الفصل الرابع: لستُ بمسيح — معركة _ اسكتلندا.
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
رفرف شيءٌ في الرياح.
كان معطفًا سميكًا وممزقاً. بعض البطاقات الورقية السميكة تدفقت خارجه كالجمر أو بتلات الزهور.
"ويستكوت، سيّدة الحفلة التنكرية،" همس صوت.
واختفى أثره في الهواء الفارغ ولم يردّ أحد.
"وايت، فِلْكِن، برودي-إنيس."
ولكن سامويل ليدل مَكغريجور ماذرز لم يُهزم.
في الواقع، اِرتاح من غياب الرد. لن يعترض أي مقاتلين غير الضروريين طريقه. ليَصُب الآخرون تركيزهم على القافلة أو أي شيء آخر. استخدمت العصبة الذهبية مراسِمَ سحرٍ جماعية تشبه المسرحيات الاستعراضية، ولكن ذلك أثقله في بعض الأحيان.
من هنا فصاعدًا، سيكون واحد ضد واحد.
سيكون أداءًا فرديًا ضد آخر.
ولا شيءٌ آخر ممكن.
كان واثقًا من وحدانيةِ عدوّهِ أيضًا.
"..."
فهم زعيم الذهب معنى وقيمة هذه الكنيسة الصغيرة جدًا لدرجة أنها لم تُدرج في أي خريطة.
فتاة فضية فتحت بابي الكنيسة وخرجت.
كانت أليستر كراولي.
ربما كانت الساحرة الوحيدة من فترة تأسيس العصبة الذهبية التي تغلبت على القرن الماضي بقوتها الخاصة بدلاً من الاعتماد على بطاقات التاروت.
لم يكن هجوم مفاجئ ضروريًا في هذه المرحلة.
ولا حاجة للصراخ بصوت عال أو استخدام أسلحة فائقة الحجم.
بدا أن الفتاة الفضية قد تلقت علاجاتٍ أوّلية، ولكن ماذرز كان ملمًا بالشؤون العسكرية كما هو الحال مع السحرية، وأمكنه الشعور بغرابة كيفية تحملها لوزن جسدها وحَمْلِهِ على الإقدام. كانت تغطي بوضوح آلامها من جراحها.
لن تسمح أليستر بوجود ضحايا عشوائيين من استخدام السحر، لذلك احتفظت بها كلها داخل جسدها.
لا يمكن أن تعتمد على سحر الشفاء. قد تنقذ حياة شخص آخر، ولكنها لن تستطيع إنقاذ نفسها. لأنه إذا ظلّت وفيّةً لمبادئها، سيعالج سحر الشفاء جسدها، ولكن ستُؤذيها الآثار الجانبية والتفاعلات. هذه الدورة التدميرية ستمزق جسدها كما لو ألقت نفسها في خلاطٍ عملاق.
وبالتالي، ستتحول كل الخوارق التي جمعتها الفتاة الفضية بيأسٍ إلى هجمات. أمكن لماذرز أن يحس بكيف عاشت حياتها كرمحٍ مسنّنٍ مشروح. أعطت هذه العدو الشرس الأولوية لمبادئها على حياتها.
وواجه الساحران ببساطة بعضهما.
وكان لأليستر أوّل الحديث.
"عندي سؤال واحد أولاً."
"ما هو؟"
"تركتَ جثتك المخفية في قلعة إدنبرة. لماذا؟ لماذا تُصِرُّ هكذا على حَسْمِها معي؟ أليس من الأفضل لك أن تحمي ورقتك الرابحة تلك ثم تُغيّر وسيطك (وعاءك؟*) تمامًا كما فعلت الساحرة القطة السوداء؟"
توقفت الفتاة الفضية لِنَفَسٍ، لكنها بعد ذلك مزَّقتهُ بلا رحمة.
"أنت مُلتَوٍ. لست ماذرز الأصلي، لذا ارتباطك بي لم يوجد قط."
"بصراحة، لم يهم أيٌّ من ذلك حقًا. لا مصير العالم ولا ما سيحدث لي."
اعترف بها بسهولة.
لم يحاول الرجل الذي عُرِفَ بماذرز تفادي المسألة.
"عند تمعن بها، فنحن لا أكثر من دفاعات بناها الشيطان العظيم كورونزون لأغراضه. ولكن ما إذا كنت سأظل هكذا هو قراري، وليس قراره. أنا مثل الساحر الذي بنى عصبة الذهب في زمنٍ مضى. قُل لي ألا أذهب وسأفتح الباب عنادًا وأذهب. قل لي لا تفعلها وعنادًا سأفعلها."
كان من الخطأ القول أنه كره أليستر كراولي.
ولن يكون دقيقًا تمامًا أيضًا القول أنه وجد كورونزون مزعجًا.
إذا وضع أحدٌ ما رؤوس هذين الاثنين على الطاولة أمامه، فمن المحتمل أن يرميهما جانبًا دون أن تجفل عيناه. لم يهتم في نتيجة فوزٍ سهلة.
بعبارة أخرى...
"بمجرد أن تبدأ في شيء، لن تقدر على التوقف. هذا هو الجانب الطفولي اليائس من شخصيتك، أليس كذلك؟"
"أعمل عليها. وربما لا رغبة لي في شيءٍ هنا. عندما أترجم شيئًا إلى شكلٍ آخر، قد أكون أعمل فقط على إخضاع ما يُراوغني. وبغض النظر عن الشكل الذي تتخذه هذه المقاومة، سأكون من يُقرر خِتامها. أنا كذلك أعتبر جثتي في اسكتلندا لعبةً مثيرة وإصرارك فيها لا معنى له في نظري."
