الفصل الأول: بسمة. — بعد _ المعركة.
(إعدادات القراءة)
- الجزء 1
مرحبا يا جماعة واسمعوني يا ناس، خلونا نسولف عن ثديَيْن عارمَيْن! [1]
«...»
«...»
كانت الغرفة ضِعف حجم فصل الاقتصاد المنزلي في المدرسة، لذا فهي كبيرة جدًا لتُسمى غرفة تغيير ملابس. وهناك، كانت الفتاة ذات الشعر الفضي الطويل المسماة إندِكس والفتاة ذات الشعر البني القصير المسماة ميساكا ميكوتو تُشكلان مثلثاتٍ صغيرة بأفواههما.
كانت أعينهما الحادة موجهة صَوْب جَبَلَيْن.
«أك، أك، كَ كَ كَ كَ كَ... م-ما كان عليّ حقًا أن أضغط على نفسي لأفعل هذا.»
شَوكُهو ميساكي.
كانت قوتها التدميرية أقوى من المعتاد حيث أنها لم ترتدي سوى سراويل داخلية كالفتاتان الناظرتان. تدلى شعرها الأشقر العسلي الطويل أمام منحنيات بشرتها الناعمة وسَرَت رعشةٌ أخّاذة على طول عمودها الفقري عندما لمس الهواء المُدفأ بالمدفأة جلدها العاري. أحاطتها عِدة خادمات ملكيات بريطانيات يقمن بكل ما في وسعهن لدعم جسدها. كان الأساس الذي عملن عليه على مستوى آخر تمامًا. كانت فتاةً مَليحَةً فِتنة تظل مُتمسِّكةً بجمالها حتى بعد هُطولِ أمطارٍ مُفاجئ، وكانت متباينة بارزة أمام هاتين الصغيرتين التي لا تَقدِرُ حتى جاذبية الأرض على سحب صدريهما!!
لذا بينما رفعت شَوكُهو (التي بدت مُمتلية ثقةً بالنفس في الوقت الحالي) يديها بلطف أمام الخادمات وتركتهن تأخذن قياساتها بشريطٍ قماشي، لم تتمكن الاثنتان اللتان لم تمتلكا سوى نحافتهما (واللتان كانتا ناقصتي ثقةً بالنفس في الوقت الحالي) سوى أن تلتفتا إليها بنظرةٍ غاضبة وبهديرٍ خفيض مثل الكلاب البرية الجائعة!!
«تلك كالقنابل.»
«لا، بل كثمرةٍ مُحَرَّمة.»
وضعت إندِكس يديها على وركيها النحيفين واحْمَرَّ وجهُ ميساكا ميكوتو وهي تُخبئ صدرها خلف ذراعيها وتنكمش على نفسها. كانت الآنسة مشغولة للغاية حتى أنها لم تدرك أن هذه الوضعية تبرز فقط جمال ظهرها النحيل.
على أي حال.
ربما انزلقت هذه الحقيقة المهمة منك مسبقًا فدعني أُذكِّر: لبسن فقط سراويل داخلية. ففهرس الكتب المحظورة [2]التي اِحْتَوى رأسها على 103,001 كتابًا سحريًا، وثالثة (#3) المستوى الخامس من المدينة الأكاديمية التي تقتدر مضاهاة سفينةً حربية، كانتا ترتديان قطعةً واحدة من الملابس فقط. ولا حتى حمّالات. كان وجودهما معًا محرجًا بزيادة لأن هذه الملابس الداخلية لم تكن لهما، كانت ملابس ورقية وردية رقيقة تشبه تلك المستخدمة في صالونات التجميل.
(صعبٌ عليّ الاسترخاء بدون شنطتي.)
الشيء الوحيد الذي شغل بالَ شَوكُهو كان الشيء الفضي اللامع التي تلعب فيه بإصبعها النحيل. الفضة كانت مطليةً عليه بدلاً من أن يكون معدنًا. كانت صفارة طوارئ رخيصة تجدها في أي مكان.
ولكن هل يعني ذلك أنها وجدت تلك الصفارة البلاستيكية أكثر أهمية من شنطتها المليئة بالريموتات التي تحتاجها للتحكم في قوتها ال #5 من المستوى 5؟
حاليًا كانت ساعتهم في شهر ديسمبر مساءً، لكن ولا واحدة منهن ارتجفت أو أصابتها بثور البرد في حين كن ترتدين سروايل داخلية ورقية رقيقة فقط. بدلاً من وجود مدفأة ميكانيكية تملأ برفق الفضاء الكبير، رأوا نارًا عتيقة الطراز داخل المدفأة لتمنح الدفء.
وسمعن صوت قطٍّ صغير يموء.
وحقيقةٌ مهمة تكمن في أن قط الكاليكو الذي انكمش أمام المدفأة كان له فعلاً خصيتان. ولكن أعذروه لنفس السبب الذي يُسمح للأولاد الصغار بدخول الحمامات العامة للنساء.
«أكره كيف أن اللبس بهذه الطريقة أكثر راحة من السابق حقًا.»
أطلقت ميكوتو موجات كهرومغناطيسية خافتة من جسدها مما منع القط الكاليكو من الاقتراب منها، أحزنها هذا قليلاً أثناء وقوفها هناك مرتدية فقط سروالًا داخليًا ورقيًا رقيقًا وتغطي صدرها بكلتا يديها.
«نعم، بسبب فتاةِ قطارٍ مُعَيّنة هاربة، علقتُ في برد ديسمبر بلا شيء سوى ملابس سباحة ومعطفٍ مطري.»
لكن الأمور كانت مختلفة قليلاً بالنسبة لشَوكُهو عن إندِكس وميكوتو.
لم يكن لها سوى شعرها الأشقر المتدلي للأمام ليغطي صدرها الوفير، لكن بطنها الناعم كان مغطى بمادة تشبه البولي يوريثين. عندما رفعت ذراعيها بلطف مع ثدييها العارمين تستريح على ذلك، دارت الخادمة الشرفية البريطانية خلفها وأدخلت شيئًا مثل مقبض على شكل T في ظهرها.
وغني عن القول أن الخادمة لم تُدِر النابض لتُغيضها.
«هيّا، ما رأيكِ أن أشد ذلك أكثر قليلاً؟ كيف تشعرين؟»
«أوه؟ براحةٍ أكثر في حوضي ☆ هذا رائع، رائع. استمري بعد وبعد و.... توقفي. توقفي هنا، هكذا تمام.»
«أمم، تمتمة تمتمة: (إذا شدَّيتها أكثر هنا، لربما يبدو حوضها أكثر إغراءً).»
«هذا ليس موضوعنا هنا! أمم، لحظة واحدة، أيعقل أنه ينقصكِ نوم-ريوكو لأنكِ كنتِ جزءًا من جيش القتال هنا؟ قلتُ توقفي ☆ هاغيغرغ!»
بدأت شَوكُهو ميساكي تصرخ وتقاوم حيث اشتدّت المادة المصنوعة من البولي يوريثين حول بطنها أكثر مما تحتمل، لذا قيدت الخادمات الأخريات ذراعيها وساقيها.
فتحت الفتاة ذات الشعر الفضي الفضاض عينيها واسعًا.
«مذهل، أعليّ حقًا النظر لهذا؟ عجوزٌ تتلوى وتُلوح يديها في كل مكان بينما تخفي دهون بطنها.»
«عجوز؟! أقلتِ عجوز؟!»
«كفاكِ عن ذلك أيتها الراهبة الصدوقة. المسألة ليست في سنها الحقيقي. ما يجعلها عجوز هو كيف أن الحديث عن عمرها يثير سخطها على الفور.»
«ما الذي تحاولين إثباته هنا يا ميساكا-سان؟! فكلتانا في نفس العمر، حتى وإن نسِيَ جسدُكِ النمو في أماكنَ مُعَيّنة!!»
تجاهلت ميكوتو صيحتها الحادة وقَبِلَت ما أتى. فتحت ذراعيها برفق عندما رأت الخادمة تقترب منها.
لم تستطع أن تنظر إلى الخادمة في عينيها.
كانت محرجة قليلاً حتى وإن كانت كلتاهما امرأتين.
حملت الخادمة البريطانية شريطَ قياس. لم تعد قياسات حجم الصدر خلال الفحوصات الصحية المدرسية موجودة بعد الآن، ولكنها الآن تحدث في بلدٍ آخر تمامًا. لم تظهر الخادمات المبتسمات أي رحمة.
حافظن على مسافةٍ مختلفة عن الناس من عالم توكيواداي الراقي.
غمضت عينيها عفويًا، لكن ذلك جعلها أكثر وعيًا بالحرارة في خديها. ربما كان هذا ذنب شيراي كوروكو.
مرَّ شريط القياس فجأة أمامها على ارتفاع الصدر.
دغدغ القماش الشبيه بالشريط جلدها. وكان للخادمة وجودٌ قويٌّ على الفتاة وعندها شامة تحت العين. انحنت لتضع نفسها على مستوى عيني ميكوتو ثم نظرت إلى الأرقام على شريط القياس.
«هيهي.»
«أضحكتِ للتو؟»
سألت ميكوتو ذلك بتعبيرٍ فارغ، لكن الخادمة الملكية كانت مُدَرَّبة جيّدًا. بحلول الوقت الذي قاومت فيه ميكوتو الحرارة الخافتة في خديها وفتحت عينيها، كانت الخادمة قد عادت إلى حالتها الطبيعية.
تحدثت شَوكُهو ميساكي بإحباط طفيف بعد مشاهدتها كل ذلك من الجانب.
«ياه ياه. أحزنتني خادمتك. لابد أن العملها هذا صار مملًا كثيرًا مع جسمٍ فقير يفتقر للمنحنيات كمثلك.»
«أتجرؤين على تكرارها؟»
«يا بنت، شوفي.»
رأت ميكوتو أن الخادمة لم تَقِسها أنزل قليلاً حول الضلوع. بمعنى آخر، لم تقِس تحت الصدر.
كان هذا تصريحًا واضحًا بالتسطح.
سجّلوها في الدفتر صفرًا وأنها غيرُ تهديد. انتقلت الحَلَقَة التي شكّلها شريط قياس الخادمة مباشرة إلى سُرّتها لتقيس خصرها.
«جديًا؟!»
«يبدو أن لديهم قوانينٌ شاملة.»
ارتجفت ميكوتو وفكّرت بجدية أن تُسقِطَ قبضتها على رأس الخادمة غير المحمية. لكن بدلاً من ذلك...
«شَوكُهو، أليس أفضل لكِ التنازل عن هذا؟ ما أعنيه، ذلك الشعر الغريب في قلعة إدنبرة ألقاكِ ثلاثة أمتار عمودية وسقطتِ على درجٍ من حجر. كيف حال خصرك؟»
«ك-كفاكِ سُخفاً. ستُقيم البلاد حفلة، لذا أرفض أن ألتف وحدي في بطانية سرير المستشفى وأعاني الألام مثل بعض البنات المسكينات اللاتي أُجبرن على تفويت رحلة المدرسة وتنتهي قِصَّتهُن على حافة الصورة التخرجية. علاوة على ذلك، على أحدٍ ما أن يقف تحت الأضواء. لذا عليكم يا جماعة أن تمتنوا للتي تلمع في مسرحها أكثر من غيره—كيااه!؟»
هجوم مفاجئ صَعَّد صوتها بمقدار نغمتين. وما أن فكَّت الخادمات حول الفتاة ذات الشعر الأشقر العسلي القفص الذي كان يثبت وجع حوضها فورًا ؛ ضغط وزنها الكامل بوضوح مصدر ألمها. انحنى ظهرها كما لو تعرضت لصدمةٍ كهربائية، وارتجفت يديها في الهواء، وامتلأت عيناها بالدموع، ورفرف فمها دون صوت.
«آه، أااهه، آخ، خاه...»
«لومي صدرك لهذا. أسميهِ عقوبة إلهية.»
وكذلك، يفترض أنها تتألم ولكن أنفاسها بدت مُثيرةً مُغرية بشكلٍ غريب. الطريقة التي تقوس بها ظهرها أبرزت صدرها الكبير إلى الخارج وظهرت حبات العرق الشبيهة بالجواهر على قفاها. لو كانت شخصية في لعبة قتال، لكسبت معجبين لأصواتها لتعرضها الضرب أو الهزيمة بدلاً من مهاراتها في اللعبة أو كيف تعطي الإثارة عند الفوز بها.
"إذا نظرتِ إلى –كح– قدرة وزني الإجمالي، فأنا متأكدة تمامًا أنها أقل من كُتلةٍ من العضلات الصلبة مثلك، يا ميساكا-سان."
"عفواً يا خادمة؟ أهذا هو المكان الذي أحتاج أن أضربها فيه؟ بركلتي التشيسّاا الدائرية؟؟؟" [3]
«لحظة يا بنت! لا تفركين خصري!! و- ولا تقيديني هكذا!! إييك، إذا أصرّيتي على معاقبتي، فسأعطيكِ رأسي أو حتى مؤخرتي!! أيُّ مكان إلا هذا!!»
كانت شَوكُهو ميساكي حقًا تبكي حتى تشثبت بالفتاة الأخرى وتوسلت إليها. وهنت ركبتيها وارتعشت ساقيها كظبيٍّ رأى مفترس، لذا يبدو أنها وصلت حدودها هذه المرة. كل هذه الرجفة أيضًا تسببت في هزّات هنا وهناك، ولكني سأترك تفاصيلها لك أيها القارئ! وصل بها الحال لهذا عندما تركت شنطتها ذات العلامة التجارية المليئة بالريموتات في زاوية الغرفة. قد تكون واحدة من أقوى فتيات توكيواداي وملكة أكبر زمرة، ولكنها لا تزال فتاةً في الإعدادية عندما تكون بلا قوى.
ومع ذلك.
لماذا لم ترتدي أولئك الفتيات سوى سراويل ورقية بينما كانت الخادمات تلف شرائط قياس حول بشرتهم الناعمة ليأخذن معلومات شخصية مفصلة جدًا؟
«آنسة شَوكُهو. أظنه سيُناسبك أن تأخذي قميصًا داخليًا للخصر يمتد حتى يغطي الصدر والوركين، إضافةً لتنورة طويلة، مع تضمين شقوق وما شابهها لتُجَمِّله.»
«أفهم مقصدك... ولكن ألن يبدو ذلك شبيهًا بلبس الفتاة الأرنبية التفصال؟ لماذا يُصِرُّ الناس على أن أرتدي مثل هكذا لباس؟» مشّطت شَوكُهو ميساكي شعرها الطويل للوراء بيدها. «لكن طيّب، لا بأس بذلك.»
«سيبدو مبهرجًا بدايةً، ولكنه سيغطي تقريبًا كامل جسمك عدا كتفيك، لذا لن يكون أكثر إظهارًا من ملابس السباحة ذات القطعة الواحدة. هذا مهم خصوصًا في حالتك نظرًا لأننا نريد الحفاظ على عدم ظهور دعائم خصرك بشكلٍ واضح للغاية. سيبدو كاشفًا في حين أنه في الواقع مُغلق. بعبارة أخرى، سنعوض ما يخفيه المشد حول خصرك بزيادة ظهور شق صدركِ وقدميكِ.»
«أقولك شيء؟ طيّب. الإغراء دون الكشف هو قدرة طبيعية للباس فتيات المدرسة الإعدادية. فأيُّ لَوْنٍ سيكون؟»
«اختاري ما ترغبين من بين 96 خيارًا.»
«إذن دعي اللون الأساسي يكون أصفر. ليكن لونًا زاهيًا مرغوبًا. وسأدعك تختارين لون اللمسة النهائية.»
هذا الحوار أوضح أنها قيست على نوعٍ مُعَيّنٍ من اللباس.
تحديدًا، لفستان حفلة.
وكان يجب أن يكون مناسبًا لحفل رسمي.
«لا أستطيع أن أسعد أكثر لتعييني خدمتك يا آنسة شَوكُهو. لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بأن العمل يستحق كل هذا الجهد.»
«أوه، عزيزتي. آمل ألا تقول ذلك للجميع.»
وشَوكُهو لم تكن الوحيدة.
عندما لمحت جانبًا...
«لهاث، لهاث، م-ما عليك. لا تقلقي أبدًا. يمكنك الفوز في هذا. أعلم أنكِ تشعرين بالغربة بعيدًا عن وطنك، ولكن اسمحي لهذه الأونيه-سان بأن تتولى كل شيء هذه الليلة... نعم، أنتِ في الرابعة عشرة، فمن يُحب كل هذه الدهون الزائدة؟! لهاث، نعم، لستِ في الثالثة عشرة أو الخامسة عشرة؛ أنتِ في الرابعة عشرة! هذا حدث يستمر سنة واحدة فقط في العمر... ففي الآخر رومانسية هذه الفساتين تعطي طابع سندريلا، وشعور تمددها وإطالتها هو ما يعطيها رونقًا خاصًا جميلا! سأصنعُكِ حسناء الحفلة حتى تَسْتَعِدّي لقضاء ليلةٍ مثيرة حماسية!!»
«لحظظظة، هذه الخادمة تُخوِّفني! أشعر بقشعريرةٍ قوية تمر بظهري لسببٍ مختلف عن كوروكو! إنني مُتيقنة تمامًا أن كوننا فتاتين لن يوقفها!!»
