-->

الفصل الأول: عام وخاص.

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

«الغرفة 407 – داخلة☆»

بعد طرق الباب، دخلت موظفة شابة وهي تحمل صحناً كبيرًا.

«ها هو طلبك الإضافي من باستا خنزير الشابو شابو الباردة. شكرًا لمشاركتكِ في معرضنا صلصة السمسم الصيفي.»

الخرس عند كان في بداية صباح 29 من أغسطس داخل غرفة الكاريوكي في حي المدارس 5.

كانت غرفة الكاريوكي واحدة من الأماكن التي استخدمتها أيتم للنوم منذ أن رفضت العقارات الإجرامية التعامل معها. تفشت سمعتهم السيئة إلى مجال السكن فما عادوا يقدرون دخول الفنادق، وهذا تركهم يتنقلون بين المؤسسات التي تقدم خدمة 24 ساعة: مقاهي الإنترنت، غرف القيلولة في الصالات الرياضية، المطاعم العائلية، إلخ.

ومع ذلك، كان الميكروفون اللاسلكي وريموت الـ LCD العملاق لا يزالان في الحمّالة مُنتظرة.

من الواضح أن ما لي الفتيات الأربع نيّة للغناء وقد جلست حقائب كبيرة بشكلٍ غير طبيعي في زاوية الغرفة.

إضافة إلى ذلك، بدا عليهن جميعًا وكأنهن استيقظن للتو.

...أي أحد كان ليعتبرهن فتيات هربن من البيت خلال الصيف ويبحثن عن مكانٍ ينمن فيه، ولكن يبدو أن الموظفة بدوام جزئي لم تتعاطف كفاية لتسأل عن الأمر. قامت الموظفة، والتي غالبًا لها قصتها حيث أنها تعمل باكر هذا الصباح، فقط بما تُمليه وظيفتها ثم غادرت الغرفة.

أضاء وجه فريندا.

«أوه، نعم، ها هو. طالعوا يا فتيات، الفطور. وقت أن نُقَسّم هذه الباستا الباردة بيننا☆»

«متأكدة أنها فكرة جيدة؟ خنزير الشابو شابو وكربوهيدرات أول شيء في الصباح؟ شكله حيل دسم وثقيل على المعدة.»

نظرت كينوهاتا باشمئزاز.

ولكن في حين أن غرفة الكاريوكي تُقدم لك المشروبات والوجبات الخفيفة حسب طلبك، فإن كل قائمتهم مصممة للحفلات. كان من الخطأ توقع إفطار خفيف وصحي.

بدون حتى الطاقة الكافية للنهوض من الأريكة القصيرة، سحبت موغينو منديلاً مبللاً من الزجاجة الأسطوانية التي جلبتها معها ومسحت رقبتها.

«أوه، بشرتي كلها لزجة... وحتى الحمام القريب من هنا لا يفتح إلا في العاشرة، صح؟ خرا عليهم!!»

ولا واحدة منا إسبرة تتحكم في الزمن، كادت كينوهاتا أن ترد فأمسكت.

لكنها احتارت أمرًا، فسألت. «تاكيتسوبو-سان، متى ينقضي غسيلنا الخيالي؟»

«بعد 50 دقيقة ثانية، لا تتعجلي. قلت أن يُجففوها أيضًا، لذا احسبي وقتاً زيادة.»

من ناحية أخرى، إذا تمهلوا طويلاً بعد انتهاء الغسيل، فإن الموظف سيفتح الباب ولربما يُسرَق غسيلهم. كانت تلك عقوبةً ضرورية حتى يحفظ العمال عددًا محدودا من الغسّالات تعمل.

كلن يأتي بثمنٍ بعيشهم المؤقت هذا.

وكانت هذه مشكلةً شائعة للهاربين، لكن...

«تباً، ما كنا لنضطر إلى التعامل مع أيٍّ من هذا لو أخذنا شقة جديدة... فمعنا المال! الاستحمام والغسيل لا ينبغي أن يكون صعبًا هكذا. تبا لكم يا عقارات المجرميييييييييييييييييييييييييين!!»

«في النهاية، أكبر همومي هو كيف أُدير مُتفجراتي. أذكر أني وضعتها في تلك الحقيبة هناك والآن أراها تتدحرج كلها معًا. لربما يؤدي انعكاس ضوء الشمس علىٰ الأرض بتذويب المتفجرات البلاستيكية.»

لكن شكواهم لن تُغيّر شيئا.

كان أقصى رَجواهم استعادة الثقة في بحرهم؛ حتى وجدوا من أتى وسرق شغلهم.

ظهر تغييرٌ على الشاشة الكبيرة على الحائط.

«-تثاؤب-. خطأٌ ثاني في العمل؟ هكذا الأمر دائمًا معكم. يا ليتني أدفعك لكم لقاءَ عملٍ ناجح، ولكن هذا نصيبنا. الشكوى لن تزيد. قلتم إن "الدُمىٰ الساديّة" وصلوا قبلكم؟ سأبحث في هؤلاء المنافسين.»

عرضت الشاشة لونًا أسودَ خالصا، وصوت امرأة شابة بان فيها.

كانت هذه هي "صوت الهاتف" التي تمنح أيتم أعمالها.

جلست موغينو برَوَقان على الأريكة وتحدثت بصوت خفيض غير مستقر من قلة النوم.

«ألم تحجزي حجزاً مزدوجا بنفسك؟»

«ولِمَ أفعل؟ إرسال أيتم وحدها يكفي للقضاء على زعيمة الطائفة. ليكن في عِلمكم أنّ رؤسائي قد وبخوني بسبب هذا. هكذا الأمر دائمًا معهم.»

ادعت صوت الهاتف أنها "وُبِّخَت"، لكنها ما أبدت استعدادًا للهروب.

ما كان درعها ضعيفًا كفاية ليؤدي خطأ أو اثنين إلىٰ قتلها... وبالطبع، درعها هذا لن يحمي بالضرورة أيتم أيضًا.

«أيّاً يكن، علىٰ الأقل انتهى أمر زعيمة الطائفة ميتة. هذا أفضل من هروبها أثناء قتالكم أتباعها. أفضل، أفضل بكثير.»

صَمْتُ فتيات أيتم الأربع بَيّن الأمر وأوضحه أنهن لم يَرَيْن ما الحسن في هذا، لكن صوت الهاتف لم تدع ذلك يَهُزّها.

«كذلك، لابد أنها نكسةٌ لم تُشهد قط لسباق تطوير الذكاء الاصطناعي. ولعَلّنا نشهد حتى هلاك عصر الهواتف الذكية ونعود إلىٰ الهواتف التقليدية العتيقة، لذا إن كان معكم أي إكسسوارات تفضلونها، أوصيكم بحفظها.»

«إذن، هُم كبارية المدينة من يتنافسون وبقوة على كل هذا؟»

استخدمت الطائفة الذكاء الاصطناعي؛ وأيتم ذكاءً اصطناعيًا إجراميًا لإعادة كتابة كاميرات الأمن وأجهزة الاستشعار والطائرات الدرون وما إلى ذلك في وقتها. وبتذكر ما فات، كلا جانبي هذا الصراع كانا سيتركان انطباعًا سيئًا. وبالطبع كان هذا كله يتعلق بإقناع سادة المدينة، وليس لتغيير الرأي العام.

(على هذا الكلام الخيالي، أتساءل عما إذا كان الهوائي الخارق بحجم أحمر الشفاه المستخدم للاتصال بالذكاء الاصطناعي الإجرامي قد تُرك دون أن تجمعه منظمتنا الداعمة.)

قد ترجع في آخرها، لكن يبدو أن عليهم العيش بدون الذكاء الاصطناعي بعض الوقت.

بدلاً من أن يوقَفَ تمامًا، خلق هذا فجوة حيث رَكَد التطوير. لعَلّك تكون في موضع الكبار حتى تفهم من المستفيد.

«بأيِّ حال، سآتيكم بوظيفة أخرى أُعوّض عن خطئكم. لنا وللعقارات الإجرامية.»

«وتريدين منا القعود حتى ذلك الحين؟ أبدًا.»

«هكذا الأمر دائمًا معكم. مما سمعت، الدُمىٰ السادية لهم أساس إجرامي قوي فريد. وكبارية المدينة متورطون أكيد. تمامًا مثلكم. تريدون الذهاب وتحاربوهم دون عِلمٍ من هُم فتأكلون مشاكل أكبر؟ لا تتهوّروا حتى تعرفوا كيف تستفيدون منها بالضبط.»

انتهى الاتصال.

عادت شاشة الكاريوكي الكبيرة تُشَغّل لقطات المناظر البحرية الاستوائية النمطية المجانية.

قدمت موغينو شيزوري اقتراحًا بعد ثلاث ثوانٍ فقط.

«أقول، لنقتل الدمى السادية.»

«إذا أردتِ» وافقت فريندا بسهولة. «ففي النهاية، إذا لم نتخلص من هؤلاء المنافسين، سوف يستمرون في سرقة أعمالنا مهما أعطتنا صوت الهاتف. تعبتُ من قضاء ليالي في محلات البرغر ومتاجر الغيودون كأنني هاربة. اشتقت للفوتون. ممكن لأحد – أي أحد – أن يدلني على سرير؟! علينا اثبات أنفسنا مرة أخرى لإقناع أولئك العقارات الإجرامية – وكلما أسرعنا كان أفضل. لذا إذا عرقلنا أحد، فرأيي أن نقتله.»

هزت كينوهاتا كتفيها وحدقت تاكيتسوبو في الفراغ وهي تقضم نهاية الجزرة. لم تظهر أي منهما حجة تُعارض.

وهكذا تقرر الأمر.

كانت أيتم أحد الأشرار الذين أعمروا في الجانب المظلم من مدينة الأكاديمية، فما كان لهن سببٌ في إظهار الرحمة. وفقط لأنهن في مواجهة مجرمين آخرين وحوش ما كان سببًا أيضًا في التعاون مع الشرطة أو المحققين أو صائدي المكافآت أو العلماء أو الصحفيين أو الخادمات. عندما يتصادم مُجرمَيْن، علىٰ أحدهما الدمار.

«مدينة الأكاديمية هي مدينة محصنة، فمساحَتُها محدودة مهما ازدهرت» أعلنت موغينو القاعدة التي تعلمتها من عائلتها. «لذا فإن أناس الجانب المظلم من المدينة دائمًا ما يُركزون على القسمة المحدودة من الأراضي المتاحة. جميعنا نقاتل لأجل قسمةٍ من الكعكة. لو حَدَرنا من قمة مجالنا، فما ينتظرنا غير المأساة. وإن تركنا مجموعةً تتدخل وتسرق، فغيرهم وغيرهم سيفعلون المثل.»

