الفصل الثاني: حَبَّةٌ سَوْداء، ثَلْجَةٌ بَيْضاء. — و_وَرْدَةٌ_حَمْراء.
(إعدادات القراءة)
انتقال بين الأجزاء
- الجزء 1
الفتاة بدت وكأنها في العاشرة من عمرها تقريبًا.
لربما كان صعبًا أن تعرف بوجود سقف صالة الألعاب (الآركيد) في منطقة التسوق، ولكن الثلج كان يتساقط في الخارج. ومع برد القارس في منتصف الشتاء إلا أنه لم يكفي أن يمنع الفتاة من التهام كرتي الآيس كريم فوق مخروط البسكويت في يدها.
«قضم، قضم»
«.....لمَ دائمًا آخرتي أعتني بأطفال كهذه؟»
الشاب الجانح هامازورا شياغي وفي عيناه نظرة للبعيد، رغم أنه ما كان من أحدٍ يلومه سوى نفسه. هذه الفتاة الصغيرة التي ترتدي فقط قطعة قماش حمراء متهدلة حول صدرها المسطح كانت تقريبًا ضمانًا للوقوع في المشاكل.
هما الآن في الحي الأكاديمي 13، حيث تتركز المدارس الابتدائية في مدينة الأكاديمية. كانت هذه منطقة التسوق الواقعة على الطرف الشرقي البعيد للمنطقة، والتي يُشار إليها غالبًا بـ"طريق الوجبات الخفيفة بعد المدرسة". تجمّع الأطفال هناك حتى وإن لم يكن في طريق رجوعهم لمنازلهم، مما جعل من المنطقة تُعرف بهذا الاسم. لوْلا عطلة الشتاء، لكان معلمو الرياضة المتحمسون يجوبون المنطقة في دورياتهم.
(لا أرى مشكلة مباشرة. وأصلا ربما يُظهر هذا مدى السلام الذي تنعم به هذه المنطقة، فحتى لفتاةٍ شبه عارية بقطعة قماش رقيقة تغطيها أن تتجول دون خوف.)
لم يُرِد حتى أن يفكر في احتمال أن هذه قد تكون أحدث الهَبّات (صيحات الموضى). على الأقل، لم يرَ قط طفلة من أهل الوطن تلبس ذاك اللبس وتزعج من حولها تقول "ماما نويل بتنورة قصيرة!!" أمام المخابز بأسئلة محيرة محاولةً اكتشاف سر الزلاجة الطائرة التي تتجاوز رادارات الجيوش المتقدمة.
رفع بصره إلى السماء ورأى درون توصيل طعام تحمل صندوقًا بمخالب تشبه أرجل السلطعون. تساءل للحظة عما إذا كانت تحمل كعكة أو ديكًا روميًا قبل أن يعود إلى الموضوع الرئيسي.
«ربما أسأل فريميا لاحقًا. عموما، ما الذي أخّرها؟»
ذلك الشاب الجانح كان صبيًا يأوي قطة ضالة في يومٍ ماطر، لذلك كان لديه صديقةٌ صغيرة في هذه المنطقة. في الواقع، السبب الوحيد لوجوده هنا كان لإحضار زجاجة مشروب ذهبي فوّار مكتوب عليه بوضوح "غير كحولي" (وكان أغلى من البيرة غير الكحولية) لصديقته فريميا سَيْفلن، حيث رفض البائع بيعها لتلميذة مثلها في الابتدائية. أراد إيصال هذا العنصر الاحتفالي للفتاة المتجهمة حتى يرتاح من عمله. وليس أنه كان مهتمًا بروح الكرسماس. كلا، إنما أراد فقط أن يقضي وقته مع عشيقته بعدة طرق وهي تجلس بلا حراك في الكوتاتسو. والأسلوب التقليدي أن يحتضنها من الخلف متاحٌ دائمًا، لكنه فكر أيضًا في أن يتحول إلى طور الغواصة بأن يدخل رأسه من الجانب الآخر للكوتاتسو!!
لكن فتاة الفستان الأبيض المحبوك الواقفة جوار هامازورا تنهدت وهي تبدو أكثر ضِيقًا منه. لم يكن ذكيًا كفاية لأن يعرف ما تفكر فيه الفتاة من مجرد نظرة، لكنه خَمَّن أنها وجدت دوناتها فائقة الحلاوة (والمُعدة خصيصًا للعديد من تلاميذ المرحلة الابتدائية في المنطقة 13) أكثر حلاوة مما تستطيع.
كان اسمها كينوهاتا ساياي.
كانت إسبرةً من المستوى الرابع وكانت في الجانب المظلم من مدينة الأكاديمية أقدم منه.
نظر نظرة سريعة على ساقيها العاريتين الممتدتين من أسفل فستانها القصير.
«هل صار الناس مهووسين بكشف البشرة على أنها دليل للصحة وأنا لا أدري؟ صارت هَبّة؟؟»
«ما بالك تنظر وأنت ترمي علي هذه التخيلات الأسطورية؟ تابع النظر وسأجعلك تدفع الثمن حرفيا. وقبلما تبدأ تطرح أفكار سخيفة مثل حمام شمس عاري في هواء ديسمبر البارد، لما لا تفكر ولو شوي في كيف ستؤثر هذه الأسئلة على حياتك، ها يا هامازورا؟ صح أنها قالت "لا أمانع"، لكني أحس أن بنت البدلة الرياضية البلاتعبيرات ذيك ستغار غيرة ما وراها غيرة»
«اعع~~»
«إن كان هذا كل ما عندك، فإحساسك الباقي حَيل شحيح. [1] إن كان ودّك تستمتع بنزاعات الأحبة هذه في عطلة العُشاق، فهذا شأنك، ولكن يا ويلك تجرني معك. ما هي بمسألة مستويات—تاكيتسوبو-سان ببساطة محال أن تتنبئ بها وهي غاضبة»
بدت كينوهاتا مرتاحة البال غير مكترثة، لكنها في الواقع كانت تراقب النوافذ والأعمدة الفولاذية حولها. ليس من قلقها بشأن شعرها أو ملابسها، بل كان أسلوبًا احترافيًا تراقب فيه النقاط العمياء دون الحاجة إلى تحريك رأسها أو عينيها كثيرًا.
كان الحذر واجبًا في تلك اللحظة.
فعلى ما يبدو، كان الجانب المظلم قد تعرض لصدمةٍ قويةٍ في الصميم.
(الآن، هل ستنجح تلك التنظيفات نهاية العام؟ طالما هناك طرق غير شرعية للربح، سيظهر الظلام دائمًا. الناس يحبون التسعير على كل شيء، وستبدأ الدورة السلبية من جديد ما إن يحتاج الناس التمويل ليهربوا ومخابئ ليحتموا من الفوضى اللاحقة. قد يهتف الأثرياء بالعدالة عبر مكبرات الصوت كما يشاؤون، لكن السوق السوداء لن تختفي طالما كان الناس بحاجة إليها للبقاء أحياء).