«ياه ياه. يبدو أن نظرة الأميرة الخيالية ستليق بكِ أفضل يا آنسة إندِكس. هيهيهي. نعم، تمامًا كهذه. تنورة كبيرة تعطيك شكل قبة بتنانير عديدة داخلها. هيهي. لا نريد شيئًا جنسيًا هنا. دعينا نقضي على تلك الحرارة الجسدية الدافئة ونلبسك لباس دميةٍ بلا حياة.»
«لدي بعض المشاكل مع ذلك، وما زال لي الحق في الرفض، كما آمل. أنت لا تنظرين إليّ وكأنني دمية فرنسية أليس كذلك؟»
على أقل تقدير.
استنادًا إلى هذه المحادثات، فإن أولئك الخدم لم تقمن فقط بإعطاء الفتيات درجاتٍ مثالية من باب الاطراء. من المحتمل جدًا أنهن تحدثن بعناية بين أنفسهن واخترن الفتيات التي تتناسب مع أذواقهن الشخصية.
(بقول ذلك...)
عَلِمَت شَوكُهو ميساكي أنه لا يمكن القيام بأي شيء بشأن ذلك. كانت هي وميساكا ميكوتو تتجولان في المملكة المتحدة في ديسمبر وهما ترتديان مزيجًا سخيفًا من ملابس السباحة والمعطف المطري، وكانت الراهبة ذات الشعر الفضي الطويل في زيٍّ غريب مربوط بدبابيس الأمان. لن تقدر عادةً من حضور حفلة كهذه. في الواقع، لن يحق لعا الشكوى ما إذا أوقوفهم الشرطة ليسألوا. وكان لمضيفو هذه الحفلة التي فرضوا قواعد لبسها كَرَمٌ ليعطونهن مجموعةً كاملة من الملابس.
لذا لماذا لم يظهر أحد آخر مثل هذه الضيافة؟ لا يمكن أن يكون السبب أكثر وضوحًا.
وضعت شَوكُهو ميساكي يدًا على جانب سروالها الداخلي الورقية على وركها، وتركزت على سرتها الملفوفة بالبولي يوريثين، وفحصت بعناية إحساسها بوركها. تبسمت بصمتٍ ثم طرحت سؤالًا.
«هل ستجهز الفساتين في وقتها حقًا وأنتم أخذتم قياساتنا للتو؟ من صنع النموذج إلى الانتهاء، يستغرق الأمر عادة حوالي شهرين.»
«لا تحاتين يا آنسة.» قالت الخادمة الشرفية التي تخدم العائلة المالكة البريطانية بابتسامة مثالية. «فنحن لسنا بالعاديين.»
لم تستخدم حتى نموذجًا.
وبصوت شبيه بفخٍ مُحملٍ بنابض ينفجر، أُطلِقَت ثمانية أذرعٍ من ظهر الخادمة الشرفية، معظمها من الجانب الأيمن. كانت تحتوي على عدة مفاصل متورمة وبدت أقرب لأرجل العنكبوت من الأذرع البشرية.
«هياه!»
«لا تخافي. قد تبدو مخيفة مع الإبر وألواح الخيط، لكن الآراخني 8 لا يمكنها أذيتك.»
طوّقت الفتاة الشقراء العسلية يديها أمام صدرها العارم كقطةٍ ثنائية الأرجل بينما كانت الخادمة الشرفية تستعرض القياسات المدرجة على ملفها. ...حقيقة أنها لم تقل أنها لا تعرف كيفية القاتل على الأرجح كان بسبب كبريائها خادمةً بريطانيةً رسمية تهتم بحماية الملكيين. كان الجهاز الخشبي مُزَوَّدًا بعدة طبقات من الطلاء والورنيش الذي أعطاه لمعانًا مختلفًا تمامًا عن الذي في A.A.A. ميساكا ميكوتو. كان نسيجه مشابهًا للبيانو الذي صار كيانًا حارسًا لغرفة الموسيقى المدرسية.
«هذا العنصر الروحاني يُستخدم عادة لإصلاح الدروع والأزياء التالفة في الخطوط الأمامية حتى لا يتعذر الفرسان والرهبان المحاربين ويصرّون على ألا يعودوا إلى ساحة المعركة بدون معداتهم♪»
وما تزال تبتسم.
كانت حركاتها مختلفة قليلاً عن آلات الخياطة في فصل الأعمال اليدوية المنزلية.
بدلاً من خياطة قطع مختلفة من القماش معًا لمنحها شكل النموذج، انصنعت كل قطعة من القماش حسب الطلب من الخيوط الأصلية. بنات الإعدادية هذه الأيام –حتى لمن تشبه شَوكُهو ميساكي– لا تملكن في الغالب فرصةً ليروا شيئاً قديم الطراز مثل "النول" أثناء العمل.
تحركت الأرجل الثمانية سريعًا حولها، وكان مدهشًا ألا تتشابك أيّ منها. في كل مرة تتقاطع فيها الخيوط الحريرية الرقيقة تقريبًا عموديًا وأفقيًا في الهواء، يصير النسيج أكثر سمكًا ولكن يكتسب لونًا مثل الزجاج أو الجليد. لم تستغرق وقتًا طويلاً على الإطلاق. ما كانت مثل النحت أو الرسم حيث يُصَنّع المخطط العام أولاً ثم تُملى التفاصيل. تضمنة كل تفصيلةٍ وزُخرفة من طرفٍ لطرف، ولكن العملية كانت مختلفة عن آلة النسخ أو الطابعة ثلاثية الأبعاد. ربما تراها نتيجةً إذا صَغَّرت الصوف المُحَيَك إلى حجمٍ مجهري. حركاتها الفريدة أنتجت بدقة الصورة كما وصفتها الخادمة.
إحراج البنات الثلاث قد ابتعد بفعل الأجواء الغرائبية.
ولأنها ما وجدت شيئًا تفعله، بدأت أطراف أصابعها تتسلل إلى فقرات ظهرها. نعم، بغض النظر عن كلام أي شخص، كانت تلك الفتاة الشقراء العسلية ترتدي فقط سروالًا ورقيًا في تلك اللحظة.
ومع ذلك...
«انتهينا!»
رفرف زوج من السراويل الصفراء الفاتحة في الهواء.
ما كان فيها سوى الجوانب المربوطة بخيوط كما لم تكفي الكمية الإجمالية للقماش إلى حدٍّ ما، كما اِحتَوَت كذلك على دانتيل شفاف في بعض الأماكن. تطلب ارتداء مثل هذا السروال الداخلي نوعًا معينًا من الناس.
حملتها شَوكُهو ميساكي بالكاد عند مستوى صدرها ومدَّتها بيديها واسعًا.
وإن وصفنا شكل ظهرها بحرفٍ من الأبجدية فسيكون: T.
وقد يكون أدقًا أن يُوصَفُ ب : Y.
«...»
«أوه، ألم تُعجبكِ؟ ظننت أنه من الأفضل أن أريكِ ما اقتدر عليه بشيء صغير قبل أصنع فستانًا كاملًا.»
فَهِمَت ذلك.
حقًا فَهِمَت. كان منطقيًا، لكنها كانت أول مرة بصفتها آنسة شابة مثالية. لم تتحدث من قبل مع الشخص الذي صنع سراويلها الداخلية ثم اضطرت إلى ارتدائها.
تمتمت بصوتٍ خفيضٍ مُتردِّد في ماذا تقول ولم تستطع النظر في عيني الخادمة وتمَلْمَلَت وبيدها سروالٌ داخليٌّ جديد. ...كانت مهارة الخادمة حقيقية. بدا القماش رقيقًا قليلًا لذوقها، لكنه كان حُلْوًا وخفيف. لم تشعر بعلامة مطاط أو أسلاك، لكنها وجدتها مصنوعة لتتمدد وتتقلص سهلًا بشكلٍ غريب.
أخذت الخادمة الشرفية عدم اعتراضها قبولًا وبدأت تُحَرِّكُ أرجلها الثمانية على ظهرها لتُنشئ العناصر التالية. طارت القفازات والإكسسوارات عبر الهواء. كان ذلك شبيهًا إلى حد كبير بنسخة أسرع وأكثر تفصيلًا وتعقيدًا من تحييك الكنزة يدويًا، لكن الشك ملأ عيني شَوكُهو وهي تراقب العنصر الحريري التالي وهو يُنتج من البداية إلى النهاية.
«أمم، أهذا هو الفستان نفسه؟»
«نعم، ماذا عنه؟»
«حسنًا، لقد صنعت لي سراويلًا داخليًا وقفازات، ولكن ماذا عن الحمّالات؟»
«إيه؟»
«إيه؟»
انتهى حديثهما بارتباك.
على الرغم من جميع الإكسسوارات الأخرى، بقى صدرها الكبير وحيدًا.
يبدو أنه سيتعين على شَوكُهو ميساكي قضاء الليلة دون حمّالة. وسيُجَهِّزونها بفستانٍ ملعونٍ لا يُزال –– أو بالأحرى، قد تُفضَحُ فضحًا لو أزالته.
أثناء ذلك.
لم تكن شَوكُهو الوحيدة. تجمعت الخادمات حول ميكوتو وإندِكس اللتين كانتا ترتديان أيضًا سراويل ورقية تبدو وكأنها ستتمزق بأقل شدّة. صنعت الخادمات فساتينهما مباشرة أيضًا ولكن بمعداتٍ مختلفة عن ذلك الشيء المُسمى آراخني 8.
«أعتقد أن استخدام فالكيري سوان 3 لإنتاج جسمٍ بديع زجاجي التصنيع سيكون مثاليًا الليلة. من الحسن أن نظهر الحب الحقيقي لمنحنياتك! ولكن ليس كتلك الكتل الفاحشة من الدهون؛ أتحدث عن منحنيات متواضعة ولطيفة!! نعم، لنتأكد من أن حواف ضلوعك تظهر! وبهذه الطريقة يُمكن لأي أحدٍ يفهم قيمة المليمتر الاستمتاع بالجمال الحقيقي الذي أنتِ عليه يا فتاة!!»
«أضلاعي! أيُّ مجنونةٍ أعمَلُ معها هنا؟!»
«أوه يا عزيزتي. من فضلكِ لا تلمسي بَكْرَات هابتروت 2.»
«تفعلينها هكذا. لا لا، تقومين بصيانته خطأً. لا تلمسيه بأطراف أصابعك، فتلك الجنية الحدودية الاسكتلندية تستخدم شفتيها لتغزلها، وإن كان مقززًا بعض الشيء.»
حَسَّت شَوكُهو بحرارة تتصاعد في رقبتها لأن رؤيتها تُغَيِّرُ ملبسها كان مُحرجًا بطريقةٍ مختلفة عن ِمجرد رؤية بشرتها. ولكن ما وَجَدَت ستارة أو فواصل هنا، لذا كان عليها أن توصد عينيها وتتجاهل الواقع من حولها. لبست كل قطعةٍ صُنِعَت لها تفصالًا. كان هذا مختلفًا عن الفستان العادي. للتكرار، لم تُسْتَخدم مادة المطاط أو الأسلاك، ولكن الملابس بأكملها احتضنت جسدها ككائنٍ حي ما أن لبستها.
(إنها أشبه بملابس السباحة، أو... مذهل، حقًا تشبه كثيرًا كوسبلاي فتاة الأرنب).
ببطء، دَوَّرت جسدها لتتحقق بقلق من مؤخرتها دون إلحاق أذى بوركيها.
بدا أن النسيج الصلب يرتفع جزئيًا عن ظهرها. من المحتمل أن يكون ذلك لتغطية القميص الطبي، لكن الوركين كانت أعلى قليلاً مما هي عليه في كوسبلاي فتاة أرنبية احترافي (؟).
ربما خُصِّصَت جوانب ملابسها الداخلية على شكل حرف T تقريبًا بحيث تُلبس تحت الفستان الشبيه بثوب الرقص.
(هذا مصنوع فقط من الحرير، أليس كذلك؟ أنا منبهرة من حقيقة أنهم صنعوها صلبة مثل مادة المينا دون أي نموذج أو أسلاك).
كان صلبًا غريب ولامعًا بشكلٍ عجيب ليكون حريرًا، لكن ذلك كان بسبب الاستخدام المفرط للأصباغ. قد يكون من الأسهل التفكير فيه كقماش عادي بعد أن استوعب الغراء.
(في هذه النقطة، بدا هذا الشيء أكثر فأكثر كبدلةٍ طبية آلية يستخدمها الممرضون.)
خَزَّنت الخادمة الشرفية المسؤولة عن نسج فستانها الأرجل الثمانية داخل زيها، ووضعت يدها على فمها، وتحدثت بدهشة.
«أوه، يا لها من طريقةٍ غريبة تفعلينها. تلفين منشفةً كبيرة حول خواصرك قبل أن تُغَيّري ملابسك الداخلية؟»
«هذا أكثر راحة لي حتى وإن كنا جميعًا نساء. لا تستهيني بقدرات الدفاع المتقدمة التي وضعتها الثقافة المدرسية اليابانية للتعامل مع دروس السباحة.»
لم تألف إندِكس بهذه الثقافة، ولذا أزالت سروالها الداخلي الورقي ووضعت ملابسها الحريرية كالمعتاد. وقفت مكانها ورفعت رجلها اليمنى ثم اليسرى لتضعها الواحدة تلو الأخرى. ابتغت شَوكُهو أن تغطي وجهها بيديها لرؤيتها ذلك وحسَّت بالذنب بطريقةٍ غريبة إذ أنها طالعت قليلًا وهي تدّعي تغطية عينيها.
أثناء ذلك.
الفتاة الجذابة وضعت يديها خلف ظهرها لتربط شعرها الأشقر الطويل. كان كمثل إنشاء طبقتين من شعرها ثم تسمح له بالتدفق لأسفل. وقد أعطوها إكسسوارًا صغيرًا يشبه التاج ليُثبِّت شعرها في مكانه. كان يُثبت بشريط بدلاً من أن يجلس على رأسها، لذا كان أشبه بالقبعات الصغيرة في موضة اللوليتا الغوثية.
كانت شَوكُهو ميساكي ترتدي فستان كوكتيل أصفر لامع مستمد من زي فتاة الأرنب الصلب يكشف عن كتفيها وفيه فتحات كبيرة في التنورة للتركيز على خصريها وتاجًا مزيفًا فوق رأسها.
وكانت ميساكا ميكوتو ترتدي فستانًا داخليًا (لانجري) أزرق داكن بتنورةٍ قصيرة بها أجزاء شفافة متموجة في السرة والجوانب ومناطق أخرى وبطرحةٍ شفافة فوق رأسها.
وكانت إندِكس ترتدي فستانًا أبيض لأميرات القصص الخرافية مع خطوط بنفسجية مُحْمَرَّة وتنورة طويلة تنتفخ بلطف من الداخل مع تسريحة الكعكتين.
«نعم، سيكفي ذلك على ما أظن.»
« « لابد أن يكون هناك حدٌّ أقصى تَصِلُ إليه حَسْبَ عُمْرِها! » »
بدت الملكة الواثقة كفتاةٍ أرنبية مُلونة بلون نبيذٍ مُصْفَرٍّ فوّار مع تنورة طويلة مضافة. سقط صفارتها الرخيصة على صدرها العارم وتخزّن هاتفها داخل زينة الأزهار على جانب خصرها. وكانت إندِكس التي صفَّفت شعرها الفضي الطويل في كعكتين على جانبي رأسها، وميساكا ميكوتو التي وضعت طرحةً رقيقة شفافة على رأسها، شعرتا برغبةٍ في الاحتجاج.
بدا كل هذا بسيطًا كافيًا، لكن هناك معنىً خفيٌ حاسم في كل ذلك.
نعم.
خادمات الملكيون لم تكتمن وجود السِّحر عن فتيات المدينة الأكاديمية.
بالطبع، لم يكن واضحًا ما إذا كانت ميكوتو وشَوكُهو حقًا تفهمان العملية برُمَّتِها التي تبدأ بتصقيل القوى السحرية من حياة المرء.
ممتلكاتهم الشخصية (بعضها ترتَّب بطريقة طفولية عبر الأرض من قبل راهبة معينة) كانت مؤقتًا تحت رعاية الخادمات. المشكلة كانت في كيفية تضمين A.A.A. الكبير لميكوتو.
وضعت الفتاة الكهربائية الشهيرة ميساكا ميكوتو يدها على خصرها واحمرّت لكمية شفافية ملابسها. قال تعبيرها أنها تريد التعود علها في أسرع وقتٍ ممكن.
«بصراحة، ما يُفترض بنا أن نفعل في هذا الأمر؟ أظننا سنبرز كثيرًا كثير بلباسٍ كهذا.»
«ميساكا-سان ☆»
«إيكك؟!»
تشنّج ظهر فتاة الإلكترونات للأعلى لأن ملكة النحل مرّرت إصبعها السبابة على عمود ظهرها. وبما أن معظم ظهرها مكشوف، وصل التحفيز مباشرة إلى بشرتها.
«غرضُكِ أكبر من شنطتي، لذا عليك التحقق منه في غرفة المعاطف. إذا حاولتي دخول الحفلة بتلك الكتلة من العنيفة-ريوكو، فلعلَّ رجال الأمن ذوي البدلات السوداء يربطوكِ. فبعد كل شيء، إنجلترا هي موطن الرجال ذوي البدلات الرسمية.»