قد سرقوا منهم.

فباء عليهم رد المثل للسارقين. أم بضِعفِه؟ أم بعشرة آلاف؟ لا حدّ لهذا.

«ها. في النهاية، أجِدُ في هذا المكان أغانيهم.»

شغلت فريندا ريموت LCD لتجلب صورة جديدة على الشاشة الكبيرة.

كانت الأغنية الجديدة لفرقة الدمى السادية، صبغة السوط.

أن تكون لهن لقطات في غرفة كاريوكي زقاقٍ خلفي كهذا ربما جاء من تموضعهن على الحدود بين الشهرة والاستقلالية. باستخدام ما رأينه الليلة الماضية، وفيديو الموسيقى هذا، والمعلومات الموجودة في موسوعة الإنترنت، وضعت أيتم ملفاً مبدئياً لعدوها.


  • ساكي.

المغنية الرئيسية. تتخصص في استخدام صوتها، ولكن بسبب شخصيتها الخجولة، فإنها تلتزم الغناء حصراً. وفي وقت الحديث بين الأغاني أثناء الحفلات، تتراجع وتدع العازفة تتولى الحديث. وهي كذلك تكتب كلمات أغانيهم.

السلاح: مجهول.

  • ميڠ.

عازفة القيثار. تتولى محْور اللحن وهي القائدة التي جمعت الفرقة معًا. كما هو موضح أعلاه، فهي ذاتُ سِحْرٍ وجاذبية تَقود الحديث أثناء الحفلات.

السلاح: قيثار كهربائي قاتل "يرمي" كهرباءً عاليةً-فائقة الجهد.

  • سُزران.

عازفة الجهيرة.[1] هي كذلك تُطور فيديوهاتهم الموسيقية وتُصمم أزياءهم. كونها جزء بهذا، فهي تدير موقعهم الرسمي وحساباتهم الإجتماعية، فيراها المعجبون الشهيرة التي يتواصلون معها مُباشرة.

السلاح: الجهيرة قاذفة اللهب مُجَهّزة بمشعل أوكسي-أسيتيلين.

  • يوامي.

مُوَلّـِفة. [2] لا تبرز كثيرًا، ولكن لأن موسيقاهم تَبِثُّ أساسًا موسيقى سطح المكتب، فقد أُشيع عنها أنها تتولى كامل الفرقة سرّاً. كما أنها كاتبة أغانيهم.

السلاح: مجهول.

  • أمامو.

مُطَبِّلة. لديها حكاية غير عادية حيث أنها ضُمَّت إلىٰ الفرقة بعد عملها حارسةً في نادٍ للموسيقى الحية. تدير ألعاب العقاب التي تتضمن المراوح الورقية والسياط وضربات مضارب البيسبول أثناء حفلاتهم وفيديوهاتهم.

السلاح: مجهول.


أمالت تاكيتسوبو رأسها بلا تعبير.

«موغينو، لا أراكِ مندهشة.»

«واحدة في مدرستي كانت تتكلم عنهم.»

«بفف. في النهاية، ما أتخيلك أنتِ من بين الجميع ترتدين لبس المدارس وتذهـ... بوغغ!!؟»

تعليق فريندا غير المدروس جلب لها ضربة صامتة من قبضة موغينو.

من ظاهر الأمور، يبدو أن الدمى السادية تستخدم أسلحة الجيل الجديد بدلاً من القوىٰ الإسبرية. أهذا يعني أنه ليس لديهم أسابر عالي المستوى، أم أنهم يخفون قِواهم؟

كل تلك الأسماء كانت بالطبع أسماء مسرحية ولربما كان مكياجهم الثقيل وعدساتهم الملونة جعل من التعرف على الوجوه البلاستيكية غير فعّال. حتى مع كل هذه اللقطات، سيكون صعبًا تعقب عناوينهم أو أماكن تواجدهم المعتادة.

يبدو أنهم يُصَنفون على أنهم نوع من الأيدول السريين.

وبالطبع، لو كانوا فنانين مشاهير يجنون مالاً كثير، لما رأيتهم يَقتلون في الجانب المظلم.

نقرت موغينو لسانها «تشه» وهي تشاهد فيديو الموسيقى الذي يُعرَضُ على الشاشة الكبيرة. «الدمى السادية. إنهن فرقة بنات عامة زبالة. أمِنكُنّ من تعرف أنهن عملن عمل القتلة في الجانب المظلم قبل هذا؟»

لم تُرفع أي يد.

أومأت موغينو رأسها. «ولا أنا. هذا يتركنا باحتمالين: 1- أحدٌ ما يرىٰ فيهن قيمة كبيرة وأبقاهن في الاحتياط. 2- هن فريق جديد لم يسمع عنهم أحدٌ بعد.»

تنهدت كينوهاتا عند هذا.

كانت الإجابة واضحة.

«تلك القيثارة المميتة والمشعلة قاطعة الجدران تركا أدلة كثيرة في الموقع، لذا هو صعبٌ أن يُبقي المرء تلك الأوراق الخمس مخفية لفترة طويلة. قد أتفهم جهل العوام بهم، ولكنه مشبوهٌ للغاية أننا نحن في الظلام لم نسمع ولا إشاعة واحدة عنهن.»

«صحيح.» قالت فريندا وهي تعقد ذراعيها وتومئ برأسها. «لكن في النهاية، حتى لو كنّ مبتدئات بسجلٍّ أبيض، لا يمكن أن تكون عملية قتل الطائفة أوّل وظيفة لهن. دخولهن، وقتلهن، وخروجهن تُخبر بخبرةٍ رسخت.»

«هناك آثار،» قالت تاكيتسوبو.

استخدمت الطاولة الزجاجية لتنشر وثائق ورقية ربما طبعتها من مكان ما.

سردت جميعها قضايا غير محلولة وما فيها دليلٌ يقطع بتورط الدمى السادية. لقد جمعت هذه المعلومات من مقالات الأخبار على الإنترنت، مُكتشفة الحقيقة بطريقة تختلف عن مُحققي الجنايات في الأنتي-سكيل. [3]

«1– مجموعة من سطح الجانب المظلم تُسَمّىٰ "منتقموا الأجرة" حُرِقوا حتى الموت. وتم اكتشاف الأستيلين في بقايا المبنى المحترق، لذا من المحتمل أن قاذفهم اللهب كان المسؤول.»

«أما سمعن قط بالحذر؟ حسناً، ما لي حق الحديث وأنا صاحبة القنابل.» قالت فريندا بنبرة يائسة بعض الشيء.

أومأت تاكيتسوبو بلا تعبير واستمرت.

«2– وأنّ جُثَثَ مسؤولي شركةٍ فاسدة تسببت في أضرار صحية كبيرة ببيع منتجات حمية فاسدة وُجِدوا في صندوق سيارة مهجورة. للتوضيح، كانوا حوالي عشرات الأفراد محشورين في صندوق واحد. وقضية أخرى مرتبط بهذه، وجدوا موظفاً في ساحة خردة ميتاً بحلقٍ مقطوع. لربما كان شاهدًا.»

«...»

بدت الأجواء داخل الغرفة وكأنها مشحونة بالكهرباء.

ربما كانوا مبتدئين لا يزالون يتعلمون، لكنه كان مكروهًا عند أصحاب الجانب المظلم أن تؤخذ حياة العاديين دون سببٍ داعي. لدرجة أن مثل هؤلاء المجرمين العشوائيين سيُنظر إليهم بازدراء واحتقار.

«3– مُغسِّل أموال يعمل لصالح شركات ومنظمات مشبوهة وجدوه ميتاً في ظروف غامضة. يبدو أنه كان يغسل الأموال بتجارةٍ حقيقية في الألعاب الإلكترونية ليُبدل المال الإلكتروني بأغراضٍ نادرة بشكلٍ متكرر. ويبدو أيضًا أن زوجة الضحية اختُطِفَت. فشل الأنتي-سكيل في إنقاذ الرهينة فماتت.»

صدى صوت نقرة لسان عبر الغرفة. من فريندا.

تنهدت موغينو بعمق.

«إذن يستهدفون المحترفين.»

هذا يعني أنهم يهاجمون المجرمين فقط لتقليل أعدادهم.

بعبارة أخرى، حِسُّهُم مُشَوّه بالعدالة.

«لا أدري بمدىٰ جدية أخذنا للأمر، ولكني أرىٰ تلميحات لهذا الرأي في كلمات أغاني الدمى السادية أيضًا. موغينو، استمعي إلى أغنيتهم الأخيرة – صبغة السوط.»

لا داعي.

مع أناسٍ كهؤلاء، فخبر أنهن لا يدرين حتى أنهن أشرار واردٌ وكبير. هن حمقاوات بحقٍ يعتقدن أن مبدأ "عدو عدوي صديقي" يفوق قوانين الأرض.

نقرت تاكيتسوبو بسَبّابتها على إحدى الوثائق الورقية على الطاولة الزجاجية.

«انتشرت معلومات غير مؤكدة عبر الإنترنت لكل هذه الحالات، ولكن المجرمين يُمحَون دائمًا قبل أن تلتقطها وسائل الإعلام. ولَعَلّ الأمر يكون ببساطة أن الدمى السادية تعمل عبر الإنترنت بدل التلفاز، وربما يبحثون عن أهدافهم هناك أيضًا.»

«نعم، صحيح. واضحٌ أن لديهم عميلًا، ألا تظنين؟ هو حيل واضح أن هناك أحدًا يريد إسكات هؤلاء قبل أن تكبر القصة أكبر من سعتهم. ولربما يَدّعون بقوة أنهم يقاتلون ذَوْدًا عن الخير أو العدالة، ولكن ما يفعلونه هو قتل الناس سعيًا للمال – تمامًا مثلنا.»

لم ترفض تاكيتسوبو تلك الفكرة.

و...

«لا أُؤكد على شيء مع هذه العينات القليلة، ولكني أرىٰ تكراراً في أفعال الدمى السادية.»

«؟»

«يقومون بتكبير القضية أكبر مما هي عليه لجذب المتفرجين. وأعني بهذا الناس العاديين والجانب المظلم.»

