-->

المقدمة: في تقاطع عشية عيد الميلاد. — جهز_لعشية_الكريسماس!

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

>>24 ديسمبر، 00:00 منتصف الليل.

>>غرب طوكيو، المدينة الأكاديمية، محطة منطقة التسوق في الحي السابع الأكاديمي.


دارت شفرات المراوح الثلاثية مرة بعد مرة.

تلك العنفات الهوائية تراها في أي مكان في هذه المدينة العلمية.

ما يقرب من مئتي سَمُراي مَشوا في الثلج المتساقط في أواخر زلفات الليل في هذه المدينة.

«كيف يُعد هذا نشاطًا لعيد الميلاد؟ أيُّ هراءٍ استغلالي هذا......؟»

عذرًا، ما كانوا سَمُراي فعلاً، بل كُنَّ فتيات مخمليات عريقات من مدرسة توكِوَداي الإعدادية الشهيرة. أحداهن كانت ميساكا ميكوتو، ذات معطفٍ سميك فوق زيها المدرسي الرسمي وساقاها مكشوفتان. وشفتيها زرقاوان وعيناها تنظران إلى الأفق. لعلّ رجليها المكشوفتين في هذه الليلة المثلجة هي السبب. كانت جرداء للغاية.

«سأموت. حقًا أقول، سأموت.»

«أونيه-ساما، إذا لم تبقي قوية، لربما تذهبين في رحلة إلى الضفة الأخرى من نهر سانزو.» [1]

كانت تلك التلميذة الأصغر بتسريحة أم قرنين [2] التي أصرت على استخدام التشبيهات الآسيوية حتى في عشية الكريسماس كانت شيراي كوروكو.

الجميع اشتاق لعشية الكريسماس وها قد نَوَّرت. وحتى ذلك الحيوان الذي اشتهر بالتقاطه صور السيلفي بعد أن يسرق كاميرا رقمية سيستمتع عندما يُرمى في هذا الجو. ولكن هنا لن ترى أي سعادة، كان الجو باردًا كفاية لأن يجمد البرك، ولقد علقت الفتيات في أنشطتهم المدرسية المملة.

السفينة الهوائية العلمية التي طفت ببطء في سماء الليل عرضت تقريرًا عن الطقس على شاشتها الكبيرة في بطنها.

—اليوم الرابع والعشرين سيكون مشمسًا، ولكن ربما نشهد هطولاتٍ متفرقة في أواخر الليل وحتى بكير الصباح. نتوقع من الحرارة أن تصل 5 درجات تحت الصفر، لذا— واه، لربما نشهد وصول كريسماس أبيض!

«قد نزل الثلج، وربما أموت من البرد.»

«دعينا نترك حديث الموت، أونيه-ساما. فهذه عشية الكريسماس.»

نعم.

ولو نزل الثلج؟ بالنسبة لتلك المدرسة المرموقة ذات تاريخٍ وتقاليد، كان الكريسماس مناسبةً هادئة وجادة وطاهرة. ما كان أحدًا هنا متحمسًا متلهف. وانشغلوا في أشغالهم بين الثلج. بمعنى آخر، كانوا يجمعون القمامة من المدينة. اعتبره عملا تطوعيًا يستمر لأربع وعشرين ساعة. كان هذا خارج حدود التعليم الإلزامي بكثير.

والروبوتات الأسطوانية المنظفة للشوارع كانت أضَجَّ من المعتاد. ربما زَوَّدُوها بقدرة رش الهواء الساخن على الأرض كأنهم مجففات الشعر ليُذيبوا الثلج. ...لكن إذا ذَوَّبُوا الثلج وتركوه ماءً، فيبدو أنه سيتجمد على الطريق فيصير جليدًا.

استخدمت ميكوتو ملاقط جمع القمامة —كأنها تلك التي تُستخدم في المخابز— لتلتقط شيئا من الأرض. يبدو أن مستشعرات الروبوت لم ترصد ذلك من الثلج الذي جعل الأرض وعرة أكثر من المعتاد. عندما التقطته، وجدت أنه غلاف بلاستيكي للفافةٍ محشية بالكريمة الحلوة. والأسوأ أن اللفافة نصف المأكولة لا تزال داخلها وقد انسكبت منها كريمةٌ بلون يتراوح بين البياض والصفار. بالفعل كان الأسوأ. بدل أن تجد نفاياتٍ قابلة للاحتراق أم لا، وجدت بقايا الطعام. لوهلة، امتنت كثيرًا للطقس المتجمد في ديسمبر. لو لم يتجمد هذا، لرأت منظرًا أكثر رعبًا.

ستفرز القمامة لاحقًا. تنهدت الفتاة وهي، بخلاف بابا نويل، تملأ كيسها بجوائز خَلَت منها الآمال والأحلام.

«آخ. من متى صارت تُكِوَداي مدرسة تبشيرية؟ لماذا نقوم بهذا؟ أحقًا تسوى المكانة والشهرة؟»

«اختاري هذا الطريق وآخرك سترفضين كل الكريسماس لأنه أيضًا عادة أجنبية.»

«حسبتُ المدينة الأكاديمية كلها عبادة للعلم وإلحادٌ رقمي.»

«كلمة أخرى أسمعها منك وسنلغي عشية الكريسماس ونرجع.»

«بأيِّ جانبٍ أنتِ؟!»

«بجانب من يسمح لي بالعودة إلى تلك الجنة الأنثوية فأتدفئ بحرارة جسد بنتٍ مُعَيّنة، وبالطبع أنتِ من أقصدك، أونيه-ساما!!»

ذلك الرد المختل بدأ يُحَرّف محور الحديث.

ومع ذلك، كانت هذه الأزمة أيضًا أعظم فرصة لميساكا ميكوتو. لم تكن لتُضَيّع هذا الحدث السنوي على أشغالٍ مملة كما لو كانت في سجن.

كان كل الطلاب خارجين.

إذا أرادت أن تتظاهر بالضياع، فهذه فرصتها.

فجأة، شعرت بإصبعٍ يتتبع ظهرها فسمعت همسة في أذنها.

