-->

الخاتمة: تَـٰآكُلُ دِيب بلود. — شَيْطٰانٌ _ أو _ إِلـٰه.

(إعدادات القراءة)

«أتساءل عنها في كل مرة، جسدك بديعٌ غريب، أليس كذلك؟» قالها الطبيب أوسط العُمر ذو الوجه الضفدعي في غرفة المستشفى البيضاء تمامًا.

«...»

ما عرف كاميجو كيف يرد عليه، وراحَ ينظر إلىٰ ذراعه علىٰ السرير، المغطاة بالجبيرة.

كانت ذراعه اليُمنى قد قطعت تمامًا بأرس ماڠنا أوريولس. حقيقة أنها كانت قَطْعَةً سَلِسَةً صافية كانت حسنةً بين بلاوي. ما وجدوا ضرراً للخلايا في تلك المنطقة المقطوعة، لذلك أقام الأطباء بإجراءات الطوارئ وأعادوا ذراعه سليمة. وبينما كان يستريح، عادت ذراعه مُتوصلة تمامًا بعد يومٍ واحد.

عَرِف أن الياكوزا كانوا يعيدون تركيب أصابعهم الصغيرة بعد أن تُقطع، لكنه لم يحسب أنه بالإمكان فعل الشيء نفسه مع أنسجة الجسم الأكبر كثيراً، كهذه الذراع. حسنًا، إذا كان يمتلك هذا النوع من المعرفة المرفوضة، لشك كاميجو بجدية في ماضيه وما فعل.

«وبالإضافة إلى ذلك، لقد زرتني مرتين آخر عشرة أيام. ترَ الإشاعات تنتشر سريعًا في هذا المستشفى، لا يكون عندك فِتِش للمرضات؟» [1]

«ما الذي تقوله؟ ما عندي ذاك الميل المازوخي في أن يلعبوا فيني علىٰ طاولة العمليات أو مثل هذا.»

«بالله عليك؟ زعّلتني – حسبت إني أخيرًا لقيت من لديه نفس اهتماماتي.»

نظر كاميجو إلىٰ الطبيب ذي الوجه الضفدعي بصمت. ذهبت كل رغبته في أن يكون تحت رعاية هذا الطبيب عندما أدرك سببهُ في أن يصبح طبيبًا. في الواقع، أراد حقّاً أن يضغط زر نداء الطوارئ حالًا!!

«نعم؟ فقط لكي لا تفهم خَطأً، أُفضل اللعب بدلًا من أن أكون لُعبًا. وبدلاً من طاولة العمليات، أميل أن تكون طاولة التوصيـ––»

«لا أريد سماع ميولاتك... لحظة، أقصد، أُكل خرا واخرس! كفى! ولا تُشِر بإشارات غريبة وأنتَ تشرح! تريد أن تكون ممرضة؟ يعع!!»

ذهبت يدُه هذه المرة حقًا لزر نداء الممرضة، لكن الطبيب أعطى نظرة حزينة، وتركه مع قول «أنا ذاهب»، وخرج من غرفة المستشفى.

لماذا يا تُرى؟ أحس أنه بدا محبطًا حقًا...

دخل شخص آخر بديل.

كان الرجل الذي لا يصلح على الإطلاق لليابان الحديثة، ستيل ماغنوس.

«ما لي نية في التعاون معك في الوقت الحالي أو لكسب صداقتك. أنا، حسنًا، جئت أتفقد أمورك.»

«...لحظة لحظة. أنا، كاميجو توما، أود بجدية وباحترام أن أطرح سؤالًا: كيف ولماذا دخلت إلىٰ هنا بكل هذه العفوية؟»

تأوّه ستيل وتجهّم بصدق، ثم سكت.

إذا قارنا بين الإصابات، فلن تجد أحدًا أُصيبَ أكثر مما كان عليه ستيل. قد تَقَطّع جسده إلىٰ قطعٍ صغيرة من اللحم، لكنه ها هنا لا يزال على قيد الحياة! حيث ظلّت أوعيته الدموية سليمة وكان دمه يتدفق إلى أعضائه المكشوفة المبعثرة... حقّاً كانت تجربة فريدة.