«مم»
أخذت الفتاة الصغيرة بلسانها الصغير تلعق الحليب الساقط على إبهامها أثناء حملها مخروط بسكويت الشوكولاتة. يبدو أن هناك لعبة واقعٍ معزز (AR) كانت تقيم حدثًا خاصًا بالكرسماس؛ لأن الأطفال كانوا متجمعين حول مناطق تبدو فارغة وهم يحملون هواتفهم مما جعل من المشهد يبدو كطقوس غريبة. لكن تلك الفتاة الصغيرة لم تُبدي أي اهتمام بمشاركتهم (ولا حتى طلاب الجامعة أولئك من كانوا يقلدون الأطفال)، بل كانت تحدق فيهم بعينين خاويتين.
«أحببت هذه المدينة،» قالت من قريب. «الجميع عنده طعام يأكلونه وغرفة دافئة يرجعون إليها، ولهم أن يستمتعوا بهذه الليلة المقدسة ويعتبرونها مشهدًا جميل. الناس هنا لهم عيشةٌ طيّبة. رغم أن المدينة الشتوية كانت يومًا رمزًا للخوف؛ أشد رعبًا من الجثث، حيث كان البرد القاسي والرهيب يتسلل عبر الثلوج ليصل إلى كل زاوية وركن سواء في الداخل أو الخارج. فقط انظر إلى الجوع في قصة القديس نيكولاس أو البرد القارس في قصة فتاة الكبريت الصغيرة»
«......كما تقولين»
كثيرٌ من الأطفال في مثل عمرها يحبون الكلام. فهل قرأت مؤخرًا مجموعة من القصص الخيالية القاسية أو كتابًا عن كسب المال من خلال تدمير أحلام الناس؟
تابعت دون أن تكترث لنظرات الآخرين.
«لذا آسفة على كلامي لكن هذه المدينة ستعود قريبًا إلى شتاءٍ مميتٍ حقيقي. عندما تنتهي من يومٍ سيئ، قد ترغب في نومٍ يَحمل عنك آلام اليوم ويَحمل لك آمال الغد، لكن هناك أوقات ربما لن تستيقظ فيها للصباح التالي. الناس يموتون بسهولة. لكن هكذا حال البشر، ولا ذنب لك»
«.......؟»
غريب.
بدأت الفتاة الصغيرة تهمهم ومعها الهاتف.
«همْ همهم، همْ همهم، همْ همْ همممۤ. طيّب، طيّب. يبدو أن كل الناس في كل البقاع الذين جعلتهم يعيدون كتابة الأوراق لإخفاء شركتي الوهمية عن الأنظار قد ماتوا الآن»
وكأنك انحنيت لتشم زهرةً جميلة فتجد نوعًا جديدًا غريبًا من السعاريف أمام وجهك تحدّق.
لم يستطع قراءة المشاعر في عيني الفتاة الصغيرة.
كان هناك شيء كثيف يكمن في الأعماق.
شقّت ابتسامة على شكل هلال وجهها بينما رفعت رأسها عن الشاشة.
«كيف حال تاكيتسوبو ريكو؟»
«م-ماذا؟ ما الذي تقولينه؟»
«أعتذر، أعتذر حقًا. فذلك خطئي من الأساس. ليس وأنني أتوقع منك أن تفهم حتى لو ذكرتُ اسم المحتالة السيدة حوروس. ولأنني لا أملك طريقة لأثبت بها ما حدث بشكلٍ موضوعي، فمن واجبي أن أتحمل غضبك وكُرهك»
اندفع اسمٌ إلى ذهن هامازورا شياغي.
نعم، لم يعرف سوى اسمها.
تلك الشخصية التي أغرت عشيقته بكلماتٍ معسولة، وسيطرت على جسدها، واستخدمتها كأداة سهلٌ التخلص منها. كان يعرف القليل جدًا عن ذلك العدو المقيت.
«آنّا..»
أخيرا، وجد الشاب الجانح العادي عدوّه.
وجد تلك الشخصية الغامضة التي توارت في أعماق الجانب السحري، وربما كانت أكثر خفاءً حتى من آلهة السحر.
فهل يمكن أن تكون هي حقًا؟
«آنا سبرنجل!!!؟؟؟»
الشخصية الغريبة التي اتخذت شكل فتاةٍ صغيرة لم تعد تنظر إليه حتى.
كانت تمسك بقطعة القماش الرقيقة في يد ومخروط الآيس كريم في اليد الأخرى.
وبيديها مشغولتين، استدارت لتنظر في اتجاه مختلف تمامًا.
«وأعتذر لك مجددًا. إن كنتُ أود أن أستمتع وأمرح، فَلهُم الأولوية»
طرقق!! صدى صوتٌ معدني ثقيل أرجاء المكان عندما هبطت فتاتان على سقف ممر الآركيد القريب المكسو بالثلج.
نجمة وملكة توكيواداي قد نزلتا من السماء.
- الجزء 2
لم يترددن في الهجوم.
انتشرت المعادن السوداء على ظهر ميساكا ميكوتو كأجنحةٍ شيطانية. ضمّت مجموعة من الأسلحة الثقيلة: مدفعٌ رشاش ومنشارٌ كهربائي ومدفعٌ ذو سبطانة ملساء ونصلٌ قاطعٌ حراري وقاذف صواريخ متعدد ومثقابٌ كبير ومدفع بلازما وغيرهم من المعدات الهائلة الكثير، وكلها اتصلت بقاعدة صاروخَين توأمين.
A.A.A.
أنتي-أرت-أتاتشمنت، أو كما عُرف بالبدلة المضادة للسحر. ذلك الجهاز كان صندوقا أسود غامض حتى #3 نفسها لم تكن تعرف غرضه الأساسي.
ولكن هذا وحده لم يكن كافيًا لتفسير ما يحدث الآن.
في حين أن ميكوتو يمكنها التحليق في السماء بفضل هذه المعدات الخاصة، فإن شوكُهو ميساكي —المصنفة الخامسة بين المستوى 5— لم يكن من المفترض أن تكون قادرة على تحقيق مثل هذا الإنجاز البدني. ومع هذا كانت تواكب تحركات ميكوتو المجهزة بالكامل، وتقفز بسرعة من أسطح المباني إلى سقف الأركيد المكسو العتيق (والذي بدا قديمًا بفضل الطلاء المحترف "المتسخ" المستخدم عادة لنماذج السفن الحربية).
كيف تمكنت من ذلك؟
الإجابة واضحة:
«........أعلم أن هذا الجهاز من أحدث التقنيات، لكن أما وجدتِ شيئًا أدفئ لهذا الوقت من العام؟»
«آههه، برررد، بررردد. اذهبي واشكي لبديلتي، ميتسواري آيو!»
هناك فتاةٌ أخرى امتلكت قوةً نفسية مشابهةً للّتي عند شوكُهو ميساكي. ولقد استخدمت عدة أنواع من الدعم الميكانيكي لتعوّض نقصها الإسبري حتى استطاعت أن تغلب خامسة المستوى 5.
تضمنت تلك المعدات [نظام الفايف أوفر OS] و[الفايف أوفر] نفسه.
كلاهما عُرِفا بـ [نموذج: مِنتل آوت].
للتحكم في هذا الجهاز الغريب، الذي حاول إعادة إنتاج قدرات #5 ميكانيكيًا، لبست ميتسواري آيو بدلةً خاصة.
ولكن...
«برر، بررر، بررردد»
«بلبس السباحة—هَهَه—وبرجلَين مشكوفتَين—آه هَهَهَه!—وفي برد ديسمبر—آه هَهَهَهَهَه!»