«(ميساااااكا-سان☆)»

أدركت أن أحدًا يقف خلفها مباشرة، لكنها لم تكن ساذجة كفاية لأن تلتفت. نظرت إلى الزجاج أمامها ورأت فتاة شقراء الشعر طويل تضغط على ظهرها عفويًا.

كانت تلك شوكُهو ميساكي.

كانت ميكوتو ثالثة المستوى 5 في المدينة الأكاديمية، وهذه كانت الخامسة. قوتها كانت مِنتل آوت، أقوى قوة نفسية.

ثَبَّتت ميكوتو عينيها على النافذة وحركت شفتيها دون صوتٍ يُسمع.

«(ألا تغسلين أدمغة المعلمين بسهولة بقوتكِ العقلية؟)»

«(يعرفون ذلك كما نعرفه. انظري على الإكسسوارات في أولئك المعلمون الذين في وسعهم بأيديهم المجردة هزيمة فتاة مراهقة تمتلك قوة نارية بقوة سفينة حربية. لربما معهم كاميرات 2 ملم على دبابيس ربطاتهم أو ربما حَوَّلوا من نظاراتهم إلى نظاراتٍ ذكية. وأرى أنهم غَطّوا نقاط ضعفهم بعيونٍ بشرية وعيون آلية.)»

ولذا التعاون كان حاجةً.

أنشأت معلمات تُكِوَداي وسيلةً للسيطرة على مجموعة الإسبرات الخارقات رغم قلة عددهن. لم تكن ميساكا ميكوتو ساذجة كفاية لأن تفترض أنها قادرة على غلبهم ولو بالقوة.

كانت ميكوتو تتحكم في الآلات، وشوكُهو تتحكم في العقول. هاتان لم تتفقا عادة، لكن كان هذا سببًا كافيًا لتتوحد قواهما.

«(متحمسة في عملك ها يا ميساكا-سان؟ علينا الهروب سريعًا، لذا ما أخاف المعلمين بكثر ما أخاف فتاة الججمنت الجادة تلك أُم تَنَقُّلات. أنا سعيدة أنكِ سَيْطرتِ عليها بهذه السرعة☆)»

«...»

«(ماذا، الآن تشعرين بالذنب؟ لأكون واضحة، أنا كذلك تركتُ فتيات زمرتي ورائي. التحرك في مجموعة كبيرة سيُبطئنا ويُبرزنا. دعي العواطف تسيطر وستخسرين. حينها سنعلق جميعًا خارج الصفوف لنقضي أكئب كريسماس شهدته تُكِوَداي.)»

كانت تعلم.

حقًا تعلم.

ولكن ما ذنب شيراي كوروكو وهي تدندن بسرور بجوار ميكوتو؟ بطريقتها، لربما كانت تخطط لقضاء كريسماس ممتع مع رفيقة مسكنها. فهل كان من الصواب حقًا التخلي عن كل ذلك؟ بينما كانت تُحس بالحرية تجذب وبالمسؤولية تسحب، نظرت ميكوتو بطرف عين إلى وجه زميلتها الأصغر الجميل وهي تتحدث بصوت خفيض.


«إهـ هِه هِه. ولهذا اليوم المميز أن يكون لي ولأونيه-ساما. نعم، صحيح. المعلمات صارمات لا أنكر، فلا وسيلة للهرب من المهجع. يمكننا أن نجلس ونسترخي محبوسين في غرفنا. بين عشية الكريسماس ويوم الكريسماس نفسه، تلك ثمانٍ وأربعين ساعة مع أونيه-ساما وحدنا في غرفة مغلقة دون أعين تتطفل. لن يدخل علينا أحدٌ يخرب علينا، حينها قد أُقَيّد حبيبتي أونيه-ساما، وأثبتها على الأرض، وأضع على عينيها عصبة، وأسُدّ أذنيها وفمها لأحرمها من حواسها المعتادة، وبزيتٍ خاص سـ—إيه هِه، غِه هه—ليس لأن ندخل عالم الكبار وحسب، بل لنتحرر من قيود الإنسان ونلعب إلى أن نكسر باب الـ ***** و—»

«شوكُهو، الآن نفعلها!»


قاطعت ميكوتو بأمرٍ للفتاة الأخرى.

بينما لا تزال شوكُهو ميساكي تتشبث بظهر ميكوتو، أخرجت ريموتًا من شنطتها الصغيرة على كتفها وضغطت بلطف على رأس شيراي كوروكو (التي كانت تحلم يقظة).

ضغطت على زر صامت واهتز رأس الفتاة أم قرنين الكستناء قليلاً.

كانت قوة شوكُهو ميساكي مِنتل آوت هي أقوى قوة نفسية.

ولكن نطاق تطبيقاتها كان واسعًا واسع لدرجة أنها استصعبت التحكم بها، لذا كانت تستخدم الريموتات كأنها إيحاءاتٌ ذاتية تساعدها لتنشئ فئات وتصنيفات لقوتها.

وبالطبع...

«أنتِ.»

كانت المعلمات تعرفن ما لقوتها أن تفعل، لذا تسرب التوتر إلى التي كانت تراقبهم عندما مَدَّت الفتاة الشقراء يدها إلى شنطتها. نادَت لا إراديًا بصوتٍ صارم.

«شيراي، أين وجدتِ هذا الريموت؟ ألم نرمي المسجل الرقمي معه؟!»

«نعم؟»

كانت تركز على الريموت، ولكن ليس بالطريقة الصحيحة.

ومع ذلك، لم تلاحظ المعلمة التغيُّرَ في أفكارها.

«أي ريموت؟ هذا لوح كامابوكو.»

لكن الشيء الذي كانت تلوح به الفتاة أم قرنين دفاعًا عن نفسها كان صندوقًا فارغًا لقطعة شوكولاتة.

«لا، قد رأيت معك ريموتًا أكيد. لابد أنه هنا قريب!»

«قلت لك، هذا لوح كامابوكو.»

«بل ريموت!!»

بدأ الاثنتان تنشغلان بشكلٍ غير طبيعي بشيءٍ عبثي.

وفي الوقت نفسه، كانت الفتاة شقراءَ عسل الشعر التي تحمل الريموت الحقيقي تضحك. بالطبع، كانت في مرمى بصر كلتا المتجادلتين، ولكن لم تلحظها أيُّ منهما. كالمعتاد، كانت الفتاة بارعة في إحداث الفوضى.

