج معجزة.

كوالد.

كإنسان.

وكالعقل المدبر الذي جعل العالم هكذا.

يمكن لأليستر كراولي أن يتحمل المسؤولية عن كل شيء ويُصفي حساباته الباقية التي ظلت بعد ماذرز!!


«هذا ليس مَحَلّك، ولكنّي أُحَرِّمُ عليك الهُجران!! وَجَبَ لي إفشالُ طقس الطرد هذا مُتعمِّدًا. الشَّيْطانُ الْعَظيمَ كُرونْزون. عُد لعالَمِك الحَقْ ولِتُفَتَّت قواكَ إلى الرقم العظيم الحادي عشر!!»


الساحرة أليستر كراولي بدت حقًا تنفث دمًا بصراخها تلك الكلمات.

إذا فكرت في دائرة استدعاء مثل بوابة ملتوية من قصة خيال علمي رخيصة، فماذا سيحدث إذا ألقيت شخصًا ما في بوابة معطلة وأدخلت الإحداثيات باستخدام إشارة ثابتة؟ إن القدرة على إعادتها بالقوة بين المراحل من شأنها أن تُقسِّمَ كُرونزون إلى أجزاء كسلكٍ يقطع بيضة مسلوقة.

«أوه!»

انفجر شررٌ مُخيف.

وليس بالمعنى المجازي. تشتت ضوءٌ برتقالي حقيقي بعيدًا عنها.

«أوووووووووووووووووووووووووووووووهههههههههههههههههههههههه!!!؟؟»

كان ذلك يشبه إلى حد كبير إدخال جسمٍ بشري في صانعة معكرونة. اختفى ظلُّ كُرونزون في الضوء الساطع وهو يتمزق بالكامل ويُضغط بقوة في مجموعة من بوابات مُجملها أحد عشر.

لم يكن ينبغي لهذا الشيطان العظيم الاستسلام للسحر البشري أبدًا، لكنه صاح بألمٍ وهو يتمزق إلى قطع بالكامل. لم يكن لهذا الهجوم كمية هائلة من القوة المخيفة. لقد نجح ذلك فقط لأنه صُغِّرَ إلى مستوى يمكن فيه قتله بالسحر العادي.

و.

و.

وحينها.

اختفت كل آثار ظلها في الضوء الساطع.

انطفأ آخر صدى لصراخه.

اختفى هذا الشائب أخيرًا من وجه الأرض بعد أن التصق به مثل شبح انتقام لفترة طويلة.

وبعد ذلك...


«أمزح☆»


تلاها صوتٌ باهت.

«اغغ...؟»

نَفَسٌ غير طبيعي خرج من فم أليستر.

وصل طعم صدئ إلى لسانها. لقد التوى الشعر الذهبي الطويل والمديد على شكل ذيل عقرب وطعن مباشرة وسط ظهر أليستر وخرج من بطنها.

نعم، وسطها.

هذا مكانٌ قاتل بوضوح ولا حاجة للتحقق من الأعضاء التي أُصيبت.

ظهرت ابتسامة ملتوية على وجه المرأة على سطح الشعر الذي انحنى ليُشكل رمحًا أو سندانًا.

«لو كنتُ أيَّ شيطانٍ عتيق، فلربما عَمِل تكتيك التضعيف هذا. تمامًا مثلما حدث مع إله السحر أوثينوس عندما تضررت بحرجٍ من أيدي بشرية.»

كان هناك صوت.

صوت شرير خرج من قاعدة الشعر الذهبي وراء حجاب الضوء.

ذكّرهم بمكانته وما يعنيه لقب الشيطان العظيم.

يبدو أنه نأى نفسه بالقوة عن شيء لا يمكن كسره أبدًا ما إن يُقبَلَ في القلب.

«ولكنني الشيطان العظيم كُرونزون، الشيطان الوحيد الذي اكتسب جِسمًا خاص من لحم ودم. ولا حتى إبليس وبعلزبول استطاعا فعلها. الشجرة ليست للصعود فقط، فإن الهبوط منها أحيانًا قد يكون ممتعًا. سواء كان للأفضل أو للأسوأ، يُعطي هذا القفص اللحمي الاستقرار لروحي ويمدُّني قويًا بما يكفي لأبقى ثابتًا عندما آمُرُ طاقة مشابهة جدًا للطلسمان.»

يمكن استخدام الطلسمان لأداء استدعاءٍ آمن بقطع جزءٍ صغير داخل معبد. يمكن أيضًا إزالتها وإشباعُها في سَيْفٍ أو حتى غرسُها مباشرة في جسمٍ بشري. وكان ليكون صعبًا على الساحر البشري القيام بنفس الشيء. فسيرتبكون إن أُخبِروا بأن يُهْلِكوا جِسمَهُم الفيزيائي ويدخلوا سَيْفاً.

وهذا ما حدث.

يمكن للمرء التخلص من قفصه اللحمي ويصعد السِّفِروث ليكسب المعرفة التي هناك، لكن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للقوى الخارجية. من ناحية أخرى، يضع الهبوط من الشجرة العديد من القيود البدنية عليهم، لكنه يمنحهم ذاتًا أثبت. سيكره السحرة العاديون "الذات الثابتة" بقدر ما يكرهون العقل العنيد أو المفاصل الصلبة، لكن الأمر كله يعتمد على كيفية استخدامه.

قد تَحَمَّل كُرونزون.

درعه من العضلات والعظام صدَّ الطرد الروحي الذي كان من المفترض أن يطرد الشياطين بسهولة.

«فَشِلتَ في هزيمتي منذ البداية.» هَمَسَ كُرونزون بحلاوةٍ قريبًا بما يكفي ليحضن الفتاة الفضية. «لا يهم ما إذا استخدمت كل قوّةٍ في هذا المعبد أو ما ضخّمت وسلَّحت كل ما تُلقيه عليّ.»

الساحرة القطة السوداء مينا ماذرز... لا، الطفلة ليليث التي احتضنتها أيادي السيّدة في ملابس الحداد مَدَّت يدها الصغيرة.

لكن كُرونزون استخف وسخر.

«هيّا حاولي. كي هي هي. أنا حاكم الهاوية وحارس المعرفة الواقعة خلفها. لن يمكن لأي معجزة تعتمد على السِّفِروث أو القُلَيْفوث أن تقتلني. فأنا أُدير من يصعد ويهبط الشجرة.»

«...»

«وإن ارتبتي من قولي، فاصرُفي معجزاتك حتى لا تبقى روحك. لن تكوني أكثر نجاحًا من والدك. معجزاتكِ يمكن أن تهز فقط القوة الخفية، لذا لا يمكنها الوصول إليّ وأنا محمي بجسدٍ مادي مُكَوّن من لحمٍ ودم. الاتصال بكِ لن يؤدي إلى إبادةٍ مُتبادلة. لن أقدر أن أكون جوكرًا في لعبة الخادمة العجوز، لكنكِ لستِ بمُستواي. ما عليّ سوى الأمل في أنه يمكنني الهلاك بأمان بفِعل التفاعل الذي سأتلقاه من الإبادة الكلية لكل شيء في العالم. أه ها هَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَههَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَهَههَهَهَهَهَهَهَهَهَهَها!!»

«أهذا... أهذا حقاً ما تريدينه؟ هل هذا ما ستفعلينه؟»

«كفى!! مللتُ من تصوراتكم المُسبقة الأنانية للشياطين هكذا. أتظنون أن قِططكُم الأليفة تستمتع بلبس الملابس؟ من صميم روحي، لا أتمنى ولا أرغب في تفهُّمِكم!!»

سواء كانت من عزمٍ نهائي أم جهدٍ دؤوب، فإن لا شيء يُصنع بأيدي البشر يمكن أن يصل إلى هذا الشيطان.