"هل تتذكر اسم المرأة التي أحببتها؟"
"مينا ماذرز. ماذا عنها؟"
خرجت الكلمات سهلة جدًا.
لم يظهر أي تردد أو توقف عندما تعلق الأمر بالحب أو الرومانسية. ولم يُعَلّق أبدًا على غياب زوجته من قيام سحرة الذهب الذين أعدهم كورونزون.
كان ذلك الاسم لا يزيد عن قطعة من البيانات ضمن الـ "الإعداد" المقدم له.
وبعلم ذلك، هزت أليستر رأسها ببطء. كان هذا هو عدوها المبغض. كان كرهها قويًا إلى حد أن قتله مرارًا وتكرارًا لن يكفي. حتى معركة طريق بلايث لم تشبعها. ولا تزال تشعر كذلك.
ومع ذلك قد أبصرت شيئًا مختلفًا برؤية ماذرز مع تلك المرأة. ربما كان هذا هو أكثر ما تَعلَّمته منه، أكثر حتى من الحيّل السحرية. أرادت زواجًا مثل ذلك. أرادت بناء عائلة. كانت تحسده لذلك.
حسَّت أليستر بالحزن داخل نفسها.
أحزنها كثيرًا رؤية ماذرز هكذا.
وهذا هو السبب في أن الفتاة الفضية لم تتردد.
"تلك الحروف الأربعة المخفية تشكل مربعًا مقدسًا لا يُنطق بأفواه البشر. الـ Y-H-V-H التي تُشير إلى الإله نفسه غير وافية ولا يمكن للبشر السقيم إدراك جوهره الحقيقي."
"أوه؟" قال ماذرز بحركة خفيفة لحاجبيه.
فَهَمَ أليستر بطريقته الخاصة.
شيء ما انفتح داخل عباءتها السوداء.
حملت الفتاة الفضية كتابًا مقدسًا قديم.
لم تنظر بعيدًا بعينٍ غاضبة، ولم تنغمس في البحث السحري كشكل من أشكال الاحتجاج، ولم تصرخ حتى تُهدد حنجرتها بالتمزق لأن الإله نظر إلى جانبًا.
انتهت طفولتها.
"ولكن الناس يسعون للخلاص. يسعون لخلاصٍ يمكنهم فهمه بمعرفتهم. لنبني جسرًا بإضافة Sh. ولتكن الأحرف الخمس المقدسة Y-H-ShV-H. أي، ابن الإله. بجمع الآب والابن والروح القدس، يمكن للناس رؤية الخلاص!!"
وَمَضَ بياضٌ من الضوء.
تطهّرت الفتاة الفضية. بأجنحة بيضاء وهالة ضوءٍ فوق رأسها، و
انبعثت رائحة حلوة من حولها مثل زهور الزنبق، وحاطها نورٌ مُطَهّر.
ومع ذلك.
هذا كان الأليستر كراولي.
كلما عرف أحد عن هذا الإنسان، عَسُرَ أكثر فأكثر التصديق بهذا. ببساطةٍ كان مستحيلًا أن ترى الأليستر كراولي يحمل نصًا مسيحيًا ويُبَشّر بقوة الثالوث. هذه الإنسانة قد تخطت ذلك. حتى تتغلب على عقدة نقصها وندوبها النفسية، وحتى تحمي المبنى الصغير وراءها. وحتى تمنع دمار الأشياء اللاشكلية القابعة في تلك الكنيسة.
للحظة تذبذبت تعبيرات ماذرز قليلاً وراء قبعته الساحرة.
ضحك هذا الرجل.
"ما رأيتَ يا أليستر؟"
"نفسُ ما رأيتُ في معركة طريق بلايث. شيئاً أشك في رؤياك له أبدا."
"إذن فلا خيار لي سوى الرد."
لا يمكن أن توقع قائد الذهب ذلك.
لكنه كان سريع الاستجابة عندما تَوَضّحت المشكلة التي واجهها. ماذرز كان حقًا عبقريًا. فقد كان، في النهاية، الرجل الذي عمل مع ويستكوت والآخرين لبناء العصبة الذهبية الأولية قبل انضمام أليستر.
وبدرت بادرة في ذهنه.
"INRI هي الحروف الأربع المحفورة في الصليب الأصلي. اهتزازها يملأ حتى الموتى بالحياة. أكمل جسدي الناقص. طهّر لحمي بهذه الحروف المقدسة!!"
اِختار نظامًا مماثلًا فعلاً.
استخدم ماذرز أيضًا كلمة تشير إلى ابن الإله المسيحي. أعطاهم شروطًا متساوية كما لو كان يختار سلاحًا متطابقًا. يبدو أنه كان يقول أنه سيهزم عدوه بلا شيء سوى مهارةٍ خالصة. كان ماذرز حقًا ماذرز. لا يوجد ساحر أفضل منه في مجال النص.
هَرَبَ الظلام.
كان بياضًا ضد بياض.
لكن ذلك لم يكن فقط بسبب سحر أليستر وماذرز.
سينتهي الليل قريبًا.
اشتعل ضوء الفجر ببطء في الأفق الشرقي ماسحًا الظلام في السماء.
بمعنى آخر.
أتى وقت العالم ليُصبَغ بالذهب.