جدالٌ بسيط بين طالبةٍ ومعلمة أثار اضطرابًا في الصفوف حيث تجمعت الفتيات السُّذّج ليشاهدن ما يحدث.

«وبشأن النظارات الذكية؟» سألت شوكُهو بغمزة.

«سَوَّيْتُها.»

حتى وإن كانا يهربان، لن يرميا ببساطة الملاقط وأكياس الزبالة نصف الممتلئة على الطريق، لذا تركنها بجانب الطريق الرئيسي حيث تجدها الروبوتات.

الآن الجزء الصعب.

ردَّت ميكوتو ردًا عفوي، ثم انسلت بعيدًا عن الحشد وإلى زقاقٍ بين مباني متعددة المستأجرين.

أزالت جهاز تعقب الـ GPS المثبت على كاحلها الأيمن وفعلت الشيء نفسه لشوكُهو معها، ثم ألقت بالجهازين في الفجوة بين صناديق البيرة المكدسة بالجوار. بعد ذلك، حَوَّطت ذراعيها بخصر الفتاة الشقراء النحيف وقفزت مباشرة للأعلى. استخدمت تحكمها في المغناطيس لترتكز على جدار الخرسانة المسلحة، وركضت حتى وصلت إلى سطح مبنى مكون من خمسة طوابق. كان الأمر يشبه إلى حدّ ما استخدام مغناطيس الرفع العملاق كما تستخدمه الرافعات لتنقل السيارات المهملة في ساحة الخردة.

كان هذا مثالاً على القوى الخارقة في المدينة الأكاديمية.

الكهرباء، العقاقير، التنويم. تلك التكنولوجيا الغريبة استخدمت مثل هذه وأساليبًا علمية أخرى لتُشَوّه "الواقع" الذي يراه الفرد حتى يُدفع عمدًا إلى أن ‹يرصد› رصدًا كموميًا عادةً ما يكون مستحيلاً بحيث يؤدي ‹رصده› ‹المجهري› إلى ظواهر ‹عيانية›.

«لكن ما هذه إلا أول خطوة☆» قالت شوكُهو وهي تتكئ على درابزين السطح.

هرعت عدة فتيات إلى الزقاق الذي تركنه تواً. تلكن الفتيات الإسبرات الخارقات يُعتبرن حرس الملكة لزمرة الشوكُهو، وهي الزمرة الأكبر في تُكِوَداي.

الهروب إلى السطح لم يكن كافيًا. خمس طوابق فقط لن تعني شيئًا حيث يقدر المطاردون على إيجاد طرق لا حصر لها لتسلق الجدار العمودي في ثانية واحدة.

«بما أنكِ اتخذتِ خطر الهروب من أعين تُكِوَداي الساهرة، أفترض أنكِ وددتِ الاستمتاع بحريتك في يومَي 24 و25، صح؟ إذن علينا حقًا أن ننجح في هروبنا.»

«همم. شوكُهو؟»

«وبالطبع، إذا خَرَجَت فتاةٌ بمثل قدرة صدرك البائس هذا إلى المدينة وحيدة في الكريسماس، فلربما ينتهي مآلك مكتئبة من كل الأحبة السعداء حولك. بفف هِه هِه.»

«كان عندي العديد من الطرق لأتخلص من المطاردة، فلماذا ترين أنني اخترتُ السطح فورًا؟»

نعم؟ رمشت الفتاة الشقراء بضع مرات.

وابتسمت الشيطانة ميكوتو عليها.

«لأنني بهذا سأقطع علاقتنا بسهولة وأهرب فورًا وقتما تنقضي منفعتك لي.»

«هاااه؟! انتظري، ميساكا-سان! أكيد لن تتخلي عني هنا!»

عندما أدركت ملكة تُكِوَداي أخيرًا الموقف، ذعرت، لكن ميكوتو قفزت من حافة السطح ولم تفارق البسمة شفتيها. بالطبع، كانت وحدها هذه المرة. لها أن تستخدم المغناطيسية القوية لتقفز بسهولة من مبنى لآخر حي أنها كانت ثالثة المستوى 5 في المدينة الأكاديمية. أما خامسة المستوى 5 فما عساها القفز كما للأخرى.

«آه هَهَهَهَهَه!! استمتعي باللوم وحدكِ واقضي الكريسماس الكئيب في قاعة المدرسة، شوكُهو! النصر نصري!! مواهاهاهاهاهاها!!»

«س-سأمحوك لهذا!! أقسم أنني لأفعلها، ميساكا-ساااااان!!!!!!»

كان ردُّها واحد على تلك الصرخات اليائسة: مَدَّت لسانها.

كانت واثقة أن شوكُهو قد خططت أيضًا لخيانتها ما إن يَصِلا إلى بر الأمان. ما كانتا يومًا على وفاق، وتعاون المصلحة لن يلبث طويلاً.

بدت المدينة الاكاديمية مظلمة من الأرض، ولكن من هنا، رأت بحرًا من الأضواء الزخرفية. شَكَّل الطلاب 80% من سكان المدينة، لذا فإن القطارات والحافلات توقفت عن العمل مبكرًا، لكن طلاب الجامعات والمعلمين لا يزالون يستمتعون بالحياة الليلية. وغالبًا اختارت معلمات تُكِوَداي طريقًا يَمُرُّ بمناطق شبه خالية عمدًا حتى لا يجذبن الطالبات بما معهم.

«...»

بدأت تواجه واقع وضعها.

كان الكريسماس، وكانت حرة في ما تشاء.

«~~~ءء!!»

ارتجف عمودها الفقري الشاب من الإحساس الغامر بالتحرر، وكادت تفقد السيطرة فتصدم جدار مبنى. ضغطت بباطن حذائها الجلدي على الجدار واستخدمت المغناطيسية لتُقَلّل سرعتها أثناء النزول إلى مستوى الأرض.

رفعت ذراعيها، ومَدّت ظهرها، وتركت هواء الليل الحُرَّ يغمرها.