«آه اخرسي!! لماذا اخترتِ هذا التصميم الكريه لهذا الموسم والمكان يا ميتسواري-سااان~!؟»
«وبملابس ضيقةُ الضيق—بففف آهَهَهَهَهَه! شوفي، كأن فرجك انتفخ من ضيق تلك المنطقة»
«لا ما انتفخ!! لا أصدق تِلْكَ الفتاة! هل دفعها شعور العزلة لأن تصير منحرفةً مستعرضة أم ماذا؟!»
كانت شوكُهو تُمسك بجسدها تواجه البرد، لكنها كانت تصرخ بيأسٍ مع ارتفاع حرارة جسدها أعلى من غيرها هنا. بدا أن الخجل والحرج كان أدفئ للإنسان من معاطف الفرو والأوشحة.
رغم تصميمها المجنون الأشبه بدروع على شكل بيكيني، كانت القدرات الدفاعية لتلك المعدات حقيقيةً قوية.
وعدوهما الذي كان عليهما هزيمته على الفور كان يقف أمامهما.
(لا تبدو لي أنها تُخفي حاويةً زجاجية أو أي حَبّاتٍ أخرى.)
أساسًا، ما كانت تلبس إلا قطعة قماش رقيقة بالكاد غطتها. فكان من المستبعد أن تخفي أي شيء تحت ذلك، لكن هل يعني هذا أنها بلا وسيلة للدفاع ضد الميكروبات الخاصة التي لن تستطيع حتى المدينة الأكاديمية علاجها؟
أم تُرى عندها أجسامٌ مضادة تحميها داخل جسدها؟
سواء كان لتفتيش ممتلكاتها أو لإجراء عليها الفحوصات في المستشفى، كان أفضل قولٌ لهما في التعامل معها هي بإفقادها الوعي والقبض عليها.
«حسنٌ،» قالت الفتاة الصغيرة شبه العارية التي تدعى آنا سبرنجل. «لقد منحتكم وقتا كثير، لذا سأفترض أنّهُ لم ينتشر في كامل جسده بعد. ولكني أراكم تجعلونني أنتظر أكثر، فلمَ لا أسرّع الأحداث قليلا؟»
ميساكا ميكوتو قد رأت آنّا البارحة واليوم الذي سبقه. لم تلاحظ وقتها، لكن كان هناك اختلاف واضح بينها وبين بقية الأطفال الذين انشغلوا بهواتفهم يطاردون الشخصية محدودة الإصدار: الشيطانة الآلية ماما نويل (وهي بطلة خارقة مفرطة القوة دمّرت ثلاثة عوالم أخرى قبل أن تصل إلى الأرض وهي في الحقيقة وحيدة فقط). في الفتاة شيءٌ خفي يُحيطها، الظلال في عينيها، والابتسامة التي ترتسم على شفتيها. شيء ما جلب في نفس غرابةً ويُشعرها أنها أقدم بكثير من ميكوتو وشوكُهو. لم تستطع ميكوتو التخلص من احساس أنها تنظر إلى صورة شبحٍ مزيفة رخيصة أو مثل هذا.
كانت الفتاة تمسك مخروط الآيس كريم مثل الميكروفون، لكنها ألقت ما تبقى منه بلا اكتراث خلف ظهرها. وبينما طار في الهواء وسقط خلفها، شكّلت شفاهها الحلوة كلمة واحدة:
«حَـٰضِنَةٌ» [2]
طااا!! ملأ المكان موجةٌ من الصدمة أشبه بانفجار.
طارت الطاولات والكراسي أمام المتاجر بعيدًا، وسقطت زينة شجرة الكرسماس ورجل الثلج، وأُلقي بالناس المارة بلا رحمة على الأرض. تحطمت نوافذ المحلات وحتى السقف الشفاف للأركيد المغطى بالثلج.
«ميساكا-سااان!!»
«أعلم!!»
إذا استخدمت ميكوتو مغناطيسيتها في المعادن وسيطرت شوكُهو على الأطفال والعاملين فاقدي الوعي، فقد يمنعان شظايا الزجاج الثلجي من تمزيق جلود الناس العُزل السائرين أدناه.
بقيت ميساكا ميكوتو معلقة في مكانها بمعداتها، بينما قفزت شوكُهو ميساكي إلى الأرض بعد أن انهار موطئ قدمها.
فقدت منطقة التسوق حمايتها الشفافة مما أدخل الرياح والثلوج.
وذلك أكثر من كافي أن يُجمد الناس المغشيين حتى الموت.
«لا بد أن نغير المكان!!»
«وتحسبينها تسمح لنا؟ سأستخدم مِنتل آوت لأُحرّك هؤلاء الناس بعيدًا، لذا اكسبي لي وقتا حتى أتم!!»
(ما الذي كان ذلك الشيء أصلاً؟)
كانت ميكوتو مصدومةً مذهولة.
ما الذي تسبب في تلك الموجة الصادمة؟
وما ذلك الجُرم العملاق الذي ظهر خلف الفتاة الصغيرة؟
كان الجسم المعدني أكثر من مترين ارتفاعًا، مما جعله أطول من آنّا نفسها. كان يشع بضوء فضي باهت ويحوم في الهواء الفارغ.
هل تسبب ظهوره في شق الهواء؟
هذا يعني أنه يعمل بطريقة مختلفة تمامًا عن الانتقال الآني لـشيراي كُروكو. انتقال تلك الفتاة لم يكن له مثل هذا التأثير العنيف.
لقد تسبب في هذا الضرر الكبير بمجرد ظهوره.
ما كان لميكوتو أدنى فكرة عن ماهيته، لكنها تعلم أن فيه تهديدٌ عظيم.
(كيف خزنت هذا؟ إذا كانت تخزن اللقاح أو الترياق أو غيرها من وسائل الدفاع الأخرى بالطريقة ذاتها، فهل يقدر أحدٌ آخر غيرها على إخراجها؟!)
عضت ميكوتو شفتها وأخرجت عُملة أركيد نقدية.
وضعت العملة المعدنية على إبهامها وهي تحافظ على تموضعها في الهواء، لكن حركتها توقفت فجأة.
كانت الفتاة الصغيرة تشير إلى وسط صدرها بإبهامها مُرحِّبةً متحدية.
«ارميني بأفضل ما عندك»
«..........»
«تلك "القوة" قد صُدَّت مسبقًا بجزء ضئيل مما توفّره شركتنا خفيانية R&C لأي شخص حول العالم، فهل تحسبين حقًا أنه يؤذيني؟»
«ء، إيه!!»
فعلت ميكوتو.
اهتز الهواء بانفجار مدوٍ، وحرق شعاع من الضوء الفراغ، لكن خط الدمار المستقيم لم يكن هو الـريلغن الذي يقذف المعدن بثلاثة أضعاف سرعة الصوت.
بل كان رمحًا من البرق.
خشيت ميكوتو أن تواجه ذلك الصد مرة أخرى. ومع ذلك، هذا الرمح البرقي كان مُعززًا بالـA.A.A. . كان من السهل أن يخترق بدلات المطاط المستخدمة من قبل العمال في أبراج نقل الكهرباء، وربما يتسبب فورًا في توقف قلب أي إنسانٍ عادي يصيبه.