لذا ضحك كُرونزون.

لكن بعد ذلك


دوو-غووون-!!!!


حدث "تَغيُّـرٌ" مُفاجئ.

كان كنبضِ قلبٍ عملاق.

من سيفهم ما كان عليه لو قيل لهم فقط أنه جاء من جسم كُرونزون؟ كان ذلك ضجيجًا عميقًا ومنخفضًا بدا وكأنه يهز المعبد نفسه. حتى ضَربُ طبلٍ أطول من شخصٍ لم يكن ليُهز الهواء إلى هذا الحد.

«كاه... أه!!»

وأطلق كُرونزون أليستر التي لا تزال مطعونةً بالشَّعر الذهبي.

انحنى الشيطان ووضع يدًا على فم.

ثم نظر إلى ليليث الصغيرة التي كانت مُحتَضَنة بصدر الساحرة القطة السوداء. ولكن...

‹«لا،»› قال بُوقُ الطفلة ليليث. ‹«هذه ليست فعلتي. وحان الوقت لتدركي أن أولئك من حَمَلوا حقدًا قديمًا يرجع لقرون من الزمن ليسوا الوحيدين الذين يقاتلون هنا. أولئك من يواجهون العالم ويخاطرون بأرواحهم لهم الحق نفسه للعمل نحو نجاتهم. ببساطة، لا توجد شخصية جانبية في هذا العالم، تمامًا كما أنتِ لستِ واحدة. كنتِ تظنين بقدرتك على رؤية كل جزء من العالم بينما كنتِ محجوزة في غرفتك الصغيرة، ولكنكِ أخطأتِ بذلك.»›

هذا لم يكن أليستر كراولي ولا مينا ماذرز ولا الطفلة ليليث.

فمن؟

من كان؟

«لا...يُمكن!»

  • الجزء 15

اِنخفضت الأميرة الثالثة على الجليد السميك.

كان دمٌ أحمر داكن على خدِّها، لكنه لم يكن لها.

«لا تقلق...»

أزالت درع الفارس المنهار، ووضعت كلتا يديها على كتفه المجروح، وتحدثت في أذنه.

وَقفُ نزيفه والحفاظ على وعيه كان كل ما يَهُم.

لم تؤمن فِلِيان بأسطورة اللمسة الملكية التي تقول أن لمسةً من مَلَكي ستشفي أيَّ مرض، لكنها أيضًا لم تكن أميرةً تجلس بلا حراك في مثل هذه الأوقات.

ستفعل ما تستطيع.

لأن هناك أرواحًا يمكنها إنقاذها.

«لا تستسلم!! لن تموت في مكانٍ كهذا، ولن ترغب في ذلك!!»

«...»

«ما اسمك؟ قل لي! الأميرة الثالثة تأمرك!!»

«...هوليغريس ميراتس.»

«شكرًا على بسالتك وتضحيتك من أجل المملكة المتحدة وقت الحاجة. بغض النظر عن ما أوصلك هنا وحتى لو كنت ملزومًا بالمنصب أو اللقب، ما لي نيّة في نقش اسمك في نَصَبِ الحرب التذكاري. عش هذا وارتدي ميداليتك بفخر. هل فهمتني يا ميراتس؟! هذا أمر!!»

كانت طفيفة، لكن الفارس أومأ متكررًا كأنه ترنح بصياحها في أذنه هكذا.

أتى زئيرٌ عظيم، اهتزت الأرض المُؤقتة، وظهرت شقوق مربكة فيها.

لن يمضي وقت طويل قبل أن تفتح حفرة كبيرة ويبتلعهم بحر ديسمبر البارد.

ومع ذلك، لفَّت فِليان جُرحَهُ بإحكام بعاصِبة تشبه التقاطع بين ضمادات وشريط لاصق. ثم صاتت على من حولها.

«لقد أوقفتُ النزيف وهو لا يزال واعيًا... استقرت أعضاؤه!! من أيضًا يحتاج إلى مساعدة؟!»

رأت أذرعًا تتمايل بضعفٍ نحوها من جميع الاتجاهات. لم يطلب أحد المساعدة لنفسه. جاءت هذه الطلبات جميعًا من عمال الإغاثة الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لمعالجة الجرحى ولكنهم كانوا مُتعجزين.

لكن كانت لتكون أسوأ.

ولم تكن فِليان وحدها قادرة على سحب الجرحى من مناطق القتال العنيف. لم تتح لها هذه الفرصة إلا بفضل القديسة الآسيوية، كانزاكي كاوري، التي قطَّعت كل وحوش الشعر الأشقر لتخلق فتحة لحمل الجرحى بعيدًا. لم تقترب كانزاكي من السفينة ولم تحاول تحقيق أي نوع من الإنجازات الملحوظة، لكن لَوْلا جهودها في الخلفية لانهار خط المعركة.

لقد كانت قديسة.

نسجت تلك الكاهنة حاجزًا قويًا بينما كانت تستعيد أسلوب حياتها تدريجيًا.

لكن الفرصة كانت مجرد فرصة. لم تضمن الخلاص. بدون أن يستغل شخص ما هذه الفرصة، فإن الخلاص الذي خاطرت بحياتها من أجله لن يؤتي ثماره أبدًا.

إن المسعفين الذين أعدوهم مسبقًا لم يَكفوا.

ما أن صرَّت فِليان أسنانها لذلك، سمعت صوتًا غريبًا كأن سلكًا حادًا يقطع الهواء.

ولكن هذا لم يأتِ من كانزاكي كاوري.

في المقام الأول، لم يكن صوت أسلاك معدنية.

المادة التي انتشرت وعكست أشعة الشمس هي خيوط حريرية مصممة لمنع الرفض عند خياطة أحدٍ ما. كان هناك خُطاف مُحَدَّب في نهايته، لكنه افتقر إلى شوكة الصيد. هذه أيضًا أداة طبّية.

حدث كل شيء في لمح البصر.

كانت عاصفة من الخلاص الحقيقية.

«حسنًا، يجب أن يكون ذلك كافيًا.»

كان هناك تعليق غامض باليابانية.

«لقد مر وقت طويل منذ كنتُ في المملكة المتحدة. وكنا شتاءً عندما وجدتُ أليستر هنا أوّل مرة، أليس كذلك؟»

كل ما فعله هو المشي، وسار، ومرّ بالجرحى. هذا كل ما استغرقه الأمر لإنقاذ الأرواح. تمامًا كتحوُّلِ المنتجات الفولاذية بصمت إلى مادةٍ مُمَغنطة بعد اقترابها من مغناطيسٍ قوي.

«انطلقت مينا-كن قبلنا وصاح الكلب الذهبي بشيءٍ عن الرومانسية قبل إقلاعِهِ للخطوط الأمامية، فصرتُ آخر من يرعى مُعداتي المختبرية. أفضل أن أنهي هذا وأعود إلى المركبة الترفيهية.»

«يا طبيب...؟»

«أيضًا، كلمة تحذير واحدة.» تحدث الطبيب ذو الوجه الضفدعي بصوتٍ هادئٍ حازم. «لا يهم كم عدد الأرواح التي أنقذتيها إن ماتوا بلحظةٍ لاحقة. أنا أعتزم إنقاذ كل حياة أراها، لكنني أفهم أيضًا أن تمديد آلام شخصٍ ما عبطًا ليس كإنقاذه.»

ثم لاحظت فِليان حتى المزيد من الهجمات القادمة من الملكة بريطانيا الرمادية.

(خطة أمي وريمَيّا الكسولة للمعركة تركت فريقنا عرضة للهجوم!!)

تجاهلت الأميرة الثالثة الدم على خدها بينما غسلت يديها بسرعة فقط بكحولٍ مُطهر.