«فهمت. لقد أطلقوا الإنذار بأنفسهم قبل أن يغادروا الطائفة، أليس كذلك؟»

«لابد أن هذه هي طريقتهم في استدراج الأفراد والمجموعات من الجانب المظلم المختبئين تحت السطح. ربما يستمتعون بذلك وربما هو فقط عملٌ دعائي يهدف إلى نشـر اسمهم سريعًا. أراهن أنهم يقاتلون مع الجانب المظلم خارج نطاق وظائفهم - ولكن لم يظهر ذلك على السطح بعد. مما يعني...»

«في النهاية، هدفهم هو نحن – أيتم؟» قالت فريندا بنبرة ما بدت سعيدة.

الدمى السادية ما امتلكن حتى الحد الأدنى من الأدب. وقد بَدَت فيهن عادة مقيتة في إشراك العوام أو حتى اختطاف عوائل الأهداف رهائن ليُحققوا مبتغاهن. بهذا المعنى، كُنّ عدواً مزعجًا خصوصًا لفريندا.

ما كانت إلا خُطة واحدة متاحة.

هؤلاء لن يتراجعوا إذا تركتهم أيتم وشأنهم.

«ما لنا إلا أن نَفتِك بهم قبل أن يَفتِكوا بنا،» أعلنت موغينو.

«حسنًا. في النهاية، علينا استئصال هذا التهديد بالكامل.»

تَسَوّىٰ الأمر.

لم تحاول فتاة البدلة الرياضية إيقافهن الآن بعدما وضعن هدفاً.

حتى هذه الفتاة التي تبدو غير مؤذية كانت ولا تزال فردًا في الجانب المظلم.

«موغينو، أين سنقوم بالهجوم؟»

«الدمى السادية ما كانت موجودة طويلاً، فكل المبتدئين يتشابهون. فمثلاً، سيرغبون في استخدام خدمة خاصة تُعزز روابطهم سريعًا حتى لا ينهار فريقهم المؤقت من خلافٍ داخلي.»

بدت فريندا تعرف مقصد موغينو.

«إذن في النهاية، سنذهب إلىٰ بُناةِ الروابط؟»

  • الجزء 2

كان غسيلهم لا يزال يدور ويدور داخل الغسّالة الصناعية.

قالت شاشة العرض LCD إنها ستأخذ بضع دقائق أخرى حتى تنتهي. ولقد أخذوا وقت الذهاب في الحسبان عندما قرروا موعد المغادرة، لكنهم وصلوا إلىٰ المغسلة أبكر قليل من الوقت المحدد.

«أغغ، ملّيت. [4] مثل هذه اللحظات القصيرة الفارغة هي ما تزعجني بحق» تذمرت فريندا.

«اسمعي، إذا لم نفعل شيئًا خارق، فإن ذي قنبلة المدينة الأكاديمية ستبدأ عرضاً للألعاب النارية هنا» تعليق كينوهاتا الممتعض هذا ترك موغينو تحك رأسها.

«تباً، أكره هذا أيضًا... تمام، ما رأيكم أن نلعب انطباعات حجر-ورقة-مقص؟»

«ما هذه؟ أووهه، ما عمري سمعت بهذه اللعبة. في النهاية، أخبريني بكل شيء عنها!»

«مم؟ منذ متى تعرفين هذه الأشياء يا موغينو؟» سألت تاكيتسوبو.

«سمعتُ عنها في مدرستي. ولا شيء أكثر.»

وبينما كان أربعتهم يلعبون، صدى صوت تنبيه إلكتروني.

قد أتمّ غسيلهم.

«لمن هذه الملابس الداخلية؟ شكلها حيل شفافة وأكيد لا يفترض أن يكون فيها ثقب.»

«في النهاية، أي لباس مثير تلقينه ستكون من مجموعة موغينو.»

«كينوهاتا، هذه لي» قالت تاكيتسوبو.

«!؟» «!؟»

أولاً، جمعوا كل غسيلهم المجفف. أصبحت المغاسل هذه الأيام مشرقة ولامعة كالمقاهي العصرية، لذا ما كان للفتيات ترددٍ كثير في استخدامها.

بعد أن أتمّوا، عادوا إلى المبنى متعدد الطوابق الذي يحتوي على غرفة الكاريوكي.

وكان في نفس المبنى منتجع صحي.

وكان هذا المنتجع أيضًا جيدًا ومشرقا، ربما لمنحه مظهرًا نظيفًا لجذب الزبائن من الفتيات. ومع ذلك، فإن النسيج المزيف للرخام أبداهُ رخيصًا نوعًا ما. وحسب التخطيط، كان في الغالب مؤسسة صناعية جنسية سابقة أُعيد بنائها إلى منتجع صحي. مع كل طلاب الجامعة، كان حي المدارس 5 مليئًا بالبارات والمقاهي المخصصة للتدخين وغيرها من المنشآت الموجهة للكبار.

وجدوا عدة بنات مراهقات تتجمعن عند مدخل المنتجع، لكن أكُنّ جميعًا هاربات من المنزل خلال عطلة الصيف؟

أخذت فتيات أيتم حمّامًا أولاً وعقدن اجتماعًا استراتيجيًا أثناء هذا.

«آهه، أخيرًا غسلت عرق النوم...»

«موغينو، كفي هربًا عن الموضوع.»

سواء كان ذلك في سرقة بنك أو تنظيم اختطاف، فإن التهديد الأكبر لجماعة مجرمين هو صراعٌ داخلي. لذا فإن تقوية الروابط عاجلاً بين جماعة مجرمين كان تأمينًا أكبر بكثير من جواز سفر مزيف أو سيارة هروب.

كفاية لأن يكون هناك من يتخصص في تقديم هذه الخدمة في الجانب المظلم.

رفعت موغينو رأسها مُستمتعة بماء الدش الدافئ إلى أقصى حد وتحدثت.

«يُعرَفون بِبُناة الروابط. يرمون جماعةً حَرامية في شقةٍ رخيصة أو موقع تخييم ويُجبرون على العيش معًا، يأكلون من إناء واحد وينامون معًا كل يوم... لخلق روابط أُسَرية صناعية داخل المجموعة.»

تحدثت كينوهاتا من الحُجْرَة المُجاورة.

«أوَحقّاً؟ وهل هناك أي دليل موضوعي خيالي على أن هذا يعمل؟»

«أكيد لا. لسنا بأنتي-سكيل ولا جَدجمنت»

هكذا اشتغلت الأمور في عالم الجريمة حيث لا قواعد تُمتثل أو تقارير تُرفع.

نظرًا لأنهم لا يستطيعون ببساطة زيادة عدد الأفراد لمعالجة المشكلة كما تفعل الحكومة، فإن خبراتك وحِسّك في الخطر هما طوقا نجاتك في الجانب المظلم.

«بُناة الروابط، ها؟ يبدو لي أنهم يجرون عملية غسيل دماغ خفيفة بالموافقة.»

«لأنهم هكذا. يُقال أنه بعد أسبوع معهم ستشعر بمودة كبيرة بينك وبين شركائك في الجريمة لدرجة أنك لن تخونهم ولو قبضت عليك الأنتي سكيل.»

إذا استعانت الدمى السادية بِبُناة الروابط ليُنشئوا وِحْدَةً فورية داخل مجموعتهم، فإنهم عُملاء وأولئك البُناة سيمتلكون معلوماتهم الشخصية.

بعد أن جففوا شعرهن بالمجففات وارتدوا ملابس جديدة، ركبت الفتيات المِترو.

كانت محطة المِترو مليئة بالفتيان والفتيات بملابس غير رسمية. بدا أنهم خرجوا لاستغلال آخر أيام عطلة الصيف. أن تُجبر على الدراسة كل يوم وتتنافس في امتحانات القبول ثم يَسرِقَ الكبار منك فترات راحتك ما كان بالتأكيد أمرًا ممتعًا.

«هاه؟ أما كان يُفترض أن نلتقي على الطابق العلوي لدوريتنا؟»

سمعت أيتم صوتًا غريبًا من فوق. المتحدث كان ينزل على السلم الكهربائي الطويل بينما كانت أيتم تصعدنه. ثلاث فتيات ارتدين زيهن المدرسي حتى خلال الإجازة. أعطتهن موغينو نظرة مزعجة قبل أن تنظر بعيدًا. كانت هؤلاء الفتيات يرتدين شارات خاصة على أكتافهن اليمنى. كُنّ من الجدجمنت.

(«أغغ. ونحن حيل نعرف واحدة منهن. تلك ياماغامي إيرينا.»)

كن قد صادفن تلك الفتاة في الكولوسيوم والكازينو غير القانوني. وما كانت وحدها هذه المرة.

هذا جعل الأمر أسوأ.

إذا التقت أعينهم هنا، فقد تتعرف عليهن حتى في هذه الزحمة. وكان السلم الكهربائي طريقًا واحدًا طويل، لذا ما أمكنهن الانسحاب إلى طريق جانبي أو الدوران في هذه المرحلة.

سيلتقين في النقطة الوسطى بين جانبي السلم الكهربائي الصاعد والهابط.

كانوا على بعد أقل من متر من بعضهن البعض.

«من السهل الضياع في محطة المترو، ولعلّ ساروسا-تشان تائهة في الرصيف السفلي.»

«هِيَ ليست أنتِ يا أَوْمي. أشك في ذلك.»

«يمكنكِ الغش بقدرتكِ يا مَي. لا أثق في حدسك في هذا.»

نظرت فريندا وموغينو إلى هواتفهما لإخفاء وجهيهما قدر الإمكان، وألقت فريندا مفرقعة نارية خفية إلى أسفل السلم الكهربائي بيدها الأخرى.

ردت فتيات الجدجمنت بحساسية كبيرة على صوت "بوب!!" غير المؤذي.

«وااهه!؟ ما كان هذا!؟»

«وظيفتنا هي معرفة ذلك. إيرينا-تشان، قد لا يكون صوت رمي نار أو انفجار. إجازة الصيف تكاد تنتهي، فربما يكون هناك أحمقٌ صاحب بثوث يُشعل الألعاب النارية في المحطة.»

أسرعت كلاب الأساتذة بالنزول على السلم الكهربائي، ولم يلقين نظرة حتى على الفتيات المشبوهات جوارهن.

كادت موغينو وفريندا أن تخرج ضحكتيهما، ولكن...

«مَي، استخدمي استبصاركِ لتفحصي كامل المنطقة! وقولي إن وجدتِ شيء!»

عند سماع ذلك، عادتا سريعًا إلى التظاهر بالانشغال.