لكن.....
«جبانة»
سمعت كلمةً ملأها احتقارٌ وشفقة.
لم تتحرك آنا سبرنجل ولو خطوة رغم أنها كانت محاطة بالغبار المشحون كهربائيا. كما أن الكرة المعدنية بقيت ثابتة في مكانها.
(ما.....حدث؟)
هبطت ميكوتو من السقف المحطم للأركيد إلى الأرض. بدت بائسة، لكن آنا بدت معجبة.
«أوه، لم تقعي فيها؟»
«......»
«تمامًا كالسابق، لربما انتهى الأمر تمامًا لو لم تري ذلك. فهل يا ترى استخدمتِ المغناطيسية الأرضية؟ أم ربما الاهتزازات الدقيقة غير القابلة للكشف في الصفائح؟ بصراحة أعجبتِني قليل. فحتى الجانب العلمي قادر على اكتشاف تلك الألغام الأرضية التي تُصنع بتشوهات خطوط لاي الأرضية»
ضحكت آنا وأشارت بإبهامها إلى خلفها فوق كتفها.
وهي تتفاخر بالجُرم المعدني هناك.
«أيا قشرةً بلا-روح. ويا بيضة الفيلسوف ويا تابوت الشَفَاف. اسمعوني، تعويذةً لا تشرد أبدا ومستورةٌ حتى في اللوحات والموسيقى. لا أسعى لحجر أحمر، فأظهروا لي نتيجةً ذميمةً مشوهة. فحتى تبقى القذارة قذارة، سَلّيني بخفاءٍ لا أعرفه ولا أُقَدّر»
أوكانت تلك عجلة سفينة عملاق في الوسط تمامًا؟
أمسكت الفتاة الصغيرة بها بيدها الصغيرة وأدارتها بكل بساطة. أصدر صوت طحن مستمر وكأن العديد من التروس الثقيلة تتحرك معه. ظهرت عدة شقوق على الكرة، وانفتحت بطريقة أكثر تعقيدًا من خزنة بنك.
(تباً، أذلك هو الهجوم الفعلي؟!)
لا بد أن في داخلها شيءٌ لا يصدق.
كان الختم يُفتح.
ولا داعي أن تنتظر. علمت ميكوتو أنها يجب أن تنهي الأمر قبل أن تظهر محتويات الجُرم الكروي، لذا وعلى الفور جهّزت المعدات المتقدمة التي ترتديها.
لكنها كانت أبطئ للحظةٍ فقط.
وكأن التوقيت قد حُسب بدقة مسبقًا ليعمل هكذا.
وسط قعقعة عالية خاصة، ظهر [الشيء].
كان، غصن شجرة عادي تمامًا.
تجمد عقل ميكوتو.
بصراحة، لم تعرف ما يعنيه هذا.
تفرّع الغصن عدة مرات ليتخذ شكل يد كبيرة. لم يكن أسْمَكَ من خنصر المرء. وفيه يحمل بعض الأوراق الخضراء الصلبة المبعثرة، لكن ميكوتو لم تستطع تحديد نوع الشجرة التي جاء منها.
حبست أنفاسها، لكن لسبب ما، بدت آنا سبرنجل منزعجة ونفخت وجنتيها من الداخل. أطلقت أنفاسها ببطء، ليتحول ذلك إلى تنهدٍ واضح.
«ويلٌ لهذا، فشل آخر»
«حقًا......!!!؟؟؟»
لم تنتظر لحظةً أطول.
هل يمكن أن آنّا قد أصابت ذلك الأحمق بشيءٍ لا أهمية له لدرجة أنها تركت الأمر للصدفة؟
وفي عشية الكرسماس من بين كل الليالي؟
كل الأسلحة التي شكلت الأجنحة الشيطانية توجهت نحو آنا سبرنجل. كانت جميعها قوية كفاية لأن تغرق سفينة حربية، لكن ميكوتو تجاوزت مرحلة القلق بشأن مدى قوة خصمها.
ولكن.
كان تعليق آنا التالي مليئًا بلامبالاةٍ تامة.
«الفوز بهذا وحده لسهلٌ لدرجة الممل»
شعرت ميكوتو وكأن الريح صدمت جانب وجهها.
لكن في الواقع، تمزقت نصف الأجنحة الشيطانية للـA.A.A. من الجهة اليمنى كما لو كانت مصنوعة من ورق مبلل.
الستار الأبيض للثلج المتطاير انقشع بعد لحظة قصيرة.
ما زالت المسافة بينهما كبيرة.
الفتاة الصغيرة التي لم يُغطي جسدها سوى بطانية رقيقة حركت الغصن بخفة ذراعها.
«ما؟!»
لكن من المبكر كثيرا أن تتفاجئ.
انفجرت محركات الصواريخ المزدوجة واشتعل الوقود الخاص المتسرب منها. وكان شكل الـ#3 ميكوتو قد ابتلعه وميضٌ من ضوءٍ ساطع كالشمس.
«مي—»
كان الانفجار كبيرًا للغاية لدرجة أنه ما كان بممكنٍ أن يُسببه بنزينٌ عادي.
«ميساكا-ساااان!؟»
حتى صرخة شوكُهو اختفت وسط الضوضاء.
ما كان لأحد أن يسمعها، لكن آنا همست بنبرةٍ غَنّائة.
أو ربما لم تكن تركز على "عدوها" أساسًا.
«أقْدَمُ السياط في العالم قيل إنها صُنعت من غصن شجرة رقيقة، وليس من الجلد أو الحبال»
دوّرت الغصن حتى استقر على كتفها العاري.
كان هذا مثل قيام ميكوتو بقذف قطعة نقدية بسرعةٍ تفوق الصوت ثلاث مرات.
في يد إنسانٍ خارق حقيقي ينظر للأمور من زاوية مختلفة، يمكن حتى لغصن شجرة بسيط أن يحقق نتائج مذهلة بهذا الشكل.
«كانت أولى المقذوفات حجارة، وأولى الشاشات الدخانية أعشابًا مجففة، وأولى الأسلحة البيولوجية جثثًا، أما أولى الشفرات فكانت... في الواقع، لست متأكدةً إن كانت من حجرٍ أم عظام. التاريخ والتقاليد تجدها في كل بقاع العالم. ويمكن أن تُستخرج جوهرها من أي شيء. فإذا بذلت الجهد—»
«مهلا، الجوهر؟ عن ماذا تتحدثـ—»
«بما حسبتني كنت أشرحه لتوّي أيتها الرعغغد! كهوفند—آآآااهه—هينغظك!؟»
فجأة، طرأ تغيير على آنّا.
تحركت بينما كانت شوكُهو متجمدة في مكانها عاجزةً عن الحركة.
ذلك الغصن النحيل بَدَا جدًا رخيص، ومع ذلك استطاع أن يقضي على المصنفة الثالثة بانفجار ضخم لربما قتلها أو لا. إذا وصلت الإبرة إلى نهاية المقياس، ستُقتل عبثا. بلا أدنى كرامة. شوكُهو ميساكي كانت متقنة لكل شيء يتعلق بالعقل البشري، لذا لم تحتج أن تنظر في المرآة لتعرف أي تعبير عَبّرت. كان هذا تعبير من سحب بطاقة خطأ.