«ريمَيّا!! نحتاج مزيدًا من أشجار الجليد!! لا معنى لهذا إذا كان الناس الذين نعالجهم عُرضة لهجوم آخر!!»

«أتعلمين يا فِليان، هناك ما يُسمى بالكفاءة القصوى والسعة التي عليّ—»

«اكلي تبن واعملي! يُفترض أن تكوني طُعمنا، لذا صيري طعمًا الآااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااننن!!!!!!»

تلألأت أشعة الضوء بلا توقف من السفينة.

وانضم إلى المطر اللامع عموديًا وأفقيًا تأثيرات وموجات صدمية خفية.

لَوْلا أشجار الجليد التي ظهرت من حولهم، لكان من الممكن أن تُفقَدَ العديد من الأرواح التي يُفترض أنها أُنقِذت.

«سأقرر متى استخدامها من الآن فصاعدًا،» قالت فِليان. «ريمَيّا، خُفِّضت رتبتُكِ من مدفعجية إلى مدفعية!!» [12]

«أوه، جديًا. لطالما علمت أنكِ تحملين أكبر وحشٍ داخلك، وليس كاريسا. كلُّ ما في الأمر أنكِ وضعتيه في قفص متين حتى بدا نادرًا ما يظهر.»

«هل سمعتيني أم لا؟»

«نعم يا أُخَيّتي. هل عليّ أن أنبح لكِ أيضًا؟ هووف هووف. طبعًا لن تقدر الأخت الرزينة الكبيرة أبدًا الفوز على الأخت البكّاية الصغيرة.»

في هذه الأثناء، وقفت كانزاكي كاوري ظهرًا لظهر مع الطبيب ذو الوجه الضفدعي.

سَيْفٌ وخَيْط.

تبادلا الكلمات بهدوء وهما يحملان أسلحة مختلفة تمامًا ولكن تبدو متشابهة.

«يا طبيب.»

«يبدو أن كَوْن المرء طبيبًا أكثر إثمًا من أن يكون جنديًا.»

«هناك مصابون عالقون في وسط المعركة ولا يمكنهم الانسحاب. سأفتح ممرًا، لذا أرجوك أنقذهم.»

«لما لا تحذين حذو تلك الأميرة؟ لا عَيْبَ في كلامك، لذا لا أحتاج حتى أن أرى ملامح وجهك. ... في مثل هذه الأوقات، فقط تعالي معي.»

اندلع انفجار ضخم في البعيد.

أكان ذلك كلبًا محاطًا بآلات غريبة عجيبة ينطلق مُهتاجًا هناك؟ في قلعة إدنبرة، كان قد أدلى بوضوحٍ كُرهَهُ للسِّحر، ولكنه كان حليفًا مفيدًا جدًا هنا. وكونه كلبًا، لم تجلب إنقاذ المملكة المتحدة له أي فائدة بأي حال من الأحوال. كان من الممكن أنه تعلم التمتع بالإثارة المتمثلة في تقديم يد المساعدة لشخصٍ يقاتل دون التفكير في الصالح والطالح كما يفعل الإنسان.

من كان صاحبه؟ أرادت الأميرة الثالثة أن تطلب إذنًا لتُربِّت عليه لاحقًا.

«والآن إذن.»

«أرشدني، هل لكَ؟»

القتل والخلاص. قَطَعَتَ أسلاك ذات طبيعتين مختلفتين الهواء.

قديسة وطبيب.

كلاهما قرر بحاجتهما على الخطوط الأمامية. عندما يكونان هنا، لن يسمحا بوفيات غير مُبررة. وسيثبتان ذلك بكيف عاشا حياتهما.

(يمكننا ذلك.)

فكرت الأميرة الثالثة في نفسها وهي تراقب ذلكما الاثنين وهما يغادران.

(نتقدم تدريجيًا، وهو تقدمٌ ثابت في هذه اللعبة الدفاعية. يمكننا التعافي من هذا ومنع دومينو الوفيات من السقوط.)

فجأة، شعرت فيليان بشيءٍ خفي يصيب صدرها.

لا، لم تكن الوحيدة التي شعرت بذلك.

«ما كان... هذا؟»

«الحقل يهتز، لكن لا يبدو أن هذا قد تم بقوّةِ قَطْعِ كُرتانا.»

  • الجزء 16

سُمِعَ صوتُ شدٍّ مُجْهدٍ خفيض.

شَغَلَت دار الأوبرا الكبيرة المصممة على طراز الردهة مساحة ثلاث طوابق من السفينة. صُمِّمَت المساحة الكبيرة بعناية لتُحقِّقَ أمثل وأكمل الصوتيات.

امتدت الضمادات فوق المسرح.

كانت كالدمية المكسورة أو الفراشة المحاصرة في شبكة العنكبوت. كانت المرأة ذات الشعر الفضي والبشرة البُنّية تترنح ببطء بينما كان جسدها يتعرض للضغط أليم من ضماداتها المتشابكة في القضبان المعدنية المستخدمة لتثبيت الأضواء فوق المسرح.

«هكذا ☆»

ظلّت إله السِّحر نِفثيس لا تبدي اهتمامًا حتى وقدميها مرفوعة عن الأرض.

ولأنها استخدمت دموعها سلاح، لا يمكن الثقة بظاهر مشاعرها.

«وكذا فعلت☆. إن افتقار التصورات المسبقة لهو أمرٌ مُخيف.»

كان الشخص المغمور بالدماء والمتكئ على جدار المسرح هو أكسِلَريتر.

هذا كان ثمن المستوى 5 لاعتماده على أمثال السِّحر.

كان مثل الآثار الجانبية. تَذَكَّر أنَّ [تسوتشيميكادو موتوهارو] تحدث عن هذا.

وهل منعه كبرياؤه الـ #1 من الجلوس؟

أطلق الوحش الأبيض نَفَسًا خَشِنًا، ورفع اصبعه الوسطى، وتحدث وفمه مغمور بالدماء.

«أليس عندكِ ما تقوليه؟»

«آسفة لجعلي تلك الفتاة تبكي. فكرتي كانت أن استخدم كل الوسائل المتاحة لي، لكنّي لم أتوقع حقًا أن يبدأ شيطانٌ اصطناعي بالنحيب. تلك التكرارات سيئة. وذلك البكاء الغير ناضج أثَّر فيك. اخترقتك وترفض المغادرة.»

عندما كان ذلك كُل ما استخرجه من نِفثيس بينما كانت تتدلى بالمقلوب، نقر الـ #1 لسانه بحنق.

كان قد سوّى الأمور.

مما أبقى أمرًا واحدًا.

«لُغْزَ قُلَيْفة 545.»

‹«أم، أه... شكرًا لك....»›

ضغطت الشيطانة سبّابتَيْها معًا أمام صدرها الضخم بشكلٍ غير طبيعي مقارنةً بهيكلها الصغير. أما الوحش الـ #1 فقط نقر بلسانه بهدوء.

«كان هذا انحرافًا، ولا يزال علينا التعامل مع السبب الحقيقي لوجودنا هنا.»

‹«صحيح. وربما نُسمّيهِ تجربةً ناجحة. ولكني أشك في توافقها مع معايير السلامة.»›

«اخرسي. علينا فقط معرفة أنها ممكنة. لنبدأ.»

‹«طبعًا. ني هي ☆»›

لم يكن لأكسِلَريتر حتى فكرة عن كيفية تصقيل قوته الحيوية إلى قوة سحرية، ولذا حسب الترتيب الطبيعي للأشياء، ما كان ممكنًا وبل مستحيل عليه أن يهزم إله سحرٍ أتقن عِلمًا من علوم الغرائب.