«هل يمكنني أن أجعلها تتخذ شكلًا أقل تهديدًا؟ همم، قد أحاول ذلك. واحد، اثنان، ثلاثة... وُوه، فعلًا تحولت!!»
يبدو أن المعدات الغامضة لم ترغب في ترك سيدتها وأن تقف على حافة الصورة التخرجية حيث أنها أعطت استجابة على عجل. مع صوت نقرات صلبة وانقباضات للتجمع مثل لغزٍ ثلاثي الأبعاد، تحولت الآلة إلى صندوقٍ ضيق طويل الشكل لونُهُ قريب الأسود ومدعومٌ بعجلاتٍ صغيرة. كان له عجلات عديدة كمثل شاحنة مدرعة، ولكن شكله العام كان أقرب شبهًا بعربة ترام أو سيارة شرطة مُصَغّرة.
ارتفاعه وسُمْكُهُ جعل من الجلوس عليه أشبه بالجلوس على حافة مقعد، ومع ذلك لا يزال مقعدًا.
حاولت شَوكُهو ميساكي القعود بمؤخرتها عليه.
بدا أن صوت التمدد الطفيف قد جاء من فستانها اللامع.
جلست فتاة العسل الشقراء وهي تُواجهه، فعلت ذلك كما لو كان مقعدًا طويلًا. ركلت قدميها دون أن تقلق بشقوق تنورتها، وكان لها نظرة سرورة لشخص غطس حتى أكتافه في ينبوعٍ حار.
«هآخخ، هذا أفضل بكثير. مثل هذا الدعم لرائع وخصري يوجعني.»
«أرفضها يا A.A.A.!! لا تدعها تخضعك بمؤخرتها!!»
ربما كانت هذه مشكلة ناتجة عن استخدام الجهاز معًا بشكلٍ متكرر. ميساكا ميكوتو هي المستخدم المسجل رسميًا، لكن شَوكُهو ميساكي قد تصير مستخدمًا ضيفًا يمكنها مشاركة نفس الخدمات.
وبأيِّ حال، كان لهما نقطة حفظ متنقلة الآن.
وقفت شَوكُهو ميساكي بحرص ووضعت قدميها على الأرض مرة أخرى.
«حسنًا، لبسنا الفساتين، لكن ماذا نفعل الآن؟ القعود في غرفة الملابس سيكون مملًا، وربما لم تبدأ الحفلة في الطابق الرئيسي بعد.»
«يمكنكن التجول في القلعة إن أردتن، أو أن تستمتعن في غرفة الألعاب.»
بدهشةٍ كانت ميكوتو هي التي قفزت على اقتراح الخادمة الشرفية.
كانت تحمل عُملة أركيد سرًّا طوال الوقت، لذا قد تكون مهتمة بالألعاب التناظرية وليس فقط الرقمية (حيث أنها دائمًا ما تغش فيها بقدراتها الكهربائية).
«تقصدين مثل لعبة السهام والبلياردو؟»
«لماذا تتحدثين عن لعبة تتطلب الانحناء لتسعين درجة أمام فتاةٍ جرحت خصرها؟»
«أو يمكنكن اتباع عاداتنا وتقضين الوقت في التمتع بفنجانٍ من الشاي،» أضافت الخادمة.
عندما تعلق الأمر بالطعام والشراب، كان واضحًا من سترد.
ولكن على الرغم من ذلك، بدت إندِكس ذات الشعر الفضية حذرة.
«سيغضب توما إذا تناولتم الوجبات الخفيفة قبل العشاء!»
«كفى كفى يا آنسة إندِكس. لديك ذاكرة مثالية ولكن هل نسيتي عادات الإنجليز بعد قضاءك وقتًا كثير في الشرق الأقصى؟ وقتُ شرب الشاي مختلفٌ تمامًا ☆»
لم تحمل شَوكُهو وميكوتو نية للتفريط في الطعام الموجود في قاعة الحفل، لذا ما خالف أن تأكلا القليل. قادتهن خادمة الشرف خارج غرفة الملابس.
ثم بدأت الأجواء تتغير.
«اخ.»
انحنت ميكوتو متأخرًا وأخفت صدرها وراء يديها. كانت في الخارج وكان فستانها اللانجري يظهر سرتها مثل الملابس الداخلية الدانتيلية. بالطبع لم تختر هذا لنفسها. حتى أن أدنى نسيم دغدغ بشرتها البيضاء كاللبن، مثيرًا لحرجها. استشعرت الرائحة الحلوة المُتصاعدة من رقبتها المحمومة تحت شعرها المربوط، لكن التركيز على ذلك لن يُغير شيئًا.
ميساكا ميكوتو عاشت حياةً راقية بنفسها، لذا ليس وكأنها لم تذهب إلى حفلٍ رسمي من قبل.
لكن الأمور كانت مختلفة قليلاً هذه المرة.
«مم؟»
«لما تنكمشين لتظهري ظهرك هكذا يا ميساكا-سۤاااان؟»
الأميرة الخيالية والأرنبة المجنونة بدا على محياهما الإرتباك من ردّة فعلها. ولابد أن المشاعر بينهن اختلفت تمامًا داخل قلوبهن.
و.
اتضح أن تلك الفتيات (وجسم بحجم المقعد شبيه بعربة ترام أو سيارة شرطة) لم يكونوا الوحيدين الذين لم يملكوا عملًا ليفعلوه.
أثناء سَيْرهن في الردهة المفروشة بالسجاد، صادفوا شخصًا شاردًا في منطقة الاستراحة.
«آغ...»
«؟»
اِحْمَرَّ وجه ميكوتو بالكامل.
الحرارة انتشرت مرورًا من خديها لتصل إلى رقبتها وحتى ظهرها العاري.
عيناها اتسعت ورفضت الانكماش مرة أخرى.
كانت ميكوتو ترتدي لباسًا لاصقًا داخليًا فوق جذعها النحيف مع تنورةٍ فوقها. أبدت إندِكس استغرابًا لردّة فعلها، ولكنها بالطبع ستغطي وجهها وتحْمَرُّ خجلًا لو رأت صبيًا تعرفه بلباسها هذا.
نعم.
لقد رأت صبيًا من المدرسة الثانوية ذو شعرٍ أشْوَك.
«لماذا...أنت...لكن...»
«؟؟؟ ما بكِ يا بيري بيري؟»
«أواواواوا!!»
«وااهه! مو وقت صعقات الفولتات العالية يا بنت!!»
وسرعان ما رفع الصبي الأكبر يده اليمنى ليمحي وميض الضوء الأبيض المُزرق التي انطلقت من غِرتها بلا تحكم.
أثناء ذلك، ثنت ميكوتو جسدها وربَّعت ذراعيها أمام صدرها المسطح. كانت مركزة تمامًا على الدفاع، ولكنها كانت مرتبكة جدًا لتدرك أن الخطوط المنحنية لظهرها كانت مرئية تمامًا.
«هل أنت بخير يا كاميجو-ساااان؟ آسفة على بَربريّتها.»
«ط-طبعًا…»
لاحظن بعد ذلك أن كاميجو توما كان يحمل هاتفًا في يده الأخرى.
وتدلى كابل أسفله.
لابد أنه كان يعبث بهاتفه وحاول شحنه بعد أن أدرك أن البطارية منخفضة واكتشف أن القابس كان شكلًا مختلفًا. كما الحال دائمًا، كان الصبي ملحوقًا بالنحس كعادته. وحتى لو قام بتوصيله دون التفكير في التيار والفولت، فإن الجهاز "المصنوع في اليابان" سيحترق في الغالب.
وكان هناك شيء مختلف فيه أيضًا.
لم يكن الصبي كاميجو توما يرتدي الهودي أو زيّه المدرسي المعتاد.
ارتدى بدلاً من ذلك بدلةً سوداء توكسيدو وربطة عنق أسكوت كما في الأفلام.
«توما، تبدو بمظهر رائع!»
«نعم، نعم. ولبسُكِ هذا جميلٌ أيضًا. ولا أستطيع رؤية حذائك حتى. لابد أن للفساتين عملًا أكثر من البدل.»
«هيّا، ميساكا-ساااان. لِكَمْ من الوقت ستظلين منكمشةً هكذا؟»
«خ...»
كانت ترتجف.
كانت ميكوتو تحْمَرّ وتبدو على بُعد خطوة صغيرة واحدة من البكاء، لكنها وقفت ببطء مرة أخرى. أرخت ذراعيها المُرَبِّعة أمام صدرها أثناء فعل ذلك. وحركتها إلى الوراء لتعرض أخيرًا كامل فستانها اللانجري الذي كانت ترتديه.
«واه» قال كاميجو توما بنبرةٍ فيها تفاجئٌ وانبهار.
«هل لك أن تخبرني بأي مشاعر يفترض أن تُعَبِّر؟ أجب خطأً وسأفجرك!!»
هي لم تستطع سوى الصراخ بيأسٍ في هذه النقطة.
كان لا يزال شعورًا غريبًا بالنسبة لها أن تستخدمنها تلك الخادمات المجنونات كدمية تلبيس.
ولكن في نفس الوقت.
عندما فكرت في الأمر بشكلٍ عقلاني، هل سبق لها أن اتخذت خطوة كبيرة كهذه؟
(إيه؟ أه... إنه قريب جدًا! وأنا بهذا اللبس!!)
كانت ميكوتو مصدومة وتجمدت كقطةٍ مُترددة لا تقدر الحراك. في الوقت نفسه، تحدثت إندِكس وهي تصدر أصوات خطوات توحي بأنها ترتدي حذاءًا مُسطحًا.
«سيُقدمون لنا الشاي. فما رأيك أن تأتي يا توما؟»
«اسمعي يا إندِكس. عندما يعطيني أحدٌ ما شيئًا مجانًا، سأقبله. أن تكون فقيرًا لهو معاناة. ما زلت أخجل من عجزي على شراء تلك الحاويات البلاستيكية في المركز التجاري خلال النهار.»
أيضًا، قط الكاليكو المخطط أطلق مواءً حلوًا حينما فرك رأسه الصغير على كاحل فتاة، لكنَّ خامسة (#5) المدينة الأكاديمية لم تتحرك.
كانت الفتاة الشقراء العسلية تتألق في الأضواء منذ قليل، لكنها الآن باتت تتصرف أكثر كقطةٍ خجولة. لابد أنها انكمشت قليلاً إذ وصل صوت تمدد فستانها اللامع من وسطها. لم تستطع أن تتحرك وحدها هنا. جزء منه كان خوفها. كانت تعلم أنه لا يمكن القيام بأي شيء بخصوص ذلك، ولكنه لا يزال يُرعبها أن تواجه واقع أنها لن تتمكن أبدًا من البقاء في ذكريات فتى مُعَيّن ذو شعر شائك.
ولكن حدث الأمر.
توجه صبي ذو شعرٍ أشْوَكٍ نحوها.
حدث دون سابق إنذار وصدم تلك الفتاة العقلانية.
ابتسم كاميجو توما وتحدث إليها.
«لما تقفين وحدك؟ هيّا مشينا يا شَوكُهو.»
حملت شَوكُهو ميساكي يديها أمام صدرها الكبير وتحدثت بعينين بَلِلَتَيْن.
«...نعم.»
«بهالسهولة؟؟!! أحدث شيءٌ بينكما؟»
«...................................................................................تنهد.»
«لحظة، لحظة، ما بال صمت العذراء هذا؟ توقعت منكِ أن تنكري ذلك. لا تخبريني أن شيئًا ما حدث حقًا!»
توتّرت ميكوتو، لكن شَوكُهو لم تعتزم أن تشرح كل شيء هنا.
من المحتمل جدًا أن الصبي ذو الشعر الأشوك لم يتذكر حتى ذلك.
قد ناداها كما يفعل مع أي أحدٍ آخر.
ولكنه لم يدري كم تطلّبت من معجزاتٍ حتى يفعلها.
ولكن حتى هذا سيُفقَد.
عَلِمَت هذا.
ومع ذلك...
عضت شفتيها لتكبح شيئًا.
(صحيح.)
لم تحمل سببًا لتتردد.
وحتى أمكنها تجاهل المسألة.
أخذت شَوكُهو ميساكي خُطوة كبيرة إلى الأمام.
لم تَحْتَج إلى ريموتات شنطتها ذات العلامة التجارية. كانت افضل حالًا بدون قواها في هذه اللحظة.
طالما معها ذكرياتها وصفارة وعدها في صدرها.
(اليوم يوم احتفالنا بالنصر، لذا من المؤكد أن هناك مُعجزة-ريوكو تعمل على الأقل!)
- الجزء 2
لنرجع قليلاً في الزمن.
الآن، ما كان كاميجو توما يفعل أثناء انتظاره وحيدًا؟
كان قصر وندسور على ضفاف نهر التمز في أطراف لندن.
لم يكن موقعًا سياحيًا مثل قصر أوساكا أو قصر فرساي الذي هُجِرَ منذ أمدٍ طويل. جزء منه كان مفتوحًا كمتحف وأرشيف، لكن العائلة الملكية البريطانية لا تزال تستخدمه مسكنًا، مما جعله قلعة ملكية حقيقية.
كان الهيكل العام للقصر برجًا دائريًا في الفناء المركزي مع هياكل حجرية زاويّة تشبه الجوانب الثلاثة لمربع على كل جانب. ومعًا، شكَّلت إطارًا مستطيلًا كبيرًا، ولكن لم تكن هناك جدران تحيط بالأراضي ككل. هذا الهيكل نفسه كان القلعة.
كانت كنيسة القديس جورج موجودة في طرف واحد وكانت الشقق الرسمية لاستقبال الزوار وعقد المؤتمرات الصحفية في الطرف الآخر.
على عكس القلعة الهرمية التي توجد في مركز مدينة ملاهي عالمية مشهورة، كانت القلاع البريطانية عمومًا واسعة. على عكس اليابان، دخلت البنادق والمدافع إلى الحروب الغربية مبكرًا نسبيًا، فكل دولةٍ وحقبة وَجَدَت طرقًا مختلفة لتتعامل مع القذائف التي تطير في قوسين متعرجين. استخدم البعض الارتفاع واستخدم آخرون العرض. كانت القلاع في المناطق المسطحة لتخلق مسافةً أفقية أكبر وكانت القلاع في الجبال أو على الصخور ليستخدمون الارتفاع الذي كانوا يمتلكونه أصلاً.
كان هذا تجمعًا غير رسمي، لكن كاميجو حاول قدر ما يستطيع أن يقلد من حوله ويلبس لباسًا رسميًا. وجد نفسه في الجانب الذي يحتوي على الشقق الرسمية. وهذا يعني المنطقة السكنية التي كانت محظورة من الجانب السياحي. على عكس القلاع اليابانية التي تم بناؤها على قمة الجدران الحجرية، كان الفناء هنا محاطًا من ثلاث جهات بجدران حجرية عملاقة. وربما شبّهها بمبنى مدرسي مرتبط بتصميمٍ معقد.
كان الشتاء، لذا غربت الشمس أبكر.
«عادةً ما ندعو الضيوف إلى منطقة الاستقبال، لكن هذا معنيٌّ ليكون حفلًا خاصًا مع المعارف، لذا قررت أُمّاه اعطائنا المنطقة السكنية لتساعد الجميع على الاسترخاء. أعتذر عن مدى سخافتها.»
التي نزّلت كوبًا من الشاي مع شريحة ليمون عائمة فيه وهمست بهذه الكلمات كانت شخصًا عادة ما يظهر فقط في التلفاز.
كانت الأميرة الأولى ريمَيّا.
كان لها شعرٌ أسود لامع بطول الكتفين ونظارة أحادية عتيقة الطراز. بينما ارتدى كاميجو والآخرون بتوترٍ ملابس رسمية إذْ أن الحدث طلب ذلك، كانت هذه الأميرة ترتدي دائمًا فستانًا أزرق يُظهر خطوط جسدها. ...لو كان الصبي ذو الشعر الأشوك صادقًا، فقد وَجَدَ صعوبة في تصديق أن هذه كانت بالفعل أميرة أمامه. وماذا كانت تفعل هنا على أية حال؟
«مم.»
واصلت ريمَيّا التحدث معه عفويًا دون أن تظهر عليها أي علامة على النهوض من مقعدها.
حاول الصبي الجلوس على نفس الطاولة ولاحظ النمط المنحوت على الطاولة.
كانت وردة.
«ليس بالرمز النادر.» قالت الأميرة الأولى بعد رشفة من الشاي «يقولون أن رمز الوردة تم عرضه على الطاولة المستديرة. وليس من غير المعتاد أن تستخدم الرموز الخاصة من عصرٍ قديم بطرق تتجاوز غرضها الأصلي.»
«أُه، أوه... أ-أهذا أثرٌ عجيب أم شيءٌ كهذا؟»
لم يكن كاميجو واثقًا من المكان الذي سيضع فيه يده اليمنى.
لقد دمر الكثير من الأشياء في برج لندن بينما كان يتبع تعليمات أوثينوس.
ابتسمت ريمَيّا برِقّة.
«هذه فكرة. هذا فضاءٌ خاص لا يُسمح للسياح العاديين بدخوله عادةً، لذا ستجد عناصر روحية نادرة هنا وهناك. قد تتجنَّبُ بعض الحوادث غير المتعمدة لو التزمت جوار مكتبة السِّحر طوال الوقت هنا.»
