-->

الخاتمة: ذهَبٌ و روزن. — غيّر _ السّكّة.

(إعدادات القراءة)

«لا أصدق هذا. كيف ذهبنا طول الطريق إلى ألاسكا ولم نرىٰ الشفق القطبي؟ كل الفضل يرجع إلى الاحتباس الحراري. حتى أن الأحوال الجوية صارت شَذّة.»

كانت يُوشكاوا كِكيو، باحثة (سابقة؟) ذي معطفٍ أبيض مختبري، تشتكي من أمر.

لاست أوردر، (التي تبدو) فتاةً في سن العاشرة تقريبًا، كانت راضية ببساطة لأكلها الكثير من السلمون، وكانت تحمل هدايا تذكارية معلبة معها.

«ألّا نراه بعد ذهابنا هناك يعني أننا واجهنا ظروفاً جوية نادرة جدًا، تقول ميساكا وتناقش ميساكا الاحتمالات والإحصاءات.»

«لا يهمني إنْ كانت لكل أوجه النرد نفس الاحتمالية!! ليس وأنّ هدفنا النهائي هو أن نحصد الرقم ستة!!»

لقد عادوا إلى المدينة عبر خليج طوكيو.

إلى غرب طوكيو.

إلى مدينة الأكاديمية، مؤسسة تطوير الأسابر ذوي المليونين وثلاثمئة ألف نسمة.

«وها قد عادت أضواء المدينة، تقول ميساكا وتحتفل ميساكا!»

«وهو مثيرٌ للدهشة أنّه لم يتسلق لصوصٌ كُثُر الجدار.»

الفتاة ذاتُ النظرة الشريرة التي كانت تؤدي دور حارستهم خلال الرحلة كان لها رأيٌّ حول هذا.

كانت ميساكا وورست.

«حسنٌ، يرىٰ الناس من خارج المدينة أنها وكرٌ للمخدرات الغريبة، لذا ربما لم يملكوا الجرأة للتسلل بعد أن فرّ مدراؤها كالجرذان من سفينة غارقة. المعرفة عامِلٌ مُهِم ولن يرغب أحد في استكشاف مستشفى مهجور قد ينفجر. وفي حالة المدينة الأكاديمية، أكيدٌ أنها ستكون أسوأ.»

خارج المدينة الأكاديمية، قد سمعوا أيضًا تقارير غريبة عن وحوش غامضة تجوب العالم بأسره. لابد أن شيئاً هناك قد حدث، لكنهم تغلبوا على تلك المشكلة وعادت حياتهم العادية.

المشاكل لا تحل نفسها.

ربما بدت لهم أن بعض الخطوات قد تخطت، ولكن ذلك لأن أناس مُعَيَّنين ملؤوا الفجوات بسرّية.

«آه!!»

لاحظت لاست أوردر ظِلًا ضمن الحشد العادي.

«مرحبًا بعودتك، تقول ميساكا وتتأكد ميساكا من أنها أوّلُ من تقولها!!»

الفتاة وذراعيها مليئتين بالتذكارات ركضت وبدا أنّ الآخر لاحَظَها.

وفي حين كان يقف هناك مع عصاه ذات التصميم الحديث، رفع يده بكسل وتحدث.

«نعم، رجعت.»



لن يلبسوا ملابس السباحة هذه المرة.

في حال نسيتم جميعًا، كنّا في شهر ديسمبر!!

وكان لباسهن الرسمي متعدد الأغراض هو زيّهن المدرسي الإعدادي. كان شيئًا ستتذكرينه عندما تَبلُغين وتغلبُكِ الغيرة والحنين.

كانت ميساكا ميكوتو مُحرجة كثيرًا وقتما اضطرت للباس بدلة رياضية على الطائرة، لذا...

(أحقّاً جلبوا هذه لنا في المطار؟ يا لها من ميزة امتلاك أكبر زمرة. طيّب، ما لي حقٌّ في الحديث حيث أنني أيضًا استعرت الزي، ولكن كلهن ما عدا رئيسة الزمرة تعرفن حقًا شغلهن.)

«آآآآهه!! نعم... منتجات مدينة الأكاديمية حقًا الأفضل☆»

رفعت شَوكُهو ميساكي ذراعيها ومدت ظهرها لترىٰ كيف حال وركها وبدت كأنها تستمتع في ينبوع ساخن. كان صدرها كبيرًا عارمًا، لذا ثني ظهرها بهذا الشكل خلق مشهدًا مثيرًا آخاذ.