«حسنًا، قلتُ أن أشكرك علىٰ المساعدة، ولكن... عندما فكرت، كانت هذه الحكاية بأكملها سخيفة. كل ما فَعَلته هو ترك أوريولس يُدمر نفسه.»

«هِه. كُله بفضل قدراتِ كاميجو توما التمثيلية الرائعة.»

نعم، كاميجو توما لم يمتلك القوة لهزيمة أوريولُس إزارد.

ومع ذلك، استخدم أوريولس سحرًا يُحَوِّل واقع الأشياء لتتماشى مع أفكاره. في هذه الحالة، الأمور كانت سهلة: كان عليه فقط أن يجعل أوريولس يفكر بطريقة معينة...

بجعله يعتقد أن أوريولس إزارد لا يمكنه بالتأكيد الفوز ضد كاميجو توما.

هذه كانت خطته النصّابة النهائية... حسنًا، بكل صراحة، لم يتذكر كاميجو الكثير عما حدث بعد أن قُطِعت ذراعه. كانت أقرب أن عقله راحَ يضطرب من الألم والصدمة أكثر من التفكير بوعي "بما يجب فعله". قيل أنّ الدم المهدور كثيراً يرتبط بالإثارة الجنسية عند عشاق الانتحار، ربما كان هذا سبب هستيريته.

لكنه لم يفصح. عندما يريد الناس التفاخر، فإنهم يفعلون ذلك بكل ما لديهم.

«لكن يا رجل، من الجنون أننا عشنا كل ذلك. راحت ذراعي، وكنتَ قبةً لحمية! وكأنني شفت أسرار جسم الإنسان... لحظة. لماذا تبتسم؟»

«لا، لا. اسمع نفسك، يبدو أنك لم تلاحظ مساعدتي لك.» كانت ابتسامة ستيل متغطرسة، كما لو كان يستهزئ به ببساطة. «بقيت ثابتاً وتجنبت رصاصات أوريولس مرتين بعد أن انقطعت ذراعك، أليس كذلك؟ كيف حدث ذلك برأيك؟»

«...ها؟»

«صحيح أن تمثيلك خدع أوريولس تمامًا. ولكن لم يكن هناك سبيل في أن يدخله خداعك على الفور، صحيح؟ مرتين، بعد أن قُطِعت ذراعك وبدأت مسرحيتُك، ألم يكن بسبب تجنبك بسهولة لهجماته أنه بدأ يصدقك؟»

«...أمم.»

نظر كاميجو إلى ستيل مثل أحمق.

«ما زلت لا تفهم؟ دعني أشرح لك بوضوح. لم تفشل هجمات أوريولس الأولى بسبب نجاح خدعتك. ببساطة، أنا استخدمتُ السحر للعبث بمفهوم أوريولس للمسافة.»

«ماذا...؟!» اندهش كاميجو.

«أتراها مفاجئة لهذا الحد؟ تخصصي هو النار. ليس من الصعب حقًا إنشاء سراب حراري، وتغيير مكان انكسار الضوء وتضبيب [2] رؤيته.» شرح كأنه أمر تافه.

«لا، ليس ذلك! لم أكن متفاجئًا بذلك! كنتَ قبةً من اللحم معلَّقًا في الهواء! كيف استطعت استخدام السحر في ذلك الوقت؟!»

«قبة من اللحم، همم؟ لها رونق مبهج وأنتَ تُعَبّر عنها... ما كانت بمشكلة. كنت لا أزال حَيّاً في ذلك الوقت، لذلك لا سبب يمنعني من تكرير (تصقيل) قوة حياتي لتحويلها إلىٰ قوّةٍ سحرية (مانا). مِن حظي، كانت بطاقاتي الرونية المخبأة متبعثرة في كل مكان عندما انفجر جسمي.»

نظر كاميجو إليه بدهشة.