كانت كلماتها تتناقض مع كمية الاهتمام القليلة التي بدت عليها فعليًا.
هل كانت تثق بالصبي إلى هذا الحد أم أنها لم ترَ في الكنوز الوطنية تلك القيمة ولأن هذا كان منزلها؟
«هل هناك أي علامات واضحة عليَّ الحذر منها؟»
«هناك الكثير منها وسيشتتون انتباهك فقط. على سبيل المثال، يُستخدم التنين دلالةً على الشيطان، ويُستخدم أيضًا في شعارات العوائل.»
قبضت كلمة "تنين" صدر الصبي قليلاً.
الورود والتنانين.
ولكن مهما كان، ما الذي تفعله الأميرة الأولى هنا حينما ستبدأ الحفلة قريبًا جدًا؟
نظرت الأميرة المونوكلية [4] إليه بعينٍ تملؤها الحزن إلى حدٍّ ما.
«أوه، لن أحضر الحفلة.»
«إيه؟»
«ما لي نية أحزن على خائن مثل أليستر ولا أرغب في أن يأخذ أي شخص آخر فكرة عني غير ذلك.»
لنفكر في الأمر، كان من المقرر إقامة الجنازة الرسمية بمجرد انتهاء البلاد من الأزمة بأكملها. على الرغم من أن كاميجو لم يكن متأكدًا مما هو طبيعي لأنه لم يستطع أن يتخيل كيف جرت عملية الجنازة الغربية. هل كان طبيعيًا أن تقام الاحتفالات أو الجنازات بعد الحرب مباشرة؟
على أية حال...
«الحفلات في القصور هي مثل تجمُّعٍ للشياطين حيث أنهم يستخدمون جميعًا ألقابهم الرسمية ليكسبوا ما يبتغون. آهخخ، ما أقدر أتحملها. تنغث نفسي عند التفكير في الناس وهم يتجمعون حولي فقط لأنني أميرة. تعاملت سندريلا مع الأمر جيدًا. يمكنها أن تكون حسناء الحفلة ثم تغيب عندما يحين الوقت. هذا هو السبب في أنني أردت هذه الفرصة للقاء بك قبل بدء الحفلة. قبل أن تتدخل كل تلك الرسميات الغير ضرورية.»
...بدا أن كبيرة الأخوات الأميرات لم تهتم تمامًا بالاحتفالات الرسمية. كانت الأخت الثانية، أميرة الحرب كاريسا، قد أُلقي بها بعيدًا داخل زنزانةٍ عميقة، لذا على الأخت الثالثة، فِليان الخجولة، تحمل العبء.
وضعت ريمَيّا زبدة ماعز قوية على رقاقة رقيقة وأكلتها ثم واصلت.
«الآن يمكنني أن أشكرك كمجرد ريمَيّا يا فتى. شكرًا لك على حماية بلدي ووطني. ما لي اهتمام بالوضع الاجتماعي أو المكانة، ولكن أضواء المدينة التي تُرى من خلال تلك النافذة هي كنزٌ لا يُستبدل بالنسبة لي.»
«...»
«الضوء الوحيد الذي سيظل مشعًا بمفرده هو أسطورة كرِستيان روزنكروس. على أضواء المدينة العادية يجب أن تُحافظ بالجهود. وهذا ما فعلته.»
نظر كاميجو خارج النافذة للحظة.
تمعن المشهد الخارجي. قد يكون مختلفًا عن الجريان الضوئي الذي يشكل منظرًا بقيمة المليون دولار في مدينة كبيرة مثل هونغ كونغ أو نيويورك أو شينجوكو، لكن كل الأضواء التي رأاها وهي تتناثر في الظلام كانت لأشخاص يُعِدّون العشاء، ولطفل يؤدي واجباته المدرسية، ولشخص يتحقق ويعيد التحقق من التلفاز أو الإنترنت لمعرفة أخبار نهاية الحرب، ومشاهد أخرى من الدراما العادية التي سُمِع باستمرارها.
أخيرًا.
«...هِه.»
«؟»
رفعت ريمَيّا رأسها بصمت عندما ضَحِكَ بهدوء.
كانت أميرةً كئيبة، لكن هذا جعلها حساسة تجاه الأجواء القاتمة التي زعمت أنها مجالها. يمكنها القول أن ضحكة الصبي لم تكن ضحكة فرح.
قلب المراهق ليس بهذه البساطة.
«لم أفعل شيئًا. كانت كُرونزون هي التي استمرت في مؤامرتها حتى كشفت طبيعتها الحقيقية، وكانت أليستر هي التي وضعت نفسها في خطر لمقاومتها. اتخذ كل منهما قناعته لأبعد الحدود. من البداية إلى النهاية، وما كنتُ سوى راكبٍ متفرج. مسيت إلى الأمام بينما يسحبون يدي، لكني مازلت أأسف مستمرًا إلى من حيث جئت»
«لم أعتد بعد على حديث الناس بكراولي وكأنه مُنقِذ.»
«ولكن هذا ما كان عليه»، تنهد كاميجو.
لم يكن إنسانًا مثاليًا بأي معيار. كانت حقيقة لا تنكر أنه قد جلب العديد من المصائب لكثير من الناس. لكن لو لم يقرر أليستر حماية هذا العالم واستمر في المناهضة حتى آخر نبضٍ له، لما استمر التاريخ حتى هذه اللحظة.
«كل ما فعلته هو البقاء حتى النهاية. لم أكن في مركز هذا ولم أتمكن من الوصول إلى جوهرها، كنت عالقًا في موقف المراقب الآمن طوال الوقت.»
كثيرون لم ينجوا.
لقد كان أليستر وكُرونزون في قلب الحدث، لكنهما لم يعودا.
قد ماتا في الحرب.
هذا المفهوم كان غريبًا جدًا على صبي في المدرسة الثانوية اليابانية حتى أنه لم يكن متأكدًا من كيفية معالجته. وربما لم يتعامل معه بعد.
«ولكن»، أضافت ريميا بلطف. «سمِّهِ بطلًا أو مناهضًا عظيم إن شئت، ولكنه لم يحمي هذا البلد وهذا العالم بمفرده، أليس كذلك؟ ذاك الساحر لم يستطع الوصول إلى تلك الأعالي لأنه كان يعلم أنه ليس وحيدًا. هكذا حميت هذا البلد. تمامًا كما خلق كل البريطانيين بلدًا يستحق الحماية.»
«من هذا المنطلق، كانت يدي اليمنى من قدمت له الدفعة الأخيرة بعد أن سار مباشرة نحو الهاوية. حتى لو أمكنني أن أمسك بيده وأوقفه بدلاً من ذلك.»
«لو أراد الساحر ذلك. لكن لو فعلتها، أتخيل أن كراولي سيعيد تكرار التاريخ. لن يقدر الهروب من حياته الملئَ بالمعاناة من الانتكاسات والفشل إلى زاوية ما من العالم.»
«....»
«ما يعتبره المرء أفضل اختياراته لا يمكن أن تُحَدَّدَ بواسطة أي شخص آخر. إذا كان هذا هو ما اختاره ذلك الجاني، فلا يمكن إلغاء الإجراء الذي اتخذه، بغض النظر عن كيف كنا لنحكم عليه. بالنسبة لي، فإن الساحر كراولي لا يزال شاذًا منحرفًا لم يستطع التوفيق مع المجتمع حَوْله وغرق في السِّحر الأسود والمخدرات والأولاد. ولكن رئيس مجلس الإدارة أليستر الذي عَرَفتهُ أنت كان مختلفًا، أليس كذلك؟ إذن، اذهب وقل للناس عن الشخص الذي رأيته من موقفك جواره. تخلص من كل تلك الألقاب الرسمية وقل للناس عن أليستر كراولي ببساطة كإنسان.»
وبهذا، وقفت الأميرة الأولى ريمَيّا بصمت من كرسيها.
نظر كاميجو للأعلى دون تفكير، لذا...
«أنا قلت أنني لن أذهب إلى الحفلة، صح؟»
إذا رأت الخادمات المخضرمات فرصة للتدخل، لكانوا على استعداد واضح لربط تلك الأميرة وسحبها إلى قاعة الحفل، ولكن ظلَّ تعبير ريميا هادئاً.
«استمتع باليوم. فلقد كسبته بفوزك وعودتك حيّاً.»
- الجزء 3
«ليس سوى شاي.»
«أدري يا إندِكس، لكن رجاءً ابعديه عن القط.»
كانت تلك الفترة القصيرة من الزمن قبل بدء الحفل الفعلي.
كانوا في مساحة كبيرة في زاوية قلعة وندسور.
ولكنه كان مستحيلًا أن تعرف ما إذا اُعتُبِرت هذه الغرفة كبيرة أم صغيرة بالنسبة للقلعة.
وبأيِّ حال، عندما أمسك كاميجو قِطَّ الكاليكو ليبعده عن عِدَّةِ الشاي (لأن القط يعض ويخدش أي شيء يثير اهتمامه)، واستاءت إندكس من فستانها المنفوش الذي يبدو أنه يُشعِرُها بالحرارة.
«لماذا تفعل هذا دائمًا يا توما؟!» اشتكت الفتاة في الفستان الأبيض ذو الخطوط البنفسجية المُحْمَرَّة. «لا تسمح لنا أن نفعل شيئًا أبدًا. حتى سفينكس سيصير مشاغبًا لو واصلت هكذا.»
«اه، اخرسي. أدري أنها ليست بنفس شهرة ضرر البصل والشوكولاتة، لكن يبدو أنه حتى الكافيين سيضر بالقطط أيضًا. إضافةً لذلك، لا يجب عليكِ أن تعطي القط طعام البشر في المقام الأول!!»
«ماذا؟! إذن كيف تفسر ثقافة اليابانيين في كلمة نيكومانما (أرز القطط)؟!»
«ترجع جذور هذا المصطلح إلى مئات السنين. ربما كان مصدرها قديمًا كقِدَم فكرة أن ال [باكينيكو] يلعق زيت المصباح أثناء الليل!»
اعتاد كاميجو توما على إيجاد أغلب الأفكار على الطاير، لكنه تخلى حتى عن محاولة فهم طقوس صب الشاي. ما تضع وكم تنتظر؟ ما عَرَف. حتى أنه وَجَدَ ساعتان رمليتان مختلفتان لقياس الوقت.
ظل يفتح ويغلق غطاء الإبريق الأبيض الخزفي حيث بدا شكله على الأقل مألوفًا.
«ما فهمتها، هل علي أن أضع أوراق الشاي هنا فقط وأصب الماء الساخن؟»
«أريد شايي في أسرع ما يُمكن.»
«إذن هذه الصناديق هي علب أوراق الشاي، صح؟ هل كلها نفس الشيء؟ حسنًا، سأفتح واحدة وأطرحها هناك.»
««اصببببببر!! عندنا ملعقة قياس!»»
عندما بدأ كاميجو في استخدامها كإبريق ياباني صغير، صاحت آنستي توكيواداي بصوتٍ واحد لتُوقفاه. يبدو أنه يجب قياس كمية أوراق الشاي لتتناسب مع حجم الإبريق.
عندما انحنت الفتاتان إلى الأمام، أنتج صدر الفتاة الزرقاء وخصر الفتاة الصفراء أصوات تَمَدُّدٍ في فستانيهما. كان هذا على عكس الجِنز أو السترة الجلدية. كانت هذه أصواتًا خطيرة أبدتها وكأنها ستتمزق مثل هدايا الأطفال صغير إذا تعلقت بأي شيء.
اِحْمَرَّ وجه كاميجو لأسباب أكثر من واحدة وصاح بانفعال.
«ع-علمتُ ذلك! هذا النوع الذي تضع فيه الماء الساخن وتدعه يتخمر قبل الصب، صحيح؟! والمؤقت المستخدم لذلك موجود هنا. بات كاميجو-سان يفهمها أخيرًا!!»
«اخرس! هناك الكثير من الخطوات أكثر من ذلك!!»
مدّت ميكوتو يدها عبر الطاولة لتنتزع الإبريق منه وأدركت متأخرًا جدًا أن هذا تركها غير قادرة على إخفاء فستانها اللانجري الشفاف.
صارت فتاة الإلكترونات ذات الشعر القصير أكثر سخونةً من الإبريق الخزفي كما تحدثت الفتاة الأخرى.
«أرى أنكِ لم تُغَيّري بعد عادتكِ السيئة في تَحَدُّثِكِ إلى ما لا نهاية وكأنك تبتغين المبادرة عندما تشعرين بأنكِ محاصرة. آهٍ منكِ من بنتٍ مزعجة.»
تنهدت الفتاة ذات القماش اللامع على شكل أرنب الصعداء.
عملت ميكوتو على تصحيح أخطائِهِ تلو الأخرى.
«أولاً، لماذا تتحدث عن "أوراق الشاي" وكأن كلها تتشابه؟ ما نوع الشاي الذي تريده ومدى قوته؟ تتغير قبوضتها وحموضتها كثيرًا اعتمادًا على نوع الورق المستخدم، والكمية تُحدد قوة الشاي، ومُدَّةُ تخمُّرِها وما إذا كانت عرضة للهواء تغير تمامًا النكهة النهائية.»
«أيضًا، عليك اختيار كيفية إعداده اعتمادًا على ما إذا أردت شربه مباشرةً أم إضافة قليل من الليمون أو التفاح لمسةً. وفي حالات أكثر تطرفًا مثل شاي الحليب الملكي، فقد أخطأتَ في العملية-ريوكو في اللحظة التي ذكرت فيها صب الماء الساخن.»
ارتعد كاميجو وما كان له سوى أن يسأل.
أمكنه القول بصعوبة الأمر بالنسبة له لحظة سماعه أن استخدام الماء الساخن قد يكون خاطئًا عند صنع الشاي.
«إذن، ما الذي يجب أن أفعله أولاً؟»
إن قدرة هذا الصبي على طلب المساعدة بدلاً من التظاهر كانت نعمته الوحيدة المُنقِذة هنا.
بدا كاميجو كجروٍ مبتل مهجور فغمزت إليه ميكوتو (حيث بدا أنها أصيبت بالخدر من إحراجها).
«أي نوع من الشاي تُفضِّل؟»
«النوع الذي يمكنني فيه فتحه في زجاجة بلاستيكية وشربه مباشرة.»
كانت آنستي توكيواداي بالكاد كبحن رغبتهما في الصراخ عليه بالذهاب لأقرب متجر.
«إذن ما رأيك بال دارجلينج العادي؟» سألت شَوكُهو.
«يا لها من فرصة ضائعة. نحن في بلاد الشاي، لذا دعونا نُجرب شيئًا ضخمًا حقًا كذلك الآسام من حامل الضمان الملكي.»
انحنت ميكوتو للأمام (ومدّت ظهرها العاري في العملية) لتلتقط أحد علب أوراق الشاي التي كانت خارج متناول يدها، ولكن...
«ميييسااااكاااا-ساااان ☆»
«انقلعي، ولا تدغدغين ظهري!!»
حمت نفسها، لكن الفتاة الشقراء العسلية لم تبدو تمانع.
«ليست بفكرةٍ سيئة، ولكن أليست تلك العلامة التجارية-ريوكو تدور حول الاستمتاع بطعم القبوضية؟ أشك في أن شخصًا عاديًا بأذواق عادية سيُحبها ☆»
«تمهلي يا شَوكُهو. لماذا تبدين وكأنكِ تعرفين ذوق هذا الأحمق؟»
«خمِّني بنفسك.»
ابتسمت الفتاة الشقراء العسلية بينما تلعب مع صفارتها الفضية المخبأة في صدرها.
سرعان ما أعدّت ميكوتو والفتاة العسلية الشاي أثناء حديثهم. فعلوا ذلك بسهولة حتى أن الصبي ذو الشعر الأشْوَك لم يكن متأكدًا تمامًا مما فعلوه حتى. إذا لم تعرف ما يجب التركيز عليه، فلن تتعلم الكثير من الرؤية. كان الصبي كاميجو توما مثل طفلٍ صغير يراقب أخته الكبيرة في المطبخ.
«نننهه!»
«اهدئي يا إندِكس. الآن وقت الانتظار.»
لكن حتى هو كان يعرف ما يجب فعله بينما كانت الرمال تسقط داخل المؤقت.
اسندت ميكوتو رأسها في يدها وقاطعت قدميها تحت الطاولة بينما انتظرت سقوط كل الرمال أمام عينيها.
«هنا، سيكفي هذا. لا داعي للانتظار أطول من ذلك.»
«أهو مثل البدء بتناول المعكرونة قبل علامة الثلاث دقائق للاستمتاع بالقوام غير المكتمل تمامًا؟»
«لو افسدت هذه الأجواء الأنيقة أكثر من ذلك، فسأضربك حقًا.»
أخذت ميكوتو الإبريق الخزفي وصبت الشاي في الأكواب للجميع. بدلاً من صبه مباشرة، صبته عبر مصفاة دقيقة. وبدلاً من ملء كل كوب بالتوالي، صبتهم ببطء وتدريجيًا.
«ماذا تفعلين؟»
«بهذه الطريقة ستأخذون جميعًا نفس الكمية. وسأعطيك شرف القطرة الأخيرة كخدمةٍ خاصة.»