- الجزء 2
تسارع كل شيء ما إن ابتدئت.
واجه أليستر وماذرز بعضهما البعض في عالم مَطلع الفجر.
لم تكن هناك إشارة.
تحدثوا كفاية عن سبب قتالهم، ولكن قد لا يهم ذلك كثيرًا.
هذا لأن أليستر أليستر وماذرز ماذرز.
لقد تعلما معًا، وتحدثا معًا، وضحكا معًا، ولكنهما كرها بعضهما البعض أيضًا، وتعارضا، وحاول كُلُّ منهما قتل الآخر. لقد كان لديهما موهبة استثنائية حتى داخل العصبة الذهبية. وكان مسارات دراستهما غير قابلة للفهم ليس فقط بالنسبة للأشخاص العاديين ولكن أيضًا بالنسبة للسحرة الذهبيين الآخرين، لذلك صُنِّفا على أنهما غريبا الأطوار. قد يكون هذا مشابهًا لكيف تُقَطّع زوايا الماسة حيث يتعين ضربها بماسةٍ أخرى من نفس القوة.
وبالتالي، بدأت هذه طبيعيًا، ومتوقّعًا، وبِكُل سلاسة.
هووو!!
لَوْلَبت هَبَّـتان من الرياح الثائرة في نفس الوقت.
أولاً، هاجمت أليستر من مسافة قريبة وردّ ماذرز.
حَمَلَت الفتاة الفضية عصا فضية ملتوية تحولت إلى عصا نخلة وكسبت وزنًا أكبر بكثير مما أشار حجمها أو كثافتها. عندما حَجَبها ماذرز بعصاه النار وسكين الرياح، ظهرت حفرة مربكة تحت أقدامه.
تتبعت أليستر بأصابعها على طول غلاف الكتاب المقدس الذي تحمله.
ربطت نفسها بالعديد من الأساطير المستمدة من هذا الكتاب.
"تابَ القديس كريستوفر بعد خدمته للشيطان بحثًا عن أعظم سيد. كان الإبن يَزِنُ وَزن العالم كله، لذا رأى ذلك القديس – عندما لم يتمكن من تحمل الوزن وكاد يغرق – رَبّه الحقيقي، ابن الإله، في العصا التي حملها!!"
"نُعِمَ الإبن بالنفط."
ولكن ماذرز لم يُسحق من وزن العالم.
تفككت أسلحته الرمزية الأربع.
"ليس من غير المألوف أن نرى الملائكة أمامه. ولذا، ستهبط ملائكة [النار] و[الماء] و[الرياح] و[الأرض] الرئيسيون تلقائيًا لحراسته!!"
أحدٌ حَمَلَ سيفًا، أحدٌ حَمَلَ زهرة الزنبق، أحدٌ حَمَى مغامرًا، وأحدٌ حَرَسَ أبواب الجحيم.
وفجأة، ظهر أربعة من هؤلاء الكائنات الرفيعة المجنحة.
حَمَلَ كُلٌّ منهم ما يكفي من القوة لتدمير هذا العالم الدَنِس. الضغط من غابريل وحده كان قد أدى إلى تشنجٍ سمعي للعالم كله عندما هبط من السماء بسبب حدث "سقوط الملاك".
لكن أليستر ببساطةٍ استدارت.
طعنت بقاعدة عصا النخيل على الأرض، واندلعت شرارات برتقالية، واشتعلت.
هذا أيضًا لم يكن موجودًا في الكتاب المقدس.
في الواقع، استدعت اسم ملاك اُنتُقِدَ لعدم ذكره في الكتاب المقدس.
"يوريل هو الملاك المطرود، شيطان سقط إلى أعماق الأرض. يوريل هو أحد السبعة الذين طُردوا من عرشهم النور لراحة البشرية وليس موجودًا في قصص الإله. الشريعة مُطلقة. بإسم البابا زكريا، سأحطم عبادتك للملائكة وبالتالي تناغمك مع أولئك الأربع!!"
أولاً، ظهرت دائرة حماية حول الفتاة الفضية.
ثم اندلعت أمواج عظيمة من اللهب المتفجر لمدى 180 درجة أمامها.
ثارت نيران جهنم من أعماق الأرض ورَفَضت حامي بوابتها. كمثل ضوءٍ أحمر يُغطي كتابةً حمراء. ما إن يسقط واحد، يسحب الآخرين للأسفل معه. اِنحلَّت الملائكة الأربعة كصورة زائفة واستمرت النيران الضخمة في حرق ماذرز.
"أشار الإبن بإصبعه. الخُبثاء للخنازير. وهكذا تركت جماعة الأرواح الشريرة جسد الإنسان ودخلت الخنازير، حافظةً سلام هذا العالم."
كانت مُلْتَوِيَة.
ومُشَوَّهة.
اندمجت كُلّ النيران التي أنشأتها أليستر في نقطة واحدة، اتخذت شكل خنزير برونزي مُشعٍّ كمصباحٍ كهربائي، ثم اِنقضّت على الفتاة الفضية التي يُفترض أنها من أنشأتها.
ما إن طعنها من الأعلى بعصاه، انفجرت واندلعت النيران في كل اتجاه.
القوة الخالصة تفوقت على سلاحٍ نووي.
لكن.
لكن.
كلمات أليستر انفجرت بينما تظل مُركزة على الكتاب المقدس ولكنها لم تمانع مدّ يدها إلى ما بعد ذلك. كان السحرة أقوياء بمجرد أن يملكوا حجرًا يُثبتون عليه حبالهم ليربطوا حياتهم.