لحسن الحظ، لم تلتقِ فتاة النظارات بهما من قبل، وحتى لو رأت وجوه أيتم عبر الجدران والسقف، فلن تُشارك تلك المعلومات مع ياماغامي إيرينا. نقصان الموضوعية مقارنةً بقدرة تصوير الأفكار كان ضعفاً واحدًا في الاستبصار.

فقط بعد وصولهم إلى أعلى السلم الكهربائي وتقدمهم بضع خطوات عادية نحو بوابة البطاقة، بدأت فريندا تزفر زفيراً ثقيل.

«بصراحة... لكن في النهاية، يفترض أن نكون آمنين لأن الاستبصار لا يلتقط الأصوات، صح؟»

«وربما تقدر على قراءة شفاهنا، لذا احذري يا فريندا.»

بعد سماع نغمة قصيرة، سحبت فريندا – التي يمكنها أن تصاحب أي أحد – هاتفها من جيبها، ولكن إشعار الرسالة الواصل من تطبيق التواصل الاجتماعي كان لأجل موغينو.

«شيراتوري// إيهه؟ قد أكملتِ حقّاً كل واجباتك الصيفية؟ لكنني آملت أن أجعل منك شريكة باقتراح أن نعمل معًا. أخخ، الآن ماذا أفعل بهذه الكومة الضخمة... حقّاً، كل هذا ذنبُ الدمى السادية. آخر مقطع موسيقي لهم رائع جدًا. أوه، صحيح. أهناك كرسي ترغبين فيه في الجدول المدرسي الجديد بعد الصيف؟ يُمكن لمُمثلة الصف شيراتوري أوكيبي-تشان هذه استخدام لمسةٍ سحرية لضمان أن تختاري رقمًا تبتغينه بالضبط من الصندوق، لذلـ-»

ما اهتمت موغينو بقراءتها حتى النهاية قبل أن تغلق التطبيق. مستحيل أن تقرأ هذا الجدار النصي.

فتاة الزي الرياضي تاكيتسوبو مَيّلت رأسها بنظرة فارغة.

«من كان؟»

«مجموعة في هاتفي. من مدرستي. يا للازعاج.»

عمليًا، كانت رسالة مخفية تظهر فقط للأفراد المعنيين من قبل المُرسل. قد أثارت موغينو موضوع مدرستها في غرفة الكاريوكي كذلك. كانت تدرك بنفسها أن الزي البحري والحقيبة المدرسية لا يليقان عليها. في الواقع، من كِبَرِ صدرها كان يُسحَبُ لباسها لأعلى حتى بانت سِرّتُها.

بعد صعود الدرج إلى السطح، شمّوا خَضاراً.

كانوا في الحي 21. كان للمنطقة طبيعة بهيّة خضرة وتتضمن الجبل والسَدَّ الوحيدين في مدينة الأكاديمية.

«لِمَ جئنا كل هذا الطريق؟ هل نعرف وبقوة وجود بُناة الروابط هنا؟»

«في النهاية، إنهم خبراء يكسبون عيشتهم من خطط الجرائم الكبيرة مثل السرقات والاختطافات، أليس كذلك؟ لابد أنهم فزِعون من فقدان كل شيء بمداهمة أنتي سكيل للمكان قبل أن يبنوا الروابط بين عُملائهم.»

«ولذا في الآونة الأخيرة، يُؤكد بُناة الروابط من عملهم في مكان لا يُعثر من خلال البحث في العقارات الحقيقية»

أشارت موغينو بإبهامها.

كونهم في الهواء الطلق مع كل تلك الأيونات السالبة أبردتهم أكثر قليلاً مما كانوا عليه من قبل. وربما ما كان تأثير جزيرة الحرارة بتلك القوّة هنا. ما بدأت الأوراق تغيُّرها لفصل الخريف بعد، لذا كان المشهد كاملاً خَضاراً بخضار. ووجدوا مركبة بحجم حافلة سياحية كبيرة مُركنة على الرصيف، بدت وكأنها تدخل نفق الأشجار المتداخلة فوقها. بالرغم من كبر حجم المركبة، فإنها لا تزال ملكية شخصية.

«فهمت. لذا في النهاية، اختاروا مركبة ترفيهية (RV).»

وهذا يُوَفّر لهم بالطبع مساحة للعيش وحركة مستمرةً وحتى يتسللوا من حُماة المدينة، أنتي-سكيل و جدجمنت. حتى لو قُبِض عليهم في نقطة تفتيش، فإن داخل المركبة كان أعقَدَ بكثير من أيِّ مركبةٍ عادية، مما يعني وجود أماكن أكثر للاختباء. وإذا لزم الأمر، يمكن للمجموعة المجرمة الاختباء خلف الأريكة أو تحت الأرضية.

حتى في هذا الحي الجبلي، ستكون هناك كاميرات مجهزة بمستشعرات حركية تراقب الطيور والحياة البرية الأخرى، وكانت الروبوتات على شكل طبول متواجدةً في كل حدب.

في حين أنها تتابع مراقبة أي كاميرا من ذاك النوع، استخدمت فريندا سكينًا صغيرًا متعدد الأغراض لقطع غلاف بلاستيك وألصقت شيئًا في منتصف الباب. ثم ضربت بعنف باب الـRV. أخبر صدى الضرب أن الباب كان مانع رصاص. فراحت الشقراء تتكئ على الباب.

سَمِعت فتاة جامعية عبر (سطح) الباب المعدني.

«من هنـ–»

تجاهلت فريندا ذلك وفجّرت الباب السميك.

تفجّر الباب الثقيل المضاد للرصاص مُزعزعًا صاحب الـRV بالداخل.

اندفعت فريندا وكينوهاتا بحِدّة إلى الداخل الدخاني وقَيّمتا تقييمًت سريعًا للمساحة بأكملها. كان هذا تحديًا لأنهما لم تعتادا مثل هذه المساحة التي ما كانت غرفةً ولا سيارة أيضاً.

«واضح.»

«حيل واضح. حرامية سيارات تافهين أقاموا معسكر تدريبي هنا، فماذا نفعل بشأنهم؟»

أفزع الانفجار المفاجئ الركاب بدرجةٍ كبيرة حتى ما استطاعوا المقاومة كثيراً. سحبت الفتاتان نفراً قليلا من الأولاد الكبار من ياقتهم. [5]

تحدثت موغينو مع الشابة ذات المريلة (مئزر) الواقعة نصفيًا تحت الباب.

«افضحي بيانات عملائك يا بانية الروابط.»

«هـ-هل، كحح، أتطلبين مني التقاعد؟»

«فاتتك فرصة المقاومة منذ فترة يا فاشلة.»

أخذت موغينو هاتف بانية الروابط من الطاولة.

«أه!»

وجّهت الكاميرا نحو وجه المرأة المصدومة لتفتحها، ثم لمست الشاشة بيدٍ واحدة تتفَقّد.

«لنرىٰ. أولاً، سأذهب إلى موقع كاش فريند الرسمي وأقرض أقصىٰ ما يصل من 5 ملايين ين... أوه، قد تمّت. حقّاً إنّ نظام الموافقة بخطوتين لمخيف، ألا تتفقين؟»

«إيه؟ لحظة انتظري!! ما تفعلينه بهاتفي؟!»

«أستمتع بهوايتي لا أكثر: زيارة مواقع التمويل الاستهلاكي. الآن سأُحَوّل كل تلك الأموال من حسابك المصرفي عبر الإنترنت. تاليًا، ربما أقترض بقدر ما يسمحون لي من لوكسوري كليب، وبنك السماء، ونصيب الرقاقة. أم هل علي أن أجرب قروضاً صاعدة ذات فائدة مرتفعة ريثما ابحث؟»

«...»

«ولأُوضح أمرًا، على عكس الاحتيال بالفواتير الكاذبة، فإن الرسائل التي تُطالب بالدفع لن تختفي إذا تجاهلتيها.»

هنا انتهت المعاينة، ننتظر نزول المجلد كاملا حتى نبدأ الترجمة

لا بأس إن قاومتي بداعي الوفاء للعميل وكذا، ولكن أحقاً لا بأس أن تخسري وتسقطي في ديونٍ لا تنتهي لخاطر عميل لن تلتقيه ثانية؟ للحياة فرحها ونَكَساتها، ولكني لا أرىٰ هذه يفسح لكِ مجالاً للفرح.»

غرقت بانية الروابط في عرقٍ بارد.

واصلت موغينو اللعب بالهاتف المستعار بيدٍ واحدة.

«قد جمعتم الدمى السادية معًا هنا، أليس كذلك؟ أريد كل البيانات التي معكم عنهم.»

  • الجزء 3

أخيرًا، شعرت موغينو أن الأمور بدأت تعود إلى مسارها الصحيح.

بعد مغادرة المركبة الكبيرة زيادةً، مدت ذراعيها لأعلىٰ.

«آاهه، هو رائعٌ أن نفعل عملاً حقيقي.»

«علّق هاتفي أثناء محاولتي قراءة هذا... تبا. في النهاية، وصّلت التخزين إلى جهازي الجديد، والذي ما بهِ "ملف الإعداد" المعتاد الذي أُسرع به قراءة البيانات. ولا تُفيد أن هذه الصور كبيرة جدًا. وبوجود أكثر من مليون صورة، من المحتمل أن يستغرق فتح المجلد والنظر فيها بعض الوقت. أقول ربما حوالي ساعة.»

«كان عليك أن تستعيري أي حاسوب اعتدتيه يا فريندا.»

كانت فريندا تنظر إلى هاتفها بغضب، مع جهاز تخزين ذو حجم بطاقة متصل عبر كابل، وتاكيتسوبو تنظر بلا تعبير إلى الشاشة الصغيرة من الجانب. العودة للحصول على الحاسوب لمتعبة ومزعجة في هذه المرحلة. وإذا كان لتلك الشابة أيُّ حسٍّ أصلاً، لابتعدت عن هنا أسرع وأبعد ما يمكن. ما إن يتمكنوا من رؤية البيانات، سيحصلون على كل ما يريدنه عن "الدمى السادية"، فما عليهم الآن سوى الانتظار ساعة من الزمن.

اعتادت فتيات الدمى السادية وضع المكياج وعدسات اللصق الملونة تجنبًا في أن يُعرفوا من كاميرات الأمان وما شابهها، ولكن هذا التخزين سيكشف عن صورهن دون كل ذلك. ما إن تحصل أيتم على تلك الصور، سيبدأ الصيد.

تنهدت فريندا.