شرب كاميجو أول رشفةٍ من الشاي ثم مدّ يده نحو صندوق مكعبات السكر بتهذيب. ألقت إندِكس مكعبي السكر قبل أن ترشف الشاي. تعلما أنه عليهما التمتع بالعطر أولاً ما إن رأيا آنستي توكيواداي تحركان أكوابهما قليلاً دون أن تشربا.
لكن بما أن الصبي بدأ رشفته، ما عاد يستطيع الرجوع.
ارتعش وهو يحاول تضيي.
«أفعلت كل شيء تمام؟»
«لا يهم حقًا. لكلٍّ طريقته في الاستمتاع.»
ظنّهم سيسخرون منه، لكنهم فعلوا وانتهوا. وعلى ما يبدو، هذه ليست لعبة قتال حيث تستنفدون طاقة بعضكم البعض. ومع الأسف، ترك هذا كاميجو توما حائرًا بخصوص ما يفعل بعد ذلك. ولكن ثم...
«هيّا، اتركي وعاء السكر. لقد أخذتي مكعب سكر أفلا يكفيك هذا؟»
«إيه؟ هاه؟»
«هاك، سأعطيكِ ملعقة من العسل بدلاً من ذلك. على الرغم من أنني متأكدة من أن هذا لم يكن له علاقة بالنكهة بقدر ما كان هو محاولة للظهور بشكلٍ حسن أمام الفتاتين اللتين كانتا تعرفان بوضوح ما تفعلان.»
حرَّكت الفتاة العسلية الشقراء الأوضاع للعاميّ الحَذِرِ بلا داع.
هي نفسها لم تستخدم السكر أو الحليب. وبدلاً من ذلك، غرفت الملعقة بمربى التفاح في كوبها قبل أن تأخذ رشفة.
«ما أحبني لهذا كثيرًا، ولو قال بعضهم أنه خطأ. وبقولي هذا... مم، أظنها تستحق درجة النجاح. وربما ساعَدَتك زيادة المياه.»
«الماء، ها؟ أتعلمين أن شرب هذا المزيج سيصيب معدتك بغثيان؟»
لم يرغبوا في ملء معدتهم كثيرًا قبل وقت العشاء / الحفلة، لذا كانت الوجبات الخفيفة الوحيدة هي البسكويت الرقيق غير المملح. لكن إندِكس اتجهت إلى تدابير يائسة بالتقاط خمسة منها دفعة واحدة لتُشعر بسُمْكِ الطعام الحقيقي.
«آخخ، جديًا؟! إندِكس، توقفي عن مضغ كل شيء! نثّرتي الفُتات على فستانك كله!!»
«ننهه.»
«نعسانة؟ كل ما كنتِ تقولينه حتى الآن هو "ننهه".»
«نننههه.»
يبدو أنها كانت نعسة جدًا لترد بشكلٍ لائق.
وقد يتغير ذلك ربما عندما يبدأ مفعول الكافيين، لكن ما كان لكاميجو خيار سوى أن يعتني بها في الوقت الحالي. أخذ منديلًا ليُنظِّفَ فمها والدانتيل حول عنقها ثم ازال بقايا البسكويت من أعلى فستانها. كان البسكويت غير مملح، لذا لَعَقَ قط الكاليكو ثلاثي الألوان الفتات الذي سقط في حِجْرِ فستانها.
و...
«...»
هل لاحظ أن الفتاة الشقراء العسلية مع شاي مربى التفاح تُطالعه بصمت؟
شاهدت الصبي ذو الشعر الأشْوَك يبتسم بمرارة وهو يعتني بالفتاة الصغيرة.
بماذا ذكّرها هذا المشهد؟
- الجزء 4
و.
وبهذا القول:
«بدأت الأزمة البريطانية رسميًا بمخاطر الكراولي وانتهت بالشيطان العظيم كُرونزون. هيّا لنرفع أكوابنا هنا ذِكرى لأولئك الذين فقدناهم. ولنرفع صلواتنا ولا ننسَ أبدًا أن نتمتع بالحياة التي مُنِحت إيانا! والآن، نخبكم!!»
كانت الملكة إليزارد كما هي دائمًا.
لن تسمح ببقاء الأجواء المُكئبة. الإرهاب، الحرب، الأمراض، والكوارث. مهما كانت الشدائد التي واجهتها الأمة، فستكون أمة بريطانيا العظمى عاجزة ما لم تستطع ملكتهم إيجاد الكلمات لتُلهِمَهُم. على سبيل المثال، إذا هزت هجمات إرهابية مروعة البلاد، فإن الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم عُقلاء القوم والذين كانوا ينتقدون الجميع باستثناء الإرهابيين الفعليين، ويطلبون منهم كبح جماح الغضب وأن يكونوا أكثر مراعاة وسلاما، هُم في الواقع يُعطون الإرهابيين ما يُريدون بشكلٍ غير مباشر. بغض النظر عن الوضع، كان عليهم الحفاظ على حياتهم الطبيعية. ولو كان على القائد أن يتصرف كمظلة تحمي الناس، فمهارة مثل هذه كانت ضرورية.
كانوا في أحد قاعات الرقص في قلعة وندسور.
...من الناحية الفنية كانوا في الجزء السكني الخاص بالقلعة، لكنهم كانوا العائلة الملكية وقد يستمتعون بالرقص البالرومي في حياتهم اليومية. وعندما تفكر في الأمر، ما غير هذا المكان ليرقصوا فيه؟
كان العشاء بوفيه.
تجمعت خادمات الشرف البريطانية في زاوية القاعة.
ولكن ليس لأنهن موظفات تقفن جانبًا لكي لا تزعجن الضيوف. كان هذا يومًا للاحتفال، لذا كن تستمتعن بالحفلة أيضًا.
في الواقع.
كانوا يحيطون بالمشرقي الذي عبر المحيط الشاسع لزيارتهم.
نظرًا للنسبة بين الجنسين، حَمَلَت تلك الزاوية وحدها رائحة تشبه إلى حد كبير غرفة تبديل الملابس للبنات.
كُنَّ جميعًا مهووسات بهذا الفتى الياباني.
‹حقًا؟ أتيت هنا من اليابان؟ هذا مذهل.›
‹تعال، دعني أمسك يدك. يمكنني مساعدتك في التنظيف.›
‹تعال هنا. كُلْ هذا. أنا فخورة جدًا بطخي. أ-أعني، لو رغبت طبعًا... هيّا، قُل "آااه".›
رُدَّ على الخادمات بمواءٍ من الأرض.
كان لقط الكاليكو الياباني تركيبةٌ جينية نادرة للغاية، وحتى كانت هذه السلالة نادرة الرؤية في إنجلترا. قد كان أمرًا غير عادي مثل القطط الخالية من الشعر التي نشأت عن طريق التكاثر الانتقائي المتكرر.
تمامًا كما هو الحال مع كلاب أكيتا وشيبا، ما كان شائعًا في اليابان يُمكن أن يجذب انتباهًا كبيرًا في الغرب.
جذب القط المُلون بثلاثة ألوان كل التركيز.
حتى وهو يغسل وجهه بمخلبه الأمامي.
‹‹‹كياه! أوه، أردتُ فقط—كياه، كياه!!›››
«أحزنّي هذا أكثر مما ينبغي...» ملأ الاستياء صوت الفتى ذو الشعر الأشْوَكِ على الرغم من عدم فهمه لأي من الإنجليزية التي تحدث بها جبل الخادمات.
ومع ذلك، فإن هذه الحفلة ترتَّبت بالتأكيد ليسترخي فيها الجميع ويستمتعوا.
لم يُكشف عن هذا الحفل المنزلي للعالمَيْن السياسي والاقتصادي، وأزاحوا الصحافة تمامًا. أمكنهم التجول والدردشة أسهل بكثير مما تكون عليه حفلة مكتظة بالأشخاص وساعد ذلك في تأكيد فكرة انتهاء الحرب.
أشارت إندِكس في كل مكان بفستانها الأميرة الأبيض المنفوش والذي يحمل خطوطًا بنفسجية مُحْمَرّة لامعة.
«توما، أرى الطعام هنا وهناك!»
«حقا؟»
«سأحضر لك أيضًا. آمل أن تكون مستعدًا لرؤية أنني أستطيع أن أكون الأخت الكبيرة عندما أريد!!»
«لحظة لحظة، إندِكس-سان! بصراحة، لا أثق بذوقكِ في الطعام. طبق البوفيه للشخص يعكس قلبه. هل سأرى في صحني لحمًا ولحم وكربوهيدرات هنا وهناك ومزيدًا من اللحم وقليل من الدهون والكثير الكثير من السكر؟»
اختفى صوت حذائها المسطح بين الحشد. بالمناسبة، تطور ذوقها في الطعام من خلال النظام الغذائي الصادم الذي قدَّمهُ لها في مسكنه، لكن الصبي ذو الشعر الأشْوَكِ لم يفكر في الأمر بهذا البعد.
في الوقت نفسه، توجهت ميساكا ميكوتو وشَوكُهو ميساكي بلا مبالاة باتجاه القسم الياباني من الطعام المتاح. تحدثت فتاتا الإعدادية عفويًا مع الخادمات الشقر، فبدتا غريبتين تمامًا لصبي الثانوية الذي كافح حتى كتاب الإنجليزية العادي.
ومع ذلك، كان هذا غريبًا.
لما لم تكونا في الوسط؟
تساءل إذا شعرتا بالحنين إلى الوطن، ولكن يبدو لا.
«هَيي، يا آنستي. لماذا تقفان جوار الجدار هناك؟»
«...،»
«...,»
ردت الفتاتان على سؤاله بلف ذراعيهما حول فستانيهما وعدم النظر في عينيه.
كان خديهما مُحْمَرَّاً قليلاً.
وتنهدتا بتعب.
كما لو تنعُتانِهِ بالأبله.
بدا أن الفتاتان لا ترغبان في أن يرونهم الغرباء بهذه الفساتين المتطرفة التي اختارتها الخدم خصيصًا. ...على الرغم من أنهما انشغلتا بحراسة صدورهما حتى نسيا أن انحناهما كان يُبِرُز ظهورهما الجذّابة.
وبجانب ذلك...
«حسنًا، أمم... أغلبه طعام بريطاني. ونعم، هذا منطقي بالنظر إلى من دعانا، ورغم ذلك...»
«إنّ توازنهم بين الشاي والكعك يجعلها تجربةً رائعة، لكني سمعت أن الآراء ستتفاقم وتصير أكثر انقسامًا إن تعلق الأمر بالأطعمة الثقيلة☆»
«إيه؟»
أتت كاميجو أفكار مرعبة.
التف للوراء سريعًا، ولم يستطع معرفة مكان إندِكس في الحشد. ولم يقدر أن يتخيل نوع الطعام الذي سيكون مكدسًا على الصحن الذي ستعود به.
«وهذا سبب وجودكما هنا في القسم الياباني؟»
«ولن نمانع القسم الصيني أيضًا. ليست بنفس انتشار البرجر عالميًا، ولكن الطعام الآسيوي يُقبَلُ تقريبًا في كل مكان في العالم.»
يبدو أنهمت خططتا لاستخدام هذا القسم كنقطة انطلاق ثم التحقق من الباقي بحثًا عن أي شيء مقبول.
لكن عندما ألقى كاميجو نظرة على الطعام هنا...
«انظرا إلى هذا الفوتوماكي. مكتوب أنه منتج جديد للشتاء: لُفة كامبريدج.»
«إذن ليست لفة كاليفورنيا حتى؟» هتفت ميكوتو. «إذا أفسدوا الطعام الياباني أيضًا، فقد نكون بلا حظ الليلة!!»
«أي شيء يضع الأفوكادو في الرز السوشي يجب أن يُسمى طعامًا أمريكيًا،» قالت شوكُهو. «لن نُسميه طعامًا ياباني.»
كانت المشكلة هي أنه كان جيدًا فعليًا بمجرد ما أن جَرَّبه.
كان مثل ال [تِنمُسو] إلى حدٍّ ما مع بعض الجبن نكهةً.
بمنظر السمك المقلي والجبن الموضوع بين الأعشاب البحرية والأرز، فإن التصريح بأنه طعامٌ ياباني قد يعطيك نظرةً غريبة من أهل [نارا] أو [كيوتو]، ولكن طلاب مدينة العلوم كانوا أكثر مرونة. فكر بها مثل منتجٍ جديد للرز بنكهةٍ غريبة في المتجر ولن تراها دخيلة.
«مضغ مضغ مضغ. ... غمم؟ غمم!!»
واجهت شوكُهو ميساكي مشكلة مع الفوتوماكي لأنها كانت غير متأكدة كيف يُفترض أن تُأكل. على ما يبدو كان من المفترض أن تفعل ذلك بنمطٍ أوروبي وتقطعها إلى قطع صغيرة بالسكين والشوكة، لكن حِسُّها السليم الياباني عَمِلَ ضدها. أمسكت بالأكلة السميكة بأصابعها النحيلة وحشتها في فمها كما لو كانت تتناول السيتسوبون.
كانت فتاة الإعدادية المُحرَجَة والمثيرة تدخل منطقة خطيرة هنا، لذا لم يستطع كاميجو الاستمرار في المراقبة وبدلاً من ذلك خفض نظره إلى الفوتوماكي (المقبول عالميًا) الذي حمله في يده.
«ربما الطعام هنا آمن. أعني، لابد أنه طُبِخت جميعًا من قبل طهاة محترفين يطبخون للملكة والأميرات. لا أعرف كيف يعمل التسلسل الهرمي هنا، ولكن يجب أن يكونوا من صُفْوَةِ الطهاة في بريطانيا، أليس كذلك؟»
«توما، عدتُ بالطعام. يقولون أن هذا مثل الكاتشب وقد حشوا كمية كبيرة من الفاصوليا فيه!!»
«أعذرونا»، قالت الآنستان واختارتا الابتعاد.
تمامًا مثل السوشي والرامين الذي يُطلب مع لحم خنزير دهني إضافي، من الوقاحة أن تترك شيئًا على طبقك في البوفيه. عَرِف كاميجو توما ذلك. منذ اللحظة التي قَبِلَ فيها الطبق المُعطى له، سيُطالبه شرفه كشابٍ في المرحلة الثانوية بالانتحار إذا كسر هذا الوعد.
كان يرغب في جمع قوته والبدء في الأكل.
ولكن.
كانت الفاصوليا.
ليست لحمًا. ولا سمكة.
هل يمكن أن تكون الفاصوليا المكون الرئيسي؟
هذه لم تكن معالجة إلى توفو أو شيء من هذا القبيل. كان لهذه الفاصوليا تأثير مختلف تمامًا.
«حقيقة أن كل شيء يبدو ساطعًا وأحمرًا يُبديهِ أكثر غرابة. اعتقدتُ أن الفاصوليا كانت عاديةً أكثر من هذا.»
زعل.
زعل لنفسه، ولكنه لم يقدر شيئًا ليُغَيِّر كمية الطعام على الطبق.
تأتيه أيامٌ كهذه.
كانت لإندِكس ذاكرة مثالية وأعلنت بفخر أن هذا الطبق كان له علامة "مقبول للقطط"، لذا فكّر كاميجو في إطعام قط الكاليكو عند قدميه هذا الطعام، ولكن القط خدش ظهر يده رافضًا. الآن بعد أن تذوق القط طعام القطط الفاخر، لم يكن لديه أي اهتمام ببقايا طعام البشر.
وهذا يعني أنه حان الوقت ليمسك كاميجو الشوكة... ولكن يبدو أنها وظيفة ملعقة أكثر من شوكة. حَمَلَ بعضًا منها في معلقة كما لو كان حساء الفاصوليا هذا نادرًا ما يُرى في اليابان وقام بمحاولة أخرى ليحمل جيش الفاصوليا المكتظ إلى حدٍّ ما.
في المقام الأول.
أكان مستعدًا حتى لتناول البقول التي ليست فول الصويا؟
لم يستطع حتى أن يفكر في أي شيء آخر غير الأزوكي والبازلاء الخضراء.
في الواقع، كانت عدم توفرها حتى في السوبرماركتات اليابانية دليلاً على مدى قلة إعجاب اليابانيين بها. ليس لجميع هذه البقول نفس القبول العالمي كفول الأراشيد والكاكاو.
كان هناك شيء يجب أن يُذكر قبل الحديث عن النكهة.
«هذا كالحساء، لكن طعمه جاف جدًا في فمي.»
كان هذا الجانب المخيف من البقول في أبهى صورها. ولكن ما الذي يمكن أن تتوقعه عندما تتخطى نقطة بيعهم الرئيسية النكهة أو الرائحة أو الملمس أو أي سمة أخرى متعلقة بالطعام مباشرة وتذهب مع القيمة الغذائية وقابلية التخزين؟ حتى الفول المدمس لم يُشعر بهذا الجفاف.
«هوا هوا هوا ني ها ها ها هوا ني».
«أرى أنك تتناولينها كما تأكلين كل شيء آخر يا إندِكس. وأقسم أنكِ ستأكلين أيَّ جزءٍ من العالم.»
وبالمناسبة.
اجتمع كثيرٌ من الناس أصحاب المعاطف والفساتين في قاعة الرقص، لكنهم لم يكونوا كلَّ من شارك في المعركة. ولم يكن المفقودون هم فقط الأشخاص مثل أليستر الذين كانت أسماؤهم محفورة في نصب حرب تذكاري.
تنهدت ميكوتو بتعب وهي تلقي نظرة حولها.