وفي المقابل، أفعال آنا كانت أوضح وأجلى. لم تكن تلك هجمات تهدف للقتل.
ركلت الماسكوت (الشخصية التميمة) الواقفة أمام مخبز قريب وأسقطت الغصن عليه. لم تتوقف حتى بعد أن مزقت رأسه.
كان هذا مرعبًا بطريقة مختلفة تمامًا عن رؤية سلاح بسيط أو جيش.
كان الأمر أشبه برؤية الطالبة المثالية المجتهدة وهي تمارس عنفا تنمري.
«كنتم يا أيها الناس دائمًا ما تفعلون هذا! دائمًا، دائمًا، دائمًا، دائمًا!! أعلمكم كل الأمور الصحيحة منذ البداية، ورغم ذلك تقولون أنها مرهقة للغاية! فتسلكون أقصر الطرق وتحاولون أن تستمتعوا بإحساس الإتقان دون بذل وقتٍ أو جهدٍ حقيقي!! وإن أوداكم ذلك إلى فشلٍ حتمي، فذلك يكون خطئي؟ أنتم لا تفهمون—تغك—ما تفعلونه، ولكنكم مع ذلك ترون في أنفسكم أهلاً لانتقادي؟ جديًا تحسبون؟! جديًا بحقٍّ—كعع—تحسبون؟! لا! تشككوا! بي!! ~~~تنشسوهغلف~~~! آآآغغه، هناك غرض وراء كل خطوة، لذا تعلموا كل شيء بالترتيب!! لا تحاولوا أن تفهموه بأنفسكم! لا تفترضوا أنكم تستطيعون—نتد—العثور على الإجابة بأنفسكم!! إذا فعلتم فقط ما أطلبه منكم، فلكم أن تجدوا الإجابات وستفهمون كل شيء، يا ببفدهكتوه!!!!!!»
ذلك قد تمزق إلى أشلاء.
ما كان في السابق جذعًا أصبح الآن مجرد كتل بلاستيكية متناثرة.
لكن الوحش لابد أنه لاحظ عيون الفتاة الشقراء المذهولة تنظر إليه.
«اهفف.»
رفعت نظرها من رأس الماسكوت المقطوع، وضمت يديها مع الغصن الغامض في إحداهما، وابتسمت ابتسامة مشرقة.
فتحدثت بلسان بالغةٍ واثقة بدت أغرب على جسد بنتٍ صغيرة.
«آه، آسفة على هذا. لكنني الآن سأشرح لكِ كل شيء»
«........»
كانت شوكُهو تُغوى بحديثها.
على أنها تعلم أن هذه إشارة سيئة.
الفتاة #5 كانت شبه لا تُقهر.
فهي صاحبة أقوى قدرة نفسية. ربما تواجه صعوبة في غابة مجهولة أو وسط صحراء، لكنها لا تُمَس في مدينة كبيرة مليئة بالناس. ومع ذلك، هناك بعض الذين كانت تفضل ألّا تتورط معهم حتى في تلك الظروف.
على سبيل المثال، المصنف الأول الذي يربط كل شيء بالعنف، أو المصنف الثاني الذي لم يعد فردًا واحدًا بل انقسم إلى درجة جعلت من غير الواضح ما إذا كانت الإرادة الكلية لـ"كاكيني تيتوكو" ستلتزم بوعدٍ حتى لو تفاوضت مع كل فرع فرد منه وحصلت على موافقتهم جميعا. كان مثل هذين الوحشين قادرين على تدمير جماعة كبيرة بمفردهم.
وهذه الفتاة مثلهم.
التلاعب بالعقول لم يكفي حتى يهدئ لها بال أمامها.
«نعم، أين كنت؟ كنتِ تسمعين، فلا شك أنك تعلمين، لا؟»
«ش، شيءٌ عن الاحترام والتبجيل....»
«آه، نعم! أولئك من يسعون وراء دم ابن الإله أو لفائف البردي القديمة ما هم إلا فاشلون صغار يبحثون فقط عن هيبة صورية. كنتِ تستمعين؟ شاطرة يا بنت☆»
الفتاة (التي بدت على الأقل صغيرة في السن) ضحكت ونفت كل ما كان أمامها.
نعم، الإصغاء إليها، اتباع قواعدها، وكسب رضاها لم يكن ضمانًا للبقاء حيا.
أساسا، كانوا بالفعل في خضم قتال.
«وحتى لقب المستوى الخامس هنا في مدينة الأكاديمية لا يختلف.»
- الجزء 3
ارتعشت شوكُهو ميساكي.
قفزت بسرعة لتختبئ خلف غطاء وكأن لعنةً شلّت حركتها قد رُفِعت عنها توّاً. قد شكّت في أن الحاجز الخرساني الذي لا يتجاوز ارتفاعه مستوى الورك —والذي يفصل الطريق عن مساحة المقهى— قد يصد هجوم آنا، لكنها لم ترغب في البقاء واقفة في العراء.
فلقد هُزمت #3 المدينة الأكاديمية في القتال من أول حركة.
لكن أكثر مما فعلته آنا، فإن ميكوتو قد وقعت ضحية انفجار معداتها نفسها، وتلاشت وسط وميض ساطع من الضوء. لم تستطع شوكُهو أن تركز وتستنج فيما حدث لها. إذا لم تستطع الفتاة الأخرى القتال بعد الآن، فهذا هو الأمر. وأنّ إسبرة نفسية مثل شوكُهو ما عساها أن تمد يدها إلى وقودٍ صاروخي مشتعل فتسحب منه جسد إنسان يحترق.
حتى من هنا، شعرت بالحرارة وكأنها إبر رفيعة تنغرس في جسدها.
لكنها لم تشعر بأي دفء ناتج عن ذلك. ظل برد ديسمبر حاضرًا، واستمرت الثلوج تلسع جسدها، وكانت تلك الحرارة الزائدة تسبب أضرارًا إضافية لبشرة الفتاة الشقراء العسلية.
على أقل الأقل، لم تنتشر النيران إلى المحال التجارية في هذا الحي التجاري (الذي يبدو) قديم.
(بصراحة إني مندهشة لشعوري بالخيانة. على أنني أكره الاعتراف، لكن يبدو أنني كنت أعتمد على ميساكا-سان أكثر مما تتصور.)
ولكنها لا تزال عاجزة عن الهروب.
ذلك الفتى لن يصمد طويلًا إذا لم تُهزم آنا هنا. وكانت شوكُهو هي من في ورطة إذا ضيّع كلا الجانبين أثر الآخر فتفرقوا في المدينة.
مدت يدها بقوة وهي تربض بركبتيها مثنيتين تُحاول أن تمسك سلسلة شنطتها الممتلئة بالريموتات. بطريقة ما، تمكنت من سحبها إليها.
سمعت صوتًا يشبه شد المطاط السميك أو الجلد. الصوت صَدَرَ مِن ما بين ساقي بدلتها حينما مدّت نفسها للوصول إلى الشنطة فوضعت نوعًا من الضغط عليها.
توقفت عندما انجذبت أفكارها إلى ذلك الجزء من جسدها. لم تفكر كثيرًا في هذا الأمر قبلاً، لكن الآن ما عادت تقدر على التجاهل. أفهل كان غريبا عليها أن تفكر في مثل هذه الظروف؟ نعم، لعلها كانت تشتت نفسها عن المصيبة التي تعيشها.