«في النهاية، هل تعتقدين أن صوت الهاتف تتعمد السماح لنا بفعل هذا؟ لَعَلّها أرادت منا أن نجزع ونتصرف بدون إذن حتى نقضي لها عملاً مجاناً.»

«أجّلي الشكوك حتى يأتينا دليلٌ قوي. إذا باشرنا أمرًا ضد من في مستواها، فستدرج أسماؤنا مباشرة في قائمة التصفية.»

«أثق أنه لا بأس. في النهاية، ربما تكون غبية نكرة لا تدرك أننا نقدر علىٰ ذلك.»

إذن، كيف سيقضين الساعة القادمة؟

قدمت تاكيتسوبو ريكو اقتراحًا بعيون بلا مشاعر.

«جوعانة. أليس وقتاً نأكل فيه شيء؟»

ما اعترضت واحدة.

جمعوا الغسيل من المغسلة، وأخذوا حمامًا في المنتجع الصحي في العاشرة صباحًا، ثم غادروا لأداء هذا العمل... لذا في هذا الفراغ وقت الظهيرة، ما كان من ضير في التغدي.

«أريد شيئًا بارد.»

«تقولين هذا يا تاكيتسوبو، فما رأيتك تأكلين السومين البارحة.» [6]

«لهذا السبب أريد غير المعكرونة ويكون بارد.»

«صَعّبتيها كثيراً.»

الحي 21 كان موضوعه الطبيعة العظيمة، فترىٰ في متاجرها عند سفح الجبل تبيع غالبًا لحومًا نيئة ووقود نقي للشواء. وكانت المطاعم الوحيدة تشبه كثيرًا تلك التي تجدها في منطقة ريفية متهالكة، لذا اختارت بنات أيتم ترك المنطقة وقَصد مكانٍ آخر.

«الصيف حيل سينتهي، لكن شمسه الخيالية من فوق ما تزال تحرق وبقوة.»

«أرىٰ ممرًا تحت أرضي هناك يا كينوهاتا. لنمشي فيه.»

نزلت الفتيات الأربع سلالم طويلة ليجدن هواءً باردا.

كان النفق شبه الأسطواني مغطى بالبلاستيك الشفاف السميك ويضيء بلون أبيض مزرق. غطى خارجه كاملاً بمياه البحر الاصطناعية، لذلك كانت أسماك شياطين البحر الضخمة والقروش الحوتية تسبح ببطء فوق رؤوس الفتيات.

«تراه فاخر زيادة عن اللزوم وهو مجرد ممر تحت الأرض. لو كانوا سيبذلون كل هذا الجهد الخارق، فكان عليهم أن يأخذوا رسومًا منا لاستخدامه.»

«في النهاية، ربما كان عملاً من فصلٍ مشترك، تمامًا مثل الرسمات الجدارية والتماثيل التي ترينها في الأرجاء. عمل من الفصل هو بجعل الطلاب يعتادون على أن تُشاهد أعمالهم من قبل الكثير من الناس.»

«؟»

«الحي 21 يَحُدّ الحي 9، الذي موضوعه الفنون والحِرف☆»

تحدثت فتيات أيتم بهذا الشكل وهن يمشين عبر النفق الأكواريوم.

آخِراً، بدأت موغينو تشتكي عبر هاتفها في مكالمة جماعية.

أكانت تحادث ممثلة فصلها شيراتوري أوكيبي؟

«عندنا أنشطة مدرسية كثيرة وأكثر نتطلع إليها ببدأ شهر سبتمبر. أكثر ما يثير سيكون مهرجان دايهَسيساي الرياضي إذْ أنه يشمل كل مدارس المدينة. سأدخل صلب الموضوع: هل ستشاركين أم لا؟»

«لماذا تهتمين؟ ليس من شأنك.»

«أوه كفاكِ! ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت أحد السبعة من المستوى 5 ستشارك! منطقيًا، هذا سيؤثر مباشرة على ترتيبنا، لذا قرري قريبًا. وسأكون ممتنة بالطبع إذا شاركتِ.»

«تعرفين أصلاً أنني أحافظ على أدنى حضور مدرسي لئلا أرسب. خططت لكل شيء وعقدت العزم ولن أخطو خطوة خارج ما خططت.»

وبهذا، أنهت موغينو المكالمة بغضب.

نظرت إليها كينوهاتا مستغربة.

«إن كانت المدرسة تزعجكِ هذا الحد، فلماذا لا تقطعين كل الروابط معها وبقوة؟»

«هذه المدينة الأكاديمية. لا أريد أن ألفت النظر ذاك القدر.»

كان التوتر الواضح في صوت موغينو يشير إلىٰ أن هذا الموضوع كان مصدر ضغط كبيرًا عليها.

ابتسمت فتاة البدلة الوردية تاكيتسوبو قليلاً.

«إذا استطاعت تلك الفتاة إزعاج موغينو إلى هذا الحد دون أن يموت أحد، فيبدو أنهما صديقتان مقربتان جدًا.»

«هاه؟»

«في النهاية، أقول نفس الشيء عنكِ يا تاكيتسوبو»، تمتمت فريندا وهي تبتعد بهدوء عن خط النار.

بالحديث عن فريندا، كانت تحمل مظلة حتى وهم في الداخل.

«هم، هم♪»

«فريندا-سان، ما هذا؟»

«رذاذ رأس دش محمول☆ كل الناس يتحدثون عنه ومن له واحد هو ذو شأن. بهذا، لن تزاحمي الناس على الأماكن المظللة المحدودة في الشوارع. فيها خزان 500 مل يبقى باردًا بمبرد كيميائي ويصب رذاذًا من داخل المظلة.»

بعبارة أخرى، كان حبها المعتاد لأحدث الأدوات.

اقترب الصيف من ختامه، فما فائدة شراء منتجات التبريد الآن؟ أكيدٌ أن نهايته الغبار في الخزانة. وهل كان "كل الناس يتحدثون عنه" عبارة نشرها المصنع معلناً حتى يضمن ألا تبقى كمية وفرة عندما يحل الخريف؟

الفتاة التي لم تدرك أنهم نصبوا عليها انحنت للخلف وضحكت عاليا.

«هوا ها ها! غيّورات يا آنساتي؟ لكن إذا أصررتن، فإني مستعدة أن أشارك هذه المظلة الرائعة معكن! في النهاية، السعادة تُشارك!»

«لا شكرًا، فريندا-سان. كُلّك مبللة وقد أفسد هذا شعرك حيل. ناهيك عن أن بشرتك مكشوفة عبر ملابسك في بعض الأماكن.»

بعد ركوب سلم كهربائي طويل ورمي النكات حول رؤيتهن عبر ملابس بعض، وصلوا مباشرة إلى الطابق الأرضي لأحد المباني بدلًا من الخروج.

مر شيء ما مباشرة أمام موغينو.

كان هذا الشيء فتاةً ترتدي ملابس سباحة سباقية شفافة تقريبًا بدروعٍ مضافة في أماكن معينة. كان اللباس على ما يبدو هو ما يرتديه المرء عند قيادة روبوت عملاق، وكانت تسير بهذا اللبس وكأنه الطبيعي. الأجزاء الإضافية التي كانت تشبه القفازات الطويلة والجوارب العالية جعلت من هذا الزي "شكل الأرنب العكسي". كانت تحمل بندقية ليزر بطولها تستند على كتفها. كان هذا مشهدًا تقليدي لفتاةٍ ظريفة تحمل سلاحًا وحشي.

بالطبع، كان هذا كوسبلاي والبندقية العملاقة مصنوعة من البولي يوريثين.

ما اعتادت موغينو أن ترى مثل هذا، ولذا بدت محتارة من هذه الفتاة الطيارة التي قد تقاتل خارج قمرة القيادة والتي كانت نادرة نفيسة ومغرمة كذلك في حب بطل الرواية.

«ها؟ لربما دخلنا إلىٰ عالم أنمي.»

الردهة الكبيرة في الطابق الأول كانت تحتوي أيضًا على فتاة سحرية توزع بالونات هيليوم على شكل نجوم وقلوب ومنصة خاصة حيث كانت وحوش فضائية تتصارع مثل السومو.

«هذا هو البرج العام للمعلومات والفنون من الجيل القادم. علىٰ أن معظم الناس يسمونها "أجراس الموي". [7] في النهاية، هو معلم في الحي 9 الذي يتمحور حول الفنون.» أخرجت فريندا هاتفها. «المبنى الذي يتكون من 49 طابقًا مليء بالكامل بأشياء الأنمي وألعاب الفيديو، اعتبروها كأنها أكيهابارا عمودية. هناك متاجر، وصالات سينما، وقاعات مناسبات، وشركات إنتاج لوسائل الإعلام المختلفة، وحتى وكالات تمثيل صوتي. فيها أكثر من 500 متجر مفتوح للجمهور هناك☆»

بدا أن هاتفها صعبٌ تشغيله مع وجود جهاز التخزين متصل بالكابل، لكنها بدت قادرة على تشغيل كاميرا ثابتة لتُصَوّر فيديو. عرضت الشاشة الصغيرة زوجًا من الأبراج الضخمة. استُخدم عرض الخرائط الإسقاطية على جدرانها الكبيرة لتعرض معركة روبوتات اشبه بالبشر ووحوش كايجو عملاقة بمقياس 1:1.

«في النهاية، المبنى المجاور يُسَمّىٰ "أجراس حارة-الدم". إذا كنت تفضلين أن تتحركي بالدموع من خلال معارك مليئة بالضرب والقتل والركل والإنقاذ، فأوصيك بالذهاب إلى هناك.»

إذا لم تكن أجراس الموي عن المعارك، فما كان موضوع فتيات الكوسبلاي تحملن أسلحةً مهيبة؟

لكن كان هناك أكثر من منتجات الأنمي وألعاب الفيديو. رأوا أيضًا أقسام تحتوي على متاجر صغيرة مليئة بقطع الحاسوب المعقدة. إذا وددت التمتع بالألعاب بأفضل الرسومات، فيقال أن عليك أن تكون انتقائيًا دقيقاً في اختيار كرت الشاشة والمعالج. وما إن تبدأ في بناء جهازك الحاسوب، ترىٰ نفسك محتاجًا إلىٰ أجزاءٍ أخرى مخصصة. الفاصل بين المحترف والهاوي أصبح ضبابيًا بشكل كبير مؤخرًا.