كانت تحمَرُّ وتنحني قليلاً من فستانها اللانجيري الأزرق، لذا بدت أشبه لحيوان صغير مرتعب عن المعتاد. لكن الآنسة ذات الشعر القصير البُنّي لم تفكر في ما قد يعني هذا الوضع المنحني الكاشف لظهرها الناعم.
«أعلم أنها كانت حالةً طارئة، لكنني لا زلت منبهرة من لما لم نُعتقل. فقد دخلنا هذا البلد عنوة ولم نختم جوازات سفرنا.»
«حتى أنا لا أحمل جوازي،» قال كاميجو. «أعني، نحن هاجمنا إنجلترا واستغلينا الفوضى التي سببتها مخاطر الكراولي لعبور مضيق دوفر.»
«أه، كاميجو-سان؟ عليّ طرح هذا مرة أخرى: ما الذي أوصلك لهذا البلد؟»
وصل الثنائي كاميجو وإندِكس إلى البلد بطريقة مختلفة تمامًا عن الثنائي ميكوتو وشوكُهو، لذا وصلهم سوء فهم هنا.
ومن عبروا مضيق دوفر رفقتهم لم يكونوا في هذه الحفلة.
قد تفرق كلٌّ في دربٍ مختلف بعد الحرب.
وكان أوضح مثال هنا هو غياب مُمثل للجانب العلمي.
لقد اختفى [أكسِلَريتر] مع [لغز قليفة 545]، الشيطان الاصطناعي الذي خلقه [كُرونزون]. ويبدو أن [هامازورا شياغي] قد أظهر علامات على المشاركة في القتال بجانب الشيطان العظيم في آخرها. كان من المفترض أن تكون [كاراسوما فران] منذ البداية جندية تعمل لصالح [لُولا ستيوارت] (المعروفة أيضًا بكُرونزون) وقد جذبت زُمرة [كاميساتو كاكيرو] إلى المدينة الأكاديمية لتُسبب الفوضى هناك، مما جعلها جاسوسة أدت بشكلٍ غير مباشر إلى موت [أليستر كراولي]. قد نُسِيَ نصف ذلك خلال كل الفوضى مع [أليستر] و[كُرونزون]، لكن من المفترض أن تختفي [فران] في العالم خارج مدينة الأكاديمية مع [تسوتشيميكادو موتوهارو]. بالنظر إلى وضعها، لم تكن في موقفٍ يسمح لها بالظهور في قلعة وندسور حتى لو انتهت الحرب.
لا يمكن ببساطة تسمية الحرب بالخير أو الشر.
هذا قول متكرر ويمكن أن يكون غير سار عندما يُستخدم من قبل أولئك الذين يتحدثون عن الحرب وهم منعزلون ويتجاهلون الكوارث الفعلية والكراهية التي تنتجها الحرب، لكن كاميجو والآخرين وجدوا أنفسهم في الفجوة الضئيلة التي اُنشِئَت بهذا التفكير.
فازوا ولم يُعاقبوا على القوانين التي خالفوها على طول الطريق.
وحتى الشخص الغائب هنا لم يكن لينتصر في المعركة مهما حاول.
«ستُترك جروح.»
«تقصد أن الذين لعبوا دورًا رئيسيًا سيُنسَوْن ويُتركَوْن بعيدًا عن الحفلات المبهجة؟» ابتسمت ميكوتو بمرارة بشعرها المنسدل والذي كان مربوطًا إلى الخلف بطرحةٍ كبيرة تُغطيها. «لا أعتقد هذا دقيقًا بالمرة. سواء عاشوا أم ماتوا، لو استطاعوا اختيار الفرار وفعلوها، فلابد أنهم خافوا من شيء.»
«؟»
«لم نبقَ هنا بدلًا من الهرب لأننا علمنا أن الإنجليز سيُرحبون بنا بعد الحرب. يمكن أن يعتقلونا، يستجوبونا، ويحكمون علينا في المحكمة. لكننا لا زلنا هنا لنشرح أنفسنا صحيحًا. ولهذا السبب حضرنا هذه الحفلة. سواء كان هؤلاء الآخرين أحياءً وفروا هاربين أو ماتوا راضين، لابد أنهم خافوا من نهاية أقبح. تفكيرهم في المخاطر جعلهم يرتجفون، ولذا تركوها.»
لم تُجمِّلُها ميساكا ميكوتو.
ربما كان ذلك لأنها رأت كيف استمرت نُسَخُها الشبيهة في الحياة على الرغم من أنهن شهدن قتل العديد منهن. فعلن ذلك دون أن يتركن أنفسهن تسقط في رغبة انتقامية أو احساس الضحية والمظلومية التي قد يفرضها البعض عليهن.
وبعد تنهُّدٍ ناضج نوعًا ما، ضحكت الفتاة البالغة من العمر أربعة عشر عامًا.
«من هذا المنظور، حتى هذا كان انتصارًا من جانبنا. ليس انتصارًا في الحرب التي جلبت فرحًا كبيرًا للمملكة المتحدة، ولكن انتصارًا في الرهان الصغير الذي قدمناه لأنفسنا.»
«نعم، سمعتُ أن الاحتفالات-ريوكو في المدن الكبيرة في المملكة المتحدة شيءٌ مُمَيّز حقًا في أوقاتنا هذه،» قاطعتها شَوكُهو ميساكي بشعرها الأشقر العسلي متدليًا أمامها (كاشفًا رقبتها البيضاء المشرقة). أبعدت انتباهها عن قط الكاليكو الذي ترنح عند قدميها وهزت هاتفها أمامهم. لم يكن لباسها بأسلوب زي فتاة الأرنب يحتوي على جيوب، لذا قامت بتخزينه وراء زخرفة الشريط على جانب وسطها.
«يبدو أن الناس العاديين لا يدركون سوى تلك الوحوش التي وصلت من البحر. هل سَمَّوهُم "مخاطر الكراولي"؟ ينثر الجميع الكحول على بعضهم البعض كما لو كانوا يحتفلون بفوز بطولة العالم في كرة القدم.»
«ربما هذا هو السبب في قرار الملكة بجعل هذا حفلة منزلية غير رسمية.»
ولو أُقيم الحفل باسم البلد ككل، فمن الممكن أن يأتي ملايين الناس دفعًا للحضور. بمثل هذه المناسبة، يمكن أن تحدث حقًا.
انتهت الحرب.
اختفت تهديدات الشيطان العظيم كُرونزون.
وأثناء تفكير الفتى في كيفية قبول ذلك بشكل أفضل، اقتربت الملكة الحاكمة إليزارد بجانب قائد الفرسان كأنه سكرتير.
«هل تستمتع يا فتى؟»
«أحاول تذوق المأكولات البريطانية كما ترين.»
«استمتع ولا تلقي بالًا كثيرًا. طعامنا كالبيرة – فهي ذائقة يتعين اكتسابها. وبصراحة، سال لعابي كثيرًا في صغري. كان على والدي أن يُوَبِّخني كثيرًا عندما أمسكني مُتسللة لسرقة الحلوى الفرنسية.»
كانت مقارنتها صعبةً أن يفهمها صبي في المدرسة الثانوية.
على الرغم من أناقتهما، إلا أن ميساكا ميكوتو وشَوكُهو ميساكي لا تزالان غير معتادين على مثل هذا الجمهور، لذلك كان منظرهما ممتع في مدى سرعة استقامة ظهيرهما أمام حضرة الملكة. كانت ملكة لدولة متقدمة قليلاً بالنسبة لهما. كما حاولتا تغطية نفسيهما بأذرعهما بسبب زي الأرنبية وفستان اللانجيري الذي حكته لهن الخادمات. ...يبدو أنهما لم تكونا على علم بالقاعدة الأساسية التي تقول أن الفتيات يصبحن أكثر وضوحًا وقت حرجهن.
وفي الوقت نفسه، كان الصبي ذو الشعر الأشْوَك غير مهذب وعفويًا تمامًا.
«ماذا عنكِ؟ أعلم أن ابنتك الكبرى ليست هنا.»
«ريمَيّا لها طرقها في التمتع بوقتها، لذا لا تنشغل بشأنها. وربما غيرت ملبسها إلى سترة جلدية وجنز وذهبت إلى حانة عتيقة في المدينة. ولكن ليس بوجه "الأميرة الأولى ريمَيّا"، طبعًا. ربما هي الآن تُفرغ جرّة كبيرة من البيرة وسط أشخاص يرونها فقط "امرأة عادية".»
على عكس أختيها الجانحتين، حَضَرت الأميرة الثالثة فِليان الحفل. انكمشت في زاوية قاعة الحفل وأُحيطت بعدد كبير من الفرسان. لم تُحَقّق الكثير من الإنجازات في نهاية القتال، لكن أميرة الفضيلة قد عالجت العديد من الجرحى. ويبدو أنها كسبت مُبايعتهم بطريقة مختلفة عن كاريسا التي سيطرت عليهم بالخوف والقوة.
«ما رأيكِ في معركة اليوم؟»
«فعلنا ما يجب.» أجابت إليزارد دون تردد ثم ارخت كتفيها. «هذا ما تعنيه حماية البلاد. لقد حدث أن المشكلة كانت كبيرة بما يكفي لتظهر هذه المرة. على الدول أن تُدعَم. لن يدوم السلام لوحده. في الواقع، كيفية وضع أحد الدعامات فقط يُمكن أن تُغَيّر البنية الأساسية من الخير إلى الشر. ثم سيتغير كل شيء. لذا لا يمكنك أبدًا أن تخفض حذرك ولو ليومٍ واحد. لن أسمح لهذا البلد بالسقوط ولن أسمح له بالخروج عن الطريق الحق. حتى آدم وحواء طُرِدوا من الجنة، لذا لا يمكنك توقع المُطلق من بلدٍ من صُنع من إنسانٍ مُجَرَّد.»
- الجزء 5
«يا سفينكس، حان الوقت العودة!»
صاحت إندِكس للقط وهي بلباس الأميرة من كتاب الصور.
عمومًا ما تكون القطط إقليميةً وتشتهر بخجلها الشديد إذا ما اصطُحِبَت في رحلةٍ لمكانٍ تجهَلُه، لكن هذا القط الكاليكو كان شجاعًا جدًّا. راحَ ينزلق في أي فجوة عثر عليها – تحت الطاولات الطويلة الممتلئة بالطعام، خلف أكشاك الطهي عند الجدار، بين أرجل السيدات ذوات الفساتين الرائعة – أو في مثل تلك الأماكن الآمنة.
صدى صوت خطوات حذاء الفتاة السطحي على الأرض ورفرفت تنورتها البيضاء والبنفسجية المُحْمَرّة بطريقة خطيرة نظرًا لطولها.
«قد أجذبه بالطعام.»
«لا، أنتِ فقط تريدين الأكل. إضافةً لذلك، قدمت كل تلك الخادمات كمية لا تصدق له من الطعام، لذا أراهن أنه نال كفايته.»
«فماذا نفعل إذن؟»
«أعطيه تمارين بعد العشاء....؟»
أخرج الصبي ذو الشعر الأشْوَك زهرةً ديكورية أخذها من مكان ما. لم تكن سوى سلكٍ مع وردة تقليدية في نهايتها، لكنها ستعمل كلعبة قطط مؤقتة.
«تعال يا قط الكاليكو.»
نزل كاميجو توما وعَمِلَ على جذب القط.
حاول بشجاعة مواجهة القط المختبئ تحت تنورة آنسة، لكنه انتهى به الأمر بجرح آخر على ظهر يده وضربةٌ من كعب الآنسة في وجهه.
«ماذا تظن نفسك فاعل؟»
تعرف على الصوت، فنظر ليرى فارسة مألوفة مُحْمَرٌّ وجهها. لطالما ارتدت درعًا فضيًا وتركب فرس الحرب، لكنها كانت على ما يبدو شخصية من الطبقة الراقية.
- الجزء 6
تنهدت شَوكُهو ميساكي تنهدًا خفيفًا وهي ترتدي فستانًا مميزًا مصممًا ليُشبه زي الفتاة الأرنبية ملونًا بالأصفر الزاهي كنبيذٍ فوار.
اعتادت الحفلات مثل هذه. ولم يكن من غير المعتاد لشخص مثلها التحدث مع فارسة بريطانية أو حتى شخص يحمل رتبة نبيلٍ حقيقي في هذا الزمن.
ولكن كانت هناك بعض الفجوات في ابتساماتها.
في الفترات القصيرة بين التحدث مع الآخرين، وجدت نفسها تلعب بصفارتها الرخيصة الفضية.
كانت ميساكا ميكوتو تقدم أكثر ابتساماتها الاجتماعية بجانبها.
تلك الفتاة الكهربائية لم تكن مناسبة للنبلاء.
كانت تنحني بطريقة تبرز فقط ظهرها العاري. وكانت تتحدث إلى...
«ق-ق-قط؟ أريد أن أعطيه طعام القطط أيضًا.»
‹هسس!›
«آخخ، آلمتني!»
(هذا الحيوان يتفاعل مع الكهرومغناطيسية-ريوكو التي تنبعث من جسمك، لذا ما عندكِ حيلة تجاهها. حقًا أنتِ تحبين تضييع الجهد يا بنت.)
ولم تكن الحيوانات تحب شوكُهو أيضًا، على الرغم من أن ذلك لم يكن له علاقة بقدرتها. ولكن عندما يتعلق الأمر بقواها، فإن المِنتل-آوت لا تعمل إلا على البشر، لذا وجدت نفسها تتجنب القطط والكلاب. لكن من الظاهر، يمكن لميكوتو أن تستخدمه درعًا، فقد بدا القط الكاليكو يُحبها حيث واصَلَ فرك رأسه على كاحليها.
كانت متأكدة تمامًا أن كاميجو توما يقوم بالكثير لمساعدتهم.
بدا هذا كقاعة حفلات حية، لكن شَوكُهو وميكوتو لم تكن لهما معرفة كثيرة بالإنجليز هنا. وطبعًا، كانت الفتاة الشقراء معتادة على هذه المشاهد الاجتماعية وكانت واثقة من قدرتها على إعطاء ابتسامة مثالية، وقول الأشياء الصحيحة، والاندماج مع الحشد، لكنها كانت أقل ثقة في أن ذلك سيُشعرها بالارتياح.
عرف كاميجو الجميع تقريبًا هنا، ومع ذلك التزم البقاء معهم. هذا طريقته في ألا يترك شوكُهو وميكوتو وحدهما في هذا المكان الغريب. على الرغم من أنه قد لا يكون مدركًا بفعله هذا.
لكن هذا هو بالضبط المقصد.
عندما ذهب إلى دورة المياه، بدأت النشاطات المحيطة تتلاشى تدريجيًا.
«لقد تقاتلنا جنبًا لجنب على الطريق السريع بين إنجلترا واسكتلندا. أنا منبهرة. كانت تلك بمثابة أولى معارككِ ضد السحرة، أليس كذلك؟ وقد واجهتي أعضاء الذهب الأصليين الذين كانوا أقوى بكثير مما شاع عنه حتى.»
«نعم، أظن.»
«كنتُ عاجزةً أمامهم. واجبي كان لجلالتها الملكة وللدولة، لذا لم أتوقع أبدًا أن أتخذ صبيًا لا أعرفه تقريبًا إلى ساحة المعركة. وبالحديث عن ذلك الصبي، لا أصدق أنه حاول ببساطة مد يده تحت تنورتي...»
«لكن معظم القتال الفعلي فعلتها تلك الفتاة القوية هناك.»
حسَّت بانزعاج حتى وهي تحادث بسعادة فتاةً شقراء... فارسة؟
كانت تعلم أن أفكارها تنحرف، لكن تركيزها لم يكن على السيدة ذات الشعر القصير أمامها.
كانت ترعبها فكرة أنها لم تعد في مجال رؤيته. بقت ذكرياته ووعيه لها في مكانهما صُدفةً، لكن عندما فكّرت بإمكانية أن تعود كلها إلى البداية مرة أخرى ما إن يرجع من دورة المياه.... لم تستطع تهدئة نفسها.
(يا لي من تافهة، ألم أقبل مصيري منذ زمن؟)
«أوه، كوبكِ فارغ. اسمحي لي أن أحضر لك مشروبًا آخر. من بين الخيارات غير الكحولية، هل يمكن أن يكون "ساراتوجا كولر" مقبولًا؟»
«أعطيني شيرلي تمبل من فضلك. قدرة جفاف الزنجبيل لهُوَ – كخ!»
انحنى ظهر شوكُهو ميساكي الأبيض اللبني بشكل غير طبيعي.
في نفس الوقت، تحرك الصندوق الضيق والطويل الذي كان يرافق ميساكا ميكوتو في كل مكان بلطف وبصمت حولها. تحرك إلى وضعية لتجلس عليه بينما كانت تترنح.
فوجئت برفعها لمؤخرتها لارتفاع مناسب لكرسي، مما رفع قدميها عن الأرض. تناولت ميكوتو شرابها بجرعة صغيرة مع التأكد من عدم النظر نحو شوكُهو التي تحررت من الألم أسفل ظهرها. كانت ميكوتو تشرب فلوريدا، والذي كان في الأساس مزيجًا من عصائر الفواكه المختلفة. يمكن تحضيره في نافورة صودا مطعم عائلي لو امتلكت الجرأة.
همست ميكوتو وهي تقلق ما إن كان أي شخص يراقبهم.