قد افترضت أن منطقة التسوق ستكتظ بالأحِبَّة في هذا الوقت من العام، ولكنها وجدت تنوعًا أكبر في الناس حولها. رأت جماعةً من الفتيات يدخلن صالة الكاريوكي، وإخوة عائدين إلى مسكنهم ومعهم كعكة قد اشتروها. بناءً على علبة الكعكة، وجدت عليها رسمة أبٍ ثلجي كبير وآخر طفلٌ صغير وهما نجما فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد أجنبي. كما رأت العديد من الأشخاص وحدهم في طابور طويل لأحدث هَبَّة [3] : الدونات الزخرف حسب ميلادك وفصيلة دمك ولون حظك.

(همم. قد سمعتُ في الأخبار أن الناس يُعاملون شوكولاتة عيد الحب مختلفة ذي الأيام، ربما هذا نفسه.)

بالطبع، كان من غير المعتاد أن ترى أطفال الابتدائية والإعدادية خارجين في منتصف الليل. نعم، كان يوم 24 يومًا غير عادي. كان البالغون من الأنتي-سكيل، وهم جماعة من المتطوعين المعلمين المكلفين بإنفاذ القانون، يمسكون بمكبرات الصوت ويصرخون من أعلى مركباتهم المعدلة من سيارات الدفع الرباعي.

‹ ‹لكم أن تشتروا الكعك إذا أردتم، لكن أكلَهُ هنا يخالف قواعد المدارس. أُكرر، لكم فقط أن تشتروه وترجعوا إلى البيت! -بيووو!!- أنتما، يا زوجا الأحبة! سأغض الطرف عن مسك الأيادي، لكن أن تحملها حمل الأميرة؟ هذا إجرامي!! أتريدان أن أحجزكما فتقضيا يوم 24 في زنزانة؟!› ›

حتى أولئك المعلمين الصارمين تركوا الأمور تسير. وكان كلامهم هنا أقرب للتمثيل، وكأنه كلامٌ قيل حتى يُصَوّروا ويُنشروا في مواقع التواصل.

كان هناك الكثير من الأحبة السعداء حتى ما عادت ميكوتو تتحمل المنظر، لكنها على الأقل لن تبرز أو تجذب الانتباه لكونها الوحيدة.

هناك الكثير مما ترغب في أكله وأن تفعله.

نظرت إلى ساعة بجانب الطريق ورأت أنها كانت تمامًا منتصف الليل.

(هذه الحرية تدوم فقط لثماني وأربعين ساعة خلال عشية الكريسماس ويوم الكريسماس نفسه. ينبغي أن أتجول وأفعل كل ما أريد بنفسي وأضيع الوقت حتى الصباح. وستكون وقاحةً أن أتصل بذلك الأحمق في هذه الساعة.)

ظهرت هذه الفكرة في ذهنها عفويًا، ولكنها فجأة شهقت.

أرادت أن تتخطى حدودها. كان هناك الكثير من الأشياء التي تريد تجربتها. على الأقل، قد سئمت من أعياد الميلاد التي أدارها البالغون دائمًا. ...لكن لماذا خطر على بالها ذلك الأحمق ذو الشعر الشائك كشخص يمكنها أن تفعل معه تلك الأشياء؟ والآن، بعد أن ظهر وجهه في ذهنها، لم يختفِ؟! ثم مرة أخرى، كان حقًا أنه الفتى الوحيد الذي تفكر في سحبه لفعل تلك الأشياء!!

(لاا، لاا.)

قررت ألا تنظر إلى نوافذ العرض.

لأنه حينها سترى انعكاس وجهها.

(لاا، لاا، لاا!! نعم، ما هو إلا بديل. كالدمية أقول! عندي أشياء أريد تجربتها في الكريسماس ولن أقدر إلا بشريك. هذا كل ما في الأمر!!)

لكن بدا أن عشية الكريسماس قد بدأت لأن معجزة ظَهَرت فجأة أمام تلك الفتاة الحالمة.


ركض عند التقاطع أمامها.

كان كاميجو توما يركض بأقصاه مع نظرةٍ مرعبة على وجهه وهو يحمل فتاة صغيرة عارية بين ذراعيه.

«ما—؟»

توقفت أفكارها تمامًا.

لكن الساعة كانت لا تزال تدق في الواقع. بينما تجمدت وحيدة مصدومة، استمر الفتى شائك الشعر في ركضه حاملاً الفتاة الصغيرة غير المألوفة حَمْلَ الأميرة، وكانت مجموعة كبيرة من الجانحين يطاردونه.

«م-م-م-م-ماذا؟! تمهل! أي عشية كريسماس تعيشها؟!»



لم يملك كاميجو توما نفسه أي جواب لمن يسأله عَمَّا يحدث هنا.

س. ماذا كان يفعل؟

كانت عارية.

هذه المرة، كانت الفتاة عاريةً تمامًا.

أما كان لسوء حظه حَدٌّ أبدًا؟

«كِه هِهِه.»

نظرت الفتاة الصغيرة في ذراعيه إليه بعينين غائمتَين، وارتسمت على شفتيها ابتسامة كالهلال. كانت فتاة صغيرة بلغت من العمر عشر سنين، ببشرة بيضاء كاللبن وشعر أحمر كالفراولة... لكن النظرة الخبيثة على وجهها كانت عكس براءة الأطفال تمامًا.

بدت سعيدة جدًا لأنه كان يحملها كالأميرات.

أكانت تلك قطعة قماش أم ثوبًا؟ بغض النظر، كانت تمسك بقطعة قماش حمراء رقيقة وغير كافية على صدرها وترفس قدميها العاريتين بفرحة محبطة.

«إِهـ هِه. إيهِهِه هِه هِه. عشية الكريسماس برومانسية؟ بالكاد عرفتها هكذا، لكن فيها إثارة غير متوقعة. كِه هِهِهِهِهِهِهِه.»

«اصبري. في الحكاية خطب. أيُّ شخصية مجنونة تملكين؟ ماذا بعد، أتقولين إنك ملكة الفضائيين نزلت إلى الأرض على نيزك فجائت لتمرح هنا؟!»

كان قد خرج لمتجر بقالة.

سمع شيئًا وراءه فنظر.

ووجد فتاةً صغيرة.

