-->

الخاتمة: ليلة النهاية. — مرحبًا_في_الغد.

(إعدادات القراءة)

  • الجزء 0 (1 سبتمبر__00:00 منتصف الليل – بعد الوقت)

«االجراحة اكتملت. حسنٌ، أحسنتم العمل جميعًا.»

فتحت ‹يوشكاوا كِكيو› عينيها عند سماع الصوت. لم تعرف لا الوقت ولا المكان الذي كانت فيه. بدا أنها نامت في مكان ما. لم ترى سوى أرضيةٍ وجدران من البلاط الأزرق. كان السقف أبيض تمامًا، ورأت نوافذ زجاجية مصطفة على الجدران قريبة من السقف. كأنه ممر.

سمعت صوت قعقعةٍ معدنية من خارج مجال رؤيتها. رأت ستارة من الألياف الاصطناعية تشبه المقصلة معلقة قرب عنقها، لذا لم تستطع رؤية ما يجري في الأسفل. الجزء الوحيد من جسدها الذي استطاعت تحريكه كان رأسها. الباقي لم يتحرك. لم تستطع حتى أن تشعر بأي شيء.

ثم تطلع أحدٌ ما إلى وجهها.

كان كهلاً (رجل في منتصف العمر)، غطى شعره قبعة خضراء، وفي فمه قناع كبير بنفس اللون. وبدا وجهه وجه ضفدع، وكان ينظر إليها كما لو كانت صديقة قديمة نائمة في العشب.

أدركت يوشكاوا أخيرًا مكانها فنقرت لسانها كأنها منزعجة.

«يا للطبع. جراحة قلب بتخديرٍ موضعي؟»

«من الأفضل تخفيف العبء قدر الإمكان، أليس كذلك؟»

كان التخدير الموضعي يُستخدم في العمليات البسيطة، مثل استئصال الزائدة الدودية. يكون المريض واعيًا أثناء العملية، وبعض المرضى يشاهدون العملية تحدث باستخدام مرآة يدوية.

ولكن لا يتم استخدام التخدير الموضعي في شيء كبير مثل جراحة القلب. لم يكن الأمر يتعلق بما إذا كانت له فوائد أم لا. ببساطة، لن يقوم المرء بذلك. سيكون الأمر مثل استعراض في الشارع. وربما كان الجَرّاح يحمل المشرط بين أصابع قدمه.

ومع ذلك، أقامها هذا الطبيب وأنجح الجراحة.

لم تستطع تخيل السبب. ربما خرجوا بتقنيةٍ جديدة للجراحة.

كان اسمه هيفن كانسلر.

كان يتغلب على أيّ إصابة أو مرض. سيفعل أي شيء لزم، مستخدمًا تقنيات ونظريات جديدة لم تُعتمد حتى من قِبل مجلس إدارة الأكاديمية، فضلاً عن العالم الطبي خارج المدينة. كان له مبدأ واحدٌ فقط: ألا يتخلى عن مريض. لطالما سار في دربه فقط مع هذا في قلبه.

قيل إن مهاراته يمكنها أن تُغير حتى القدر المكتوب وأنه غلب ذات مرة الشيخوخة والعمر من خلال تطوير جهاز دعم حياة خاص باستخدام نظريات لم تُختبر قط. لم يفهم أحد بما فكر فيه بعد أن وصل إلى تلك النقطة، لكنها لم تسمع أبدًا أنه استمر في أي بحث حول العمر من بعد تلك. كل ما كانت تعرفه هو أن هناك نموذج اختبار واحد موجود بأمان في مبنى مُعَيّنٍ عديم النوافذ.

«...إذن فهذا يعني أنني نجوت.»

«طبعًا نجوتِ. من تحسبين أجرى عمليتك الجراحية؟» قال بعفوية، دون أن يُظهر أي توتر لمريضه. «مع أنكِ كنتِ في حالة سيئة حقًا. فحتى أنا لا أستطيع شفاء الميت. ربما يجب أن تشكري ذلك الصبي على ذلك.»

