-->

الفصل الرابع: التروس العنيفة المعروفة بالعدالة.

(إعدادات القراءة)

انتقال بين الأجزاء

  • الجزء 1

«فوكس I // هفف. عمل ثاني؟ لكن لتونا أنهينا واحدًا.»

كان هذا نصًا واحدًا من الألعاب العديدة المتاحة في متجر التطبيقات.

تحديداً، كان هذا النص البسيط على الشاشة الرئيسية للعبة ألغاز.

النص من هذه الخدمات الرسائلية الرخيصة لم تُفَهرس تلقائياً بواسطة محركات البحث الرئيسية. وأيضاً، إذا افتقر فريق الإدارة مهارة إدارة الأزمات، فلن يتحققوا من الرسائل المشبوهة، وهذا يعني أن كثيرها يمر مرور السحاب. لذا كانت الحسابات العشوائية تكفي لاستخدام الدردشة "نقطة اتصال" لإجراء معاملات خطيرة نوعًا ما. وإذا اكتُشِفت، فعليك فقط الانتقال إلى لعبة أخرى وحساب عشوائي آخر.

التي كانت تعبس عند هاتفها الموضوع أفقيًا كانت فتاةً في المدرسة الثانوية ترتدي زيًا عسكريًا قصيرًا أبيض. الفتاة ذات البشرة الشاحبة صففت شعرها الطويل بلون القش في جديلةٍ واحدة... والتي غالبا ما شبهها الناس بالربيانة المقلية.

كان اسمها إينوّي فوكس.

في يدها الأخرى، أمسكت شخصاً من ياقته عفويًا. كان هذا الشخص ملفوفاً بلفافة بلاستيكية شفافة؛ حتى تمنع دمه وأحشائه من التسرب من الجروح الحادة التي تغطي جسده.

«(اسم مخفي) // ألم تنتهوا بعد؟»

«فوكس I // بل نُنهيها الآن. أخبرتك أن استدراج مخترقٍ يتطلب الوقت. هو الذي اخترق البنك ليفحص خرائط الطلاب الجينية.»

بعد أن ألقت الشخص في حاوية بلاستيكية، كتبت على هاتفها. فضّلتُ شكلاً يسمح لي بالكتابة بيد واحدة، فكرت وشكت وهي تعبس شفتيها.

«فوكس I // الرقم 000 يطالب بإعدام كلِّ مسؤولٍ عن وفاة الجَجْمنت. وهذا الشخص أخذ وظيفة من زعيم طائفة العلوم حيث بحث عن تضحيات تُلبي شروطها، صح؟ لَوْ لا هذا المخترق، ميناميوكي ساروكا لم تكن لت–»

«فوكس I // طال النص، فانقطع نصف الكلام. تي-هي. *لم تكن لتموت. علينا أن "نكافئه" بما يليق به.»

«(اسم مخفي) // عجلي فيها. فهذا عملك.»

«فوكس I // نعم، نعم.»

بهذا، قاومت الفتاة إغراء إعلان تذكرة LR فأغلقت التطبيق. قد تبدو لك هذه صفقة مربحة، ولكن بحساباتٍ قليلة سترى بأنها أغلىٰ من أن تعتمد على حظك وتفتح 100 صندوق عشوائي.

على مسافة قصيرة تجد المزيد من الفتيات في أزياء عسكرية قصيرة بيضاء مستندات إلى الحائط أو جالسات فوق طاولة.

كن أربعتهن فريقاً.

يامادا كويوتي، ذات شعرٍ كستنائيٍ قصير، وضعت يدها على جبينها.

«وكأننا انشغلنا بأعمالٍ كثيرة مؤخرًا؟ أما عاد أحد يحترم الجَجْمنت بعد الآن؟»

«أمرٌ مقلق» قالت ساتو لِكيون، فتاةٌ كاعبٌ سمراء اللون فضيّة الشعر ذاتُ جدائل وهي تدلك كتفها.

تاناكا جاكال، فتاة مسطحة ذاتُ شعرٍ أسود مموج، أومأت موافقة.

«علينا حقن هذه المدينة بالعنف لنستعيد سمعة الجَجْمنت.»

كان هذا عملهم.

لن يدعوا للمجرمين آخر ضحكة. ولو سمحوا بحدوثها ولو لمرة، فسوف تزداد غطرسة المجرمين، ويزداد عنادهم، وسيشيع الضحايا في الدوريات.

لذلك كان عليهم الرد قبل حدوث ذلك.

كان للججمنت الأولوية فوق الأنتي-سكيل.

جَهْلُ هذه الحقيقة ليس عذرًا.

إذا كان هناك معتوهٌ تغابى وسلب حياة أحد الجَجْمنت، فسيُعلَّمونه جيدًا كم كان فعله غبيًا.

«الرقم 000 هو رمز يشير إلى حالة طوارئ خاصة. ولكن إذا آلفه الناس، فسيفقد قيمته ومعانيه.»

نسخت إينوي فوكس وثيقة متنكرة على أنها ملف تالف لا معنى له قبل أن تفتحها على هاتفها.

كانت الحاوية البلاستيكية بجانبها مليئة بالأحمر والأسود. عدد الأذرع والأرجل كان مطابقاً، لكن لم يكن أيُّ منها سليماً. تقطعت إلى قطع. تركها بنفس الهيئة كان فقط لزيادة الألم قدر الإمكان.

ورغم كل هذا، كان الفم الدامي يتحرك.

كانَ حَيّاً.

كان التطور الشديد للتكنلوجيا التي أبقته حياً عادت بالسوءة إلى هذه الضحية.

«آغ...»

صفعت الغطاء لتغلقه بعنف.

دون أن تنظر حتى. استخدمت إينوّي فوكس كامل كفها لتلصق ملصق الشحن على الغطاء وكأنها تُحْكِمُه.

«أين قلنا سنرسل هذا الشيء الكريه؟»

«الحي 9، إلى أجراس الموي.»

عبست يامادا كويوتي بسماع جواب إينوّي فوكس.

«أهٍ على المساكنين هناك. ما لهم أي علاقة بهذا.»

«استغلال الجثة إلى أقصاها هو جزء من آداب القتل يا فتاة. لن نحقق هدفنا في هذه القضية ما لم نُخِف المقززين المندسين تحت السطح. وإذا وددتي إسكات المخترقين في هذه المدينة، فلن تجدي مكاناً أفضل.»

شرحت إينوّي فوكس وهي تضغط على زر كبير على الحائط.

بصوت دمدمة معدنية ثقيلة، تحرك الحائط كله. لا، كان مصراعًا معدنيًا. هم حاليًا داخل مرآب.

وفي وسطه هناك كتلة من الدرع المركب تزن أكثر من 30 طنًا.

كان اسمها أبو فتيلة HsAAt-07. [1] كان مجهزاً بألواح مطاطية سميكة ليتجنب إتلاف الرصيف، ولكنه كان في الواقع دبابة مضادة للدرون بمدفع عملاق وجنزير مدرجة.

«من كان يظن أن مدرسة مرموقة تخبئ شيئاً كهذا؟» قالت يامادا كويوتي بابتسامة.

فتح المصراع المعدني السميك ليكشف عن أكاديمية ناغاتِنجوكي في منتصف الليل. كانت المدرسة جديدة نسبيًا، لكنها كانت مدرسةً تحضيرية مرموقة تنافس توكيوداي وكيريغاوكا في مجال تطوير الأسابر. يقع هذا المرآب في مبنى النادي الرياضي.

صفقت القائدة إينوّي فوكس يديها مرتين.

«تمام يا جماعة. اركبوا!»

«سحقا، سأحسن درجاتي هذه المرة!!»

دخلت الفتيات الدبابة عبر بابَيْها: الرئيسي والذي في المدفع. فعلوها بمهارة ممارَسة. بدا أنهن اعتدن قيادة هذا الشيء في المدينة الأكاديمية.

تنهدت ساتو لِكيون داخل المركبة السميكة.

«علمتُ أنه ما كان علينا الثقة بأولئك الغرباء.»

«أتقصدين الصحفيين؟ الأحرار، كان اسمهم؟»

«كل ما كان عليهم هو جمع المعلومات الشخصية وأماكن تجمع الدمى السادية وأيتم. ما كانوا مقاتلين حتى، فلا أستغرب أنهم انحرقوا عندما حاولوا الهجوم. يا ليتهم لم يقتلوا أنفسهم قبل أن يرسلوا ما جمعوه من معلومات.»

من خلال ترك الحاوية البلاستيكية بالخارج، ستطير طائرة درون لنقل البضائع، وتقرأ باركود الشحنة، ثم تطير بها إلى سماء الليل.

«قد وصل اليوم 31، آخر يوم في العطلة الصيفية. علىٰ الجَجْمنت أن يُقدم عبرة، فلا يمكننا أن نطيل نومًا، أو ننسى كتبنا، وإلا تعرضنا للإحراج بداية سبتمبر. إذا لم تريدوا أن ينتهي بكم الأمر في قائمة القتل، فعلينا إنجاز هذه المهمة بوقت كافٍ استعداداً للفصل الدراسي الجديد!»

«مفهوم.»

«سنفعل.»

«حاضر☆ الدرجة، الدرجة، سأحصل على درجة عالية!!»

كان أربعتهن من فرع الججمنت 000، المعروف أيضًا بفريق التنظيف الاستثنائي الخاص.

لم يكن للججمنت سجلات رسمية عن وجود هؤلاء، وكانوا يتعاملون فقط مع الرقم 000. وُجِدت هذه الوحوش لمنع العدالة من أن تصبح غير صالحة للعمل.

انطلقت الفتيات ذوي الزي العسكري الأبيض بصوت عالٍ في الليل، لكن بالنسبة لهن، كانت الدبابة المضادة للدرون مجرد لعبة لتجهيز المسرح.

اعتمد الججمنت على قدرات الإسبر أكثر من أسلحة الجيل التالي في التعامل مع المجرمين.

«أتعرفين موقعهم العام؟»

«إن كانت البيانات التي تلقيناها دقيقة، فإنهم في مَعْلَم الحي 16. لا ينبغي أن يكون هناك أي أشخاص محترمين في ليلة الواحد والثلاثين. وأي شخص ليس محترمًا لا يهمنا.»

طائرة الدرون المضادة للدبابات تتطلب عدة أشياء مختلفة لتعمل.

1- الدقة لتتبع دروناً في مسار معقد بسرعة تزيد عن 1.7 ماخ.

2- القدرة على إعداد وابل قادر على إسقاط سرب من طائرات الدرون المهاجمة بدقة 100٪.

3- ذخيرة رخيصة تكفي لإسقاط طائرات الدرون المعادية بتكلفة أقل بكثير من تكلفة طائرات الدرون نفسها.

...كانت النقطة الثالثة صعبة. فمثلاً، صواريخ أرض-جو المحملة بمعدات دقيقة للغاية ستعني دفع الكثير لكل طائرة درون رخيصة تُدَمّر، أي أنها ستكون ضربةً مالية للطرف المدافع فقط. ولكن، استخدام ذخيرة رخيصة للغاية لدرجة لا تتجاوز قدرة بندقية صغيرة هو أمرٌ عبطي ولا فائدة منه إذا تمكنت طائرات درون العدو من اختراق دفاعاتك.