"كُلّه خلقٌ من الإله، حتى القوى التي انفصلت عنه وكَمُنت في أعماق الأرض. تَصِلُ أطراف أصابعي إلى شجرة الشر [قليفوث]! ولن تَجِدَ خيرًا وشر من القوة المُسْتَخْرَجَة بالمَعرفةِ المُناسِبة!!"
بدلاً من حرق العالم في لحظة، انفجرت النيران وتَحَوّل الجمر إلى أزهار بيضاء عطرة.
لم يُحدَث ضرر.
لن تجد خدشاً على المبنى الصغير خلف أليستر.
ابتسم ماذرز بخِفّة.
لم يتراجع. لم يتسارع لحلٍّ جديد. في الواقع، خطى إلى الأمام رغم عِلْمِهِ بالخطر. واستجابة لذلك، وصلت يد الفتاة الفضية إلى داخل ردائها الأسود. بعّدت الكتاب المقدس وتركت عصاها لتُحَرِّر يديها.
"استخدمت ذلك جيدًا."
"وكذلك أنت. فعلتَ حسناً بتعريف جسدك به."
لم يكن هناك سوى بضعة سنتيمترات بين العدوين الآن.
حدَّقت الفتاة الفضية وقائد الذهب في بعضهما.
لحظةً لاحقة، ضربت قبضتيهما المشدودتين بلا رحمة بعضهما البعض.
كان ذلك كالاندفاع الشرس في الملاكمة.
كانت هذه المعركة حتى الموت مزيجًا متناقضًا من مواجهة قصيرة المدى واختبار صمود.
بعد أن وصلا هذا الحد، لم يكن هناك حاجة للقتال بطريقة أنيقة أو ذكية. ولا يمكنهما ذلك حتى. لم يفكرا حتى في التجنب ومحاولة تأمين سلامتهما وخطف النصر عن طريق تصويب الضربات بسرعة عالية، لا، بل كانا يُركزان فقط على اتعاب عدوهما بهذه الطريقة.
أمسكت أليستر بقبضة ماذرز على جبينها وصابت قبضتها في جنبِه. أوقف ماذرز قبضة أليستر بركبته المرتفعة وأسقط قبضته على رأسها ضربةً شرسة.
وما أهمية نارٍ جهنمية تُشعل السماء؟
ولماذا عليهم الإهتمام بطوفانٍ مُطَهّرٍ للأرض؟
لم تكن تلك سوى آثار تافهة. هذه كانت معركةً حقّا تهدِفُ هدم حياةٍ. إذا شهد أحدٌ هذا المشهد، لربما تُسرق الروح منهم فقط بالنظر.
استمر الصوت الكريه لسحق العضلات والعظام واللحم والدم البشري.
كان نحت ماسة يتطلب ماسة أخرى بمقدار الصُلب نفسه. عَمِلت أليستر وماذرز على ضرب وسحق وقتل بعضهما، ولكن كان لذلك أثر في إزالة الفائض من نفوسهما وكشف جوهرهما.
"حسدتك يا ماذرز. ليس وكأن قولها يعني الكثير لهذه النسخة منك."
"..."
"وُلِدتُ في حياة ميسورة. امتلكتُ كثيراً من المال في صغري وعِشتُ بإرث والدي مستمتعًا حتى بلوغي. ومع ذلك، لم يكن هناك مُتفهّمٌ واحدٌ حَوْلي!! ماذرز، ما زلت أجد صعوبة في التصديق. ما الذي دفعك إلى إنشاء عصبة الذهب؟ ما هو الشيء الذي نقصني؟ لماذا اجتمع كُلُّ هؤلاء الناس الموهوبون حَوْلَك؟"
"الرجل الذي عُرِفَ بإسم ماذرز كان يحسدك أيضًا."
بدت تلك الاستجابة وكأنها خطٌّ فاصِل.
حتى وهو يضرب الفتاة الفضية بدقة في صِدغها.
كان هناك حتى نظرة استمتاع على وجه هذا الوحش.
"عِشتُ في زاوية لندن. كنتُ دائمًا أكافح للمال. وجعلتُ زوجتي مينا تعاني. لماذا دائمًا أنتَ؟ كُنتَ تتلقى بسهولةٍ كثيرًا من المال حتى لا تعرف ما تفعل به، اِمتلكت كُل ما يُمكن أن تريده، ومع ذلك لم تُحقق شيئاً من كل هذا!!"
لم تتردد.
في الواقع، رمت أليستر قبضتها باتجاه القبضة التي ضربت صِدغها. استهدفت معصمه. مُهاجَمَة نقطة ضعيفة ليست الطريقة الوحيدة لمنع المزيد من الهجمات.
"هل كُنتَ تهتم بعائلتك يا ماذرز؟"
"لم تكن لي شكاوى مع مينا."
رنّ صوتٌ باهت.
ولكن كسر عظم أو اثنين لن يغير شيئًا في هذه اللحظة. من الناحية الفنية، ماذرز الذي هنا ليس حتى إنسانًا.
"بارد وجاف،" قال صوتٌ مُهيب.
ظهر مسمار حجري من الهواء الرقيق ودفعه في معصمه ليَحُلَّ محل عظمه.
لم تعد أليستر مركزة على حِيَلٍ رخيصةٍ كتلك.
"إذن لماذا لم تتخلى عن هوسك باسكتلندا؟ ألم يكن المنزل الذي شاركته مع زوجتك كافيًا؟!"