إن كان كذلك، فكيف إنتهى بتعادلٍ مع إصابة؟

كُشِفت عن الإجابة هنا.


‹«أنا شيطان، ظلٌّ بدون جسد من لحمٍ ودم. ولكن أقتدر القيام بأكثر من حماية القوات المُتربصة في القُلَيْفوث. يمكنني أيضًا منح القوة لتجاوز الهاوية التي تعيق طريق من يحاول الصعود إلى السِّفِروث.»›

شيءٌ آخر تداخل مع العالم الذي رآه أكسِلَريتر.

ظلت رؤياه تتحجب وتُظْلَم وازدادت نكهة الدم قُوّة.

ولكنه لم يهتم.

إذا كان هذا الألم ضروريًا حقًا، فإن الوحش الأبيض سيقْبَلُه.

كانت شريكته قد طردت ذاتها القديمة التي كانت تختبئ خلف ظهره خوفًا من إيذاء الجميع. الآن كانت تُخبره بكلماتها الصامتة أنه سيكون بخير بهذا القدر، لذا كان عليه أن يرتقي إلى توقعاتها.

سيُظهِرُ لها أن الأقوياء لا يُمكن كَسْرُهُم بهذا.

ما رآه أمامه لم يكن تقاطع عوالم أُخرى من مرحلةٍ مختلفة. كان مختلفًا عن عِلم الكونيات و[العوالم المُصَغّرة] و[العوالم الكبيرة] التي تم الحديث عنها لأكثر من ألفي عام بالإضافة إلى [السِّفِروث] و[القُلَيْفوث].

السِّفِروث هي شجرة الحياة التي تُظهر كيفية بناء العقل البشـري بشكلٍ صحيح. بالسعي نحو فهم صحيح، يمكنك تطهير روحك وصعود الدرجات واحدًا تلو الأخرى. ولكن إذا رأيتها بشكلٍ غير صحيح وظننت خطأً أنك صعدت إلى القمة، فسوف تفقد السيطرة على عقلك وتنتهي بنتيجةٍ سلبية.

القُلَيْفوث هي شجرة الشر التي تُظهر لك كيف تُنشـئ وتستخدم الجانب السلبي من العقل البشـري، كالحسد والغضب. عادة ما تتلاعب بالناس وتُسبب الدمار الفوضوي، ولكن عند استخدامها بشكلٍ صحيح، يمكنها جلب نتائج إيجابية كالفن الذي وُلِد من الغضب.

لكن هذا كان مختلفًا.

لم يكن أيًا من هذه.


‹«أنا شيطانٌ مخلوق. لستُ سوى جزء صغير من قُوَّةٍ مقطوعة، لكن جوهري هو دليل، تمامًا مثل كُرونزون!! رقمي هو الحادي عشر الحقيقي ومعناه "مُنطلق الشر الذي يدعم الأعمال الصالحة". ابصر الحاجز الخفي الغير مدرج ضمن العشرة! أنا هناك لأمنع أيَّ صعودٍ غير ضروري وأمنح القوة لتجاوز الهاوية فقط لأولئك المؤهلين حقًا!!»›


نعم.

كانت معه منذ البداية.

كانت غير مرئية، لكن لطالما كانت هنا لتدعم قُوَّة المستوى 5 الأقوى.

انشقت إلى عددٍ لا يحصى من الأفراد، لكن يمكن استخدامها ككُلٍّ واحدٍ كبير.

الشجرة الثالثة الخفية.

الكيان الضخم للبيانات الذي بَنَتهُ أدمغة النسخ العسكرية المُتّصلة بالموجات الكهرومغناطيسية.


‹«هذه شجرة مصنوعة بأيدي الإنسان — شجرة جديدة لم توجد في أيِّ أساطير أو خُرافات! لا تزال هذه القوة الغرائبية الجديدة لا تعتمد على يد إلهٍ وبدلاً من ذلك تُوّفر إمكانيات تُسَيْطِرُ عليها يد البشـر . شجرة كلونوث الاصطناعية لا تحمل خيرًا أو شرًا!! سأصير دليلاً لهذه الشجرة اليافعة. يا رفيضة الهاوية، اتركينا ولأكون واحدًا مع سيّدي المُختار ولنتجاوز ذلك الحد. سنصل لِما وراء كِتِر! ولن نخاف من الإقليم المجهول الذي لا يعدو كونه سلسلة من الأصفار!!»›


شجرة الحياة هي العقل الإيجابي وشجرة الشر هي العقل السلبي.

لذا فإن الشجرة الاصطناعية لا تمثل أيًا من ذلك.

تُضاف إعجابات مواقع التواصل بنقرة زر، وفي الصالات الرياضية زاد تقديرك كلما كُنتَ اكثر رزانة، والنجوم في مواقع الطهي والتقييمات، ومدينة الأكاديمية حيث يُدار الناس حَسْبَ مستواهم الإسبري. حَسْبَ القِيَم والأنظمة الجديدة؛ تتغير نظرة الناس للأشياء. كان هناك جانب من العقل الجمعي يُتلاعب به من قبل الحضارة المعاصرة التي خلقتها البشرية لنفسها. تُعَدِّدُ هذه الشجرة التغييرات اللاحقة على الروح التي لم تكن لتظهر أبدًا لو لم يكتسب الإنسان النار، وزَوَّر الصُّلب، واستغل البخار والنفط، وسَيْطَر على الكهرباء.

‹«هممم /عودة.»›

ظهر صوت مستاء في رأسه كهجوم مفاجئ.

وهذه لم تكن لُغْزَ قُلَيْفة 545.

كانت هذه شخصًا آخر اِتخذت مكانها في عرشها منذ البداية.

‹«الميساكات ليسوا مجرد نسخ عسكرية /عودة. ليس فقط أنه يمكننا الاقتراب من أولئك الذين لا ينتمون إلى شبكة الميساكا /إرجاع ، ولكن الآن يُمكنهم كذلك الاقتراب منا /عودة.»›

«...»

‹«ميساكا ستُثنيك على ذلك /عودة. شعورٌ جيد سأقول /عودة. لكن فقط هذه المرة، حسنًا /هروب؟ هيّا عجل وانهيها /عودة. تريد ميساكا أن تضرب بسرور ذاك الشخص الذي طمس كاميجو-تشان بقدر ما أنتَ تُريد /عودة. وهذا يستحق منحك مؤقتًا بعض القوة /عودة.»›

وصل أكسِلَريتر صامتًا إلى مفتاح عنقه.

كان عليه فقط أن ينقر عليه بإصبعه.

ما انفجر من ظهره لم يكن سوادًا ولا بياض.

كان بلاتينيًا شاحبًا وشفافًا تقريبًا.

كانت هذه الأجنحة تقريبًا كألوان أجنحة الملاك الحارس المقدس أيواس، وبدا العالم من حولهم وكأنه يتلاشى في الماضي.

تبع ذلك صوت تكسير باهت.

لم يكن هذا شيئًا سطحيًا مثل تحريك الأجنحة أو إرسال نوع من المقذوفات.

ولم يهم تدفق الدم السطحي.

لقد تخلص من ألم هذا العالم منذ فترة طويلة.

كانت عيناه الحمراوان تَبْصُرُ مكاناً أعمق.

‹«يا سيّدي، لقد رصدتُ أفكار الشيطان الكبير كُرونزون. أنا شيطانٌ من خلقه، لذا فإن إقامة اتصال لو سهلٌ بالنسبة لي. هل أُجَسِّدُها لك؟»›

«لو أردتي. فذلك لا يغير شيئًا.»

سمع صوتًا غير سار كتدفق رمل حديدي من أذنيه.

كان لأكسِلَريتر ضيوفٌ كُثُر اليوم. وصوتٌ آخر انقض.