لذلك، استخدمت دبابة أبو فتيلة انفجارات كبيرة تغطي مساحة واسعة.

تحديداً، استخدمت قذائف حرارية.

هذه القذائف مستمدة من المتفجرات الوقودية الهوائية، ولكن إذا حدث الانفجار في السماء الفارغة، فلا قلق من قصف المدنيين بالخطأ. فبضرب جدارٍ بدلاً من التصويب على نقطة معينة، ما عاد التصويب الدقيق والقذائف العديدة ضروريًا. هذا سمح بمعدل اعتراض عالٍ مع تقليل تكاليف القذائف بشكل كبير. احتاجت الدبابة فقط إلى أدنى حدٍّ من الرادار، وكل رأس حربي قابل للصرف لم يتطلب حاسوبًا صغيراً مُحَمّلاً فيه.

ولكن ماذا يحدث إذا تجوهل الاستخدام المقصود لهذا السلاح وتم إطلاقه على إرتفاع 0 متر – أي على السطح حيث يوجد الكثير من الأشخاص والمباني؟

بدت إينوّي فوكس مَلولة.

«حسناً، ارموا أوّل جولات التسوية.» [2]

«لو كَفّت هذه الموجة الأولى لقتل واحد منهم، سأشك في سبب مناداتنا. وهذه أيضاً لن تحسن من درجتي.»

«اتباع الإجراءات هو الأفضل. للعدالة، أقول. ارموا.»

اقترضت مدفعية HsAAT-07 تصميم مدفعية البارجة سريعة الرمي، حيث أنها ترمي أكثر من 20 قذيفة حرارية في الدقيقة حتى أثناء تحرك الدبابة.

وستحلق تلك القذائف في الهواء كرمية طويلة لكرة القاعدة.

  • الجزء 2

بدا الصوت الحاد أشبه بأحدٍ ملأ رئتيه هواءً فنفخها في الصفارة.

نظرت تاكيتسوبو وفريندا للأعلى تقريبًا في نفس الوقت داخل قصر الجليد في مسرح بُلويسر آيسكل في الحي 16.

«موغينو.»

«أوه، لا. في النهاية، هذه صفارة حاصد الأرواح! انبطحوا جميعا!! شيءٌ ما سيسقط نحونا!!»

كم من منهم تمكن من اتباع هذه التعليمات؟

وَمَضَ الضوء.

وكل الأصوات غرقت.

خرجت نيرانٌ كنيران انفجار سيارة. مما يعني أن الجسيمات الصغيرة في الهواء اشتعلت. لكنها غطت مساحة كبيرة بشكل غير عادي. كل انفجار جلب انفجار بلغ أكثر من 100 متر وتتالوا في الحدوث.

فريق الجانحين الداعم الذين كانوا ينتظرون في الخارج التفوا بالنيران وانفجروا في الهواء جنبا مع المركبة المضادة للرصاص. حتى لو انبطحوا أو اختبئوا خلف عمود جليدي، فإن موجات الحرارة والصدمات كانت ستدور وتسلبهم حياتهم.

الانفجارات الهائلة كانت عالية لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من سماع صرخات الموتى.

أحد المباني الخرسانية القريبة احترق حتى صار سوادا وكانت الحرارة شديدة حتى ذاب الإسفلت.

استخدمت كينوهاتا الأوفينس آرمر لتُحطم الأرض الجليدية تحتها ومن ثم انزلقت فتيات أيتم تحت الأرض.

بدون معرفة مسبقة بالعدو، كانوا سيُفاجَأون تمامًا ويُقتَلون.

المحققة قدمت لهن الدليل الذي كانوا يحتاجونه.

مدت تاكيتسوبو يدها نحو جانحٍ تُرك خلفهم، لكن موغينو أمسكت بمعصمها وسحبتها للأسفل.

تبعه انفجارٌ كبير مميز.

حتى مع سقف جليدي سميك فوق رؤوسهم، كان على الفتيات الصراخ بجانب بعض حتى يسمعوا.

«يبدو أننا على الأقل تمكننا حَيل من صد الحرارة، لكن إذا أمكنني تحطيم هذه الكتل الجليدية بقبضتي الخارقة، فهي لن تصمد درعًا. لا أعرف من اللعين الذي يقف وراء هذا، لكن إذا كانوا جادين بشأن هذا القصف، فسوف يخترقون قريبًا جدًا!!»

ما كان هنا أحدٌ سوى أربعتهن. وما كان لهن الوقت لإنقاذ شخص آخر.

انحنت الفتيات وركضن عبر الفضاء الضيق.

«إذن، هل هذا هو الرقم 000؟ يقتلون كل متورطٍ في وفاة عضو الججمنت؟»

شحبت فريندا، وعضت ظفرها.

هذا أثبت أن كل ذلك لم يكن خدعة.

يمكن لعدالة هذه المدينة أن تغطي بسهولة حتى قصفاً حراري.

«في النهاية، هذا سخيف. لماذا علينا أن نموت فقط من بلاهة الغير؟!»

سخيف.

كانوا متأكدين جدًا من هذا التقييم لأنهم كانوا أشرارًا وُجِدوا خارج قواعد العدالة.

الذين أمكنهم القيام بشيء كهذا هم المختلفون.

وعمومًا، أي أحدٍ كان مغمورًا في العدالة لن يشكك أبدًا في أفعاله.

(أتسمون هذه عدالة؟)

فكرت موغينو في هذا وهي تصر أسنانها بقوة.

هؤلاء الناس كانوا يسيئون استخدام سلطتهم الرسمية ليغطوا أدلة خطأٍ ليقتلوا أي أحدٍ يقف في طريقهم. وهؤلاء كانوا الذين هَيمنوا في مكانةٍ فوق المحققة التي خاطرت بحياتها من أجل زميلة؟

حافظت كينوهاتا على صوتها منخفضًا وهي تقول. «إذا قتلوا كلَّ مَن تورّط في قضية موت الججمنت، فلن يستهدفوا الجانب المظلم فقط، بل سيستهدفون أيضاً شخصًا عاديًا صَدُفَ أنه شاهِد.»

«مقصدك؟»

«هذا حيل يثير غضبي، ولذا أريد أن أهدِمَ هذا النظام اللعين!»

«إذن أفضل حلٍّ هي بمهاجمة الأغبياء المهاجمين وإضرارهم ضرراً كبيراً ليتجلى أمر أنهم سيتضررون حتى لو حاولوا الحفاظ على نظامهم. لكن هذا درس لقادة فرقة الإعدام، وليس للفرقة نفسها» ردت موغينو بابتسامة وحشية.

عاشت الآن بفضل المحققة، لكن هذه كانت طريقتها في العمل. أن تطلب من موغينو أن تصير إنسانة طيّبة على الفور كان ببساطة مستحيلًا. كان عليها أن تختار ما يمكن لأيتم أن تفعله بشكل واقعي الآن.

«العنف ليس لعبةً تُلعَبُ للمتعة، بل أداة المحترفين. هذا درس على مهووسي العدالة أولئك تعلمه.»

خرج الأربعة من تحت الأرضية.

سمعوا صفيراً زيادة من فوقهم.

ما كان مرجحًا أنه يمكنهم الهروب من سيل النيران سَيْراً، لكن لحسن الحظ وجدوا أنفسهم في موقف سيارات. وكانت هناك بعض مركبات الثلج متوقفة بدلاً من الدراجات النارية.

«أسرعوا!!»

ركبت موغينو وكينوهاتا مركبة ثلج واحدة وركبت فريندا وتاكيتسوبو أخرى. شغّلوا المحركات بطريقة "أقل من قانونية" إلى حد ما.

جاء اقتراح من مركبة الثلج التي تتحرك بجانب مركبة موغينو.

«موغينو، هل لكِ إسقاط تلك الأشياء التي تسقط من السماء؟»

«ما الفائدة؟ سأفضح للعدو مكاننا. سنشن هجومنا المضاد بعد أن نهرب من مداهم ونُضَيّعهم!!»

استمرت القذائف في ضرب المدينة خلفهم. عكس الثلج الأبيض الضوء الأحمر، وتفجّرت التماثيل الجليدية العملاقة قبل أن تذوب حتى.

محاولة الهروب بالسرعة وحدها كانت ستؤدي إلى وقوع الأيتم في الانفجارات. للبقاء أحياء، كان عليهم القيادة في منحنيات حادة مع استغلال كل غطاءٍ حامي موجود.

لحسن الحظ، لم يكن هناك الكثير من الناس الخارجين الليلة. نظرًا لأنها كانت ليلة متأخرة في 31 أغسطس، بقى الناس في منازلهم استعداداً للفصل الدراسي الجديد في سبتمبر.

«موغينو، أيعني ذلك أننا لا يجب أن نقلق بشأن إصابة العوام؟»

«كل هذا وبلا وفيات؟ هذا كثير جدًا ليعزىٰ إلى الصدفة. ربما صرنا لعبةً مباشرة في أيدي الرقم 000.»

صرت فريندا أسنانها وهي تقود مركبة الثلج، لكنها كانت أيضًا تحلل الوضع عقلانياً.

المتفجرات التي لا تعتمد على القوى الإسبرية كانت تخصصها.

«في النهاية، هناك الكثير من القذائف، لكن كلها تأتي من نفس الاتجاه. ربما يطلقونها أثناء التحرك، لكن من المحتمل أن يكون هناك نقطة إطلاق واحدة فقط. العدو لا يمكن أن يكون كبيرًا جدًا!!»

«ما رأيك لو ننعطف وراء وحَيل ننطلق عليهم بهجوم كبير!؟»

«في النهاية، سيكون مزعجًا حقاً إذا وضعوا مجموعة من الألغام الأرضية ثم بنوا جدارًا سميكًا. من الأفضل أن ندعهم يطلقون كل ما يستطيعون ونستهدف اللحظة التي يقتربون فيها ليروا إن كانوا قد أصابونا!»

مرت علامة طريق زرقاء فوق رؤوسهم.

نقرت موغينو على لسانها.

«ليس جيدًا.»

الهروب على مركبات الثلج أمرٌ، ولكنهم كانوا في أواخر أغسطس. الثلج على الأرض كله منشأ بواسطة آلات الثلج.

لذا بمجرد مغادرتهم الحي 16 حيث كانت تُجرى الحملة، ستختفي أرض العجائب الشتوية.

وإذا هربوا من الحي 16 إلى الجنوب، فسيدخلون الحي 1.

ذلك هو رمز العدالة المشبوهة. حي المدارس ذاك غير الإنساني فيه جميع الوكالات الإدارية والحكومية، لذا كان الجزء الأبعد عن أي أحدٍ في الجانب المظلم في المدينة.

أطلقت مركبات الثلج شرارات في الهواء وهي تخدش الإسفلت. قفزت موغينو قبل أن تتوقف مركبتها تمامًا.

«موغينو، قذيفة أخرى قادمة.»

«ماذا نفعل!؟ حيل لن نستطيع الهروب جريًا!!»

«في النهاية، تعالوا من هنا!!»

  • الجزء 3

فريق التنظيف الإستثنائي الخاص استمر بالتقدم بدقة نحو هدفهم أثناء قيادة دبابة أبو فتيلة HsAAT-07 المضادة للدرون عبر المدينة الليلية.

أظهروا أُلفةً كبيرة بهذا بالعمل.