«فريندا-سان، هل أنتِ حيل مهتمة بهذه الأشياء؟»

«أختي تعشق توكوساتسو صباح كل أحد.» أشارت فريندا إلى أن موظفة متجر الكوسبلاي كانت تتنكر في زي كانامين الفتاة السحرية، وأن الموظف التي تجمع الزبائن من متجر آخر كان يرتدي زي غيكوتا. «ماذا عنكِ يا كينوهاتا؟ إذا رغبتي في مشاهدة أفلام الأنمي اليابانية، فلا مكان أفضل من صالات سينما أجراس الموي. بالنسبة للأفلام القصيرة التي يصنعها المخرجون الحرفيون وهم يتجاهلون كل معايير السينما الشائعة، فعليكِ بشاشةٍ كبيرة تأخذ تقنية شاشات الألعاب إلى المستوى التالي، هذا لو كنتِ مُوَسوِسة في رؤية كل التفاصيل والألوان.»

«هَه، حيل بالغتِ على مثال. هل يا ترىٰ يعرضون "لحظاتٍ زُرْقَة"؟» [8]

«في النهاية، أصبح هذا معيارًا شهيرًا لجلب دموع الجماهير في الصالات.»

بدأت الفتاة محبة الأفلام تُدَوّن بعض الملاحظات، لكن الآخرين تجاهلوها.

في هذا المكان، أجراس الموي، كان مشهد خادمات بتنانير قصيرة وفتيات سحريات متنكرات مشهدًا شائعًا.

كان لدى موغينو سؤال جوهري.

«إذن، هل عندهم مطاعم هنا؟»

«لديهم كل شيء من مقاهي الخادمات إلى مقاهي الرقص وحتى مقهى من عهد ميجي/تايشو☆»

«ولكن هل الطعام جيد؟»

كانت عينا موغينو باردة تمامًا.

هزت فريندا كتفيها.

«في النهاية، جئت هنا بضع مرات من تَوسُّلات أختي أن آخذها إلى عرض الأبطال. لا تستخفي بمعرفة الأخت الكبيرة فريندا لقوائم طعام الأطفال هنا. قد تكون مقاهي الخادمات زينة أو شينة، لكن اضمني طعامًا أفضل هنا من ما يكون في مطعمٍ عائلي.»

«وكيف تفرقين بين الحيل خارق والحيل خائب؟»

«ليس من المنشورات التي توزعها الخادمات المبتسمات ولا من مدى جاذبية الديكورات. في النهاية، لمقاهي الخادمات معجبون مهووسون، مما يعني أنكِ لا تستطيعين الثقة بالنجوم على تطبيقات تقييم المطاعم.» رفعت فريندا إصبعها السبابة. «لذا انظري إلى قنوات المطبخ. خاصة اللحامات والفجوات في غطاء التنظيف. في النهاية، المقاهي التي تطهو بنفسها بدل الاعتماد على الأطباق الجاهزة التي تُسَخّن بالمَيكروّيف أو غليها ستكون مغطاة ببقع الزيت في الخلف☆»

بما أن فريندا كانت الخبيرة، فقد تركوا لها اختيار مكان أكل الطعام.

«إذا كان أفضلها أعلىٰ بقليل من المطاعم العائلية، أفهل هناك سببٌ خارق حقّاً لأن نهتم بها هذا القدر؟»

«كينوهاتا، ألا تُعَزّز هذه الأماكن قيمتها الظاهرة بإبدائها وكأنها جزء من حدثٍ؟ مثل الرامن الباهظ في مطاعم الشاطئ أو الفشار في صالات السينما.»

«لا تسيئي إلى الأفلام الخارقة يا تاكيتسوبو-سان. هذه إهانة وخطأ.»

على ما يبدو، كانت محبة الأفلام مدافعة عن المرافق المتعلقة بالأفلام وليس فقط الأفلام نفسها.

بينما كانت كينوهاتا وتاكيتسوبو تناقشان ذلك، كانت فريندا تستعرض المطاعم العديدة المتاحة ثم أشارت إلى أحدها. سواء صَدُق حدسها أم لا، بدت أنها تعتمد على أُسسٍ تتخذ بها قراراً.

ذهبن إلىٰ مقهى تستقبِلُ إليه خادمةٌ ترتدي أزرق داكن. وعلىٰ ما يبدو، الخادمات الحقيقيات يرتدين تنانير طويلة.

استقبلتهن بابتسامة.

«مرحبًا بعودتكن☆ أربع فتيات، صحيح؟ اسمحوا لي أن أريكُنّ الطاو–»

قَطَعت الخادمة كلامها، وتجمدت ابتسامتها على وجهها.

استغربت موغينو، ولكن بعد ذلك لاحظت شيئًا أيضًا.

«أ-»

ثلاث ثوان. استغرقت أفكار المستوى 5 ثلاث ثوانٍ كاملة حتى استوعبت.

«أنتِ...؟»

جاء صوت -بيب- هادئ من هاتف فريندا.

كان جهاز التخزين بحجم البطاقة لا يزال متصلًا بالكابل، ومحتوياته قيد التحليل. كان يحتوي على قائمة العملاء التي سرقتها أيتم من بُناة الروابط. تم الانتهاء من إنشاء ملف إعدادات تلقائي لتسريع قراءة البيانات، لذلك ظهرت صُوَرٌ لوجوهٍ على الشاشة الصغيرة. كانت هذه وجوههن الحقيقية بدون مكياج وعدسات ملونة.

كان أحدها مطابقًا تمامًا للخادمة الواقفة أمامهن.

تحدثت عازفة القيثارة ميڠ، بشعرها البني الطبيعي، وبوجهٍ مشدودٍ مُبتسم.

«ما الذي تفعلنه هنا، يا آنساتي بنات السوافل؟»

  • الجزء 4

كان المطعم مقهى خادمات.

لكن بدل أن يكون نمطًا للمطعم التقليدي أو المقهى العتيق، لسبب ما جُمِعت طاولات الفصل معًا ووضعوا أغطية طاولات عليها. على ما يبدو، كان أصحاب الذوق يستمتعون بأسلوب مهرجان المدرسة.

علىٰ أنه كان مقهى، إلا أنهم قدموا نوعًا واحدًا فقط من القهوة والشاي. وقائمتهم المَوْصاه كانت من أرز الكاري والأومورايس والسباغيتي نابوليتان وغيرها. بدا كل ذلك يقع في فئة الأطعمة الغربية الغامضة من حقبة شووا التي ما وُجِدَت في أمريكا أو المملكة المتحدة.

«أووه، عندهم فطائر مع الآيس كريم.»

«تاكيتسوبو-سان، أواثقة أن هذا الشيء فائق السكرية يُعتبر وجبةً باردة؟»

بينما كانت تلكما الفتاتان تفتحان قوائم الطعام وتناقشان ما تريانه، وضعت موغينو رأسها على يدها بامتعاض ما إن جلسوا إلى طاولتهم.

«خادمة في النهار ومع فرقة في الليل؟ كيف لشابةٍ تُمسي مدمنة عمل؟»

«أوه، اخرسي. إذا بغيتِ تخلقين هبّة، [9] فلازم أن تطبخينها على نار هادئة وتنشرينها على دفعات ليتسنى لها وقتٌ للانتشار. فكرة النجاح بعد إصدار أغنية أو اثنتين ليست إلا وهمًا. ولئن نصبح "مُؤَسَسين"، لا يزال علينا كسب لقمة العيش.»

نظرت ميڠ باشمئزاز لاضطرارها إلى ذلك، ومع ذلك رَدّت.

أكان هذا لأنها في عمل الخادمة، أم لأنها كرهت أن يستخف أحد بفرقتها؟

«في النهاية، كم من الوقت تتوقعين أن تنتظري حتى تصبحين "مُؤَسَسَة"؟»

«لن يطول إطلاقاً إذا تعاونا مع مُعلنٍ كبير. أخذ منا وقتًا طويلاً لأننا نعمل وحدنا. لكن تقديرنا التقريبي يقول أننا سنحصل على ما نحتاجه في غضون شهر آخر. ثم سنجعل هذا عصرنا. قد حسبنا كل شيء.»

إن كان هذا صحيحًا، يمكن لفتيات أيتم طلب توقيعات كثيرة الآن استثماراً حتى تظهر قيمتهم، لكن لسوء الحظ ما كانوا في وضع يسمح لهم بذلك هنا.

ابتسمت عازفة الغيثار ميڠ وهمست.

«لا أريد أن أسبب أي متاعب للمقهى أو للزبائن الآخرين، لذا هل تأتين معي؟»

«...»

تجمد الزمن.

وكأن هذه الطاولة قد قُطِعت مكانيًا عن كل شيء آخر.

لا بد أن مدير المقهى كان يقدم خدمة للموظفين الجزئيين إذ أن أغنية الدمى السادية الجديدة كانت تُشتغل في المقهى.

صبغة السوط.

لَعَلّ الزبائن مهتمين فقط بالإيقاع حيث أنهم لم يظهروا انزعاجًا من الكلمات (الفظة والمظلمة نوعًا ما).

قد يبدو انتصار الخير على الشر أمرًا حسنًا، لكنه لا يزال جانباً يذبح آخر. وبينما يُمكن للشر احترام دُنئِ خصمه، فإن الخير يُجرّد الشر من كرامته قبل قتله.

بدلاً من شرٍّ صافي، كان هذا شكلًا ملتويًا من الخير.

أيّ من هذين أرْعَب حقّاً؟

«إذا فعلنا شيئاً هنا، سيموت أناس عاديون من أعمال الجانب المظلم. لا نبغي ذلك، ولهذا نحن نجلس. ونعلم كلانا أن وضع المال على الطاولة لن يصد عنا المشكلة، أليس كذلك؟»

كانت هذه نيّة موغينو منذ البداية.

عند التواجد في أرض العدو، أكلُ طعامٍ طُبِخ في مطبخ لا يرىٰ كانت فكرة سيئة. من يعرف ما يضعونه فيه. كانت تاكيتسوبو تحدق جائعة في القائمة، فأوقفتها موغينو بنظرة ثم وَقَفَت.

قادت عازفة الغيثارة ميڠ فتيات أيتم عبر باب الموظفين. مشوا في ممر ضيق وعبروا المطبخ الصناعي.

فتحت الأبواب بصمت وازداد عدد الخادمات. فتجمعوا.

خمسة في المجموع.

كانوا جميعًا أعضاءً في فرقة الدمى السادية.

«عبور باب الموظفين ختم مصيركم» قالت المغنية ساكي بتوتر، الذي كان شعرها يلامس الكتفين.

تدرك في نفسها أنها مُقبِلَة علىٰ معركة مميتة.