والأسوأ من ذلك، أنها أخرجت هاتفًا نزوةً وبيدها الصغيرة وَجَّهتهُ نحو مجموعة من الجانحين "المثقفين" الذين كانوا يعبثون بالألياف البصرية الخاصة بالصرّافة الآلية حتى يسرقوا أرقام البطاقات والرموز السرية لكل من استخدمها.

كما أنهم لم يُجَرِّدُوها من ملابسها أو شيء مثل هذا.

بل كانت عارية منذ البداية. البنت المشاغبة هذه كانت تمشي بجرأة في المدينة ليلاً وتُصَوّر الجانحين من وراء الزاوية لتضحك على موقفهم البائس.

خربت المدينة الأكاديمية أخيرًا؟

‹ ‹يا الـ، تعالي!! يا شباب صَوّرتنا!! تعالي!!› ›

‹ ‹آواوا! ورطة، يا زعيم!! رحنا فيها إذا رفعت المقطع في موقع!!› ›

‹ ‹خافوا أكثر من الأنتي-سكيل لأن معهم أصفاد ومسدسات!! وترى، أليس ما يفعلونه أسوأ منا!! فكيف نكون نحن الأشرار؟!› ›

كان لهؤلاء طاقة كبيرة بالنسبة لمن يرتدون قمصانًا بلا أكمام في الشتاء. يبدو أن عِدَّتهم تضمنت فقط "عضلات سميكة" إضافةً إلى "بناطيل" و"ملابس داخلية". وأيضًا، يبدو أن أسباب افتعال المشاجرات قد تطورت للعصر الرقمي. إذا قررتَ أن تُصَوِّر كلّ من حولك فقط لأن معك هاتفًا ولا عندك غيره لتفعل، فلربما تُشعل نار الحرب مع غيرك. خاصة وقد قَبَضت عليه في فعل إجرامي!

لماذا أقضي عشية الكريسماس هكذا؟ تساءل كاميجو.

وهل يقضيها أيُّ أحدٍ هكذا أصلاً؟!

«إنه الشتاء والثلج سقط. ففي هذا الطقس وأنفاسنا تُرى ماذا كنتِ تفعلين؟!»

«ليس أنني أفعل هذا لأننا في الشتاء. وبصراحة، تمنيت قدوم الربيع قريبًا.»

«...»

«يَه؟»

قد لا يبدو أن الأطفال يلاحظون الكثير، لكنهم في الواقع قد يلتقطون التغييرات الطفيفة في الجو سريعًا. توقفت الفتاة الصغيرة عن ركل قدميها العاريتين للحظة.

ما له أن يدخل في حديث الربيع.

لأن ذكرياته لم تمتد إلا إلى الصيف.

ومع ذلك، فإن شرح ذلك لن يحل شيء. حاليًا، كان فاقدًا للذكريات فقط، ولا يزال يتذكر كيفية القراءة والكتابة وما درسه في المدرسة، لذلك لم تشكل مشكلة كبيرة في حياته اليومية. حاول التحكم في تنفسه بوعي، لكن الطقس سَبَّب له مشكلة ثانية. مع ظهور أنفاسه بيضاء، شعر وكأن الفتاة رأت جزءًا من أفكاره.

ومع ذلك...

«كيف تنوي الهرب؟»

سألت الفتاة الصغيرة (؟) بنبرة دبقة عبر ابتسامتها الهلالية.

كانت مجرد فتاة صغيرة، لكنها لا تزال فتاة صغيرة. هذا الوزن الزائد في ذراعيه أبطأه. بدا أن الجانحين سيلحقون به إذا ركض بأقصى سرعة في خط مستقيم، لذا بدأ يلتف عبر الأزقة الصغيرة والزوايا محاولاً الاختباء بدلاً من الابتعاد قدر الإمكان عن مطارديه.

‹ ‹تبا لهم أين ذهبوا؟!› ›

‹ ‹أحضر السيارة! عندنا سيارة ذاتية، دعها تقطع طريقهم على الجانب الآخر!!› ›

‹ ‹أرسلت درون! [4] لن يهربوا من شبكتنا المفترسة مع الأعين السماوية التي ترى كل شيء من فوق!!› ›

(إيه؟ لهذا السبب لا ينبغي أن تُعطى التكنولوجيا المتطورة للأغبياء!! القرد الذي صور نفسه بهاتفٍ وجده في الغابة كان أفضل منهم!!)

وبعد يبدو أن أحدهم لم يتجاوز بعد مرحلة التشوني [5]. يا ليتهم كانوا فتيات ظريفات بريئات بدل ذلك.

لكن على أي حال، هؤلاء هم الذين كانوا يعبثون بالألياف البصرية الموصولة بالصرّافة الآلية خلف متجر بقالة. بعد فشلهم في برنامج تطوير القدرات الخارقة في المدينة الأكاديمية ووصفهم بأصفار المستوى، ربما اختاروا من بعد ذلك درب الحِيَل والأدوات.

ولكن من جهة أخرى...

(إنهم يعتمدون على تكنولوجيا مثل سيارة ذاتية ودرون. في هذه الحالة...)

«المترو!!»

سمح له ذلك بالهرب من كِلا هذين دفعة واحدة.

تتوقف قطارات المدينة الأكاديمية عن العمل وقت دخول حظر التجول الطلابي، لكن المتاجر والممرات المتصلة داخل المحطات ستظل مفتوحة حتى آخر الليل. ركض كاميجو أسفل الدرج والفتاة الصغيرة العارية بين ذراعيه، وأخيرًا وضع "الحِمْلَ" ذات البشرة الفاتحة.

انحنى ليضع نفسه في مستوى نظرها.

كانت تجربته الواسعة مع سوء الحظ قد علمته أن المواقف الحاسمة ليست دائمًا مثيرة أو درامية. مهما بدا الأمر سخيفًا، فإنك ستفقد حياتك إذا لم تأخذ الأمر على محمل الجد. الوقت قد حان أن يعتمد على الجو المشدود الذي شعر به.