كانت السائقة يامادا كويوتي في أسفل الدبابة بينما كانت إينوّي فوكس والبقية في البرج [3] يشغلون المدفع باستخدام شاشة لمس مسطحة. وكانت وظيفة الربط البياني المتقدمة في دبابة أبو فتيلة تعني أنها تحتوي على معدات اتصالات تعادل ما تحتويه قاعدة اتصالات صغيرة.

«أين بيانات الأهداف؟»

«تظهر الآن.»

بغض النظر عن خطورة مهمتهم، كان أربعتهم أعضاءً معترف بهم رسميًا في الججمنت.

وبالتالي، لهم حق قانوني في الوصول إلى البنك.

كَشفُ تفاصيل قدرات خصومهم قبل بدء القتال أعطاهم ميزة ساحقة. مهاجمة نقطة ضعف الهدف والسعي في القتل قبل أن تُكشف هوياتهم لطالما سمح لهم بالفوز دون تكبد أي ضرر.

«لنرىٰ، استنادًا إلى قائمة طلبات مهمتنا، لقد تأكدت أن الكريهين الذين نجوا حتى الآن هم أيتم: موغينو شيزوري، تاكيتسوبو ريكو، فريندا سَيفِلُن، وكينوهاتا ساياي.»

«ليسوا هنا»، قالت تاناكا جاكال بدهشة.

بشكل مستحيل، ما وجد بحثها في البنك أي نتائج. أكان أيتم أشباحًا لا يُرَون؟

«هم في الجانب المظلم، ها؟ ربما يتم حمايتهم» اقترحت يامادا كويوتي عبر الراديو.

ضحكت إينوّي فوكس ساخرةً.

حدث هذا كثيرًا.

إخفاء بيانات شخص ما من البنك لم يكفي لإخفاء وجوده. سيتركون دليلًا على عيشتهم في مكانٍ ما.

«علىٰ ذلك، موغينو شيزوري هي مستوى 5. هي مشهورة. اخفوا هويتها قدرما تشاؤون، ولكنكم لن تقدروا إخفائها في مدرستها.»

قد جمعوا ما يكفي من البيانات عن تاكيتسوبو ريكو وكينوهاتا ساياي لدرجة أن يخمنوا ما طينتهما.

كانت ساتو لِكيون تحدق في الشاشة.

«من أخطر الكريهين؟»

«فريندا سَيفِلُن. كونها صفرية المستوى يعني أنها مزعجة. البحث عبر الإنترنت المغلق لن يخبرنا ما نوع الألعاب التي تُخفيها.»

هكذا صَنّف فريق التنظيف الإستثنائي الخاص أولوياتهم.

مجرد إسبر عالي المستوى كان أمرًا عاديًا لهم. إنما كان الغامضون الذين لم يحملوا بياناتٍ هم من يُخرجون خططهم عن مسارها.

بعد أن وضعن أولوية الهدف العام في الاعتبار، مضت الفتيات على متن أبو فتيلة.

الدبابة المضادة للدرون كانت محملة بقذائف حرارية، لكنهم كانوا يعلمون أنها ستنفد إذا استمروا في إطلاق النار لمدة 10 دقائق متواصلة دون التعشيق. [4]

قام فريق التنظيف الاستثنائي الخاص بحرق مدينة الثلج والجليد حتى صارت حمراء وسوداء، لكنهم لم يظنوا أن هذه اللعبة البسيطة تقضي فعلاً على أهدافهم.

وإلا أين المتعة؟

«أين اتجهوا؟»

«أي اتجاه عدا الجنوب تعني أنهم حُرِقوا.»

«إذن، راحَ الكريهون في وجهتهم صوب حي المدارس 1. تحققي من الخريطة وحددي موقعاً بالقرب من الحدود واعثري على أقرب مهربٍ لهم من القذائف الحرارية.»

«هنا،» قالت يامادا كويوتي عبر الراديو أثناء قيادة الدبابة «الحي 1، في مستودع التخزين البارد. المبنى محاط بجدران عازلة سميكة، فهذا ربما ما حماهم من جدران النار.»

  • الجزء 4

المكان كان كبيراً لمستودع تخزين بارد. كان بحجم ملعب.

«ابتعدوا!!»

ما كان لديهم الوقت لفتح القفل ببطء. موغينو فجرت باب المدخل الخلفي بقوة الميلتداونر.

بمجرد أن اندفع أربعتهم داخل المستودع، انفجرت عدة قذائف في الخارج. كل قذيفة خلقت ألسنة لهب امتدت لأكثر من 100 متر في جميع الاتجاهات، وانغمرت المساحة الخارجية بعددٍ من هذه الانفجارات في نفس الوقت.

بدت البرودة وكأنها تلتصق بجلدهم.

لن ترىٰ هنا حَرَّ أغسطس، حيث تجلت أنفاسهم في رؤيتهم. تجنبوا وابل القذائف الحرارية، لكنهم ما شعروا بنشوة التفوق على العدو دهاءً.

«موغينو.»

أمسكت تاكيتسوبو بجسدها، وارتجفت بلا تعبير، ونظرت إلى الحائط. كانت الشاشة الرقمية هناك تعرض -40. هذا يعني أن الحرارة كانت أقل من الصفر بأربعين درجة. صرخت موغينو وأنفاسها بخارٌ أبيض.

«فريندا! ماذا عن هواتفنا؟»

«هاتفي يعمل جيدا. في النهاية، هي من منتجات المدينة الأكاديمية☆»

لوحات الدوائر والبطاريات قد تفشل غالبًا في البيئات القاسية، لكن هذا ما كان بمُشكلٍ هنا.

ومع ذلك، قد دخلوا عالماً حيث تتجمد فيه المنشفة فوراً ببللٍ خفيف. دون معدات مناسبة للطقس البارد، هناك حد أقصى لما يمكن للبشر تحمله.

فريندا كانت تحدق مكثفاً في لوحة معدنية على الجدار نصف مدمجة مع الصقيع الأبيض.

«تباً، بررررد. آغ، ألا أجد هنا خريطة؟ خزانات دعم تبريد النيتروجين السائل، مولدات الطوارئ، رافعة السقف... في النهاية، أهذه كل المعدات!؟»

محاولة الاختباء داخل هذا المستودع الكبير للتخزين البارد ستضع فريق أيتم في موقف غير مؤات. الجدران المعزولة السميكة قد تحميهم من جدران اللهب الناتجة عن القذائف الحرارية، لكنهم جسديًا لن يتحملوا درجة حرارة متطرفة تبلغ السالب أربعين.

وبالنظر، بدا السقف وكأنه على ارتفاع خمسة أو ستة طوابق. لكن الحاويات والصناديق كانت مكدسة كالأهرامات، فشعرت فتيات أيتم بالضيق على الأرض. ربما كان ليملكوا انطباعًا مختلفاً لو نظروا من الممرات العلوية المرتفعة على الجدران.

تماماً كصالة الألعاب الرياضية، وُضِعت الكثير من العوارض المعدنية بالقرب من السقف، لكن هناك أيضاً بعض السكك الحديدية الخاصة موضوعة هناك. أكانت لأجل الرافعة السقفية التي تنقل الحاويات التي تزن أكثر من طن داخل وخارج المستودع؟

«ماذا لو فجّرنا ثقباً في الجدار؟ إدخال الهواء الخارجي قد يخفف علينا.»

كان من حسن الحظ أن تصميم المستودع مبني على شكل كبسولة داخل ملعب كرة قدم مغلق. وهذا يعني أن السقف الضخم دُعِم بعدد لا يحصى من العوارض المعدنية لتوزع الوزن. مع استاد مقبب يستخدم ضغط الهواء لإبقاء استقراره سليماً، ثقبٌ كبير يمكن أن يتسبب في انهياره.

ولكن...

«لا نعرف من أين سيهاجم العدو. بالكاد وجدنا هذا المبنى الكبير والمعقد نوعًا ما، لذا لا نريد أن نكشف عن موقعنا بدمارٍ صاخب.»

ومن قالت هذا؟ كانت مهووسة المعارك موغينو.

هذا يظهر مدى خطورة العدو الذي تراه.

كينوهاتا غطت نفسها بحاجز نيتروجيني، ربما أمِلَت في أن يكون له تأثير عازل.

«أجل حيل ما هذا المكان؟»

كان المكان أكبر من أن يكون مستودعًا للتبريد بسيط.

فقد كان بحجم استاد كرة قدم داخلي.

ومثل هذه المستودعات القبيحة لا تتناسب في منطقة النظافة الفائقة المعروفة بحي المدارس 1.

«ربما كان مخزن للوجبات الاحتياطية،» تفوهت موغينو.

أومأت فريندا بحزن وشرحت.

«هذا أكبر مخزن طوارئ للطعام في مدينة الأكاديمية. لكن يمكن للمجلس وعدد محدود من الشخصيات المهمة استخدامه فقط. عوام الناس لا يعلمون بوجوده حتى.»

كان المكان مثل مدينة الأكاديمية بصغيرها.

النخبة ستحتكر كل هذا الطعام وترفض التخلي عن أي شيء منه، لكن حال ما يقترب موعد انتهاء صلاحيتها، يتبرعون بها "للأطفال الخطأ". [5] لكن الحقيقة أنهم خزنوا أكثر من اللازم فيتبرعون بذلك الطعام إلى الغير رياءً ونفاق. وكان شكر وامتنان المتلقين أتى من القلب بحق.

وأشرار كموغينو لن يثقوا بطيبة الناس بلا مقابل.

الناس يفعلون أمورًا إما فائدةً أو لأنها تُشعِرُهُم بالفوقية على من حولهم. جانبها المظلم، الذي مالَ إلى رؤية الأمور بضوء غير حسن، عَلّمها هذا الحد.

فقط انظر لهذا الهيكل بعقلانية.

مهما جَمَّلتها بالكلمات، فإن مسار إمداد الطعام يوضح الفارق بين عُلّية القوم وسافلها.

(ولكن ما لي حق التنظير وأنا ابنة العائلة الضالة الموغينو، أصحاب شركة إنتاج الحبوب التي تُغذي 1.4 مليار نفس.)

أو ربما هذا هو ما أزعجها كثيرًا.

في الوقت نفسه...

«في النهاية، هذا لم ينتهِ بعد. فرقة الإعدام تتألف من نخبة الججمنت، صح؟ يعني أنهم يقاتلون بقدراتهم، ليس بهذه اللُعب الصغيرة. العدو قادم قريب. وسيكسرون الباب أو يدخلون بالفجوة الكبيرة التي صنعناها، لذا تجهزوا قدر الإمكان!»

بوجه شاحب، ألقت فريندا شيئًا ما من معطفها البونشو: مُتفجرات ومُفجِّرات بأحجام مختلفة.

«ما تنوينه بهذا؟»

«لا تفكري كثيراً. فقط اذهبي وثبيتها على الباب ثم اضغطي الزر الكبير، حينها سيَجهزون للتفجير! ولكن اعكسي العملية وسوف تنفجر في يديك، لذا احذري. سأغطي الفجوة بالأشعة تحت الحمراء والموجات الميلليمترية!!» وضعت فريندا يدها بوقاحة في تنورتها القصيرة. «وبعد يا تاكيتسوبو، خذي هذا! هذا أفضل من أن أُمسِك أنا به، فجّهزي حالك.»