«ذلك الصبي... لحظة، ماذا حدث له؟ مهلا... أطلق النار علي مباشرة في قلبي بمسدس من الدرجة العسكرية من مسافة قريبة، صح؟»

«تحديدًا، لم يمر عبر قلبك، بل انفجر الشريان التاجي الخارج منه. حسنًا، في كلتا الحالتين، ربما كنت لتموتين على الفور لو تُرِكتِ وحيدة.»

الشريان التاجي — أكبر شريان في الجسم، كان متصلاً بالقلب. انفجاره يعني الموت المؤكد، بالطبع. لم يكن مختلفًا عن قطع الشريان السباتي بسكين.

«لكن بعد ذلك، هذا...»

«مم؟ حسنًا، هذا ربما بسبب قدرة الصبي على التحكم في تدفق الدم. كان أشبه بخرطوم غير مرئي — هو مَرَّر الدم من الشريان الممزق من فتحة إلى أخرى، دون أن تسقط قطرة واحدة. بفضله، استطعنا نقلك إلى هنا دون أن تموتي، وبعد أن قمتُ بتركيب تحويلة مؤقتة، توجهنا إلى غرفة العمليات. يجب حقًا أن تشكري ذلك الصبي. لقد استخدم قوته حتى وصولك إلى غرفة العمليات، رغم أنه كان فاقدًا للوعي.»

«...» استمعت يوشكاوا، مذهولة.

«لقد مرّت ثلاث ساعات منذ أحضرناكِ هنا، وبالتأكيد لا تسير الأمور بسلاسة في جانبه أيضًا. عليه أن يتحمل إزالة شظايا الجمجمة من حيث اخترق فِصه الجبهي. سأذهب إلى هناك الآن لأشجعهم. هل هناك شيء تريدين إخباره؟»

«...لن تستخدم التخدير الموضعي عليه أيضًا، أتفعل؟» سألت بشكل لا إرادي، رغم أنها كانت تعلم أن الإجابة بالطبع لا. «هل سيكون بخير؟»

«همم؟ حسنٌ، فقد تعرض فصه الجبهي لضرر، وهذا سيؤثر على قدراته اللغوية والحسابية، إي؟»

«قدراته الحسابية...»

بالنسبة لأكسلريتر، هذا قد يكون قاتلاً. لتعديل المُتجهات، كان عليه أن "يحسب" المُتجه قبل وبعد التغيير. كان انعكاسه اللاواعي لا يزيد عن حل أبسط المعادلات دون التفكير فيها.

قد لا يتمكن من استخدام قوته بعد الآن، حتى انعكاسه "البسيط".

«نعم، لا أرى أي مشكلة، همم؟» لا بد أن الطبيب قد استنتج ما كانت تفكر فيه من تعابير وجهها. «إن مبدئي هو أن أعمل على حل المستحيلات، إي؟ سأعيد قدراته اللغوية والحسابية.»

لم تنتهي جملته الأخيرة برفع السؤال البلاغي هذه المرة.

كادت يوشكاوا أن تشهق بأنفاسها، لكن الطبيب استدار وقال بصوت مرح، «بالطبع، سأحتاج إلى فهمه وموافقته. يبدو أنكِ قد أنشأتِ شيئًا مزعجًا أيضًا، لذلك سأستخدم ذلك. هل تعتقدين أن عشرة آلاف رابطٍ دماغي ستكون كافية لتعويض الوظائف اللغوية والحسابية لشخص واحد؟»

عشرة آلاف. الأخوات. لاست أورد.

«! صـ-صحيح! ماذا عنها؟!»

«أوه، الفتاة في الوعاء الزجاجي؟ لا تقلقي عليها. لحسن الحظ، لقد اعتنيتُ بطفلةٍ تشبهها من قبل. أعتقد أن رقمها التسلسلي كان 10,032—ميساكا إيموتو، كان اسمها؟»

«مهلا...انتظر لحظة. هل عندك...حاضنات هنا؟»

«سآتي بأي شيء يحتاجه مرضاي، إي؟ ولقد سمعت كل شيء عن هذا. ويبدو أيضًا أن هناك شبكة حسابية موازية خلقت عشرة آلاف نسخة. سأستخدم تلك لاستعيد الأجزاء المفقودة من دماغ الصبي. ماذا؟ لن أستعيد الذكريات المفقودة، بل سأستبدل فقط الدَّالات المفقودة. ليس أمرًا يصعب إنجازه، إي؟» أعلن الطبيب بصوت هادئ، لكن للحظة، ظهر الغيم على وجهه.