يبدو أنها جزعت الانتظار حتى المستشفى العادي حيث تلقّت حزامًا طبيًا بديلًا من غرفة العلاج في مطار المنطقة 23 الدولي، لكن...

«هل أظهر التعب شخصيتك الحقيقية يا شَوكُهو؟ ما تتعبين من تحولات السيدة العجوز، صح؟»

«(أ-أنتِ من أطلقت رصاصة في جنبي!)»

«؟»

بقدر ما أرادت شَوكُهو الشكوى، فقد حدث ذلك لأنها سلبت الفتاة الأخرى وعْيَها بالمِنتل-آوت، لذا لم يكن لديها الحق في القول.

(هو مُرعبٌ تقريبًا كيف أنه عالج ذلك دون أن يترك ندبةً حتى.)

«ولكن إن أمكنه شفاء جرح بطني بكمال، فلماذا ترك وركي محله؟ كان يقدر ذاك الطبيب أن يعالج كل شيء ذاك الوقت!!»

«مدري شنو قاعدة تبربرين، ولكن تستاهلين، اعتبريها عقوبة من ربي.»

«أغ!! ط-طيّب، على الشفاء أن يستغرق أسبوعًا لا أكثر. استمتعي بانتصارك مادمتِ قادرة يا ميساكا-سان. فإن السقوط يُوجِعُ أكثر كُلما علَيْتي-ريوكو. هو هو هو!!»

«أمم، أن تُسَخّني ظهركِ وأنتِ تجهلين سبب الألم قد يجعل الوجع أقوىٰ، لذا احذري من ذلك. من ناحية أخرى، ربما يكون وضع مدفأة هالوجين على ظهرك هو الخيار الأمثل هنا.»

«كُفّي عنها يا ميساكا-سان! حقّاً، كُفّي!! سأفعل أي شيء، لذا على الأقل ابحثي في هاتفك وخذيها على محمل الجد! لن أدعك تُمدِّدين هذه الأزمة حتى بداية العام الجديد!!»

بدأتا تتقاتلان على أحد المدافئ المستخدمة لتغطية المناطق التي لا يغطيها تكييف الهواء العام من ضخامة المطار الدولي، لكن في معركة لا تشمل عقول الناس، لم تتمتع شَوكُهو ميساكي بفرص كثيرة.

هل تمكنت الفتاة الشقراء العسلية من تنظيم أفكارها؟

ربما لم تقدر.

كانت فيه فتاة أعلنت نهاية حُبِّها وسمعها كل طلاب المدينة الأكاديمية، لكن ليس الجميع قادرًا على أن يأتوا بشيءٍ كهذا.

ولم يسع أحد أن يقول ما كان الجواب الصحيح.

«سأبرّدها! إذا خلصني هذا من الألم المزعج، فسأُبرِّدُها بنفسي☆ ونحن في ديسمبر، لذا لن أحتاج للثلج أو البخاخ المبرّد حتى!!»

«لحظة، لحظة، لحظة يا غبية!! لا تفعليها علناً!! التعري الآن لهو أمرٌ جاد وخطير للغاية!!»

دارت عيني الفتاة الجذابة وبدت كأنها حقًا ستزيل سترتها وبلوزتها إذا لم يمنعها أحد، لذا أمسكت ميكوتو المحرَجة سريعًا بمعصميها النحيلين، ودفعتها إلى الأرض، واتّخذت وضعية تثبيت.

وحينها وصل صوت قعقعة غامض إلى أذني ميكوتو.

نظرت وهي فوق الفتاة العسلية لترى كوهاي [1] ذات شعر توأمتين ترتعش بعد أن أسقطت كل ما كانت تحمله.

«خالجني شعورٌ أن قسمتي من الكعكة كانت تُسرق من قبل أحدٍ ما، لكن منكِ؟ ماذا فعلتي بأونيه-ساما يا لصة؟!»

«تمهلي يا كوروكو. لهذا مطار قواعد أمنية صارمة ولكِ مكانةٌ في الجدجمنت، [2] لذا فكري مليّاً في أفعالك. وأنا مُشَوّشة مثلك تمامًا للعبي هذا الدور!»



«مو لازم نرجع»، قالت موغينو شيزوري.

كانت وكينوهاتا ساياي قد غادرتا المدينة الأكاديمية، ولكن لابد أنهما لم تختارا الاندماج في حشود العالم الواسع هناك.

والسبب في ذلك لم تكن قِصّة عاطفية.