هذه الحادثة شملت مصاصي الدماء وديب بلود... أيمكن أن هذا الرجل هنا –– من بينهم جميعًا –– كان الوحش الأكبر؟

«اترك مثل الأمور غير الضرورية جانبًا، اعتقدت أنك تريد السماع عن تُهَمِك أيضًا. جئتُ هنا أشرح ما حدث بعد مدرسة ميساوا.»

تُهَمِه.

نظر كاميجو إلى يده اليمنى، الملفوفة بجبيرة. فك التنين. لم يكن إلا تدميرًا ذاتياً نَتَجَ عن قلق أوريولس، لكنه ما كان مدفوعًا إلا من يد كاميجو توما نفسه.

«أوه، لا داعي لمثل هذا التعبير. على ما يبدو، تخيّل أوريولس ذلك التنين كشيءٍ عقلي، بدلاً من شيءٍ مادي. مقصدي هو أنه تخيل شبحًا ما، يقبض روحه دون لمس جسده، أو شيء من هذا القبيل.»

«؟؟؟»

«ببساطةٍ، لم تَجْرُح جسده بالمرة. من ناحية أخرى، هذا يعني أنك دمرت عقل أوريولس إزارد دون إيذائه بأي شكل من الأشكال.»

«....أيُفترض أن يكون هذا مديحًا؟»

«مديحٌ أكيد. باختصار، لقد حَلَلْتَ الموقف بأكمله فقط بسرقة ذكريات أوريولس إزارد. كانت هذه معركة جماعية ضد خيميائي يُحَصّن نفسه، ومع ذلك، كانت الخسارة الوحيدة هي لأحد فرسان اللانسلوت الثلاثة عشر بجوار المصاعد. إن هذه هي المرة الثالثة فقط التي يحدث فيها شيء من هذا القبيل في تاريخ السحر الذي يمتد لأكثر من ألفي عام.»

وهل يفترض أن أكون سعيدًا بهذا؟ فكر كاميجو، لكن فجأة تذكر. لم يظن أن الجوقة الغريغورية للكنسية الرومانية قد مرت بدون أذى. قد لا يتذكر ستيل ذلك، حيث أن ذكرياته انمسحت في ذلك الوقت.

«...وماذا؟ ماذا حدث لأوريولس إزارد بعد فقدان ذاكرته؟»

لا يمكن أن يكون في نفس المستشفى الذي نحن فيه، صح؟ فكر كاميجو.

«أوه، هذا بسيط. قتلتُه.»

أجاب ستيل ماغنوس بصراحة، بسرعة أقلقت كاميجو وظنته سمعها خطأ.

«لمَ تُبدي مثل هذا التعبير؟ اسمع. خان أوريولس إزارد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وراحَ إلى الخِمياء. جعل من نفسه عدوًا للمدينة الأكاديمية في اللحظة التي قيد فيها ديب بلود وجعل مدرسة ميساوا قلعة، بالإضافة إلىٰ أن لديه مكافأة على رأسه للقِوىٰ الصليبية التي هجمت علىٰ مدرسة ميساوا وانتهت مهزومة. وبالطبع، استلمت إندِكس وأنا –– أو بالأحرى، متخصصو مطاردة السحرة في نِسِسَريوس –– على أوامر خاصة أيضًا.»

كان ستيل يتحدث بانزعاج، ربما لأنه لم يُسمح له بالتدخين في غرفة المستشفى.

«انظر. بعد أن صنع أعداءًا من هذه العوالم المختلفة، وبعد فقدان جميع ذكرياته، هل يمكن لأوريولس إزارد حقًا أن يقاومهم؟ لا – لن يتذكر أي شيء في المقام الأول، وبدون أي شيء ليحميه، هل تعتقد أنه ستكون لديه إرادةٌ للحياة في مواجهة العالم كله وحده؟»

«...»

«لن يُقتل أوريولس بسهولة. الأخذ بالثأر أمرٌ، ولكن علاوة على ذلك، فهو أوّل امرءٍ في العالم ينجح في الأرس ماڠنا. بالطبع، ستأتي العديد من المنظمات التي الساعية لهذه التقنية السرية بحثاً عن أوريولس لتعذيبه –– وأسوأ جزء في الأمر هو أنه منذ خسارة أوريولس لجميع ذكرياته، فلن يكون قادرًا حتى على الحديث عنها» قال ستيل بإنزعاج. «انظر. كان لأوريولس فقط خيارات بين الموت أو جحيم أسوأ من الموت. لو خَيّروني بواحد، فسأوصي بالأول دون أدنى تردد.»