"وماذا عنك؟ لقد عانيت، سخطتَ من ظُلمِ كل شيء، وصُدِمتَ بالعجز، فلماذا لم تبحث عن 'مكانٍ غير موجود'؟"
طارت أيدي بأيدي، مارّةً بجانب بعضها البعض، وضاربةً الوجه المقابل.
انفجر صوت الاصطدام.
لم يخططا لهذا. انهارت الأرض قبل أن تفعل أرجلهما. وبلا موطئ قدمٍ لهما، انزلقت أليستر وماذرز قليلاً.
وبينما استمرا في التحديق في بعضهما، ألقت الفتاة الفضية بضع كلمات.
"لو أنك تعلمت دفء العائلة، وفهمت قيمتها، وربطت روحك بها، لما تردد قلبك هذا الكثر. كُنتَ لتنسى كل شيء عن هوسك باسكتلندا ولم تكن لتعاني من هواجيس جنون العظمة وخوفك من تهديد منصبك في العصبة. لم تكن لتستدعي كورونزون لتستهدفني أنا وعائلتي."
"لن تفهم."
"حتى بعدما صارعتُ المصير وخرجتُ منتصرًا في معركة طريق بلايث، لم أكسب أبدًا شيئًا خالدًا. لذا لا أستطيع أن أغفر لك أبدًا، مهما كان. تلك الحياة يجب أن تكون محبوبة قبل كل شيء بالنسبة لك، فكيف عساك تدوس عليها وتضعها مرتبةً ثانية يا ماااذرززززز!!؟"
"المال والذكاء والجمال والرياضة والمهارة السحرية. اِمتلكتَ كل شيء باستثناء الحُب، لذلك لن تفهم ما هو شعور البَخس بشكل مثير للشفقة." حَرّك ماذرز يده اليمنى المتذبذبة التي غرسها بالقوة، ولكنه لم يظهر علامةً على الألم. "كان لمينا موهبةً فنية. كانت تنتمي إلى عائلة نخبة تُعرف في العالم العام بإنتاجها فيلسوفاً. كانت صديقتها [آني] تمتلك المال و [ويستكوت] امتلك شعبية. ...ولكن ما كان لدي؟ إذا لم أدّعي أنني نبيلٌ اسكتلندي واستخدمت مهارتي السحرية حُجّةً، لما عساني سوى الغرق في البؤس كما كنتُ حقاً عليه!!"
ما الذي قالته تلك الراهبة اللطيفة؟
إن نقص الثقة بالنفس يؤدي إلى الإهانات والعداء تجاه الآخرين.
"أكان عليك أن تقارن نفسك بزوجتك يا ماذرز؟"
"أردت خلق مكانٍ لنفسي. كان عليّ ذلك عندما حاول الجميع فقط أن يعطوني واحدًا. مينا ماذرز. أردتُ أن أكون شخصًا قويًا بما يكفي لأدعم تلك المرأة!! ... ولكن هذه ليست القضية الحقيقية."
تبع ذلك صوتٌ بَـلِل.
جاء من كفّ الفتاة الفضية اليُمنى. لا، جاء من أكثر من ذلك. رُشّ الدم أيضًا من يدها اليسرى وقدمها اليمنى وقدمها اليسرى. كان النزيف يمنع أليستر من الحركة. في هذه الأثناء، كانت إصابة ماذرز الوحيدة هي تلك في معصم يده اليمنى. بالإضافة إلى ذلك، كان تاروت كتابٍ سحري لا يُدمر، لذا يُمكنه تجاهل أي ضرر ظاهر.
ولا حتى السحر الخارق يسمح للإنسان بتجاوز حدود جسده البدني. وكذلك، بَرَعَت أليستر في سحرها [التعثر الروحي] الذي هو تمثيلات إيمائية. فالتقاط الكتاب المقدس والاستفادة من حكمته لا تغير الفكرة الأساسية للاتصال بالخوارق. كانوا يعملون على فهم الشجرة العظيمة للسحر عن طريق زراعة فرع الصليب عليها.
كانت هذه معركة سحرية.
لا يمكن أن يكون أوضح ماذا سيحدث إذا خَسِرَ أحدهما القدرة على استخدام السحر بحُرّية.
جاء تغيير واضح في المعركة.
أرهق بعضهما بعضا حتى الحد الأقصى، لكنها وصلا إلى نقطة تحول.
سامويل ليدل ماكغريجور ماذرز.
انهى حامِلُ الإسم هذا حديثه بصوتٍ عميق مخيف.
"كل هذا ينطبق على الماذرز الذي عانى في ذلك البيت العادي قبل قرن من الزمن. ليس له أيُّ علاقة بي هنا والآن. كفاكِ ركضاً بنثركِ الفوضى. سأكون قاتل كورونزون. سيندم على اليوم الذي أنشأ فيه وحشًا مثلي."
كان حقًا كتابًا أصليًا لا يُدمر.
لكن ذلك لا يعني أن مفهوم الموت لا ينطبق عليه. هل نسي بالفعل عن إدوارد بيريدج؟ لتفعيل دفاعات الكتاب السحري وبجعله يتخذ هيئة البشر، يجب إمداد مقدار ضخم من الطاقة باستمرار من [خطوط لاي] التي تمر عبر الأرض. عن طريق غمر الفضاء نفسه بكمية مماثلة من الطاقة، سيُحجب تدفق الطاقة من الأرض إلى الكتاب السحري على الأقل وسيفقدون شكلهم وعقلهم البشريين. بمعنى آخر، سيموت ماذرز.