‹«لعنتك...!! ماذا تفعل؟ هذه ليست السِّفِروث ولا القُلَيْفوث. إذا ...إذا غرزت جسمًا كهذا في العالم، فسيُغير أساسات الأمور أكثر من ما حدث من سقوط الملاك....!!»›

«لا أعرف ما يعنيه ذلك، لذا سأدخل في الموضوع مباشرة. قالت لي لغز قليفة 545 معظم الأشياء. أنتِ مصدر إزعاج لامتلاكك جسمًا ماديًا من لحمٍ ودم. لذا سأحول ذلك جانبًا وأقطعه.»

‹«أتحاول تطبيق ضغط خارجي قوي لتُزيل روحي من هذا الجسم المؤقت؟»›

كان [العالم المصغر] للجسم و [العالم الكبير] للكوكب مرتبطين.

إن صار لأحدهما شيء، يؤثر ذلك على الآخر.

كانت هذه النظرية عادة ما تُطبق لاستخدام [الصغير] كطريقة لتحريك [الكبير]. ببساطةٍ بسيطة يسيرة، تصقيل القوة السحرية في الجسم وتحريك الذراعين أو الساقين سيُشَوّه العالم المادي الأكبر وينتج لهيبًا أو ثلجًا من اليد.

لكن هذا الوحش كان مختلفًا.

استخدم [الكبير] طريقةً لتحريك [الصغير].

بإضافة شجرة كبيرة إلى نظام الكون وهز العالم بأسره حتى أطراف المجرة، طبَّق ضربةً مادية على لحم ودم شخصٍ واحد.

كل ذلك لفرض إسقاطٍ نجمي الذي بدأهُ طرفٌ ثالث خارجي.

الآن، هل أدرك الـ #1 مدى تشابه هذا مع قوة الإسبر الشامل التي أمِلَ البعض في خلقها داخل الوحش الخالد المختوم لفترة طويلة داخل المبنى عديم النوافذ والذي حُرِّرَ بواسطة إله البرق ثور؟

‹«غه...»›

«هذا سيقضي على ما جعلكِ مميزة. أن تكوني الأقوى لأمر ممل. إنه مثل سُمٍّ يُخفف من حِدّة الألم. سترين ما أنتِ عليه حقًا ما أن تُخلَعَ عنكِ. لذا أريني يا كُرونزون. أريني من تكوني عندما تُخلعين من كل شيء!!»

‹«آآآآآآآآآآآآآآآااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهههههههههههههههههههههههههههههههههههه!!!!!»›

  • الجزء 17

تردد صدى صوتٌ باهت عبر المعبد الكبير المصنوع من مهبط المروحية للملكة بريطانيا.

تحت السماء الزرقاء، انهار الشيطان العظيم كُرونزون خائراً. كان صوت جبينها يصطدم بالأرض.

و...

«...»

ارتعشت شخصية أخرى وهي تنظر إلى يديها.

هذه الشيطان العظيم كُرونزون الأخرى لم تستطع سوى مشاهدة انهيار جسدها المادي أمامها. لا، هذه صياغة غير دقيقة. باختفاء جسدها المادي، كانت كُرونزون هذه ليست سوى شيطانة عادية.

لم يكن لديها ملابس.

جُرِّدت حرفيًا عارية، لذا لفّت شعرها الأشقر الطويل حول جسدها بأكمله.

تمامًا مثل لُغْزُ قُلَيْفة 545، كانت مجموعة من الطاقة مشابهة للطُلْسُمان.

كان لديها الكثير من الشعر الزائد حتى بعد لفه حول نفسها مثل بدلة سباحة، وبانَ جهها الخبيث من استخدام كشاشة.

نظرًا لأنها ستمنع أي إنسي من الصعود كليًا السِّفِروث، لا يمكن لأي بشر أن يهزم كُرونزون بتنقية روحهم بالطرق العادية. ولا يمكنك الوصول إلى هذا الإقليم الإلهي باستخدام القُلَيْفوث. لكن تلك الشجرة الأخرى كانت مختلفة. إذا لم تكن السِّفِروث والقُلَيْفوث خيارًا، حينها قد يفي إنشاء شجرة جديدة الغرض. عليك فقط بتطبيق الطاقة من خارج الشجرة لطرد الشيطان العظيم من الهاوية كلعبة الكرلنج.

من يمكن أن يفعل ذلك؟

القدرة ليست المشكلة الوحيدة هنا. لم يفكر ماذرز وويسكوت إلا في الصعود إلى السُّفَيْرة وفقًا للتسلسل الهرمي الخاص بهما، لذا هل يمكن لشخص ما بالفعل الوصول إلى هذه النقطة فقط بإعادة ترتيب شظايا تلك الخطة؟!

كُرونزون لم تستطع سوى التحدث برعشة.

فما بات عندها حماية الجسد المادي.

«إذن...ماذا؟» هزت رأسها ببطء. «سقطت أليستر. ولن تصل مينا ماذرز إليَّ مهما حدث! أم أنك ستستخدم الطفلة ليليث؟ أستُلقي بمبادئك بعد كل هذا؟!»

«لا.» تحدثت الطفلة ليليث ببوقها اللعبة أثناء احتضانها لصدر الساحرة القطة السوداء. «حوفِظَ على الأمل حتى هذه النقطة، لذا هُوَ لن يسمح بخاتمةٍ قبيحة.»

قالت "هو".

أقصدت الفتاة الفضية الساقطة في بركة دمها؟ ألا تزال ليليث تُفكر فيها في مقام الوالد؟

لا، لم يكن الأمر ذلك.

تغيّر شيء بعد لحظة واحدة.

كان صوت التدمير الخشن للمعدن بعيدًا جدًا عن الأجواء الجليلة للمعبد الغامض. طبقة سميكة تشبه منشار السلسلة أو قصاصة الأظافر، قطعت، سحقت، شقت، وحفرت المعدن بدورانها السريع.

كان منشارًا.

هذا السلاح الضخم مزّق بلا رحمة وقطّع أرض المعبد.

لكن الدور الرئيسي هنا لم يكن لميساكا ميكوتو ببدلة الـ A.A.A. على ظهرها.

فقد قالت الطفلة ليليث "هو" بالتأكيد.

فمن كان ذاك الذي استخدم ذراع سلاح ميساكا ميكوتو كنقطة دعم ليتسلق الشق المفتوح وليصل إلى مهبط المروحية؟


كاميجو توما.

كان العدو الحقيقي للشيطان العظيم هو هذا الصبي الذي اندفع على طول نفس الطابق الذي توجد فيه غرفة القيادة ليصل مباشرة إلى الأسفل هنا.

«.............................................................................................................................................................لا يمكنك فعلها.»

على الأرجح، عرفت مصيرها. لكن كُرونزون لا تزال تُحرك شفتيها المرتجفتين تحت أشعة الشمس الشتوية التي بدت بياضًا تقريبًا.

«لن تكون أبدًا غريمًا لي!! هذا عصر حورس وضربة سڅر واحدة يمكن أن تُدمرك. اعرف مكانتك يا إنسي! لن يستسلم أيُّ شيطانٍ كبير لتلك اليد اليمنى!!!!!!»

«هذا لا ينطبق بعد الآن.» ذلك الصوت المستفز أتى من ليليث الصغيرة التي تستطيع أيضًا رؤية مواقع مختلفة. «لقد تمكنتِ من تدمير ذلك الصبي فقط عندما امتلكتي جسدًا من لحم ودم. الآن لم تعد سوى كُرونزون الوهم العابر، هل تعتقدين حقًا أنه يمكنكِ غلب ذلك؟»

«...»