لكن كان أجدر لها الخرس عند هذا.

«يا للمسكينات.»

«إ-إن كنتِ تعتقدين بهذا حقّاً، فبوسعنا أن نعفو. لم يفت الأوان بعد!»

بدا كلامها حسناً.

ولكن ما قصدتها في قلبها.

كان جَليّاً واضحًا أنها لم تقلق بشأن أيتم. يوامي، المُوَلّـِفة ذات السّابة، [10] كانت تريد فقط أن تظهر كم هي عقلانية.

«ساكي، ويوامي أيضًا. يُسَمّون أنفسهم أيتم، اختاروا لأنفسهم السير في طريق الشر، ويأخذون بالعنف سعيًا لغاياتهم. كان حتمًا عليهم أن يواجهوا نهاية غير سارة، أليس كذلك؟ هذا جزاؤهم.»

أكانت ذاتُ الشعر التوأمتين عازفة الجهيرة سُزران؟

تحدثت كما لو كان واجبها معاقبة كل خطايا الإنسان.

ابتسمت أمامو، المُطبلة ذات الضفيرة، وقَيّمت أيتم.

«ها، تبدين مختلفة كثيرًا في الإضاءة يا هذه. حسبتُ أن أرىٰ وجهًا أكثر نحتاً وربما ندبة أو اثنتين قديمتين.»

«تشه» نقرت موغينو لسانها.

كان كله حلوًا مُفرِطا حتى اشمئزت نفسها. كان اشمئزازاً مختلفاً عما شعرت به عندما تواجه شريرًا بحق. لو لم تلمح تاكيتسوبو بنظرةٍ عابرة لا تعبيرية لمواقع أنابيب الغاز الخطرة، لربما فتكت بهم جميعًا هنا والآن.

«تحسبون أنفسكم أبطالاً، وأنتم تقتلون بعضاً وتخدمون بعض في المقهى؟»

«كنت أتساءل عن هذا أيضًا.» صوت عازفة الغيثار ميڠ اللامع بدا غير مناسب هنا. كانت تتحدث كأنها تحادث زميلة دراسية. «كل ما فعلناه هو إكمال بعض المهام، ولكن لسبب ما، وضعونا في جانب العدالة. بالطبع، إذا عاد ذلك إلى نوعية الوظائف التي تتوَلَّوْنَها، فربما علينا جميعًا أن نشكر الذين يحافظون على تحريك المجتمع.»

أمالت تاكيتسوبو رأسها.

«أردتمونا خارج المقهى، ولكن أين بالضبط تريدون القتال؟ نحن في الطابق الخامس والعشرين من ناطحة سحاب.»

«نعم، بشأن هذا.»

-صعق!!!-

انفجر 18 مليون فولت من الكهرباء فجأة.

قد مدّت ميڠ يدها خلفها لتسحب شيئاً ما أثناء سيرهم.

وما إن اِلْتَفّت لِتلقىٰ أيتم، قُذِفَ وميضٌ كهربائي سميك عن قرب.

لكن موغينو لم ترمش حتى.

أطلقت شعاع ميلتداونر مباشرة إلى الأعلى فضربت وأسقطت قناة مجرى الهواء المصنوع من الألمنيوم القريب من السقف. انغمس التيار القاتل في الجسم الأقرب ذي الموصلية الأعلى من الإنسان، مما تسبب في انفجاره من الداخل.

«توقعت هذا» قالت ذات المستوى الخامس.

كان أيتم يتخذ جانب الشر عمدًا، لكن هؤلاء الفتيات حملن شكلًا ملتويًا من العدالة. كانت الدمى السادية من النوع الذي يصطاد كما يحلو له، دون القلق بشأن العاديين على جانب الشارع وحتى وصلوا إلى اختطاف أهل الأعداء رهائن.

ومع ذلك، طلبوا الابتعاد عن المقهى؟ فائدتهم الوحيدة الممكنة من هذا هي لإيقاع أيتم في فخ.

ما كان ليجفن لهن جفن أبدا بالزبائن والعاملين في هذا الطابق.

عدة أصوات قعقعةٍ معدنية حادة ترددت في المكان.

سحبت الدمى السادية أسلحتها المخصصة المخفية حول المطبخ. بدا الطهاة أناسًا عاديين لأنهم شحبوا وظهر الزبد على أفواههم، لذا استخدمت فريندا متفجرات غير مجزأة لتُسقِطَهُم بانفجار ارتجاجي.

كان هذا بمثابة إشارة البدء.

ركض البعض على الأرض وقفز آخرون على أسطح الطاولات الفضية بينما اشتبكَ الأربعة والخمسة.

شيء قطع الهواء بصوت عالٍ.

كانت المغنية ساكي قد سحبت سيفًا مخفيًا في حامل الميكروفون.

اعترضت كينوهاتا ذلك مباشرة ثم أمسكت عرضيًا بالشفرة بيدها العارية.

«؟»

ثم عقدت حاجبيها.

لقد سحقتها بيدها المعززة بالأوفينس آرمر، لكنها لم تسمع صوت الكسر.

ابتسمت ساكي ابتسامةً خجولة وهي تحمل سيف حامل الميكروفون مع مكبرات صوت صغيرة وخفيفة مثبتة على كتفيها مثل أجنحة الملاك.

«الشفرة مصنوعة من تكثيف وتشكيل ألياف النانو السليلوزية، لذلك لن تنكسر بسهولة.»

ما امتلكت كينوهاتا وقتاً للرد.

بصوت -طع!- باهت، قُذِفَ جسدها الصغير جانبًا. بينما خاب تعاملها مع سيف [ساكي]، صَدَمَها طقم طبول [أمامو]. لإرسال [كينوهاتا] تطير، لابد أن طقم الطبول، التي تتحرك ذاتياً على أرجلٍ ميكانيكية، تزن أكثر من طن. انحنى حوض الفولاذ المقاوم للصدأ وانكسر عندما صعدت أرجلها الفضية فوق.

«تشه! في النهاية سأساعد كينوهاتا، لذا احمي تاكيتسوبو أنتِ يا موغينو!!»

«فات الأوان. سنسحقكم واحدًا تلو الآخر. تضخيم: الشحن الإضافي اكتمل! ابتعدوا، جميعًا!!»

انطلق 18 مليون فولت من الكهرباء من طرف الغيثار الكهربائي كقذيفة مدفع.

كانت فريندا تعرف أن في ذلك مخاطرة، لكنها مدت يدًا لتُمسك كينوهاتا من الأرض وتسحبها خلف المنضدة. لو لم تفعل، لاخترق الكهرباء حاجز كينوهاتا النيتروجيني بفعل الانهيار الكهربائي.

زأرت عازفة الغيثارة ميڠ بينما كان يرافقها مُضخم صوتي عملاق يمشي على أرجل معدنية.

«سأبدأ شحناً إضافي. لا تدعوا العدو يقترب حتى أجهز!»

«لكِ هذا.»

«ت-تمام.»

«لا، تمهلوا. هو أكثر ضماناً على المدى الطويل أن ننهيهم الآن!!»

«افعلن ما تُردنه. سنشويهم آخر الأمر!!»

«؟» عبست موغينو.

كان من المفترض أن يكون العدو فرقة الفتيات القاتلات، الدمى السادية.

لكن بالتمعن والملاحظة، لاحظت موغينو نمطًا بينهم.

المغنية، عازفة الغيثار، والمُوَلّفة.

عازفة الجهيرة والمطبلة.

كُنّ يتبادلن المواقف بشكلٍ متكرر، لكن فيهم انقسام مُحدد، مجموعتان. كذلك، كانت للمجموعات المختلفة أحيانًا خطط واستراتيجيات متضاربة.

«ليسوا بالصحبة، هَه؟» قالت موغينو بنبرة سخط. «هل سوف تتفككون من "اختلافات إبداعية"؟»

مبدئياً، كانت خمسة أنفار أكثر من زيادة لتنسيقٍ عالي المستوى المطلوب في فريقٍ واحد. وبأعضاء أكثر، ظهر خطر انقسام الفريق إلىٰ مجموعات أصغر فأصغر حتى تفككت وحدة الفريق.

وانشقاق صغير كهذا قد يُغير مسار المعركة في أي وقت.

«لا أرىٰ فيهم أي قوى إسبرية جيدة» قالت تاكيتسوبو ووجهها يخلو من التعبير.

«ما أساس كلامك؟»

ظنّت موغينو ربما أن تاكيتسوبو أجرت نوعًا من الفحص بقدرتها متتبع AIM، لكن...

«هن فرقة فتيات تُكافحن. إن كان لإحداهن قوة إسبرية عالية المستوى، لاستخدمت ذلك لتُعلن عن نفسها. كأن يقولوا أن معهم آيدول مستوى 5 وكذا.»

ضرب هذا موضعًا في نَفْسِ ميڠ، فارتعشت كفتيها. كيف لها أن تكون بتلك النذالة؟

لكنها الحقيقة.

(أكبر ما يُقلق هنا هو إشتعال الغاز ليتسبب في انفجار كبير. لذا أوّل ما نتخلص منه هو...)

«سُزران، عازفة الجهيرة!! الحمقاء جاءت إلى خط الأمام بنفسها. لقد رأينا قاذفتها اللهب، لذا تخلصوا من هذا أولًا!!»

فتحت تاكيتسوبو الباب الكبير للثلاجة الصناعية بلا تعبير، وركلت موغينو عازفة الجهيرة في بطنها بقوة طَيّرتها في الهواء.

«؟ أغغ!»

انغلق الباب.

كان الخوف الأكبر لأي أحد يستخدم قاذفة اللهب هو أن تضرب النيران جدارًا قريبًا أو عائقًا ليرتد اللهب في مُطلِقِها. لذا فإن حبسها في مساحة صغيرة يمنعها من استخدام سلاحها.

شعاع سميك من الضوء حرق الهواء.

هذا لم يكن ميلتداونر موغينو شيزوري.

«تشه!!»

«ويل لكم! افتحوا!! رصاصة الفوتون!!!»

بالتأكيد، هذا لم يكن قاذف اللهب أو مشعل الأوكسجين والأستيلين. انفجر شعاعٌ حارٌ أحمر اللون من داخل الثلاجة الفضية.

لَوَت موغينو جسدها بالكاد متجنبة الشعاع ثم وجّهت راحة يدها صَوْبه.

هذه المرة، كانت ميلتداونر.

أطلقت عدة أشعة متينة تُمزق بها الثلاجة من عدة زوايا. كأنك ترىٰ حِيلة السيوف تطعن الصندوق السحري... عدى أنها لم تكن حِيلة.