«إي.»

تاكيتسوبو بلا تعبير أمسكت بالمسدس الآلي الصغير الذي طار في الهواء نحوها. لم يكن واضحًا إلى أي مدى يمكن أن تقاتل بمفردها، لكن هذا أفضل من لا شيء. ومثل هذه القوة التدميرية في أيدي متخصصة الاستهداف مثل متتبعة AIM قد يرعب العدو بالإمكانيات التي يمكن أن تقدمها.

كان المستودع بحجم استاد كرة قدم داخلي. لم يكن لديهم الوقت لتقوم فريندا بتثبيت المتفجرات بنفسها. ولذا حملت موغينو وتاكيتسوبو وكينوهاتا أكبر قدر ممكن من المتفجرات وجَرَين إلى أجزاء مختلفة من المنشأة.

وضعوها على المدخل الرئيسي الكبير المخصص للسماح بمرور الرافعات الشوكية والرافعات وغيرها من المعدات، وعلى المدخل الجانبي المخصص للأشخاص، و...

وضعوها على المدخل الرئيسي الكبير المخصص لعبور الرافعات الشوكية والمحملات والمعدات الأخرى، وعلى المدخل الجانبي المخصص للناس، و...

«الجدران حيل سميكة، لكن نظرًا لأن المكان مثل ثلاجةٍ عملاقة، لابد أن هناك مروحة ضخمة تؤدي إلى الخارج. ولابد أيضًا من وجود بابٍ خارجي في الطابق الثاني أو الثالث ليدخل منه رجال الإطفاء. هكذا كان الأمر في المختبر الخيالي الذي كنتُ فيه. على أحدٍ ما أن يتولى تلك!»

«طيب طيب يا "كينوهاتا". اتركيها علي،» أجابت كينوهاتا على عبط موغينو في مكالمتهم الجماعية في الهاتف.

اغلقت موغينو كل المداخل الرئيسية في الطابق الأول. وثبتت كينوهاتا المتفجرات في وسط الأبواب على نفس المستوى. لم ترىٰ كينوهاتا أين ذهبت تاكيتسوبو وفريندا.

وفجأة دون سابق، انقطع الجدار على شكل مستطيل بجوار كينوهاتا.

كما لو أن الجدار المعزول السميك الذي تحمل القذائف الحرارية ذاب بصمت.

إذا لم يدخل العدو عبر الأبواب، فكل الفخاخ المتفجرة المعدّة كانت بلا فائدة.

دخلت فتاةٌ ذي زيٍّ عسكري أبيض، بشعرٍ أشقر طويل مصفف على شكل ربيانة مقلية.

«يا هلا بأهداف الرقم 000☆ فريق التنظيف الاستثنائي قد وصل.»

لم تهتم موغينو بالاستماع.

رفعت فورًا يدها وأطلقت شعاعًا ميلتداونر. انبعج الشعاع بشدة إلى الجانب أمام الفتاة ذات الزي الأبيض، ثم تفكك إلى جسيمات.

«!؟»

«حيل ابتعدي يا موغينو! لا زلنا نجهل قدرة العدو!!»

تراجعت موغينو وكينوهاتا نحو الطابق الرئيسي للمستودع حيث تكدست الحاويات والصناديق مثل الأهرامات. لم يستطيعوا صد العدو، فدخلت المزيد والمزيد من الفتيات ذوي الزي الأبيض العسكري.

«سرني لقائكم. أنا إينوّي فوكس.»

قدّمت فتاة تسريحة الرُبيانة انحنائةً تهكمية في حضور موغينو شيزوري من بين جميع الناس.

ولو كان أجدر بها أن تعلم مدى خطورة صد النظر عن موغينو وترك موضع توازنها استهتاراً.

أكان أربعتهن، اللائي لعبن العدالة مرحًا، حقاً في مستوى أعلى من المحققة التي راهنت بحياتها على أفعالها؟

«وهؤلاء هن ساتو لِكيون، يامادا كويوتي، تاناكا جاكال. لن نلتقي ثانية بعد هذه الليلة أنا واثقة، ولكن حياكم.»

«فرقة الإعدام، ها؟ يبدو عليكم أنكم تفهمون طابع الجانب المظلم في اختيار الألقاب.»

«هَهَه. من فضلكم، سمّونا بفرع الججمنت 000 أو فريق التنظيف الاستثنائي الخاص. نحن فريق الأعمال الغريبة الذي يعمل على الحفاظ على تعريف العدالة☆»

ما بدا عليها الإكتراث من تسرب هذه المعلومات.

ما الذي هَمّها إذن؟

ابتسمت إينوّي فوكس.

«نظرتك هذه تُخبر إنك تتمنين لو لم تمت تلك الججمنت، مما يوفر عنك عناء هذه الفوضى.» خفضت صوتها ونطقت الكلمات التالية. «لكن في هذه أخطأتِ. ججمنت أم لا، لكلِّ نفسٍ حياة. لا حق لكِ في قتلهم رضا لأغراضك ثم تشتكين إذا عادت النتيجة بالسوءة عليك.»

«أوه؟ وأنتم يا أصحاب العدالة معفيون من هذه المشكلة حيث تنفذون أوامر الإعدام هذه تحت ستار القانون؟»

«أبدًا لا.»

لم تتأثر فتاة الزي الأبيض العسكري بنظرة موغينو.

العدالة لن تتراجع أمام الشر.

«بغض النظر عن السبب أو الظروف، قتل نفسٍ ستكسب الغيظة. ما أنا إلا طالبة منكِ أن تفهمي هذه القاعدة الأساسية. قد أمسيتم أعداءً للعدالة وها أنتم تواجهون هذا العقاب لأنكم اخترتم العنف دون النظر في النتائج.»

«...»

«ونحن، من ناحية، نعرف ما نفعل. سيرضينا هذا أكيد وسيغتاظ الكثيرون منا، ولكن هذا ضروري لحماية الججمنت من المجرمين العنيفين، لذا سنؤدي واجبنا القصاصي مدركين تماماً لما سيعنيه. نحن نعمل ضمن نظامٍ مختلف تمامًا عنكم أيها الأشرار يا من جعلتم معاييركم حسب المال. نبقى نحن في جانب العدالة لأننا ألزمنا أساليبنا وقيدناها.»

قد كرسوا أنفسهم للعدالة.

ومن لا يتلزم بهذه المبادئ، فسوف يزدرونهم، ويصفونهم بالأشرار، ويهاجمونهم.

استهزأت إينوّي فوكس وموغينو كانت تُقَيِّمها.

«حسناً، قد كله بدأ تقليدًا قديمًا في الججمنت. نحن فقط حولناه إلى شكلٍ يعجبنا. أعتذر إذا وقعتم في هذا دون علمٍ بما يعنيه، ولكن استعدوا الآن. لأن العدالة تطلب.»

ويبدو أن تاكيتسوبو همست في هاتفها وهي تراقب من الطابق الأعلى.

«لم أسمع بهذا قبلاً.»

«قد بدأت وهي مستمرة تحت السطح. ستصل الأخبار إلى أحدٍ ما في النهاية. سواء بشكل متقطع أو كشائعات لا أساس لها تُشوه الحقيقة تقريبًا حتى لا تُعرف بعد الآن» قالت فتاةٌ سمراء كاعِبٌ ذو شعر فضي متعرج، مُبتسمة.

أكانت تتباهى بتفوق معرفتها فوق غيرها؟

ردت موغينو بضحكة ساخرة.

«رقمكم 000 موجود لأن مجموعاتكم لإنفاذ القانون ستنتهي إذا لم يحترمكم المجرمون. لذا ولتجنب ضحايا زيادة، تتخذون سياسةً صفرية [6] تجاه مقتل أحدكم، أليس كذلك؟»

«فماذا؟»

«تمامًا كالعصابات أنتم. تمعنوا في الأمر؛ وستجدون أن الججمنت ليسوا إلا شكلاً آخر من العنف المنظم. الفرق الوحيد هو أنكم تحظون بالاعتراف الرسمي ولكم الحق في سرقة أموال الناس على شكل ضرائب لتُمَوّلوا أنفسكم.»

كانت إينوّي فوكس هادئة مستقرة، لكن هذا الكلام أرعش جفنها قليلاً.

لأول مرة.

«ماذا؟ أكانت إهانةً لا تُغتفر لكم يا أنصار العدالة؟» سخرت موغينو ضاحكة. «هيّا عنكم. تستخدمون الأسلحة والقدرات لتخويف الناس في المدينة ليمتثلوا لقوانينكم، هي نفس الشيء تمامًا. العصابات التي نشأت في صقلية لا تصف نفسها بأنها شر، بل تقول إنها تمثل العدالة وتوفر نظامًا أنظم من القانون المعيب. ألا ترين في هذا تشابهًا مع فرقةٍ معينة هنا؟»

«...»

«هَهَهَه!! ماذا؟ أحقاً لم تلحظوا، يا أشرار؟»

اقترب هجوم مميت بلا تحذير.

اندفع الضوء، وخَطَتَ موغينو للوراء، فقطع الضوء أسفل كومة الحاويات بجوارها مما أسقط بقيتها.

لكن موغينو ردت بابتسامة وحشية.

«غبية! قد كشفتِ أوراقك! حسبتُ أن قدرتك القاطعة تتطلب ظروفاً أعقد – هواهَهَهَه! – ولكن ما هو إلا سيف ضوء عادي!!»

«حيل تعبنا من إستفزازهم لنقلل من فعاليتهم. تجهزوا في مواقعكم!!»

ما كان لهم خيار سوى أن يبدأوا المعركة الآن.

كان أيتم الطرف الهارب، ولذا اعتبروا أنفسهم محظوظين كثيراً لجعل هذا صراعًا مباشرًا دون خدع.

ولكنها لا تزال 50/50.

ما تزال فرصة موتهم واردة، واردة وبشدة.

قد أعطتهم المحققة هذه الفرصة للبقاء أحياء.

ستثبت موغينو أن ممثلة فصلها كانت شكلاً أسمى للعدالة منهم. مهما كلفها.

(أريد شيئاً لا يُتوقع. لا زلنا في داخل خطتهم، لذا أريد شيئاً لا يُتوقع أُفكك به خطتهم!!)

  • الجزء 5

في متاهة الطابق الأرضي من المستودع، لم يكن من الممكن التنبؤ بموعد الهجوم المفاجئ.

ولكن إذا صعدت إلى الممر الضيق لتنظر من فوق، فلن تجد مكاناً للهرب أو الاختباء. مما يعني أنك قد تصير هدفاً يُرمىٰ من أي مكان.

فكرت كينوهاتا وهي تتراجع عبر المستودع البارد بحجم الملعب.

(ربما هو جيدًا الاختباء خلف أكوام الحاويات. لكن هذا فقط "جيد". حيل أكره كيف أنني عاجزة عن الإتيان بخطة خيالـ–)

انفجر الحائط بجوارها فجأة.

أُلقيت عدة أمتار في الهواء. كانت لتموت في تلك اللحظة لولا الأوفينس آرمر.

«أغغ!؟ هل انفجرت الأسلاك في الحائط!؟»

«أوه؟ أنتِ هي البيدق التضحية الذي يجمع المعلومات بأصعب الطرق؟ هذه مدينة كبيرة مليئة بالإلكترونيات، لذا لن تواجه قدرتي [قنبلة الضخ] مشكلةً في قتل هذه الكريهة الشريرة.»