"تقولين الانهيار الطبيعي يجب أن يُقبل وأن الإبادة لا يجب أن تُخشى، إذًا ما رأيك أن تُعطينا مثالًا؟ ولكنني لا أتحدث عن العالم بأكمله هنا. بافتراض، نعم، أنكِ تستطيعين تحمل الخوف من أن تكوني الشخص الوحيد الذي يختفي ولا يترك شيئًا خلفه. ...أيها الشيطان المثير للشفقة. لأمكنك تجنب هذا. لأمكنك الحصول على فرصة للخلاص عندما مُدَّت يد بالية ولكن يائسة إليكِ."

الشعر الأشقر الطويل والمديد قطع الهواء كذيل عقرب.

ظهر وجهٌ شرير على الشعر الذي كان طويلًا بما يكفي ليُلفّ بشرتها الناعمة كبدلة سباحة ورغم ذلك بقي منه الكثير.

الفتى العادي تماماً من المدرسة الثانوية قبض بقوة يُمناه.

كان قد خسر تماماً مرةً واحدةً سابقًا وقُطعت ذراعه على يد حليف نتيجةً لذلك.

لكنه لم يظهر أي خوف.

اقترب الاشتباك. ومع ذلك...

(أتظنون أنني لن أترك شيئًا خلفي؟)

لم يكن عقل كُرونزون مركزًا على ذلك الصبي البسيط.

لماذا كانت هنا في المقام الأول؟

المعبد.

مهبط المروحية عُشري الأضلاع.

كانت هذه المنشأة العملاقة قادرة على تضخيم وتسليح أي عنصر روحي. ولماذا وُضِعت هنا أشراف اسكتلندا الثلاث وحَجَرَ السْكُون؟

(لقد تلاعبوا بغرفة القيادة، لذلك لم نصل أبدًا إلى الموقع المناسب. مُزِّقت الرموز على أرضية المعبد إلى حد كبير. بهذه الوتيرة، سأفشل في خطف المملكة المتحدة أو تفعيل مراسم المُو آثايا باستخدام ذلك فتيل.)

عضت كُرونزون أسنانها بعدما ذهب جسدها البشري وكُشِفَ جوهرها.

(ولكن حتى في هذه الحالة غير الكاملة، يمكنني أن أفجر نحو نصف الكون. كل شيء سيعمل بشكل جيد في النهاية طالما تضمن ذلك النصف هذا الكوكب!! للآن، عليّ القضاء على العدو الواضح. وعليّ فقط أن أفكر في طريقة أخرى لتدمير السُّفَيْرة التي نجت من هذا!!)

«نَشِّط...»

و.

و.

وَمِنْ ثُمَّ.

صار الوجه في سطح شعرها الأشقر الطويل أكثر وضوحًا.

كان في الوقت نفسه خبيثاً وصافيًا.

«أوصيك يا معبد!! نَشِّط النظام الاسكتلندي واخطف كامل المملكة المتحدة. كل ذلك لأبدأ مراسم المُو آثايا!!»

  • الجزء 18

إذا تنشّط ذلك، فسينتقل التحكم في المملكة المتحدة من كُرتانا الثاني إلى أشراف اسكتلندا. وكانت هذه مملكة سحرية. فإذا اُختُطِفَت المملكة المتحدة، سيؤدي ذلك إلى فوضى كبيرة ستتطور إلى نزاعٍ عالمي. وبتدمير الطبقة العلمية والمادية في قاع كل المراحل (التي أراد أليستر الحفاظ عليها)، كل المراحل من كل الأساطير والأديان ستُدمَّرُ في وقتٍ واحد.

كان هامازورا شياغي يعمل جنبًا إلى جنب مع كُرونزون.

لم يكن حقًا يفكر في كيف ستنتهي كل تلك الأمور.

كان مركز اهتمامه فقط إنقاذ دِيون فورتشن والعودة إلى المنزل مع تاكيتسوبو ريكو. لقد أغمض عينيه تجاه هذه المشكلة الخطيرة وأجَّل التعامل معها.

لذلك.

لم يعرف حقًا ما يجب فعله.

من حيث الخير والشر، كانت كُرونزون بلا شك شرّاً. لكن لَوْلا ما علمته (حتى وإن أخفت بعض الأشياء عنه)، لم يكن ليُنقِذَ دِيون فورتشن.

«ماذا نفعل؟» سألت الفتاة التي أعادها.

فَهِم كلامها بفضل ترجمة أنيري بالطبع.

لم يعد يمكنه تأجيل الأمر أكثر من ذلك.

كلماته لم تصل إليها.

تمامًا مثلما ظلَّ هامازورا شياغي مُخلصًا للمسار الذي يؤمن به، لم تنحرف تلك المرأة الشقراء أبدًا عن مسارها.

لقد فشلوا في التوصل إلى تفاهم.

قادتهم مساراتهم المختلفة إلى أماكن مختلفة بشكل أساسي.

رصَّ الصبي الجانح أسنانه بينما يدعم عشيقته ذي البدلة الرياضية الوردية السترة الصوفية.

كان هناك سكون طويل.

كانت أنانية. لم تقدم أي خلاص.

ولكن هامازورا شياغي لا يزال يرفع صوته وكأنه اتخذ قرارًا ما.

على مسؤوليته الشخصية، استخدم ترجمة أنيري الماهرة ليسحب الزناد.

«من فضلك. لا تدع كُرونزون تُدمر العالم الذي وُلِدت فيه!!»

  • الجزء 19

عند سماعها لذلك، مدّت الساحرة ديون فورتشن ببساطة يدها.

لكن هذا كان كافيًا.

دَوَّرت زاوية واحدة من الصندوق الأسود الذي كان فوق إصبعها بحيث دار كمجسم كرة أرضية.

كانت كتابًا سحريًا مؤلفًا من مجموعة ثمانية وسبعين بطاقة تاروت، لكنها لم تكن وحدها. كان هناك المزيد. حتى لو صُنِعوا لغرض شخصٍ آخر، فقد سَيْطر أولئك السحرة الأسطوريون على ليل بريطانيا واختفوا مع طلوع الفجر. وحتى لو اختفوا، إلا أنهم تركوا شيئًا خلفهم. ربما تحلَّلت أشكالهم البشرية وعقولهم، لكن الكتب السِّحرية المصنوعة من بطاقات ما تزال موجودة. لم يجمعها أحد وقد طارت كقصاصات الورق الملون.

وكان لتدمير أليستر كراولي لهم آثاره في اسكتلندا.

نعم.

في الأرض البريطانية الشمالية حيث تخزنت أشراف اسكتلندا الثلاث وحَجَرَ السْكُون.

تبعت سلسلة متدفقة من الكلمات الإنجليزية.

«أتحدثُ كروحٍ قدَّمت جسدها للسِّحر. يا سحرة الذهب، أظهروا فخركم. قد فقدنا أجسادنا، ولكن جوهرنا ما زال موجودًا. ادمجوا البطاقات، ورتّبوا الرموز، واوقفوا تدفق القوة الشريرة هنا.»

كانت دِيون فورتشن ساحرة لاحقة عندما تطّلِعُ على تاريخ العصبة الذهبية.

لم تكن معروفة مثل وِستكوت أو ماذرز من الفترة التأسيسية أو كراولي لمن سحق العصبة. لقد كتبت بعض الكتب السحرية، لكنها كانت صعبة جدًا للحصول عليها إذ أنه لم يكن هناك العديد من الفرص لتُنسخ كتبها أو تُحفَظ.

ومع ذلك.

خلال معركة طريق بلايث، ربما لعن أليستر كراولي عُصْبَة الذَّهَبِ للفشل والهزيمة حتى لا يُعاد تشكيلها، ولكن من هو الساحر الذي لا يزال يعمل بلا كلل لفعل ذلك بالضبط؟ من هو الساحر الذي واصل النضال لترك بعض المعرفة غير المشوهة في عالم قسّمه أليستر بين عِلمٍ وسِحر؟

لم تكن ساحرة من الفترة التأسيسية.