«يا لها من فتاة أنانية، قد تحملين مَشَدّاً من البولي يوريثان تحت فستانك، ولكنك تخدعين نفسك فقط للآن. فلقد تعرضت لهجوم من ذلك ال... شيطان عظيم؟ ذلك الشَّعْرُ الأشقر الغريب؟ لذا تأكدي من أخذ قسطٍ من الراحة من حين لآخر.»
«....لماذا تفعلين هذا؟»
«يمكنني طرح نفس السؤال عليك. لماذا لا تستخدمين مِنتل-آوت على نفسك؟ إذا أردتي، يمكنك إزالة الألم أو حتى تحويل عقلك إلى حديقة زهور سعيدة.»
«لدي أسبابي. ليست كلها منطقية.»
بدت كطفلة عنيدة.
ولكن ربما الفتى الذي قضى ذلك الصيف معها سيظن أن هذا هو جانبها الحقيقي.
انتفض صدرها الكبير بتنهُّدٍ وقاطعت ساقيها الطويلتين.
على الرغم من أن ذلك لم يكن علامةً على الثقة. كانت تُجرب الحركة خوفًا من عودة الألم. تبعها قط الكاليكو وراء قدمها كما لو كان يلاحق ليزر أحمر، ربما بسبب كعبها المُتلألئ.
«هذا بالتأكيد يومٌ مميز. لم أتوقع أبدًا أن تري جانبي الضعيف.»
«ألم تري بنفسكِ الكثير من ضعفي؟»
«ما عندي مشكلة أطالع. فبعد كل شيء، أنا المُصلِحَة التي تعمل الكثير-ريوكو خلف الكواليس☆»
كانت تعلم أن هذه طريقة أنانية للنظر فيها.
أحبت التحكم في الآخرين ورأت كل شيء مسرحًا كبيرًا وقد يراها البعض على أنها تخاف من حدوث شيء دون معرفتها وأن تفاجؤها، لكنها لم تهتم إذا فكروا في ذلك. بل خافت من قطع رابطها بالآخرين وخافت من أن تُدمن قدرتها وتفقد نفسها.
لذلك كبحت نفسها.
عندما تتمعَّنُها، كانت مَلِكةُ مدرسة توكيواداي ورئيسة أكبر زمرة مُجَرَّد فتاةٍ صغيرة. كانت تخشى الخسارة ولن تحتمل رؤية ما ظنّت بامتلاكه يتلاشى، لذا لم تتوقف أبدًا عن النضال. ...وربما كان كل ذلك ردة فعلٍ على فقدان رابطها بذلك الفتى ذو الشائك في صَيْفِ يَوْمٍ مُعَيّنٍ.
كان الفرق بين عُقدة التفوق وعُقدة النقص كورقةٍ رقيقة.
لو لم تخف كثيرًا من الوحدة، لما عَمِلت لإنشاء أكبر زمرة في توكيواداي. لو لم تخشَ نقصان بعض المعلومات الحاسمة، لما اهتمت أن تكون شخصية جذّابة ذاتُ تأثير على منصات التواصل.
«ميساكا-ساااان.»
«نعم؟»
«هل تخاف من أي شيء؟»
تنهدت ميكوتو نفسًا من أنفها بينما تعطي ظهرها الأبيض اللبني على حفلة الليل.
هزت بخفة ما تبقى من الشراب في كوبها.
«لا زلت أعاني من كوابيس بأن أكون مدفونة تحت كومة ضخمة من العرائس البلاستيكية. وبالنظر إلى مدى تأثيرك على النموذج الأولي، أعلم أنك تعرفين ما الذي تسبب في تلك الكوابيس.»
لذا.
لذا طبعًا خافت من مواجهة قلبها بصدق. ارتبط الجميع بأشياء كتلك. حتى لو لم يكن لديهم القدرة على السيطرة على عقول الناس.
كانت خائفة.
حتى التفكير في إمكانية ذلك أرعبها.
لكن كان هناك فخر في العيش مع ذلك الخوف. لو عرضت استخدام ريموتها لإزالة عبء تلك الكوابيس عن كتفي ميساكا ميكوتو، فمن المرجح أن ترفض الفتاة الأخرى.
وكانت شوكُهو ميساكي مثلها.
بغض النظر عن مدى الألم، لم ترغب في فقدان ذكريات ابتسامة ذلك الشخص. بغض النظر عن كل شيء.
«نعم. لي أحلامٌ تافهة أحيانًا أيضًا.»
«أوه؟ حقًا، هذا نادر. تكشفين لي عن ضعف عقلي بدلاً من ضعف جسدي؟ فما هي تلك الكوابيس التي توقظك على عرقٍ بارد؟»
«....مشاهد كهذه.»
توقفت أطراف الأصابع التي كانت تلعب بصفارة الطوارئ الفضية.
هذه السعادة ستنتهي. من المؤكد أنها ستنحل في نقطة ما.
سينسى فتى مُعَيّن شوكُهو ميساكي في النهاية. كان ذلك لا مفر منه.
كانت تعرف ذلك.
حقًا عرفت.
لكن على الأقل كانت لديها اللحظة.
لهذا اليوم الواحد فقط.
- الجزء 7
«سحقًا، هل أتاني نزيفٌ في أنفي؟»
أمسك الصبي ذو الشعر الأشْوَك وجهه وهو يتذمر لنفسه.
كانت تلك تجربة نادرة حقًا، أن يضربك كعب عالٍ على جسر أنفك من قبل امرأة نبيلةٍ بريطانيةٍ جميلة. كان يعلم أنه يتخيل الأمر، لكنه كاد أن يقسم بأنه سمع صوت تكسُّرٍ عندما ضغط إصبعه على أنفه. صَعُبَ عليه أن يتخيل مدى الضرر الذي لحق به، لذا أراد التحقق من ذلك في المرآة.
لهذا السبب راح منفردًا لدورة المياه، لكنه صادف شيئًا مذهلًا حقًا أثناء سيره في الممر المستقيم.
«ياه ياه ياااه، إن الكوكب يدور حقًا، ألا تتفق؟»
«وااااه!! كم ثملتِ يا أورسولاااااااااااا!!»
لم يتمكن سوى أن يُمسِكَ رأسه ويصرخ.
كان شخص ما جالسًا على الأرض في الممر ومتكئًا على الحائط بجانب نافذة. هذه المرأة، التي تتمتع بشعرٍ أشقر قصير وجسمٍ جميل جدًا والتي بدت وكأنها لم تعد قادرة على الوقوف بعافيتها حتى، كانت أورسولا أكويناس. عادةً ما ارتدت عباءةً سوداء تغطي رأسها حتى أخمص قدميها، لكن اليوم كانت ترتدي فستانًا للحفلات يترك ظهرها عاريًا. وكان شيءٌ ما خاطئ. شيءٌ بالغ الخطورة. كانت تتمدد في أماكن، وكان سحّابُها مفتوحًا، وكانت تمسك بالقماش الحريري والصليب على صدرها بيدٍ واحدة بالكاد. كانت دفاعات الراهبة منخفضة بشكل خطير اليوم، كما لو أنها كانت ترتدي المريلة العارية الأسطورية.
انطلقت صافرة تحذير في رأس الصبي ذو الشعر الأشْوَك.
خِبرته تحدثت له هنا.
(هذا سيء. حتى لو تلقيت لكمة في وجهي بكعب عال، لن أبقى على قيد الحياة إذا نزلت حتى قطرة دمٍ واحدة من أنفي الآن!!)
الوحش المرهب المعروف بإندِكس والفتاة الكهربائية كانتا في نفس المبنى. إذا تعرض لهجوم من كلتيهما في وقت واحد، فقد لا يرجع إلى اليابان سليمًا.
أيضًا، كانت هناك بعض الأشياء ملقاة على الأرض حول أورسولا.
ولكنها لم تكن زجاجات أو أكواب شراب. كانت أسماؤها باللغة الإنجليزية، لكنه كان متأكدًا بأنها منتجات مصممة لزيادة مقاومة الكحول. كانت الزجاجات البنية الصغيرة وأكياس الدواء المسحوق المنتشرة على الأرض هي نوع من الأشياء لا تراها في نمط الحياة المدرسي: كركم، ومستخلص الكبد، وغيرها من العناصر الموجودة على رفوف متاجر البقالة المحلية والصيدليات.
«لحظة، هل حاولتِ فعلاً كبح نفسكِ بهذا؟ فكيف كانت لتكون النتيجة لو لم تفعلي؟؟؟ وإذا كنتِ تعلمين أنكِ لا تتحملين الكحول، فلماذا تشربينها أصلًا؟»
«هههه. نخبااكك، نخباااك☆»
ضحكت أورسولا وتظاهرت برفع الكوب، وكررت نفس الكلمة مرارًا وتكرارًا. ...أمكنه تصَوُّر ما حدث بوضوح تام. لم تعتد الشراب، لكن هذا اليوم كان يوم احتفال، لذا رفعت نخبًا أعطاها إياها أحدُ الخدم مع الجميع. لم تعلم كم كان الشراب قويًا، لكنها كانت ألطف من أن ترميه بعيدًا، لذلك شربته. نعم، وبما أنها لم تعتد الشراب، فقد سكبت تلك الفتاة اللطيفة كلها في معدتها دُفعةً واحدة!!
أيضًا، الذراع التي رفعتها تظاهرًا برفع الكوب حدث أنها كانت آخر ما تبقى من دفاعات صدرها. فَقَدَ العالم آخر جزء من ضميره وسقطت القطعة الرقيقة والمتجعدة من الفستان.
راحَ عقله للفراغ.
لذا ولسوء الحظ، لم يستطع تقديم شرحٍ صحيح لما حدث أمام عينيه.
ومع ذلك عَرِفَ العالم كله كلمةً واحدة يمكن أن تُعبر عنها بشكلٍ صحيح: بوينغ!!
وللتوضيح إن لم تفهم، لم تخفي أورسولا كرةً مطاطية قابضة في صدر فستانها.
«آآااهه!!»
«تنهد... لماذا أشعر بالحر الشديد؟ عليَّ تبريد نفسي.»
بدلاً من أن تغطي نفسها بسرعة، بدأت بدلاً من ذلك تُهَوِّي ذلك الجزء المكشوف كاملًا من جسدها.
وضع كاميجو يدًا على جبينه وهو يمر بموجة من الدوار.
نعم.
لقد كان مراهقًا بما يكفي ليرغب في وضع دائرة حول أي كلمات قذرة باللون الأحمر عندما يصادفها في القاموس أثناء الفصل، لكن هذه الصورة جعلته يشعر بالذنب فقط بالنظر.
«صحيح. لم تكن أبدًا إندِكس أو ميساكا. الكشف الحقيقي لطالما أتى من أورسولا، صحيح؟ وعندما أتذكر، هذا ينطبق كذلك خلال فوضى الخلائط الإلهية!!»
«بعع.»
صارت تعبيرات أورسولا جادة سريعةً جدًا، وخرج صوت غريب مشبوه من شفتيها الساحرتين.
لم يكن هذا جيدًا.
كان متأكدًا تمامًا من أن شيئًا ما على وشك الحدوث.
كانت الأمور سيئة كفاية عندما صادف ميساكا ميسوزو المخمورة على جانب الطريق في المدينة الأكاديمية، لكن على الأقل بدت معتادة على ذلك. لكن هذه كانت مختلفة. التعامل مع امرأة لا تعرف حدودها كان أكثر إرباكًا بكثير.
«هَيي، هل يمكنك الوقوف يا أورسولا؟ لا تفعليها هنا. أرجوكِ لا. إن هذا السجاد في القلعة يبدو غاليًا للغاية، لذا دعيني أخذك إلى الحمام. هيّا، قومي!»
«أعع.»
«هيّا قومي وامشي بنفسك!! لا تتكئي عليّ هكذا!!»
بدا قفاها المُحْمَرُّ آخاذا وكأنه يبعثُ غازًا حُلُوًا خفيًا أو مثل الرائحة المنبعثة من التفاحات التي تضعُها في الثلاجة لتتأكد من نضوج الموز ولذّته، لكن الطريقة التي أعبست فيها أورسولا شفتيها كانت مثل طفلة صغيرة، مما أبداها أكثر فعالية.
«أخ منك، عندما أمسك بذراعك لأدعمك بكتفي، تكونين مكشوفة تمامًا من الأمام. ما عليّ أن أفعل حتى؟ كيف أغلق هذا الفستان؟؟؟»
«أهٍ–منك–من–فتىً–يائس. لن تعاني إن حَمَلتني حَمْلَ الأميرة.»
«أتريدين مني أن أكون شخصًا حزين يُقلد اختطاف الناس لوحده؟!»
«سمعتني☆ كيها كيها كيها كيها!!»
بدأت تركل عشوائياً كطفلة (حتى مزقت جواربها، مما جعل ساقيها أكثر جاذبية كما لو كانت عارية) وبدأت تدفع نحوه بينما تضحك بطريقة هيستيرية لم تكن لتفعلها أبدًا لو كانت صاحية.
«اغ!»
قام كاميجو توما بأفضل محاولة ليحملها حمل الأميرة.
لكن عندما حاول ذلك، وجد أن مركز ثقله كان أبعد للأمام من المتوقع. عَرِف أن خطوة واحدة خطأ وسينزلق مما سيرسل وجهه مباشرة إلى تلك الكتلتين المتراقصتين أمامه.
وكانت الطريقة التي ضغطت بها هذه الشابة الشابة إصبعها السبابة على شفتيه بينما تقول «سمعتني» كانت قوية للغاية. كان سعيدًا جدًا لأن هذه القلعة كانت حجرية وخالية من وسائل الراحة الحديثة. ...إذا تم تصويره الآن، فربما تقرر أورسولا الهجران عميقًا في الجبال لتصير ناسكة عندما تستفيق من حالة سُكرها.
و.
لابد أنهما أحدثا ضجة كبيرة.
انفتح بابٌ غير باب قاعة الحفلات وظهرت امرأة ذات شعر أسود مربوط في تسريحةٍ سابّة (ذيل الفرس) وترتدي فستانًا متعدد الثقافات به لمسةٌ يابانية.
كانت كانزاكي كاوري.
لابد أنها خدمت اليوم كحارسة لأن الشابة اليابانية كانت تحمل سيفها الكاتانا الذي يبلغ طوله ما يقرب المترين على وركها. عندما رآها، بدأ كاميجو في هز يده الحرة بعنف.
«مهلاً!! ساعدني هنا!! أورسولا في حالة سيئة حقًا.»
«أواثق أنك لم تضعها في هذه حالة سيئة حقًا؟»
«انتظري، انتظري! أمم، أنتِ لست مثل إندِكس. أنت الأقوى عندما يتعلق الأمر بالهجمات الجسدية، لذا ستكون هذا فكرة سيئة. أقصد، أورسولا هي البوكّي وأنت التسوكّومي [5] في هذه الحالة، أليس كذلك؟! لطمة من قديسة ستكون مميتة! أنا واثق تمامًا أن سوء الفهم هذا واحده سيكون من أكبر التهديدات لحياتي حتى الآن! لذا أرجوكِ لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!!!»
- الجزء 8
ربما كان هذا ما يعنيه تغيّر الناس.
قد عاش هذا الرجل ما يكفي خلال الحرب ليتغَيّر أي شخص.
الشخص المقصود هنا هو هوليغريس ميراتس.
عندما سمع دوي اصطدام عالي قادم من القلعة، قفز من كرسيه في محطة الحراسة.
«ما بحق السماء كان ذلك؟!»
«الدورية العادية للتو غادرت، أنسيت؟ سنبقى على تواصل وثيق مع فريق الأمن في القلعة، لذا لا داعي للقلق. لقد تلقينا إنذارًا طارئًا في حالة حدوث مشكلة. لذا ربما كان فارسًا أو ساحر من أفرط قليلاً في الاحتفال.»
حاولت أغنيز سانكتيس منعه والحنق في صوتها، لكنها علمت مسبقًا أنه لن يستمع. أيضًا، كان بالُها مشغولًا في لعبةٍ لوحية مصنوعة يدويًا التي كانت تلعبها هي ورفيقاتها الراهبات بالشوكولاتة بدلاً من الرقائق حتى لا يدخلوا في القِمار الحرام.
«أعرف هذا فقط لأن الأماكوسا أشاروا إليها، لكن يبدو أن هناك قولًا شرقيًا يقول أنه عليك الاحتفاظ بخوذتك مُحكمًا حتى بعد النصر. مفهومٌ رائع حقًا! كُنْ دائمًا يقظًا! من دواعي الفخر أن يُقام حفل النصر في إنجلترا بدلاً من الدول الثلاث الأخرى، لذا لن أسمح لأيّ كان بإفسادها. لذلك عليّ الذهاب! الدورية بانتظاري!!»
خرج الفارس السمين إلى البرد حاملاً فانوسًا في يده. لقد كان عضوًا مرموقًا في الفرسان، لكنك لن تعرف أبدًا متى سيرى ثعلبًا ليليًا ينظر إليه ويطلق النار من بندقيته ذات الماسورة المزدوجة للدفاع عن النفس أثناء سقوطه على مؤخرته.
لهذا السبب، كان على أغنيز سانكتيس أن تمسك بعصاها اللوتس من حيث كانت مُتكئة على الجدار وتترك محطة الحراسة الدافئة لتلحقه.