كلمات ميكوتو المزعجة صدت في ذهنها.
(ما هو بمنتفخ، صح؟)
نظرت أسفلها وهي رابضة، لكنها لم تستطع التأكد من تلك الزاوية. كانت تعرف أنه ليس بوقته. تدرك حقًا. لكن هناك أمور لا بد أن تتحقق منها الفتاة. عضت شفتها السفلى وسحبت أداة محظورة: مِرآة.
(هممم؟)
كانت الملكة تتلوى خلف غطاءٍ وهي تحمل مِرآة صغيرة توجهها لمكانٍ خاص جدًا، لكن....
«هَيه.»
«هوووويياااااهه!!!؟؟»
«؟»
قفزت #5 الملكة حرفيًا عندما سمعت صوتًا عاديًا من خلف الحاجز الخرساني.
كانت آنا سبرنجل، بنظرتها المعتادة التي توحي بأنها تعرف كل شيء، تقف هناك مُمَيّلةً رأسها بفضول.
لكن المِرآة لم تكن هي المشكلة الحقيقية هنا. بل الأشياء الأخرى في الشنطة: الريموتات العديدة.
كانت حياة شوكُهو مهددة بالفعل بفضل هجمات العدو وانفجار حليفها وتلاشيه، لكنها مع ذلك سحبت ريموت تلفاز من شنطتها المعلقة على كتفها. كان هذا العنصر مفتاح قوة خامسة المدينة الأكاديمية، مِنتل آوت.
كانت قوتها متعددة الاستخدامات لدرجة أنها واجهت صعوبة في استخدامها بشكلٍ صحيح دون تقسيمها إلى فئات وتنظيمها.
حالما وَجّهت الريموت وضغطت الزر بإبهامها، اهتز رأس آنا سبرنجل بطريقة غير طبيعية، وكأنه ضُرب بمضرب لا يُرى من الجانب.
لكن....
«هذا لن يجدي معي.»
«إببه!؟»
(تعافت؟! لا، بل لم يفلح!!)
كان هذا أسوأ من أن تتولى المصنف #1 أو #2، رغم أنها تستطيع أن تسيطر عليهما ولكن كان عليها أن تبقى حذرة منهما.
لم تتوقع أبدًا أن قوتها لن تعمل على أحد. وليس لأنهم منعوها وصدّوها بالقوة مثلما تفعل ميساكا ميكوتو.
«لقد أخطأتِ في افتراضك أن القدرة الخارقة على التحكم في الناس تسمح لكِ بفهم بِنيَتي العقلية والسيطرة عليها. لو آملتِ أن تفهمي عقل آنا سبرنجل، فدرّبي نفسكِ أولاً لدرجة تُسيطري على ملاكٍ كامل.»
مِنتل آوت لم تعمل.
قوة شوكُهو قوية، لكنها لا تعمل على القطط أو الكلاب.
وإذا كانت قوتها النفسية لا تعمل على العدو، فإن خيارها الوحيد الباقي هو أن تستخدمها على الآخرين لتكسب بيادق أكثر. لكن ذلك يعني أن ترسل أبرياءً ليُقتلوا على يدي آنا. وهذا سيترك أثرًا مريرًا في نفسها.
في الواقع، لا أحد يستطيع الصمود أمام هذه الفتاة.
حتى ذاك قد هُزم بقُبلةٍ واحدةٍ هجومية.
لهذا السبب لم تحضر شوكُهو معها أي طالبة بقوة مفيدة رغم أنها ملكة أكبر زمرةٍ في توكيواداي. ما عاد الأمر يتعلق بالمنطق. فها هي أسطورة تنهار. حتى شوكُهو ميساكي نفسها لم تكن مستعدة لتحمل عبء حياة فردٍ آخر إن كان في مواجهة آنّا.
(بالمناسبة، ماذا تفعل خاوية العقل تلك الآن؟ بسقوط أمازونيتنا المقاتلة، حتى إبعاد الناس العاديين عن الخطر بات أمرًا صعب!)
كان عليها أن تفعل هذا جسديا دون المِنتل آوت. كانت ترتدي المعدات الخاصة المرتبطة [بالفايف أوفر]، لكن القدرات الجسدية العامة التي تمنحها الآلة لها لن تكفيها لتفوق ميكوتو قوةً.
(ومما يقلقني أن ميتسواري-سان لم تُزِل مُحددات هذه البدلة خلال تلك المعركة. ألعاب الجانب المظلم لا تتبع معايير السلامة، لذا آمل ألا أجد مشكلة مع هذا الشيء.)
مع هزيمة #3 في هجوم واحد، لم ترَ شوكُهو كيف تتجنب الهزيمة مهما قفزت وتحرّكت.
لذلك كان عليها أن تجد طريقة أخرى.....
أيُّ طريقة أخرى؟!!
«إذن، أيُّها ستكون هذه المرة يا ترى؟»
سمعت شوكُهو صوت معدن ثقيل يطحن بعضه ببعض.
حتى مع تساقط الثلج عليها من سقف صالة الأركيد المكسور، ألقت آنا سبرنجل الغصن العادي جانبًا وبدأت تُدَوّر العجلة المتصلة بالكرة التي بلغ قطرها مترين.
لم يكن تحقيق نصرٍ منطقي تمامًا مصدر إلهام أو إثارة لها.
لذلك اختارت أن تضحك الآن وقد أدخلت "عشوائيةً" في المعركة مرة أخرى.
تلك الكائن الخارق التي تجاوزت حدود البشر قد وصلت إلى نقطةٍ تستمتع فيها عندما تتخلى عنها سيدة الحظ.
«لا تستسلمي، وربما تفوزين في النهاية. ولكن ليس بسبب أي شيء تفعليه—بل لأن حظي ينفد. ولكن إن لم تواصلي شراء التذاكر، فلن تربحي اليانصيب أبدًا.»
«.......ءءء!!!؟؟؟»
مع صوت مكتوم، ظهرت شبكة معقدة من الشقوق على الكرة، وفُتحت لتكشف عن...
«حبلٌ.»
أهذه هي الأداة التي ستستخدمها لتواجه واحدة من أقوى القوى في مدينة الأكاديمية؟
كانت خردة عادية تمامًا، تبدو بالية لدرجة تكاد تنقطع في أي لحظة، لكن الآنسة سبرنجل كانت تدندن بابتسامة طفلة صغيرة عادت إلى قاعدتها السرية وهي تستعرض بفخر جائزةً وجدتها على الأرض.
ولن تجد في هذا أي أسطورة.
مجرد خدعةٍ بسيطةٍ صريحة.
ومع ذلك ظلت الفتاة كما هي. الفرق بينها وبين خصمها كان ساحقًا كبيرًا. لدرجة أن آنا نفسها بدت ملولة حتى الموت.
«إذن، هاكِ سؤال: ما هو أقدم شكل لهذه الأداة في العالم؟»
- الجزء 4
ضحكت آنا سبرنجل.
وفكرت أن تخفف عن خصمها إذا أجابت صحيحًا، لكن تلك الفتاة لم تُظهر نيّة للمحاولة. استدارت 180، ولمّا انتشرت خصلات شعرها الأشقر العسلي خلفها؛ بدأ ماراثونها بأقصى سرعة.