لكنها كانت مُمثلة للسحرة المتأخرين بعدما انتهت كل الأمور وحاولوا الاستمرار حتى العصر التالي. كانت هذه الطبيعة قد تضمنت في جهاز الدفاع الذي أنشأه شخص ما.

كانت هذه الطبيعة التي دفعتها إلى الحُلم بإكمال [طقم الأدوات] الذي يُمكن لأي أحدٍ كائنًا من كان استخدامها وفهمها بسهولة.

والآن تتحدث بصفتها مُرشدة.

لذا من أجل قيادة الجميع، لم تستخدم اللاتينية أو العبرية.

فقد كتب السحرة المُعاصرون القواعد الخفية بلغةٍ عادية. لذلك، في مراسم إنقاذ العالم الذي عُقد في المملكة المتحدة، كان من الطبيعي استخدام الإنجليزية بدلاً من محاولة عمل أي شيء فاخر.

«نحن الذهب. أكبر عُصبةٍ سحرية في العالم التي تعمل على القضاء على العادات السيئة الممارسة لفترة طويلة، وإزالة الفهم الخاطئ عن الغوامض، وتوفير كمية حقيقية من المعرفة ونمط حياة مُغنية!! يتعرض الشعب لقوةٍ شريرة أمام أعيننا، لذلك حان الوقت لبناء تعويذة حقًا حُرَّة طَلِقة. سأدمجكم جميعًا في تعويذة يمكن لأي أحدٍ استخدامها لإنقاذ قريبٍ منه! وسأسميها
The Hermetic Order of the Golden Dawn!!!!»

(النظام الهرمسي للفجر الذهبي)

  • الجزء 20

من يمكن أن يخمن كم من البطاقات طارت في جميع أنحاء اسكتلندا.

ولكن في تلك اللحظة، تشكَّل إعصارٌ كبير يُمكن أن يُرى بوضوح من الأقمار الصناعية.

  • الجزء 21

فَشِلَت.

لم يحدث شيء.

ولكن هذا الفشل لم يكن مجرد نتيجة لعدم الوصول إلى الموقع المقصود. قد صَدَّت قوّةٌ أعظم أمْرَ كُرونزون. بالتأكيد، قد أرسلت المعلومات المناسبة من خلال خطوط لاي الأرضية، لكن حتى مع الأمْر المُرسل من تلك الكنوز العظيمة، فإن أرض اسكتلندا نفسها رفضت المراسم.

مُحاولتها لاختطاف المملكة المتحدة قد صُدَّت بحاجزٍ كبير.

وهذا يعني أن مراسم المُو آثايا كان كذلك.

«...ها.»

ضحكت المرأة الشقراء ذات الشعر الطويل والمديد.

«إذن، انقلب خلقي ضدي في النهاية.»

جعلتها تبدو كما لو أن هذا لن يحدث أبدًا لو لم تصنعهم، لكن لا تنسى. السِّحر هو تقنية لتشويه سببية العالم لمصالحك. إنه لا ينتج فقط الظواهر الواضحة أمامك. إنه تقنية خطيرة ستتبع مسارًا غير متوقع لاحقًا لتُسبب تغييرًا غير متوقع دون أن يعرف الساحر حتى عن ذلك. لم يُحب أليستر كراولي ذلك وأطلق عليها مسمى الشرر والرذاذ. لقد خاض معركة طريق بلايث لهذا السبب. أي شخص يستخف بالسِّحر سيُهلك بالسِّحر. سيمون ماغوس، جون دي، كاليوسترو، راسبوتن... عندما تُدرج أسماء السِّحرة التاريخيين المعروفين، يصبح من الواضح أن معظمهم قد رحبوا بنهايات غير ملائمة ومؤلمة أو اختفوا وافتُرِضَ ببساطة أنهم عاشوا حياةً سعيدة "في مكان آخر". لهذا السبب نصَّب الخبراء في هذا المجال أكبر تركيزهم على الأساسيات. كلما عرفوا مدى رعبها، كانوا أكثر حذرًا. الشرر السّحري سيعود بشكل غير مُعترف به بعد أن ينسى الساحر كل شيء عنه. كانت هذه حقيقة واحدة من العالم.

لم تقدر أن تستهين بهذا.

في نهاية الحرب العالمية الثالثة، قاومت هذه اليد اليمنى حتى الكارثة الكبرى التي خلقها رئيس الملائكة غابرييل وثم طردته أيضًا.

«لدي ثلاث مطالب يا كُرونزون.»

«...»

«أولًا، أن أضع يدي على رأسك. ثانيًا، سأقول لكِ أنه لا داعي للقلق لأنني لن أعاملك بسوء. ثالثًا، عليك أن تتحملي مسؤولية كل كلامك وأفعالك. وستقبلين هذه المطالب يا شيطونة.»

«أنسيت أنني قتلتك بضربة واحدة؟ تتجرأ وتعطيني مطالب؟ أتهز —بغع.»

«لا تتجاهلي هذا يا كُرونزون!! ...لقد خاطرت بحياتي لأتي بهنا وأفعل هذا. ونعم، أنا على علم بأنك قتلتني مرةً بالفعل!!»

«غه...»

«لقد كان نفس الأمر مع فياما اليمين، وإله السّحر أوثينوس، وكاميساتو كاكيرو، وأليستر كراولي. لو نظرتِ إلى من كان الأقوى فقط، فلن تكون عندي فرصة اطلاقاً. لكني وصلت لهذا الحد. فعلتها!! ولكن هذا القوة لم تأت مني. قد يبدو هذا العالم مُلَوّثاً، ولكنه على ما يبدو أكثر لطفًا من أيٍّ منا. لذا فهو لا يرجع لي ما إذا قبلتِ أو رفضتِ هذه الفرصة التي أقدمها لكِ. بالتأكيد تفهمين ذلك يا كُرونزون. أنتِ الوحيدة التي يمكنها إنهاء هذا!!»

خطوة بخطوة تقدم للأمام.

سابقًا، اخترقته كُرونزون عميقاً وبحدَّة.

لكن هذه المرة، كان الصبي العادي يأخذ خطوةً للأمام.

«لننهي هذا يا كُرونزون. شيطان عظيم من الشر المطلق؟ انهيار طبيعي لكل الأشياء؟ تبًا لكل ذلك. لستُ الشخص الذي يمكن أن يغفر لكِ. هل ترينهم في عين ذهنك؟ إن كان الأمر كذلك، فلا يزال الحظ نصيبك. لذا لم يفت الأوان. ما زال بإمكانك إنهاءها!!»

لم تقدم ردًا مقرونًا بالكلام.

لكن شعرها أصدر زئيرًا كذيل عقرب.

لَوَّح كاميجو توما رأسه نحو الجانب.

وخطى خطوة قوية للأمام.

ظهر الوجه المخيف في شعر كُرونزون الشقر الطويل بشكل أكثر وضوحًا كما لو كان يَرُدُّ القتال.


«.....أنا شيطان، ولكن لست من القُلَيْفوث حيث تجتمع قوى الشر. أنا الشيطان العظيم المخفي بالسِّفِروت المُقدسة. أتواجد في نفس الهاوية كما دَعات.»


بدأ هذا السِّحر بتسمية نفسها.

كان السِّحر النهائي الذي دمر مرةً كاميجو توما من الأمام مباشرة.