اندلعت عدة انفجارات نارية برتقالية دفعةً واحدة.

تأرجحت كومة من الحاويات المجمدة بشكل غير مستقر، مما ألقى بجزيئات الثلج البيضاء في كل مكان.

كانت فريندا المسؤولة.

تجاهلت معطفها البونشو الرفيع وتنورتها القصيرة المرفرفة في الانفجار وأطلقت كل الصواريخ الصغيرة والمتفجرات التي كانت لديها. ولكن...

«ني هيي هيي.»

لم تحاول تاناكا جاكال حتى الاختباء.

رصت فريندا أسنانها.

لهذا السبب كانت تكره الأسابر رفيعي المستوى. ولكن فقط إن كانوا أعداءها.

«في النهاية، ما نجحت بالمرة؟ لكنني استخدمت الكثير من القذائف الكيميائية الموجهة والقذائف الخارقة للدروع!!»

«كيي هيي. ماذا، أهذه الهجمات الجسدية الوحشية هي كل ما لديك؟ فلا تأملي إذن في اختراق حاجزي. أكره حقاً كيف يصعب علي تحسين درجتي الشخصية وأنا أصلاً دائمًا أؤدي عملي مدافعة. على أي حال، لنبدأ لعبتنا هذه. أنتِ عاجزة أمام [درعي الدَوّار]!!»



كان جزءٌ آخر من المستودع فارغًا تمامًا.

على ارتفاع خمسة أو ستة طوابق، وقفت فتاة البدلة الرياضية تاكيتسوبو ريكو على أحد العوارض المعدنية العديدة التي تدعم السقف.

كانت تحمل مسدسًا، حائرةً ما تفعل به وعيناها كانت تجوب محيطها.

هناك كانوا.

«أيا شريرة مسكينة. ألن تستخدمي على الأقل مادتك البلورية؟»

«يامادا كويوتي، صح؟»

«واثقة أن قدرتي هي الأفْيَد بالتصويب من غيري. إذا لم تحاولي، فسأرميك ناراً تضرب أعضائك الحيوية تسبقك ندمك. فلا أحد هاربٌ من [ضربتي التامّة].»

أعَدّت فتاة الزي العسكري الأبيض شيئاً يشبه العصا السميكة تستند على كتفها. لا، ما كانت عصا. تم إرفاق مقبض ومخزن ببندقيةٍ صغيرة عريضة استُخدِمت عادةً لكسر الأبواب قسريًا. يمكنها استيعاب ثلاث طلقات على الأكثر، لكن يبدو أن ذلك كان كافياً ليامادا كويوتي.

بثلاث طلقات، يمكنها حصر أي عدو إلىٰ طريق مسدود ثم قتله.

كانت إسبرة تخصصت في هذا النوع من حرب المعلومات.

«إني يامادا كويوتي خصمكِ في هذه المعركة ومُهديتك موتاً سريعًا بيدٍ رحيمة.»

«هل جائت العدالة من نادي الدراما؟»

  • الجزء 6

انفجارات بيضاء نقية لاحقت ظهر كينوهاتا بسرعة.

سَبّبت الومضات الساطعة الحادة ألمًا في شبكية عينيها.

الأرضية المتجمدة وأبواب الحاويات المغلقة إلكترونيًا كانت تتفجر من الداخل.

يمكن لكينوهاتا إيقاف رصاصة، لكنها لم تستطع تجاهل انفجار.

وكانت الانفجارات الكهربائية خاصة سيئة لها.

لقد تعلمت هذا للتو غصبًا عنها ضد الدرونات القتالية الأرضية التي قادتها الذئبة اليابانية.

قفزت إلى الخلف وهي تبحث عن نقطة مشتركة في ما كانت تراه.

(الأسلاك الكهربائية تنفجر! ولكن هذا المستودع حَيل كبير. إذا ذهبت إلى الوسط حيث لا معدات إلكترونية...)

ظهر شيء فجأة من خلف كومة الحاويات.

كانت مركبة مُوَجّهة تلقائية تُستخدم لنقل الحاويات التي تزن أكثر من طن.

«!؟»

انفجرت.

اندلع وميض أبيض يذيب المعدن أمامها مباشرة.

لَوْ لا دفاعها البدني الممتاز، لقتلت كينوهاتا على الفور.

«كَهْ... أه!؟ ليست الأسلاك الثابتة فقط!؟»

«هيي هيي. عليك بالإبداع إذا أردتِ استخدام قوتكِ بفعالية أكبر.»

الفتاة الكاعب ذات البشرة البنية والضفائر الفضية فتحت ذراعيها على وسعها.

أطلقت ساتو لِكيون زئيرًا بابتسامة منتشية.

«العالم مليء بالإلكترونيات. فإنهم البشر من شكلوا العالم هكذا! وكل ما علي هو أن أزوِّده بطاقةٍ خارجية. هذا كل ما يتطلبه الأمر لتحويل أي جهاز كهربائي أو كابل إلى قنبلة!!»

مع الرافعات والآلات، كانت هناك الكثير من المركبات غير المأهولة التي كانت أطول من الإنسان تنقل الحاويات والصناديق الكبيرة. صوت محركاتها الهادئ بدا مؤلمًا قليلاً. التركيز فقط على مدى الانفجارات صَعَّب من التنبؤ بموعد اقتراب القنابل نفسها.

دائمًا هناك جهازٌ إلكتروني متربص في مكانٍ لا تدركه كينوهاتا.

ما كان من صالحها أنها تجهل الكثير عن هذا المستودع الضخم للتخزين البارد.

«حسنًا أيتها الشريرة الكريهة ☆ أخبربني إذا تعبتي من الحياة. فقلبي عطوف وحنون، ولذا سأتوقف فورًا وأقتلك بانفجارٍ واحد قبل أن يَصِلَكِ ألمٌ أو خوف!!»

  • الجزء 7

كانت فريندا تراقب المتاهة الأرضية من فوق كومة الحاويات المجمدة.

(أوه، أرى كينوهاتا في ورطة قريبًا. في النهاية، درعها [الأوفينس آرمر] لمفيد، لكن مشاكل توافقته كثيرة.)

«أتحسبين أنني أتركك تساعدينها؟»

لا بد أن تاناكا جاكال قد قرأت أفكار فريندا بناءً على حركة عينيها، فابتسمت واتخذت وضعية تشبه وقفة الملاكمة.

بَعّدت فريندا شعر غِرّتها بانزعاج.

«لهذا السبب أكرهكم يا ممثلي دور العدالة ذوو عقل طفل في السابعة. أحقاً اعتقدتي أنني سأطلب الإذن لكل صغيرة؟»

«نحن نعتبرك الأخطر في الأيتم. على عكس الأسابر رفيعي المستوى، لا يمكن لبنك المعلومات أن يُخبرنا بما سنواجهه مع مستوى 0.»

«لي الشرف.»

عوملت فريندا متفوقةً حتى على المستوى 5 موغينو، لكن ردّها امتلئ سخريةً.

«لكن لا شيء من ذلك يهم أمام [درعي الدَوّار]. لا يمكن لأي حرارة أو موجات صدمة أن تصل إلي. وإذا نجحتُ في إيقاف هذا العنصر غير المتوقع، فحينها يمكن لرفيقاتي أن تأخذ وقتهن في هزيمة الأسابر العاديين والمملّين واحدًا واحد. سأكتفي بإضافتك إلى درجاتي.»

«بفف.»

«؟»

«أوه، اعذريني.»

فريندا اعتذرت بصدق عن وقاحتها.

لكن هل وصفت هذه الفتاة موغينو شيزوري وتاكيتسوبو ريكو بأنهما "عاديين"؟ حتى لو كانت كينوهاتا جديدةً في الفريق، فإن لديها جزء من أنماط تفكير المصنف الأول مغروسةٍ في عقلها، وحتى الباحثون لم يتمكنوا من معرفة مدى قدرتها على الاستفادة من ذلك، ومع ذلك تُعتبر "مملة"؟

حاولت فريندا كبت الضحك وفشلت، فخرجت منها ضحكة مكتومة من حلقها.

«نحن في الأساس داخل ثلاجة بحجم 200 متر. في النهاية، المبردات الكيميائية العادية ليست كافية بهذا الحجم، لذا يحتاجون إلى أكثر من هذا لتبريد المناطق المنتجة للحرارة والحفاظ على التوازن العام. مقصد كلامي هو النيتروجين السائل الذي أنا واثقة أنكِ شاهدته في برامج الترفيه المعلوماتية.»

«ماذا عنه؟»

«أوه، لا تعرفين؟ النيتروجين السائل يستقر عند -196 درجة وله صفاتٌ مثيرة. إحداها هي أنه يتوسع بسرعة في الحجم إذا تم تسخينه.»

تاناكا جاكال شهقت بعد أن استوعبت فجأة، لكنها تأخرت.

فريندا أعطت ابتسامة شيطانية واستمرت في الكلام.

بصفتها الخبيرة.

«في النهاية، يمكن استخدام النيتروجين السائل كقنبلة.»

  • الجزء 8

انفجر انفجار أبيض مكتوم.

«؟»

نظرت ساتو لِكيون للأعلى للحظة، لكن لم يكن الوقت مناسبًا للاستفسار.

شيء ما سقط من الحاويات المكدسة كالهرم.

هذا الشيء كان فريندا سَيفِلُن.

«في النهاية، لا أظنكم أيها المدافعون تحبون التجميد الفوري. لكن عليّ أن أجري اختباراتٍ لأعرف ما إذا كانت البرودة هي ما تكرهونها أم الهجوم من جانبٍ ووراء.»

كان هذا الصراع أربعة ضد أربعة.

لكن إذا تردد أحدٌ ما وترك هدفه يهرب، فقد تصير معركة اثنان ضد واحد!

«أذيتِ نفسكِ يا كينوهاتا؟ إن كنتِ تعانين، فسوف أساعدك.»

«حيل لا داعي!!»

ردت كينوهاتا بغضب على تعليق فريندا المبتسم، لكنهما ما زالا تهاجمان ساتو لِكيون في نفس الوقت.

«م-ماذا؟! الآن ضدي كريهتان!»

«في النهاية، إياكِ وقول أن هذا غير عادل. فقد أخبرناكم بصراحة أننا أشرار!»

تلقى العدو دعمًا فجائيًا.

وفريندا خبيرة في كل أنواع الانفجارات، وليس فقط الإلكترونية.

  • الجزء 9

فتاة البدلة الرياضية الوردية تاكيتسوبو ريكو وذاتُ الزي العسكري الأبيض يامادا كويوتي تتبادلان النظرات من فوق العوارض المعدنية القريبة من السقف.

إحداهما تحمل مسدسًا آلي والأخرى بندقية، لكن أصابعهما على الزناد ظلت ثابتة. إذا أطلقتا النار وتسببت ردود أفعالهما في الثبوت ولو للحظة، فكانتا تعلمان بالضبط نوع الهجوم المضاد الذي ينتظرهما.

كلتاهما تستهدف الإسبر الداعم.