(إيه، التخفيف عنها يعني فقط موتًا بطيئًا وأكثر ألمًا بدل موت فوري يخلو منه الألم).
ما بدا على الفتاة محاولة هربٍ فعلية.
أكان هذا تراجعًا مؤقتًا لتختبئ فتهجم هجوما مفاجئا لاحقًا؟
(أعجبني كيف أنها على استعداد أن تخاطر بحياتها من أجل ترياق قد لا يكون موجودًا من الأساس).
«أنتِ معتادة على العمل خلف الكواليس، أليس كذلك؟ أفهل اعتدتِ أن تأمري الآخرين أن يرهقوا أعداءك بينما ترتاحين في موقع آمن؟ أم أنكِ في الواقع خائفة من أن تُعرّضي هؤلاء الأطفال للخطر؟ هَهَهَه. هذه ثقافة المدرسة، ولا؟ كلكم أطفال، لكنكم أيها الطلاب الكبار (سينباي) تتحملون أعمالا أكثر من باقيكم.»
الفتاة التي ما بدت أكبر من عشر سنوات لم تتحرك خطوة من مكانها. ابتسامتها بقيت، ومع ذلك لم تخفي الملل على وجهها وهي تلوح بيدها الصغيرة جانبًا.
ثم أعطت الإجابة على سؤالها.
«هذه من أقدم أشكال الربط في العالم، فضلها يرجع لمصر القديمة.»
سمعوا أشياء عديدة تخترق الهواء.
ولم تهم المسافة بينهما.
بدا الحبل القديم مهترئًا يكاد ينقطع إذا حَمَلَ وزن جسدٍ ما، لكن زعيمة الروز اقتدرت أن تستخرج جوهره بلا حدود. بهذا، ستُقيّد حتى كويكبًا ساقطًا من السماء فتُبقيه ثابتًا في الهواء.
(الهرب يعني فقط أن أدوس على "لغمٍ أرضي" مشوه في خطوط الطاقة الأرضية (لاي) فتنفجر عليّ).
ولكن.....
«وَعغه!!!؟؟؟»
صرخت شوكهُو ميساكي بصوت غريب فسقطت على الأرض أمامها.
آنا سبرنجل لم تفعل لها شيئًا.
الثلوج التي تراكمت من تحطم السقف ربما جعلت من الأرض زلقة بللة.
الحبل الذي ألقته آنا أخطأ هدفه تمامًا، مرَّ مباشرة فوق رأس ملكة توكيواداي، ولُفَّ بإحكام حول أحد أعمدة السقف المقنطر. مجرد جذب خفيف بيدها الصغيرة كان كافيًا ليُحدث ضغطًا هائلًا يكسر العمود.
آنا استخدمت أقدم سوط في العالم ولغم أرضي مستمد من خطوط لاي الأرضية، ولكن خصمتها تجنبت كليهما في نفس الوقت. ولم يكن ذلك بقدراتٍ إسبرية أو التكنولوجيا خاصة من نتاج المدينة الأكاديمية. كان ذلك ببساطة بسبب افتقار الفتاة للقدرة الرياضية.
الآنسة الاسبرنجل بنفسها حدقت غير مصدقه.
صحيح أن شوكُهو ميساكي كانت ترتدي بدلة تدعم قدراتها البدنية.
ليست بدلة قوية مصممة للقتال، لكنها كانت قطعة غريبة من تكنولوجيا مدينة الأكاديمية حصلت عليها من الجانب المظلم. شوكُهو كانت قادرة على تحمل رصاصة مسدس في الجذع دون أن تترنح، وأمكنها أن ترفع سيارة عادية عن الأرض بذراعيها فقط.
لكن ذلك لا يعني أنها تغلبت على نقص قدراتها الأساسية بالمرة.
لو أنّ شوكُهو ميساكي اتبعت الحركات الصحيحة كما كُتب في الكتيبات، لقُتلت على الفور، ولبَدَتْ آنا كعادتها مَلولة. أو لو أن البدلة التي ترتديها قد حسّنت من حركاتها استنادًا إلى بيانات قتالية مأخوذة من أساتذة الفنون القتالية، لكانت آنا الآن تضحك ساخرة. ولاعتبرت أن تلك البدلة التكنولوجية المتقدمة كانت مجرد طريقة أخرى لغلب هيبة أسلافها.
ولكن هذا لم يكن ما حدث.
شوكُهو ميساكي نجت بطريقتها.
توقعات آنا فشلت. لم تتلقَّ النتيجة المتوقعة. ظهرت ثغرة أو نقطة ضعف في العالم هنا، وقد قلبت توقعات آنا الدقيقة بحركة واحدة فقط.
ربما كان شيئًا بسيطًا للغاية، ولكنه كان أيضًا جميلًا رائعًا وغير معقول......،
«آهَه☆»
تلك الحلاوة لسعت في عقلها.
كانت تعلم أن هذه إحدى عاداتها السيئة، لكنها استسلمت لها على أي حال.
وكأن عدوًا قويًّا لم يسبق له مثيل ظهر فجأة وسط مرحلةٍ متكررةٍ مملةٍ من التدريب.
تركت الحبل الذي كان من المفترض أن يكون ضربتها الأكيدة، ثم دوّرت عجلة قشرة اللا-روح مرة أخرى. مع صوت طحن آخر، الجرم الكروي العملاق انفتح تزامنا مع ظهور شقوق معقدة، ثم مدّت يدها الصغيرة بشدةٍ لتلتقط ما انبثق من الداخل.
كان وجه خصمها محمرًا من الإحراج كثيرًا وهي تحاول النهوض على قدميها وتستمر في هربها. تأرجح شعرها الأشقر الطويل من جانبٍ لجانب وهي تحاول مغادرة الأركيد.
«إهـ هِهِه، آهـ هَهَهَهَهَهَه!! يا لحظك! حظك بحقٍّ يكسر الصخر!! إيه، لا أستغرب بما أنكِ فزتِ في سباق النجاة القاسي للجينات لتولدي وإلى اليوم أمامي تقفين، لذا أرى أنكِ قد أثبتِ جدارة حظك! لـٰكِنْ—هيهي—ما حسبتُكِ أبدًا تجعليني أضحك لهذا الحد. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه!!»
الجرم المعدني أصدر صوت طحن آخر أثناء انفتاحه. لم يعد يخفي شيئًا عن آنا.
«بفف. آهـ هَهَهَه! مضى زمنٌ منذ حصلت على شيء بهذه الندرة! هذا من القرن العشرين!!»
«خ.»
كان غصن الشجرة والحبل الضعيف مدمرين رهيبين. عبست شوكُهو وخافت مِمّا سيأتي، لكنها ذُهِلت تمامًا مما ظهر.
كانت كتلةً فضية. لم تكن أكثر من كرة بقطر 58 سنتيمترًا، لكنها بدت أثقل بكثير من البولينغ عندما سقطت على الأرض. تكسر الأسفلت تحتها. لكن الوثائق الرسمية ذكرت أن وزن كرة البولينغ قد يصل 84 كيلوجرامًا، لذا هذا متوقع. كما كانت تحتوي على أربع قضبان معدنية تمتد خلفها مثل ذيل مذنب.