لكن...، فكر كاميجو.

«لا أستطيع... أن أوافق علىٰ هذا. بالطبع لا أستطيع. حتى لو كان هذا هو الطريق الوحيد... إن كانت نهاية الأمر عالَمٌ يضحك فيه الجميع معًا فوق حيوات الآخرين، فلماذا ذهبنا إلى تلك المدرسة الغبية في المقام الأول؟»

هذا صحيح، اعتزم كاميجو القتال لأنه لم يرضى عن شيء. عوملت ديب بلود على أنها بطاقة تُلعَب، استُخدِم الطلاب على أنهم تروس [للنسخة الغريغورية] و [لِمِن ماغنا] فرُميوا جانبًا، وقد قتل أوريولس هيميغامي من غضبٍ لا يُحتمل. دخل كاميجو ساحة المعركة لأنه لم يستطع أن يسامح اللعين الذي ما اِستَوَت في نَفْسِهِ حيوات البشر. ومع ذلك...

إذا اعترف في نهاية الأمر بوجوب موت نَفْسٍ ما...

حينها، ما لكاميجو حق في رفع قبضته بنفسه.

«...»

كذلك، كان أوريولس بالتأكيد لعيناً لا يُغفَر له، لكنه لم يعتقد أنه كان بلا قيمة تمامًا بصفته إنسان.

لأنه وإن سارت الأمور حقًا كما ابتغاه أوريولس...

فإن السبب في أن إندِكس لم تلتفت للنظر إلىٰ أوريولس كان لأنه لم يُرِد أبدًا أن "يُعدِّل" عليها، حتى لو عنى ذلك أنه سيُرفض –– هذا ما كان آخر فعل الخيميائي الإنساني.

«لهذا السبب أنت ساذج» قال ستيل ماغنوس بلا اهتمام، والتفت عنه. «قلتُ "قتل"، لكن الكلمة لها معانٍ أخرى غير أخذ حياة المرء، أتدري؟»

«ها؟» نظر كاميجو إلى ستيل.

بصوت بدا ملولاً، ودون أن يلقي نظرات، استمر ستيل قائلاً: «استمع جيدًا. فَقَدَ أوريولس إزارد كل ذكرياته. ماذا لو، في هذا الوضع، أجرينا بعض عمليات التجميل وغيّرنا بنية وجهه؟ سيكون من الخارج مختلفًا وكذلك الداخل. انظر، هذا الشخص بصراحة لم يعد أوريولس إزارد بعد الآن. لا فرق بين فعل ذلك وبين قتله، أليس كذلك؟»

«.........................................................................................................أيمكن أنكَ شخصٌ طيب؟»

«ماذا تعني بذلك؟ أنبهك إلىٰ أنني لا زلت كاهنًا أنجليكانياً. تخصصي هو النار، لذا إعادة بناء وجه أحدٍ ما أمرٌ سهل. كل ما عليّ فعله هو أن أذيبه ومن ثم أصلحه مرة ثانية.»

«.........................................................................................................أنتَ حقّاً شخصٌ طيب!»

«مم؟ حسنًا، ما كان هذا ردّاً متوقعاً، لكن... لحظة، ماذا؟! ما الذي تحاول فجأة فعله بالضبط؟! كُفّ عن الوقوف علىٰ أطراف قدميك لتمسح رأسي هكذا!»

وفي حين كان كاميجو وستيل يثوران في الغرفة، ويدفعان ويتصارعان، فجأة انفتح باب غرفة المستشفى دون أن يطرق عليه أحد، واندفعت إندِكس إلى الداخل.

«توما! يبيعون رقائق البطاطا بنكهة الشمام في البقالة! إنها نادرة وأريد شرائها، لذا عطني من المال!... ويه...»

توقفت إندِكس فجأة عن الحركة.