«جديًا؟! انتظر، هَيي انتظر! خذني معك!!»
في السابق، لم يرَ مشكلة في التعامل مع الرومان الكاثوليك السابقين والأماكوسا على أنهم بيادق قابلة للصرف عندما بدأت الحرب، لذلك كانت هذه علاقة غريبة. في المقام الأول، كان الشخص الذي فكر في مصلحته الشخصية أولاً وتشبث بمقعده العالي وأراد أن يكون المنسق المُتحكم في الجميع، لذلك كان غريبًا أن يذهب بنشاطٍ في دوريات الشتاء التي كانت عادةً ما تُترك لأقل الفرسان تصنيفًا.
وحشٌ أبيض وأميرة بريطانيا الثالثة.
كان تفاعله مع كليهما قصيرًا، ولكن من خلال إعطاء تلك التفاعلات الوزن المناسب، كان من الممكن التعلم.
«آااهه!! أ-الأخت أغنيز تركت اللعبة دون أن تنهيها!! وهي من ابتكرت هذه اللعبة اللوحية القاسية.»
«انتظري أيتها الأخت أنجليني. يمكننا الاستمرار بدونها وأن ندعها ترمي كل الدورات التي فاتتها عند عودتها. آخٍ منها، وكذلك يمكننا نقل قطعتها للنرد التي رمتها للتو. أمم، لقد حصلت على 5، إذن 1، 2، 3، 4... آه!! "خذ ثلاثة قطع من الشوكولاتة من أي لاعب تختاره"!!»
بدأت الراهبات الأخريات في الشكوى من سوء حظهن، لكن أغنيز لم تكترث لهن.
تم بناء قلعة وندسور أفقيًا بدلًا من عمودي، لذا فإن صنع دائرة من الخارج كان بمثابة دورة في مضمار صغير للركض. تمايلت فروع الأشجار في نسيم الهواء البارد، لكنه لم يكن مشهدًا مقفرًا إلى هذا الحد. كان ذلك على بعد حوالي أربعين كيلومترًا من العاصمة لندن، لكن كانت الألعاب النارية تُطلق بين الحين والآخر حتى في هذه المدينة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثين ألف نسمة. لن يكون مستغربًا أبدًا إذا وصلت الألعاب النارية إلى مستوى مثير للدهشة من خمسين ألف تُطلق كل دقيقة في لندن نفسها. بهذا الإيقاع، كانت البلاد على وشك نفاد الألعاب النارية قبل حلول رأس السنة الجديدة.
بالطبع، لم تبدو أغنيز سعيدة حيث مسحت على كتفيها بحثًا عن الدفء وطاردت رجلًا سمينًا بينما ترى أنفاسها الباردة.
«هذه هي المرة الخامسة والخمسون التي تخرج فيها في دورية. أما زلت تفعل هذا بسبب لعنة منعت وقوع حدث مناسب على رقم جميل مثل الخمسين؟؟؟»
«همم، لا شيء غير عادي هذه المرة أيضًا. جيد! بالضبط ما أحب رؤيته!!»
...لم يأمل في المتاعب وكان سعيدًا حقًا برؤية كل شيء تمام، لذلك كان من المستحيل عليه أن يقرر التوقف أبدًا. بهذا الإيقاع، ربما سيواصل الدوران حول القلعة طوال الليل.
لذا.
هل كانت هذه التغييرات الصغيرة حقًا مُرحبٌ بها لهولغريس ميراتس؟ كان لباس أغنيز قصيرًا قليلاً، لذا فركت فخذيها معًا لتحارب البرد بينما تحدثت.
«ها؟ هناك شيء ما»
«مم.»
الفارس البدين أدار فاسونه نحو المكان الذي مرّ به سابقًا.
لكنه لا يمكن أن يلام على عدم ملاحظته. لم تكن أغنيز قد رأت معتديًا واضح الهوية أو طائرة بدون طيار تحمل حزمة مشبوهة.
كان الضوء موجهًا نحو الأرض.
تُرِكت علامة غريبة هناك.
عثرت أغنيز عليها، لكن حتى هي نظرت باستغراب وهي تمسك عصا لوتس بين ذراعيها (لأنها كانت مصنوعة من الفضة وكان من البارد جدًا للمس إذا لم تقوم بتسخينها باستمرار بحرارة جسدها!).
«ما هذه؟ أثار أقدام؟؟؟»
استفسرت عن استنتاجها الخاص لأنه كان مختلفًا جدًا عن أثار إنسان. ولا كانت اثار حيوان مألوف مثل الثعلب أو القطة. كانت أكبر بكثير وأكثر شرًا. تركت شقوقًا حادة في الأرض كما لو كانت من مخالب طائرٍ جارح، لكن حجم منطقة العشب الممزق كانت أكبر بكثير مما يُتوَقع من دُب.
بالطبع، لم يروا شيئًا كهذا قبلًا.
هذه لم تكن حالة جهل من جانبهم. لا يمكن وصفها إلا بالكلمات «كأن» و «مثل» لأنه لم يكن هناك كلمة تصفه بدقة. من غير المرجح أن يجدوا آثارًا مثل هذه في أي موسوعة حيوانية أو حتى موسوعة الديناصورات. كان الأمر غريبًا بما فيه الكفاية حتى أنهم افترضوا احتمالية أنها قد تكون بدلة طاقة مساعدة كما في أكاديمية العلوم تلك نظرًا للشكل.
«...»
وخلافًا لما حدث في الماضي، لم يتردد هولغريس الحالي. سحب خنجره اليساري القصير في يده الفارغة. كان خنجرًا دفاعي قصيرًا مصممًا لصد ضربة الخصم وقد تم تطويره للنبلاء الذين قد يجدون أنفسهم في مواجهة قتالية غير متوقعة، فهُم لا يحبون التجوال بدرعٍ ضخم. انتشر بصوت نابضٍ مُحَمَّل. لم يستخدم هولغريس [كسّارة السيوف] أو [مانغوش] [6] فيهِ أخاديد تشبه المشط منحوتة في النصل السميك. التقط خنجره الدفاعي شفرة العدو على احدى أخاديد الشفرات الثانوية والتي انتشرت من قاعدة السيف.
أعطى الأولوية للدفاع الصُلب على الهجوم المتهور.
ربما جاءت هذه القرارات من الفانوس الذي حمله في يده اليمنى المُهيمنة، ولكن ربما جاءت أيضًا من روحه الفارسية التي أخبرته أنه عليه النجاة وإحضار هذه المعلومات إلى بقية الفرسان.
وقف ظهرًا لظهر مع أغنيز التي ضبطت قبضتها على عصاها اللوتس، ودَوَّر ضوء فانوسه بحذر حوله. ثم طرح ذلك الرجل الذي صقل سيفه الصدئ سؤالًا.
«أترين شيئًا؟»
فتحت أغنيز بتلاتها المشابهة لأجنحة الملاك في نهاية عصاها اللوتس وأضاءت بريقًا متعدد الألوان على جوانب العصا الفضية مثل فقاعة الصابون أو طبقة الزيت على بركة.
«كانت هذه دَوْريتك السادسة والخمسون. لقد مررت من هنا منذ وقت ليس ببعيد، أليس كذلك؟ لكنك لم ترَ شيئًا بعد ذلك.»
«اسمحي لي إذن بتعديل بياني» قال الرجل البدين مُتوترًا «لقد مرّ شيءٌ ما من هنا. ومؤخراً جداً.»
- الجزء 9
كان كاميجو توما يسير عائدًا من دورة المياه وما زال يحاول التعود على البدلة الرسمية (توكسيدو) وربطة العنق.
وفي طريقه، لاحظ ستارة ترفرت في إحدى النوافذ الموجودة في الممر المستقيم. على الرغم من أن هذا الطابق الثاني.
«ما هذا؟»
ثم لاحظ شيئًا ما.
نظر إلى الوراء في الممر الذي انتقل منه للتو.
كان هناك شخص.
مرّ به دون أن يلاحظ، لذلك ربما كانوا يختبئون خلف أو أسفل إحدى واجهات العرض المبطنة بالمعادن الثمينة والقطع الفنية.
على الرغم من ذلك، تحدث كاميجو توما بنظرة شخص رأى صديقًا قديمًا.
شد وفتح يده اليمنى ليفحص كيف تُبلي.
بدا أنه يواصل شيئًا تركه غير منتهي.
«أخذت وقتًا طويلاً. ظننتك ستصل أسرع من ذلك.»
لم يَرُد الشخص الآخر بأي شيء.
بضعة خطوطٍ مُلَوّنة بالأزرق السماوي والأصفر الليموني اللامع لن تجدها على أي مخلوق طبيعي وكانت ترقص في رؤيته.
بدون كلمة، تحركت ذراع أفقيًا وانبثقت مخالب ضخمة بصوتٍ مسموع من اليد.
كانت هذه مخالب تنين مشؤومة.
- ما بين السطور 1
«.....................................................................................................................................................»
كانت امرأة ترتدي ملابس الحداد ولها أذنين وذيل قطة.
الساحرة القطة السوداء مينا ماذرز كانت مُتَعلِّقة في زاوية عربةٍ متنقلة. نفخت خدّيها بدموع احتجاج.
تنهد طبيبٌ ذو وجهٍ ضفدعي.
«هل أدركت أخيرًا؟»
«لا تلم إلا نفسك لهذا.»
كان الكلب المُسترِد الذهبي الذي يدعى كيهارا نوكان يبدو مستاءً. من الناحية التقنية، كان أليستر هو من أوصى الطبيب بذلك، لكن ذلك الإنسان لم يعد موجودًا ولَوْمه لن تؤدي بالنتيجة شيئا.
في ذلك الجو المُكئِب...
«قلتَ أنك آلان بينيت. فتحتُ لك قلبي وكشفتُ الكثير لأنك ادعيت بأنك الساحر الذهبي، آلان بينيت. لكن من أنت حقًا؟»
كانت مينا ماذرز تتمتم لنفسها (حيث كان زي حدادها كاشفا صدرها) وكان من غير المرجح أن يصلها الحديث المنطقي. في الواقع، كانت تحفر أظافرها في دمية محبوكة ذات شعر أحمر وفستان أبيض وصندوق أسود صنعتها في وقت فراغها. كانت الدمية صديقةً رائعة للساحرة القطة السوداء، لكن الآن باتت تمزقها بصوت مسموع.
أدرك الطبيب ذو الوجه الضفدعي أن عليه أن يتعامل مع هذا كما لو كان في قسم الأطفال.
«هل ستسامحيني مقابل نقانق الذرة؟»
«طعام أمريكي في المملكة المتحدة؟»
لو لم تنجح مطالباتك بحوارات المنطق، فربما يكون فعالاً أن تبدي نفسك سخيفًا.
«أغغ،» تأوه أحدهم.
كان الصوت من ليليث في سريرها. لم تعد تستطيع التحدث باللغة البشرية وكانت ترضع زجاجة. مهمها كانت الطرق المستخدمة، هذا ما حدث معها الآن بمجرد أن حصلت على جسدٍ مادي. لم تعد قادرة على استخدام المعجزات بصفتها روحًا مكشوفة قد تنطفي بسهولة أكبر من شمعة.
انتهت الحرب، وتوفي والدها، وكان هناك الكثير من الضجيج خارج العربة المتنقلة. كانت لندن تُشعل العديد من الألعاب النارية حتى خطر تساؤل عما إذا أرادوا إشعال مدينتهم. كانت العربة الترفيهية متوقفة على الرصيف، لكن ربما ينقلونها إلى مكان آخر لو وصلتهم الإثارة والحفلات.
كيف بدا هذا المشهد من وجهة نظر الابنة؟
لم تكن ليليث مذنبة هنا، لذا تركت مينا الدمية المحبوكة التي صنعتها، ووقفت على الأرض، وبدأت تُحَضّر زجاجة.
«بمعنى آخر، كان وستكوت سحابة.»
أعبست الأرملة الهريرة الحزينة (!؟) مينا ماذرز شفتيها كطفلة عبوسة وبدأت في التحدث.
أمال الكلب كيهارا نوكان رأسه مستغربًا.
«سحابة؟»
«النصوص الروزيكروشية عميقة جدًا حتى أن هناك تفسيرات متعددة.
بل إن هناك فئات تدّعي أن بعض التفسيرات المعروفة لدى العامة هي طعم لإخفاء الحقيقة وأن المجموعة الحقيقية والهدف الحقيقي من وجودها يكمن في مكان آخر. …ولهذا السبب لم يكن أحد على استعداد للاستماع عندما كشف [يوهان فالنتين أندريه] أنه اختلق الأمر كله.»
سواء كان من الجانب السحري أو العلمي، فإن الشروحات لطالما أمتعت المثقفين.
الطبيب بو وجه الضفدع وكيهارا نوكان كانا يعرفان ذلك جيدًا من خبرة، لذا سمحا لمينا بالمتابعة.
في الواقع، إذا حاولا مقاطعتها وهما يجهلان القصة، فسيثيران ثورة كبيرة.
«إن رسائل سبرنجل التي عرضها وستكوت كثيرًا في عصبة الذهب كانت بلا شك زيفًا من اختراعه. جعلها ممكنة بعناء شديد حتى أنه درس كيفية الكتابة كالسيدة الألمانية وأكمل الكتابة على هذه الرسائل ذهابًا وإيابًا لنفسه.»
«يا لها من عيشةٍ عاشها.»
«لكن حتى لو كانت رسائل وستكوت مزيفة، فإن ذلك لا يثبت أن المرأة المدعوة آنا سبرنجل لم تكن موجودة. فمن الممكن دائمًا أن تكون هناك رسالة واحدة حقيقية مستقلة عن رسائل وستكوت.»
رفعت مينا ماذرز ليليث من سرير الأطفال وأدخلت نهاية الزجاجة المدفأة في فم الطفلة.
واصلت الحديث بمهارة مُبعِدَةً شفاه الطفلة التي حاولت مصَّ الحليب الحقيقي.
«هذا ما أعنيه بسحابة. كان ويستكوت يعرف أن السيدة سبرنجل موجودة، لكنه كذب متعمدًا لإخفائها عن الأعضاء الآخرين في العصبة الذهبية. بمجرد أن يُكشف كذبه، سيفترض الجميع أن الحكاية انتهت.»
...استغل أليستر رسائل سبرنجل ليُعِدَّ صراعًا بين فصيلي ماذرز و وستكوت.
لقد علم ويستكوت بتأطيره، فهل كان مُكرِّسًا نفسه كثيرا ل [آنا سبرنجل] الحقيقية حتى يتعين عليه أن يواصل "كذبته"؟
لابد أنه أراد إخفاء وجود آنا سبرنجل حتى لو أدى ذلك إلى نشوب معركة طريق بلايث. لأنه إذا سمح للصراع الكبير بالاندلاع بسبب فشله، فإنه سيجعل فقط نظرية "كذبه على الجميع" تبدو أكثر إقناعًا.
ومع ذلك...
«يا له من رجلٍ مأساوي. السحابة تشبه كثيرًا أولئك النصابين الذين سيقومون برفض أي نظرية معارضة. مهما تم تفنيدهم، فإن الأشخاص الذين لا يريدون أن يعترفوا بخطئهم عليهم فقط أن يُشيروا ويقولوا شيئًا بسيطًا: كلكم يا من بقوا سُحُب.»
«...»
«بمجرد أن تبدأ في طريق السحابة، فلا نهاية لها. لأن السيدة سبرنجل التي آمن بها وستكوت قد تكون مجرد سحابة أخرى. وإذا بدأت تشك في كل شيء وقشرت طبقات البصل الواحدة تلو الأخرى، فمن سيبقى؟ عليك أن تأمل ألا تقشر أكثر فأكثر فأكثر فأكثر حتى تدرك فجأة أنه لم يبقى شيء في يديك.»
خرج الكلب المسترد الذهبي من العربة الترفيهية وشمَّ الهواء الخارجي.
فعل ذلك لأنه لم يستطع التدخين قرب الطفلة الآن بعد أن حصلت على جسدٍ مادي، ولكنه لاحظ شيئًا بعد أن قطع طرف سيجارته بواسطة شفرة. كانت الكلمات الإنجليزية "منطقة ممنوعة التدخين" مرسومة بحروف كبيرة على الأسفلت أمامه.
وكانت هناك أيام حتى الكلب رغب فيها بالبكاء.
(إيه؟ لكن هناك دخان كثير من الألعاب النارية تحجب النجوم.)
كان محطمًا جدًا.
قرر أن يبدأ لاحقًا أبحاثًا على أكواخ الكلاب محكمة الغلق التي يمكن طيُّها لسهولة النقل والتي ستتيح له التدخين في أي مكان دون أن يزعج أي شخص. وسيأخذ براءة اختراع لها عمدًا وينشرها عالميًا ليخلق عالمًا رائعًا خالٍ من التحيز والتمييز!!
أيضًا، كان هناك شيء أزعجه حتى رغب بشدة في التدخين.
الإنسان، أليستر.
ولكن لم تكن دمعةً من ملأت قلب الكلب الذهبي.
كان أنفه الباحثي يُخبره شيئاً.
«رغم أن فئة الكيهارا كانت مدعومة جزئيًا بواسطة مُتحَكِّم النموذج الأوّلي لأليستر كراولي.»
لذلك.
هذا ما أراد قوله.
«ما زلت أشتم حُضُورَهُ.»
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)