«فالمسألة مسألة تركيز إذن،» همست يامادا كويوتي. «هذا يعني أن عامل الحسم سيكون مدى قدرتنا على التكيف مع هذه البيئة. لبسي مصمم ليُساعدني على تحمل الظروف القاسية، فماذا عنك؟ مسكينة. لبسك يكشف ولا يحمي، لن تتحملي طويلاً في هذا الفضل ذي -40 درجة.»

تَوتّرتا أشد التوتر في مواجهة حيث لم يسمح حتى بحركة مهملة واحدة.

أو هكذا كانت تعتقد فتاة الزي الأبيض العسكري. ولكن...

«لألخّصها...»

«؟»

«قائدتهم إينوّي فوكسي تتخصص في الفنون القتالية ويمكنها التلاعب وتكثيف الضوء. ساتو لِكيون ذاتُ قنابل، لكنها لا تبرع وليست ذات خبرة كفريندا. على الأرجح، هي ببساطة تُعزز المقاومة الكهربائية لتفجر الإلكترونيات. يامادا كويوتي توفر الدعم في الاستهداف مثلي، وتاناكا جاكال توفر الدفاع. لكنها تتحرك كثيرًا لتتوافق مع موقع العدو، لذا لا يمكنها حماية جسدها بالكامل مثل كينوهاتا. الهجوم من نقطة عمياء قد يكفي للقضاء عليها.»

«لا، لا يمكن... أتقولين أنك لم تركزي عليّ أبدًا؟!»

تاكيتسوبو قد تسلقت إلى هذا الارتفاع الخطر رغم تهديد رَمْيها بالنار من الأسفل لأنها أرادت مراقبة ساحة المعركة بأسرع ما يمكن.

وكانت تحمل هاتفاً في يدها.

كانت في مكالمة جماعية لتشارك هذه المعلومات بسرعة مع بقية الأيتم.

«موغينو، التي معي ليست تهديدًا. يمكنني إشغالها بالتحديق وحده. ما يهم هو أنني أخذت كل المعلومات. من الأفضل أن تُسرعي وتتخلصي من الباقيتَين التَين تمتلكان قوةً قاتلة مباشرة ثم أقضي على المدافعة أيضًا.»

  • الجزء 10

ساتو لِكيون نقرت لسانها بغضبٍ عندما أدركت ما عَنَته مشاركة المعلومات عبر الهاتف تلك. استمرت في تحركاتها السريعة لتضمن أنها لن تُحشر بين فريندا وكينوهاتا.

«الكريهات. كان علي أن أفجر هواتفكن منذ البداية بدل انتظار اللحظة المثالية!!»

«حذاري.»

إضافةً لهاتفها، أزالت فريندا وألقت بعيدًا الحقيبة التي تحتوي على جميع مفجراتها الإلكترونية. لم يكن لديهم حتى فرصة للوصول إلى الأرض المجمدة. بعد نصف ثانية، انفجر ضوء أبيض من داخلها.

«هل حيل عادي لمفجرة مثلك أن ترمي كل قنابلها الخيالية هكذا؟»

«لا تستهبلي يا كينوهاتا. هناك العديد من الطرق الأخرى لصنعها. كل متفجر له طريقته. بعضها يشتعل بالتصادم وآخر ينفجر عندما تتفاعل مادتان كيميائية. أو يمكن أن تشعلي الفتيل بالطريقة التقليدية.»

مهما كان الجيب الذي خبئت فيه هاتفك، فإنه دائمًا على اتصال وثيق بالجسد، لذا معظم الناس يتعرضون لكسور أو إصابة في الأعضاء إذا انفجر. كانت هذه هي الورقة الرابحة لساتو لِكيون، لكنها كانت تمتلك فرصة واحدة فقط لاستخدامها. وقد فهمت فريندا سبب رغبتها في الانتظار حتى اللحظة المثالية لاستخدامها.

بالطبع، لا شيء من ذلك يهم إذا فاتتها الفرصة.

قد تكون طريقة تفكير غير علمية، لكن التيارات والهالة غير المرئية هي التي تحدد المعارك في الجانب المظلم.

تحدثت فريندا عفويًا كما تفعل عند تحية أختها ذي السابعة من عمرها.

«في النهاية، هي تهاجم فقط وليس لديها أي حركات دفاعية، لذا أقول أن نندفع ونضربها حتى الموت.»

«حيل واضح.»

«ستندمون على التقليل من شأني أيها الكريهون. درعٌ تفاعُلِي – تفعيل!!»

«أتعرفين حقاً ما يعنيه هذا؟ في النهاية، أعلم أنه يبدو رائعًا، لكني سأسرق ببساطة الأكسجين منك بقنبلة وقود هوائي.»

دون أي تحذير على الإطلاق، ذابت الحاوية المعدنية كما الجبنة السويسرية بواسطة أشعة ضوء مرعبة، وسقطت الكومة العملاقة بعد أن فقدت أساسها.

«!؟»

جزيئات الجليد الصغيرة تطايرت في الهواء كسحابة من الغبار مع اقتراب شيء من فريندا وكينوهاتا.

إينوّي فوكس هربت بذاك الصوب وهي تحمل سيفاً من الضوء.

ولحقتها أشعة الميلتداونر.

إينوّي فوكس كانت تتراجع وهي تلوح بسيف الضوء، لكنها لم تصد أو تقطع الأشعة فعلاً. أكثر ما استطاعت فعله هو تقطيع كومات الصناديق والحاويات في المنطقة بحيث تخترق الميلتداونر هذه الأشياء وتنحرف قليلاً عن مسارها.

«هَيي، ما بكم!؟ أنفدت حيلكِم يا فرقة الإعدام!؟ المحققة كانت أفضل من هذا. أروني شيئاً لا أتوقعه هنا. ألستم قمة العدالة في هذه المدينة!!»

ربما يكون [الدرع الدوّار] قادرًا حتى على صد الميلتداونر، لكن من ناحية أخرى، هذا كان أقصاه.

لأن تلك الفتاة لم تستطع الهجوم فعليًا، أمكنهم تجاهلها في الوقت الحالي.

ستقتل أيتم الثلاثة الأخريات أولاً ثم تتعامل مع المدافعة تاناكا جاكال ما إن تبقى وحيدة. وربما يقضون وقتهم يختبرون عليها أنواع الهجمات التي تعمل، مثل تجميدها أو دفنها حية.

وَجّهت موغينو كفها إلى الأمام وأطلقت مزيدًا من أشعة الميلتداونر الوحشية وهي تسخر. قد تَجلى منها جانبها المحب للمعارك بالكامل.

«أجميعكم من المستوى 3؟ أو ربما 4؟ ...لا تضحكوني يا مدّعي النخبة. أحسبتم حقاً أن هذا يكفي لهزيمة مستوى 5؟!»

بينما كانت موغينو توقف إينوّي فوكس وساتو لِكيون، كانت فريندا حرة في إطلاق متفجرات للأعلى.

انهارت المزيد من أكوام الحاويات وتضررت حتى العوارض الفولاذية بالقرب من السقف.

تردد صوت نقرة لسان عالية من هناك.

يامادا كويوتي وتاناكا جاكال قفزتا بمهارة من الحاويات والصناديق لتصلا إلى الأرض المجمدة.

وهذا جعلهما في خطر الاستهداف من قبل ميلتداونر.

تجمعت فرقة الإعدام تدريجيًا في موقعٍ واحد.

أكانوا يَتحمون وراء [درع دوّار] بتاناكا جاكال؟

لكن إذا تقدمت تاناكا جاكال لحماية الآخرين، فستُثبّت في موقعها هذا. ثم ربما تهاجمها فريندا أو كينوهاتا من الجانب لتقضيا على عضو من فرقة الإعدام الججمنت.

وحينما استعدّت موغينو لإطلاق الأشعة، صرخت تاكيتسوبو من السقف وبدت مذعورة.

«انتظري يا موغينو!!»

أكثر من ذلك، فتاة البدلة الرياضية —التي ما كانت رياضية ولا بمقاتلة— قفزت من العوارض المعدنية إلى هرم الحاويات ثم إلى الأرض المجمدة.

لكنها تأخرت لحظة.


«[سَيّافٌ ضوئي] — مصدر الضوء تفعيل.
[قنبلة الضخ] — الطاقة الخارجية استلام.
[ضربةٌ تامّة] — حُدِّدَ الهدف.
[درعٌ دوّار] — وُضِعت الحماية من الحرارة وموجات الصدمة.
اكتمل التسلسل — اكتمل الفحص النهائي.»


وحينها، تحدثت إينوّي فوكس هامِسةً. وأنهت.

رفعت رأسها وصوتها.

«استعدوا!! بدء الهجوم الليزري الدفاعي الاستراتيجي مُدَمِّر الكويكبات!!!»

  • الجزء 11

ملأ الضوء العالم.

  • الجزء 12

هذا أضر بأكثر من مجرد كومة من الحاويات.

اخترق شعاع ضخم عبر مستودع الطعام الاحتياطي بأكمله، حفر حفرة دائرية في الجدار الخارجي، وفجر مبنيين حكوميين في الحي الإداري. وما لم يقم جميع موظفي الحكومة بإغلاق متاجرهم لتجنب العمل الإضافي، فلا وسيلة لتعرف عدد الذين ماتوا الآن.

ما كانت الرائحة رائحة صدأ معتادة.

وحتى رائحة المعدن الحارقة ملأت الهواء المتجمد.

بالكاد تجنبتها موغينو.

لكنها طارت عبر الهواء وخَبَط ظهرها بحاوية منهارة فسقطت على الأرض المتجمدة... ولم تتحرك.

كل هذا حصل دون أن تضربها ضربة مباشرة.

«هناك قِلّة من المستوى 5، ولا واحدة منا منهم. ولوحدنا، لن نقدر أبدًا على هزيمة موغينو شيزوري.»

إينوّي فوكس، ذاتُ الزي الأبيض العسكري الذي يرمز إلى العدالة، عرضت أسنانها الدموية بابتسامة ساخرة.

كانت قائدة فريق التنظيف الاستثنائي الخاص الذي كسب قوته بهذا العمل.

«ولكن الحكاية تختلف إذا عملنا معًا. قوتنا المجتمعة أعظم بكثير!!»

قد قلب هجومهم المضاد الساحة كلها.

انضم الأبطال لشن هجوم جماعي.

تمامًا كما في قصص الأطفال الأخلاقية.

«بفف هَهَهَه. أيتم ليسوا بالضعفاء، لكنكم لا تَقدرون العمل معًا. قتالكم ليس إلا قتال كريهين لأجل أنفسهم. هَهَهَهَه! ولكن هذا جزاء الحمقى الذين اختاروا طريق الشر. لن تقدروا علينا إذا جمعنا قوتنا بالحب والشجاعة!!»

«!»

«كان أجدر بكم العمل معًا نحو هدفٍ عادل. على أي حال، لا أعتقد أننا سنرىٰ عملاً جماعيًا أكثر منكم.»

«تش! في النهاية، لا يهمني كلام المحترفون القتلة. سنجد طريقة لقلب هذا. تاكيتسوبو!!»

قد فقدوا موغينو.

ما رغبوا في تخيل مدى انخفاض قوة أيتم بعد هذا.

ولكن فقدان القائدة ذو المستوى 5 لا يعني نهاية المعركة.