أمامها كان السّٰاحِر الروني المتصارع وكاميجو توما، الذي كان يحاول بشكلٍ يائس مسح رأس الآخر غصبًا عنه لأنه أعجبه بشيء.

توقف الثلاثة.

تجمَّد العالم.

«...توما. آسفة، ربما كان وقتاً سيئاً.»

«انتظ... انتظري. تتصرفين بغرابة. لماذا تتجنبين النظر؟ ماذا، لا تُغادري دون أن تقولي شيئًا!»

صاحَ كاميجو وحاول يائسًا سحب إندِكس قبل أن تغادر. حسنًا، لقد شعر برعشةٍ حيث فكر أن يقول لإندِكس، "لا، حقًا، أنا مُنجذِب كثيراً لجسدك الطفولي، لذا لا تقلقي!". سيكون كذلك أمرًا غير أخلاقي أيضًا. راحَ عقله يتلاشى في فجوة من الارتباك.

«...»

شاهد ستيل ماغنوس الاثنين.

كان كاميجو وإندكس في نقاشٍ مصيري، لكنهما نوعًا ما بديا مستمتعان.

كأن وجودهما هناك كان طبيعيًا للغاية.

شاهد ستيل ماغنوس الاثنين.

ليس من حسد ولا من بغض. كان فقط لأنه قد أتى كل هذا الطريق لحماية إندكس حتى تتمكن من الابتسام هكذا. نظر إلى وجه الفتاة التي كان عليه أن يدافع عنها بتعبير الرضا.

ثم تنهَّد وقال. «عندي أعمالٌ تراكمت بعد هذا، لذا سأغادر.» كانت نبرته ملولة، لكن وجهه بدا بشوشا.

نظرت إندكس إلىٰ ستيل مرة أخرى واختبأت سريعًا وراء كاميجو. كانت تحدق به كمحققٍ يتتبع مشتبه من الظلال.

ستيل ذهب نحو مخرج الغرفة دون أي مشاعر خاصة في المسألة.

اختار أن يأتي كل هذا الطريق حتى تكون هي بهذه الطريقة.

«أمم...»

قبل أن يدير ستيل مقبض الباب، تحدثت إندكس.

التفت ستيل مرة أخرى. إندكس كانت على الأرجح غاضبة. كان ستيل الذي أدخل كاميجو توما إلىٰ مشكلة مدرسة ميساوا. ما من سببٍ آخر ألا تلقي عليه جميع أنواع الانتقادات.

«حسنًا، سأقولها. شكرًا.» ومع ذلك، هذا ما قالته. «على كل حال، لو عَلِم توما بأمر المبنى، لذَهَب بالتأكيد بمفرده. لذا أعتقد أنه كان شيئًا حسناً أنك كنت هناك. لذا –– امم، ما بك؟»

«لا شيء» قال ستيل مبتسمًا.

لم يقل أكثر. التفت ستيل مرة أخرى إلى المخرج وغادر بدون كلمة.

لسبب ما، شعر كاميجو بأن ذلك كان أول مرة يراه فيها مبتسمًا.

«توما.»

عادت عيون كاميجو من الباب إلى إندكس. عندما فعل ذلك، نفخت إندكس خدودها ونظرت إليه، ربما غاضبةً نوعًا ما منه لأنه لم يولي اهتمامها.

ابتسم إليها على الرغم من نفسه. كانت المعركة في مدرسة ميساوا بالتأكيد شرسة، لكنه كان قادرًا على العودة إلى المنزل. ابتسم لأن هذا الشعور ضربه آنذاك.

لكن... جاءه سؤال تركه في منطقة الحرب.

الشيء الذي طار من ذراعه اليمنى المبتورة –– فك التنين الملك.

كان نِتاجًا وُلِد من قلق أوريولس إزارد تجاه كاميجو.

ذلك ولا أكثر... ولكن في ذلك الوقت، هل كان أوريولس إزارد يفكر فعليًا في شيءٍ مُحَدّدٍ كهذا؟ هل فعلاً تخيل أن فكًا شفافًا لتنين سيظهر من ذراعه اليمنى؟

علىٰ أنّ احتماليتها ضئيلة...