لكن. (أليستر ليس لديها الوقت أو نطاق الحركة لذلك.)
كان ماذرز واثقًا من ذلك.
لن يهم كم دفعت الفتاة الفضية نفسها أو إذا تشبثت به مثيرةً للشفقة وهي تتنفس بصعوبة.
إنما الذين ظلّوا مُركزين على الانتصار يمكنهم التغلب على هذا الاختيار البارد.
(لا يمكن لأليستر أن تحرك أطرافها الآن، لذا لا يمكنها استخدام تقنية كبيرة كهذه. إذا سحقتها هنا، يمكنني المضي قدمًا. لا أحتاج سببًا لفعل ذلك. عليّ ببساطة أن أهزمها هنا!!)
ومع ذلك.
هزّت الفتاة الفضية المدعوة أليستر كراولي رأسها.
نظرت إليه مُشفِقة وقالت شيئًا لم يكن أبدًا ترجّيًا لحياتها.
"لقد فهِمتُكَ خطأً."
"ماذا؟"
"هناك شيء لا يمكن شراؤه بأي مبلغ من المال، شيء لا يمكن حلّه حتى بأعظم العقول، شيء لا يمكن قبضه بالركض فوق الجبال أو بارتداء أفضل اللباس. ذلك هو الحُب. هذا هو أعظم كنز تُقْتُ إليه كثيرًا. لكن يا ماذرز، أرى الآن أنك لم تحمل ذلك الضوء الأبدي كما فعلتُ أنا. أخطأتُ بتوجيه غيرةٍ مجنونةٍ كتلك نحوك."
لم تكن شخصيته سهلة التحكم أبدا.
حتى في عصبة الذهب، تمكن فقط ويستكوت ومينا من التأقلم معه. دعاه ويستكوت للمساعدة في إنشاء العصبة السحرية، ولكن انفصلا في النهاية وقادا فصيلين (زمرتين) منافسين.
الوحيدة التي بقيت معه حتى النهاية كانت زوجته، مينا ماذرز.
الحب الذي أظهرته له كان حَقّا.
ولكن...
"ماذرز، أنت لم تقبل حبها أبدًا. لا، بل لم تستطع قبوله. إنها سخيفة، ولكن لم تستطع قبوله حتى وهي تبقى بجانبك وتملأ عالمك بكل ذلك اللطف. لو أنّك أدركت ذلك فقط، لوجدت أعظم سلام."
"..."
"وهذه النسخة منك؟ ليس لديك شيء. الذهب؟ أعظم عصبة سحرية على مرّ التاريخ؟ ما القيمة التي حملتها؟ لا تضحكني يا ماذرز. القوة هي مجرد وسيلة للنهاية. القوة بدون هدف لا تختلف عن قطعة قديمة من الأثاث منسية في زاوية العلية."
هذه كانت إجابة أليستر كراولي على العصبة الذهبية.
كان حُكمًا فقط مُدَمِّرُها هو الوحيد الذي يمكن أن يقدمها.
و.
و.
وبعد ذلك.
ثُقِبَ جُرحٌ أحمر آخر على جانب الفتاة الفضية. أولاً أطرافها والآن الجُزء الذي يحتوي على العديد من الأعضاء. بدا أن ذلك يؤكد الاتجاه. كان هناك فرق حاسم في الضرر بين أليستر وماذرز.
ولكن كان ماذرز هو الذي عبس تحت قبعته الساحرة.
لم يكن يعرف إلى أين يؤدي هذا أو ما النتيجة التي ستحققها. نعم، بغض النظر عن مدى تفاهتها تبدو، كان هناك الآن شيء على الساحة لم يفهمه ماذرز.
"ما ذلك يا أليستر؟"
"جُرح."
"لم أتعرف عليه. لم أمنحك إياه!!"
"جرحٌ مُقَدّس. [1] هذه العلامات هي دليلٌ على قديس. عندما تتزامن أجسادهم المُطهرة مع ابن الإله، سيحصلون على نفس الجروح التي تلقاها عندما صُلِب قبل ألفي عام."
دارت الرياح حول الفتاة الفضية.
لم تكن كمية الجروح تُقَرّبها أكثر للهزيمة.
كانوا عدّادًا تنازليًا لصعودها.
العبقريّين قد استخدما تعويذات تعتمد على ابن الإله لبناء أجسادهما إلى مستوى أعلى. فما الذي قسّم بينهما؟ لماذا كانت هناك هذه الجروح على جسد أليستر بينما لم يكن هناك شيء مماثل على جسد ماذرز؟
نعم، ابن الإله لم يستخدم المعجزات بطريقة ميكانيكية وبلا مشاعر.
دليلًا على ذلك، لم تعمل الأساطير بدون مُشَغّل مُعَيّن.
وشرحت الفتاة الدموية.
"تشير [الطاقة السحرية] إلى الطاقة التي صُقِلَت من قوة حياة الفرد. ويُشير [السحر] إلى الظواهر التي تنتجها تلك [الطاقة السحرية]. لذلك، يُدعَمُ كل سحر بالقوة الأصلية المولودة من أعماق الحياة."
كانت هذه عبارات ربما لم تُكتب في أي كتاب سحر.
بعد قرن من الدراسة، تجاوزت حتى العصبة الذهبية الأصلية. والآن، كانت الساحرة، أليستر كراولي، قد تنوّرت إلى حقيقة واحدة.