حتى في حرارة -40، شعرت كينوهاتا برعشة حادة تسري في عمودها الفقري. لكن تاكيتسوبو بقيت هادئة حتى الآن.

ثم تحدثت فجأة.

«لماذا لا يطلقون شعاعًا ثانيًا؟»

«!؟»

إن كان لديهم بطاقة سرية أقوى من ميلتداونر موغينو، فلما لا يطلقونها مرارًا وتكرارًا؟ لن يكون لأيتم فرصة إذا بقوا خارج مستودع الطعام الاحتياطي وملأوه بالثقوب.

ولكنهم لم يفعلوا.

لماذا؟

أوجدت العدالة قيمةً في مواجهة الأشرار مباشرة؟

أكان عليهم قتل الأهداف بشكلٍ يترك الجثة حتى يؤكدوا القتلة؟

لا...

«هناك سبب يجعلهم يحفظون تلك البطاقة ولماذا لا يمكنهم استخدامها مرارًا.»

كانت تاكيتسوبو واثقة. لم تنوي قبول الهزيمة.

«على الأقل أحدهم يحتاج وقتاً بين الطلقات، ربما للشحن أو التبريد. من بين فرقة الإعدام هي النواة الحقيقية.»

«تشه» ما أتت نقرة اللسان هذه من أيتم.

فرقة الإعدام الأخيار بدأوا التحرك.

«لِكيون، يستهدفوننا! كيف عساي الآن أحصل على درجاتٍ عالية؟!»

«لا يهم. ما إن أتحكم في تنفسي، وأطرد ثاني أكسيد الكربون القذر من دمي، وأركز مرة أخرى، عندها سنُنهيهم بطلقةٍ ثانية. ادعموني حتى أكمل الشحن.»

اتخذت إحدى العكسريات ذات الزي الأبيض، يامادا كويوتي، موقعًا لحراسة ساتو لِكيون بينما تشحن ووجّهت بندقيتها الخفيفة نحو شخصٍ واحد خاصةً.

نحو موغينو المنهارة والمغشية.

ضربةٌ مباشرة ستكون قاتلة.

(حيل سيء!!)

«لا تقلقي، كينوهاتا.»

لاحظت ساتو لِكيون —التي يمكنها تحويل الإلكترونيات إلى قنابل— قبل أن تلاحظ داعمتهم في الاستهداف ونظرت بهلع.

«فوكس! ارجعي!!»

فات الأوان حينها.

في الواقع، ستكون النتيجة نفسها حتى لو فجرتها فوراً.

قد انتهت تاكيتسوبو سلفاً.

خرجت صرخةٌ عظيمة.

سقطت حاوية من رافعة السقف من ارتفاع خمسة أو ستة طوابق، ففصلت المغشية موغينو عن فرقة الإعدام.

انفجرت من الداخل وانتشر انفجار أبيض.

الصقيع المغطي للأرض ارتفع في الهواء دفعة واحدة.

وانهارت أكوام من الصناديق المحيطة أكثر صوبها.

«كينوهاتا!»

«اسحبي موغينو لمكان آمن وأوقفي نزيفها. في النهاية، جرحها لن يتجمد لوحده!!»

«ورطة! حيل ورطة!»

لعنت كينوهاتا في نفسِها، لكنها لم تستطع ترك موغينو وحدها. نَشّطت الأوفينس آرمر، ومدت ذراعيها تحت ذراعي موغينو من الخلف وسحبتها.

ما كانت سريعة كفاية.

وَمَضت أضواء ساطعة في عدة خطوط مستقيمة.

كانت قدرة إينوي فوكس، سَيّافٌ ضوئي، قد قطعت العوائق مخترقة.

ما استمر تعافي فريندا وتاكيتسوبو أكثر من 10 ثوانٍ.

«تشه.»

نقرت فريندا لسانها وأخذت خطوة للأمام.

لباسها البونشو الرقيق رفرف في الهواء البارد بدرجة -40، ورمت قنبلة دون دبوس.

«كينوهاتا، استمري في الرجعة. في النهاية، سأكسب لكِ وقتا!!»

ابتسمت إينوّي فوكس، قائدة العكسريات ذوو الزي الأبيض، وهي تهمس باسم.

«لِكيون.»

«مفهوم.»

فتاة البشرة البنية الكاعِب والجديلة الفضية قَبّلت بطارية هاتف ورمتها في الهواء.

اصطدمت القنبلتان في الهواء.

ثم انفجرتا.

«غياه!؟»

الانفجار القريب الصادم أصرخ فريندا وطَيّرها.

ثم سقطت هي كذلك على الأرض.

لابد أن بشرتها الآن تتجمد في الأرض الباردة، لكنها لم تتحرك.

تعلم كينوهاتا أنها لا يجب أن تظهر قلقها، لكنها شعرت بهَمٍّ يربط قلبها.

«اك!!»

موغينو شيزوري وفريندا سَيفِلن.

بقدر ما كانت قوتها لا بشرية، لن تقدر كينوهاتا على حماية الفتاتين المغيشتين في نفس الوقت. فكانتا بعيدتين أقصى ما يكون.

و...

«اعذريني.»

في جمود أيتم تلك اللحظة القصيرة، اقتربت إينوّي فوكس مباشرة من تاكيتسوبو ووضعت [سَيّافُها الضوئي] بجانب حنجرتها.

كانوا على بُعد 10 أمتار — بعيد جدًا عن كينوهاتا لتقطعها في خطوة واحدة حتى مع الأوفينس آرمر. ولو زادت قوة ساقها كبيراً، لعلّها تكسر الأرض.

«عمدًا كانت أم بغير قصد، لن نتسامح أبدًا مع أي متورط في مقتل أحد الجَجْمنت. لو كنتم هناك ولكم قدرةٌ في اتخاذ الخيار، كان أجدر عليكم إنقاذها. مهما كان.»

تحدثت إينوّي فوكس بهدوء، بهدوءٍ يرُنّ في النَفْسِ خوفاً.

«فنأخذ إذن بحياتنا وعدالتنا ونرد لكم جميل الإحسان.»

هكذا عاشوا.

هكذا خيرهم.

علىٰ أن عملهم كان قتل الغير، إلا أن أنهم أيضاً استخدموا قدراتهم لإنقاذ الغير. وفي النهاية، زادوا من قوتهم إلى درجة يطاردون فيها الأشرار هكذا.

ابتسمت قائدة العدالة وتحدثت.

«الآن! موغينو شيزوري أم تاكيتسوبو ريكو؟! أيهما تخبرك قواعد الأشرار بإنقاذه؟!»

«ااكك.»

كينوهاتا يمكنها التحرك بخفة أكبر إذا تركت موغينو.

افترضت فرقة الإعدام أن كينوهاتا لا تستطيع الحراك سريعًا أثناء سحب الفتاة المغشية وبالتالي افترضت أنهم في مسافة آمنة، لعلها تكون في هذه الحالة قادرة على شن هجوم مضاد.

شكت في قدرتها على هزيمة فرقة الإعدام بأكملها في وقت واحد.

ولكن إذا استطاعت احتجاز واحدة فقط منهم رهينة، لعلها تفاوضهم من موضعٍ مكافئ. بفقدان واحدة من أربع، لن يقدروا على إطلاق هجوم ليزري دفاعي استراتيجي مدمر للكويكبات ثاني.

(لا تفكري.)

موغينو شيزوري.

تاكيتسوبو ريكو.

فريندا سَيفِلن.

(حيل لا تفكري!! لا تفكر في إمكانية فقدان واحدة! عليك أن تمنعي الطلقة الثانية الخارقة مهما كان!! وإلا، سنتدمر أربعتنا دون فرصة للتفاوض!!!)

كانت تعلم ذلك.

فهمت كل شيء.

ومع هذا...

«...أقدر.»

خرج صوتها الرقيق من شفتين ترتجف.

ما زالت تحمل جسد موغينو الخائر.

وتحدثت بكلمات لم تتوقعها نفسها.

«لا أقدر... لا أقدر على خيانة أحد الأيتم.»

كانت مَدينةً لأيتم لأنها حَيّتها.

لو لم يهجموا على ذاك المعمل لأجل وظيفةٍ ما، لو لم يتلاعبوا بجهاز النوم البارد نزوةً؛ لما عاشت كينوهاتا حياةً خارجية.

ذلك أوداها إلى كل ما يعتبره الإنسان مُسَلّمات.

كانت تعي أن لأيتم أسبابهم لما فعلوه، أرادوا إسبراً دفاعي على مستوى عالٍ لحماية تاكيتسوبو التي لا تستطيع القتال وحيدة. ربما كان هذا السبب الوحيد الذي جعلهم يستضيفونها.

لكن هذا لا يغير حقيقة أنهم أنقذوها.

«غبية.»

رفضت يامادا كويوتي الفكرة بكلمةٍ فقط.

تلفظت فتاة الزي الأبيض الغير مهتمة كلماتها.

«أيا مسكينة. إذا لم تنوي إنقاذ أيٍّ منهما، فعلى الأقل خونيهم جميعًا واهربي وحيدة. فأنتم أيها الأشرار يمكنكم اتخاذ قرارات ما عسانا نتخذها.»

«فِعلٌ واحد جيد لا تلغي كل خطايا الكريهين الماضية.»

«في الواقع، لا أراه فعلًا جيدًا حتى. درجاتك لا تزال صفر. لا أدري لمَ تعاطفي هذا القدر عليهم، لكن حماية مجرمٍ نسميها "إيواءً" وهي جريمة.»

(تباً.)

تمنت كينوهاتا لو كانت هي الرهينة.

(تبا! تبا!! حيل تباً!!!)

حينها يمكن لأعضاء الفريق الثلاثة الأصليين خيانتها والفرار. كان يمكنها أن ترد دينهم بهذه الطريقة، فكيف انقلبت هكذا!؟


—‹‹إذن، كيف وجدتِ طعم الحرية الأول؟››


بعد أن حررت موغينو كينوهاتا من ذلك المختبر اللعين، سألتها هذا بابتسامة شريرة.

كان لأيتم سببٌ محسوب لحاجتها. فَهِمت هذا، لكنهم أرادوها على أي حال.


—‹‹كينوهاتا. في النهاية، هل جُرِحتِ؟››


بعد تدمير الكازينو غير القانوني، تحدثت فريندا إليها وضحكا معًا.

شعرت بأنها لا تقهر.

لكنها لم تكن.

عندما جاء الوقت، سُلِب منها كل شيء بسهولة.

داس العدل على الشر.

(لقد حرروني وهكذا أجزيهم؟ أهذا أقصى حرية يمكن أن يأمل فيها الشرير؟ أحُكِم علينا أن نُداس ونُستغل عند العدالة؟)

«أنتم مجرمون خرجتم عن القوانين التي أنشأت للحفاظ على سلامة الجميع، وجميعًا نعلم أنه لا يمكنكم الوفاء بوعودكم وقوانينكم. ولو كنتم غير ذلك، فلماذا كسرتم القانون أول الأمر؟» سخرت إينوّي فوكس. «الموت الموت.»

تشوشت رؤية كينوهاتا.

لم تفهم.

لاحظت فقط الدموع تسيل على خديها وهي تصرخ عاليا وتقول:

«ولماذا قد يهم قولكم هذا؟! لن أخون الذين اعتبرتهم عائلةً لي. هذا الشيء الوحيد الذي لن أفعله جدًا أبدًا!!!»