«اسمعي، هناك ستة مخارج من هذه المحطة، لكن انسيها كلها. الممرات المتصلة هنا ستأخذك إلى المحطة التالية، لذا ستخرجين من هذه المحطة ومن خارج نطاق الدرون. سأسحب أولئك المعاتيه نحو الغرب، لذا استغلّي الأمر واخرجي من المحطة التالية واهربي إلى مكان مليء بالناس. تقريبًا كل محطةٍ رئيسية سترين فيها محطة للأنتي-سكيل. اليوم هو الرابع والعشرين، لذا أكيدٌ أنهم في الساحة العامة في دوريات. فهمتِ؟»

«أنا خائفة، أوني-تشان.»

«آخخ، اخرسي!! لن أتنازل أكثر من هذا!!»

«وأيضًا، اجتماعنا الاستراتيجي هذا طَوَّل بعض الشيء. ألدينا حقًا وقتٌ للدردشة؟»

«....؟»

أخيرًا أدرك كاميجو توما أن شيئًا ما خطأ.

دوى صوت مدوٍ في جوفه.

لكنه لم يأتِ من أمام، خلف، يسار، أو يمين. بل جاء من الأعلى.

بدلاً من أن يُسمع كصوت في أذنيه، بدا الخوف وكأنه يصفعه على وجنتيه، وربما كان ذلك أشبه بضربة برق تضرب شجرة كبيرة على بعد خمسة أمتار فقط.

برق.

تيار كهربائي عالي الجهد.

لكنه لم ينزف أو يحترق. هذه محطة مترو الأنفاق. بطبيعة الحال، الأرض السميكة تحميه من الأعلى. لم يخطر بباله ذلك فورًا، لكن قد يكون ذلك بسبب أن عقله اختبر بضع ثوانٍ من التشوش مشابهة للتعرض لقنبلة صوتية.

نعم، حدث شيء ما في الخارج.

نظر كاميجو إلى السقف الخرساني.

«ابقي هنا.»

هناك شيءٌ غير عادي يحدث. ما عاد الهرب عُميًا على أمل النجاة بممكن. إذا لم يلمح ما حدث ويفهم القواعد التي كان يواجهها، فمصيره الموت. حتى في هذا العالم العلمي، هذا "الهاجس" تسرب إلى ظهره كإبرة خفية تطعنه.

أمسك أنفاسه ووضع قدميه على الدرج الخرساني البارد.

خطوة.

خطوتان.

ثلاث.

بينما كان يصعد تدريجيًا نحو السطح، استمر الشعور الوخز في جلده يزداد. في البداية افترض أن ذلك من توتره، لكنه أخطأ. كان هذا أمرًا جسديًا. رأى ضوءًا خافتًا يشبه الطلاء المتوهج في الظلام أو مثل ضوءٍ فلوري يظن المرء أنه أطفأه. الهواء نفسه كان مشحونًا بالكهرباء.

ضربت أنفه رائحةٌ خافتة.

كانت رائحة لم يألفها تُذَكّره بشكل ما بالمطهرات. ربما أوزون.

كان عليه أن يظل مختبئًا.

كان يعرف ذلك عقليًا، لكن لم يستطع إيقاف ردود فعله حيويًا. ابتلع ريقه.

ثم...


«اسمع»


قال صوت فتاة.

هذا كل ما في الأمر. أولئك الأغبياء المسلحون بتكنولوجيا حديثة كانوا مجهزين بسكاكين غير معدنية وعصي وحتى أقواس وسهام مصنوعة بطابعة ثلاثية الأبعاد، ومع ذلك كانوا الآن جميعًا ممددين بلا حراك على الأرض حول شخصيةٍ واحدة. كانت هناك كتلة معدنية مفتوحة كفخ الدب. أكانت تلك السيارة ذاتية القيادة؟

واحدٌ فعل كل هذا.

على ما يبدو، كانت أضواء الشوارع القريبة قد تعطلت حيث أصبح المكان أظلم مما كان. وشيء كأنه وهجٌ أبيض مزرق كان يطفو حول المكان، لكن أكان ذلك "نار القديس إلمو"، وهو نوعٌ من تفريغ كورونا الكهربائي؟ بعد الفحص والتمعن، أمكنه أن يرى أطراف شفرات عنفات الرياح وهي تتوهج خافتًا.

لكن كما أن ضوء اليراع لا يكفي ليضيء غابة مظلمة، فإن هذه النقاط القليلة من الضوء لم تكفي لتمشط الظلام عن المنطقة.

في البداية، لم يرى سوى ظل الشخص الذي وقف في وسط كل ذلك.

شررٌ كهربائي أبيضُ مُزرق تطاير كقاتل حشرات وأضاء مصدر الطاقة الذي يمكنه توفير ما يصل إلى مليار فولت.

رأى شَعرًا بنيًا قصيرًا، وعيونًا مَلْئَ بالانتصار، وبِنْيَةً صغيرة.

الفتاة المنتصرة كانت ترتدي معطف تُكِوَداي الفاخر للمدرسة الإعدادية، وتنورة قصيرة أبرزت من أسفلها ساقيها العاريتين اللامعتين.

«ميساكا......؟»

«أود حقًا لو تُفسّر لي كل هذا.»

نفس الكلام عليك. ماذا تفعل فتاةٌ في الإعدادية من تلك المدرسة المرموقة خارج سكنها تجوب المدينة في هذه الساعة من الليل؟ ولماذا ظَهَرَت فجأة فتَوَلَّت الجانحين بتيارٍ كهربائي عالي الجهد؟

ليست كل الأفعال الشريرة نتيجةً لخُطَّةٍ رئيسية. هذا المكان كان مليئًا بالأسلحة الخطيرة القادرة على القتل في لحظة طيش.

أمْ أنّ كل هذا لم يُحْسَب كتهديد لهذه الفتاة؟

المستوى صفر، المستوى الأول، المستوى الثاني، المستوى الثالث، المستوى الرابع، والمستوى الخامس. [6]

ثمانون في المئة من المدينة، ما مجموعه 1,8 مليون شخص، تم تصنيفهم في تلك الفئات الست، وكانت هذه الفتاة جزءًا من المجموعة التي تتربع على القمة.

كانت تمتلك موهبة لا يُرى مثلها إلا في سبعة أشخاص فقط في مدينة الأكاديمية.

كانت المصنفة الثالثة، الريلغن.

عُرِفت بأنها الأقوى في القدرات الكهربائية البحتة.