كانت الأكثر أساسية من كل شيء.
ولكن في بعض الأحيان، يُمكن أن يُنقل الشيء فقط عندما يوضع في كلمات.
"لذا فإن السحر هو نظام يمنح الشكل الفعلي للمشاعر الأهم للناس، في بعض الأحيان يشفي وفي بعض الأحيان يضر. في بعض الأحيان يُقربهم وفي بعض الأحيان يُبعدهم. كُلّ التعاويذ تحتوي على القوة الحقيقية التي تحتوي على السعادة والخوف كجانبين لعملة واحدة. يا من بَهُتت مشاعره وأحاسيه، ارحل! أمثالك ليسوا أهلًا لاستخدام السحر!!!!!!"
- الجزء 3
انتهى العد التنازلي.
اعتلى الآثم.
وللتذكير، كان عدد الإصابات الظاهرة غير مهم.
فإن غمر ذلك الفضاء بالطاقة سيُعيق نقل القوة من خطوط لاي إلى الكتاب السحري. وسيتسبب ذلك في تفتت الشكل البشري المؤقت والعقل ليتناثر ويُمحى وجوده كفرد.
لذلك، بالنسبة لمن حاول قياس تقدم المعركة من خلال الضرر الجسدي، جاءت النهاية بسرعة وفجأة ودون تحذير.
لكن بالنسبة لمن كان ينظر إلى الصورة الشاملة بالتركيز على الطاقة الإجمالية في العالم، قد تكون هذه النتيجة نهاية رحلةٍ طويلةٍ بشكل مربك. تمامًا كما يُشيد بصغار الحجارة لبناء برج عملاق في النهاية، ربما تطلبت تلك المعركة السحرية جهدًا هائلا وتوازنًا دقيقًا.
وإن فكّرت فيها...
ألم يكن الساحر أليستر كراولي حقًا شخصًا أخذ في اعتباره الرؤية الأوسع ليمنع ارتداد سحره من ضرب غريبٍ ما؟
"..."
في مواجهة أليستر، التي تحَوّلت إلى كتلةٍ من الضوء أبيض نقي، لم يقدر ماذرز على القيام بأي هجومٍ مضاد وهو يختنق بدخان النار.
لذا، في تلك اللحظة الأخيرة، كان زعيم الذهب يحدق فقط في الضوء الأبيض المقترب.
الماذرز هذا كان كتابًا سحريًا أصليًا أُنشِأ من بطاقات التاروت. وكان أعضاء الذهب الآخرون نفس الشيء. ولهذا السبب كان هدفه هو التفوق على كورونزون لتحرير الجميع.
لكن هل كانت تلك حقًا الطريقة الوحيدة لإنقاذهم؟
الذهب؟ أعظم عصبة سحرٍ في التاريخ؟
ما القيمة التي حملتها؟
أتت تلك الكلمات الحكيمة بسهولة.
وتلك الإنسان لا يمكن أن تتحدث بها إلا لأنها عاشت خلال تلك الحقبة وأعربت عن اعتراضها خلال معركة طريق بلايث.
"هكذا."
في الحقيقة، ربما أراد تحرير روحه بهذه الكلمة.
كان يُعرف بقائد الذهب، ولكنه كان شخصًا مختلفًا عن الرجل الذي عاش قبل قرن.
وقال المزيد بابتسامة حاسمة.
"إذن هذا هو المُدمِّر الحقيقي للنظام: أليستر كراولي."
- الجزء 4
انطلق ذلك الضوء الأبيض حتى خرج من الغلاف الجوي وأحرق ظلمة الفضاء الخارجي.
حتى لو لم يكن بإمكانه تدمير الكتاب السحري الأصلي نفسه، إلا أن غمر المساحة المحيطة بالطاقة سيقطع إمداد الطاقة من الأرض.
لذلك، على الأقل، لم يعد بإمكانه الحفاظ على شكله البشري.
- الجزء 5
"..."
ارتعشت أذني كبيرة شبيهة بالقطة في مكانٍ بعيد في مصر.
رفعت المرأة في ثياب الحداد رأسها بينما كانت تتبع تعليمات الطبيب ذي الوجه الضفدعي.
في الواقع، كانت كتابًا سحريًا أُنشِئت بواسطة أليستر كراولي وأُطلِقَت بواسطة أيواس.
ولكن في تلك اللحظة، تحدثت بكلمة واحدة واضحة.
"حبيبي؟"
- الجزء 6
"..."
انتهت كل الأمور، ولكن الفتاة الفضية لم تسترخِ.
هدّدت كتلة ضخمة من القوة بضرب رأسها. كانت أليستر تعرف جيدًا ما سيحدث عندما تعتمد على السحر، بغض النظر عن أسبابها.
الارتداد.
السحر الذي يستخدمه البشر يضع ضغطًا على العالم ومراحله، مما يخلق شيئًا شبيهًا بالشرر. وتلك التشويهات في العالم ستجد طريقها في نهاية المطاف إلى شخصٍ غير متوقع.
لا يمكنها السماح بهذا.
كانت أليستر كراولي قد بدأت حربًا لوقف ذلك.
لذا، ابتسمت الفتاة الفضية وفتحت ذراعيها لتقْبَلَها.
"تعالي يا غرائب. بعد كل هذا الوقت، وجدتُ نصري أخيرًا."
حدثت ومضة من الضوء.
ثم صوت دمٍ مسعول.