حتى مع سيف الضوء يلامس حنجرتها، ابتسمت تاكيتسوبو قليلاً.

ابتسمت لكينوهاتا.

علىٰ أن تردد كينوهاتا بطريقة ما كان يحكم عليها بالموت.

لكنها فعلت ذلك على أي حال.

«[سَيّافٌ ضوئي] — مصدر الضوء تفعيل. [قنبلة الضخ] — الطاقة الخارجية استلام. [ضربةٌ تامّة] — حُدِّدَ الهدف. [درعٌ دوّار] — وُضِعت الحماية من الحرارة وموجات الصدمة. اكتمل التسلسل — اكتمل الفحص النهائي.»

اختفى سيف الضوء من على حنجرة تاكيتسوبو.

لا، الآن كان هذا الكف مُوَجّها صوب كينوهاتا.

«الهجوم الليزري الدفاعي الاستراتيجي مدمر الكويكبات جاهز. هَهَهَه! يا غبية!! لم تستطيعي حتى اتخاذ قرار. هذه جريمة، تمامًا كما بدأ كل هذا! لذا ولحماية العدالة، سنطلق الطلقة الثانية للقضاء عليكِ وموغينو شيزوري. وبذهابكما، سنسحق هاتين بسهولة وندمرهما!! العدل ماحي وقاضي دائمًا على الأشرار!! هذا عملنا نحن فرع الجَجْمنت 000 — فريق التنظيف الاستثنائي الخاص!!!»

وَمَضَ ضوء.

بدأ التنظيف بعد قرارٍ خاطئ.

(تباً. وحيل ما قدرت حتى أن أعيد فيلم لحظاتٍ زُرقة في السينما.)

كينوهاتا ضمت زعيمتها دون داعٍ بينما طاف هذا الفكر في ذهنها.

وفي تلك اللحظة الأخيرة، تحركت شفاه تاكيتسوبو قليلاً.

تحدثت بابتسامة واثقة.

«ها هي.»

لا.

أحدُ أقدم أعضاء أيتم لم تكن تبتسم من باب الاستسلام.

«ها...»

سمعت كينوهاتا ضحكةً لا تصدق.

أتت من بين ذراعيها.

مع حركةٍ.

«أعجبتني نظرتك يا أختي الصغيرة.»

موغينو شيزوري.

لا تزال عاجزة عن الوقوف، لكن زعيمة الأيتم رفعت يدها بابتسامة محارب.

تطايرت قطرات واضحة من عيني كينوهاتا.

وبعد لحظة...

  • الجزء 13

الهجوم الليزري الدفاعي الاستراتيجي مُدَمِّر الكويكبات ضد ميلتداونر.

الخير والشر اصطدما مباشرة.

  • الجزء 14

انضغط الانفجار المتفجر والْتَوَى وميض الضوء.

بلحظة فقط، شعرت كينوهاتا بالعدمية الكاملة.

كان إحساسًا غريبًا بالطفو.

ولكن الوقت مَرّ كما هو.

سمعت أزيزاً جافاً.

ولم تكن تتخيله.

كان صوت حرق الجلد عن سطح كف يدٍ ممدة.

ما كان هجوم فرقة الإعدام الججمنت [الهجوم الليزري الدفاعي الاستراتيجي مدمر الكويكبات] مسؤولاً. كان ميلتداونر موغينو قويًا كفاية حتى دَمّر جسدها.

بعبارة أخرى، فقدت السيطرة.

«موغي—»

«مُثير.»

في تناقض تام مع وجه كينوهاتا الباهت، كانت موغينو مهووسة المعارك تبتسم ابتسامةً وحشية.

لابد أنها شعرت بالألم.

لابد أنها شعرت بالخوف المختلف عن أن تُفَجّر أو تقتل دفعةً واحدة.

لكن.

لم تهتم.

«هاجمتم أختي وأبكيتموها. آمل أنكم لا تتوقعون موتاً سريعًا يخلو من الألم. جهزوا حالكم لأنني سأذوقكم الجحيييييييييييييييييييييم!!!»

تشققت وانفصلت أظافر موغينو المعتنى فيها بمثالية.

زادت شدة الضوء.


«بصفتي ممثلة الفصل، أسمع الكثير من مشاكل الناس. لذلك إذا كنتِ في مشكلة عويصة، تعالي إليّ. سأفعل المستحيل لأساعدك


فجأة، تذكرت موغينو تلك الكلمات.

كلمات فتاة أخرى قد اعتبرتها شقيقتها لو لم تتصادما في ظلمات المدينة.


«يومًا ما، سأنقذك من الظلام.»


صاحت موغينو بشدة من بطنها أكثر من رئتيها.

قد تعبت من هذا.

لم ترغب أبدًا في رؤية وجه مألوف يبهت ويفقد لونه ويتلاشى من عينيه الضوء.

واختارت أن تؤمن.

كانت مستوى 5. كانت ميلتداونر.

لا بد أن تلك المحققة قد اكتشفت سالفاً أن موغينو تمتلك القوة اللازمة لتجنب أسوأ نهاية ممكنة.


«لا أعرف ما العالم الذي تورطتِ فيه! لكن أعلم أن عندك أمرٌ ما يحدث خارج المدرسة، وإني أُخمن أنه ليس شيئًا مسالمًا مثل العمل بدوام جزئي في متجرٍ ما بعد المدرسة.»


انفجر انفجار حاد.

مباشرة من خلف كينوهاتا.

الضوء والإلكترونات. كلاهما دخل في حالةٍ متوترة لا يمكن السيطرة عليها. كما لو كان يهرب من الضغط الكبير، تحرك [الهجوم الليزري الدفاعي الاستراتيجي مدمر الكويكبات] في الاتجاه الخطأ، فدمر هرم الحاويات واخترق جدار مستودع الوجبات الاحتياطية خارجًا.

في الوقت نفسه، انطلق الشعاع الضخم مباشرة إلى الأمام.

ربضت تاكيتسوبو لأسفل عند الأرض المتجمدة لتحمي نفسها. كانت إزالة شفرة [السياف الضوئي] من حنجرة فتاة البدلة الرياضية خطأً فادحًا. أمكن لإينوّي فوكس أن تطلق هجومهم الليزري بعد أن تقطع حنجرة فتاة البدلة. أو ربما كانت هذه فكرةً شريرة لن تفكر بها العدالة.

انطلق الشعاع وحرق الهواء.

لم يبتلع الهجوم الشعاعي جسم إينوي فوكس العلوي، ولكن ربما ببساطة لأن موغينو كانت حَرّفته عمدًا.

ومع ذلك، تسببت الحرارة الشديدة في توسيع الهواء وضربت موجة الصدمة فتاة الزي الأبيض العسكري.

طارت لتدور في الهواء.

هذا كان ميلتداونر.

هذه كانت أَحَدُ سَبعةِ الْمُسَتَوىٰ 5 في المدينة الأكاديمية.

ساتو لِكيون نشرت ذراعيها لتمسك إينوّي فوكس قبل أن تصطدم بالأرض المتجمدة، فدُفعت إلى أسفل معها. ضربت الصندوق تاناكا جاكال فأسقطتها. نظرت يامادا كويوتي بين زملائها الساقطين والمخرج قبل أن تنهار على الأرض مع بندقيتها الصغيرة العريضة في قبضتها.

وفي مرحلة ما، عادت فريندا للوقوف على قدميها.

كانت تعبةً والكدمات تغطيها، لكنها لا تزال قادرة على الوقوف.

ضربت خلف رأس الفتاة بحافة مُفجّرٍ أثقل من الهاتف.

«هِه. في النهاية، أعطيني فرصة لأشارك.»

قامت تاكيتسوبو من الأرض المتجمدة.

ابتسمت فريندا وانضمت إلى تاكيتسوبو وهما تتقدمان نحو كينوهاتا.

تساءلت كينوهاتا عن تعابير وجهِها.

لم تهتم بالبحث عن مرآة.

ولا تزال في ذراعيها، رفضت موغينو أن تنظر إليها لسبب ما.

ثم لفت القائدة وجهها ورفعت كفها.

«...»

كانت طائفة العلوم من قتلت فتاة الجَجْمنت.

(أنتِ...)

كانت الأيتم والأحرار من قتل الدمى السادية.

(...ميتة...)

وكانت أيتم من أباد الأحرار.

(...لا محا...)

و.

وكانت أيتم أيضًا من قتلت المحققة شيراتوري أوكيبي التي اكتشفت حقيقة القضية وكشف عن وجود فرقة الإعدام.

«تشه.»

فتحت موغينو فمها وتلاشى الضوء ببطء من كفها.

‹‹عمدًا كانت أم بغير قصد، لن نتسامح أبدًا مع أي متورط في مقتل أحد الجَجْمنت. لو كنتم هناك ولكم قدرةٌ في اتخاذ الخيار، كان أجدر عليكم إنقاذها. مهما كان.››

تذكر كلمات إينوّي فوكس.

كمعظم الحالات الأخرى، وصل الأمر إلى هذا.

‹‹فنأخذ إذن بحياتنا وعدالتنا ونرد لكم جميل الإحسان.››

هل اتخذت هذا الخيار لأن كينوهاتا أمسكت برفقٍ رسغها للتو قبل أن ترمي الشعاع؟

أم كانت ذكرياتها لممثلة الفصل؟

تلفظت القائدة كلماتها بحنق.

«إذن ما لنا سببٌ لقتلكم. ليس لنا علاقة بكم وبعدالتكم الكريهة.»

  • ما بين الطسور 3

لم يعرف أحد بوجود فرع الجَجْمنت 000 وكان وجود فرقة التنظيف الاستثنائي الخاص مخفيًا تمامًا.

ولكن بفضل هذا، تم اعتبارهم فقط أعضاءً عاديين في الججمنت حسب السجلات الرسمية.

انتشرت أخبار هزيمتهم سريعًا عبر أجهزة الراديو التابعة للججمنت.

أُجبِرَت ياماغامي إيرينا والطالبان الكبيران (سينباي) في الججمنت على النهوض في منتصف الليل.

هذا يعني أن هناك جانياً وراء هذا.

«هيّا بنا، إيرينا-تشان و أومي!!»

«لحظة» قال شخص.

لكن بدلاً من إيرينا ياماغامي الخجولة المعتادة، جاء ذلك من ياناغيساكو أومي التي كانت دائمًا في الخطوط الأمامية.

الحقائق والمشاهد التي لا يعرفها طالب عادي ارتدت في عقلها.

كان هذا كافيًا لها.

لقد قُتِلَت صديقتها بلا رحمة من قبل طائفة علمية وزملاؤها المهذبون المستقيمون الذين قاموا نصف الليل لنداءٍ طارئ لصديقة هُزِموا بلا رحمة. كان المجرم مجهولاً تمامًا.

أكان هذا الواقع؟

ماذا حدث لعدالة هذه المدينة؟

«ألطالما كان الججمنت وظيفة بلا مكافأة؟» سألت ياناغيساكو أومي، وهي ترتعد ووجهها شاحب. وتجهل تمامًا الحقيقة. «مَي. لا أقدر. اكتفيت من هذا العمل.» [7]

(صفحة المجلد)

<<الفصل السابق                        الفصل التالي>>

تعليقات (0)