«إي نعم، التفسير قد يكون صعبًا. كما ترين، وجدت نفسي متورطًا في كل هذا فجأة وكنت فقط أهرب بحياتي، لذا بصراحة لا أدري بأي شيء. لكن أظنني أبليتُ حسنًا بالنسبة لواحدٍ صفري. لذ‹

لم يكمل جملته أبدًا.

ضربت كامل جسده، ليس بصوت، بل بموجة صدمة انطلقت بعد أن اخترقت مقاومة الهواء. لكن ميكوتو لم تحاول مهاجمته. حتى هذا كان مجرد حادث. لقد فشلت ببساطة في التحكم في قوتها صحيحًا فأطلقت شريطًا عشوائياً من الكهرباء من بين غُرر شعرها.

ورغم ذلك، لعلّ ذلك يكفي لقتل أحدٍ إذا أصابه.

لكن كاميجو توما لم يُقتل.

بقايا الكهرباء المتألقة برزت أمام يده اليمنى الممدودة أمام وجهه. مع قوةٍ تقديرية تزيد عن مليار فولت، كان من المؤكد أن الرادارات العادية ستنفجر شررًا لو كانت قريبة. ومع ذلك، أبْطَلَها بلحمٍ ودم مجردين.

لذا...

«صفريٌّ تقول....؟ لا تستهبل.»

كان صوتها عميقًا غير عادي لفتاة جميلة، حتى وإن كانت تُمَيّل رأسها.

هذه كانت القوة الوحيدة لفتًى مُعَيّن—إماجين بريكر.

تأثيرها شمل فقط يده اليمنى حتى معصمه، لكنه بذلك اقتدر إبطال أيّ قوة خارقة.

دخلت نظرة عدوانية عينيه.

«كنت آمل لو نشارك المعلومات بسلام ونحقق قليلاً من بعض الأمور، لكن يبدو أن هذا لن يحدث. ...حقًا، وددت حقًا أن أحتفظ بهذه الطريقة القاسية كملاذ أخير!!»

«....بسلام، تقول....؟»

كررت الفتاة الكلمة إليه ثم رفعت أخيرًا رأسها.

شزرت #3 الفتى مباشرة. [7]


«أيُّ سلام ترى في هذا؟! من تلك الفتاة العارية؟! هل تعرف حتى أي يوم هذا؟! لقد بدأت عشية الكريسماس، فكيف انتهى بك الأمر بذلك؟! أوكنت راغبًا حقًا أن تكون نجمًا لامعًا في عالم المنحرفين أم ماذا؟! غبي؟! أتحاول أن تقتل نفسك؟! وتريد أن تحقق بعد؟! بماذا كنت تأمل في أن "تحقق" بجلبك فتاةً عارية إلى محطة مترو مظلمة وباردة ومهجورة؟! نعم؟ أعندك ما تقوله لنفسك!؟!؟!؟»


(أوه، لا. ماذا أفعل؟ هالبنت المخملية والعنيفة عندها وجهة نظر قوية. ربما أخذتُ عدة منعطفات خاطئة على طول الطريق هنا.)

وفي حين كان واقفًا مذهول، جاء شيطانٌ يزحف من خلفه. تشبثت الفتاة العارية بجانب وركه فقط بالملاءة الرقيقة وغير الكافية التي شدتها إلى صدرها.

كانت شفتاها لا تزال تشكلان ابتسامة هلالية.

بدأت عيون ميساكا ميكوتو تدور مذعورة.

«أنا خائفة، أوني-تشان.»

«ما—؟»

«هيا اهزم الشريرة المخيفة. ثم حينها سنذهب في نزهة ليلية سرية معًا لوحدنا، تمام؟ هيهيهي. عشية الكريسماس تأتي مرة واحدة فقط في السنة، لكنها قد بدأت لتوها.»

«...!!»

تجمد شعر كاميجو بالكامل.

بعد لحظة، انفصل شيء عن ميساكا ميكوتو.

أو بالأحرى، انفجر منها انفجارٌ أزرق طفيف من كل مكان.

  • ما بين السطور 1

ضَمَّت المدينة الأكاديمية حوالي 2,3 مليون نسمة، وكان ثمانون بالمئة منهم طلابًا.

المدينة الضخمة استحوذت على ثلث منطقة طوكيو الكبرى، وكانت القوانين تختلف بشكل كبير داخلها وخارجها. فمثلاً، لم تكن الشرطة مسؤولة عن تطبيق القانون. بدلاً منهم، كانت الأعمال على مستوى المدينة يتولاها المعلمين في الأنتي-سكل، بينما كانت الأعمال في المدارس الفردية يتولاها الطلاب في الجَجْمنت.

لهذا السبب، كانت معلمة التربية البدنية، يوميكوا آيهو، تعمل أيضًا كضابطة في الأنتي-سكل مع صلاحيات استخدام الأصفاد والبندقية. عادةً ما ترتدي بدلة رياضية خضراء كلما خَرَجَت، وحتى عندما كانت تضرب الفتيان والفتيات المجرمين بدروعها الشفافة لن تفارق الابتسامة وجهها، فقد أقسمت لنفسها أن لن تُصَوّب أبدًا بندقية على طفل مهما كانت قوته الإسبرية. ومع ذلك، كسرت إحدى قواعدها اليوم.

اليوم لَبَسَت بدلة سوداء بدلاً من بدلتها الرياضية.

وآملت ألا تضطر لكسر القاعدة الأخرى.

آملت كثيرًا.

«من هنا.»

بتوجيه من مرشدٍ ذو صوت بارد، مشت في ممر متعرج. كان من السهل أن تضيع هنا وكان من الصعب دفع عربة خلالها. كان المبدأ الأساسي مشابهًا للمنازل القديمة للسَمُراي، لكن الفكرة هنا لم تكن لتصعيب استخدام السيف أو الرمح. كانت الفكرة هي عرقلة حركة طائرات الدرون الخاصة بالقتال الداخلي. العوائق التي تعكس الإشارات الكهرومغناطيسية والأشعة تحت الحمراء اندمجت بشكلٍ غير لافت في التصميم المعماري، وكان في الأرض مرتفعات ومنخفضات غير ضرورية. لا بد أن المبادئ الخيرية لتصميم مكانٍ بلا عوائق قد انقلبت رأسًا على عقب حيث لن تقدر العجلات أو عصا المشي من المرور صحيحًا.