«تبّاً يا تاكيتسوبو! لا تتفاخري بضحكٍ ثم تَرَين خطتك تفشل! ستُعاقبين لاحقاً!!»

«إيهه؟»

«لكن واحدة منهم سقطت! ...على ذكر هذا، لقد قتلتُ مشهورة صغيرة. هل عند هؤلاء المعاتيه معجبين من مدرستي؟»

«حتى أنا هزمت وبقوة واحدة منهم.»

كان العويل والصياح حادًا حتى صَعُبَ تصديق أنها أتت من إنسان. بالأوفينس آرمر التي تعزز قوة ذراعها، أمسكت كينوهاتا المُطبلة بياقتها ودفعت وجهها نحو الفرن الصناعي المشتعل باللهب.

تَقَسَّم العدو بين ثلاثة واثنين. ولذا وبعد مقتل عازفة الجهيرة، تُرِكت حبيبتها المُطبلة وحيدة. تقدمت كينوهاتا وأغشتها قبل أن تقوم.

«هزمـ–»

كان هذا عندما حَلّقت صاعقة عالية الفولت ببربرية مُجبرةً موغينو على الربض أسرع ما تقدر. [11]

ما امتلكت الوقت لتحتفل "هزمت أخرى".

قد مات اثنان، لكن المعركة لم تنتهِ بعد.

«آه يا ربي!! أولًا الطائفة والآن فرقة الفتيات هذه! لِمَ يستخدم الجميع الكهرباء؟! لا أريد أبدًا مُلاقاة مستخدمي كهرباء ما دمت حيّة!!»

صاحت موغينو بيأس ومدت يدها فقط من وراء الغطاء لترمي عدة أشعة من الميلتداونر.

عازفة الغيثار ميڠ، المغنية ساكي، والمُوَلّفة يوامي.

أكثر من نصف العدو بقي.

كانت لأيتم أربعة، فما كانت أعدادهم بذاك الاختلاف. ولو تساهلوا، لربما ينقلب هذا الأمر بسهولة.

«فريندا! ارمي وابلاً من الصواريخ المميتة!! لا تتركي لهم مجالاً يقتربون من المخرج الخلفي. وما إن يُسَد طريق هربهم، سنفتك بهم أنا وكينوهاتا!!»

«فهمت.»

«حيل فهمت.»

لكن مزاج كلا الجانبين كان مختلفًا. مع فريق خسر اثنين سريعًا متتاليًا، حصل الفريق الآخر علىٰ الزخم.

«لا شيء أفعله.»

كانت تاكيتسوبو مسؤولة عن استهداف الأهداف، لذا وقفت مكانها منتظرة. هذا وحده أظهر من لديه الأفضلية. كانت الدمى السادية تفقد الأعضاء سريعًا، لكن لأيتم عضوًا يمكنها أن تقضي وقتاً فارغاً في الخط الأمامي.

مع صوت قعقعات وجلجلات معدنية، تجمعت أضواءُ مسرحٍ شديدة ذاتُ أرجلٍ معدنية بواسطة المُوَلّفة يوامي التي حملت كيتار [12] تَثَبّت غالبًا بمؤشرات ليزر مُعَدّلة.

«سأربكهم لأقلب الوضع!! سأعميهم بأضواء الليزر المتقطعة، لذا استغلوا الفرصة و–»

«غبيّة؟» نفثت موغينو. كانت هي ميلتداونر، أحد السبعة من المستوى 5 في المدينة الأكاديمية. «ألم تُعلمكِ عدالتك الفاسدة أبدًا منطق الشر في أن خسارتكِ تتحَتّم بإظهار خوفك؟ وهل حسبت فعلاً أنكِ تتجاوزيني إن تعلق الأمر بقوة الشعاع؟!»

غَلَبَ انفجارٌ شعاعًا اصطناعي.

كانت فريندا قد أطلقت مضرب صواريخ محمول بحجم أنبوب رقائق البطاطس وأطلقت موغينو ميلتداونر. تفجرت الرفوف الفولاذية وتَحَطّم المَيكروّيف وطبّاخة الأرز قبل أن تطعن فتاتها الحائط.

لن يتعامل جسم الإنسان حسناً في مثل هذا التركيز الكثيف من الشظايا الحادة التي تحلق أفقيًا. خاصةً عند الوقوف عموديًا.

تبدد الغبار الرمادي.

مُلئِتَ الأرض ركامًا، وبالطهاة العاديين الذين أُغشي عليهم آنفاً، وبجثث الأشرار الدموية الذين تحملوا وطأة الأمطار الحادة بوقوفهم.

وكان ممكناً تجاهل الطهاة بسهولة حيث يمكن إسكاتهم سلميًا "بتفاوضٍ" صغير (والتي كان أداتها الرئيسية تهديدات).

عاينت فتاة البدلة الرياضية الفراغ حولها.

«واحدة ناقصة.»

«تشه. انحاشت اللعينة أم قيثار! ربما نَجَت باستخدام أحد أعضاء فرقتها درعًا!!»

  • الجزء 5

موغينو اقتحمت باب المطبخ بكتفها واندفعت من المقهى.

كان هذا الطابق 25. كانت جزيرةً جوية معزولة ما بها مخرج أينما حل بصرك. القبض الآن يعني الموت، فإلى أين ستذهب [ميڠ] إذا كانت حقًا تريد النجاة؟

(إن كانوا يعملون فُرادى لأنهم لم يبرعوا العمل جماعة، فلا أراها تهرب من السطح عبر مروحية. لَعَلّ وجهتها الأرض. لن تصبر وصول المصعد أكيد، لكن جري 25 طابقًا من الدرج سيأخذ منها وقتًا طويلًا جدًا.)

«إذن سوف تذهب إلى بئر المصعد. فبدل انتظار المصعد، ستُمسك بالسلك وتنزل به. هذه أسرع طريقة للوصول إلى الأرض!!»

صدر صوت تنبيه مَديد. لم يكن تنبيهًا عاجلاً كإنذار الحريق، لربما أشار إلى توقف طارئ للمصعد. بعد لمحة على الخريطة على الحائط، ركضت موغينو نحو أقرب قاعة مصعد. هذا كان خيارها الوحيد.

«انقعلوا! ابتعدوا! اللعنة!!»

ركضت موغينو عبر الحشد مُفَرّقة بين رجلٍ وامرأة شابين يتحدثان في وسط الممر، ولاحظت متأخراً أن عربة أطفال كانت أمامها، فقفزت فوقها بفعلٍ إنسان بهلواني خارق. بعد ذلك اندهشت من أنها لا تزال تهتم كفاية لتفعل هذا. ربما استفادت شيئاً من مدرستها في النهاية.

(يُفترض أن أكون من تعمل العمل القذر في الظلال. سئمت من مواضيع الرهائن الغثى. لن أدع الأمور تسير هكذا بعد الآن، لذا عليّ أن أقتلهم جميعًا وأنا قادرة!!)

وهي تركض، ركزت موغينو يدها اليمنى لتتجهز رمي الميلتداونر في أي وقت. اقتحمت مباشرة إلى قاعة المصعد. ربما لعبت ترتيبات المتاجر أو تصميم المبنى دورًا، لكن هذه القاعة الواحدة للمصعد كانت هادئة ومهجورة بشكل خاص.

«تعالي هنا يا ميڠ!! أنتم من بدأتم هذا القتال––»

لم تكمل موغينو جملتها.

أحمر.

رائِحةُ صَدَأ.

وَجَدَت شيئاً ملقى على الأرض. كانت جثة بشرية. كانت بوضوح ميتة دون الحاجة إلى التحقق من نبضها أو تنفسها.

ما زال صوت التنبيه الطارئ للمصعد يدوي. كان الباب المعدني معلقاً نصف مفتوح. هذا يعني أنها حاولت الهرب بأكثر الطرق عقلانية.

ومع ذلك، حدث هذا.

قبل أن تتمكن حتى من استخدام كهرباء قيثارها القاتلة التي بلغت 18 مليون فولت.

جسد عازفة القيثار [ميڠ] كان محروقاً منحوتاً بعدة جروح عميقة. الغالب أنها طُعِنَت بسكين حاد. من قام بذلك نَوَى بالتأكيد قتلها. هذه لم تكن نتيجة فردٍ عادي أو مجنون يُلَوّح بسكينه مذعورًا أو مخبول. كل جرح اخترق نقطة حيوية بدقة وتعمد.

قتلها أحد.

لكن من؟

حَسّت موغينو بتيار ملحوظ يختلف عن نسمة التكييف الباردة. رَبَضت فوجدت أن الزجاج المقوى السميك الذي يفصل بين خارج وداخل المبنى قد قُطع. قُطِعَ في مربع دقيق بطول متر.

(استخدموا ذلك.)

كان هذا الطابق الخامس والعشرون، لذا من غير المرجح أن يقفز القاتل منه وإلىٰ الأرض. أكان يرتدي عدّة طيران، أم فرّ بطائرة درون كبيرة؟

على أي حال، لن يكون ممكناً تتبعهم بالطرق التقليدية.

واصلت موغينو النظر إلى ذلك الثقب في الزجاج حتى اتصل هاتفها المحمول.

كانت من [صوت الهاتف].

«بحثت في أمر أولئك الدمى السادية ويبدو أن [أيتم] لا عليهم عناء مطاردتهم. سيكون تضييعًا للوقت، لذا انسوا أمرهم. لن تعيدوا ما خسرتم.»

«اشرحي.»

«عدالة المدينة تحركت.»

كان ذلك موجزًا.

وما زالت هذه الكلمة في غير محلها هنا.

«أعرف ما تفكرين فيه من طبعك ولأن الأمر دائمًا هكذا معكِ، لكن ليس لكِ شأن مع الدمى السادية. عدالتهم الملتوية جعلتهم يُؤذون الناس العوام ويختطفونهم رهائن، لكن هذا أثر على سمعتهم في العالم الثاني. ولذا ستفتك بهم تروسٌ أخرى غيرنا في هذه المدينة.»

«هكذا.»

تنهدت موغينو قبل أن تواصل.

«ولكن أخشى أن هذا التحذير جاء متأخرًا قليلاً.»

«؟»

عبّرت الصورة عن ألف كلمة، لذا التقطت موغينو صورة لما رأته عند قدميها.

كُتِبَ فيها شيءٌ بحجم كبير بالدم الأحمر.

تخطيتم الحد.

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)