- الجزء 7
كان يمكن سماع شيء ينفصل ويطفو في الهواء.
"خ."
لاحظ الجميع ذلك التغيير.
كانت قافلة العائلة الملكية قد وصلت بالفعل إلى اسكتلندا. سيصلون إلى قلعة إدنبرة قريبًا. ولكن هجومًا واحدًا الآن قد يمزق القافلة ويدفعها إلى الدمار.
ولكن الهجمات توقفت.
أول من شهق كان ويليام وين ويستكوت.
كان للساحر الذهبي شبه-خلود.
"ما...هذا؟"
نظر إلى يديه وتَرَكَ ذاك العالم بسرعة 180 كم/س. كان قد توقف عن الركض عندما لم تكن لديه نية لذلك. وكلما نقص أحدهم، سيفشل سحرهم المسرحي أكثر.
"أنا...أتفكك؟ مستحيل. شبه-خُلُودي لا ينبغي أبدًا أن يفشل ما لم يجد أحدهم ورق البرشمان الذي أخفيته في مكان آخر!!"
ما إن بدأت، كانت سريعة. بدت العربات الآن مثل النمل بعيدًا في الأمام، ولكن كما كانت بطاقات التاروت الكثيرة تتناثر أيضًا. بدت كقصاصات ورقٍ مُلَوّن، لكن يجب أن تكون سيدة الحفلة التنكرية وإسرائيل ريغاردي الذَيْن كانا يحاولان إعادة تشغيل تعويذاتهما قد انهارا تمامًا.
"لابد أن هذا وقتنا يا ويستكوت."
في وقت ما، وصلت آني هورنيمان إلى جانبه.
كانت ملامحها تتفكك ببطء أيضًا.
ربما كان ذاك الهجوم يقصد فقط ماذرز.
ولكن الكتب السحرية الأصلية مثلهم كانت في الأساس لا تُدمر. بدلاً من تدمير بطاقات التاروت نفسها، كان أليستر قد غمر هذه المساحة بشكل من أشكال الطاقة لمنع الكتب السحرية من استيعاب الطاقة من خطوط لاي، وهذا تسبب في تفكك شكلهم البشري واختفائه.
بمعنى آخر، أثّر ذاك الهجوم الواحد أيضًا على سحرة الذهب القادمين إلى اسكتلندا.
"هذه ما كانت عليه أجسادنا في المقام الأول. كنتُ دائمًا أعلم أنها لن تدوم."
"ألا يُخيفكِ هذا؟"
ولكن آني ابتسمت وأعطت هذا الرد فقط:
"إذا كانت مينا تعاني هنا معي، ربما كنت سأحاول إيقافها حتى لو كان عليّ تدمير العالم لفعل ذلك."
الإستعجال في العودة إلى المعركة بعد سقوطهم على الطريق السريع بانت أنها فكرة سيئة.
جون ويليام برودي-إنيس في رداء القاضي الأسود، روبرت ويليام فيلكن في معطفه الأسود القاتم المتناقض لبدلته البيضاء الخالص، وفريدرك لي غاردنر في قميصه الطويل ذو الأكمام الطويلة والسراويل المريحة من الملابس التنس التقليدية انتقلوا خارج الطريق السريع وجلسوا في حقل عشبي وهم يراقبون نهايتهم القادمة.
"إذن، هُزِمَ السيّد ماذرز."
لم يكونوا سعداء بهذا.
سواء كانوا خبراءًا أم لا، الجميع يخشى الموت.
وبالإضافة إلى ذلك...
"غاردنر، كُنتَ تدعم سيدة الحفلة التنكرية بما أنك كنت جزءًا من [ذا سفير]، أليس كذلك؟ ولكننا نتحدث عن شخص يمكنه هزيمة ماذرز نفسه. أتريد حقًا أن تتحداها وجهًا لوجه؟"
"ولا بالأحلام."
ابتسم تابع سيّدة الحفلة التنكرية برفق أثناء انهياره بصوتٍ مسموع إلى بطاقات.
"لم نكن حتى أهدافه وهذا ما حدث؟ كراولي، لا أريد حتى أن أتخيل ما ستكون عليه ضربة مباشرة منه. سأختار الموت هنا عوضًا عن رؤية وحش بهذا القرب."
ومع ذلك.
كان هناك شخص واحد لا يستطيع أن يرى الأمور بهذه الطريقة.
"مهلاً..."
كانوا داخل سيارة رباعية الدفع عادية.
كانوا يُسابقون على الطريق السريع بعد أن تأخروا كثيراً. دخلوا اسكتلندا للتو، ولكن ذلك كان يجب أن يبعدهم أكثر عن الخطر.
ومع ذلك، نظرت دِيون فورتشن إلى يديها ومن ثم إلى باقي جسدها. بدا وكأنها تفحص الطين على ملابسها.
بدا كصوت بطاقات تتناثر.
كان هذا الصوت غير طبيعي تمامًا، ومرعبًا، وسخيفًا هنا.
"مهلاً!"
ابتسمت الفتاة ذات الفستان الزخرفي قليلاً عند سماع صوت هامازورا شياغي.
كانت ابتسامة مضطربة.
لم تقدم أي تفسير لما يحدث.
و.
و.
وثم.
بدا أن الأمور طبيعية تمامًا.
كأن العالم لا يمكن أن يعود إلى حالته الصحيحة إذا لم يحدث ذلك.
"مهلاً !!!!؟؟؟"
تلاشت الفتاة وتطايرت.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)