بمعنى آخر...
هذا كان...
«سبوتنيك☆ هل الأقمار الصناعية أنسب لكِ يا آنسة الجانب العلمي؟»
«مهلا مهلا.......»
«الجوهر الذي يمكنني استخراجه من هذا هو أول إطلاقٍ مداري في العالم. رغم أن المسكينة الوحدانية لايكا كانت على متن ثاني مركبة سبوتنيك. الآن، آمل أن تستمتعي بموتٍ نادر الندرة كهذا!!»
في اللحظة التي رفعت فيها آنا يدها من بعيد، ارتفع شعر شوكُهو متحديًا الجاذبية. كانت قد خرجت من منطقة التسوق، مما يعني أنه لم يعد هناك سقف أركيد يحميها. فقط السماء المغطاة بالثلوج العنيفة تنتظرها أعلاها.
«آهخ يا ورطتي. أقسم أنّ قدرة هذه النكتة لا تُضحك. من جِدّها تريد أن تقذفني بعيدا بهذا؟!»
شحب وجهها وحاولت بقدر ما تستطيع أن تركض مبتعدة، لكن.....
«إييـء؟!»
التوى كاحلها الأيمن في اتجاه غريب وترنحت إلى الجانب فسقطت. ويبدو أن توقعات آنا وحساباتها لم تأخذان ذلك في الحسبان، لأن لوحة موقف الحافلة جوارها تمزقت من الأرض وقُذفت إلى السماء المكسوة بالثلج بدلاً من الفتاة. فقط السماء الزرقاء كانت بانتظارها.
«هيي هيي. حقًا إنكِ ممتعة.»
«آهخ.»
«أكثر، أكثر، أكثر، أكثر!!»
ابتهجت آنا بسوء حظها.
أخرجت الشيء التالي. كان حجرًا عاديًا بحجم قبضة اليد. لا، كان فيهِ تجويف صغير أدخلت الفتاة الصغيرة إصبعها فيه. ما التقطته لم يكن طلاءًا. كانت مادة سميكة؛ تميل للحُمرة والسواد...
«هَهَهَه، آهـ هَهَهه. أقدم أداة كتابة في العالم كانت الفحم. قبل ورق البردي أو الرق، حفظ البشر سجلاتهم بأن يمزجوا الفحم بالدم أو الشحم فيفركونه على جدران الكهوف.»
حتى أنها لعقت شفتيها وهي تهمس بالإجابة.
عبثت بالمادة على أطراف أصابعها، وحركت يدها كما لو كانت تنقش شيئًا على العالم أجمع.
«بمعنى آخر، كل كتب السحر بدأت من هنا.»
كتبت على طاولة مستديرة قريبة.
كتبت على عمود فولاذي مقاوم للصدأ قد تجنب الكسر.
كتبت على زينة رجل الثلج الموضوعة أمام متجر لبيع الآيس كريم.
وجميعها تحولت إلى كتب سحرية أصيلة تستمد طاقتها من [خطوط لاي] الأرضية للدفاع عن نفسها باستقلالية.
-كزز-، بدأت كلها تصدر أصواتًا متصدعة لمّا تحركت. تحركت أرجل الطاولة الأربع كما لو كانت حيوانًا، وانحنى العمود الفولاذي وزحف كدودة الأرض، وابتسامة رجل الثلج اكتسبت إرادةً واضحة. وكلهم "حدّقوا" باتجاه شوكُهو ميساكي التي كانت تحاول الفرار بعد أن سقطت.
«هيّا. انقضوا☆»
امتثلت تلك الأشياء لأمر آنا الكسول والملول فاندفعوا نحو الفتاة؛ كلٌّ بطريقته.
-كررخ- اهتز الهواء.
وتناثر الثلج الجديد المتراكم بعيدًا بينما بدأت الأشياء تتحرك.
آنا لاحظت مرة أخرى "حظ" فتاة المدرسة الإعدادية عندما لم تلتفت فورًا لترى ملاحقيها. كانت هذه كتبًا سحرية حقيقية، وإن كانت مرتجلة. لو أن كلماتها المكتوبة عرضيًا دخلت مجال رؤيتها، لغزت دماغها وهاجمت ولأخرجت الدم يتدفق من كل ثقب في وجهها.
«وَه!!»
في هذا الوضع المهدد للحياة.
لم تتخيل آنا أبدًا أن تراها تركض مباشرة فتصطدم بعمود عَنَفَة الرياح (توربينة).
الطاولة قد تجاوزت هدفها ثم استدارت لتقطع طريقها مثل كلب مطارد، لكن التصادم غير المتوقع أفقدها التركيز، مما جعلها تصطدم بجدار خرساني بدلاً من هدفها.
«بفف!؟»
عندما وضعت شوكُهو ميساكي يديها على الأرض ونهضت بصعوبة، كان العمود الفولاذي الزاحف موجودًا بوضوح في مركز رؤيتها. ولكن بسبب الدُوار الناتج عن الألم في أنفها والتوتر الذي تعيشه هنا، لم تصل الكلمات المكتوبة أبدًا إلى عقلها. تمكنت من تجاهل ما كان أمامها مباشرة؛ وهذا أنقذ حياتها.
آنا سبرنجل ما عساها إلا أن تُمسك بطنها بكلتا يديها وتضحك.
«آهَهَهَهَهَهَهَه!!!!!! نعم، أعجبتني. كاميجو توما شيقٌ إن كان مادةً خام أعمل عليها، لكنه اعتاد على سوء حظه فتعلم كيف يتعامل معه، لذا فهو عاملٌ لا يتغير كثيرا. أما أنتِ، فأنتِ متعة بحق. حقًا تحاولين فعل كل شيء بمثالية، ولكنكِ سيئة يائسة في ذلك لدرجةٍ تُنقذك. نعم، نعم. تخطيتِ كل توقعاتي!!!»
وكيف رَدّت ملكة توكيواداي أثناء هروبها؟
«في هذه المدينة ملكةٌ واحدة: أنا!!»
(الآن استوعبتُ لماذا ميتسواري-سان لم تُطفئ محددات البدلة مهما يئست وقتها. هذه البدلة تضخم جانبك اللارياضي أيضًا، لذا فإن تسارعًا واحدًا غير محسوب قد يُعثّرك أو يُصدمك بجدار ضِعف السرعة، وكانت تريد أن تتجنب تدميرا ذاتيا كهذا؟!)
شوكوهُو ميساكي، والدموع تملأ عينيها، أمسكت أنفها المحمر بيدها وتصرخ بغضب لخصمتها وراءها.
آنا قد وصفت كاميجو توما "بالمادة الخام".
سوف تُندِمُها على القول. ولسوف تجعلها تعترف بأي لقاح أو ترياق تخفيه. وسوف تفعل المستحيل لتحقق ذلك، تماما كما كانت ملكةً قاسية ستفعل.
آنا سبرنجل كانت تمشي بخطى هادئة عبر منطقة التسوق وأخرجت رأسها من الآركيد ثم نظرت قليلاً إلى الجانب.
عندها حدثت.
-قععء!!!-
عملةٌ معدنية من عملات الآركيد انطلقت من أعلى المبنى بسرعةٍ سبقت الصوت بثلاثة أضعاف.
اختر اسم وأكتب شيء جميل :)