الذكريات المفقودة.

قيل أنه حتى هذا الطبيب عجز عن استعادة ذكريات طالب ثانوية مُعَيّن في المستشفى في نهاية يوليو. ربما كانت تلك أول هزيمة له.

«لكن تلك الشبكة لا يمكن أن تتكون إلا من أشخاص لديهم نفس أطوال موجات الدماغ. لدماغ أكسلريتر موجات مختلفة، لذا إذا أجبر نفسه على الدخول، فإن الأطوال المتضاربة ستحرق دماغه.»

«إذن نحتاج فقط إلى ابتكار مُحَوّل يمكنه مطابقة الطولين الموجيين. من الناحية التصميمية، ربما يكون طوقًا به أقطاب كهربائية مثبتة بالداخل؟»

قال ذلك ببساطة، ولكن كمية المهارة والميزانية المطلوبة لمثل هذا المسعى ستكون هائلة. وربما لن يتردد حتى عندما يكتشف ذلك. ولن يطلب تمويل التطوير من أي أحد آخر. هكذا كانت طينته من الناس.

«حسنٌ، إذن، سأذهب الآن. ماذا ستفعلين؟»

«ماذا سأفعل...؟»

«أرى وكأنكِ تعانين من قلق شديد، لكن يبدو أن الجهات العليا قد أُبلغت عن هذا الحادث، إي؟ انحل المختبر، وأوقفت التجربة تماماً، وليس فقط تجميدها. بمعنى آخر، طردوكِ. لم تكن مؤسسةً خاصة، لذا لن تضطري إلى تحمل أي ديون مالية، ويمكن تفسير كل مسألة السلاح على أنه دفاع بحت عن النفس. لكن يا للعار، انهيار مختبرٍ كامل. لا أعتقد أنكِ ستعيشين عيشة العلماء بعد الآن، إي؟»

«... إذن أتساءل... ما بقي لي من درب أسلكه؟»

«الكثير، كما أظن؟» رد بسهولة. «هناك الكثير من الدروب لتختاري من بينها.»

تشتت نظر يوشكاوا عند سماع ذلك وهي تتذكر أيامًا مضت.

واحدة من العديد من المسارات — ربما كان أحدها أن تكون معلمةً في المدرسة. معلمة طيبة وليست رقيقة. ربما كان الطريق لأجل أن تعلم أهم الأمور لأكسلريتر ولاست أوردر، اللذين لم تكن لديهما ذرة من الفطرة السليمة.

كانت تلك فكرة جذابة.

جذابة لدرجة أنها ابتسمت ابتسامة صغيرة رغمًا عنها.

«هَيي...» نادت الطبيب الذي قد أدار ظهره وكاد يغادر الغرفة.

«ما الأمر؟»

«أرجوك أنقذ الفتى. وإن عجزت، فلن أسامحك أبدًا.»

«أتساءل من تحسبين نفسك تُحادثين. هنا ميدان معركتي. وإني دائمًا أرجع حيًا من ساحة المعركة — ومعي مرضاي، الذين كانوا يقاتلون بمفردهم طوال الوقت.»

غادر الطبيب غرفة العمليات.

أغلقت يوشكاوا عينيها. بدا أن الذين ارتدوا ملابس الجراحة من حولها كادوا ينتهون، لكنها لم توليهم اهتمامًا. غاب وعيها إلى الداخل، كأنها ستخلد إلى النوم.

ثم تذكرت كلمات صبيّاً ما.

وتذكرت كلماته.


‹—أنسيتِ من تكلمين أم ماذا؟ أنا الذي قتل عشرة آلاف منهن. تقولين لي أن أنقذ نَفْسًا؟ يمكنني القتل، لكنني بالتأكيد لا أستطيع الإنقاذ.›


«ما رأيكَ الآن.»

بابتسامةٍ صغيرة لا ترى، قالت يوشكاوا.

«يمكنك فعلها إذا حاولت.»

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)