ماذا لو، فقط ماذا لو أن ذلك الوحش لم يكن مرتبطًا بقدرة أوريولس؟

....هذا مستحيل.

ما غيرها تكون قوة أوريولس... صح؟ كما فكّر.

ومع ذلك، تذكر كاميجو هيميغامي آيسا. ديب بلود –– الفتاة ذات القوة الخاصة التي تعمل فقط ضد مصاصي الدماء.

إذا كانت المشاكل مثل هذه تُسببها فتاة لا يمكنها فعل شيء سوى قتل مصاصي الدماء، فإذا كانت يد كاميجو توما –الإماجين بريكر– يمكنها حتى قتل المعجزات الإلهية، فكم تسوىٰ قيمتها؟

لا...

ما هو الإماجين بريكر في المقام الأول؟

«توما! قلت إنهم يبيعون رقائق بطاطا بنكهة الشمام.»

وأخيرًا استفاق بكلام إندِكس.

«أوه، صحيح. فهمت... لحظة، من متى رقائق البطاطا بنكهة الشمام حلوة؟»

حاول كاميجو المشاركة في حديثها الغريب وأجبر ابتسامة مصطنعة.

لا بأس حاليًا. مهما كانت القوة الغريبة، لقد استطعت إنقاذ فتاة وحيدة في نهاية الأمر. لن أطلب أكثر من هذا، كما فكر.

لذا كانت الأوضاع مقبولةً للآن.

للآن.



«توما، توما! اسمع، أتعرف واحدة تُدعىٰ هيميغامي آيسا كانت في ذلك المبنى؟»

تحدثت إندِكس فجأة وهم يسيرون في الردهة باتجاه المتجر.

«نعم، تلك الفتاة السحرية المجنونة النصابة. ماذا عنها –– لحظة، ما بك يا إندِكس؟ لماذا تنظرين بنظرة شك؟ أنتِ من سألت.»

«... توما، كنت تقاتل من أجل آيسا هذه المرة، صح؟ آيسا وليس أنا.»

«عفوا؟»

أمال كاميجو رأسه بدهشة. إندِكس كانت تتحدث عن أشياء غريبة فجأة، وبطريقة ما بدت منزعجة للغاية بشأن شيءٍ ما – بما يكفي لتُري كاميجو عمدًا وجهها العبوس.

«لا شيء، لا شيء حقًا.» بعد أن غمغمت إندِكس لنفسها قليلاً، قالت: «نعم. حسنًا، تلك الآيسا كانت في الواقع هنا في المستشفى. لذا ذهبت ودردشت معها.»

«أ-أه.» قال كاميجو، مُتأوّهاً قليلاً ليبقي الحديث مُستمراً.

الآن ما بذكرها، ما الذي ستفعله هيميغامي فيما بعد؟ فكر.

قالت إنها لا تريد جذب مصاصي الدماء، لكن حاجز مدرسة ميساوا لم يعد موجودًا. لعلّها تستخدم الكنيسة السائرة مثل إندِكس لذلك، ولكن أوريولس إزارد هو الذي وَعَد بصنع واحدة، وقد رحل الآن.

«لذا بعد الحديث معها عن الكثير من الأمور، يبدو أن آيسا ستعتني بها الكنيسة!»

«...أظنني أعرف كيف سينتهي الأمر، لذا هل لي أن أقولها أولاً؟»

«ويع! وها أنا أبذل جهدًا كبيرًا لأروي لك قصة وهكذا تُجزيني! توما، حرقُ نهاية القصيد قبل ميعادها لقاتلٌ للمتعة! لضربك المتنبي لو رآك يا توما!»

«توقفي عن قول أن الناس سيضربونني وأنتِ تبتسمين.»

أخذ كاميجو نفسًا واحدًا هادئًا وألقى الجواب الذي كان يمكن لأي أحد في هذه المرحلة تخمينه.

«لَمّا قلتِ الكنيسة، قصدتي ثيابك، الكنيسة السائرة! صح؟!»

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)