من الناحية التقنية، قد يبدو هذا بسيطًا كفاية، لكن العمارة الحقيقية لم تكن مثل القصور الغريبة التي تراها في الروايات العجيبة. لن تسمح الحكومة أبدًا بتصميم مبنى يعوق عمدًا دخول الكراسي المتحركة والعكازات. وهذا يعني أن هناك شيئًا ما مخفيٌّ هنا ويحتاج إلى حماية كافية تجعل من كسر القواعد أمرًا يستحق.

لم تكن هناك كاميرات مراقبة.

قد يكون ذلك لتجنب مخاطر تعرضها للاختراق وتسريب المعلومات إلى الخارج.

كان هناك حارس منفصل عن مرشدها يقف أمام باب درع مركب كبير. هل كان يقضي كل يوم هنا؟ كان هناك كرسي طوي بجانب الباب.

عبست يوميكوا.

«.....لم أتعرف عليك.»

«لا أظنكِ تفعلين. فأنتِ افتقرتِ إلى السلطة لرؤيتي من قبل.»

«فهل أنت خادم أحد المدراء الاثني عشر؟»

كايزومي.

أويافوني.

ناكيموتو.

شيوكشي.

ياكومي.

كانت تلك بعض الشخصيات الأسطورية التي حتى يوميكاوا سمعت عنهم شظايا هنا وهناك. كانت مدينة الأكاديمية تحتوي على كل تكنولوجيا الكوكب، وكان هؤلاء البالغون الوحوش الاثنا عشر يشكلون المجموعة ذات السلطة الأكبر في المدينة. لكن كان محال لها أن تعرف ما إذا كانت القصص التي سمعتها صحيحة. جميع تلك القصص كانت غير معقولة كقصصٍ عن رجال بزي أسود كانوا على اتصال بالكائنات الفضائية واعترى يوميكوا شعورٌ بأن الحقيقة كانت أسوأ من ذلك. هؤلاء كانوا أكثر الشخصيات أهمية من الناحية الأمنية، لذا لم يكن دائمًا واضحًا متى يموت أحدهم أو يُستبدل.

«لا.»

لكن الرجل الذي كان ينتظر عند الباب مثل الآلة رفض هذه الفكرة.

و...

«أنا أعمل لصالح رئيس المجلس الوحيد ولا غيره.»

«...»

كان هذا على مستوى آخر.

صمتت يوميكوا وتحدث الرجل بصوت محايد.

كأنه أقرب لأمر.

«عليكِ خوض تفتيش جسدي.»

«أجريتُ واحدًا عند المدخل.»

«الآن.»

كان أوجز من جهاز صراف آلي. لا بد أن تاريخ تعليمه، مهاراته، صحته، خلفيته، وسلوكه قد تم التحقيق فيهم بشكل دقيق قبل أن يُمنح هذه الوظيفة، ولكن "عدم طرح الأسئلة عن أوامره" لا بد أن يكون من بين المؤهلات الضرورية التي بحثوا عنها.

رفعت يوميكوا يديها في بدلتها السوداء وسحب الحارس جهازًا على شكل عصا. كان يشبه الأضواء الملونة التي يحملها عمال البناء لإرشاد السيارات، ولكن هذا مختلف. كان هذا جهاز استشعار يستخدم إشعاع التيراهرتز. كانت استخداماته قد انتشرت بسرعة الآن بعد أن أصبحت الأسلحة الرشاشة والبنادق الهجومية البلاستيكية تُصنع بسهولة بالطابعات ثلاثية الأبعاد. كانت قادرة على رؤية ما وراء ملابس الناس للكشف عن الأشياء غير المعدنية.

لم تكن قوى الإسبر هي الشيء الوحيد الذي يُحذر منه في هذه المدينة الأكاديمية.

كان البالغون الذين يشكلون عشرين بالمئة من السكان يستخدمون التقنية الحديثة للتحكم في الأطفال الذين يشكلون ثمانين بالمئة ولديهم قوى خارقة.

«سأحتفظ بهاتفك.»

«إن كان لا بد.»

«من فضلك أزيلي دبوس ربطة العنق. وهل هذا سحابك الجانبي لتنورتك؟»

«ما رأيك أيضًا لو تصادر خطاف حمالة صدري؟»

مَرَّر الرجل الجهاز على الجهة الأمامية والخلفية منها قبل أن يجيب بصوتٍ آلي.

«ذلك ليس ضروريًا.»

فتح الباب الكبير، ولكن لم يكن هناك شيء على الجانب الآخر. فقط بابٌ آخر. كانت طبقتا الباب توفران أمانًا إضافيًا، لكنها كانت أيضًا تمنع الحراس من التجسس على ما هو "داخل" حقًا.

ما إن دخلت يوميكوا إلى ذلك الفضاء الضيق، أغلق الباب خلفها، وتم تأكيد إغلاقه، ثم فُتِحت قضبان الباب الثاني.

وجدت غرفة صغيرة في الداخل. كان هذا يكفي لمن كان مقيمًا فيها.

كانت تحتوي فقط على طاولة زجاجية وكرسيين رخيصين.

كانت أيضًا غرفة عديمة النوافذ.

«مضى وقت طويل جدًا»

قالت يوميكاوا آيهو كأنها تتنهد نفسًا برفق.

جلس الشخص ذو الشعر الأبيض الشاحب على أحد الكراسي وساقيه مرفوعتين قليلاً على الطاولة. كانت عيناه الحمراوان تحدقان في الزائر.

«فما الذي جعلك تطلبني خاصة؟»

ربما كان أصغر منها بأكثر بعقدٍ من الزمان وكان بينهما حاجز البالغ والقاصر، لكنها هي من كان عليها إظهار الاحترام هنا. أظهرت ذلك بصمت ببدلتها.

عندما نطقت بلقب الفتى الجديد، حمل صوتها إحساسًا بالإعجاب.

وأيضًا ببعض الإحباط.

«يا رئيس مجلس المدينة الأكاديمية الجديد، أكسلريتر-سان؟»

تعليقات (0)