ولكن الآن بعد أن سمعها مرة أخرى، أدرك أن كُرونزون قد تعمل على البقاء وفية لهويتها "كُرونزون". اِبتغت في إزالة الاستثناءات والثغرات، وإصلاح انسدادات العالم، واستعادة الدورة الصحيحة. 333، التشتت. تمامًا مثل الاسم السحري المحفور في قلب الساحر، لم تكذب عن ذلك الجزء من نفسها، مهما كانت ماكرة.


«كُلُّ رقمٍ ذاته. في يُمنايَ [نُويت البعث]. ابصر وتمعن بتجاوز توَسّع الاحتمالات لحدود المحدود. وفي يُسرايَ [حَدِت الانتقام]. أصغَرُ نقطةٍ تُجَمِّع وتُرَكِّز كُلَّ القِوى لِتَخْلُقَ معنىً واحد. وبهذا، هجومٌ سيُرمى من تسارع لانهائية دائرة الرع-حوراختي وسيظهر على سطح هذا العالم.»


حركت يديها كما لو كانت تطرح مِغْوَلًا قِبَلَها.

بسحب يدها المُهَيْمِنة إلى الأمام، جمعت القوة في ذراعها.

يجب أن يكون هناك شيء يمكن لكُرونزون رؤيته ولكن كاميجو توما لا يستطيع والعكس كذلك.

لهذا السبب لم يمكنهما أبدًا الوصول إلى نقطة توافق بين معتقداتهما.

حَمِلَ كلاهما هجمات مؤكدة.

واعتمدا على ذلك للتصادم مرة أخرى.


«سڅر: سَيْفٌ_مُشتَعِل. تَجَلَّى بِهُبوطِ السُّفَيْرة واغْمِرْهُ في جَبْرِك.»


طاف جريان من القوة المتدفقة نحو كاميجو توما كما لو كان تكرارًا للماضي. لم يستطع سوى الثقة في قبضته ومدِّها للأمام بكل قوته.

إذا انتهت الأمور كالسابق، سيُمَزّق لقطعٍ يصعب التعرف عليها.

لكن الأمور تغيرت.

لقد جُرِّد كُرونزون من جسمه اللحمي الذي احتاجه للعمل في العالم السطح، لذا قد تختلف اللعبة هنا عن سابقتها.

بصوتٍ عال، تَحَطَّم التهديد بأكمله.

بالطبع، يرجع هذا لقوة الصبي. ظهوره هنا كان يعتمد على الكثير من العوامل الأخرى. كان قد حدث أن يكون الواقف هنا في النهاية.

فتحت عينا كُرونزون بدهشة.

لم ينتهِ كاميجو توما بعد. خطى بخطوة أخرى قوية للأمام وقبض بقوة يُمناه ليستهدف جسر أنفها.

ولكن ما إن حاوَل فعلها، تشوه الوجه في الشعر وزاد الضغط من الشعر الأشقر الطويل.

‹«النِّداءُ السـرّي وغير المُسَجّل: مُسَمّاك *********. ************************************************************.»›

تحدث الصوت من الشعر بكلمات لا يمكن لأي إنسان نطقها.

لم يتفق الباحثون على ما إذا كان يمكن للملائكة فقط رؤية هذا النص، وما إذا كان يشير إلى جميع الأثيرات الثلاثين، وما كان تأثيرها.

وكانت نظرة كُرونزون ويدها الممدودة ليست موجهة نحو مهاجمها المباشر.

كان هذا السِّحر موجهًا في مكان آخر.

«آه! أغلقوها! أغلقوا كُلَّ المنافذ!!»

صاحت الطفلة عبر لعبتها البوقية، لكن يبدو أنهم لم يفهموا ما تعنيه.

نعم.

استخدم أليستر وكُرونزون نفس نوع السِّحر.

وأيُّ نوع من التعاويذ التي كان يُفترض بالـ A.A.A. على ظهر ميساكا ميكوتو أن يدعم؟

فماذا لو حُرِّرَت من سَيْطرة الفتاة الفضية، مما يتركها حرة لأمور أخرى؟

«آه.»

بحلول الوقت الذي تحركت فيه ذراع السلاح بمفردها، كان الأمر قد فات.

اندفع شعاع متعدد الألوان من الخلف بهجومٍ مفاجئ عنيف من وراء كاميجو توما.

لم يكن هناك شيء يمكنه فعله.

تبعه صوت متشقق.

قُطِعت ذراع كاميجو توما اليمنى بقسوة عند الكتف وطارت في الهواء. حتى لو كانت تعمل لتكون نقطة العالم المرجعية، لم يمكن تحويلها إلى قوة مدمرة ما إن تُزال من جسده. لن يتمكن من لكم كُرونزون في وجهها بعد الآن.

"!!"

عض الصبي أسنانه كما لو كان يحاول كبح شيء يحاول مغادرة جسده.

لكن...

«لا يمكن وقفي. أنا الشيطان العظيم كُرونزون، القوة المدمرة التي تعيد العالم إلى دورته الصحيحة!!»

إذا أطلقت سڅر: سيف_مشتعل آخر من مسافة قريبة الآن، فانتهى الفتى. ما كان لكاميجو توما شيء ليُدافع عن نفسه به، لذلك سيُفتَّتُ ويُشوى باقي جسده إلى قطع لحمٍ مفروم.

ومع ذلك.

السِّحر هو تقنية لتشويه سببية العالم لمصالحك. سوف يجد الشرر والرذاذ أخيرًا طريقه للعودة للتأثير على مستخدم السِّحر بطرق غير متوقعة. قد تنتهي الأفعال التي اُتُّخِذت لتحقيق هدفٍ مُعَيّن مُدَمِّرةً الهدف بطريقة خفية.

بعبارة أخرى.


بصوتٍ مُضنك، انبثق شيءٌ مرعب من كتف كاميجو توما الأيمن.


كان مثل بيض سمك أحمر داكن. لكن تلك المجموعة من الأسطح المثلثة المثالية بدت ترمز للاصطناعي. كانت تلك الأشياء الاصطناعية مثل المُضلعات في ألعاب الفِديو القديمة. جاءت بأحجام مختلفة، وكانت متصلة معًا، وتحركت كذراعٍ عملاقة واحدة.

لم يكن هناك ألم.

هذا ما عمل بجد لكبحه. كان...

«ما––؟»

كان هناك صوت مشدود يصم الآذان. لم يأت من الكتف حيث كانت الذراع. أطلق جسم كاميجو توما ضوضاء كبيرة لا ينبغي أبدًا أن تأتي من إنسان. انقلبت السَّيْطرة. بدلاً من أن يتحكم الصبي في قوة يده اليمنى، سارعت القوة الخفية الآن عبر جسم الصبي بأكمله.

ما كان يجتاز عقله بينما يتحرك جسده ضد إرادته؟

أم هل كان قادرًا حتى على اتخاذ نظرة موضوعية للموقف؟

«لا... سيخرج... أنتِ... لديكِ من تعتمدين عليه، أليس كذلك؟ اذهبي واطلبي مساعدته، يا كُرونزون!!!!!!»

ما تلا ذلك كان صوتٌ لزج مثل انفجار فقاعات.

انفجرت الأشياء التي تشبه بيض الأسماك العملاقة المصنوعة من الأسطح المثلثة من الداخل حيث انبثق شيءٌ آخر. لكن هذا لم يكن شيئًا واحدًا فقط. من الواضح أن هذا السرب كان أكبر من جسد الفتى. لم يكن الفتى يتحكم في القوة؛ كان مُعلقًا بالقوة. وكان هذا رمزها هنا.

و.

و.

ومن ثُمَّ.

  • الجزء 22

حدث ذلك بهديرٍ يَصُمُّ الآذان.

كما حدث وميضٌ من الضوء مُشِع.

تمزق المعبد من الداخل وقُسِمَت كامل الملكة بريطانيا إلى نصفين.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)