«العالم الخارجي له قوانينه. وقواعد الأزقة الخلفية هناك تُحَدَّدُ غالبًا من كبار العصابات والمافيا. بصراحة، ما لي نفسٌ أن أفهم كل ذلك واندمج معهم. وجدناه أسهل بكثير أن نبقى في خفاء داخل المدينة الأكاديمية.»

«هذا حقًا سببٌ فظيع للبقاء»، تأوّه هامازورا بعد عودته القريبة.

قد صارعوا من أجل الهرب من ظلام المدينة الأكاديمية، لكن ما إن خرجوا، كانت هذه خاتمتها. أمكنهم الذهاب إلى أي مكان، من جبالٍ نائية مغطاة بالنباتات الجبلية إلى جزيرة استوائية مُشمسة طوال العام، لكن بعد تذوق الحرية، اختاروا البقاء.

وما عاد لهم الحق في التبرير بعد أن عادوا طواعية.

ما عاد لهم حق الادعاء بأن الكبار يستخدمونهم أو أن الكبار هُم من عليهم تحمل جميع مخالفاتهم.

«هامازورا.»

تحدثت إليه عشيقته، تاكيتسوبو ريكو.

عاد البعض معهم وعجز آخرون.

ديون فورتشن والشيطانة العظيمة كُرونزون.

بعد أن فكّر في هذين الإسمين، ارخى هامازورا كتفيه.

تنهد وابتسم.

«لنعش حياةً نريد عيشها. في النهاية، هذا كل ما نقدر عليه نحن الأطفال.»

ثم طرحت عليه موغينو سؤالًا فظًا.

أحيانًا، كان يَمْتَنُّ لجفافها في مثل هذه الأوقات.

«لا أدري ما الخرابيط العاطفية التي تفكر فيها، ولكن أحقًا وجدت حلّاً خارج المدينة؟ حلّاً يبعد عنا الجانب المظلم العنيد؟»

«نعم، لا داعي للقلق بشأن ذلك.»

ربما كان ذلك غير صحيح تقنيًا.

لقد توفي أليستر دون أن يفي بوعده، لذا لم تملك مجموعة هامازورا أي ضمان.

لكن.

قد اكتسب شيئًا فيما يتعلق بالعلاقات.

ليس مع أليستر، ولكن مع رئيس مجلس الإدارة.

«أشعر بالجنون قادمًا هنا في المدينة الأكاديمية.»



عاد النور إلى المدينة الأكاديمية.

في الوقت نفسه، اجتمع الطلاب المتناثرين حول العالم مرة ثانية.

لم يعد أليستر يقف على رأس الكبار.

لم تعد هناك خطة كبيرة يسعى إليها ذلك الإنسان.

لكن الناس انجذبوا إلى شيءٍ في المدينة التي بناها ولم يستطيعوا التخلي عنه بسهولة، لذلك عادوا إليها.

وهذا شمل الجميع من جانحي الأزقة الخلفية إلى الآنسات الشابات من مدرسة توكيواداي.

تفرقوا في مطار المنطقة 23 الدولي.


اختفى #1 المدينة الأكاديمية في الحشد مع شيطانة لا علاقة لها بالعلوم.


واجهت ميساكا ميكوتو صعوبة في شرح نفسها وهي تحمل فتاة المِنتل-آوت.


راحَ الفتى الجانح ذو المستوى 0 مع عشيقته ذات النظرة الشاردة.


و.


«آخخ، وكأن أعوامًا مرّت منذ أن غادرنا»

قالت راهبة بيضاء تحمل قطًا صغيرًا فوق رأسها.

كانت في سكنٍ طلابيٍّ عادي تجده في أي مكان في المدينة الأكاديمية.

ولو قلنا، فقد يكون هذا أحد المباني الأكثر تهالكًا والأدنى مرتبةً.

لكن.

حتى بذلك.

«رجعنا أخيرًا.»

تنهد كاميجو توما.

أراد أن يعرف ما كانت سر يده اليمنى من منظور مكتبة السحر، ولكن سيسأل عن ذلك ما أن تستقر الأوضاع.

سحب المفتاح من جيبه، وأدخله في الثقب، وقلبه.

عندما فتح الباب، ضربته رائحة غريبة بدت تبعث الحنين ولا.

ماءَ القط في ذراعي الفتاة ذات العباءة البيضاء.

وتحدثت بابتسامة كبيرة على محياها.

قالت الكلمات التي يكررها الجميع يوميًا.

«رجعنا للبيت يا توما!!»

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)